الثالث والرابع
أقبلني كما أنا
بقلم فاطمة الزهراء عرفات
الفصل الثالث
............
جز شيبوب على أسنانه من حديث لطفي اللازع فنطق بحدة: وأنا عملت اللي قولتلي عليه وأجرت بلطجية وسافروا ليهم بس أعمل ايه في حظك .. الراجل قتل مراته وأبنه الصغير لكن يحيى عاش عمره شقي .. أنا مالي بقا .. انت ناوي على ايه؟
نفث لطفي سيجارته وأردف بشر جلي: عاوز اقتل يحيى عشان أخد فلوس عاصم كلها
نهض شيبوب من مجلسه ليقول بتوتر: انا ماقدرش اقتل تاني .. لو عاصم شم خبر هنروح كلنا في سكة اللي يروح مايرجعش .. ويحيى مش ساهل عشان نخطط لقتله .. شوف حد تاني
أمسك لطفي بمعصم شيبوب ليجلسه عنوة ثم تابع حديثه بخبث: اقعد يا شيبوب انت دلوقتي عجزت مش هتقدر على القتل .. انا اللي هطلبه انك تأجرلي واحد ولا اتنين كفاءة والباقي عليا وماتخافش حقك محفوظ
حدق شيبوب بريبة فأستطرد بنبرة خائفة يغلفها الجمود المصطنع: وأفرض اللي أجرتهم ماعرفـ
أسرع لطفي بالرد بتأكيد: مافرضش .. انا واثق فيك وفي رجالتك .. تخيل كده من ١٣ سنة لما سافرت لندن وحرقت بيتهم لحد دلوقتي حد عرف اني انا اللي وزيتك .. ده حتى يحيى اللي عاش مايعرفش ولا شافك خايف من ايه تاني؟
بادر شيبوب بالسؤال بلهفة: طب ويحيى ازاي يتقتل .. ده عاوز خطة ماتخرش المية
أرتشف لطفي كوب من الشاي وتابع بفرحة: هقولك كل حاجة عن يحيى من اول مايخرج من الڤيلا لحد اما يرجع .. حياة يحيى في ٣ أماكن ملهمش رابع
فأخذ يعد بأصابع يده بتأكيد: أول مكان المزرعة الشغل اللي بأمر أبوه والتاني السنتر الشغل اللي هو أختاره واخر حاجة مشتل الورد وده المكان المحبب لقلب يحيى ديما موجود فيه هبقا أقولك على عنوان كل مكان
تنهد شيبوب بصوت عالي ليتحدث بتفكير: طيب بعد ما أجرت الي هيقتله .. هيقتله ازاااي؟! .. حادثة ممكن؟
رمقه بسخط قبل ان يردف بضيق: بقولك ايه يا شيبوب .. شغل دماغك .. حادثة ايه اللي بتقول عليها دي وافرض عاش زي المرة اللي فاتت انت تخطفه وبعد كده تخلص عليه
أومأ شيبوب رأسه بموافقة فتابع لطفي حديثه بخبث: كده تعجبني .. هقولك كل حاجة بخصوصه
ثم التفت برأسه وهمس محدثاً نفسه بوعيد: كان ممكن اسيبك عايش يا يحيى لو طلبت ايد بنتي
...............
وصلت مكية اسفل العمارة التي تسكن بها قبل ان تدخل لشقتها ألقت نظرة سريعة على شقة يحيى بغضب ثم همست: من حظك الحلو اني اكون طالبة عندك ومن حظي الوحش انك تكون دكتوري .. بس انا مافيش حد مايعرفنيش او يتجرأ انه يكلمني بطريقتك دي
أدارت رأسها وقامت بفتح الباب ودلفت بالداخل لتجد والدها أشرف جالس مع والدتها وشقيقاتها. أقتربت منهم ثم اسرع أشرف في الحديث: أخرتها ايه يا مكية؟ في السهر جلست مكية بجوار شقيقتها وأردفت بجدية: انا كنت في كورس تنمية بشرية يا بابا مش بعمل حاجة غلط
أمتص أشرف غضبه ثم رد عليها بهدوء مصطنع: كمان أسبوع والجامعة هتفتح وآآ
نهضت مكية من مجلسها وقالت بضيق خفيف: من فضلك يا بابا انا جاية تعبانة ومحتاجة أنام .. انا أتعشيت برا تصبحوا على خير
ثم دلفت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها، أغتاظ أشرف من لهجة أبنته ليصيح بزوجته بحدة: هى بتتكلم كده ليه .. هى فاكرة عشان مش هاين عليا أزعلها اني كده ماهقدرش أحكمها
هدئته هالة في حديثها وحاولت أن تصطنع المرح: بتدلع عليك .. دي بت هبلة وماتعرفش ايه اللي بتقوله .. تلاقيها جاية تعبانة
نهض أشرف بغضب وتوجه لغرفته وهو يتمتم ببعض الكلمات المبهمة على أبنته ثم رمقت هالة أبنتيها لتحدثهم بتعلثم: آآ .. قوموا يا بنات شوفوا مكية مالها
لتلحق بزوجها وتتوجه الفتاتان الي غرفة مكية عند فتح الباب وجدوا مكية جالسة على مقعد مكتبها وعند رؤيتهن توقفت لتهتف بحنق: في ايه؟ وازاي تدخلوا من غير ماتستأذنوا .. هو الباب معمول ليه
أغلقت مريم الباب خلفها ثم سألتها بفضول: انتي بتعملي ايه؟
حدثتها مكية بفخر وهي تأخذ هاتفها المثبت في الفلاش مستدير: هطلع لايف
لطمت مودة على وجنتيها بنفاذ صبر: دلوقتي
عبثت مكية بهاتفها لتجيبها بأبتسامة: مش هطول ربع ساعة
لتعض مريم على شفتيها وتقول بجدية: ايه اللهجة اللي كلمتي بيها بابا من شوية دي
مطت مكية شفتيها لتقول بلامبلاة: سوري سوري
جلست مريم أمامها على المكتب وقالت بضيق ممزوج بتريث: ايه رأيك يا مكية تصفي ذهنك شوية من السوشيال ميديا وترجعي زي زمان
رفعت مكية حاجبها فأردفت بسخط: انتي مجنونة ازاي ابعد عن النت ده اموت فيها .. طب والفانز بتاعي مايقدروش يعيشوا من غير بوستاتي اللي
بتديهم طاقة ايجابية.. بقولك ايه يا مريم بلاش انتي ومودة الغيرة والحقد اللي هتطق من عنيكم عشان انا مشهورة
أمتعض وجه مودة وأردفت قبل ان تخرج من الغرفة: انا أغير منك؟ .. ايه اللي فيكي مش فيا ده انتي على الأقل الوحمة اللي في وشك هتوقف حالك ومحدش هيجوزك
لم ترد عليها وأستمرت بالنظر لأختها الصغيرة مريم التي قالت بجدية: هي فعلا الغيرة موجودة بين الاخوات ممكن اغير منك عشان. جبتي اعلى مني في الدرجات او عشان طقم ليكي حلو.. لكن الحقد
كبيرة انك تقولهالي.. انا عمري ما أكرهلك الخير.. بس الظاهر الكدب اللي بتقوليه للناس اثر عليكي الناس اللي بتقولي عليها فانزك وبيحبوكي.. كل ده كدب.. هما بيتعاطفوا معاكي على الوحمة اللي في وشك مش اكتر
أنهت كلماتها وخرجت صافقة الباب خلفها بهدوء، لتقترب مكية من التسريحة وتنظر للمرآة على نفسها حركت أصابع يدها على الوحمة التي اسفل
عينها بحزن عندما تذكرت ما مر بها من طفولتها
*أسترجاع للماضي*
ترجلت مكية من سيارة والدها بمفردها لتذهب لدراستها في الصف الأول بخجل ثم جلست على حجر فهى لا تعرف احد، رأت الفتيان والفتيات يلعبون سويا كانت تنظر لهم بإبتسامة
أقتربت كرة احد الاطفال منها عفويا أمسكتها وقربتها له بعد ان أخذها لاحظ بالوحمة ليقول بفضول: ايه اللي في وشك ده؟
تحدثت مكية بإحراج وهي تضع اصابعها كي تخفيها: وحمة
ترك الطفل الكرة تقع على الارض وظل ينظر لها بفضول اكبر ممزوج بإشمئزاز في حين أردف بنبرة طفوليه: يعني ايه وحمة؟.. دي فيها شعر .. هي ليه كده؟
أدارت وجهها للجانب الأخر ولم ترد عليه فصاخ الطفل لأصحابه كي يأتوا اليه وأشار لهم على مكية
حاولت مكية بالأبتعاد عنهم ولكنهم حاولوا رؤية الوحمة بفضول طفولي لم تلتفت لهم، بعد محاولتها البائسة بعدم الجلوس معهم توجهت لفصلها
وجلست في مكانها المعتاد الوحيد والاطفال مستمرون بالتحديق بها قطع ذلك دلوف المعلمة التي بدأت بالشرح، طلبت المعلمة من الطلاب بعض الاجابات لترف يدها مكية وقبل ان تجيب على السؤال سمعت صوت طفلة تحدث رفيقتها
بتقزز: يع.. الحمد لله شكلي احلى منها
لم ترد عليها مكية ورفعت رأسها للمعلمة التي اعتقدت بان ذلك ليس بأمر طبيعي فقالت بجدية: ايه اللي في وشك ده يا حبيبتي هو في حد ضربك!
ضحكت الأطفال التي بالفصل فقالت فتاة اخرى بشماتة: دي وحمة يا مس .. اصلا محدش يقدر يلعب معاها عشان ممكن تتحول زي الغوريلا
رمقتها المدرسة بغضب قبل ان تستطرد: عيب كده.. انا بكلمها هى ماوجهتش ليكي سؤال.. اعتذري لزميلتك حالا
نطقت مكية بصوت حزين وعبراتها تتساقط على وجنتيها: انا مش غوريلا.. انا اسمي مكية
جلست على المقعد ثم وضعت رأسها بين كفية وأستمؤت في البكاء، أشفقت المعلمة عليها لتقترب منها وتربت على رأسها فبادرت بالحديث: انتي فعلا مش غوريلا يا مكية انتي جميلة أوي.. قومي بقا عشان انتي هتكوني المساعدة بتاعتي النهاردة
رفعت رأسها وجففت عبراتها لا اراديا أبتسمت كطفلة، نجحت المعلمة بأسعادها ليكملوا الدرس
بعد الانتهاء من اليوم الدراسي أنتظرت مكية والدها كي يأتي ويأخذها تفاجأت بمجموعة من الفتيات يشاورون عليها ويتهامسون مما جعلها تغضب والت ظهرها ولم تعيرهم اي انتباه ولكن
الصوت العالي زاد وهم يدندنون: أمنا الغولة.. شكلها وحش اوي
*عودة للحاضر*
أفاقت مكية من شرودها بحزن فدائما كانت تعاني من التنمر على شيء ليس لها يد بخلقه تنهدت بصوت منفطر: انا وحشة
لترمي بجسدها على الفراش محاولة اشغال تفكيرها بشيء اخر، شردت بيحيى الذي لم يظهر اي دهشة عند رؤيته إياها كأن الوحمة ليست موجودة باتت في التفكير فيه حتى غفت لليوم الأخر
..............
في صباح ڤيلا (عاصم القاضي)
أسرع يحيى للذهاب للمزرعة بعد أن هاتفه فارس بأمر طارء أستقل سيارته وتوجه إليها بسرعة ترجل
منها وأغلق باب سيارته بعصبية ودلف للداخل ليلمح فارس يلوح له أسرع في خطواته هز رأسه وقال بعصبية: هو فين؟.. وازاي تسيبه يدخل
رد عليه فارس بضيق: يعني أعمل ايه يا يحيى.. انا أتفاجأت بيه في المكتب بتاعي
خرج سيف من مكتب فارس ثم ألقى نظرة تعجب على يحيى ولكنه تدارك نفسه وقال بلهجة تقريرية: الموضوع مايتحلش كده يا باشمهندس
هتف به يحيى بغضب: موضوع ايه اللي مايتحلش كده؟.. انت جاي انت ومراتك تطلعوا سمعة على المزرعة.. مافيش مواد مسرطنة احنا بنستخدمها
ألقى سيف بملف على صدر يحيى وأردف بغضب: الملف ده بيأكد انكم بتستخدموا مواد مسرطنة وبتاجروا بأرواح الناس
أتسعت حدقتي يحيى بغضب فأقترب من سيف ولكن فارس وقف كعازل ليقول بهدوء: يا جماعة اهدوا انتو مش عيال صغيرة
صاح يحيى بغضب جلي: ابعد يا فارس
ثم حدث سيف بنفس النبرة الغاضبة: انت جاي تبجح في الراجل اللي مراتك بتشتغل عنده
هتف سيف بحدة واضحة: هي اللي اكتشفت الشغل البطال بتاعكم وانا مش هسكت على المهزلة دي
دفع يحيى فارس بعيداً عنه ليقترب من سيف ويقول بوعيد: ولا هتقدر تعمل حاجة لا انت ولا مراتك.. ودلوقتي اخرج برا انت والهانم لأنها مرفودة
أنهى يحيى جملته وأستمر بدفع سيف للخروج ليقف سيف فجأة ثم يمسك بيد يحيى بغضب: مش دي الحاجة اللي هتخلينا نسكت وهخرب بيتك عشان تعرف اخرة الشغل البطال
لكم يحيى سيف بعنف بعد الكلام الذي حدفه عليه، أردف فارس موبخا يحيى: ايه يا يحيى ده؟! الدكتور ضيف ومايصحش.. آآ
مرث سيف فوق ذقنه ليبادل يحيى بلكمة شرسة، فأحتد العراك بينهم وطرحا أرضاً وفارس يحاول تخليصهم، لم يخلصهم سوى العمال التي تجمعت وأبعدتهم جلجلت نبرة في صوت يحيى: انا بديك فرصة انم تخرج برا المزرعة على رجلك انت ومراتك
علمت سوزان بالنزاع فركضت لزوجها وأرتمت بحضنه وهي تصيح بقلق: انت كويس يا سيف
كنى برأسه ثم أمسك كف يدها ليغادر حامل في قلبه وعيد ليحيى حتى وصل امام سيارته أستقلها، صدح صوت سوزان يتوتر: انتو ضربتوا بعض؟ .. طب انت كويس
أدار سيف سيارته ورد عليها بحدة: الباشا أنكر كل حاجة
سحبت سوزان من علبة المناديل وقامت بوضعها اسفل فمه لتجفف دمائه والحزن والقلق مرسوم على وجهها، مسد على وجنتها بهدوء وعاود حديثه بدون اكتراث: انا كويس يا سوزان.. انا هوصلك البيت وبعدين هروح للمستشفي
..............
وضع فارس بعض من الثلج على ذقن يحيى بملل: فاكرين نفسكم عيال في حضانة
أشاح وجهه هامسا لنفسه بحيرة: ايه الغرض في انه يطلع سمعة وحشة على المزرعة
أجابه فارس بتفكير ثم واصل تكميد جرح يحيى: قصدك مين اللي ليه غرض في ان سمعة المزرعة تبوظ
حدق يحيى بفارس لينطقان بصوت واحد مغلف بالتأكيد: لطفي
...................
بعد مرور وقت من البحث حتى يجدوا دليل على لطفي تم تأثيمه بعد ان اعترف عليه بعض من العمال، صاح فارس بحيرة: انا عاوز اعرف انت ليه ماسلمتش العيال للشرطة
وضع يحيى كف يده على كتف فارس وقال بنبرة جدية: مش دلوقتي يا فارس.. احنا دلوقتي هنشغلهم لصالحنا وهنمنع المواد اللي بتدخل دي المزرعة.. المهم ابويا مايعرفش حاجة
أيده فارس وأكتفى بأماءة رأسه ثم قال بضيق: تخيل بعد الخناق اللي حصل بينك وبين الدكتور ومراته يطلع هما اللي معاهم حق
نظر يحيى في ساعته وأستطرد بحنق: وانا كنت اعرف منين ان لطفي حاشر منخيره في الموضوع
تحولت نبرة يحيى للجدية عندما سأله: انت قولتلي اسمه سيف مين؟
أردف فارس بتلقائية: سيف الأديب
صاح يحيى بتساؤل اكبر: ايوة يعني اسم ابوه ايه؟
مط شفتيه يجاهد بتذكر شيء عنه: آآ.. معرفش يا يحيى
.................
بعد فترة من الوقت أستعدت مكية للذهاب الي السنتر وعندما وصلت أصطنعت التواضع وجلست منصتة الحديث عليها بأستمتاع جاء يحيى وكدمات مرسومة على وجهه تعجب الشباب ولكن لم يجرأ احد على الحديث وبدأ
في الشرح بطريقة خلابة جعل الشباب يقبلون على حب الحياة واستغلالها للأفضل بعد الانتهاء أمر
باحضار المطلوب كان هو مرتدي نظارته الطبية وكل شاب وفتاة يقتربون منه ويضعون الورق على الطاولة، أنتظرت مكية الجميع من تسليم الملف
فنهضت و هى تسير بثقة والشباب تهمس خلفها لتبتسم أكثر قامت بوضع الملف فوق الملفات الاخرى وقبل ان تعود ترك يحيى الملف الذي يقرأه
وأمسك بالملف خاصتها ليفتحه ويلقي نظرة سريعة عليه ثم قال بصوت هاديء: أنسة مكية سند
ألتفت اليه بأبتسامه ورددت بثقة: نعم يا دكتور
رفع نظره إليها وأردف بجدية: شكل اهتمامك بالنت والشهرة اثر على اهتمامك بالتعليم.. انتي غاشة الكلام ده
أبتسمت الفتيات بشماتة وتهامسوا عليها ثم قامت فتاة بتصوير الموقف لتسرع هى بالرد: لأ يا دكتور.. انا مابحبش الغش وكل حاجة بمجهودي
رفع حاجبه ثم بدأ بالحديث وهو يقلب الصفحات: الكلام ده من كتاب قوة التحكم في الذات للدكتور ابراهيم الفقي ربنا يرحمه
ليخلع نظارته ويكمل حديثه بتحدي: انتي مش بس غشاشة لأ وكمان كدابة
جزت على أسنانها بغيظ وزفرت بإحراج تابع يحيى كلامه: أتفضلوا أمشوا يا شباب احنا خلصنا النهاردة
أمسك هو بالأوراق وخرج امامهم ظلت مكية جالسة بمفردها لأول مرة بعد شهرتها يتم احراجها امام الملأ
.............
أستعد يحيى للخروج من السنتر ولكنه سمع همس فتايات شامتات بمكية لتقول الاولي: انا صورت كل حاجة.. ايه رأيكم يا بنات انزلوا على النت
أيدتها صديقتها الأخرى بشماتة: انتي بتاخدي أذننا يلا بسرعة شيريه على النت خلي الكل يشوف فضيحتها
كان يحيى ينصت إليهم ثم ألتفت وأقترب من الفتاة الممسكة بالهاتف ليأخذه منها ويقول بجمود: عيب يا أنسة انك تصوري حد بدون أذنه.. فأنا هضطر أحذف الفيديو
ليعيد الهاتف إليها مجددا قائلا بنبرة تحذير: مفهوم كلامي
أومأت الفتايات رؤسهن وغادرن امام أعينه فأكمل هو ايضا طريقه، خرجت مكية من القاعة بضيق شديد من يحيى وكانت ستتوجه للذهاب لولا رؤية أثنين من الشباب ملثمين يكتفون يحيى ويجبرونه
على الدخول بسيارة غير سيارته فأقترب الثالث منهم وقرب قطعة قماشة على أنفه ليفقد وعيه على الفور، صاحت مكية بهلع وهى تقترب منهم:
أنتو بتعملوا في ايه؟.. يا ناااااااس ألحقونا حرامية
تشبثت بمعصم يحيى الفاقد للوعي وأستمرت بالصياح حاول شاب أبعادها ولكن صاحت به بحدة: ألحقونا يا ناااااااااااس حراااااامية يا ناااااااس
شعر الشاب بأن أمرهم سيكشف فأمسكها وقام بوضع تلك القماشة على أنفها وأدخلها السيارة وقال بحزم: انتو لسة هتنحوا.. دخلوه هو كمان جمبها
أطاعوا أمره ليقوموا بأدخال يحيى الفاقد للوعي بالسيارة بجانب ممية وأنطلقت السيارة مبتعدة
................
الفصل الرابع
.........
في منزل (سيف الأديب)
أخبرته زوجته بقدوم والدته وهى حزينة أنبأها بأنه سيأتي إليها ما ان ينهي عمله، مدت سوزان يدها بكوب من الشاي ثم قالت بهدوء: أتفضلي يا ماما أشربي الشاي.. سيف زمانه في الطريق
ألتقطته ميسرة وتنهدت بصوت حزين: معلش يا سوزان ديما بدوشك انتي وسيف بمشاكل يوسف
لفت سوزان ذراعها حول خصر ميسرة بحنية مفعمة بالحب فأردفت: ماتقوليش كده يا ماما ده انتي في نفس غلاوة امي والله.. يوسف لسة صغير وطايش.. مسير الايام تعدله
أرتشفت ميسرة بضع قطرات من الشاي وأستنشقت دفعة من الهواء ثم زفرتهما بحزن: زمان وانا في سنك خلفت يوسف وبعدها بسنة حصل ورم في الرحم وأستأصالوا.. زعلت على ابني وخفت عليه لما نكبر ايه اللي هيحصل لما نموت ونسيبه لوحده
جات فكرة في دماغي اني اتبنى طفل اكبر منه وحصل لما روحت الملجأ حاجة كده من عند ربنا قالتلي أختاري سيف وكنت ليه انا وعكاشة الام والاب اللي أتحرم منهم.. لكن يوسف أتلم على
العيال الوحشة وقدروا يقنعوا ان سيف أكل ورثه رغم ان سيف مكتوب في شهادة الميلاد بأسم سيف صبرى عارف أسم أبوه الحقيقي مش عكاشة .. انا حبيت سيف أكتر من أبني
رد عليها سيف بصدق: وانا حبيتك اكتر من أمي
ألتفت لمصدر الصوت لتراه يأتي إليها ويقبل يدها، مسدت على خصلات شعره وعاودت الحديث: يوسف سافر لشرم مع أصحابه الصيع وأتخانق معايا فأنا قولت اليومين اللي هيقعدهم أقعد معاك انت وسوزان
نهضت سوزان وأردفت بعزم: أنا هحضر العشا
تكلمت ميسرة بسرعة: انا هساعدك يا بنتي
كادت أن تنهض ولكن أوقفتها سوزان بأعتراض: عشان سيف يعلقني في السقف
نهضت ميسرة من مجلسها وقالت مبتسمة: طب انا هروح أقعد شوية في أوضة بيبو
أختفت ميسرة عن أعينهم، دلفت سوزان للمطبخ في حين أحضر سيف ثيابه وتوجه الى الحمام خلع ثيابه ونظر لنفسه في المرآة على كدمات وجهه نفخ بضيق ثم بادر بالأستحمام
.................
بمكان ما مظلم نسبيا مدد يحيى على مرتبة بدون سرير ليست مهندمة، تململ ببطء حتى أعتدل ثم
فرك في جبهته بتعب، واصل فتح وأغلاق عينيه ليتفاجأ بمكية فاقدة للوعي وممدة على كنبة خشبية متهالكة، عبس بوجهه بحيرة أكبر فقال بصوت متحشرج: هو أنا بحلم؟ ايه اللى جابها هنا؟ وانا فين؟ ومين الناس اللي جابتنا هنا؟ وليه؟
أدخل يديه بجيبه ليخرج هاتفه ولكن لم يجده لينقب بعينيه على الأرضية، ايضا لم يجد شيء فزفر بضيق: ولاد الحرامية سرقوا موبايلي ومحفظتي.. طب البت دي ايه اللي جابها
أتكأ على الحائط ليقف وأقترب منها نظر لهيئتها ثم هز كتفها كي تستيقظ ولم يسمع منها اي رد فتكلم بضيق وزاد حركة يده بالهز: لأ أصحي انتي مش نايمة في بيتكم.. أحنا مخطوفين.. أصحي
فتحت مكية جفني أعينها وأغلقتهما مجددا، حاولت ان تتحدث بصعوبة: انتو واخدينه على فين؟
أنتبه إليها في حديثها فحثها على الكلام: مين ده؟
أجابته بصوت نائم مليء بالتلقائية: الملون
زادت حيرة يحيى فردد كلمتها بدهشة: ملون؟!
فركت في حدقتيها بألم ثم تثائبت لترد عليه بإيماءة خفيفة: الدكتور الملون
تيقن بإنها تلقي عيله الحديث فأردف بسخط وضرب بأصابعه على صدغها : فوقي كده ناس مين اللي جبتنا هنا؟
دلكت بأصابع يدها ثم قالت بجدية: آآ.. انا.. انا كنت همشي من السنتر لقيت راجلين ماسكينك والتالت قرب قماشة فيها منوم على وشك.. روحت انا صرخت وعليت صوتي بس عملوا معايا نفس اللي عملوا معاك.. هما مين الناس دي؟ وليه خطفتنا.. انا أهلي زمانهم قلقانين عليا
أخفضت بصرها لتبحث على حقيبتها ولكن لم تجدها لتبدأ في الصراخ والعويل: نهار أسود هما مين دولا؟ وليه خطفوك وهيعملوا فينا أيه؟.. زمان أهلي قلقانين عليا
سمع كل من يحيى ومكية صوت فتح القفل ليدلف الثلاث رجال ولكن بدون أقنعة تغطي وجوههم أحتمت مكية خلف يحيى الذي تحدث بغضب: انتو مين؟ وعاوزين ايه؟
أجابه الرجل الذي في الأوسط بنبرة شيطانية: والله الليلة دي كلها عشانك انت.. لكن البت اللي وراك هى اللي شبطت فيك.. بصراحة قولت زيادة الخير خيرين أخدها ونتسلى بيها
أرتجفت مكية وشددت بالامساك بقميص يحيى، صاح شاب اخر بفرحة عارمة: مش دي مكية سند ام وحمة.. يااااااه.. انا كده هدخل فيها التاريخ
رد عليه الشاب الاول بلؤم شديد: تدخل فيها ولا لا مش فارقة انا الاول
أردف يحيى ببرود: انت بتقول ان الليلة دي كلها عشاني.. وانا موافق اعمل فيا اللي عاوز تعمله بس أبعد عنها عشان انا مش هسكت
أقترب الشاب منه بسخرية وأستأنف كلامه: شكلك طمعان فيها لوحدك.. طب ايه رأيك لو قولتلك اني هقرب منها وهغتصبها قدامك
لكمه يحيى بأنفه بعنف مبالغ فيه لينحني الشاب على أثرها أكمل عليه بركله ولكن الشابان تزايدا عليه بالضرب والركل، فأقترب الاول من مكية وأمسكها بمعصمها بدأت بالصراخ: أبعد عني.. الحقني يا يحيى الحقني
سدد يحيى لكمات لشاب وألقى بثقله على الشاب الأخر ولمح بحجر على الارض ألتقطته بسىعة وصوبه بوجه الشاب، قبل أن يبتعد الممسك بمكية
أسرع يحيى بالأمساك بمعصمها الأخر ومال عليها لتقع على الارض وهو فوقها يحميها بجسده، نهض الشابان وبدأوا بضربه والثالث يحاول أخذ مكية
ولكنه ممسك بثيابها بقوة لا يريد تركها، صرخ الشاب بعصبية: انت فاكر كدة انك هتقدر تمنعي انا بس هسيبك وبكره هجيلك
ثم قام بركله قبل ان يخرج من الغرفة لحق به الشابان وقام احدهم بغلق الباب، صاح بهم الكبير بحدة: بقا واحد يقدر عليكم.. مش قادرين تاخدوا البت منه
أردف أخر بتريث ممزوج بألم: البت مشهورة تفتكر ايه اللي هيحصلنا لو أغتصبتها وماتت فيها.. سين وجيم وموال طويل.. بص انت كلم الباشا وشوف هيقولك ايه
..................
توجع يحيى من الضرب الذي ناله فأبتعد عن مكية بألم أصدر أنات: آآآه.. انتي كويسة مافيش حاجة حصلتلك.. آآآي
هزت رأسها بهلع ثم نهضت من على الأرضية حاولت مساعدته في النهوض فلفت يديها فوق خصره وجاهدت برفعه ليتكأ على الحائط، هتفت بفزع: أنت كويس؟.. بؤك بينزف
لم تجد شيء سوى كم ثيابها لتجفف فمه من الدماء السائلة أشاح وجهه للجانب المخالف ثم قال بجمود: ماتقلقيش انا هرجعك لأهلك
كفكفت عبراتها وقالت بحزن مختلط بالنحيب: زمانهم قلقانين عليا.. يا ترى عاملين ايه دلوقتي
................
بداخل منزل (أشرف سند)
زاد قلق الجميع بتأخر مكية لكل ذلك الوقت والقشة التي قسمت ظهر البعير بأن تسنيم لا تذهب لذلم الكورس صاح أشرف بقلق ممزوج بحدة: الساعة ١١ ونص وموبايلها مقفول اكيد حصلتلها حاجة.. انا مش هفضل قاعد.. محدش يعرف عنوان السنتر ايه
تكلمت هالة بهلع كبير ويديها على رأسها: معرفش كل اللي أعرفه انه كورس تنمية بشرية.. حتى تسنيم ماتعرفش عنوانه
فتح أشرف الباب وقال بعزم: انا خارج
أغلق خلفه الباب بعنف وسارعت مودة بالنظر في البلكونة، لطمت هالة بفزع: البت أتخطفت.. راحت مني
ربتت مريم على رأسها ودعت الله ان تأتي شقيقتها بسلام وأمان
..................
بڤيلا (عاصم القاضي)
تسرب لطفي للحديقة ثم بحث بعينيه كي يتأكد بعد وجود أحد فصاح في الهاتف بغضب: هو شيبوب مأجر شوية عيال.. يعني ايه تخطفوا بت معاه.. وكمان تكون مشهورة.. أسمع يا حيوان انت اياك
تقرب منها ولا تعملها حاجة انا مش ناقص.. لما افكر هتصرف مع يحيى والبت اللي معاه ازاي... أوعوا يهربوا
ثم أغلق الهاتف بوجهه وحدث نفسه بخوف ممزوج بتوتر: طيب يا شيبوب مأجرلي عيال متخلفة
................
عند الغرفة المظلمة التي بها يحيى ومكية لم تمل عن النحيب والعويل، شعر يحيى بالغضب فهو لا يعرف من الذي فعل ذلك وحضور مكية معه زاد من حتمية صعوبة هربه على عكس مفرده، فرد ذراعه وقرب أصبعه ليجفف عبراتها رمقته بحزن ممزوج باستغراب
فتابع كلامه بشرود: ده اللي في أيدي أعمله.. انا حاسس بعجز ... انا عارف اني اللي هقولوا مالهوش دليل.. بس انا هرجعك لأهلك
نطقت بصوت متقطع: كل ده حصل بسببك وبسب قلبي الطيب رغم انك كنت مهزأني قدام الكل
ألقى عليها نظرة تهكم ثم قال بسخرية: قلبك الطيب؟ حاسبي بس جناحك دخل في عيني يا ملاك نازل من السما
ثم صاح بها لتكف عن البكاء: ماتبطلي عياط.. مش هيحل حاجة
وضعت كفيها على وجنتها والعبرات تتدحرج من مقلتيها ثم حدثت نفسها بصوت عالي: ممكن كل ده بيحصلي عشان قلعت الحجاب
لوى يحيى فمه فتابع بعدم فهم: قلعتي الحجاب؟!
أومأت رأسها وعاودت تجفيف عبراتها بكم ثيابها قبل ان تقول بحزن: ايوة انا من ٣ سنين كنت محجبة بس قلعته غصب أبويا وأمي.. وعشان مش مقتنعة بيه.. هو انا حتى لو قلعت الحجاب ممكن أدخل الجنة؟
أردف يحيى بتلقائية ممزوج بصوت فاتر: جنة دي السمنة اللي بتطبخ بيها أمك
رمقته بصدمة ونظراتها المستغربة على جملته: نعم؟!
وضع كف يده على ذقنه ونطق ببرود مستفز مغيرا لموضوعها: مافيش غيره اللي يعمل كده
زادت حيرتها فسألته باستفهام أكبر: مين؟
نظر في مقلتيها وأجاب السؤال بتأكيد: عمي
أستطردت بفضول كبير: يعني عمك اللي خطفنا.. بس ليه؟ في حد يكره أبن أخوه.. طب أنت باباك ومامتك اكيد قلقانين عليك
هز رأسه بنفي وقال بجدية مطلقة ممزوجة بسخرية: أمي متوفية وأبويا مش هيحس بيا غير بكرة عشان اوقات ببات عنده وأوقات ببات في الشقة اللي جمب شقتك
هيفتكر اني بايت فيها.. وبكرة فارس هيروح المزرعة مش هيلاقيني هيتصل عليا مش هرد عليه هيقلق هيجي لأبويا هيروح أبويا يقولوا اكيد في الشقة بتاعته هيروحوا الشقة بتاعتي مش هيلاقوني فيها
هيبتدوا يقلقوا عليا... يعني مثلا في حدود الساعة أتنين الضهر هيبتدي القلق.. يااااه ده انا لو مت مش هيحسوا بيا
أبتسمت مكية على حديثه، لم تتحدث مع أحد مطلقا بخصوص حجابها التي تركته وكانت ترفض من يحاورها فيه لا تعلم لماذا بالأخص أخبرته هو، كذلك يحيى للمرة الأولى التي يتحدث مع شخص لا يعلم
عنه شيء سوى انها طالبة بالسنتر، تبادلوا بعض الأحاديث حتى غلبهم النوم
..................
هب يحيى من مجلسه أثر غلق الباب بعنف فرك عينيه بضجر ثم ألقى نظرة على مكية الجالسة في زاوية الغرفة بتوتر، مال الشاب قليلا ليضع صنية طعام وتحدث بسخرية: فطار أهو.. مش حارمكم من حاجة ولا فندق خمس نجوم
ما ان وضعها على الارض خرج مجددا، أردف يحيى بصوت متحشرج: انتي مانمتيش؟
أقتربت منه ثم هزت رأسها بتعب وعبراتها تنساب تلقائيا على وجنتها: ماقدرتش انام وابويا وامي قلقانين عليا وسهرانين.. هما هيعملوا فينا ايه
ألتقط شطيرة ومد يده لها قائلا بصوت جاد: ماهيعملوش حاجة.. عشان انتي جاية بالغلط معايا
لم تأخذها منه وقالت برفض محاولة اكمال سؤالها: انا عاوزة أروح لأهلي
نظرت مكية في السقف وأردفت بحزن: ياترى عاملين ايه؟
....................
عند شقة (أشرف سند)
دلف لشقته بسرعة بعدما ردد بهلع: هاا.. مكية جات؟
كانت هالة جالسة على المقعد وأبنتيها ملتفين حولها يواسونها، نهضت هالة وقالت بحزن: عملت ايه؟ لقيتها ولا لأ؟
خيم الحزن على ملامحه كأنه كان يريد ان يخفق تأكيده بعد وجودها، أجابها بقلق: دورت في المستشفيات والأقسام ومالقتهاش.. كنت عاوز اعمل محضر رفضوا وقالوا لما تكمل يومين مش موجودة
بدأت باللطم على وجنتيها ثم صرخت ببكاء: يعني ايه؟.. مكية راحت مني؟
أكمل أشرف حديثه لمريم بيأس: يا بنتي محدش يعرف أسماء لأصحابها ممكن باتت عندها
هزت مريم رأسها ثم قالت ببكاء: ماعرفش غير تسنيم هى اللي جات معاها هنا.. وماتعرفش عنها حاجة
....................
في مزرعة (عاصم القاضي)
وصل فارس كعادته توجه الي مكتب أبن خاله فطرق على الباب ودخل أعتقد بأن يحيى موجود بداخلها ولكن لم يجده، عبس بوجهه فالمرة الأولى
التي يتأخر بها عن المجيء أخرج هاتفه من جيبه ليتصل عليه ولكن أتاه الرد بأنه مغلق رفع حاجبه
بدهشة كبيرة: قافل موبايله!!!! طب لو مش هيجي كان المفروض قالي
خرج من المكتب وتابع حديثه لنفسه: بس ازاي مايجيش.. ده منبه عليا عشان موضوع خالي لطفي
اكيد راحت عليه نومة.. انا هستنى شوية وبعدين أكلمه تاني
..................
في (ڤيلا عاصم القاضي)
تسرب لطفي ليتحدث في هاتفه خارج الڤيلا ثم صاح بحدة: أسمع يا شيبوب البت اللى رجالتك خطفوها يرجعوها تاني.... أيوة زي مابقولك ماتفضلش تسأل كتير...... المهم يحيى بس اللي يفضل وخف كلام معايا
ثم أغلق الهاتف وأدار جسده ليتفاجأ بفارس يدخل الڤيلا توتر قليلا بعدما رآه يقترب منه ليقول بتعلثم: فارس.. أنت ماروحتش المزرعة النهاردة
أستطرد فارس بتلقائية: انا جاي أسأل على يحيى ماجاش من أول الصبح.. هو تعبان؟
مط شفتيه بأبتسامة وأصطنع عدم المعرفة: هو يحيى مارحش الشغل؟.. غريبة دي اول مرة تحصل؟.. تعالى ادخل جوا يمكن عاصم يعرف حاجة
تبع فارس خطواته خلف خاله الى ان دخلوا، كان عاصم جالس على المقعد يقرأ كتاب ما ان رأى فارس تعجب في قوله: فارس؟ انت مش في المزرعة ليه؟ ولا يحيى باعتك تقولي حاجة؟
على فارس بأن خلل حصل ليحيى فقال بجدية: لا يا خالي يحيى ماجاش المزرعة.. في الأول أفتكرت ان راحت عليه نومة بس بعدين أتأخر أوي وكان منبه عليا في موضوع كده هنخلصه سوا.. فقولت اجي أشوفه هنا
نهض عاصم وأردف بريبة: يحيى امبارح مانمش هنا.. أكيد في الشقة التانية.. رن عليه أعمل اي حاجة
أجاب فارس بسرعة: قافل موبايله.. وروحت أشوفه في الشقة قعدت أخبط وأرن الجرس مافتحش كمان روحت المشتل بتاعه مش موجود
تسلل القلق لعاصم ثم بلل شفتيه وقال بتوتر: آآ.. تعالى معايا يا فارس نشوفوا في شقته ممكن تكون النوبة جاتله؟؟؟