اقبلني كما انا
❤بقلم فاطمة الزهراء عرفات 🌷
............................
(الفصل الثاني والثلاثون)
.........................
بالقاعة حيث الفرح والمعازيم يهنؤون الزوجان، بأحدى الطاولات جالس سيف بصحبة عائلته حتى ان منار شقيقة سوزان جائت معهم خجلت من تحديق يوسف المبالغ بها
أشاحت وجها للنظر للشباب الذين يرقصون أفاقت من شرودها على صوت ميسرة بأبتسامة: مالك يا منار يا حبيبتي مسهمة من اول ماجينا؟
أبتسمت لها وقالت بنبرة متريثة: ابداً يا طنط بس ماعرفش حد هنا.. انا هقوم اشم هوا برا ومش هتأخر يا سوزان
تابعت خروجها من امامهم بهدوء، أردف سيف بنبرة جدية: تعالي يا حبيبتي نتصور مع بدر
أسرعت ميسرة بحمل الطفل بدر وقالت بأبتسامة: ماتقلقيش بدورة معايا.. روحي انتي مع سيف
ألقت عليها ابتسامة وأمسكت بيد زوجها وأبتعودوا عنهم فسألت ابنها يوسف بحيرة: انت كمان قاعد سرحان ليه؟ مش عوايدك.. اقولك يا يوسف قدامك بنات اشكال والوان.. اختار اللي تعجبك وانا اطلبهالك من اهلها.. بس ريحني واتجوز
هز يوسف رأسه مجارياً الموقف وأردف بنبرة متوجسة: بعدين يا ماما.. انا افتكرت صاحبي قالي كلمني في الوقت ده.. مش هتأخر عليكي
اسرع يوسف في خطواته ليبتعد عنها هو الأخر تحت نظراتها المتعجبة فهمست بمزاح لبدر وهى تحتضنه: انت كمان مش نفسك تتجوز يا بدورة
.......................
قارب يوسف بجسده الى منار لم يعرف لماذا ينجذب لها ولم يعرف كيف يباشر الحديث معها كان سيدير جسده للمغادرة ولكن منعه رنين هاتفه تلجم مكانه
اتسعت عيناه لما رأها التفت له وتحدجه نظرات ضائقة هتفت على مضض: انت هتفضل باصصلي كده كتير؟ ده ايه البرود بتاعك ده؟ انا اتكسفت وخرجت عشان مبرقلي.. اول مرة تشوف بنت؟
ضغط على زر وأغلق الهاتف ثم أجابها بتنهيدة: انتي ألفتي فيلم واخرجتيه وشوية وهتنتجيه عشان بصة بريئة
لوت فمها بضيق كبير منه فأكملت وتابعت نهرها بسخرية: ده انت ظريف جدا بقا.. ابعد عن طريقي خليني ادخل جوا
أكملت منار حديثها بتحذير: اياك تيجي ورايا وتبرقلي
عندما وصلت وجلست بجوار ميسرة لم يمكث يوسف كثيرا وجاء وجلس مقابل لها ثم شرع بتشديد النظر لها لم تجد شيء تفعله سوى حمل بدر الصغير وتضعه فوق الطاولة لتخفي نفسها من نظراته
.......................
على الكوشة جالس بدر وزوجته يهنؤونهم الرفاق ويأخذون صور كثيرة بصحبتهم، حينئذٍ انصرفوا ليتسنى لهم الجلوس بنفردهم، لف بدر ذراعه حول خصرها وهمس بجدية: خدي ده
نظرت ليده التي تخرج من جيب بدلته بمفتاح كبير وله منظر جميل تابع بدر حديثه الرخيم: مفتاح مشتل الورد بتاعي.. انا عارف اني اديتك مفاتيح كتيرة.. بس ده يختلف عنهم.. المفتاح ده بتاع الباب الكبير.. من دلوقتي المشتل بتاعك.. انا كنت اكتر حاجة بحبها المشتل ديما بقعد فيه وبحس بالراحة وانا وسط الورد كل ده قبل ما أشوفك انتي بالنسبالي زي زهرة الكادبول غالية جدا وبالرغم من انها اغلى زهرة في العالم لكن مافيش سعر معلن ومحدد ليها عشان مافيش حد اشتراعا قبل كده ومحدش قدر يقطفها
زهرة الكادابول بتتميز بريحتها الجميلة وشكلها الأحلى بس ورقها بيتفتح مرة واحدة كل سنة في الليل وبتموت قبل الفجر، انتي شبها غالية اوي مالكيش سعر، لكن انتي حظك حلو انك وقعتي في حب الوراد اللي مستحيل يسيبك تذبلي
كانت مكية تنصت له وانتباها غائب عن الحياة شاردة بحديثه المعسول فهمست بخفوت: ليه ديما بتقول على الوردة زهرة هو في فرق؟
أومأ رأسه بتأكيد وعاود أكمال قوله: كل الورود زهور لكن مش كل الزهور ورود، الوردة نوع معين من الزهور لكن كلمة زهرة أعم وأشمل وريحتها أحلى زيك انتي زهرتي وربيعي
هزت رأسها وضربت بخفة على صدغها كي تفيق ثم همست بتعلثم: فوقي.. فوقي.. انت طلعت شاعر كمان
أتكأ بدر للخلف وأردف بمرح: ما انا حوشتهم وقولتهملك مرة واحدة
حدجته بغيظ مصطنع ورفعت المفتاح للأعلى تقول بجدية: بس يا بدر ماينفعش اخد مشتلك دي حاجة تخصك انا مش حملها
أستطرد بنبرة رزينة: من دلوقتي انا وانتي واحد.. وانا هكون مشغول في السنتر ودار الايتام.. صحيح قبل ما أنسى احنا هنتجوز بعد شهرين
مهلاً مهلاً لتعيد أخر جملة قالهى على مسامعها بتريث عند أدراكها لحديثه هتفت بصوت عالي: نعم؟؟.. شهرين؟؟! لا طبعا انا مش موافقة.. مافيش حاجة في جهازي كاملة.. لأ لأ مش للدرجادي
لوى فمه باستخفاف ثم همس ببرود مستفز لها: بس انا جاهز.. والله انا ممكن اغير رأي واحلف اخدك نعيش سوا.. كتبنا الكتاب وعملنا اشهار كمان.. الكلام ده كنتي قولتيه لو مانعرفش بعض.. انما احنا نعرف بعض من زمااان فـ ننجز والنبي عشان انا خلقي ضيق.. افردي وشك
جزت على أسنانها وهمت بفتح فمها لترد عليه ولكنه كفها بقلبة على وجنتها أتسعت عيناها وواصلت لبدأ حديثها مجدداً فقبلها على وجنتها الأخرى وهو يقول بتحذير: المرة الجاية في بؤك والله.. اسمعي كلام جوزك هو عارف مصلحتك
صاح فارس مهللاً له وهو يغمز من اسفل الكوشة: معلش هعطلكم شوية.. امي عاوزة تتصور معاك يا بدر
نهض بدر واقترب من جانبه وهتف بوعيد: ولا.. اتكلم عدل احسن ما ارنك علقة
تراجع فارس للخلف وأمسك بيد توحيدة القادمة له وهو يقول بجدية مصطنعة: خلاص يا عم اسف انت حمقي ليه؟ يلا يا ماما نتصور معاه عقبال ماتتصوري معايا انا ورواء
أبتسمت وغمغمت بالدعاء له صعدوا بجانب بدر وأحتضنته هو ومكية وأخذت صورة تجمعهم وغادرت، بينما كانت تتردد ڤيكتوريا احتضان أبنها ولكن لم يسمح لها رفائيل بالتفكير فأردف بصوت عالي: وأنتوا مستنين ايه؟ يلا احنا كمان نتصور معاهم صورة تجمع عيلة الخواجة
نهض رفائيل وأمسك بيد والدته وخلفه السكندر وچايدن وماريا، عندما أقتربوا ترددت ڤيكتوريا قليلاً ثم قالت بأبتسامة خافتة: شكلك "اتراكتيڤو" (جذاب) مبروووك "ميا مور" (يا حبيبي)
مد يده ليسلم عليها تلامست كفيهم لتلقي نفسها الى حضنه ربت على كتفها وقبل رأسها ثم أسرع السكندر بأحتضانه وتهنئية مكية تجمعوا وأخذوا صورة تجمعهم مثلما قال رفائيل عائلة الخواجة، كانت خطوبة جميلة وفرحة عندما ألبسها الشبكة ليأتي موعد الذهاب
غادر بدر ومكية بالسيارة وخلفهم سيارات الرفاق يزفونه عندما وصلوا للعمارة ترجلت مريم ومودة ليعاونوا شقيقتها بسبب الفستان الكبير ودلفوا للمصعد وقبل ان يغلق هتفت مكية بخجل ممزوج باعتراض: هتدخل فين يا بدر الفستان كبير وهنتزنق
حدجها بسخرية ثم دلف لداخل المصعد بجوارها وتعمد ان يحتك بها وتابع قوله بلامبلاة: دوسي على الزراير يا مريم
أومأت رأسها بخجل وضغطت على الأزرار ولم تستطيع ان تنظر لهم لوحت مكية بمروحتها المرصعة بالاكسسوارات لتزيل الحر لم يظلوا كثيرا حتى وصل بدر لطابقه سأل بتفكير لعدم قدرته على الخروج: ابعدي شوية كده.. هو احنا في اتوبيس
ردت عليه مكية بتشفي: احسن عشان انا قولتلك المكان ضيق مش هيسيعنا
هدأتها مريم بتريث: يا بنتي اهدي انا هخرج
خرجت لتفسح له المجال وتبعتها مودة بينما أقترب بدر من الخروج فضغط على زر لينغلق الباب متعمداً وهو يقول بوعيد: بتقوليلي احسن
أبتلعت لعابها وهتفت بتوتر: انا.. انا ماقولتش حاجة.. بس افتح الباب ابوس ايدك البنات برا وهيفتكروا حاجــ
أقترب بوجهه بينما تراجعت وألتصقت بالحائط تهمس بتعلثم: هتعمل ايه يا قليل الأدب؟
همس بالقرب من اذنها وهو يتثائب: هروح انام
تابعت مكية حركات بدر وهو يفتح الباب ويقول بسخرية: وصلتي.. اخرجي يلا
حملت فستانها بصعوبة وقبل ان تخرج اسرع بدر بأغلاق الباب مجدداً وأمسكها وقبلها ضربته بقبضتها على كتفه عدة مرات لم يبالي بها بل زاد ضغط من قبضته على عظمة ترقوتها لما شعر
بأنقطاع انفاسه تركها تلفظ الهواء حدجته باعين مشتعلة فأسرع هو بامساك منديله المعلق ببدلته ووضعه على فمها ليزيل البقايا الخارجة من شفتيها وهو يردد: ششششش اخواتك يقولوا عليكي ايه؟
أخذت مكية المنديل وحدثته بوعيد: طب والله لاخده معايا وخليك انت باللي فـ وشك ده
فتحت باب المصعد واستمرت بمسح شفايفها ليهتف بها: انتي يا بت
نظرت مكية للأسفل وصاحت بعلو صوتها: تعالوا يا بنات.. كان في مشكلة في الاسانسير
رمقته بتحدي فألقى عليها قبلة وعاود اغلاق المصعد لينزل به عندما فتحه كان متردد بأن الفتايات موجدين ولكن خيب ظنه فأخرج مفتاحه وأسرع بالدخول لشقته نظر للمرآة ووجه أبتسم على اليوم الجميل الذي قضاه مع مكية خلع سترته ودلف للحمام فاغتسل ودلف لغرفته لينام
........................
في منتصف اليوم التالي ثلاث رجال جالسين مع لطفي ينصتون له
هتف لطفي بغضب كبير: يعني انتوا بسلامتكم جايين عشان تقولولي.. مش عارفين العناوين بروح امك منك ليه؟
حمحم احد الرجال بخوف ممزوج بتريث: يا لطفي بيه امبارح لما كلمتني مادتنيش فرصة اسألك عن العنوان.. ومش هعرف اعمل خطة فـ كام ساعة انا لازم اعرف المكان وازوروا كذا مرة واعرفه من كل زاوية
هدر لطفي بعصبية لحديثه المستفز: انت فاكر نفسك مهندس؟
جز على أسنانه وكبت الغضب بداخله ثم قال بنبرة متوجسة: القصد من كلامي.. اني ادرس كل حاجة عشان محدش يقدر يمسك عليا ذلة..المهم دلوقتي لازم حضرتك تديني العناوين
أشعل لطفي سيجارته ونفث الدخان ثم أردف بأبتسامة شيطانية: اقولك.. انا أقصد على البيت اللي هيتحرق مش اللي ساكن فيه.. واحد تاني تقريبا لما هيتجوز هيسكن فيه بص ده
يتفحم ويبقا شوية رماد.. الحاحة التانية المشتل لازم يتقهر عليه.. انا هقولك عنوان البيت في (...) والمشتل عند (...) بس انا لسة عند رأي النهاردة تتحرق كل حاجة
أصغى إليه بتركيز كبير والشابان اللذان خلفه توعد بأفساد اي شيء يخص بدر
....................
أستيقظت مكية بسعادة كبيرة على اليوم الجميل رفعت يدها لتنظر لدبلته بأبتسامة كبيرة ثم نظرت للساعة وجدتها الساعة الحادية عشر ثم نظرت لهاتفها كانت معتقدة بأنه سيرسل لها
الرسايل الجميلة ولكن خيب ظنها لوت فمها واعتقدت بأنه مازال نائم نهضت وهى مبتسمة ناظرة لدبلتها خرجت من الغرفة فرأتها والدتها وقالت مبتسمة: قمر يا مكية اغسلي وشك وتعالي اقعدي جنبي عاوزة اتكلم معاكي
أومأت رأسها وفعلت مثلما قالت لها ثم غادت تنظر لها بفضول فأجابتها هالة: بصي يا بنتي الخطوبة كانت زي العسل.. وبدر مصمم الفرح يكون بعد شهرين طالما مافيش حاجة تعطلك عنها ايه رأيك؟ انتي دلوقتي خلصتي تعليمك وابوكي موافق بس في الأول والأخر ده رأيك.. ها قولتي ايه؟
شردت مكية ببدر بالطبع تريد قربه لا محالة ولكنها خجلت فهمست والدتها لها: نقول السكوت علامة الرضا
سألتها مكية بفضول كبير: طب هتلحقوا تجهزوني في شهرين؟
هزت هالة رأسها بتأكيد: ده انا حالفة اني هجهزك احسن واحلى جهاز فيكي يا مصر.. يا حبيبتي لو موافقة شوية بالليل نخرج ونشتري كل حاجة
أومأت مكية رأسها بسعادة وقالت بها بأبتسامة خفيفة: انا لازم اكلم بدر دلوقتي
دلفت مكية لغرفتها بسرعة وأستأنفت مهاتفته ولكنه لم يرد عليها وذلك سبب لها الضيق بقليل همست لنفسها: هو هيتقل عليا من أولها
كررت عدة مرات لدرجة ضايقتها فألقت نفسها ولهاتف على الفراش ورفعت يدها تنظر للدبلة وأتاها رنين هاتفها أنتفضت عندما رأت اسم بدر أصطنعت الوقار وردت عليه: احم.. نعم
هتف بحيرة كبيرة: في ايه؟ ده اتخضيت من الرنات هو في حاجة حصلت؟
مطت شفتيها بتهكم واردفت: مارديتش عليا ليه؟
أجاب بدر بنبرة نفاذ صبر ممزوج بتلقائية: كنت بصلي.. ماصليش عشان خاطر جنابك؟
أكملت مكية عتابها بغيظ: صحصح يا بدر احنا دلوقتي زي المخطوبين يعني تدلعني تقولي خلي بالك من نفسك لما انام شغل المخطوبين ده
جلس بدر على الأريكة وحدثها بسخرية اكبر: خلي بالك من نفسك وانتي نايمة!! ليه هتنامي فـ غواصة.. سيبك من الكلام اللي لا بيقدم ولا يأخر.. قولتي ايه؟ موافقة ولا لأ؟
خجلت مكية ولم ترد عليه فنظر لساعته وهو يقول بسرعة: يعني موافقة.. سلام عشان انا مشغول اوي النهاردة شوية هكلمك
أغلق بدر الهاتف وأرتدى ثايبه وغادر متوجهاً لدار الايتام التي تحت أنشائها تم تحقيق الاجرائات القانونية والعمالة مستمرون في بنائها قرر الذهاب لمشتله وعندما وصل ترجل من سيارته ورأى شاب معه وعاء كبير بلاستيكي وفي يده عصى كان سيشعلها لولا اقتراب بدر منه بحرص والتقط بحطر كبير نسبياً وضربه فوق رأسه
كان هذا شيء بسيط لم يفقده وعيه ولكن حعله ينتفض ويترك العصى لكمه بدر في فمه وهتف بغضب: انت بتعمل ايه هنا؟ ومين اللي باعتك؟
سدد الشاب له لكمة ودفعه ولم ينطق بأي كلمة وحاول الفرار بدراجته النارية
لم يستطيع لأن بدر أحكم امساكه عرقله بقدمه وجثى فوقه وكرر سؤاله: مين اللي باعتك؟
ألتقط الحجر ورفع به عاليا قبل ان يسقط عليه تحدث الشاب بسرعة ممزوجة بألم: لطفي اللي أجرني عشان احرق مشتلك
ترك الحجر يسقط من يده ونظر لأدواته وله من جديد ثم لكمه بقوة وصاح: وايه كمان؟ انطق بدل ما اطلع روحك في ايدي
وضع الشاب يديه على وجهه ليحميه فقال بآنين منخفض: ماعرفش حاجة تانية.. سيبني امشي انا ماعملتش حاجة
رن هاتف الشاب فأخرجه بدر من الجيب وهمس بوعيد: رد بطبيعتك لو فكرت تلعب بديلك هخلص عليك
ليزيد صوت سماعات الهاتف للأعلى ويسمع مايدور بينهم، أردف صوت شاب بثقة: نفذت اللي أطلب منك ولا لأ؟
نظر لبدر فأشار برأسه أن يقول نعم، تحدث الشاب بجدية مصطنعة: آآآه.. حرقته
لم يعي الشاب الأخر بأن بدر متربص لهما فتابع قوله المتكبر: اشطا عليك وانا حرقت الشقة وبشرب سيجارة وعلى ناصية الشارع بشوف الناس بتطفي فيها لطفي.. هيفرح اوي
عاود بدر تسديد اللكمات له هاتفاً بغضب به: يا ولاد ****.. شقة ايه اللي تتحرق.. ده انا هشرب من دمك انت وهو ولطفي الكلب
نهض بدر وهو يجر الشاب الذي هتف بتوسل: شقتك الجديدة اللي بتعدل فيها.. انا ماليش دخل ابوس ايدك
أدخله عنوة بحقيبة السيارة وأسرع لمنزله الجديد يريد ان يلحق اي شيء، أقسم ان لو حرق منزله لينتقم من لطفي أشد
انتقام وبالفعل حدثت النبؤة عندما وصل رأى منبع دخان اسود يخرج من مكان منزله ترجل من سيارته بتردد فوجد سيارات الأطفاء، سار بخطوات متريثة ممزوجة بصدمة كبيرة أهذه
المفاجأة المعدة لمكية؟ كيف يخبرها بأنها كانت ستسكن هنا؟ نظر لمنزله بشرود ليسأله رجل: مش انت يا ابني صاحب البيت؟ ولاد الحرام كتير منهم لله ابعد بس شوية عشان الناس تعرف شغلها
لم يرد عليه بدر واستمر بالنظر لمنزله المحترق وفي قلبه أحتراق من الوعيد عازماً على انهاء شر لطفي أمسكه الرجل وابعده قليلا وهدأه: ربنا يعوض عليك
سحق بدر أسنانه حينما تذكر بأن مشتله كان سيحدث له ما حدث لمنزله فنهض وأسرع في خطواتها ليخرج الشاب من حقيبة السيارة ويكمل أعتدائه عليه رغم تجمع الناس لفض
النزاع ولكن بدر لم يتركه، لم يعرف لماذا رجل الاطفاء يحدث الشجار وليتخلص منه بدأ برش المياه الغزيرة عليهم استطاع الناس تفرقته عنه ليسمع الرجل رنين هاتف بدر لم يرد عليه
تردد الرجل في اخذ هاتفه ولكن حسم امره بسرعة وأخذه من جيبه ورد بنبرة سريعة: لو سمحت يا استاذ تعالى دلوقتي عند (....)
رمقه بدر بغضب فاسرع الرجل بتبرير موقفه: العصبية مش هتحل حاجة.. صاحبك هيجيلك
ثم همس لنفسه وهو يجفف نفسه: ده كويس ان موبايلك ماتأثرش بالمية.. كان زمان قافش في زمارة الراجل
......................
لم يكذب رفائيل الخبر وأسرع هو وچايدن الى المكان الذي تم وصفه زادت الصدمة عند رؤية بدر ومنزله يحترق كان يود ضرب الشاب تحت ضغط وأبعاد أخويه تركه وسلمه للشرطة ثم أخذوه الى منزله في العمارة
.......................
دلف بدر للشقة بجمود وثبات في مشاعره وخلفه أخويه ليتحدث چايدن بتريث: في داهية البيت المهم انت كويس
جلس بدر بحالته المبللة وقال بغضب: انا هموت واعرف لطفي عرف البيت منين؟ ده انا كنت عامله مفاجأة وهسكن فيه لما اتجوز ومحدش يعرف
أسرف رفائيل بقول الهادئ المتحير: غير هدومك لتاخد دور برد.. طيب ماتسكن في الشقة دي يا بدر
مط شفتيه وأجابه بتأكيد: العقد هيخلص كمان شهرين
أمسك چايدن بجهاز تحكم التكيف وأغلقه صائحاً بجدية: والله هتاخد دور برد
نهض بدر من مجلسه واسرع لدخول غرفته واغلق الباب بهدوء ثم نظر من البلكونة بشرود ليهمس بترهيب: والله يا لطفي ماهتطول مني قرش وهعرفك كويس مين هو بدر الدين
.........................
قارب غروب الشمس وبدر مستمر بالنظر قي البلكونة قد نسى نفسه، دلف رفائيل يحدثه بجدية: انت هتفضل قاعد هنا كتير.. تعالى.. انت لسة ماغيرتش هدومك؟
ألتفت له بدر وتنهد بضيق: انت شايف ايه؟
أقترب رفائيل منه ووضع يده على كتفه ثم أجابه بتريث: تعالى انا وچايدن عندنا فكرة حلوة
أردف بدر بنبرة جادة: انا هأجل الفرح لغاية ما
دخل چايدن الغرفة في هذه اللحظة وأسأنف بجدية: مش محتاج تأجل الفرح.. انت تسكن في شقتك اللي عندنا