رواية اقبلني كما انا الفصل السابع والعشرون27 بقلم فاطمة الزهراء عرفات

رواية اقبلني كما انا الفصل السابع والعشرون


اقبلني كما انا 

بقلم فاطمة الزهراء عرفات 

 (الفصل السابع والعشرون) 

........................ 

تابع بدر الحديث بنبرة اقرب للرزانة رغم ارتباكه الداخلي: هبقا اجي ازورك.. مع السلامة

أمسكت ڤيكتوريا أبنه وحدثته بأعتراض: ليه؟ ده بيتك الحقيقي

رمش بجفنيه بتوتر ثم زفر على مهل وأجابها مردداً بجدية: آآ.. بس ماتربتش ولا عيشت فيه.. مش هكون مرتاح







تفهم السكندر حديثه فأسرع بتهدئة زوجته: سيبيه يا ڤيكتوريا على راحته

رمقته بشكر وهزت رأسها معترضة في قولها: انت بتقول ايه؟ ده ابننا ازاي يكون آآآ

قاطعها بنبرة جادة متريثة: فاكرة لما جينا مصر اول مرة وعمي عاملنا بطريقة وحشة.. كنتي ديما بتقولي مش عارفة تعيشي هنا وعاوزة ترجعي لبلدك. وبيتك وأوضتك وحشتك هى واهلك وناسك رغم اللي عملوه.. بدر زيك يا ڤيكتوريا.. انا متأكد انه هيجي ويزورنا

بلل بدر شفتيه في قلبه حديث يريد ان يقوله تشجع وقال بجدية مترددة: انا عاوز اطلب منكم طلبين.. الاول تيجي معايا للأحوال المدنية واعدل اسمي اللي في البطاقة وشهادة الميلاد من بدر الدين لطه محمود لبدر الدين السكندر 








والطلب التاني انا عاوز اخطب ومحتاجكم انتوا تيجوا معايا

لم يصدق السكندر مسامعه من شدة فرحته أحتضن ابنه وظل يردد: موافق يا حبيبي.. مش الاسم اللي بيحدد الانسان مسلم او مسيحي اهم حاجة الصفات اللي امرنا بيها الرب نتحلى بيها.. في ناس كتيرة اسمها محمد وفاطمة وعيسى ومريم والاسم خسارة فيهم

أبتسمت ڤيكتوريا ونظرت لأبنائها بسعادة، تذكر رفائيل مرضه ليهتف به. بمقاطعة: انت لازم تتعالج الاول يا بدر وبعدين اعمل اللي عاوز تعمله بس اهم حاجة صحتك 

حدجه بدر بغضب على نطقه فنظر السكندر لبدر وقال بعدم استيعاب: تتعالج؟.. تتعالج من ايه؟

صمت بدر ولم يرد عليه فأكمل رفائيل القول بجدية: بدر عنده الصرع ولازم يتعالج







شهقت ڤيكتوريا بصدمة كبيرة غير مصدقة مسامعها هى والسكندر صادم بجانبها بهول للموقف ثم نطق بصوت متحشرج: من ايه؟

جز چايدن على أسنانه بنفاذ صبر وهتف ليفيقهم من صدمتهم بنبرة جادة: فككم من جو الصاعبنيات ده اللي مابيأكلش عيش.. دلوقتي كلنا عرفنا بمرض بدر ولازم يتعالج ومايقعدش في بيته لوحده هو يجـ

قاطعه بدر بنبرة متريثة غالب عليها التوسل: انا ماهقدرش اعيش هنا وماتضغطوش عليا اكتر من كده.. والمرض اللي عندي حاجة بسيطة.. انا اتعودت عليه

رمقته ڤيكتوريا بحدة وهتفت بحزن يغلب عليه القلق: بور فاڤور بدر.. بلاش الكلام اللي بيخليني حزينة






لم يتمالك نفسه من حديثها للغة العربية بصعوبة ظهر شبه أبتسامة جانبية على ثغره، كانت ماريا تعلم بقصة حبه من رفيقتها مكية فأردفت بتعلثم: اتعالج عشان الناس اللي بتحبك وبتحبها.. اللي بيحب مايحبش يشوف حبيبه بيتألم ويزعل عليه

شرد بمكية الفتاة التي عشقها بشدة مبالغ بها ولكن ضاق وجه عند تكرار القول بأن يسكن معهم 

فلاحظ رفائيل لذلك كان يعلم بأن الضغط عليه سيزيد من تدهور حالته ليقول بتفهم: المهم انك تتعالج بس هتعيش فين في فترة علاجك؟

مط بدر شفتيه وأجابه بجدية: عند عمتي.. انا عيشت معاها سنين كتيرة وأكلت من ايدها







تحدث السكندر بنبرة تساؤل متوجس: يعني وافقت انك تتعالج؟

صمت لبرهة بمشاعر مختلطة وذكريات مشوبة متناقضة في رأسه، وضع رفائيل يده على كتف أخيه الكبير: هو وافق من زمان.. مش صح يا بيبو

أبتسم مجاملاً له وتنهد في بصوت اثناء زفيره وهو يومأ برأسه بموافقة، تحدثت ڤيكتوريا بالتماس متشكك: هتيجي؟

أومأ برأسه ورد بنبرة خافتة: كل يوم هجي اسلم عليكي

أبتسمت له وأحتضنته لتستقر رأسها على صدره ربت بدر على كتفها بأرتباك ثم رفعت بصرها له ألتقت العيون المصطبغة بلون واحد الى حد كبير يشبها






همست بحنان امومة له: تيكيرو (انا بحبك)

اسرع چايدن بالترجة يردد بمزاح: بتقولك انها بتحبك.. الكلمة الاسبانية اللي اعرفها هى وبور فاڤور.. انت مابتعرفش اسباني؟

همس بدر بأبتسامة وهو يبتعد عن حضن والدته: بعرف اتكلم فرنساوي

أكمل رفائيل قوله بمزاح: طب اعمل حسابك اننا هنروح معاك وهنلازمك في فترة العلاج

تمتم بدر بالموافقة وغادر من منزل عائلته بأبتسامة شعر بالسعادة والدفء رغم انه قضى سواد الليل فقط ولكن عند الحديث وخوفهم الذي ظهر بالفعل في مشاعرهم قرر ان يتعالج فتوجه عازماً على فعل شيء






..............................

بأحد المطاعم كانت جالسة مودة مع رفيقاتها يتحدثون ويمرحون في أمور عامة ومضحكة، أردفت رفيقتها بنبرة تساؤل بعد ان لاحظت شرودها ونظرها بالهاتف كل ثانية: في ايه يا مودة مش على بعضك؟ 

نظرت مودة مجدداً في الهاتف وقالت بضيق: الزفت مازن.. برن عليه بقالي ايام ومابيردش عليا

أرتشفت رفيقتها العصير وأجابتها بملل: انتوا لسة متخانقين؟ 

أومأت برأسها ونطقت بوعيد: اصل الناقص ناقص ديما.. الواطي نسى نفسه بيكلم مين؟








عاودت فتاة أخرى التساؤل بحنق: وانتي اصلا بتكلمي ولاد تاني ليه؟ مش كفاية اخر مرة الخناقة اللي حصلت بينك وبين ياسمين ومديرة المدرية كانت هترفدك وهتبلغ اهلك بس ربنا سترها

هتفت مودة بضيق بعد ان تغيرت قسمات وجهها للغضب: عليا مش احسن مني.. انا كنت بحب حسام زميلي وهو حبها وفضلها عني كان لازم اوقع بينهم عشان يبعدوا ويفترقوا.. انا دلوقتي بحب مازان







وأتخانقنا خناقة بسيطة بقاله يومين رافض يرد عليا..  و.. مش ده مازن وياسمين اللي معاه

ألتفت الفتاتين للخلف وتفاجأوا من قىابة الشاب مازن في بداية العشرينات ومعه فتاة من عمر مودة يقتربوا منهن

وقفت بدهشة كبيرة ثم أشارت عليه بتعلثم: انتوا تعرفوا بعض؟ 

أومأت ياسمين رأسها وهتفت بتشفي: انا ومازن أتخطبنا.. عقبالك

لم تستوعب مودة الحديث الذي ألقى على مسامعها فرددت بصدمة: أتخطبتوا؟ ازاي ده حصل.. مازن بيحبني انا؟ مش صح؟ 








أمسك مازن بيد ياسمين ورفع كفها فظهرت الدبلة وهمس بأبتسامة خبيثة: لأ مش صح.. ياسمين خطيبتي وبحبها

رمشت بعينيها ونظرت لرفيقتيها بصدمة كبيرة وتابعت قولها المرتبك: انت كنت بتتسلى بيا؟ 

زاد وسع الأبتسامة على وجهه ثم همس بمكر شيطاني: اه بتسلى بيكي.. انا لقيت الأجمل والأحلى منك.. ايه اللي يجبرني ارتبط بواحدة زيك.. سواد قلبها بقع على وشها

رفعت يديها بعدم تصديق من قوله اللازع رددت له بانكار:  انت بتقول ايه؟ انا جميلة وحلوة

لم تتمالك ياسمين فضحكت بصوت عالي وقالت لها بسخرية: مين اللي فهمك انك حلوة يا بت.. ده انتي اللي سماكي مودة ظلمك لا فيكي جمال ولا دلال عبارة عن بومة ماشية على الأرض.. كنت بقول انك طالعة لأختك مكية مغرورة






بس أختك احسن منك بكتير تابت ورجعت لحياتها وربنا مش زيك بتبوظ حياة الناس عشان الغيرة

صاحت مودة بحدة مبالغة وأرتفعت نبرة صوتها بوعيد: انا اغير منك انتي.. هو انا اتعميت فيـ

قاطتعها ياسمين بنبرة شامتة: شششش.. الناس بتبص علينا.. يلا بينا يا بيبي

تأبطت بمازن والتفتوا ليغادروا أمسكت مودة من غيظها مشروبها وقامت بحدفه على ظهر ياسمين بغضب كبير ألتفت لها وحدجتها شذرا بوعيد: انتي عاوزة تتربي على ايدي؟







لم تنتظرها مودة ثم أسرعت بالأقتراب منها وأمسكتها من ياقتها وبدأ الشجار بينهم كل فتاة تجذب الأخرى من حجابها وملابسها تجمع جميع الناس بالمطعم لأبعادهم وكان في نادل ممسك

صينية عليها مشروب ساخن يحاول الحديث بتريث دفعته ياسمين ليسقط المشروب على وجه مودة التي صرخت بألم كبير، مازن بضيق: هى اللي بدأت ورشت العصير عليها الأول






ساعدت الرفيقتان مودة على النهوض وجففوا وجهها وهى مستمرة بالبكاء والصراخ كان الحرق يؤلمها خرجت مع رفيقتها من المطعم هدأتها واحدة بنبرة فاترة: يا بنتي كفاية عياط.. هى محمرة شوية بس ماهتشوهش وشك.. القهوة كانت دافية مش سخنة اوي

الأن مودة في حالة مذرية حجابها خارج منه خصلات شعرها المشعثة وثيابها عير مهندما ووجها يؤلما بشدة غسلت وجهها بالمياه الباردة التي في زجاجتها ونطقت بحزن: وشي اتشوه يا عليا







هزت رأسها بسخرية وهى تجيبها على مصض: بلاش هبل يا مودة.. مافيش حاجة أتشوهت.. اتمنى تكوني خدتي درس في اللي حصلك..  آدي اخرة الأرتباط اللي من ورا الأهل.. خديها عبرة وماتكررهاش تاني

وضعت منديل ورقي على وجهها وهتفت بحنق: انتوا شامتنين فيا؟ هى دي الصحوبية بتاعتكم؟ ابعدوا

دفعت رفيقتها وغادرت من اماهم بمظهرها الفظ وسارت الى منزلها وهى تبكي تحطم قلبها عندما تذكرت الموقف والقهوة التي سكبت عليها








عند وصولها الى الطابق التي تمكس به طرقت الباب وفتحت والدتها ثم هتفت بصدمة: ايه اللي عمل فيكي كده؟ ومال وشك؟

دلفت مودة للصالة وتعلثمت ثم أصطنعت الجدية: آآ.. انا اتخانقت مع زميلتي عشان بتغير مني وهى اللي ضربتني الأول.. بقولك يا ماما هو انا وحشة؟

هزت هالة رأسها بنفي ووضعت اصبعها اسفل ذقن أبنتها وقالت بجدية: مافيش حد وحش يا مودة كل انسان ربنا رزقه بحاجة تخليه جميل ومميز عن التاني.. وعيب ان حد يقول للتاني انت وحش.. لأنه بيعيب في ربنا غيري هدومك المتبهدلة دي

أكملت مودة سيرها ولكن قبل ان تدلف لغرفتها ترددت ثم طرقت بخفوت ودلفت أعتقدت مكية انها مريم لتقول بجدية وهى تنظر للزهور: من امتى الأدب يا مريم ما أنتي بتدخلي وانا نايمة وبتفزعيني








أتاه صوت مودة بتردد: انا مش مريم

ألتفتت مكية وحدجت شقيقتها بتعجب عن منظرها المذري سألتها بجدية: مين اللي عمل فيكي كده؟

أغلقت مودة الباب وعاودت الأقتراب منها ثم أجابتها بعبرات متحجرة في مقلتيها: زقت الراجل والقهوة عليا وعلى وشي

رفعت مكية حاجبيها للأعلى ثم رددت بتساؤل اكبر: هى مين؟

أكملت مودة حديثها بنبرة حزينة تجاهد بكبت عبراتها من التدحرج: كانت صحبتي.. هو وشي أتشوه يا مكية القهوة السخنة تعمله اثار للحروق







عاودت النظر للزهور ثم قالت بفتور: ماعرفش انا مش دكتورة.. بس انتي واقفة قدامي من غير اثار كبيرة.. ابقي حطي عليها تلج

أحست مودة بالجفاء في معاملتها وقالت بتريث: شكراً ليكي

أصطنعت مكية الأهتمام بالزهور لا تهتم بقولها فرددت مودة القول بأسف: مكية انتي مش سمعاني؟

نهضت مكية وغادرت غرفتها بصمت تام تنهدت مودة ثم دلف لغرفتها، جلست مكية تشاهد التلفاز بملل سمعت طرق بالخارج بحثت بعينيها عن طرحة فوجدتها ملقية على الاريكة بدون اكتراث أرتدتها وعندما فتحت الباب تجمدت تعابير وجها

حدثها بدر بنبرة ساخرة: القط كل لسانك؟








نفضت رأسها للجانبين وقت بصوت متحشرج: نعم؟

أبتسم بدر بخفوت تابع حديثه: جاي اقولك اني هغيب فترة و..

قاطعته بنبرة مرتفعة وعدم استيعاب: نعم؟؟؟

أومأ بدر رأسه وعلى وجه مرسوم ابتسامة جميلة: انا هتعالج يا مكية.. هغيب فترة وهرجع اتقدملك ومعايا اهلي

أتسعت عينيها في ذهول تام وكانت سترد لولا صوته المبتسم: ايوة زي ماسمعتي.. انا سامحتهم.. تعرفي رغم الاختلاف اللي بينا واني ماتكلمتش معاهم كتير بس حاسس اني اعرفهم من زمان اوي.. احساس غريب بس حلو

ثم أخرج من جيبه مفتاح ومده له قائلاً بحبور: في الفترة اللي هغيبها انا مش هقدر أأمن على الورد غيرك انتي

أخذت منه المفتاح وهى في غاية سعادتها تغير كثيراً همس مرة أخرة بنبرة ترجي: أوعديني انك مش هتكوني لحد غيري







أومأت مكية رأسها بتأكيد وهمست بصوت يكاد يكون مسموع نسبياً: اوعدك

أبتسم لها ونظر نظرة أخيرة على وجهها وهمس بنبرة جذابة: هتوحشيني

ألتفت ليدلف لداخل المصعد سمع صوتها الذي يعشقه تقول له: هستناك؟

ألتفت لها وأجابها بتأكيد: وأنا مش هتأخر

ظلت تنظر له حتى أغلق الباب بالكامل ونزل لأسفل توجه بدر لشقته وأخذ حقيبة ملابسه التي أعدها وقام بأطفاء النور الكامل بالشقة وتوجه بها الى شقة عمته

........................ 

سمعت توحيدة طرق على الباب فقامت هى وفتحته تفاجأت ببدر ممسك بحقيبته ظنت انه عاد لها دون ان يسمع عائلته قص عليها وعلى فارس كل شيء 








وعلى عزمه لبدأ رحلة العلاج، نطقت توحيدة بعدم فهم: طب لما أنت سامحت أهلك ليه مش ساكن معاهم؟ 

تحدث بدر بنبرة رزينة: ماهقدرش اعيش معاهم.. انا ماعيشتش معاهم زمان وأنا صغير.. هتكون تقيلة عليا.. انا وعدتهم هبقا ازورهم كل يوم

أبتسمت توحيدة وفرحت له على مسامحة أهله وقراره للعلاج هتف فارس بأبتسامة: ايوة يا عم الناس اللي ماشية معاها حلاوة... وكمان هتخطب عقبالي يارب على البت رواء

وضع بدر يده على كتف فارس وقال بوعيد: بعد ما اجيب حق ابويا من لطفي






........................ 

في صباح اليوم التالي علمت عائلة سند بالشجار الذي حدث بينها وبين مودة وأنه كان على ولد لم يستوعب اشرف صدمته وتشاجر مع ابنته

ولم يغفر لها حتى والدتها وشقيقتها مرم في حال مكية لم تكترث بها مطلقاً ولكن حدث شرخ فقد هزت ثقتهم، قاطعها والدها بشدة وعلمت هى ذنبها حاولت الاعتذار ولكن لم يعبأ بها احد

...................... 

تم ذهاب بدر بصحبة فارس ووالده وأشقائه الأولاد للمستشفى التي يعمل بها سيف حاولت ڤيكتوريا الذهاب معهم ولكنهم رفضوا








استلم الطبيب عبد الله حالة بدر الذي دله له سيف تم عمل أشعة على مخه وتحليل دم منه ومن والده

جلس عبد الله على المقعد وهو ينظر للأشعة والتحاليل بدهشة ثم سأله بتفكير: انت مين قالك ان عندك الصرع؟ 

نظر بدر الدين لسيف وعاود النظر له قائلاً بهدوء:  في دار الايتام

وضع التحاليل على المكتب وخلع نظارته ثم تابع بحيرة: كشفوا عليك زي اللي حصل من شوية؟ 








هز بدر رأسه بنفي وواصل القول بجدية: لأ.. في واحدة كشفت عليا في الدار وقالت انه عندي وانا كنت صغير وصدقت.. هو في حاجة؟

نظر مرة أخرى للتحاليل وردت بتأكيد: انا عملت فحوصات عشان اتأكد من الصرع العضوي كشفت على مخك ممكن تكون في كهربة زيادة ومخك زي الفل سليم وعملت تحاليل دم ممكن يكون السبب امراض وراثية وبرضو انت سليم.. وبكده اللي عندك مش صرع عضوي ممكن صرع نفسي







تسائل چايدن بفضول: هو في فرق بين الصرع العضوي والنفسي؟

أومأ عبد الله رأسه بتأكيد وأجابه بلهجة تقريرية: طبعا في فرق.. الصرع العضوي سببه بيكون السقوط من ارتفاع عالي او الورم العصبي الليفي او ممكن امراض معدية زي التهاب السحايا والتهاب الدماغ الفيروسي السبب بيكون خلل في بعض اجهزة الجسم

اما بقا الصرع النفسي بيكون سببه ضغوطات حياة او صدمات عاشها المريض لا ينتج صرع نفسي عن نشاط كهربائي غير طبيعي للدماغ كما يأتي الصرع النفسي في معظم الحالات من صراع نفسي أو يصاحب اضطراب نفسي أساسي







أمتعض وجه السكندر بحزن لفهمه السبب لمرضه أيقظه صوت الطبيب يتابع القول: وبكده هتضطر يا بدر انك تقعد معانا هنا، هنعمل اختبار موثوق لتشخيص الصرع النفسي هو مراقبة EEG بالفيديو، هتم مراقبة الشخص على مدار ايام لغاية ماتحصل النوبة

تفهم بدر الدين رغم ضيقه وعدم رغبته في الاستكمال ولكن قرر اكثر وعزم حتى يظفر بمكيةوافق على الحجز بالمستشفى وكان يود رفائيل المكوث معه تم رفض طلبه ليأتي ويزوره تحت 






ملاحظة الطبيب له في اي رد فعل يصدر لبدر الدين، في أحد الأيام دلف عبد الله الى غرفة بدر الماكث بها بحيرة كبيرة، سحب مقعد خشبي وجلس امامه يقول بمزاح: انا حطيت صوابعي العشرة في الشق منك يا بدر.. بقالك ايام كتيرة هنا وانا بمد في الايام عشان اشوف النوبة اللي بتقولي ولغاية دلوقتي مافيش حاجة ظهرت..  انت هتخلل هنا وانت واد حليوة وعيونك ملونة

ثم سأله بجدية أكبر: انت ماروحتش خالص لدكتور؟ 

أيده بدر برأسه ونطق بنفس نبرته: خالص







حك عبد الله اسفل ذقنه وقال بتفكير: كل اللي حصلك بسبب تشخيصهم لمرضك بطريقة غلط.. عشان دار الايتام محدش بيهتم بالأطفال.. فهمني ايه اللي حصلك زمان عشان اعرف اساعدك

أومأ بدر رأسه وزفر بجمود ثم بادر في حكاية كل شيء تعرض له في الطفولة والصعوبات التي تعرض لها والنوبات التي





 تحدث له تفهمه الطبيب عند أنتهائه أردف بتفكير: انت اللي عندك يا بدر حاجة اسمها الأغماء الهيستيري مش صرع

عقد حاجبيه وأستأنف بنبرة متسائلة: هو في فرق؟ 

هز عبد الله رأسه ليشرع في كلامه:  الفرق بين الصرع النفسي والاغماء الهيستيري شعرة






الأغماء الهيستيري بيكون سببه ضغط وصدمة نفسية زي الصرع ونفس التشنجات اللي بتحصلك والهيستيريا بس الأختلاف ان نوبة الهيستيريا بتحصل لما يحصل قدامك موقف مشابه للي عشته او افتكرت الصدمة اللي حصلتلك زمان.. بيكون سببها هروب من الصدمة والضغط اللي عليك

طبعا ده النوبة بحصل لاشعوري وبيكون سببها الهروب انت عندك حالة نفسية يا بدر وللأسف اتشخصت غلط في دار






 الايتام.. انا اعرف دكتور نفسي كويس صاحبي هبقا اقولك عليه عشان تتابع معاه وبأذن الله هترجع سليم.. وبداية العلاج معرفة المرض.. وانا لاحظت ردود افعالك مع اهلك

وافق بدر رغم عنه الذهاب للطبيب النفسي وكان يذهب حلسات له بمفرده لم يشأ ان يأخذ احد معه، على عهده دائم الذهاب لزيارة أهله كل مرة يتقرب منهم أكثر ويتعرفوا على بعض أكثر

مرت سنة لم يغفل بدر عن مواظبته للطبيب النفسي وذهابه الى الاحوال المدنية بصحبة والده لمرات عده ومعه تحليل الحمض النووي ليعدل اسمه وتم قبول الطبي وتعديل اسمه من بدر الدين طه محمود لبدر الدين السكندر السحاق







حالة نادرة ان تحمل شهادة ميلاده وبطاقته الشخصية اسماء مشتركة بين الدين المسيح والاسلامي، أتم شفائه على خير حسب حديث الطبيب بأخر جلسه له وان النوبات لن تأتي له مجدداً

............................. 

فتحت توحيدة باب منزلها أرتدت للخلف وهى ترى بدر يفرد ذراعيه واحد ممسك بشهادة ميلاده والثاني بطاقته الجديدة يردد بأبتسامة: مفاجأة 







أحتضنته بسعادة وأردفت بهدوء مبتسم: مبروك يا حبيبي يارب ديما تكون مبسوط.. المهم دلوقتي اعمل اللي قولت عليه وهو خطوبتك على مكية وخد اهلك معاك

ثم أفسحت له المجال ليدلف ويجلس على الأريكة بلهفة لرؤيتها: وانتي من ضمن اهلي يا عمتي لازم هتيجي معايا انتي وفارس وسيف صاحبي.. انا كلمت ابوها وحدد يوم عشان هنروح كلنا

فتح فارس باب منزله وهو يهتف بنهم: جعان








ثم لاحظ بدر جالس مع والدته ليأتي ويجلس بجواره يردد بأبتسامة: مش معقول بدر جه عندنا.. ايه يا عم هما اهلك الجداد خدوك مننا.. ولا هو من لقى احبابه نسى اصحابه

أجاب بدر ابن عمته بأبتسامة: ماقدرش انساكم وعقبالك على رواء

رفع فارس يديه للأعلى بدعاء على الأمنية الصعبة

........................... 

بمنزل (سيف الأديب)
توجه لفتح الباب بضيق بعد الخبط العنيف عليه هتف بضيق: مابراحة يا يوسف مش قاعد ورا الباب انا.. ادخل قاعد برا ليه؟ 

كان ممسك بحقائب بلاستيكية محملة بلعب الأطفال وهتف بصوت عالي:  هو فين ابنك؟ يا بدر يا صغير







نظر لأخيه بصدمة عند رؤية فتاة جالسة تلاعب بدر همس لسيف بتساؤل: مين الصاروخ ده؟ 

ركل سيف أخيه في ياقه وتابع قوله وهو هامس: اتلم دي منار اخت سوزان

أبتسم يوسف بشدة وصاح على أبن أخيه وهو يضع الحقائب ارضاً: طب سلام يا بدر.. سلام يا انسة منار.. انا يوسف اخو سيف

أبتسمت بأصطناع وغادر يوسف من المنزل وهو مبتسم على مصافحة أخيه له

......................

جاء اليوم الذي سيذهب بدر لخطبة مكية أرتدى اجمل وافخم مالديه كان حذاب بحق لقد أفتقدها كثيراً السنة مرت ببطء لأنه عاشق وينتظر لقائها







ذهب في سيارته ومعه رفائيل وماريا وسيارة چايدن بها والديه وفارس مع والدته وسيف بمفرده

كانت مكية جميلة بحق مكياجها البسيط وفستانها الرائع المزين بأزهار على أطرافه نظرت للمرآة بخجل كثير فدلفت مريم لها وقالت بنفاذ صبر: يا بنتي بلاش الكسوف ده انا ماعرفش انك كده

فركت في أصابع يدها وقالت بتوتر خجول: وحشني يا مريم وحشني اوي... سنة عدت ببطء اوي

جلست مريم على طرف الفراش وقالت بأبتسامة خبيثة: اهو جاي يطلب ايدك يا ست موكة







في ذلك الوقت سمعن الفتاتان ضجيج وسلام ممزوج   بترحاب بالخارج نظرت مكية بحرص من الباب بعد ان فتحة جزء بسيط عاودت النظر لأختها بأبتسامة: الدكتور الملون جه يالهوي على جماله

غمزت مريم لها وقالت بمزاح: ماماته اسبانية.. يعني عيلتنا هيكون فيها عرف اسباني وـــ

دلفت هالة للهم ونطقت بأبتسامة كبيرة: يلا يا مكية عشان الشربات انتي اللي هتقدميه





ربتت على وجنتها بخجل اكبر ممزوج بأبتسامة كبيرة، فعلت مثلما أمرتها والدتها زمت لهم الصنية وهى مقتربة منهم بفستانها الجميل، كان بدر يحدق بها بأعجاب افتقدها كثيرا وافتقد كل شيء يخصها من ابتسامتها وغبائها اللانهائي معه

ألتقط منها كوب كأس المشروب بأبتسامة كبيرة تلاقت عيناهم ببعضب فأبتعدت هى بخجل وحرج






حمحم بدر بخشونة ونظر لمشروبه ولكنه لم يستطع ان يصمد فنظر لغرفتها التي دلفت بها

أبتسم أشرف وتحدث بنبرة جادة يغلفها التقدير: انا عاوز اعرف حاجة واحدة بس.. انت اسمك ايه؟ اول مرة اشوفك فيها كان اسمك يحيى عاصم القاضي والمرة التانية بدر الدين طه محمود واخر مرة لما اخدت الميعاد قولتلي بدر اليدن السكندر.. انا بصراحة مش فاهم حاجة






أبتسم بدر له وصاح بجدية: وانا هقولك على كل حاجة يا عمي.. الحكاية

بدأ بدر بقص حكايته له ولكن أخبره انه ضاع فقط من أهله وهو صغير وجاءهم وهو شاب يافع بعد أنتهائه انتظر بأعينه رداً من اشرف هل سيقبل ام سيرفض

تعليقات



<>