CMP: AIE: رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الثاني عشر
أخر الاخبار

رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الثاني عشر


 رواية حبيبتي الكاذبة


الفصل الثاني عشر

بقلم فاطمة حمدي

(تراجع عن الإعتراف )  


إزدردت ريقها بإرتباك شديد ، وحسمت قرارها أن تعترف له الآن وفي هذه اللحظة 




حتي يستريح قلبها الذي يؤلمها وبشدة ... 




تحدثت بتلعثم : آآ ، أستاذ أمير أنا .. أنا عاوزة أعترفلك بحاجة لازم أقولك عليها دلوقتي .. 




نظر لها وقال بتساؤل : في ايه ؟؟ 



أخذ صدرها يعلو ويهبط بعنف ، وطغي الخوف علي ملامـح وجهها ، بينما قالت بخفوت : بس ممكن توعدني إنك تسامحني ومترفدنيش من الشركة ؟ 




عقد حاجباه بإستغراب ، وتابع بجدية : أرفدك !! ليه ؟ قولي في ايه يا أروي ؟؟؟ ... 



إزدردت ريقها مرة أخرى الذي جف تماما ، ثم قالت : في الحقيقة أنا ... آآ 








قاطعها رنين هاتفه ، الذي صدح عالياً فجأةً ، ليقول بنبرة جادة وهو يلتقط هاتفه : ثواني .. 

أجاب قائلاً بإشتياق : إزيك يا عمتي وحشتيني 

آتاه صوت نجاة الحنون : حبيبي وأنت كمان وحشتني أوي هموت وأشوفك يا قلب عمتك .

إبتسم أمير وقال : بعد الشر عليكي يا عمتي ، إنزلي مصر بقي كفاية كده 

أجابته نجاة : قريب جدا إن شاء الله يا أمير لازم أنزل أنا وجمال والعيال لحسن هما كمان هيتجننوا عليك .. 

ضحك ثم قال من بين ضحكاته : سلميلي عليهم أوي يا عمتي وأشوفكم علي خير إن شاء الله .. 

نجاة بإيجاب: حاضر يا حبيبي يوصل ، خد زياد معاك .. 

آتاه صوته الرجولي وهو يقول بمزاح : وحشتني يا شقيق 

ضحكة رجولية أطلقها ، ليتحدث بمرح لأول مرة تراه أروي هكذا .. 

- وأنت كمان ياعم ، ياللي ناسينا ومبتسألش .. 

شاركه زياد الضحك وهو يقول : شغل ، بص أبويا فاحتني شغل معاه بجد هلكت يخربيت كده يا جدع 

قهقه أمير بشدة ثم تابع : ياض إجمد كده أومال لو شغال تحت إيدي هتعمل ايه 

- هتشاهد علي روحي ... 

ضحكا الإثنان ، ثم قال زياد بعد ذلك بجدية : قولي بقي يا برنس ، مفيش جديد مش هنفرح فيك قريب ؟؟.. 

حرك رأسه نافياً وتابع بهدوء : لأ مش هتفرح إطمن 

- يا ساتر .. نطق بها زياد بمزاح وتابع : أنت بتعمل ايه بقي 

أمير متنهداً : أنا في العربية كُنت في مشوار وراجع الشركة .. 

زياد بتساؤل: كنت فين ؟ شكلك مقضيها في مصر 

ضحك وقال : لا والله كنت في القسم 

زياد رافعا حاجبه بإندهاش ؛: قسم !! ليه ؟؟ 

أمير ضاحكا : كنت بسجن واحد 





زياد: وفرحان كده ليه ؟ يخربيت معرفتك ، بتسجنه ليه ؟؟ 

تنهد أميـر وقال مضيقاً لعيناه : إكتشفت إنه واطي وزبالة وكان بيستغفلني وعامل نفسه صاحبي بس طلع حقير وأنا بقي الي يحاول يلعب معايا وأكتشف إنه خدعني أو كذب عليا بنسفهُ يا إبن عمتي .. ! 

إنطلقت جملته الأخيرة إلي آذني أروي ونزلت عليها كالصاعقة .. لتسعل بشدة ، وشعرت فجأة بالغثيان والرغبة في التقئ .. 

ترك أمير هاتفه وصف السيارة سريعا وهو يقول بقلق : أروي مالك في إيه ؟؟ 

إندهش زياد الذي قال : أروي مين !! أمير أمير في ايه ؟!! 

فتحت أروي باب السيارة وترجلت منها سريعاً ثم مالت بجسدها للأمام وهي تتقيئ دون وعي .. 

أسرع أمير إليها وهو يقول بقلق بالغ : فيكي ايه ، ايه حصلك يا أروي .. 

لم تجيبه بل ظلت علي هذه الحالة فما كان منه إلا أنه ربت علي ظهرها برفقٍ ويديه الأخري ترفع خصلات شعرها عن وجهها لشعوره بالإشفاق عليها ... 

بعد عدة دقائق رفعت وجهها المتعرق بشدة والدموع تُغطي وجنتيها .. 

أعطاها منديلا ورقيا فأخذته منه بيد مُرتعشة ، وأخذت تمسح حبات العرق الباردة وهي تتمني أن الأرض تنشق وتبتلعها في الحال ، شعرت بالخجل الشديد من فعلتها من المؤكد أنه شعر بالنفور منها ومن هذا المنظر المقزز بالنسبة لها ... ولكنها سمعت صوته الهادئ : قلقتيني عليكي أنتي كويسة ؟؟ 

أومأت برأسها وهي تنظر إلي الأرض ولم تجرأ علي رفع رأسها أبدا .. 

شعر أمير بما تشعر به الآن فقد علم أنها خجلت من نفسها خوفا من أن يكون إشمئز منها .. 








فتنهد قائلاً بهدوء : هو أنتي تعبانة يا أروي ؟؟ فهميني إيه الي حصل ، كُنتي كويسة من شوية 

إبتلعت ريقها وخرج صوتها مُنخفض بصعوبة : 

- أنا .. أنا لما بركب عربية لفترة طويلة بيحصلي كده .. وبيكون غصب عني أنا أسفة جدا .. أنهت جملتها لتنهمر دموعها بغزارة كـطفلة صغيرة فعلت خطأ دون قصد وتخشي العقاب .. 

لا يعرف لماذا إبتسم بهدوء فجأة ، ليردف بعدها بنبرة هادئة : 

- بتعتذري ليه دلوقتي ؟ ولا يهمك طبعا المهم إنك تكوني كويسة وعلي فكرة أنا مش بقرف متخافيش .. 

رفعت رأسها وهي تطالعه من بين دموعها ، لتري إبتسامته المُشرقة تحتل شفتيه ، لتبادله إياها وهي تمسح دموعها وقد توردت وجنتيها سريعاً .. 

فقال وهو يشير بيده إلي الجهة الأخري : تعالي نشرب عصير في الكافتيريا الي هناك دي . 

ردت بإرتباك : ملوش لزوم 

حول ملامحه للجمود سريعا وهو يقول بصوتٍ أجش : 

- لا لازم عشان تعوضي الي حصل ده .. قصدي يعني عشان تستريحي وتفصلي عن جو العربية ده .. يلا . 

سارت معه بهدوء إلي أن وصلا إلي حيث أشار وجلسا سويا بعد أن طلب أمير عصير فراولة طازج .. 

توجه النادل إليهما ثم وضع المشروب وإنصرف ، فتحدث أمير بجدية : لو مش بتحبي الفراولة أطلبلك حاجة غيره ؟ 

حركت رأسها نافية وهي تجيبه سريعا بإبتسامه : لأ بحبه ، شكرا متتعبش نفسك .. 

رفع كوب العصير أمام شفتيه ليرتشف منه بهدوء ، فظلت أروي ناظرة له بتعجب ، فسألته بفضول : ليه مش بتشرب بالشالميو وشيلته من الكوباية ! 





أجابها وهو يرفع كتفيه بلا مبالاه : عادي يعني ، أنا مبحبش الشاليمو والجو ده ، أنا إنسان طبيعي بعيدا عن شغلي أنا بحب أعمل كل حاجة بحبها حتي لو الناس شافت أن ده مش من الاتكيت والإستايل أنا مبيهمنيش .. 

إبتسمت أروي وأومأت رأسها بصمت ثم شرعت في تناول العصير .. 

آتاها صوته بعد قليل وهو يسألها بثبات : أنتي كُنتي بتقوليلي في العربية إنك هتعترفيلي بحاجة ايه هي ؟؟ 

توقفت فوراً عن إرتشاف العصير ، وإبتلعت الذي بفمها بصعوبة بالغة ، ليسألها مُجددا بجمود : 

- في ايه ومالك مش علي بعضك كده ليه ؟؟ 

أغلقت عينيها بشدة وهربت الدمـاء من عروقها ، فعقد أمير حاجباه بإستغراب شديد ، وحدث نفسه بقلق : شكلها عاملة مُصيبة ! 

آفاقت أروي علي صوته الغاضب وهو يقول : ما تنطقي بقي في ايه !!! 

فتحت عينيها وهي تقول بتوتر وتلعثم ؛ آآ أنا والله مش عارفه ده حصل إزاي ، بس ملف الصفقة بتاعة شركة *** ، الي أنت إدتهولي ده أنا مش لاقياه مش عارفه حطيته فين وأنا بصراحه دورت كتير وخايفة 

أغلق أمير عينيه وهو يتنهد بإرتياح وقال بإنفعال خفيف : 

- خضتيني يا شيخة أنا قلت أنتي قاتلة قتيل ولا حاجة ! .. عادي مش مشكلة نبقي ندور عليه بُكرة 

تنهدت أروي بإرتياح أنها لم تعترف له الآن فمن المؤكد سيغضب ويدمرها تدمير كما قال لـ زياد منذ قليل !!  

................


في مركز الشرطة .. 


لطمت كوثـر علي وجهها وهي تنظر إلي ولدها بريبة ، وتهز برأسها بعدم تصديق .. 

خرج صوتها وهي تقول : أنت كنت هتغتصب بنت فعلا يا ماجد ؟؟ إنطق إنت عملت كده فعلا 

صاح ماجد بغضب : محصلش محصلش كله كذب يا ماما صدقيني 








صرخت به قائلة بخيبة أمل : إزاي ؟؟ إزاي كذب والراجل إعترف يخربيتك ويخربيت سنينك السودة ، ده أنا مش عارفه أوري وشي للناس ازاي حرام عليك يا شيخ حرام عليك 

جلس ماجد يبكي بإنهيار شديد ، وكذلك إنهارت كوثر فإقتربت سلمي تحاول تهدئتها وهي تبكي هي الأخري .. فجرحها ليس بهين وماذا سيكون رد فعل زوجها الواقف بجانبها الآن !! 

حاول خالد تهدئة الموقف ولكن لا إستجابة فماذا تفعل كوثر الآن تترك ولدها ليأخذ جزاءه ؟ أم تأتي بمحامي ليدافع عن قذارته ؟! 







ظلت تتعالي شهقاتها وهي تقول بصوتٍ باكي متألم : أعمل إيه يارب أعمل إيه .. 

هب ماجد واقفاً وقال وهو يقترب من أمه : روحي لأمير يا ماما ، مفيش حل غير كده رحيله وخليه يتنازل أبوس ايدك أنا هضيع وهموت هنا لو مخرجتش 

دفعته كوثر وهي تقول بصرامة : موت ، موت هنا يا ماجد يلا عشان ترتاح وتريحنا خليك هنا عشان تاخد جزائك خليك يا ماجد !! 

إتسعت عينا ماجد بذهول وقال : ايه الي بتقوليه ده يا ماما ؟؟! أبوس ايدك متعمليش فيا كده أنا إبنك برضو 

أغلقت عينيها المتألمتين بشدة وبداخلها صراع يهدد بالإنفجار .. يا خيبة أملي فيك يا ولدي !! 

تركته .. تركته ورحلت قائلة له خذ جزائك لن أضلل عليك فالذي أخطأ لابد أن يُعاقب .. !! 

وبقيّ يبكي دماً علي حاله وعلي ما وصل إليه 

................


عادت كوثر إلي منزلها والهدوء الحزين يخيم في المكان ، فكان منذ قليل نفس المكان يمتلئ بهجة وسرور ولكن سرعان ما تحولا إلي حزن وغيوم 

صعدت بصحبة إبنتها وسط همزات الجيران الذين كانوا يفرحون لهم والآن يتهامزون عليهم !! إنها الحياة لا يقبي أحدا علي حاله فالكل ينتظر سقوطك ليدهسك أكثر فعلينا أن نكون صامديـن ! 

دلفوا إلي الشقة لتدلف كوثر إلي غرفتها سريعا بينما جلست سلمي تبكي بحسرة علي





 الأريكة ، ليقترب منها خالد الذي قال بهدوء : ممكن تبطلي عياط بقي يا سلمي ؟؟ يعني العياط هيفيدك بإيه دلوقتي ! 





تعالت شهقاتها المريرة ، لتقول بصوت مُنتحب : أنا مش عارفه ليه بيحصلنا كده ليه ديما فرحتنا مكسورة ! 




لف ذراعه حول كتفها وهو يقربها منه قائلاً بتنهيده : كله هيتصلح إن شاء الله يا سلمي ربنا كبير 

نظرت له بعينينِ حزنتين ، لتردف بخفوت : طلقني يا خالد ، أنا خلاص منفعكش 

إتسعت عينيه بصدمة ليردف بغضب : ايه الهبل الي بتقوليه ده يا سلمي أنتي إتجننتي ولا إيه ؟؟ 

أجهشت في البكاء مرة ثانية وهي تقول : لو مطلقتنيش دلوقتي هطلقني بعدين يا خالد كلام الناس وحش وأنت مش هتستحمل 

زفر خالد بضيق وهو يقول بحدة : ما يولعوا الناس يا سلمي ، ده أنا ما صدقت بقيتي علي ذمتي تقوليلي طمنتي أنتي إتهبلتي شكلك ، أنا مليش دعوة بأخوكي يتسجن ميتسجنش ميهمنيش أصلا ، الي يهمني أنتي وبس يا حبيبي 

تنهدت بإرتياح قليلاً ، ثم قالت بخفوت : شكرا يا خالد 

ضحك عالياً ليقول من بين ضحكاته : والله هبلة !! 

.................


وصلا أمير وأروي إلي الشركة ، فترجلا من السيارة وصعدا إلي الأعلي ، دلف لتدلف خلفه وتقول بخفوت : هو في شغل كتير ؟ 

أومأ برأسه وقال وهو يجلس : اه يا أروي ، بس ممكن تيجي بكرة بدري مفيش مشكله يعني 

رأته يفتح خزانته الخاصة فنظرت لها بدقة ، وعيناها تتجولان فيها ، وجدت بعض المستندات والنقود ، علمت أن هذا ما يريده سامـي منه .. آفاقت من شرودها حين قال بصوتٍ جوهري : اعملي حسابك بكرة معاد شركة *** فلازم تيجي بدري عشان اليوم طويل 

أومأت برأسها قائلة : تمام ، تشرب قهوة ؟ 

رد بهدوء : ماشي يا أروي .. 

خرجت من مكتبه مبتسمه بسعادة ، لقد كرر إسمها كثيراً هذه 



الأيام وأصبح يبتسم لها أيضًا ، وهذا أسعدها وبشدة ... 




أحضرت له القهوة وهي تدندن بخفوت ، سكبتها في الفنجان وإتجهت إليه مرة ثانية ،



 دلفت بعد أن طرقت الباب ، سارت خطوة واحدة حتي تعثرت 




قدميها في طرف السجادة السميكة ليسقط الفنجان من يدها وهي من فوقه ، إتسعت عيني أمير وهب واقفا راكضا إليها ،




 ثم جثي علي ركبتيه وهو يقول بصدمة : أروي !! أنتي في ايه النهاردة ... 




تألمت وهي تعتدل وقد جُرحت يداها حيث أنها إنغرزت في الفنجان المكسور .. 

أمسك يدها بذهول من الدماء التي تسيل منه بتدفق .. أخرج 




منديل ورقي سريعا من جيبه وأخذ يضغط علي الجرح برفق 



وهو يقول بجمود : بجد أنتي فظيعة في حد يعمل كده ؟؟ 




أغلقت أروي عينيها بألم وهي تقول ببكاء : معرفش ايه الي حصل أنا فجأة لقتني وقعت كده ! 

لف علي يدها منديل أخر ومن ثم جذبها لتقف علي قدميها 




قائلاً بهدوء : لازم تاخدي بالك من نفسك يلا معلش حصل خير .. 

لاتزال تبكي بألم قال هو بقلق : هي بتوجعك أوي كده ؟؟ 

أومأت برأسها وقالت : أيوة وكمان رجلي شكلها إتجزعت 




عض علي شفته وهو يقول بإندهاش : كمان ! لا ده أنتي 



إتبهدلتي أوي النهارده تعالي أوصلك بقي خلاص كده مش هتعرفي تشتغلي ..




 ثم تابع بجدية : بس بجد أنا زعلان أوي علي الي حصل ده 

رفعت أروي رأسها وقالت بتساؤل: زعلان عشاني !! 


حرك رأسه نافياً وتابع بمزاح : لأ عشان القهوة الي وقعت ...


                      الفصل الثالث عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-