CMP: AIE: رواية حبيبتي الكاذبة الفصل السادس عشر والسابع عشر
أخر الاخبار

رواية حبيبتي الكاذبة الفصل السادس عشر والسابع عشر


 رواية حبيبتي الكاذبة

الفصل السادس عشر والسابع عشر

بقلم فاطمة حمدي

(فداء بالروح ) 


أبدلت أروي ملابســها في المرحاض المُلحق بالمكتب ، نظرت إلي نفسها في المرآة وهي تبتسم برضي .. فكانت ملابس أنيقة واسعة .. مسحت وجهها من تلك المساحيق التي تملؤه بينما رفعت شعرها للأعلي علي هيئة ذيل حصان ، وتركت خصلة تنسدل بجانب جبهتها مرورا علي وجنتها فأصبحت أكثر جمالا وبراءة عن ذي قبل .. 

توجهت خارج المرحاض لتدلف خارج المكتب وتلتقي بـ أمير الذي نظر لها بإنبهار وإعجـابا واضحا في نظراته ... 

تحدث تلقائياًتلقائياً : كده أحلي بكتير .... آآ قصدي الإحترام حلو .. إتفضلي شوفي شغلك ولو جيتي باللبس ده تاني إعتبري نفسك مرفودة !! 

أنهي حديثه ودلف إلي مكتبه عابساً .. لتبتسم أروي بسعـادة وتدلف خلفه قائلة بثبات : كان ممكن ترفدني علي فكرة بدون ما تتعب نفسك وتجبلي هدوم !!! 

نظر لها بجمود ثم قال بتلعثم : هتعب علي ما ألاقي سكرتيرة تاني تفهم الشغل .. هو ده الي مخليني صابر عليكي ! غير كده كان زمانك مرفودة من زمان 

رفعت أروي أحد حاجبيها وقالت بمراوغة : أفهم من كده لو لقيت سكرتيرة غيري هتمشيني من هنا ؟؟ 

صمت لبرهة ثم قال بعد ذلك بحدة : ياريت تشوفي شغلك أنتي هترغي معايا ولا إيه ؟؟ 

عبست أروي بحرج ثم رمقته بنظرات مغتاظه وتوجهت خارج المكتب ... ليبتسم أمير ثم يضحك بخفوت ... ثم يصمت حائرا .. لماذا ؟؟ لماذا يغضب منها إلي هذا الحد ؟؟ لماذا لم يتركها ترحل من شركته ؟؟ لماذا يبتسم كثيرا هذه الأيام ! هذا ما كان يدور بداخله حتي همس قائلاً : ايه مالـك يا أميـــر !!!! 

................................


-إن شاء الله خير أنا إتطلعت علي ملف القضية وبسيطة هيخرج بكفالة وأنا هتصرف مع ناس حبايبي .. 

قالهـا المحامي بجدية... 

بينما إزدردت سلمـي ريقها وتابعت بيأس : 

- كفالة !! يعني مينفعش يخرج من غير كفالة 

المحامي نافياً : للأسف لأ 

أومأت أروي برأسها وهي تبكي ثم نهضت قائلة من بين بكاؤها : تمام .. 

خرجت من مكتبه ودموعها تنساب بغزارة من أين تأتي بالاموال لقد فرطت بأغلي ما لديها وما تملك من زوجها الحبيب الذي إذا علم من الممكن أن يتركها تلك كانت أفكارها ... 

قررت أن تبيع حلقها الذهب في سبيل أخيها مهما حدث بينهما من قبل ستقف بجانبه ليخرج من محنته حتي يرفعوا رؤسهم بين الناس ... 

بالفعل ذهبت إلي محل الذهب مُجدداً وأعطته الحلق وقلبها يبكي قبل عينيها ... 

...........


طرق كــرم باب مكتـب أروي ، لتأذن بالدخول ويدلف قائلاً في مرح : الله ايه القمر ده تعرفي إن كده أحلي من الأول ! 

إبتسـمت بمجاملة : شكرا يا أستاذ كرم 

بادلها الابتسـامـة وقال مُتساءلا : لا ده بجد ، هو أنتي غيرتي كده إزاي ؟؟ 

- اشتريت هدوم يا أستاذ كرم هو حضرتك عاوز حاجة ؟؟ 

قالتها أروي بإيجاز ونفـاذ صبر .. 

ليبتسم كرم قائلاً ؛: اه بصراحة يعني يا أنسه أروي أنا نفسـي نكون إصحاب ايه رأيك 

تنهدت أروي في ملل ، ثم نهضت قائلة : أظن من تعليمات الشركة هنا يا أستاذ كرم أن الكلام بينا يكون في حدود العمل فقط والصداقة دي تكون خارج العمل وأنا بقي معنديش أي إستعداد أصاحب حد لا خارج ولا داخل العمل .. عن إذنك 

عبس كرم بوجهه وهو يتابعها بعينيه تخرج من مكتبها .. ليقول بضيق : طب نخليها خطوبة علي طول !! 

.............. 


توجهت أروي إلي مكتب أميـر وهي تحمل قهوته التي أصبحت تعشقـها مثله .. طرقت الباب ودلفت قائلة بإبتسامة وهي تضع القهوة أمامه : القهـوة .. ! 

رفع نظره عن حاسوبه وهو يقول بجدية : مُتشكر .. 

- العفو ... قالتها أروي برقة 

لينظر لها بطرف عينه وهو يتنهد بعمقٍ ثم عاود النظر إلي الحاسوب بينما ظلت هي واقفة تتأمله دون وعيٍ منها ... 

آتاها صوته الأجش : ايه موراكيش شغل هتفضلي واقفة مكانك ولا إيه ؟؟ 

إنتبهت علي صوته ثم قالت بتلعثم : آآ لأ أنا كنت جاية أستأذن عشان أروح مش قادرة أشتغل 

- ليه ؟ .. سألها بجدية 

لتردف هي بخفوت : حساني متوترة كده 

رفع حاجبه قائلاً : حساكي ازاي ! 

أروي بغيظ : أقصد تعبانة عندي صداع ممكن أروح ؟ 

- لأ .. قالها أمير وهو يعاد النظر إلي الحاسوب 

عقدت حاجبيها وقالت بإستغراب : ليه ! 

أردف بجدية : عندنا شغل وأنا مبحبش الحورات دي لما أخلص هوصلك ... آآ قصدي هقولك تمشي .. 

تأففت أروي وهي تهز ساقها بعصبية .. 

أخرج من خزانته شريط به حبوب مسكنه ليمد يده لها قائلاً بجدية : خدي ده مسكن للصداع 

أخذته منه علي مضض وهي تقول : شكرا .. 

إتجهت صوب الباب وقبل أن تخرج سمعت صوته يُناديها ... أروي 

إلتفتت له لربما راجع نفسه وسيسمح لها بالذهاب إلا أنه قال بهدوء : سلامتــك 

عضت علي شفتيها بغيظ وخرجت سريعا من المكتب ليضحك بخفوت وهو يرتشف قهوته التي إزداد عِشقه لها حينما أعددتها هي بيدها .. 

...................


توقفت سيـارة فارهة حديثة الماركة باللون الأسمر الفخم في أحد محطات مدينة الأسكنـدرية ... 

ترجل منهـا شابا وسيما طويلا نحيفا إلي حد ما شعره بني مائل للعسلي يتماشي مع لون عينيه العسليتين الواسعتين ... 

وقف يبحث بعينيه عن شيئا ما فتنهد بإرهاق وقال بنفاذ صبر : مفيش محلات هنا يا ماهيتاب والله زهقتيني يارتني ما كُنت جبتك معايا .. 

ترجـلت ماهيتاب من السيارة والتي كانـت تشبه أخيها إلي حد كبير حيث كانت ذات بشرة بيضاء ناعمة وعينان عسليتان مرورا بشعرها البني وقوامها الممشوق .. 

أردفت بضيق : إتصرف يا زياد أنا جعانة أوي شوفلي أي حاجه تتاكل .. 

دقق زيـاد النظر فوجد شخص ما يبيع ذرة مشوية فقال بفرحة : لقيتها اهو بيبيع درة مشوي ده أنا نفسي فيها أوي 

عبست ماهيتاب وهي تقول بحنق : أنا الي جعانة يا زياد وأنت بتفكر في نفسك ؟! .. 

زياد بإيجاز : طب تعالي نشتري وإرحمي أمي بقي .. 

ضحكت ماهيتاب وأردفت قائلة : أوك .. فين أمير كان كل معانا ... 

زياد بمزاح : هانت فاضل خمستاشر محطة ونوصله .. 

ضحكت ماهيتاب وتعلقت بيد أخيها ليذهبا معا يشترا الذرة المشـوي .. 

....................


إنتهي أخيرا أميـر من عمله .. فإصطحب أروي معه التي كانت تسيـر ببطئ .. فأردف في تساؤل : أنتي تعبانة بجد ولا إيه ؟؟ 

حركت رأسها نافية وقالت : لأ بس قلبي مقبوض معرفش ليه .. 

قطب جبينه وفضل الصمت ، ودلفا إلي المصعد كلاهما .. ثم هبط بهما ، وتوجها إلي الخارج .. 

أسبقها أمير عدة خطـوات حيث ذهب إلي سيارته بينما هي تسيـر وتشعـر بالريبة لا تعرف لماذا .. 

إتسعت عينيها بشدة حينما وجدت شخصان ملثمان ضخمان يركبان علي عجلة قيادة (موتوسيكل) ... 

وجدت أحدهما يوجه سلاح صوب أميـر فلم تدري بحالها إلا وهي تصرخ عاليا وتركض نحوه بكُل ما تمتلك من سرعــة 

وصلـت إليـه بخفـة الفهد ، محتضنه إياه بكل ما أوتيت من قوة ... بينما خرجت الرصاصة من سلاح ذلك الشخص تعرف طريقهـا حيث مُستقرها ظهــر أروي ...



الفصل السابع عشر 


 (مشاعــر) 


صرخت صرخـة جعلت قلبـه ينتفض رعبـا عليها .. إتسعت عيناه علي وسعهما مذهولا مصدوما لما حدث في التو ، ترنح جسدها بين يديه جعله يرتجـف بشـدة ولكنـه حملـها بين ذراعيه بذعر وهو يُناديهـا بذهــولٍ تـام : أروي 

إزدرد ريقه بصعوبة بالغة وهو يضعها في السيارة ويديه مُغرقة بدمائـها ، ليسمع صوتها خافتا جدا : 

- هـ هموت 

حرك رأسه بعنفٍ رافضا لما تقـول .. 

لأ .. هتعيشي .. هتعيشي يا أروي .. 

ثم إستقل سيارته سريعا منطلقاً إلي أقرب مستشفي.... وسط تجمع كم كبير من موظفين الشركـة . 

كـان يقـود السيـارة بجنون وهو ينظر لها تارة وإلي الطريق تارة ، ... بينما هي غابت عن الوعي تماما كمن فقدت حياتـها . 


........................


صفعـة ... صفعة قوية هبطت علي وجه سلمـي التي سقطت علي الأريكـة من شدتها لتشهق عالياً .. بينما صاحــت كوثر بإنهيار : 

- منك لله يا سلمي منك لله أقول لخالد ايه وأمه أقولهم بنتي باعت الشبكة عشـان إبني الصايع!!!! 

تعالت شهقات سلمي وهي تقول : 

- أومال كنت أعمل إيه أسيب الناس تاكل وشنا أعمل إيه كان لازم أعمل كده وأنقذ ماجـد 

صرخت كوثر بوجهها وهي تسدد لها صفعة ثانيـة : وكده أنقذتيه ؟؟؟ وحلتي نفسك ووحلتيني معاكي وتقوليلي انقذتيه ، حرام عليكي يا شيخة هو أنا ناقصة بتعملي كده ليه ليــه .. 

أنهت كلامهـا وإنهـالت عليها مرة ثانية بالضربات دون وعيٍ منها ... لقـد إنهارت وفقدت القدرة علي التحمل أكثـر من ذلك ... لتتوقف أخيـرا وتجلس وهي تلهث باكية بمرارة وألم ينهش قلبـها المُنهك .. آتاها صوت إبنتها الباكي : أنا عملت الصـح وماجد خلاص هيخرج وهنترحم من كلام الناس يا ماما 

- ربنا ياخدكم أنتوا الاتنين وأرتاح منكم 

قالتها كوثـر وهي تنهض وتتجه إلي غرفتها 

.........................


وصـل أميـر إلي المستشفي ثم ترجل سريعـا من السيارة وإلتف إلي الباب الأخر ثم إلتقط أروي بين ذراعيه راكضاً بها إلي الداخل بكُل ما لديه من سرعة ... لتركض نحوه أحد الممرضات تتبعها زميلتها لتنقلانها علي السرير الجرار وتركضان بها إلي غرفة الطوارئ ويقف أمير خائفاً تائهاً حائراً ... ما الذي حدث ؟؟ ومن الذي يكرهُ إلي هذا الحد ، حتي يُريد قتله ... !!!!! 

ترك كل هذا عن عقله ، فهو لم يستوعب إلي الآن أنها بالفعـل فدتهُ بروحٙها !! لماذا فعلت ؟؟؟ 

سينفجر عقله... وقلبه سينقلع من مكانه إن لم تفيق أروي ويراها بخير .. وإلا إذا رحلت سترحل معه روحه ... هذا ما شعـر به أمير الذي إستند بظهره إلي الجدار من خلفه داعيا الله أن يُنجيها ويُخفف آلامهـا 

.............


وصل زيـاد إلي شركة الأميـر ، ثم تنهد بٱرهاق وهو يقول بتعب : أووف وصلنا أخيرا يا ماهيتاب    

تكلمت ماهيتاب بإرتياح : الحمدلله يلا بينا بقي 

ترجلا من السيارة ، ثم توجها إلي داخل الشركة ويران الهرجلة التي حدثت ليعقد حاجباه زياد وهو يقول بإستغراب : ايه الهرجلة دي ومالهم متجمعين كده ليه .. 

أجابته ماهيتاب وهي تمط شفتيها : مش عارفة 

تقدم زياد ليسأل أحد الموظفين : هو في ايه ؟؟ 

أجابه الموظف : سكرتيرة أستاذ أميـر إضربت بالرصاص دلوقتي قدام الشركة وهو خدها للمستشفي حالا .. ربنا معاها مسكينة !؛

إتسعت عيني زياد بصدمـة : ايه رصاص ؟؟ طب وما عرفتوش مين عمل كده ؟؟ 

حرك رأسه نافياً : للأسف لأ ملحقناش نشوف أي حاجه منعرفش ايه الي حصل احنا طلعنا نجري علي الصوت بس .. 

مسح زيـاد علي رأسه وهو يقول : يا الله ، طب هو في مستشفي ايه دلوقتي ؟؟ 

-مش عارف والله يا أستاذ 

- أنا هتصل بأمير 

أنهي حديثه وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله ليهاتف أمير لكـن دون جدوي لم يأتيه رد منه حاول مرارا وتكرارا ، لكن دون جدوى أيضاً .. ليتحدث مرة ثانية بجدية : طب أقرب مستشفي هنا للشركة إسمها ايه ؟ 

أجابه سريعا : في **** 

أومأ زياد رأسه وقال وهو يسير : يلا يا ماهيتاب تعالي 

سارت ماهيتاب مع شقيقها وهي تقول متنهدة : الحمدلله إن أمير مش جراله حاجة 

إستقلا السيارة مرة ثانية وإنطلق بها زيـاد ... 

.......................


ركض أميـر نحو الممرضة التي خرجت تركض ليقول بلهفة : في ايه ؟؟ طمنيني عليها أرجوكي 

تحدثت سريعاً وهي تقول : إحنا محتاجين نقل دم فوراً بندور علي نفس الفصيلة ! 

سألها عن فصيلتها فوجد أنها لم تكن نفس فصيلته فقال بأعصاب مشدودة : طيب إتصرفوا إعملوا أي حاجه ! 

- بندرو يا أستاذ إهدي شوية ! 

قالتها بجدية لتتحرك سريعاً من أمامه 

لكم هو الحائط بقوة فـ يريد أن ينقذها بـأي وسيلة ... 


في الأسفل .. 

صف زياد سيارته وترجل منها علي عجالة ، وكذلك فعلت ماهيتاب ... لتقول صائحه : زياد هي دي عربية أمير يبقي هما في المستشفي دي 

- طب تعالي 

قالها زياد بإيجاز وهو يدلف إلي المستشفي ، ثم الإستقبال ليسألهم عـنهما .. ليجيبه موظف الإستقبال ويخبره أنهما في الطابق الثاني .. فأخذ شقيقته وصعد في المصعد ليتوقف ويخرجا منه وما أن خرجا حتي وجدا أمير يجلس واضعا وجهه بين كفيه لم يشعر بمن حوله ..  إقترب زياد منه قائلاً بٱشتياق : أمير .. 

رفع أمير رأسه للأعلي لينهض قائلاً بعدم تصديق : زياد !!! 

لم يمهله زياد فرصة حيث عانقه بقوة سنتان لم يراه فيهمـا .. وكذلك فعل أمير وكأنه وجد نصفه الآخر وسند يأخذ بيده في هذه المحنة ... طال عناقهما حتي إبتعد زياد مبتسماً : وحشتني يا صاحبي ... ثم تابع بجدية : ايه الي حصل يا أمير طمني 

كاد أن يتحدث فقاطعته ماهيتاب بعتـاب : معقوله مش هتسلم عليا يا أمير .. 

إنتبه أمير لها ثم إبتسم ببهتان وقال : إزيك يا ماهيتاب معلش أعذريني أنا مش مركز خالص .. 

إبتسمت له وقالت : ولا يهمك .. 

سأله زياد مجددا : هو في إيه يا أمير ، إحنا رحنالك الشركة ، وعرفنا الي حصل ، مين دول الي ضربوا السكرتيرة بالرصاص .. 

حرك رأسه بضياع : معرفش يا زياد معرفش أي حاجه أنا هتجنن ملحقتش أشوف أي حد 

زياد مستفسرا : طب انت عملت بلاغ ولا لسه 

أمير مجيبا : لا لسه ، المهم عندي تقوم بالسلامة 

قطبت ماهيتاب حاجبيها بإستغراب لهذه الحالة ولهفته الزائدة .. كل هذا للسكرتيرة !!! 

عادت الممرضة مرة ثانية وهي تقول لاهثة : للأسف مش لاقيين في المستشفي خالص يا أستاذ نفس الفصيلة لازم حضرتك تشوف أي حد من مستشفي تانية 

تحدث زياد سريعا : هي فصيلة دمها ايه ؟؟ 

أخبرته الممرضة ، ليقول : أنا نفس الفصيلة ، ومستعد أتبرعلها .. 

تنهد أمير بإرتياح وهو يغلق عينيه بإرهاق ، لتقول الممرضة بإيجاز : طب إتفضل معايا بسرعة يا أستاذ 

سار معها زياد سريعا ليجلس أمير كمان كان ضائعاً 

..............

حاولت سهيلة الإتصال علي شقيقتها كثيرا منذ اكثر من ساعتان ولكن لم يأتيها رد لينتابها القلق وتخرج من المنزل لتبحث عنها ، ربما فعل سامي لها شيئا أو إكتشف أمير كذبتها ، ربما وقعت شقيقتها في فخ أحد البشر كما تقع دائما .. دعت الله أن تكون شقيقتها بخير ، فعزمت علي الذهاب لشركة الأميـر ... 

بالفعل بعد ما يُقارب النصف ساعة وصلت إلى هُناك ، لتنصدم صدمة جلية حين عرفت الذي حدث لشقيقتها ، لطمت علي وجهها عدة مرات وهي تبكي عالياً .. 

ليتوجه كرم إليها قائلاً بإطمئنان : أن شاء الله هتبقي بخير تعالي نروحلهم المستشفي 

أومأت سهيلة قائلة من بين بكاؤها : وصلني لأختي بسرعة الله يخليك 

أخذها كرم وتوجها للخارج ليذهبا إلي المستشفي .. 

...............


-خير يا حبيبتي في إيه ؟؟ 

قالها خالـد مُتسائلاً بهـدوء وهو ينظر إلي سلمي 

فركـت سلمي كلتي يديها بتوتر بالغ لتتابع بخوف : إوعدني إنك متسبنيش يا خالد 

عقد خالد ما بين حاجباه بإستغراب وهو يتابع مرددا : في ايه يا سلمي قلقتيني مالك مش علي بعضك ليه ! 

ترقرقت العبرات في عينيها وهي تُطالعه بنظراتٍ لم يفهمها لكنها أصابت الفضول والقلق داخله ... فأردف بجدية : في ايه يا سلمي ! 

إزدردت ريقها وأغلقت عينيها بألم ثم قالت مُتلعثمة : آآ ... أنـ أنا بعت الشبكة يا خالد 

لم يستوعب ما قالتـه فصمت ... صمت طويلاً إلي أن فتحت عينيها مرة ثانية وهي تبتعد للخلف بخوف .. 

تأملـها بنظرات غاضبة ليردف بإختناق : ليه ؟؟ 

لم تجيبه بل ظلت صامته تطلع إليه ودموعها تنساب دمعة تلو الأخري .. 

جذبها من ذراعهـا بعصبية : ليه .. ردي عليا ليه بعتيها ، ردي عليا ليه !!!! 

خرج صوتها مُتقطع : عـ عشان قومت محامي لماجد ... مكنش قدامي حل تاني .. 

إتسعت عينيه بصدمة .. هز رأسه بعدم تصديق !! ليقول وهو يشعر بوخزه في قلبه : بعتيني !! .. لدرجة دي أنا ولا حاجة عندك .. بعتي الشبكة الي طفحت الدم فيها الي اشتغلت ليل مع نهار عشان احوش تمنها وأجبهالك راحة بكل سهولة تبعيها وعشان مين .. عشان أخوكي الصايع !!!! 

أطرقت سلمـي رأسها بخزي فهو مُحق بكل كلمة يتفوه بها ... حاولت أن تلمسـه ولكنه أبعدهـا عنه بعنف وهو يقول بحدة : إبعـدي ! 

ساد صمت قاتل بينهما إنهارت مشاعرهما ... تألم خالد وهو ينظر لها بعتـاب ، لقد خزلته وبشدة .. 

شق ذلك الصمـت وهو يقول بصرامة : من اللحظة دي أنتي من طريق وأنا من طريق يا سلمي ! .. 

إتسعت عينيها وهي تقول بصدمة : ايه !! 

نظر لها نظرة كفيـلة لتضاعف الندم الذي بداخلها ، حتي تحدث بنفس الصرامة : الي سمعتيه وهطلقك يا سلمي ..  

أنهي جملته وصعد راكضا إلي الأعلي لتنهار سلمي باكية وتلعـن حظها وأخيها معا..  !!! 

...................


وصلت سهيلة إلي المستشفي بصحبة كـرم ، ثم صعدا للإعلي بعد إستعلامهما أنهم في الطابق الثاني ... ركضت سهيلة نحوهم وهي تهتف قائلة ببكاء : فين أختي ، أروي فين 

نظر لها أمير متساءلا : هي أروي أختك ! 

أومأت برأسها وهي تقول : أيوة طمني عليها هي فين ؟؟ 

أجابها بهدوء : في العمليات جوه لسه بينقلوا ليها دم .. 

خرج زيـاد من الغرفة الملاصقة ، فقال بإطمئنان : أن شاء الله هتبقي كويسة 

أسرعت سهيلة تقول : هي فاقت ولا إيه أرجوكم حد يطمني 

نظر لها زياد بفضول ... فهو لم يعرفها ولم تكن حاضرة ... فأجابه أمير بخفوت : أختها 

أومأ زياد وقال : مش عارف دلوقتي يخرج الدكتور ويطمنا إهدي إن شاء الله خير .. 

جلست تبكي بحسرة علي حال شقيقتها .... حتي مرت ساعة ... ساعتان .. ولا يوجد أي خبر عن أروي .. مما زاد الجميع قلق ..


                الفصل الثامن عشر من هنا

ونرشح لكم او ابحث من جوجل باسم الرواية التى
تود قراتها علي مدونة كرنفال الرويات







تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-