أخر الاخبار

رواية اقبلني كما انا الفصل الحادى والثانى عشر


 

١١&١٢

أقبلني كما أنا 

(الفصل الحادي عشر) 

............... 


ما زال يحيى وسيف يرمقون بعضهم بغضب والوعيد يتطار ويحلق بين أعينهم كسر سيف الصمت بالتحدث لأبنه: مش هتبطل شقاوتك يا بدر خالص.. أنت عارف انا حصلي ايه في الكام دقيقة اللي بعدت عني


أردف يحيى بنبرة أستفزاز: وأنت أهبل سايب ابنك اللي مايعرفش ينطق الكلام في وسط الزحمة والشارع عادي كده


كلماته اللازعة كانت الفتيل التي أشعلت النار ليقول سيف بغضب: انا روحت أشتري بالونة لأبني وهو معايا بس بعدين أتفاجأت انه مش موجود رجعت تاني لقيته معاك.. بيني وبينك ماطمنتش لما شوفتك شايله


رمقه يحيى ببرود ثم رد عليه بأستفزاز: ماتخفش يا دكتور.. اعتبر اني بردهالك لما طهرت الجرح بتاعي.. خلصانة.. بس انك تدخل في اللي مالكش فيه حسابها تقيل اوي


قبل سيف أبنه ورفع يده الصغير ليلوح بها: قول شكرا لعمو يا بدر


حدف يحيى بالحظاظة التي ملفوفة عى رسغ بدر فقرب يحيى كفه وأمسك برسغه وهمس بتنهيدة: العفو


لاحظ سيف بشرود يحيى بحظاظته ثم أستدار ليغادر ولكن فضوله لم يمنعه من سؤاله فتوقف وعاود النظر له بتساؤل فقطع يحيى الصمت بسخرية: في حاجة تافهة عاوز تقولها


دقق سيف النظر بعينه وأردف بشك: ليه لما قولت اسم بدر بصيت عليا كأني بنده عليك أنت ومش على أبني


ربع يحيى ذراعيه بتهكم وقال بأستفزاز: عشان كنت شايل طفل ماعرفش أسمه ومستني أبوه أو أمه يجو ياخدوه ولما قولت اسم بدر عرفت ان في حد من أهله جه.. فهمت ولا لأ


ألتفت سيف للخلف عندما سمع صوت زوجته تناديه بأسمه بقلق: سيف.. انت لقيت بدر.. طب ليه ماكلمتنيش؟


ثم توقفت عن الحديث لما رأت يحيى واقف أعطاه سيف أبنهم وأردف بسخرية: مش هتصدقي بدر كان قاعد مع مين؟ مع يحيى!!


أصبحت نبرة صوته الى الهدوء وحدثها بهمس: أمشي انتي وبدر يا سوزان وأستنوني في العربية.. دقيقتين وجاي


أومأت رأسها له وغادرت من أمامهم فتابع سيف الحديث بتساؤل: ها يا يحيى.. مش أنت أسمك يحيى برضو.. بص أحنا كرجالة بنحب اللف والدوران


تراجع يحيى للخلف وجلس فوق سيارته وأردف بسخرية ممزوجة بأستفزاز: والله انا راجل وبقولك أهو مابحبش اللف والدوران شوف انت بقا تبع مين؟


جز سيف على أسنانه ثم أمسك بياقة يحيى بغضب وهدر به: تحب أوريك مين الراجل دلوقتي


أبعد يحيى أيدي سيف ببرود ثم رد عليه بجمود: مابحبش أشوف عشان انا عارف نفسي راجل.. أبعد. عني.. أنت بتهلفط بكلام انا ماعرفش عنه حاجة وعاوز كمان تضربني.. حل عني يا دكتور لاحسن أخرب بيتك قبل أوانه


لم يهدأ سيف بل أشتعل غضباً من توبيخه فأنقض عليه بحدة لم يدعه يحيى يكمل فأمسكه ودخل به بزقاق ضيق وبدأوا بالشجار، هتف يحيى بحدة: انت اللي جبته لنفسك.. أستحمل الضرب بقا


دفعه سيف بعنف ثم رد عليه باستخفاف: ماتشغلش بالك انا الضرب واخد عليه من وأنا عيل في الملجأ


توقف يحيى بصدمة كبيرة كان سيسدد سيف له لكمه ولكن تفاداها فوقعوا الثنائي على الأرض بتعب فلكز سيف يحيى على يده وبادلها له يحيى


أخذ كل منهم باللهاث وألتقاط أنفاسهم، نهض سيف ثم مد يده ليحيى فألتقطت كفه وأحكم بها ونهض هو الأخر


جلس يحيى على الرصيف وسأله بجمود: ملجأ ايه اللي كنت بتتضرب فيه؟ 


جلس سيف بجواره ثم وضع قبضته على وجنته وأردف بحزن: أبويا وأمي ماتوا وسابوني وحيد عمي بدل مايخدني في حضنه رماني في الملجأ وخد فلوس أبويا كلها.. أتعرفت هناك على صاحبي بدر الدين كان بالنسبالي أخويا وصاحبي بس..


نظر سيف بوجه يحيى ودقق به النظر وقال بجدية: كانت عيونه رمادية وكان فيه اثار لحرق نار في صدره زيك بالظبط.. بس أنت أسمك يحيى القاضي وهو بدر الدين طه محمود


تابع يحيى بنبرة تساؤل: ماتقبلتوش تاني؟


هز سيف رأسه بالنفي وأردف بأسى: بعد ما عيلتي أتكفلت بيا روحتله مرتين في الدار بس قالولي أنه هرب.. يارب تكون عيلة أتكفلت بيه زيي انا


نظر له يحيى وقال بجدية قاتمة: مش يمكن مات؟


تنهد سيل بحزن ورفع بصره للأعلي وردد بدعاء: لأ.. بدر عايش وفي يوم من الأيام هنتقابل أنا متأكد من كده.. أتمناله انه يعيش حياة جميلة اوي لأنه تعب وشال الهم وهو صغير والصدمات اللي حصلته


نهض يحيى ونفض ثيابه ثم سأله مرة أخيرة: أنا همشي


أعتدل سيف ونظر له مرة أخيرة ثم غادر من امام أعينه وفي داخله شك، أستقل يحيى سيارته وغير مساره لطريق أخر ثم هاتف فارس بأن يذهب هو لأخذ النتائج من المعمل، حينما وصل يحيى للمكان


الذي يذهب إليه صف سيارته بعيدا وقرر السير أصتطدم برجل وقور برفقة زوجته، أردف الرجل بنبرة هدوء: معلش يا بني أعذرني


رد يحيى بنبرة أقتضاب: العفو يا حج


واصل يحيى سيره الى أن توقف بالمكان وجثى قليلا وبدأ بالشرود


.................


عند مكية التي تعرفت على بعض الفتيات بينما هى جالسة بجوار تسنيم وماريا لاحظت مكية أرتداء ماريا قلادة  والظاهر أنها من الذهب فسألتها: السلسلة دي دهب؟ 


أومأت ماريا رأسها وقالت بجدية: أه


تابعت مكية الحديث بحيرة: يا بنتي مش خايفة تتسرق؟ 


أبتسمت ماريا وردت بنبرة هادئة بشوشة: لأ مش خايفة دي بتحفظني من كل شر ومن كل خطيئة وبتقربني من ربنا.. ماما وبابا كانوا كل مابيخلفوا بيجيبوا سلسلة زيها دهب ويكتبوا عليها أسمهم ألكسندر وڤيكتوريا


سألتها تسنيم بهدوء: أنتي معاكي أخوات تانية؟ 


أومأت ماريا رأسها وقالت بجدية: أكبر واحد اسمه جايدن وبعدين رفاييل وأنا أخر العنقود سكر معقود.. كان معانا أخ تاني بس مات وهو صغير وانتو بقا؟ 


تنهدت مكية قائلة وهى مبتسمة: أحنا أمبراطورية "م" أنا الكبيرة وأختي التانية أسمها مريم والصغيرة مودة.. هى ماما من الاسكندريه وكنت باجي في الاجازة لغاية ما أستقريت هنا


تابعت تسنيم بهدوء وبأختصار: أنا وحيدة.. وعشان مكية صحبتي جيت معاها وسكنت مع عمي بس كده


ظلوا يتحدثن بحبور ثم أستكملوا دراستهن الى أن أنتهت وتوجهت كل فتاة الى منزلها


................. 


بالطابق الخامس من العمارة بعد أن وصل يحيى نام ساعتين محاولاً الفرار من الواقع المرير أستيقظ وتلقائيا توجه لفتح بلكونته عاري القدمين لتلمس أصابعه قدمه بشيء أخفض بصره ليتفاجأ ويصرخ بتهكم: لأ كده كتير يا مكية


ثم رفع وجهه للأعلى فوجد ملابس معلقة وبالقرب من الحائط  وقعت فوق رأسه قطعة أمسكها وألقاها بالأرض وتوجه الى باب الشقة وعندما فتحه وجد مكية واضعة أذنها عليه أرتبكت


وتراجعت للخلف رمقها بحدة وأردف بحنق: أنا مطلبتش منك تلمعي أوكر.. وكويس اني لقيتك في وشي.. تعالي لمي ال.. 


توقف عن نطق الجملة ثم سحبها من ياقتها فهتفت بغيظ: أبعد كده انت ازاي آآ.. 


أدخلها الغرفة فتوقفت مكية وصاحت بنفاذ صبر: عيب كده انت تدخلني أوضتك.. انا خارجة


وأستدارت لتغادر ولكن أمسكها من ياقتها مجددا وأعادها ونظر بوجهها بسخرية: مش قبل ما تاخدي.. ال...... الهدوم اللي بتقع من فوق


تداركت مكية كلامه وتحدثت بأبتسامة: آآآآه افتكرت.. طب كنت جبتهالي مالهاش لزمة الدخلة دي انا هجيبها من البلكونة


دخلت مكية للبلكونة ونظرت للأرض بملل ولكن شهقت من الصدمة عند رؤيتها القطعة المُلقية على الأرض وهتفت بإنكار: ايه ده.. ايه ده.. يا نهار اسود انتوا جيتوا هنا ازاي؟


تمدد يحيى على الفراش ونظر للسقف محدثا اياها بسخرية: أنشري هدومك كويس واصلا الحاجات دي ماتتعلقش في البلكونة


وضعت مكية بملابسها داخل حقيبتها وخرجت بخجل ولم تردف كلمة، أسرع يحيى بالأمساك بمعصمها وقال بلهجة جادة: الساعة أربعة العصر هتروحي مشتل الورد بتاعي


أبتسمت مكية وأردفت بسرعة: أنت عندك مشتل ورد؟ 


حك على ذقنه ومرر أصابع يده في خصلات شعره وهمس بنفاذ صبر: تقريبا بيقولوا كده... انتي شكلك هتتعبيني انت وغبائك ده.. بعد ماهتوصلي هتسقي الورد كله


لوت مكية فمها بشرود وقالت بتفكير: طب هقول لأهلي ايه؟ الكورس خلص


رفع يحيى يديه للأعلي ثم أستأنف مقلداً لها: الأتفاق أتفاق يا دكتور وأنا أوعدك هنفذه.. أتصرفي مش مشكلتي


فتح أحد أدراحه ومد أصابعه بمفتاح فتكلمت بسرعة: انت كل شوية هتديني مفتاح شكل.. ومفتاح ايه ده؟


أمسك كفها ووضعه به ليقول ببرود: مفتاح المشتل يا بازوريكسيا


هتفت مكية بفضول ممزوج بغيظ: مين بازوريكسيا اللي بتقولهالي كل شوية.. طب أنا ماعرفش العنوان


أبتسم يحيى بسخرية وأخرج ورقة مدون عليها العنوان وسخر منها: معلش انتي ممنوعة تشغلي نت الشهر ده.. فكتبتهولك على ورقة.. سلام يا مكية


ضربت بقدميها على الأرض ثم خرجت من الشقة بغضب مغلف بحرج لم تعرف مالسبب الذي يجلعها مبتسمة عند الحديث مع يحيى رغما عن ذلك فأنه مستفز ويأمرها ودائم أحراجها، صعدت للطابق الأعلى وفتحت شقتها ثم جلست بجوار والدتها


سألتها هالة بهدوء: ايه اخبار الكلية


أبتسمت مكية عندما تذكرت الأحتفال بها فقالت بابتهاج: ماتتخيليش يا ماما الناس قابلتني ازاي اللي يتصور معايا واللي يتخانق عشان يقعد جنبي حاجة جميلة وأتعرفت على ماريا


كانت مودة تستمع لها فخرجت من غرفتها وجلست بجوارهن قائلة ببطء: شــــــــفـــــــــقــــــــــة مش أكتر


ردت عليها مكية بأستفزاز: بيتلموا عليا زي النمل عشان ياخدوا صورة.. عارفة انتي لو قولتي لزمايلك انك اختي هيتهبلوا واحتمال تكوني مشهورة زيي


جزت مودة على أسنانه بحقد ثم نطقت بغيرة: مين دي انا؟؟ اقول اني اختك! انتي عاوزة اصحابي يبعدوا عني.. يا مكية أفهمي انتي غوريلا وحشة


لتلك اللحظة تحطمت مكية فشقيقتها تعلم بأن النعت هذا يغضبها أكملت مكية الحديث بأستفزاز مصطنع: الغوريلا دي عندها فانز كتيييير اوي بتتلم تحت رجلها عشان ابتسم في وشها انما الدور والباقي على اللى فاكرة نفسها مهمة لكن ماتسواش بصلة


نهضت مودة وقالت بوعيد: انا هوريكي انا مين


أردفت هالة بحدة: انتو الاتنين ماتربتوش.. مش هاممكم حد


وقفت مكية وقالت بجفاء: انا هاخد شاور عشان خارجة


صاحت هالة بغضب: انتي يا بت ماسمعتيش أبوكي قالك ايه اخر مرة


أكملت مكية سيرها وغمغمت بضيق: مش عاوزة أقعد في البيت ده وهخرج يعني هخرج


........................


بداخل غرفة مودة فتحت الهاتف الذكي خاصتها وهمست بوعيد: والله لفضحك يا مكية وأخلي الناس اللي بتقولي عليهم فانز يشتموكي


.....................


بمكان أخر كان لطفي جالس بجانب شيبوب ثم أكمل حديثه بغضب: بقولك عرف اني انا اللي بدخل المواد المسرطنة في المزارع وطردني


أجابه شيبوب بحدة: وأنا أعملك ايه؟


نفث لطفي سيجارته ثم أردف بمكر: انا بتفك معاك بكلمتين انت تسمع لكن ماتعملش.. سيبلي الشغل ليا أنا.. أنا هقتل عاصم وأسجن يحيى هلبسها فيه انه هو قتل ابوه عشان الورث


رمقه شيبوب بأبتسامة شيطانية: انت ابليس يقوملك ويقولك أقعد مكاني.. القتل بالنسبالك صباح الخير


نظر لطفي للأمام بشرود فتحدث بحقد: انا قتلت زمان وهقتل دلوقتي عادي جدا


....................


أستعدت مكية للذهاب الى المشتل الذي أمرها به بحيى رغم اعتراض والدتها إلا انها ذهبت وعند وصولها ترجلت من سيارة الأجرة كانت عبارة عن منطقة ليس بها سوى جدار كبير يحيط حول نفسه


تسلل الخوف إليها ثم سارت إلى المبنى الكبير كانت البوابة مفتوحة دلفت لتجد مبنى زجاجي محتوي على الزهور المثيرة العطرة فتحت الباب ودلفت


تفاجأت بالمنظر الخلاب الجميل أقتربت من الزهور التي بوجهها وهمت بقطف واحدة ولكن صوت يحيى منعها: أبعدي عن الاڤندر


شهقت مكية بفزع وأستدارت بجسدها فرأته ممدد على أريكة منقوشة بالزهور عادت اليه وسألته: أنت هنا من أمتى


رد عليها وهو شارد بالسقف: من زمااان.. يلا بقا شوفي شغلك


أومأت برأسها ثم أخرجت من حقيبتها هاتفها وقالت بتوسل:  من فضلك أخد صورة مع الورد ومش هنزلها على النت.. بس هاخد صورة انا بحب الورد جدا


نهض يحيى وأقترب من مجموعة من الزهور وأردف بسخرية:  تعالي أتصوري جنب زهور النرجس يا بازوريكسيا 


تذكرت اول محاضرة لها وعن تحدثه عن مرض النرجسية فأبتسمت باسطناع: ولا بلاش انا عاوزة أخلص اللي ورايا عشان أروح بدري


بادرت مكية بري الزهور بحرص تحت أشراف يحيى الى أن أنتهت بسعادة جلست بتعب: انا تعبت اوي مش ممكن


ثم همست لنفسها بوهن: وكمان أنا جعانة اوي


أصغى يحيى إليها فقال بسخرية: عاوزة تاكلي ايه؟ 


تنهدت مكية بنهم ثم لبت سؤاله بتلقائية: كريب


تابع يحيى توبيخه الساخر لها: انتي بيئة بصراحة يعني شياكة ورود حوالينا والجو رومانسي وتقوليلي عاوزة أكل كريب.. يعني أحنا لازم ناكل حاجة مش أقل من فتة كوارع وكرشة


أمتعض وجه مكية ثم أردفت بتقزز: يععع


أقترب يحيى من الطاولة ثم أخذ بعلبة بسكويت وألقاه بحجر مكية قائلا بحنق: مافيش غير بسكريم.. أجبلك من فين كريب؟.. انتي ناسية انك انتي اللي بتخدميني مش أنا


ألتقطتها منه بأمتنان ثم فتحتها ومدت له بأبتسامة: أتفضل


أمسك يحيى بهاتفه ورفض وهو ينظر بالهاتف: مش عاوز


أبتسمت له مكية ثم سمعت رنين هتافهاوقالت بعزم: هاكلها في الطريق.. انا دلوقتي همشي


فتحت حقيبتها وأفرغت محتوياتها على الطاولة وأغلقت الهاتف لتعود وتضعهم، أمسك يحيى بميدالية مفاتيحها وقال بسخرية: لسة طلباتي ماخلصتهاش


أعتذرت مكية بأسف: معلش غصب عني بكرة هعملك كل اللي عاوزه.. هات المفاتيح عشان أمشي


هز يحيى رأسه بنفي فكررت السؤال بقلق ممزوج بتحذير: يحيى.. هات الميدالية


ظل ناظر اليها بسخرية على حديثها فمن هى لتققر الذهاب وقتما تشاء، همس ببرود: وأنا قولت لأ


أقتربت منه وحاولت أخذ المفاتيح ولكن كان الأسرع بحدفها خارج المشتل حدثته بغيظ وكانت ستبكي: عاجبك كده.. انا عاوزة المفاتيح بتاعتي


خرج يحيى من المشتل وهو يكبت ضحكه لتتبعه أنحنى يحيى يحسس على الأرض خصوصا والظلام بدأ بالأستيقاظ، فعلت مثله مكية ولكن بجزء بعيد عنه نسبيا لتقول بسخرية: عاجبك كده أهو انا هبات هنا.. شكرا ليك


هتف بها بأستفزاز: دوري كويس بس وحاسبي لاحسن عقرب ولا تعبان يقرصك


فزعت مكية ونهضت لتقول بخوف: أنت بتهزر صح؟


قبل أن يرد عليها سمعوا نباح للكلاب لتشهق مكية وتنطق بخوف: آآ.. هو في كلاب هنا


أبتسم يحيى بلؤم فقال مسايرا لها لكي تخاف: في كلاب كتيييرة جدا .. وبيعرفوا يدخلوا للمشتل


أسرعت نبضات قلب مكية فأردفت بخوف بعد أن شعرت بأن أقدامها لن تحملها: طب يلا نمشي من هنا


تابع يحيى حديثه بنبرة مخيفة لأفزاعها: مش هنعرف نخرج... الكلاب زمانها قاعدة برا قدام البوابة وبتفكر تدخل هنا ازاي عشان تاكُلنا وتفترسنا وآآ


وقعت مكية مغشي عليها فوق الأرض


.......................

(الفصل الثاني عشر) 


.................... 


لم يستوعب يحيى الخوف المبالغ به لمكية من الكلاب، جثى على ركبتيه ووضع رأسها علي فخذيه وضرب بكف يده برفق على وجنتها ولكن لم تفق


ضغط يحيى على رسغها وقال بسخرية: فوقي.. انا مش دكتور عشان أعرف أفوقك


حملها يحيى على ذراعيه ودلف بها لداخل المشتل ثم وضعها على الأريكة وفرك في رأسه عاود ضرب وجنتها ولكن بعنف ثم أقترب من دلو ساقية الزرع وجاء


إليها ثم سكب فوق رأسها في غضون ثواني شهقت مكية وقالت بفزع: لأ لأ.. أنا بخاف من الكلاب


جلس على الطاولة ثم حدق بها قائلا بهدوء: انا ماقصدش أخوفك من الكلاب.. ماكنتش اعرف انك بتخافي منهم للدرجادي


أعتدلت مكية ولفت ذراعيها حول صدرها فقالت بخوف: أنا عاوزة أمشي.. بس كيف؟ ده الكلاب برا وممكن تـ


قاطعها يحيى بنبرة جمود: ماهتعملش حاجة.. عشان هى بعيدة.. مفاتيحك بكره هجبهالك.. أنا دلوقتي هوصلك.. يلا


نهضت مكية ورجفة بسيطة حركت جسدها ولكن لم تبالي ألقى يحيى عليها الجاكت الجلدي خاصته على وجهها بينما رفضت في نبرة صوتها: شكرا انا مش بردانة أتفضل


رمقها بتهكم ثم أردف بسخرية: ماجتش عليه.. فيه اتنين قبل كده خدتيهم وماجبتهُمش.. بسرعة عشان أوصلك


أبتسمت مكية ثم أرتدت الجاكت وتحركت خلفه أغلق يحيى المشتل ثم قبل خروجه من امام البوابة الكبيرة تشبثت به مكية بخوف فطمأنها: ماتخافيش


أقترب من السيارة ثم فتحها ودلفت هى وهو خلفها وتحرك بها، في الطريق كان بداخل مكية فرح لا يوصف كانت تود أخباره بشيء ولكن خافت بأن


يرفض حسمت أمرها وقالت بتوجس: هو ممكن أشغل النت عشان أذاكر عليه


نظر لها بطرف عينه وأردف بتأكيد: على اساس انك مافتحتوش؟


هزت مكية رأسه ثم هتفت بصدق: والله العظيم مافتحتهوش انا عند وعدي.. بس.. بس عاوزة اذاكر عليه وفي حاجات مابتستناش لليوم التاني


أومأ يحيى رأسه ورد عليها بهدوء: أنا موافق.. انا ماكنش قصدي انك تفصلي على النت نهائيا.. انا مش عاوز اي حاجة تنزليها على النت.. أكلت كذا خرجت مع صحبتي.. او أي مشكلة ليا واسراري كلها على النت هو ده اللي انا أقصده.. وأنتي حرة


تنهدت مكية بأبتسامة راضية وأستطردت حديثها بهدوء: انا هشغل النت بس أوعدك ماهنزلش حاجة خالص عليه وكمان هكمل الشهر خدمة ليك


لوى يحيى فمه وأجابها بنبرة تهكم: طبعا لازم تقولي كده.. عشان تهربي من مذاكرتك وجامعتك وأنا اللي ألبسها في الأخر


جزت مكية على أسنانها بغيظ ثم هتفت بحدة خفيفة: على فكرة أنا شاطرة


كبس يحيى على الفرامل وقال بتنهيدة أقتضاب: وصلنا.. انزلي


قبل أن تفتح الباب سألته بفضول: أنت مش هتنزل؟


نظر في ساعة يده وقال بجمود: لأ.. هبات في الڤيلا


أغلقت مكية الباب خلفها بهدوء وصعدت درجات السلم قبل دخولها لمدخل العمارة نظرت له لتجده في سيارته يعبث بهاتفه شردت ماذا ستقول لأهلها


على هذا الجاكت ومن أين جلبته حاولت خلعه وهي تبادر بالنزول ولكن تعثرت وطرحت على درجات السلم، ألقى يحيى نظرة وأعاد رأسه مجددا وبسرعة فائقة أرجعها وخرج من سيارته


بسرعة يهرول لها كانت تتألم من رسغها أنحنى إليها وسألها بقلق: انتي كويسة؟ ايه اللي بيوجعك؟


حاولت مكية السيطرة على نفسها ومنعها من البكاء فقالت بألم: آآآآي.. آآآه ايدي وجعتني اوي


أمسكها من كتفها ليعدلها بحرص شديد فتابع سؤاله بقلق: تعالي هنروح لدكتور؟


هزت رأسها بنفي وردت بهدوء حزين: مش للدرجادي.. انا كويسة والله.. هى بس أيدي اللي وجعتني عشان حملت عليها.. بس مش محتاجة دكتور.. شكرا ليك


تابع أمساكها لتنهض على قدميها أبتسمت له بخفوت: شكرا.. أنا هطلع فوق.. أتفضل أنت عشان ماتتأخرش


أحكمت أمساك رسغها بيدها الأخرى وصعدت درجات السلم لمح يحيى بالجاكت الملقي على الأرض حمله وأسرع بالصعود ووضعه على كتفها


نظرت له بدهشة، مط يحيى شفتيه بلامبلاة ونزل من السلم ظهرت أبتسامة خافتة على وجهها وأكملت طريقها ثم دخلت بالمصعد


...................


خرجت مكية من المصعد وضغطت على زر الجرس فتحت لها مريم صدمت من هيئتها فسألتها: مال أيدك


دلفت مكية للداخل وقالت بألم: وقعت تحت على السلم


كانت والدتها غاضبة من خروجها ولكن عندما رأتها أكملت الحديث بسهد: مالك يا مكية وقعتي ازاي؟ وأيدك وجعاكي؟


جلست مكية على المقعد وأجابت والدتها بهدوء: وجعاني ومش قادرة أحركها


هدأتها والدتها وقامت بتدليك رسغها ثم دلفت لغرفتها وقامت بتغير ثيابها بصعوبة وتمددت على الفراش ممسكة بالهاتف بيد واحدة ورافعة اياه امام وجهها


.......................


بالغرفة المجاورة لمكية، أبتسمت مودة بخبث دفين عندما طالعت الحاسوب ثم أرجعت رأسها للخلف وشبكت أصابعها خلف رقبتها قائلة بوعيد: كده أنا فضحتك يا مكية وبكرة هتطلعي ترند أنك قلعتي الحجاب عشان الشهرة وأبقي وريني الفانز بتوعك هيعملولك ايه؟ 


................... 


بمنزل سيف لم يهنأ عندما شك بيحيى كيف له أن يتخيل ويحلم ويتحقق الحلم نفخ بضيق ثم همس لنفسه: مش ممكن.. نفس الحرق اللي شوفته أول مرة هو اللي كان في بدر.. والعيون الرمادية بس أسمه يحيى.. لو كان صاحبي اكيد كان أتعرف عليا اكيد مش هينساني زي ما أنا لسة فاكره وبحبه


تنهد بصوت مسموع لتستيقظ سوزان من نومها وأردفت بصوت نائم: في ايه يا سيف أنت مش جايلك نوم؟


أحتضنها ووضع رأسها على صدره ثم قبلها وقال بأبتسامة: نامي يا حبيبتي انا هنام أهو


نظر بالسقف بشرود وتذكر موقف معه ومع رفيقه بدر


.....................


*أسترجاع الماضي*


بدار الأيتام الأيتام الذي تربى ونشأ بها سيف تحت درجات السلم المكان المفضل له هو ورفيقه بدر


كان العمال ينظفون الدار ويعملون على ساق وقدم لزيارة ممثلة شهيرة لهم حاولوا أن يظهروا أمامها بأنهم مهتمين بالأطفال، قامت بالتبرع لهم بعدد لا


بأس به وأحضرت الهداية والألعاب للأطفال، ركض سيف الى رفيقه بدر الجالس بحزن تحت السلم


وقال بأبتسامة بشوشة: يا بدر.. أنت هنا بتعمل ايه.. تعالى معايا بسرعة.. عارف الممثلة اللي شوفناها على التليفزيون امبارح.. موجودة برا وبتوزع لعب كتيرة تعالى


هز رأسه للنفي ونطق بحزن طفولي: مش عاوز حاجة يا سيف


لم يعبأ بحديثه ليمسك به وأخرجه ثم أسرع به للذهاب للممثلة والأطفال يزدادون عليها ليأخذه الألعاب، لاحظت حزنه فأقتربت منه ومدت يدها بسيارة لعبة قائلة بأبتسامة: أتفضل يا حبيبي.. عجبتك ولا أجبلك كورة


أعادها لها وهو يقول بنبرة أسى: مش عاوز حاجة


جلست على الأرض ووضعت بدر على حجرها وهمست بأبتسامة: ليه يا حبيبي مش عاوزة.. مافيش حاجة عجبتك؟ 


تنهد بدر بحزن وأردف بعدم فهم: يعني ايه أبن حرام؟ اللي ماما علوية ديما بتقولهالي


رمشت الممثلة بصدمة وحاولت التخفيف عنه لتقول بأبتسامة مصطنعة: مافيش حاجة اسمها كده يا حبيبي يلا خد اللعبة دي زي أخواتك


أبتعد بدر عنها وألقى باللعبة جانبا، همست الممثلة لعلوية بعتاب: ماينفعش تعايري طفل في العمر ده بحاجة هو مالوش ذنب فيها


أستأنفت علوية الكذب كما أعتادت وقالت بنبرة مصطنعة: ده انا زي أمه وأكتر هو اللي بيسمع كلام العيال ويصدقوا


بعد اهداء الأطفال اللعب والهداية ذهبت الممثلة من الدار وهي تشدد بالتوصية عليهم، ما أن تأكدوا بذهابها وأختفائها ظهرت الأشكال المروعة لهم


صرخت علوية بغضب ممزوج بوعيد: بدر الدين والله ما حد هينجدك مني


سارت بالرواق وهى متأكدة بأنها ستجده أسفل السلم هتفت بوعيد: تعالى هنا يا قليل الأدب


أقترب منها وأردف بضيق: عاوزة ايه


صفعته علوية على وجنته ليختل توازنه ويقع ساعده سيف بالنهوض وقال بحدة صغيرة: مالكيش دعوة بيه.. انت ست ظالمة


دفعت علوية سيف وأبعدته عن بدر لتقبض على فكه وصاحت بوعيد: بتفتن عليا قدام الناس


جاهد بأبعاد نفسه ولكنه فشل فهتف ببكاء: أنا عاوز أمشي من هنا.. أنتي بتقولي ان ابويا وأمي عايشين كلميهم عشان ياجو ياخدوني من هنا


دفعت علوية بأقصى قوتها بدر على الأرض امام الأطفال الخائفة ثم أكملت حديثها بعصبية: يا غبي أفهم.. أبوك وأمك فعلا عايشين بس مش عاوزينك انت كنت بالنسبالهم غلطة عشان كده كانوا عاوزين يقتلوك.. عارف حرق النار اللي في صدرك ده سببه


أبوك وأمك.. الكلاب اللي حمتك زمان ودفتك من البرد أحن عليك من أبوك وأمك فهما مش عاوزينك لأنك كنت عار عليهم.. عارف يعني ايه أبن حرام


أنت أسمك بدر الدين طه محمود وأسم أمك فاطمة في شهادة ميلادك لكن الحقيقة أبوك وأمك ماسمهمش طه وفاطمة دي مجرد اسامي


ثم زادت من نبرة صوتها باستخفاف: يا عيال ده أبن حرام


ثم دلفت لداخل مكتبها، أكمل الأطفال الهتاف والمشاورة على بدر: أنت أبن حرام


ركض بدر من أمامهم والأطفال خلفه يرددون ذلك النعت الذي يكرهه، لحق به سيف وأبعد عنه الأطفال ثم جلس بدر على الأرضية الصلبة وأخذ يبكي، ربت سيف على كتفه فتابع بدر الحديث بحزن: انا ليه أكون ابن حرام.. انا كنــ كـ


لم يكمل جملته وسارع بالأرتعاش بجسده وظل يردد بهستيرية: انا مش ابن حرام.. مش ابن حرام


ألتقط سيف بأيدي بدر ولكن تشنجت أعصابه مرة واحدة محاولا أن يجعلها تتحرك في النهاية أستكان بدر وأغشى عليه صرخ سيف بقلق: بدر


......................


أنتفض يحيى من على الفراش بفزع كان وجهه وجسده به العرق نظر لساعة الحائط كانت الساعة الخامسة صباحا أراح رأسه على الوسادة ثم زفر


على مهل أستمر بالتحديق للسقف فنهض فجأة ودلف للحمام


.................... 


بشقة التي بها مكية أستعدت للذهاب خرجت في كامل أناقتها خرجت من الشقة وعندما وصلت لمقر الكلية تفاجأت بأن الجميع يرمقونها بسخرية وشماتة لم تبالي لهم، رأتها تسنيم وسارعت


بالركض اليها أردفت مكية بفضول: مال وشك يا تسنيم.. ليه كل مابشوف حد يبصلي بقرف ويضحك عليا؟.. هو أنا لابسة حاجة غلط ولا مكشوف؟!!! 


أجابتها تسنيم بنبرة سريعة: انتي ماشوفتيش صورك اللي على النت؟ ده انتي دلوقتي ترند


حدجتها مكية بهدوء ثم أبتسمت قائلة بتباه: بس انا بقالي كام يوم مابفتحش نت.. ايه بقا اللي حصل.. مش معقول يا تسنيم اكيد الناس قلقوا عليا! 


أخرجت تسنيم هاتفه ثم ردت عليها بتوجس: صورك القديمة اللي بالحجاب أتسربت ودلوقتي الكل بيشتم ويسف عليكي


هتفت مكية بإنكار: انتي بتقولي ايه يا تسنيم؟ صوري انا أتسربت!! طب ازاي؟! وريني الصور كده؟


أعطت تسنيم لها الهاتف منتظرة رد فعل من مكية لتصيح بغضب: مين اللي عمل كده؟


جلست مكية على المقعد الخشبي وبدأت في البكاء ثم قالت: أنا كده أتفضحت.. الناس كلها بتشتم فيا عاملين نفسهم ملايكة


ربتت عليها تسنيم وجلست بجوارها وهمست لها: يا حبيبتي الناس مالهاش غير الكلام والنم والترند هياخدلوا يومين تلاتة بالكتير والناس هتنساه


أقتربت فتاة معها بالكلية وقالت بشماتة: الدنيا مظاهر.. انتي مش كفاية ان عندك وحمة في وشك وشكلها وحش لأ كمان بتعصي ربنا وقلعتي الحجاب عشان تتشهري


لم ترد عليها مكية وأستمرت بالبكاء أكملت تسنيم الحديث بغضب: مالكيش دعوة 


هدرت بها الفتاة بعصبية: أحترمي نفسك وأنتي بتتكلمي معايا ده انا عضوة في أتحاد الطلبة مش بتاجر بالحجاب وعملاه لعبة


أبتعدت عنهن بحقد لتسأل تسنيم رفيقتها بهدوء: يلا يا مكية عشان نلحق المحاضرة ومالكيش دعوة بكلام الناس


جففت تسنيم عبرات رفيقتها وأعطت منديل ورقي لها وأمسكت بيدها وتوجهن لداخل القاعة لم تهنأ مكية من حديث الجميع عليها والسخرية من ترك حجابها بل زاد الأمر بالتنمر على وحمتها أكملت


المحاضرة بصعوبة وعند أنتهائها خرجت بحرج شديد حتى أنها خرجت من الجامعة ولم تكمل باقي يومها ظلت تمشي بحزن على تلك الفضيحة أوقفت سيارة أجرة لتذهب بها بعيدا


.................


أمام مشتل (يحيى القاضي) كانت مكية واقفة أمام البوابة الكبيرة تنهدت بحزن ثم دلفت للداخل وبحثت عن ميدالية مفاتيحها ولم تجدها تنهدت بثقل وسارت أمام المشتل لتتفاجأ بميدالتها متدلية


أسفل ومفتاح المشتل موضوع بالكالون همست لنفسها بحزن: هو لحق يجبها


فتحت الباب ودلفت به ثم جلست على الأريكة وحدثت نفسها بأسى: لية يا مودة تعملي كده؟ ليه ديما بتحسسيني اني وحشة اوي وماستهلش اني أتحب.. الناس اللي النهاردة بتشتمني.. امبارح كانوا بيدعموني


وضعت رأسها بين كفيها وواصلت بالبكاء عندما تذكرت شيء


...................


*استرجاع للماضي*


في المرحلة الثانوية من عمر مكية كانت مرتدية الحجاب وفي فترة مراهقتها جالسة بجانب رفيقتها تسنيم مستمعين لشرح المعلم سأله بعض الأسئلة


وأشار لمكية عندما وقفت همت بالأجابة ولكن قاطعها بفضول: ايه اللي في وشك ده؟ هو في حد ضربك؟ 


ضحك معظم الغصل بسخرية فأوقفهم بحدة: الكل يسكت


وجه سؤال أخر لمكية: سامعك


أجابته بخجل ممزوج بضيق: وحمة


رفع المعلم حاجبيه بدهشة وتابع بفضول: طب ماتعملي عملية تجميل.. لاحسن توقف حالك.. تفتكري في حد هيتجوزك


أبتسمت مكية بأستطناع لكي تخفي حرجها وجلست بجمود تابع المعلم القاء بعض الكلمات عليها ولكن لم ترد عليه، عبراتها مكبوتة بمقلتيها


*عودة للحاضر*


.................... 


آجهشت مكية بالبكاء على حالها وعلى التنمر الذي مر بها وأصاب شروخ بقلبها نهضت وأقتربت من الزهور وهمست لهم: أنا بكرهكم كلكم


ثم خرجت من المشتل وأغلقت الباب وتركت المفتاح به وغادرت، كان يحيى يراقبها من خلف الزجاج بعد تأكده من ذهابها رد بصوت مسموع: هى محطمة ومكسورة من جوا ورا الغرور والتكبر ده ضعف


...................... 


في المساء دلفت مكية لمنزلها وصاحت بحدة: مودة.. انتي يا بت


أسرعت هالة بالخروج وقالت بغضب مماثل: استني يا مكية انا عاوزة أعرف مين اللي نشر صورك القديمة على النت


نظرت لها مكية وأعينها الحمراء وقالت بغضب: أسألي بنتك.. هى اللي سربت الصور.. انا الناس كلها بتشتمني.. هى فينها الحيوانة دي


خرجت مودة من الغرفة وأصطنعت البرود: مالك بتجيبي سيرتي في ايه؟ عملتلك ايه.. أنتي اللي غلطانة من يوم ماقلعتي الحجاب


هدرت مكية بعصبية واضحة: وأنتي مالك هو ربنا هيحاسبك مكاني!! ولا هتدخلي النار عشاني والله يا مودة ماهرحمك


ثم أنقضت عليها وبدأ الشجار بينهن ومكية هى التي أنتصرت حاولت هالة ومريم تخليص مكية، أستفزتها مودة بغضب: أبعدي عني يا غوريلا


صفعتها مكية على تلك الكلمة وأكملت صياح: وأنتي مالك.. ايه اللي يخصك في كده انا بكرهك يا مودة بكرهكم كلكم ونفسي أبعد من البيت ده انا لما بدخل فيه بحس اني داخلة قبر


رد عليها أشرف بهدوء قاتم: وأنتي جاية على نفسك ليه يا مكية؟ ماتمشي أخرجي من البيت


تحدثت هالة بقلق: أنت جيت أمتى؟ وليه متعصب ده البنات بيتخانقوا زي اي أخوات


لم يعير اشرف اي انتباه لزوجته ونظر لأبنته بغضب: أخرجي برا يا مكية وماتجيش هنا تاني انا بحاول أرضي فيكي لكن انتي مصرة انك تعصبيني وطالما بتكرهينا أنا بقولك أهو أخرجي وأعملي اللي أنتي عاوزاه.. انتي خرجتي عن طوعي من يوم ماقلعتي الحجاب


أسرعت هالة بالرفض وقالت بقلق: أنت بتقول ايه يا أشرف ازاي تطرد بنتك من البيت.. أنت فاهم بتقول ايه


صرخ بها بعنف ودفعها من أمامه: أخرسي.. أنا بكلم الهانم اللي بتقول انها كرهتنا وعاوزة تمشي.. أخرجي بـــراااا.. جبتيلي العار


أكملت هالة حديثه بغضب مماثل: ويعني لو طردتها مش هتكون عار عليك


تنهدت مكية ثم أردفت بجفاء: أنا لو خرجت يا بابا مش هجي تاني


هدر بها بعصبية وكأنه نسى بأنها بنته: انتي فاكرة نفسك بتهدديني.. اخرجي برا


ردت عليه بعنف: هاخد كتبي وهخرج


ثم دلفت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها بغضب، أردفت مريم بهدوء ممزوج بتوجس: ازاي يا بابا تطرد مكية دي خناقة بسيطة


لم يرد عليها ودلف لغرفته أسرعت هالة باللحاق به، شعرت مودة بالقلق لأنها لم تعرف كل ذلك سيحصل فولجت لغرفتها بسرعة بينما همت مريم بدخول غرفة أختها وجدتها تلملم كتبها وتضعها بحقيبة سفر كبيرة حدثتها مريم بحزن: أستني يا مكية.. ماما بتكلمه


أقتربت من الدولاب ووضعت حزمة من ثيابها ولم ترد عليها فبدأت بالبكاء وأحتضان شقيقتها لم تتحمل مكية لتبكي مثل أختها ثم قالت بحزن: انتي الوحيدة اللي بحبها في البيت يا مريم.. هبقا أسأل عليكي انتي بس


أردفت مريم وهى محتضنة أختها: لا انتي مش هتمشي


دلفت هالة لهن بوجه حزين وقالت لمكية بأسى: يومين بس يا مكية باتي عند جدك وكل حاجة هتتحل


أغلقت حقيبتها وردت بجفاء على والدتها: لأ مش هروح عند حد.. ومش هاجي تاني هنا


مدت هالة بمبلغ لأبنتها وقالت بحزن: طب خدي دول من أبوكي


رمقتها مكية بغضب ثم صرت على أسنانها وقالت بحدة: مش عاوزة حاجة منه.. أبعدوا عني


وخرجت من غرفتها ووالدتها وشقيقتها يسيران بحزن وبكاء صرخت هالة: طب روحي عند تسنيم يومين بس يا مكية.. عشان خاطري عدي المشكلة على خير


فتحت مكية الباب وخرجت ثم أغلقته بعنف، لتصيح هالة بحزن: حرام عليك يا أشرف بتعمل كده ليه في بنتك.. انا عاوزة بنتي


..................... 


بعد خروج مكية ونزولها جلست على حقيبتها أسفل البناية وهي تبكي همست لنفسها: والله لعيش احسن من العيشة اللي معاكم


ظلت لفترة من البكاء تحت الهواء الشديد لم تلاحظ وصول يحيى وترجله من السيارة أقترب منها بفضول ثم سألها: انتي قاعدة ليه هنا؟ وايه الشنطة دي


فركت في يديها ثم أجابته ببكاء: هبات هنا محدش ليه دعوة بيا


مرر أصابع يده في شعره وأكمل سؤاله: في الشارع؟ وفي عز البرد! ده انتي مجنونة رسمي


هتفت مكية ببكاء: لو سمحت أبعد عني مش عاوزة اتكلم مع حد


عاد الى سيارته وجلس فوقها ثم وضع يده اسفل ذقنه ناظرا لها، أستمرت مكية بالبكاء بصمت ثم نفخت في كفيها قفز يحيى وأقترب منها قائلا بجدية: الجو برد ازاي هتباتي هنا.. وازاي اهلك يسمحولك بكده


أجابته بحزن شديد: هما اللي طردوني


صدم يحيى بعد نطقها لتلك الجميلة فتابع بنبرة متعجبة: طردوكي!!! طب تعالي فوق في شقتي


رمقته بغضب وقالت بنفي: وكلام الناس.. انا مش هروح عند حد هفضل هنا


رد يحيى عليها بسخرية: نعم يا روح أمك.. كلام ناس مين اللي خايفة منها وكان فين لسانك لما


أقتطع كلامه ثم قال بحنق: يعني هنا اللي محدش هيتكلم عليكي.. تخيلي لو هجم عليكي كلب وانتي بتخافي من الكلاب.. طب الدنيا ليل وضلمة لو


شافك واحد سكران هيعمل فيكي؟ أقل حاجة انه هيغتصبك عارفة وقتها هتكوني ايه؟


نظرت له وأحسته على الحديث فواصل بسخرية كبيرة: هتكوني "Single Mother" قد الدنيا


زجر يحيى بها بغضب: هتقومي معايا وتمشي على رجليكي ولا أشيلك ومايهمش كلام الناس .. أنتي لسة هتنحي.. فزي قومي


وقفت مكية بفزع وحمل حقيبتها ودخل وهى خلفه ليدلفوا لداخل المصعد فتح باب شقته وولج بصحبة مكية، جلس على الأريمة وحدثها بجدية: عملتي ايه عشان يطردك


جففت عبراتها بطرف كمها وقصت عليه ما حدث من بين شهقاتها كان ينصت إليها وبعد أنتهائها عض على شفتيه وحدثها بتفكير: وهو أبوكي ماكنش يعرف انك محجبة غير دلوقتي ولما انتي جبتيله العار كان فين من زمان لما قلعتي الحجاب أول مرة؟ 


رفعت كتفها بعدم معرفة ثم نطق بجدية: أقعدي


جلست على المقعد وأردفت بحزن: طول عمري اختي الصغيرة بتعايرني بالوحمة.. وبابا وماما عارفين ومش بيزعقولها حتى عشان نفسي.. كأن حاجة عادية لما تعايرني وانا القماصة بس كلامها بيجرحني اوي


نطق يحيى بتنهيدة: أنا أسف


رمقته بعدم فهم وقالت بدهشة: اسف؟!.. اسف على ايه؟؟!


رد عليها بنبرة جادة: اسف بالنيابة عن اي حد أذاكي بكلام زي السم


جففت عبراتها وهمست لنفسها بتأكيد: انا بكرهم


شبك يحيى أصابعه أسفل رأسه وقال بتعجب: في حد يكره أهله؟.. دي احلى حاجة ان يكون عندك أهل.. صحيح مافيش حد عاجبه حاله خالص


تحدثت مكية بنبرة تلقائية: انت محسسني ان مالكش أهل.. انت صحيح أتحرمت من الأم بس عندك أب اكيد معوضك عن غيابها


أومأ يحيى برأسه وأردف بتنهيدة: نامي في الأوضة دي


أشار لها بيده على أحد الغرف ثم وضع أصابعه على جبهته بألم شعرت مكية به لتقول له بقلق: أنت كويس؟


لم يرد عليها ونهض وهو يتكأ على مسند الأريكة وبعد أن تحرك خطوتان توقف وأنحنى على ركبتيه أسرعت مكية إليه، فبدأ يحيى بالأرتعاش على الأرضية حاولت مكية تثبيته بقلق: أهدى يا يحيى أهدى


أستمر بالأرتعاش وبدأت ذراعيه وساقيه بالتشنج ليستكين مرة واحدة ويغشى عليه، لطمت مكية على وجهها وهمست بحزن: بالله عليك فوق يا يحيى


حاولت رفع رأسه ولكن تألمت من رسغها هزته بحدة: فوق يا يحيى


لم تجد منه رد فعل لتلتقط بوسادة من الأريكة ووضعتها على الأرض وأمسكت برأسه بألم وأراحتها على الوسادة ووقفت وتوجهت الى غرفته لتشعر


بأنها في الهواء شهقت بفزع ثم طالعته لتجد يحيى فائق ورافعا ايها على كتفه متوجها الى غرفته هامسا لها بنبرة سخرية: انتي جيتي في ملعبي


........................


                الفصل الرابع عشر من هنا                   

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-