CMP: AIE: رواية اقبلني كما انا الفصل الخامس والسادس
أخر الاخبار

رواية اقبلني كما انا الفصل الخامس والسادس


 

٥&٦

أقبلني كما أنا 

(الفصل الخامس) 

............ 

أسرع فارس للخروج ثم ترك عاصم الكتاب الذي يقرأه وتوجه للذهاب عند خروجه وجد فارس أستقل سيارته تبعه وجلس بجواره وتوجهوا الى العمارة فوراً خرج فارس على عجالة ليسمع صوت خاله يمد كفه بمفتاح ويقول بقلق: خد المفتاح يا فارس بتاع الشقة اللي فوق


ألتقطته منه وأسرعوا للدخول بالمصعد ثم ضغط فارس على الأزرار وصعد بهم للطابق السادس تابع سيره بسرعة وقام بفتح الباب ودلف وهو يصيح بأسمه: يحيى.. يا يحيى


دلف خلفه عاصم الذي بدأ في الصياح عليه ولكن لا يوجد رد ليبدأوا بالبحث عنه في الشقة كذلك لم يكن موجود


صاح فارس بقلق أكبر: مش موجود هنا

..................

بالشقة المجاورة سمع أشرف الجلبة التي بالخارج فأعتقد بأن مكية وصلت ليخرج ويقول بلهفة: مكية؟.. انتي جيتي؟


وجد أشرف باب الشقة المجاور مفتوح على مسرعيه فسمع حديثهم بالداخل، أردف فارس بتفكير ممزوج بقلق: السنتر يا خالي.. انا نسيت أقولك اني ماروحتش هناك


دلف أشرف وقال بأنتباه: سنتر ايه؟


أقترب منه عاصم وسأله بقلق: لو سمحت يا استاذ امبارح ماسمعتش خبط او زعيق في الشقة دي؟


هز رأسه بيأس بعدما عادت حالته للحزن: ماعرفش.. بنتي مارجعتش من امبارح وبدور عليها.. معرفش حاجة  .. انا سمعتكم بتقولوا سنتر وأنا بنتي اخر حاجة خرجت ليها السنتر ومارجعتش


سأله فارس بأستفاهم: سنتر ايه؟.. تنمية بشرية مثلا؟


هز أشرف رأسه بتأكيد وردد بسرعة: أيوة.. تنمية بشرية


رمق عاصم أبن أخته وقال بعزم ممزوج بقلق: يلا على السنتر يا فارس.. وأنت يا أستاذ تعالى معانا


خرج أشرف من الشقة وصاح على زوجته ثم أغلق فارس باب الشقة المجاورة ودلفوا الثلاثة للمصعد

...................

وصلت سيارة فارس الي سنتر يحيى ترجل منها وخلفه خاله ووالد مكية، رأى سيارة يحيى مكانها. أقترب منها وقبل ان يتحدث لمح بميدالية المفاتيح أسفلها أنحى إليها وأخذها ثم نظر لوجه عاصم بقلق


هتف عاصم بقلق: يعني ممكن يحيى يكون أتخطف؟


رد عليه فارس بسرعة: أحنا ندخل جوا ونشوف كاميرا المراقبة


لم ينتظر منهم رد وركض ليدلف ولم يجد أحد صرخ بعلو صوته وأخيرا فتاة خرجت له من احد الغرف، رأت عاصم فقالت بأبتسامة: عاصم بيه يا اهلا وسهلا.. السنــ


قاطعها فارس بحدة: بعد ما يحيى خلص الكورس راح فين؟


رمشت الفتاة بكلتا عينيها وقالت بتريث: آآ.. دكتور يحيى بعد ما خلص مشى بس انا أتفاجأت ان عربيته موجودة فقولت ممكن أتمشى


تابع حديثه بنفس النبرو الغاضبة: شاشة كاميرات المراقبة فين؟


فردت ذراعه وأجابته بضيق: الأوضة دي


أبتعد عنها ودلف للغرفة ليجد شابان يلعبان على هواتفهم الذكية فصاح بهم: انتو كدة بتشتغلوا


أنتفض الشابان فترك كل شاب هاتفه، أقترب عاصم منهم وقال بقلق: انا عاوز أشوف امبارح الكاميرا صورت ايه.. بسرعة يلا


أومأ شاب رأسه وقام بتشغيل الشاشة وأرجاعها للخلف بالزمن ليروا يحيى يقترب من سيارته وشابان ملثمين ممسكينه بأحكام ليأتي الثالث ويضع القماشة ويفقد للوعي، عند ركض مكية إليه صاح اشرف بحدة: دي مكية بنتي


رمق فارس العاملين بغضب ثم هتف بهم بعد ان قبض على ياقة واحد: انتو ازاي جالكم قلب تناموا وشايفين اتنين بيتخطفوا


أردف الشاب بخوف ويداه تحاول تخليص نفسه: والله العظيم اول مرة أعرف ان الدكتور يحيى أتخطف انا مش مدي خوانة وماعرفش انه هيتخطف


أبعده عاصم ونهر فارس بقلق: مش وقت خناق يا فارس المهم دلوقتي .. يحيى مين اللي خطفه هو والبنت اللي معاه ازاي نخلصهم؟ وياترى عاملين ايه دلوقتي

....................

بالغرفة التي بها يحيى ومكية مر اليوم بدون اي كلمة، كانت مكية جالسة على الأرض بوجه جامد لا تتحدث لا تبكي كأنها جماد


تعجب يحيى من هيأتها وسكوتها المبالغ فيه فجلس بجوارها وقال بتساؤل: في حاجة تعباكي؟


ضغطت على أسنانها وهزت رأسها بالنفي، تنهد يحيى ثم قال بنبرة تأكيد: انتي عاوزة تروحي الحمام؟


استدمعت العبرات من مقلتيها ونظرت له بخجل لتعاود النظر الى الفراغ فتأكد بأنها تريد الذهاب


نهض بحذر ثم بدأ بالطرق على الباب بعصبية وردد بحدة: انتو ياللي برا


حضر له شاب ونظر من فتحة الباب وأستأنف حديثه ببرود: عاوز ايه؟


ألقى يحيى عليه نظرة ضيق وتابع بجمود: عاوز أروح الحمام


ضحك بصوت عالي وأردف بخبث: أتصرف في الجردل اللي جمبك


أخرج يديه من الفتحة ليقبض على رقبته بغضب: أفتح الباب لأخلص عليك.. مش انا اللى هروح الحمام


حدج مكية بخبث وأومأ رأسه ثم قال بلؤم: مش تقول للهانم المشهورة


تركه يحيى يلفظ أنفاسه ثم قام بفتح الباب ليعود يحيى لمكية وهمس لها: ماتخافيش مافيش حد هيعملك حاجة


نهضت بكسرة في نظرتها وسارت مع يحيى كان في حمام بجانب الغرفة التي بها أستطاع التعرف على ذلك المكان وأنتظر مكية للدخول وأغلاق الباب


فحدج الشاب ببرود وقال بخبث: بتدخن يا نجم


رفع حاجبه بحنق ورد عليه: كمان عاوز سجاير.. ده انت كييف بقا ومش عاوز كمان بالمرة قزازة خمرة


أمسك يحيى بمعصمه ثم دلف للغرفة القابع بها تعجب من يحيى وكان سيتكلم لولا صوت يحيى بلؤم: ده يكون جميل عملته فيا ومش هنسهولك ابدا


سأله بفضول أكبر: لييييه؟ ناوي تعمل ايه


أبتسم يحيى ثم أستجوبه في سرور: أنت اسمك ايه؟


رد عليه بايجاز: الطبال


ربت على كتفه بخبث خفي: ناوي أغتصبها قدامك وبعدين أعمل فيها اللي انت عاوز تعمله


فتح ااطبال فمه بصدمة كبيرة وقال بفرحة: يا لئييييم انت امبارح كنت رافض حد يقرب منها عشان تستفرد بيها لوحدك


هز يحيى رأسه بنفي وأكمل حديثه بسخط: عشان أستفرد بيها انا وأنت بس.. البت ام وحمة تقبل القسمة على أتنين .. قولت ايه بقا


أستعد للخروج من الغرفة عندما قال بسعادة: ثواني وهجبلك القزايز

..................

في سنتر (يحيى القاضي)

أخبر فارس الشرطة لكي تتحرى في اكتشاف من خطفهما، كان عاصم منهار على أبنه هدأه فارس: ان شاء الله يا خالي هيرجع.. اهدى انت عشان صحتك


صاح عاصم بقلق وخبط على فخذيه: صحتي؟ انا صحتي اني أشوف يحيى.. ده ابني اللي ماليش غيره.. خايف لاحسن يتقتل ويحصل أمه وأخوه وانا هموت فيها آآآه يا بني


ثم نهض من مجلسه وقال بغضب وهو يتوجه الي الخارج: انا من اول الصبح بدور عليه ودلوقتي الساعة ستة ونص بالليل ولسة محدش من اللي خاطفوه ماتكلمش معانا على فدية.. انا اللي هدور عليه


أسرع فارس بالامساك به فأردف بيأس: أستنى يا خالي.. احنا مانعرفش الناس خطفته وراحت بيه فين؟


أبعد عاصم نفسه وقال بغضب: ده ابني يا فارس وأبن خالك واخوك وصاحبك ازاي نسيبه؟


لم يعد عاصم قادراً على كبت دموعه لتنهار كالشلالات على وجنته ليتحدث بحزن: أفرض النوبة جاتله هناك وأغمى عليه الناس هتفتكر انه مات اقل حاجة هتعملها عشان تخفي جثته يا اما هتدفنه او هترميه في البحر وأنا مش هستنى لكده ده ابني وحتة مني


شدد على اخر جملة له بتمني: مش هسيبوا يروح مني زي اللي راحوا

..............

دلف الطبال بزجاجتين من الخمر ثم أنحنى ليضع واحدة على الأرض ويفتحها بالمفتاح الخاص بها


تابع بخبث في قوله: احلى قزازتين خمرة مشبرة أتفضل يا برنس


ألتقطتها منه وقربها من فمه ليقول مجاريا له الحديث: انت بتشتغل عند مين؟ 


رد عليه وكأن ذاكرته مُحت: انا اللي مأجرني اسمه شيبوب.. أشرب وأصطبح عشان انا أصطبح


قرب يحيى الزجاجة أكتر على فمه وقبل ان يرتشف منها قام بتصويبها على رأس الطبال لينحني لها ووضع يده عليها أنهال عليه يحيى حتى افقده توازنه وأكمل عليه بعض اللكمات، تأكد من فقدانه للوعي


فخرج من الغرفة وجد مكية منكشة بركن مد يده ليمسكها وركض بها وتابع قوله: يلا هنمشي انا عارف الطريق.. دي المزرعة القديمة


كان سيتوجه من الباب الأمامي ولكن لمح الشابان واقفان من الشباك المكسور على الفور رجع للخلف وسار بها على عدم توازن أردفت مكية بقلق: براحة هقع


ألتفت يحيى برأسه للخلف وكان سيفتح الباب الخلفي ولكن كام منغلق بأحكام تنهد بصوت مسموع كأنه يفكر بمخرج، هلعت مكية وأحست بأنهم سيأتون فرددت بفزع: ها.. هنعمل ايه انا خايفة لاحسن يلاقونا تاني


لمح بالشباك ثم أقترب منه وأمسك بكرسي متهالك ليكسره عليه عدة مرات ثم حدث مكية بسرعة: يلا بسرعة نطي


أقترب منه وحاولت رفع جسدها بحذر فأسرع يحيى بحملها من خصرها ليضعها على حافة الشباك، شهقت مكية وقالت بتوتر: ايه ده ايه ده؟ انت ازاي تعمل كده؟ 


هتف بها بغضب وهو يدفعها برفق: مش وقت اعمل ايه وماعملش ايه.. نطي


قفزت من الشباك ليسرع هو الاخر بالقفز ثم عاود أمساك كفها وأسرعوا بالركض


دلف الشابان على اثر الصوت العالي من الخبط وعندما وجدوا رفيقهم مغشى عليه صاح الاول بغضب: نهار اسود علينا احنا كده روحنا في ستين داهية


ثم بحثوا حاولوا البحث عنهم ليجدوا الشباك مكسور خرجوا منه وبدأوا البحث عنهم

................. 

خيم الظلام عليهم والضوء الذي كان منير هو القمر والنجوم، ركضوا في وسط الأشجار ثم توقف يحيى فجأة وتكلم بسرعة: اطلعي فوق الشجره 


هتفت به بدهشة: نعم؟ 


أنحنى يحيى لحملها  ويرفع ظهره ليقف فشهقت مكية بهلع: هقع.. هقع يالهوي


صاح بها بحدة: أطلعي انا ماسكك كويس مش هتقعي.. بسرعة قبل ماحد يعرف طاريقنا


أمسكت مكية بفرع شجرة وبمساعدة يحيى أستطاعت الجلوس بأمان بينما تسلق هو بمهارته وجلس بجوارها على غصن متين، ثم حدثها بعصبية خفيفة: ماسمعش صوتك لحد أول الصبح


سمع صوت احد الرجال بعنف: اقلب الارض عليهم لاحسن لطفي وشيبوب يدفنونا بالحيا


تلقائيا وضع يحيى كف يده على فم مكية كي لا تفزع عندما أطلق الرجل بمسدسه في الهواء أنتفضت ولكن أيدي يحيى ثبتتها بعد مغادرة الرجال طريقهم همس لها بطمائنينة: شششششش اول ما الدنيا تنور هنمشي بس أستحملي الساعات اللي جاية عشان صعبة


بللت شفتاه بخوف وتحدثت وجسدها يرتعش: انا خايفة اوي


ضغط على كفها وتابع بتأكيد: هترجعي بيتك

.......................


دلف عاصم وخلفه فارس في ڤيلاته علمت توحيدة بما حدث فأتت على الفور كان الجميع يدعوا الله ان يجلب لهم يحيى بسلام والكل مرسوم القلق على وجههم عدا لطفي، أقترب توحيدة من أخيها وسألته بحزن: في اي اخبار عن يحيى


هز رأسه بنفي ثم جلس وقال بيأس: انا حاسس بنار في قلبي.. لو حصلتله حاجة هموت فيها


أحتضنته توحيدة وأردفت ببكاء: بعيد الشر عليك انت ويحيى.. اكيد الشرطة هتعرف مين اللي خطفوا


جلس فارس على الأرض بشرود وهمس لنفسه: دورنا في كل مكان وبرضو يحيى مش موجود.. ومش عارف مين اللي ليه ايد في أذيته؟ وليه؟


صدح صوت رنين هاتف لطفي لينتفض أنتبه الكل له خاصتا عاصم الذي قال بسرعة: مين؟ يا لطفي اكيد يحيى؟ 


سلبت الدماء من وطه لطفي ثم هز رأسه بحدة: ده رقم واحد صاحبي دوشني كل شوية بيطمن علي يحيى


ثم خرج من الڤيلا بتوتر ملحوظ لم يعبأ أحد بسؤاله فتحدثت رواء بتمني: ربنا يرجعك بالسلامة يا يحيى


.................


بداخل شقة (أشرف سند)

أخبر زوجته بأمر مكية وخطفها من قبل ناس مجهولين الهوية، لم تهدأ النار بقلبهم بل زادت لم يكن باليد حيلة سوى الدعاء لها وأن يعثر الشرطة بهم، ايضا لم ينم احد او يهدأ باله


..................


مرت الليلة بصعوبة بالغة كأنها سنوات طويلة على المنتظر، لم يغفى كل من يحيى ومكية وقبل بزوغ الشمس بالكامل همس لها: يلا دلوقتي هنمشي دلوقتي


أومأت رأسها فتابع هو بحذر: انا هنزل الأول


بحرص شديد حاول النزول من الشجرة حتى وصل لأخر جزء وقام بالقفز تمدد يحيى على الأرض بتعب شديد ليسمع صوت مكية يستنجد به: لو سمحت انا مش عارفة أنزل... آآ


أومأ برأسه ونهض والدوار يأكل رأسه، دنت مكية باقدامها  مستعدة للقفز ولم تلاحظ بالغصن الذي بجانب بلوزتها وضع يحيى يديه على خصرها لينزلها من الشجر، شعرت بشيء خشن تعلق بثيابها


وعند دفع يحيى بها لتقف على الأرض صرخت بألم: آآآه.. الغصن مسك  بهدومي و.. آآ


دنت مكية برأسها لترى بلوزتها ممزقة خلف ظهرها عاودت النظر ليحيى بصدمة ثم عضت على شفتيها بقوة وحاولت أن تستر نفسها


أدار يحيى وجه الجانب الأخر وتلقائيا فتح ازرار قميصه وخلعه ثم أعطاه لمكية وتحدث وهو موالي وجهه عنها: خدي البسي ده.. بس بسرعة عشان نمشي


أخذته منه ببكاء وأرتدته على عجالة نظر لها عند سماع جملتها بخفوت بين شهقاتها: يلا


نظر بوجهها ليمسكها من معصمها وقبل أن يتحركوا بضع خطوات وجدوا الطبال بوجههم والدماء جفت على رأسها وبعض الكدمات عليه وفي يده سكين كبيرة وتحدث بسخرية: كده تمشي من غير ماتسلم عليا


دفع يحيى مكية بقوة ليختل توازنها وتقع على الأرض لكي يحميها منه ثم هتف بغضب: يخربيت اهلك.. انتي عاملي زي كارلا مسعود اي مكان بروحه بلاقيك فيه


هوش الطبال السكين فتراجع يحيى قليلا للخلف، تقدم اليه وكان سيغرس السكين ولكن تفاداها يحيى بأمساك معصمه فدفع الطبال يحيى وبحركة سريعة بيده جرحه أسفل صدره تابع الطبال رمي نفسه على يحيى وكان يود بادخال السكين في


قلبه ويحيى يدافع بصلابة ممسك بيده بقوة، أسرعت مكية بالامساك بحجر ملقى على الأرض وأقترب من الطبال وبدأت تضربه على رأسه بحدة


ولسانها يردد بحدة: سيبوه.. سيبوه


صرخ الطبال بآلم: آآآي.. بقا انا حتة بت ماتسواش في سوق النسوان بصلة تعلم عليا..  طب تعاليلي يا بت الكلب وانا هخلص عليكي


لينهض من على يحيى وكان سيركض خلف مكية وقبل ان يتحرك كان يطرح أرضا بفعل يحيى، نهض على عجالة وبدأ في ضرب الطبال ليقع تحت يحيى، كال له اللكمات جما ليفقد وعيه أمسكت مكية بكتفه وصاحت بهلع: انت بتنزف... ابوس ايدك يلا نمشي من هنا


نهض يحيى بألم ولكن استمر الركض حتى وصل الأثنين للبوابة الخلفية وخرج منها، تلفتت مكية لترى سيارة وقفت في منتصف الطريق تلوح بيديها


رمش يحيى بعينيه بدهشة ممزوجة بألم: دي مجنونة رسمي


زادت نبرته واقترب منها وكفه موضوعة على جرحه قبل ان يتحدث وقفت السيارة كان الشاب معتقدا بأن هناك شيء بسيط ليتفاجأ بمنظرهم المرهق والدماء التي تسيل من يحيى ايضا كدمات وجهه فصاح بقلق: ايه اللي حصل؟  ..  أركبوا


أستقل يحيى بجانب الشاب ومكية خلفهم، ثم صاحت بقلق: أطلع على أقرب مستشفى


أومأ الشاب رأسه وأنطلق بسيارته، أردف يحيى بتعب: ممكن موبايلك


أخرجه الشاب من التابلوه ومد يده ليحيى فأخذه وطلب رقم فارس


................... 


(ڤيلا عاصم القاضي) 

لم تغفى عين أحد وكأن القلق ينهش بهم أنتبهت جميع الأذان عند سماع رنين هاتف فارس


فتحه على عجالة وقال بسرعة: ألو


ثم صاح بقلق أكثر بعد سماع صوت ابن خاله: يحيى انت فين؟؟؟.. وكويس ولا لأ.. رد بسرعة عشان نعرف نـ


لم يدع عاصم الفرصة ليسمع رد يحيى فأخذ الهاتف منه ووضعه على أذنه وردد بهلع: انت فين يا يحيى؟ وعامل ايه؟ حد أذاك؟ 


ثم تحولت نبرة عاصم للقلق الأكبر: مستشفى!! مستشفى ايه؟


هز رأسه بأنصاط شديد ليستأنف بتأكيد: حاضر يا ابني هجيلك


أغلق الهاتف وأسرعت كوثر في قولها: يحيى كويس؟ 


أومأ رأسه ثم نظر لفارس وقال بعزم: يحيى في مستشفى (•••••) يلا بسرعة يا فارس نروحلوا


غمغمت توحيدة بسعادة مغلفة بالحمد: اشكرك ياااارب.. انا هاجي معاكم


رفض عاصم رفضاً قاطعاً: هتروحي تعملي.. انا وفارس هنروح ونجيبوا.. هقولك على عنوان المستشفى في الطريق يلا


خرج فارس وسيره أقرب للركض ليستقل السيارة وعاصم تبعه ثم أسرع  في سواقتها


.................


وصل يحيى ومكية ثم ترجلوا من السيارة، لم ينكر يحيى بالتعب الذي عاناه في اليومين السابقين عند دخولهم أوقفت مكية ممرض باهتياج: دكتور بسرعة.. في واحد بيموت


القى الممرض نظرة سريعة على يحيى فأشار بأصبعه وحدثها بجدية: أتفضلي أدخلوا في الأوضة دي وثواني والدكتور هيجي


أمسكت بمعصمه وسارت به حتى دلفت والشاب خلفهم جلس يحيى على المقعد ثم أسرع الشاب بالحديث بحرج: آآ.. انا دلوقتي أطمنت عليكم هستأذنكم اني لازم امشي والله شغل وآ


قاطعه يحيى بنبرة ممتنة: أتفضل يا محمد.. انا كويس.. متشكر على جدعنتك


رد عليه بخفوت ان اي شخص مكانه سيفعل ما فعله وغادر بهدوء، فتحت مكية فمها لتتحدث بتوتر: حاسس بحاجة بتوجعك؟


رفع كفه من فوق الجرح الذي على صدره ثم تنهد بصعوبة خفيفة وأجابها بسخرية: مش كنت بموت من شوية.. الجرح سطحي اوي.. ماكنش محتاج مستشفى وآآــــ


قطع عليه اكمال حديثه الممرض وهو ممسك بيده حقيبة وأردف بجدية: أتفضل يا دكتور سيف


أتسعت حدقتي يحيى عندما رأى سيف يدلف بالزي الطبي فتحدث الأثنان بصدمة وبصوت واحد: أنت


بادلوا بعضهم نظرات دهشة ليتابع يحيى بعزم: انا كويس مش محتاج مساعـ


دلف عاصم في الغرفة وأعينه تبحث عن أبنه حتى وجده وأسرع بأحتضانه وتقبيل رأسه: عامل ايه يا يحيى وايه الجرح اللي في صدرك ده؟ 


أقترب فارس منه وأحتضنه هو الأخر بالحمد: ماتعرفش مين اللي خطفك؟ 


صاح يحيى بنفاذ صبر: يا جدعان انا كويس والله وده جرح بسيط يلا نمشي من هنا


رمقه عاصم بغضب: تمشي ازاي كده.. أتفضل يا دكتور غير للجرح


ثم تحولت نظراته لمكية بهدوء: وانتي يا بنتي ابوكي كان هيموت من القلق عليكي.. انتي كلمتيه؟ 


أومأت رأسها وقالت بخفوت: أيوة كلمته وزمانه جاي


تابع بجدية أقرب للغضب: يلا يا دكتور حضرتك مستني ايه؟ 


حدج يحيى باستفزاز وأمره في قوله: أقلع عشان أعرف أطهر الجرح


حدق يحيى به لبرهة فهتف عاصم على مضض: ما تقلع يا يحيى


خلع قميصه على كره ليتفاجأ سيف بشيء جعله يسأله بفضول: الحرق ده من أمتى


صاح يحيى ببرود: وانت مالك.. طهر الجرح بسرعة عشان أمشي


عاتبه والده بخفوت: ماتهدى يا يحيى انت متعصب ليه


ثم أستأذن فارس عمه وخرج به من الغرفة ليسأله عاصم بحيرة: مالك يا فارس عاوز تقول حاجة


أومأ رأسه ليتكأ على الحائط بتساؤل أكبر: الحرق اللى في صدر يحيى من ايه؟


جلس عاصم على المقعد الحديدي ونظر للأرض بحزن ثم رفع بصره لفارس وقال بعبوس: لما البيت أتحرق.. فاطمة ومالك ماتوا محروقين عشان كانوا نايمين بس يحيى كان بيلعب برا ولما شاف النار والعة في البيت ماعرفش يعمل حاجة غير انه يدخل وحصلتله حروق.. والحرق اللي في صدره فضل ملازمه


زفر فارس الهواء بحزن على ذلك الحادث المشين، فتابع سؤاله بتريث أكبر: طب النوبة اللي بتيجى ليحيى من ايه؟ من الحادثة إياها؟

.................

(الفصل السادس) 

............... 

نظر عاصم لأبن شقيقته وتابع بنبرة تفطر لها القلوب: نوبة التشنج اللي بتيجي ليحيى بيكون سببها الأول الصرع.. والسبب لكدة صدمة نفسية أتعرض ليها وهو يوم الحادثة لما شاف أمه وأخوه الصغير بيتحرقوا قدام عينيه


زرف عاصم الدموع تلقائيا فمد أصبعه وجففها ليتابع بحزن: ومن يومها ويحيى بيحلم بكوابيس وكل ما يفتكر اللي حصل جسمه يتشنج ويهلفط بالكلام لحد ما يغمى عليه.. زي مابتشوفه يا فارس وأحنا بنفوق فيه.. انا خايف لاحسن تضاعف عليه بس هو رافض يتعالج .. لما بيفوق مابيفتكرش اللي قاله او اللي عمله اخر مرة قالي انا اسمي بدر بس انا مادققتش على كلامه .. حاول يا فارس انك تقنعه


أومأ فارس برأسه ثم تنهد بحزن وواصل حديثه لخاله بتريث: حاضر يا خالي هحاول معاه.. هى الحادثة كانت تقيلة عليه


نظر عاصم بجانبه على الغرفة ليرى أشرف وزوجته يهرولون للدخول بعدم معرفة فأرشدهم فارس: في الأوضة دي


دلفت هالة الأول وما أن رأت أبنتها أرتمت مكية بحضنها: ماما


قبلتها هالة وهى مستمرة بالبكاء فأقترب أشرف منهم وأيضا أحتضن أبنته بشوق جارف، أردفت هالة بلهفة: أنتي كويسة يا حبيبتي في حد عملك حاجة؟!.. وقميص مين ده اللي لبساه؟


جففت مكية عبرات والدتها وأشارت على يحيى بامتنان: قميص دكتور يحيى.. هو اللي حماني من الناس واللي فيه ده بسببي


أقترب أشرف من يحيى وسيف ثم شكره: مش عارف أشكرك ازاي.. او ايه الجميل اللي أردهولك انك حميت بنتي و..


قاطعه يحيى وقال بجدية: انا اللي بشكر حضرتك انك ربيت زي الأنسة.. هى كمان عرضت نفسها للخطر وساعدتني


عاود أشرف النظر لأبنته وأحتضنها بسعادة: أخواتك البنات كانوا قلقانين عليكي يا مكية


وجه يحيى حديثه لفارس بتلقائية: أقلع الجاكت يا فارس


تعحب من طلبه ولكن سرعان ما تدارك بأن يحيى ثيابه ممزقة فخلع الجاكت الجلدي وأعطاه له ألتقطته وهو ينهض ثم أرتداه ووجه حديثه لسيف ببرود: ماتشكر يا دكتور


رد عليه سيف بأستفزاز أكبر: ده مجرد جرح سطحي.. اي عيل صغير يستحمله انشف انت


رفع حاجبه لفوق وصاح به: هو انا كنت بعيطلك زي العيال!!


تكلم فارس بضيق: ماتبس بقا انتوا مابتزهقوش


جلس سيف عاى المقعد وقال بنبرة ذات معنى: انا دكتور وواجبي اني اعالج اللي قدامي حتى لو كان عدوي وبيني وبينه مشاكل كتيرة


رد عاصم عليه بسعادة خفيفة: وانا مقدر مجهودك يا دكتور وشكرا تاني مرة


ثم نظر لهم بجدية: يلا عشان نروح


خرج الجميع من الغرفة، مكية التي ذهبت مع والديها بسعادة، قبل ان يستقل يحيى السيارة سأله عاصم مستفهما: ماتعرفش حد من اللي خطفك او المكان


حدق به يحيى لفترة ولم يتفوه بكلمة فواصل عاصم حديثه: ماتقول يا يحيى عرفت تهرب ازاي؟ ومين اللي عمل كده


نظر في وجه والده ثم أردف بجمود: كنت في المزرعة القديمة


أتسعت حدقتي عاصم بذهول ليتابع حديثه بتأكيد ممزوج بوعيد: المزرعة القديمة!.. يعني اللي خطفك حد نعرفه و.. يعني اللي عمل كل ده هو لطفي.. كلنا كنا هنموت عليك من القلق إلا هو.. فتح على نفسه نار مالهاش اخر


واصل يحيى حديثه بأرهاق: ممكن يا بابا تسمعني وبعد كده اللي هتحكم بيه انا موافق عليه.. عمي لطفي بيلعب على المكشوف وخصوصا بعد مادخل مواد مسرطنة للفواكه والخضار


هتف عاصم بحدة خفيفة: مواد مسرطنة؟!!! وانتو عارفين كل ده وانا اخر من يعلم.. ازاي تخبوا عليا حاجة زي كده


أسرع فارس بالرد: انا ويحيى عرفنا الحاجات دي من كام يوم وأتفقنا اننا هنشوف حل بس جات حكاية خطفه.. كمل يا يحيى


أتكأ على السيارة وقال بتعب: هنعمل نفسنا مانعرفش حاجة عن اللي خطفوني والمزرعة القديمة حتى المبيدات والمواد المسرطنة لحد مانجر رجله ونوقعه.. واللي هيدخل المزرعة دلوقتي السماد مافيش حاجة تانية لا مبيدات ولا كيمواي اللي ممنوعة من وزارة الزراعة.. ودلوقتي انا تعبان وعاوز انام


تفهم عاصم فكرة أبنه ثم وافق عليها وأستقل الثلاثة السيارة ليتوجهوا الى الڤيلا


.................


دلفت مكية بصحبة والديها لشقتهم أسرع شقيقاتها بأحتضانها بحنين، تكلمت مريم بلهفة مبالغ بها: حد عملك حاجة؟


قبل ان ترد عليها أسرعت هالة بقول: سيبو اختكم ترتاح.. وبعدين نتكلم في كل حاجة.. انا هحضر غدا دلوقتي


ردت عليها مكية بتعب: انا هاخد شاور وهنام مش قادرة


لم تضغط عليها والدتها لتكمل مكية سيرها لغرفتها نبشت بدلابها بعض الثياب ودلفت للحمام


...................


وصلت سيارة فارس اسف ڤيلا (عاصم القاضي)

ترجل يحيى بتعب وضع فارس ذراعه حول خصر يحيى ليعدل توازنه في السير، دلف الجميع الي الداخل، عندئذ ركضت اليهم توحيدة وهي تردد: سلامتك يا يحيى.. انت كويس يا حبيبي


أجابها بإيجاز قائل بنبرة منهكة: انا كويس يا عمتي بس محتاج انام


تكلم لطفي بقلق مصطنع حتى لا يكشف سره: كنا هنموت من القلق عليم يا يحيى.. المهم انك رجعت بالسلامة


جلس عاصم على الاريكة ثم تحدث بلهجة أمر: فارس خد يحيى لأوضته هو تعبان دلوقتي


أيماءة بسيطة صدرت على وجه فارس فتابع بالامساك بأن خاله وصعد به لفوق


كانت أعين رواء تتابعه لاحظ ذلك لطفي هو متأكد بمشاعر أبنته لفارس فهتف بها بحدة: انتي قاعدة بتعملي ايه هنا مش وراكي مذاكرة وجامعة


فزعت من هيئة والدها الغاضبة وقبل ان ترد عليه كان عاصم قد سبقها في قوله بهدوء مصطنع: انت متعصب كده ليه؟ يا لطفي.. خضيت رواء


ثم نظر لها وأشار ان تأتي وتجلس بجواره لتطيع أمره، وضع كف يده على خصلات شعرها وقال بتنهيدة: انا مستحيل اخليك تزعلها.. فاطمة كانت بتحب رواء اوي كانت بتعتبرها بنتها اللي ماخلفتهاش


غمغمت كوثر بهدوء بالرحمة عليها وعلى أبنها فأمن الجالسين، لوى لطفي فمه بتهكم وهو يبتعد عنهم: انا خارج.. في مشوار مهم


ثم أغلق الباب خلفه بضيق، جاءت توحيدة لتجلس بجانب أخيها وتربت على فخذه برضا: الحمد لله ان يحيى جه بالسلامة

.................. 

خرج يحيى من الحمام الملحق بغرفته وهو مرتدي بنطال وفوقه تيشرت أسود وعلى رأسه فوطة يجفف بها شعره، أنتبه له فارس المُمدد على الأريكة


توقف يحيى عن السير لتقع الفوطة تلقائيا من بين أصابعه وشعر بالدوار قليلا ثم ترنح لينهض فارس ويمسكه، أجلسه على الفراش وأنحنى قليلا ليرفع ساقيه ويضعها على الفراش سأله فارس بقلق: أنت متأكد انك كويس؟ 


أغمض يحيى كلتا عينيه ورد عليه بتعب: انا بقالي يومين مانمتش


جثى فارس على ركبتيه وأراح ذراعيه على السرير وظل يدقق النظر بجسد يحيى فأجابه بتعب جلي وهو يحرك يديه بهدوء : انا كويس يا فارس.. النوبة ماجتش سيبني انام بقا


لم يريد الضغط عليه خاصتا انه محتاج للنوم، نهض فارس وخرج وأغلق الباب خلفه بهدوء

................. 

 أستيقظت مكية على صوت شقيقتها مريم توقظها برفق، فتحت مقلتيها وأغلقتهم مجددا اثر الضوء الغرفة، تحدثت مريم بجدية: انتي ماشبعتيش نوم الدنيا مقلوبة عليكي


نهضت مكية بعدم فهم ثم قالت بدهشة: الدنيا مقلوبة عليا!.. وأنا عملت ايه؟


جلست مريم على طرف السرير وقالت بسرعة: انتي نسيتي يا مكية انك أتخطفتي وعشان انتي مشهورة بقا طلعتي ترند ودلوقتي القنوات عاوزة تكلمك عشان تعرف الحقيـ


قاطعتها بعدم تصديق: انتي بتتكلمي جد؟.. انا فعلا طلعت ترند


دلفت مودة ممسكة بيدها هاتف وهمست لمكية في أذنها: المذيعة اللي على قناة (..) عاوزة تكلمك خلي بالك انتي على الهوا


ألتقطت الهاتف من شقيقتها بسرعة ممزوجة بلهفة فغيرت نبرة صوتها للتعب: السلام عليكم


أجابتها المذيعة بأبتسامة رضا: مكية.. مكية انتي سمعاني.. اولا حمد الله على سلامتك ممكن تقوليلنا  وتقولي لفانزك صحتك اخبارها ايه؟


أردفت مكية بنبرة تعب خفيف: انا بخير وشكرا لكل الناس اللي قلقت عليا وسألت عليت في غيابي.. طب ممكن أقفل عشان في قناة تانية عاوزة تكلمني


رمقت مريم شقيقتها مودة ببلاهة ثم ألقوا نظرة عدم حيلة على مكية الكاذبة فأكملت المذيعة حديثها برفض بصوتها الجاد: معلش مش هأخرك بس طمنينا.. الناس اللي خطفتك ليه؟ 


عاودت مكية الجلوس على الفراش وقالت بخبث: ناس لابسة ماسك اسود .. خطفوني وانا خارجة من الكورس والدكتور شافهم وحاول يخلصني بس الكترة تغلب الشجاعة وخطفونا أحنا الاتنين وبفضل ربنا ودعوات حضراتكم رجعنا بسلام


أومأت المذيعة رأسها وأستأنفت بتفهم: الف سلامة عليكي وعان انتي بنت حلال ربنا وقفلك ابن حلال يحميكي.. انا سعيدة انك بخير وحمد الله على سلامتك تاني


أنهت مكية حديثها مع المذيعة بوء حتى أغلقت الهاتف وبدأت في القفز وهي تردد بسعادة: انا طلعت ترند.. الناس بتحبني وقلقانين عليا وبيسألوا عليا..  انا فرحانة اوي


دلف أشرف وهالة الى الغرفة بضيق، ثم نهرها والدها بتهكم: انتي ماتعلمتيش حاجة خالص من الدرس اللي فات.. بقيتي كدابة يا مكية


هدأت ملامح وجهها وأردفت بتريث: دي الحقيقة يا بابا.. انا مابكدبش


صاح أشرف بغضب: لا بتكدبي.. انتي عكستي الاية الناس اللي خطفوكي مش كانوا عاوزين يخطفوكي كان السبب الاول هو الدكتور يحيى وانتي اللي قربتي منه وصوتي فاهما ماكنش قدامهم حل غير انهم يخطفوكي


جلست على طرف الفراش وقالت بملل: مش هتفرق يا بابا.. المهم اننا رجعنا بالسلامة


سحق أسنانه من ثرثرة أبنته وغرورها فقال بوعيد: طيب يا مكية.. اعملي اللي عاوزة تعمليه وخلي النت حاجة مقدسة عندك بس انا في يوم هفقد أعصابي عليكي ومحدش هيرحمك مني


لم ينتظر منها رد وخرج وأغلق الباب خلفه، حدجتها هالة بتهكم: انتي مس هتبطلي قلة ادبك دي ابدا.. والله لو ابوكي في يوم ضربك ماهحوش عنك عشان انتي تستاهلي


خرجت هى الأخري من الغرفة فرمقت مكية شقيقاتها وأردفت بسخرية: وانتو كمان ماعندكمش شوية تهذيء ليا.. بقولكم ايه أخرجوا برا انا مش طايقة نفسي


خرجت مريم لأنها تعرف ستدخل في جدل عقيم مع شقيقتها ولكن مودة وقفت امام شقيقتها وأستفزتها في قولها اللازع: ليكي حق ماطقيش نفسك بالوحمة اللي في وشك.. عارفة كأنك غوريلا يا مكية.. يا بنتي انا بقرف من شكلها عليكي


تخيلي في حد هيحبك بيها؟ .. انا لو مكانك  أعمل عملية تجميل واشيلها أو البس نقاب عشان محدش يشوفها


رمشت مكية بجفني عينيها ثم نظرت لشقيقتها وأردفت بتنهيدة حزينة: انا مش غوريلا يا مودة


رمقتها بتشفي قبل ان تخرج وتقول بأستفزاز أكبر: واضح فعلا


أغلقت مكية الباب وأراحت ظهرها عليه تلقائيا العبرات تدحرجت من مقلتيها وشعرت بأن أناتها سترتفع فأبتعدت عن الباب وأقتربت من التسريحة 


جلست على المقعد تطالع نفسها امام المرآة فلمست الوحمة التي أسفل عينها بحزن وقالت بتمني: يااااه لو ماكُنتيش موجودة.. او حتى كنتي في حتة تانية بس مش في وشي

..................

(أسترجاع للماضي)

..................

في المرحلة الأعدادية لمكية، كانت الفتايات والفتيان يتمازحون في فصلهم قبل دلوف المعلم وكانت مكية جالسة بجوار تسنيم رفيقتها يتحدثون في موضوع أخر ليأتي فتى ويقول بأستفزاز: هى أمك أتوحمت عليكي في ايه


أجابته مكية بحرج شديد وصوت خافت: لحمة راس


أتسعت أعين الفتى فتابع بسخرية أكبر وصوت عالي لكي يسمع الفصل: يا جماعة البت دي امها اتوحمت عليها على لحمة راس.. عشان كده شكلها وحش واسود وفيها شعر.. شكلها وحش اوي


صرخت به تسنيم بغضب: وانت مالك.. بتتريق على خلقة ربنا ليه؟.. خليك انت في حالك


هز رأسه بنفي ووجه حديثه لمكية: خليكي انتي على جمب يا تسنيم.. انا بكلم ام وحمة سودة


أقترب فتى أخر وأردف بسخرية: ماتبطل تتريق عليها.. ممكن تكون مراتك لما تكبر


رمقه بغضب ثم هتف بصوت صارم: أنت أتجننت.. انا أتجوز دي.. ده الشعر اللي في وحمتها أكتر من شعر شنبي


ترقرقت العبرات بأعين مكية لتترك لنفسها العنان في البكاء من الموقف المحرج الذي سببه لها جلست على مقعدها وأخفضت بصرها ولم ترد عليه


كذلك هو ورفيقه ذهبوا بعيد عنها ربتت تسنيم على ظهر رفيقتها وأردفت: ماتعيطيش يا مكية.. هما بيسفزوكي والله


ثم جففت عبرات رفيقتها وطول اليوم وتسنيم تهدأ مكية الى ان أفترقت لطريقها، عند دخول مكية المنزل صرخت ببكاء: انا وحشة


ركضت إليها هالة بعد أن سمعت صوتها من المطبخ وقالت بتريث: مالك يا حبيبتي.. ليه بتقولي على نفسك كده.. انتي جميلة اوي


أرتمت مكية بحضنها وردت عليها بصوتها الباكي: لا يا ماما انا وحشة كلهم بيقولولي كده في المدرسة.. ليه يا ماما أتوحمتي عليا على لحمة الراس وانتي مابتحبيهاش وبابا ليه مش جبهالك.. انا ذنبي ايه أعيش حياتي وحشة زي الغوريلا


ربتت هالة على أبنتها وحدثها بهدوء ولكن الحزن انتصر على نبرة صوتها: انتي مش غوريلا يا مكية انتي قمر من جوا ومن برا يا حبيبتي.. انتي ربنا زودك على زمايلك بحاجة


أكملت مكية حديثها بحزن: أنا مش زايدة عليهم بحاجة بالعكس انا ناقصة عنهم.. انا لما أكبر هعمل عملية تجميل


لم تعرف هالة بماذا تفعل لأبنتها سوى التربيت على ظهرها لكي تهدأ

.................. 

(عودة للحاضر) 

................. 

أفاقت مكية من شرودها بحزن ثم نهضت وحاولت طرد تلك الذكريات التي تنغص عليها أيامها فتذكرت القميص الذي أعطاه لها يحيى فأسرعت بالخروج للبلكونة التي في غرفتها


وأخذته من الحبل لتتأكد انه جف ودلفت للداخل مجددا، قامت بطيه وأدخاله في خذانة ثيابها، همست بتهكم: أيفوني سرقوا الحرامية يا خسارة


ثم أحضرت اللاب الخاص بها وجلست على الفراش تعبث به وتتحدث لتطمأن الناس الذين أنتابهم القلق بشأنها

.................... 

بعد مرور ثلاثة ايام تحسنت حالة كل من يحيى ومكية، كان فارس ينقل له الأخبار عن المزرعة بينما لطفي مستمر بإرسال المواد المسممة للخضار والفواكه معتقدا بأنه يتم رشه على النباتات ولم يحدث ذلك سوى مجارية لأفكاره الدنيئة وحتى يقع وقعة لا يقوم لها

................ 

في مكان أخر كان يحيى جالس فوق السيارة وينظر للأرض بفراغ بدون مشاعر ظل لقرابة الساعتين وهو محدق بالأرض وبدن اي كلمة


تنهد بثقل ثم قفز وأستقل سيارته وتوجه بها للعمارة التي يمكث بها أحياناً، تحدث بجدية وهو يخرج من السيارة: انا وصلت أهو.. ثواني وأكون عندك


دلف لداخل المصعد وأرتفع للطابق السادس قام بفتح الباب وتركه مفتوح ليتوجه الي غرفة نومه وألتقط بحقيبة كبيرة وفتحها ثم فتح خذانة الملابس


وبدأت في وضع ثيابه بها بدون اكتراث، سمع صوت شاب بالخارج يقول بصوت عالي: استاذ يحيى.. انا والرجالة وصلنا


رد عليه وهو مستمر بوضع ثيابه بالحقيبة: أدخل وشوف شغلك اللي فهمتهولك


بعد أنتهاء يحيى من وضع الثياب أخذ الحقيبة وجرها متوجها للخارج، سمعت مكية بالصوت العالي فأسرعت كي ترى يحيى وعند فتح الباب


تفاجأت به ممسك بحقيبة سفر كبيرة، هتفت بقلق: أنت رايح فين؟ 


قبل أن يرد عليها خرج فارس من المصعد وأسرع في خطواته إليه ليتفاجأ هو الاخر ثم ردد بدهشة:  انت واخد شنطة هدومك ورايح على فين؟  انت صحيح هتسافر؟

...................


              الفصل التاسع من هنا                   

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-