رواية عشق تحدي الموت
بقلم منى سراج
#الفصل الخامس
طارق: عايزك دايما سعيده وبتضحكي
في وجودي او بعدي عنك
واني حتى في بعدي عنك مهم حصل اعرفي انك كنتي الامل والنور اللي كنت عايش عشانه وان حياتي بوجودك وموتى بفراقك
طارق:بس انا النهارده سعيد قوي اني فتحتلك الباب عشان احررك من شر نفسي واحرر نفسي من حبك ووجعك اللي هحس بيه بمجرد دبلة علاء ما تكون بين صوابعك
انا النهارده هنتحر يا ندا وارتاح من الوجع انا بقالي سنتين بوعدك اني هتعالج ودلوقتي فعلا هاريحك صدقيني والله
وهو يربت على كتفها يحاول ضمها لاخر مره ولكن منع نفسه من الاقتراب منها وبتلك النبرة الباسمه
طارق: يلا عشان هتتأخري
التفتت اليه وهى تغادر تتطلع وبنظرة حزينة
ندي: قصدك ايه بأنك هتريحني
ابتسم وهو يستدير
طارق: ولا حاجه انا بس رومانسي شويه اتحركي يلا بدل
ما ارجع في كلامي واخطفك تاني
طارق: يلا عشان انا عايز اكرهك ولو فضلتي قدامي ممكن اضعف خليني دلوقتي افتكر انك بعتيني بتخليكي عني عايز الفكره دي تفضل جوه عقلي لحد النهايه وانك ما تستهليش حبي ابدا
طارق: اخرجي يا ندى يلا مش ده اللي كنت عايزاه اني اكرهك وأ سيبك اهووو انا بنفذ كل اللي انتي عايزاه
وبتلك النبرة القاتله
طارق : انا دلوقتي بتخلي عن حبك وبسيبك ووعد مني انك مش هتشوفيني تاني ابدا اخر مره المسك اخر مره اضمك
واخر مرة هشوف عينك الحلوه واخر مره اكون سبب في دموعك وقهرتك انا اسف على كل وجع قلبك وداعا يا ندا
انتفض جسدها وهي تتذكر تلك الكلمات التي لم تعي وقتها ما هو معناها الحقيقي وان طارق كان يودعها ولكن لم تكن تعي ما يقصده
لتخرج مسرعة من غرفتها بعد انتهاء الخطبه بفزع يجتاح قلبها وشعورها بكلمات طارق لها كانت وداع ويراها علاء الجالس مع عمه وهي تسرع للخارج وبنبرة حانقة ينتفض واقفا يسرع اليه ويقف امامه يقطع الطريق
علاء: راحه فين مالك في ايه وشك اصفر كده ليه
وبنبرة مفزوعة قلقة
تدي: انا لازم انزل حالا و بعدين نتكلم عشان مستعجلة
وهو يراها تسرع نحو الباب والتف ابيها مسرعا اليه والقلق يجتاحه والفزع بداخله وهو يتطلع اليها
انت هتسيبها تروح لواحدها روح معاها شوف في ايه بنتي وانا عارفها اكيد في حاجه في دماغها
علاء: حاضر يا عمي ثواني وهو ينزل خلفها وبصوت مسموع
علاء: استني يا ندى انا جاي معاكي
لتركب بسيارتها وهو خلفها ولم تبالي ولم تستمع اليه وانطلقت مسرعة بسيارتها وهو خلفها وطوال الطريق تفكر في طارق وكلماته وفي عقلها تلك الفكرة المرعبه من كلمات طارق اليها وبتلك النبره
ندي: اياك يا طارق واياك يكون اللي في دماغي صح و انك هتسبني بالطريقه دي و تغضب ربنا عليك
وبغيظ َوحقد يغزو علاء وهو يتحدث لنفسه
علاء: المجنونة دي هتبوظ مخططي كله اني اخلص منه طارق ايه اللي بتعمليه ده يا ندى راحه فين دلوقتي
ويمر الوقت وتتوقف ندى امام شقه المعادي التي يملكها طارق وتفتح الباب مسرعه ويتوقف علاء بسرعه يراها تنزل وتقف امام باب السياره مصدومه صارخه
وهي ترى سياره الاسعاف واقفه ورجال ابيه تحت العماره لتركض صارخه وخلفها علاء الذي لم يستطع الامساك بها وهي تركض نحو سياره الاسعاف وهي ترى طارق يحملونه في سياره الاسعاف
وهي لا تستطيع التنفس تسرع نحوه لتمسك يده وبنبرة مميته تغزو قلبها
ندي: طارق طارق فيك اي يا طارق رد عليه
امسكها احد رجال الحرس يمنعها من الاقتراب حتى يقوموا بأخذ طارق على المشفى
ندى : سيبني طارق ماله في ايه ايه اللي حصل له
انتفض علاء نحو ها وهو يجذبها من يدها
علاء: اهدي اهدي يا ندى هنعرف دلوقتي بس تعالي هنا واسمعيني
تدمع عيناها وهي تدفعه بعيدا عنها
ندي: سيبني انا لازم اعرف ما له ايه اللي حصله
اقترب على منها وهو يعلم ما تشعر به الان من قهر بداخلها وهو يطلب منها الهدوء
علي: اهدى يا انسه ندى انا بنفسي هطمنك اول ما نوصل المستشفى بس لازم تسيبي الناس تشوف شغلها عشان نلحقه
وبنبره حانقه والدموع تسيل من عيناها
ندي: انا هركب عربيه الاسعاف معاهم ما حدش هيقدر يمنعني فاهم
علاء بأنفعال وهو يحدق اليها وعيناه تنطلق منها شرارت الغضب والحقد
علاء: انتي أتجننتي يا ندى انتي خطيبتي عايزه تركبي مع حبيبك السابق عربيه الاسعاف وكمان قدامي من غير حياه حتى
انتفض جسدها حانقه وهي لا تصدق تلك الكلمات الغريبة المريضة فطارق فاقد الوعي يموت وهو يشعر بالغيرة من انسان لا يدرك حتى رمقته بأشمئزاز وهي تنزع من يدها دبله الخطبه
ندي: انت مجنون حبيبي بيموت بسببي انا وانا اللي جنيت عليه بأيدي بس هصلح دلوقتي حالا
وهي تنزع الدبله وتلقيها في وجه وبنبرة حانقه
ندي: انا مش ليك ولا هكون يا علاء
وهي تنتفض من امامه تركب سياره الاسعاف تجلس بجوار طارق الذي غاب عن الوعي في حاله خطيره لتجلس بقربه وانطلقت سياره الاسعاف وجلست دامعت العينين
والطبيب يحاول انعاش قلبه وتشعر بالقلق من تحركاتهم ونظراتهم وهي تحاول الفهم
ندى : في ايه يا دكتور
وشعرت بالقلق من صمت و نظرات الطبيب وهو يحاول انعاش قلبه في
ندى : ايه يا دكتور
حاولت الممرضه ابعادها عنه
الممرضة : اهدى يا انسه خلينا نشوف شغلنا وننقذ حياه المريض لازم نسعفه حالا
اقتربت منه وهي تمسك يده تتوسل اليه
ندي: طارق اياك تسيبني يا طارق سمعني انا ندى والله انا جنبك
والدموع تسيل من عينها منهارة
ندي: طارق انا مش هاسيبك قاوم عشاني يا طارق انا اسفه سمعني
وهي تقترب تقبل راسه باكيه منهارة
ندي: انا معاك والله العظيم ما هاسيبك ابدا بس انت اياك تسيبيني يا طارق انا اللي هاموت هاموت لو سبتني مش هاسيبك ابدا حتى الموت مش هيمنعني اكون معاك ولا يفرقني عنك لاني مش هاعيش بعدك يا طارق ما تحرقش قلبي انا اسفه سامحني يا طارق
رمقها الطبيب بانفعال
الطبيب : يا انسه ارجوكي
وهو يتوجه وحديثه الى الممرضه
الممرضة : ارجوكي ابعدي حالا خلينا نشوف شغلنا المريض بيضعف بيموت
لتخرج تلك الصرخه من داخلها
ندي: طارق
واقف علاء تغلي الدماء في عروقه وهو يرى الدبله بين يديه وترك ندى له وسط الطريق يغمض عينه وهو يشعر بالغيره رغم انه يعلم ان ندى سوف تعود اليه وان طارق يموت وانها ستفقده الى الابد
ارتسمت على وجهه تلك السعاده وبنبرة هادئه
طارق : ساعات يا ندى انا دلوقتي كنت متغاظ منك بس خلاص هينتهي و هتلبسي اسود على حبيب القلب وبعدين هتبقى بتاعتي
رن الهاتف ليخرجه من سرواله وبهدوء
علاء: ايوه
انا نفذت كل أؤامرك يا كبير الواد زمانه مات دلوقتي
وانا نفذت اوامرك بالحرف الواحد حقنة وحدة نهت حياة طارق حسب أؤمرك
طارق: انا عرفت دلوقتي تقدر تروح لمازن انا سايب معاه الفلوس ومش عايزك تظهر تختفي
ولا اكنك كنت موجود في الحياه فاهم يا عماد ولا تحب اخفيك بطريقتي سامعني.
وبنبرة مهزوزة على الطرف الآخر
عماد : لا يا كبير انا هختفى وانا بتاعك وعمري ما هاتكلم ولا هاقول كلمه انك انت اللي كنت السبب في ادمان طارق ودلوقت موته
وبنبرة حانقه يشعر بالغضب
علاء: انت اتجننت اخرس حد ممكن يسمعك انا بس كنت بزيحه من طريقي عشان ندى هو اللي جانه على نفسه لما احب ندى وخطبها وخذها مني وانا بحبها الحب ده كله كان لازم اخلص منه وبطريقتى
علاء : وبعدين انا لو احتجتك قريب هاكلمك
عماد : اوكي يا كبير
اقفل الهاتف وهو مرعوب ارتسمت على وجهه تلك النظرة المرعبة
عماد :سمعت الاعتراف وسجلته كمان اهو يا باشا اهو زي ما وعدتك وزي ما انت عايز سلمتك علاء زي مااتفقنا
رمقه فتحي بعيناه وبغيظ وقلب مفجوع على ابنه
فتحي: انت وعلاء هتدفعو ثمن حياه ابني موتك وعذابك انت وهو مش كفايه هتشوفو ايام كلها عذاب
اغمض عينيه يحاول السيطره على انفعاله وهو يخرج من تلك الغرفه وخلفه رجاله
يمر الوقت ودخل طارق المستشفى في حاله حرجه بين الحياه والموت يحاول الاطباء اسعافه وانعاشه
جلسه ندى بالخارج باكيه منتظره الأطباء دخل من باب المشفى مسرع ابيه وامه واخواته في حاله انهيار تام
وقفت ندى عند رؤيتهم وهي تكاد يغمى عليها من الالم
اقتربت نجوى منها بسرعه وهي منهاره وبنبرة قاتله محروقه القلب
نجوي: ندى ايه اللي حصل يا ندى طارق فين طمنيني عليه
دمعت عيناها بأنفعال وحزن ولم تستطيع التحدث اقتربت منهارة وارتمت بين احضانها
يوسون بعضهم البعض وبنظره ونبرة قاتله
ندي: هموت لو حصله حاجه انا السبب انا السبب انا اللي سبته لوحده يا ريتني كان انقطع لساني قبل ما افكر
او انطق كلمة انهى اللي بينا، بسببي انا بيموت دلوقتي يا طنط انا اللي عملت فيه كده أخد جرعه زياده بسببي عشان مقدرش يشوفني وانا مع راجل غيره
رمقها فتحي بعينه وهي شبه منهارة تلوم نفسها اقترب وهو يجذبه نحوه يجلسها بجواره وبنبرة ممتعضه
فتحي: انا كنت زعلان منك قوي يا ندى لانك سبتي طارق في ظرف زي ده انا مش بلومك بس هنتكلم لما نطمن عليه ان شاء الله
فتحي : بس اللي عايزه اقوله انك مش انت السبب عشان تلومي نفسك على اللي حصل لي طارق، طارق عمره ما كان يفكر انه يموت نفسه ابدا ويموت كافر حد حاول يقتل طارق
انتفض جسدها واقفه وبتلك النبرة المرعوبه
ندي: انت بتقول ايه يا عمي حد كان عايز يقتل طارق
جذبها من يدهت حتى لا يسمعها احد في المشفى ويحذر القاتل تطلع اليها وهو يربت على كتفها
اقعدي اهدئي وبعدين نتكلم
جلست بأنفعال وهي لا تصدق مشغوله البال بنبره قلقه
ندي: مش مصدقه يا عمي ان ممكن حد يحاول يقتل طارق ومين يقدر اصلا وليه
تطلع عليها وهو يشعر بالحنق يغزوه
فتحي: صدقيني يا بنتي في نفوس مريضه كثير قوي وقلوب سودا
وهو يربت على كتفها يقف بقلق يغزوه على ابنه ويمر الوقت ويشعر الجميع بالقلق من تاخر الاطباء وتمر الدقائق ثقيله كأنما هي ساعات و يمر الوقت
ويستدعى الطبيب بهدوء لمكتبه عائله طارق وجلس فتحي وزوجته وندى التي لم تجف دموعها من النزول من عينيها
اعتدل الطبيب وبنبرة هادئه و نظرات تمتلئ بالاسف اول حاجه يا فتحي بيه
الطيب : انا بعتذر بس اني بلغت البوليس لان الجرعه اللي كانت في جسم طارق كبيره قوي و يعني حتى لو هو حاول ينتحر مش هتكون بالكميه دي كلها انا شبه متاكد ان يكون في حد حاول يقتل طارق بجرعه زياده بس الحمدلله لحقته على اخر لحظة ومحاولة القتل البوليس هو اللي هيحقق في الموضوع ونعرف الجاني
احنى راسه وهو يتنهد فتلك الكلمات ستكون قاسية عليهم وبنبرة هادئه
الطبيب : وتاني هام طارق
انتفض جسد ندى وبنبرة قلقة
ندي: مالو طارق في ايه
الطبيب : هو في حاله مش مطمئنه و مش هكذب عليكم ادعوله ربنا يكون معه احنا عملنا اللي علينا والباقي على ربنا
هو عايش لحد دلوقتي لان ربنا عايز انه يعيش لحد الدقيقه دي
وهو بنفسه متمسك بالحياه ولازم يكون عنده الدافع للبقاء طبعا ومشيئه الله قبل كل شيء طارق شاب قوي بس الادمان شيطان و ضعفو ولعب بيه
رمقه فتحي بعيون شبه دامعة و بنبره تمتلئ حزن والالم على ابنه الوحيد
فتخي: انا املي في ربنا كبير يا دكتور وكان عندك حق في كلامك في حد فعلا حاول يقتل ابني وانا بنفسي هاقدم الدليل ضده للبوليس
رمقته ندى بعينيها متسائله تحاول معرفه من القاتل
ندي: مين يا عمي انت عارف الشخص اللي حاول يقتله
اوما براسه
فتحي: بعدين يا ندى هاتعرفي كل حاجه مش وقته يا بنتي انا عارف ان قلبك وجعك على طارق بس كل شيء بأوانه
وهو يربت على كتفها يحاول تهدئتها
ندي: بس دلوقتي طارق اهم
وبنبرة تمتلي لهفة
ندي: انا عايزه اشوفه يا دكتور ارجوك
الطبيب : يا انسه ندى انا ما اقدرش اسمح لك دلوقتي تشوفيه هو في غيبوبه للاسف ادعوله
دمعت عيناها وهي تتطلع بعيون وقلب منهار مفتور وبتلك النبره الحزينه المميته
ندي: مش انت بتقول ان حالته خطيره يعني ممكن
وهي تضع يدها على فمها لا تريد التفوه بتلك الكلمه القاتله لتعاود الحديث مره اخرى مقهورة
ندي: لازم تفهمني وتسمعني وتقدر اللي انا فيه انا غلطت في حق طارق قوي طارق قلبه كبير هايحس بيه
ندي: انا كنت فاكره اني انا لوحدى اللي بتألم وموجوعه انا غلطانه في حقه لدرجه اني مش هاقدر اعيش بالذنب ده لو حصل له حاجه
ندي: طارق ان كان عايش لحد دلوقتي بفضل ربنا وعشقه وحبه تقدر تقول كده ان حب طارق بيتحداني انا بفراقي له وواجعي له واني اختارت غلط ارجوك خليني اشوفه
طارق بيتحدى الموت بالحب خليني اعتذر منه يمكن يسمعني ويرجعلي تاني
وحبي وعشقي له يتحدى الالم ويتحدي الخداع والكراهيه والشيطان نفسه ويرجعلي حبيبي ارجوك خليني اكون معاه لو لدقائق بس، مش كتير على طارق دقايق منى
لتنهار باكيه
ندي: ارجوك
لتقف نجوى مننتفضه وتضمها هي الاخرى منهارة وبنبرة متالمه
نجوي: هايعيش يا ندى ابني عمره ماأذي حد الخيانه جات من القريب وربنا ما يرضاش بالظلم ابدا دموعك وقهرتك انا كمان السبب فيها
لاني فكرت بعدك هيفيده اتاري كنت بأذى ابني ويا ريت اللي أذاه كان عنده شفقة طارق في حياته ما اذى حد ابدا
ابتعدت عنها تتطلع اليها
ندي: انا عارفه ان طارق عمره ما اذى حد
هو بنبره متالمه حزينة ماذش غير نفسه
وبنبرة حانقة
لا يا ندى طارق مااذاش نفسه طارق ما ادمنش المخدرات بمزاجه طارق انخدع
وقفت مصدومه مزهولة
ندي: قصدك ايه ياطنط
نجوى قصدي ان الي أزي طارق ابن عمك علاء.