CMP: AIE: رواية حبيبتي الكاذبة الفصل السادس والعشرون
أخر الاخبار

رواية حبيبتي الكاذبة الفصل السادس والعشرون



رواية حبيبتي الكاذبة


الفصل السادس والعشرون

 (يوماً في بيته ) 

أغلق أميـر باب السيـارة بعنف بعد أن أدخل أروي ، ثم إلتفت ليستقل بجانبها و هو يقول بحـدة : 
- عاجبك الي حصل ده ؟؟ .. 
بكت من إسلوبه العنيـف وغضبه ذاك ، ثم دفنت وجهها بين راحتي كفيها دون أن تجيب عليـه ! 
زفـر هو بحدة وضرب المحرك بيده ثم مسح علي رأسه بعصبيـة .. ! 
رفعت أروي رأسها لتقـول من بين بكاؤها : روحني من فضلك بقي ، مشيني من هنا ، أنا مش عارفه أنت بتزعقلي ليه أصلا !! 
زمجر أمير ثم هتف : يعني غلطانة ومش عاجبك كمان ! ... هو أنا يعني بقولك متخرجيش بره الشركة ليه ؟؟ الحق عليا إني خايف عليكي أصلا 
نظرت له عقب أن أنهي جملتـه ، ثم إبتسمت بتلقائية وهي تمسح دموعها ببراءة .. 
تنهد أمير بغيظ قبل أن يردف عابسا : 
- بتضحكي ليه دلوقتي ؟؟ 
أشاحت وجهها المبتسم بعيدا حيث نظرت من النافذة قبل أن تردف بخفوت : مش بضحك ! 
صمت أمير وهو يريد تعنيفها مرة أخـري ! .. لكنه تماسك إلي آن جاءت سيارة الإسعاف وحملوا ماجد ثم إنطلقوا به إلي المستشفي 
بينما أدار أمير محرك القيادة وإنطلق هو الآخر بسيارته .. 
سألته أروي بحذر : هو أنت هتروح وراه المستشفي ؟؟ 
أومأ لها برأسه ثم قال بجدية : أيوة ، بس الأول هنروح أنا وأنتي مشوار .. 
قطبت ما بين حاجباها في فضول وتابعت : مشوار ايه ده ، وفين ؟ 
أجابهـا بجمـود : دلوقتي تعرفي ، بطلي رغي بقي ! 
ردت عليه بتذمـر : أوعي تكـون هتقتلني وتخلص مني ! 
ضحك رغما عنه بخفوت ، ثم قال وهو يتابع الطريق : مجنونة أنتي يا أروي .. ! 
إبتسمت بسعادة وراحت تنظر من النافذة وهي تتنفس بعمـق .. ! 
..............

وصلا بعد قليـل إلي ڤيلا كبيرة في منطقة من أرقـي ضواحي مدينة الأسكندرية .. 
أسرع سعيـد ذاك الرجل كبير العمر بملامح مصرية بحتة .. 
أطلق ترحيبا وهو يقول بصوتٍ عالِ : أهلا وسهلا يا أمير بيه ... ثم قام بفتح البوابة الحديدية.. ليدلف أمير بالسيارة ويقف قليلاً قائلا بإبتسامة : إزيك يا عم سعيد 
أردف سعيد مبادلا إياه الإبتسامة : الحمدلله يا بيه .. 
ترجلا الاثنين من السيـارة ، بينما إتجهـت أروي إلي أميـر وقالت بتعجـب وإستغراب : ايه ده ، احنا فين ؟ 
إبتسم قائلاً بصوتٍ أجش : تعالي معايا ! 
دلفا سويا إلي الداخل يتبعهما سعيد الذي فتح الباب الخشبي الكبير بالمفتاح الخاص به .. 
ما إن دلفت أروي حتي إنبهـرت من ذاك المنظر والأثاث الراقي الفخم الموجود داخل هذه الفيلا .. ظلت تتلفت يميناً ويساراً بإندهاش إلي أن قال أمير بجدية : أخبار الڤيلا إيه يا عم سعيد 
سعيد مجيبا بهدوء : كله تمام وعامل النظافة بيجي علي طول ينضف ويعمل  اللازم وأنا كل يوم زي ما حضرتك شايف بحرسها .. 
إبتسم أمير قائلاً : تمام .. 
ليستكمل سعيد : تؤمرني بحاجة 
رد أمير بإيجاز : الأمر لله ، شكرا يا عم سعيد إتفضل إنت ..
خرج سعيد فـ أغلق أمير الباب وإتجه إلي أروي يتأملها بعينيه المُشعتين .. مازالت تتأمل المكان بإعجاب واضح في نظراتها .. إلي أن آفاقت علي صوته الهامس : إيه رأيك ؟ 
نظرت له قائلة بتلقائية : جميلة أوي ، هي دي بتاعتك أنت .. ؟ 
أومأ لها برأسه ثم تابع مبتسماً : اها ، دي بتاعة بابا الله يرحمه المفروض اني أعيش فيهـا بس أنا أخدت شقة علي قدي وتكون كمان قريبة من الشركة ، ولما بتيجي عمتي بنعيش فيها لحد ما تسافر تاني .. 
تنهدت طويلا بعمق وهي تقول بإعجاب : شكلها حلو وذوقها جميل أوي .. 
إقترب منها وهو يقول غامزاً : دي الڤيلا الي هنتجوز فيها يا أروي .. 
إرتبكت بشدة قبل أن تقول بتلعثم : نـ نتـ نتجوز 
ضحك قائلاً : اها ، أومال يعني هحبك كده من غير جواز ؟ 
توردت وجنتيها بشدة عقب كلماته التي جعلت قلبهـا ينتفض نفضا .. 
فـ إقترب منهـا أكثـر وهو يقول بمـرح : طب تعالي أفرجك علي باقي الڤيـلا بقي 
سارت معه وهي تضع يدها علي صـدرها الذي أخذ يعلو ويهبط سريعاً ... شعور من نوع آخر جديد عليها تماما .. سعادة وحب وفرح ... أقسمت في نفسهـا أن لا تتخلي عن ذاك الأمير مهما حدث ستظـل تتمسك به بكُل ما لديـها من قـوة حتي حين يعلم كذبتـها .. هكذا وعدت نفسها وأقسمت ! 
......................

شعـرت سهيلة وكأن خنجـر إنغرز في قلبـها ، إنهـا تنزف دون أن يشُعر بها أحدا ... ظلت تتساءل بنحيب .. لماذا لم يتركوني أهـرب من تلك المعاناه !! 
مسحت دمـوعها العالقة علي وجنتيهـا وهي تشعر بالضيــاع والتحطـم ، أنها مُجبرة الآن علي العودة مرة ثانية ، وإلا ستنتهـي هي وشقيقتهـا !! 
فـ قررت البـقاء حتي تأتي وتسرد عليهـا ما حدث ! 
............

- ها عجبتك الأوض والجنينة ؟ 
أردف أمير بهذه الجملة وهو يتطلع إلي أروي التي قالت بسعـادة : عجبتني أوي أوي 
إبتسم بإتساع ثم قال مازحـاً : ايه رأيك نِبات هنا النهاردة 
شهقـت بخفوت وهي تقول بخجل : ايه الي أنت بتقوله ده 
ضحك عالياً ثم قال من بين ضحكاته : بهـزر يا رورو ، متبقيش حمقية كده 
ضحكت هي الأخري ثم قالت هادئة : بس أنا إرتحت أوي للڤيلا دي بجد ، حاسة براحة نفسية غريبة أول مرة أحس بيها 
أردف بجـدية : خلاص خليكي هنـا علي ما أروح أشوف الزفـت ماجـد ده ايه حكايتـه وأجيلك وبعدين أروحـك ، طالما مرتاحة هنا ... 
صمتت قليلاً ، ثم إبتسمت بحمـاس وكأنهـا تذكـرت شيئاً ما .. ثم قالت بإيجـاب : موافقة ! 
أردف أمير بعدم تصديق : بجد ؟؟ 
أومأت رأسها بإبتسامة ، فإبتسم لهـا وقال : تمام ، هقضي المشوار وأجيلك تكـوني أنتـي بقي شبعتي من الڤيلا براحتك ... أنهـي جملته بغمزة من عينه ، ثم إتجه إلي الباب فركضت خلفه تقول بمـرح : هو في أكل هنا ؟ 
رفع حاجباه ثم قال بتساؤل : أنتي جعـانة ولا إيه ؟؟ 
أومأت برأسها وهي تقول : اه 
منحـها نظـرة حانية ثم تفوه بصوت خافت : هجبلك أكل وأجي 
حركت هي رأسهـا سريعـاً وهي تقول بإعتراض : لأ بليز متجبش ، هو أنا ممكن أطلب من عم سعيد يجبلي أكل ؟ 
قال بإستغراب : اه ممكن ، بس ليه مش عاوزاني أجبلك أنا ؟؟ 
ردت عليه مبتسمة : معلش عشان متتأخـرش بقي وكمان سبني علي راحتي ممكن ؟ 
مط شفتيه بإستنكـار ثم قال بتذمـر : أوك علي راحتـك 
ضحكت وقالت بتلقائية : متتأخرش عليا 
أومأ لهـا برأسـه ثم خرج متجها إلي البوابة الرئيسية ، وإستقل سيارتـه بعـد أن أوصـي سعيـد عليهـا وآمرهُ بتنفيـذ طلباتـها .. ! 
خرجت أروي بعـد أن تأكدت أنـه إنصرف بسيـارته ، لتتجه إلي سعيـد قائلة بحماس : ممكن أطلب منك طلب يا عم سعيد ؟ 
رد سعيد : طبعا إتفضلـي .. 
تنهدت قبل أن تقول بجدية : هو في اكـل في المطبخ الي جوه ده ؟ 
أردف سعيد : هو في مكرونة اكياس ورز وصلصة وحاجات معلبة بس 
إبتسمت أروي قائلة : حلو ، طيب ممكن يا عم سعيد تشتري فراخ ولحمة مفرومة ضروري ..
سعيد مبتسما : حاضر من عنيا ثم إنصرف لتهتف أروي بسعادة : متتأخرش يا عم سعيـد 
........................

كـان يقـود السيارة ويشرد فيـها كُلما تذكر ضحكاتها .. بكاؤها .. عينيها .. عنادها .. براءتهـا ... يبتسم دون وعيٍ منه ، لا يعلم كيف ومتي أحبهـا بهذا الشغـف ! خطفت قلبه في مدة ليست بطويلة .. وهذا الشئ يتعجب له لكنه سعيد... سعيد للغاية وهذا ما كان يشعـر به خاصةً إذا تطلع إلي عينيها الجميلتين .. 
آفاق من شـروده علي رنين هاتفـه ليلتقطه ويُجيب علي المُتصل : 
- إرغـي ! 
ضحـك زياد قائلاً بمـرح : ايه الوش الخشب ده ، هي دي ازيك يا زياد .. وحشتني يا زيـاد 
شاركـه أمير ضحكاته وهو يقول : طب إنجز وهات من الآخر عشان مش فايقلك 
غمـز زيـاد بعينه قائلاً بمكـر : ليه المُزة معاك 
أمير بجدية مُصطنعة : متقولش عليهـا مزة وإحترم نفسك يا زياد هقتلك 
رد عليه مازحا : خلاص يا عم الحمش آسفين ، قولي بتهبب ايه دلوقتي .. آآ قصدي بتعمـل ايه ؟ 
أجابه بإيجـاز : عندي مشـوار كده 
عقد زياد حاجبيه وهو يقول بفضول : علي فيـن أوعي تعمل أي مصيبة عشـان أنا مش هقدر أتخانق أنا تعبان وحيلي مهدود الله يكرمك 
ضحك أمير قائلاً بغيظ : حد قالك أن دمك سكر يا زياد ؟ 
زياد ضاحكا بثقة : كتير طبعا .. يابني أنا عسل أصلاً 
أمير بغيظ : طب إنجز يا سكر بدل ما أقفل في وشك السكة 
زياد مسرعا : لا لا ، أوعي تقفل ، كنت هسألك هتيجي معايا المطار بكرة ولا لاء 
أمير بتأكيـد : اه طبعا إن شاء الله 
إستكمل زياد حديثه بهـدوء : إحم ، وكمان بالمرة أعـرفك علي خطيبتي 
أميـر بإندهاش رافعا أحد حاجبيه : ايه !! أنت خاطب ؟؟ 
زياد بخفوت : ايوه ، أنا مجبتش ليك سيرة عشان كنا متخاصمين وأنا كنت بعاقبهـا 
أمير ضاحكا : أنت بجد مجنون رسمـي يا زياد ، عمـوما مبروك يا عم ... قولي خطيبتك خوجايه ولا إيه ؟؟ ... أوعي تكون من البنات المنكوشة أم شعر اصفر دي ؟؟ 
قهقه زيـاد قائلاً من بين ضحكاته : لا ياعم مش لدرجة ، هتشوفها بكرة وهتنبهر إنبهـار منبهرتوش قبل كده ، حاجة كده نقاوة زياد 
ضحك أمير عالياً : ماشي ياخويا يا بتاع الإنبهار أنت ، يلا إنزل من علي ودانـي دلوقتي ! 
رد زيـاد بغيظ : تصدق ياض إنك غدار ، تاخد غرضك مني وبعدين تقـولي انزل من علي وداني ! 
ظل أمير يضحك عالياً ثم قال بنفاذ صبر : سلام يا مجنون ... 
أغلق الخط وهو يقول ضاحكا : أخد غرضي ، والله مجنون ! ... 

وصـل بعد قليـل إلي المستشفي ليصف السيـارة ، ويترجـل منهـا بثبات ، ثم دلف ليتساءل عن ماجد فأخبروه أنه في الطابـق الثالث .. إتجـه نحو المصعـد ودلف وما أن صعد توجه إلي الغرفة ، وجـد الطبيب يخـرج منهـا ، فسـأله بجـدية : هو ايه أخباره ؟ 
أجابه الطبيب هادئا : حالته مستقرة جدا ، والجرح سطحي وممكن كمان يخرج النهـارة لو يحب 
أومأ أمير برأسه ثم قال : تمام 
دلف بعد ذلك إلي داخـل الغرفة ، ثم إتجه إلي ماجـد وهو يرمقه بجمـود ، بينما إعتـدل ماجـد في جلسته وهو يهتف بإبتسامة : أمير 
رد عليه الاخير بصوت متصلب : متجبش اسمي علي لسانك فاهم ! 
حاول ماجد أن يستعطفه إلا أنه صاح به بحدة : بقولك إخرس ، أنت إزاي أصلا خرجت من السجن ؟؟؟؟ 
رد ماجد بخوف داخلي : أمي قومت محامي وخرجت 
رمقه بنظرات نارية قبل أن يقول بغضب : ازاي تخرج واحنا متنازلناش عن القضية ؟؟ .. أنا هطعن بالتزوير وهدخلك السجن تاني علي فكرة لان ده مكانك الطبيعي ! 
أردف ماجد في توسل : أرجوك يا أمير تسامحني ، أنا والله ندمان ومعرفش إزاي عملت كده ، أنا مستعد اعتذر لـ أروي و... 
قاطعه بصرامة مخيفة : متنطقش اسمها ! 
أومأ ماجد رأسـه بحذر قبل أن يقول برجاء : أرجوك اديني فرصة ، أنا مستقبلي ضاع ومبقاش عندي شغل 
رد عليه بغضب : وأنا مالي ، أنت مفكر اني هصدق الفيلم الهندي الي انت عملته مع أروي ده ، تبقي عبيط إظاهر انك نسيت إني أمير يا ماجد الي فاهمك كويس وعارف قذارتك .. بس بجد أنا إتخدعت فيك اه كنت عارف انك قذر بس مش لدرجة يعني ! 
هتف ماجد بدموع : والله أنا توبت وبقيت بصلي وبتقي الله ، خلاص مش هرجع لحياتي القديمة دي تاني أبوس ايدك اديني فرصة .. 
حك أمير ذقنـه وهو يرمقه بعدم إقتناع ، فقال ساخرا : توبت وبقيت بتصلي وايه كمان ؟؟ 
قال ماجد بجدية : بكلمك بجد صدقني أنا إتغيرت وكنت جايلك عشان اتوسل ليك وفجأة حصل الي حصل وحبيت أنقذهـا 
ظل أمير ينظر له طويلا ثم قال بحدة : ايه الأڤورة دي ؟ .. ، وانا ايه يضمنلي إنك فعلا توبت ؟؟ أآمنلك ازاي يعني ؟ 
ماجد بحماس : جربني ولو صدر مني حاجه أبقي أعمل الي أنت عاوزه ! 
صمت أمير قليلاً ثم أردف بهدوء : ماشي بس أنت  عاوز مني ايه دلوقتي ؟؟ 
ماجد برجاء : عاوز أرجع أشتغل معاك تاني 
رفـع أحد حاجبيه وتابع بثبات : موافق ، بس بفكرك الي يلعـب معايا خسران يا ماجد .. تمام حط ده حلقة في ودانك .. 
أنهي جملته ثم خرج سريعاً من الغرفة وتراوده فكرة ما ... 
ليبتسم ماجد بسعادة وتلمـع عينيه بإنتصـار ! 
................

في شقة السيـدة نعمـة ... 

قـام خالـد بتغير أثاث المنزل بالكامل ، حيث سيقطن هو وزوجته مع والدته ولذلك بدل الاثاث بعد أن قام بتجديد جدران المنزل أيضاً وإعادة تصليـح كل ما فسد ... 
وضعت سلمـي ملابسهـا بعناية في خزانة ملابسها بعد أن قامت بفرش غرفة النوم بصحبة أمها وبعض الصديقـات لهـا ... تركتـها كوثـر بعد ذلك وهبطت إلي شقتهـا فإنها لم تعد تتحمل نظرات نعمـة وأسلوبها الذي أصبح غليـظ وكأنـها أصبحت إمرأة أخـري غير التي تعـرفهـا .. 
دلفت شـروق إبنـة شقيقة السيـدة نعمـة إلي الغرفة تتأملهـا بحنق ، بينما فتحت الخزانـة لتتفحص ملابسهـا الشخصية وهي ترمقهـا بإستحقـار .. 
تضايقت سلمـي من فعلتـها فمـا كان منهـا إلا أنها قالـت بثبات : ممكن تطلعي برة أوضتي عشـان هقفلهـا !! 
صاحـت بهـا شروق قائلة بغضب : إنتي بتطرديني من بيت خالتي ؟؟ .. أنتي فاكرة نفسك ايه ! 
ردت الأخيرة بزمجـرة : فاكرة نفسي صاحبة الأوضة دي ، وأنتي ملكيش أي حق تدخليها ودلوقتي تطلعي برة بقي ! 
توجه خالد إليهما بعد أن علت أصواتهما ليقول بحدة متساءلا : في ايه ؟ 
أجابتـه شروق بعصبية : إسأل البتاعة الي هتتجوزهـا دي ، آل ايه بتطردني من بيت خالتي ! 
رفع خالد أحد حاجبيه قبل أن يقول بغضب : بتاعة ؟؟ ... دي مراتي مش بتاعة وعيب تتكلمي بالإسلوب ده يا شروق ! 
زفـرت بضيق وتابعت بغيظ : والله ؟؟ وبالنسبة لأنها بتطردني ده يبقي ايه ، مش عيب 
نظر خالـد إلي زوجته ثم تابع في هدوء : أنتي طردتيها يا سلمي ؟؟ 
أجابتـه سلمـي ، وهي تنظـر إلي شروق بتوعـد : لأ مش طردتها يا خالد ، أنا قولتلها إطلعي برة الأوضة وبس ، عشان دي تخصني أنا مش هي عشان تقلب في هدومي بالطريقة دي ! 
صاحت نعمة التي آتت من خلف إبنها : هو أنتي هتتحكمي في البيت من أولها ولا إيه ، لاء لم مراتك يا خالد وقولها أن ده بيتي ودول أهلي والكلمة كلمتي أنا هنا ! 
مسح خالد علي وجهه ثم أردف بجدية : هي لا تحكمت ولا حاجة يا ماما ، محصلش حاجة للكلام ده ،... ثم وجهه حديثه لإبنة خالته : إتفضلي يا شروق اخرجي عشان أنا الي هقفل الأوضة ! 
تحدثت نعمـة بلهجة آمرة : لأ ، لازم مراتك تعتذر ليها الاول ! 
ردت سلمـي بغضب : أنا لا يمكن أعمل كده أبدا طبعا ! 
صاحت نعمة : شايف مراتك بتكلم ازاي يا خالد ؟؟؟ 
أردف خالد بنفاذ صبر : قولتلك يا ماما حصل خير والاتنين غلطانين ومفيش حد هيعتذر كبري دماغك بقي 
نعمة بتصميم : لأ هتعتذر يعني ه... 
قاطعها خالد بحزم : سلمي مش هتعتذر يا ماما ، يلا يا سلمي أخرجي ... 
خرجت سلمي وهي تمسك بيده بينما صرت نعمة علي أسنانها قائلة في وعيد : طيب يا خالـد ماشي 
...............

عـاد أميـر إلي الفيلا بعد مرور ساعة ونصف من الوقت .. 
صف سيارته وترجل منها بهدوء ثم توجه إلي الباب ليفتحـه بالمفتاح ويدلف إلي الداخل .. 
ما إن دلف حتي إستنشق رائحة طعام نفاذة إخترقت أنفه .. ليرفع حاجبيه بتعجب ويردف بخفوت : ايه الريحة دي ! 
إتجـه إلي المطبـخ ليجد أروي تخـرج منه وتحمل الصحـون الممتلئة بالطعـام الشهي .. 
إبتسمت وهي تقول بخجل ممزوج بالتوتر : حمدالله على السلامه .. 
سألها بإندهـاش : ايه ده ؟ 
أجابته وهي تسير للأمام : ده أكل .. انت شايف ايه يعني ..
وصلت إلي الطاولة ، ثم وضعـت الصحـون عليها بعناية وعادت إلي المطبـخ مرة ثانية وسط ذهـول أمير الذي قال : انتي الي عملتي الأكل ده ! 
أومأت له برأسهـا وهي تخرج من المطبخ وتعود إلي الطاولة مرة ثانية لترص بقية الاطباق حيث طهت فراخ ، ومكرونة بإضافة اللحم المفروم والبشاميل .. ليتجه أميـر نحوها وقد إبتلع ريقه بشهية وهو يتطلع إلي الطعـام بإبتسامة إرتسمـت علي ثغره .. 
لتردف أروي بخجـل : أنا بصراحة حبيت أعملك مفاجأة ، قولت أنت أكيد مش بتاكل أكل بيتي .. فحبيت أعمل حاجة خفيفة كده .. 
إتسعت إبتسامته وهو يجلس علي المقعد قائلاً بمرح : بصراحة فاجئتيني جدا وأنا أصلا جعان .. تسلم ايدك لحقتي تعملي كل ده إمتي 
جلست علي المقعد المجاور له ثم قالت بابتسامة : عادي الأكل مش بياخد وقت كبير ، يلا دوق وقولي إيه رأيك  .. 
سمي أميـر بالله قبل أن يغرز الشوكة في صحـن المعكرونة ، ثم تناولهـا بفمه ليعبس بوجهه ويقول بجـدية مصطنعة : ايه ده .. 
إتسعت عيني أروي قائلة : ايه ؟! 
ضحك أمير قائلاً بمرح : جميلة جدا .. ! 
تنفست بإرتياح وهي تتابع : خضتني أوي 
ضحك ثم شرع في تناول الطعام وأخذ يلتهمه بنهـم .. مما زاد أروي سعادة وهي تتابعه بعينيها ، يتلذذ بطعامهـا الذي فعلتـه لـ أجله وكأنهـا أضافت له القليل من حبـها ليصبح له مـذاق خـاص ! 
ظلت تطلـع إليه وهو يأكل بنهم إلي أن نظر لهـا قائلاً في هدوء وهو يبتلع الطعام : بتبصيلي كده ليه 
ضحكت بخفوت وقالت : كُل علي مهلك .. 
قطب جبينه وتابع بمـزاح : هتعدي عليا اللقمة ولا إيه يا رورو 
حركت رأسها نافية وقالت : لا طبعا بألف هنا ، .. بس شكلك يجوع وأنت بتاكل أصلا وأنا مش عاوزة اأكل كتير عشان متخنش 
ضحك قائلاً من بين ضحكاته : لو تخنتي هصرف نظر عن الجواز أصلا 
إتسعت عينيها بصدمة وتابعت : ايه ، بجد 
أومأ لها وهو يلتقط الطعـام بشهية , فزفرت أروي وعبست بوجهها ، فنظر لها ليغمز قائلاً : بهـزر ، أصلي أنا بحب بقلبي يا أروي مش بعيـني .. 
نهض ما أن أنهي جملته قائلاً : الحمدلله 
نهضت أروي قائلة بتذمر : ملحقتش تاكل 
قال بهـدوء وهو يتجه إلي الحمام : أنا مكلتش في حياتي زي ما كلت النهارده ، بس أنا سريع في أكلي ، تسلم إيديكي .. 
إبتسمت بسعادة ولملمت الصحون ثم وضعتـها في المطبخ ، لتتجه إلي الحمام وقد أمسكت بالمنشفة ووقفت تنتظره حتي إنتهي من غسل يداه... 
توجه خارج المرحاض لتمد يدها له قائلة بمرح : إتفضل يا سي السيد 
ضحك ثم قال غامزاً : سي أميـر بقي .. ثم تابع بفضول : ألا قوليلي صحيح ايه حكاية أميري دي الي قولتهالي في الشركة ؟؟ 
أجابته بخجل قائلة بصوت منخفض : عشان أنت فعلا أميـري .. 
أنهت جملتـها وسارت سريعاً من أمامه ليبتسم بحب ويردد الكلمة وكأنـه يتذوقها : أميري ...

 👇

 🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

🍁🍁🍁🍁مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 
 نقدم لكم كل ما هوا حصري وجديد

جاري كتابة الفصل اترك ١٠ تعليق ليصلك الفصل 

 الجديد فور الانتهاء من كتابته ونشره

 وايضاء  اشتركو على

 قناتنا        علي التليجرام من هنا

ليصلك اشعار بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


         الفصل السابع والعشرون من هنا

 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-