CMP: AIE: رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الحادي عشر
أخر الاخبار

رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الحادي عشر


 رواية حبيبتي الكاذبة


الفصل الحادي عشر 

بقلم فاطمة حمدي

(فرحة لم تكتمل ) 


أسرع ماجـد إلي غرفتـه ، دون أن يجيب كوثــر علي سؤالها ، فإتجهت خلفه قائلة بصرامة : 



- ما ترد عليا يا بني مين عمل فيك كده ؟؟.. 

زفـر ماجد وهو يجلس علي طرف الفراش ثم قال بعصبية : ولا حاجة إتخانقت مع واحد في الشغل .. 





لطمت كوثـر علي صدرها وقد إتسعت عينيها : يا خبر !! مين ؟ مين الي عمل فيك كده تعالي نعمل محضر في القسم ..




 

صاح بها ماجد وهو يقول بنفاذ صبر : سبيني بقي سبيني في حالي .. ! 




إتجهت سلمــي إلي أمها ، ثم قالت بضيق : تعالي يا ماما نخرج عشان الناس وسبيه بقي ، ده واحد مش فالح غير في المشاكل أصلا .. 




حدجها ماجد بنظرات نارية ، وهو يقول بحدة : أخرسي يابت أنتي أنا مش ناقصك ! 

أخذت كوثر إبنتها وخرجتا بهدوء ، حتي لا تفعل ما يحمد عُقباه مع ولدها ... 

......................


توجهت أروي خارج المرحاض بعد أن عدلت من هيئتها وهندمت شعرها الذي تبعثر .. 

نظر لها أميـر وقال بجدية : خلاص جاهزة 

أومأت له وهي تتلفت حولها ، مُتعجبة لهذا السكون والهدوء ، فأين أهله هل يعيش بمفرده !! 

سألته بحذر : 

- إحم ، هو أنت عايش لوحدك هنا ؟ 

أومأ لها بصمت ، وهو يضع يديه في جيب بنطاله ، فسألته مُجدداً : 

- و فين أهلك .. 

طال صمته وهو يتنهد بضيق طغي علي ملامـح وجهه ، فإزدردت هي ريقها بتوتـر وتابعت : 

- أسفة إني تطفلت عليك .. 

أجابها مردفاً : 

- ماتوا ، ماتوا من زمان وأنا عايش لوحدي هنا 

ظهـر الحزن علي ملامحها ، وتعاطفت معه فقالت بنبرة حزينه : الله يرحمهم ويغفر ليهم .. 

أمير بهدوء : أمين ... ثم إستأنف حديثه .. 

- يلا عشان أوصلك !

إزدردت ريقها وهي تتابع : لأ ، ملوش لزوم أنا هروح عشان ... 

قاطعها بصرامة مُخيفة : أنا مش هوصلك عشان سواد عيونك علي فكرة !! هوصلك لان الوقت إتأخر جدا ورجولتي بتجبرني أعمل كده يلا إتفضلي .. ! 

إتسعت عينيها بدهشة ، ثم سارت أمامه وهي تحدث ذاتها : 

- هو إزاي بيكلمني كده ده !! فاكر نفسه إيه .. 

رفع أمير أحد حاجبيه وتابع بجدية : بتقولي ايه ؟؟ 

حركت رأسها نافية : لا مش بقول .. 

هبطا الدرج معا ، ثم إستقلا سيارته ، وقادها اميـر منطلقاً بها ... 

تفاجأت أروي بهاتفها يرن ، فإلتقطه وأصابتها الرجفة حين رأت رقم سامي يضئ بالشاشة ، فسقط الهاتف من يديها فوراً .. 

لاحظ أميـر إرتباكها المفاجئ فعقد ما بين حاجباه وراح يسألها بصوته الأجش : 

- في إيه مالك ؟؟ 

إنحنت بجسدها وإلتقطت الهاتف بيدها ، ثم إعتدلت في جلستها وقالت بثبات مُصطنع : 

- مفيش حاجة ، أصلي بدوخ فجأة كده والموبايل وقع مني غصب عني .. 

تنهد أميـر وإنتبه لقيادة السيارة ، بينما وضعت أروي هاتفها علي الصامت ، وأخذ تتنفس بعمقٍ .. 

هتفت بخجل وإرتباك : آآ ، كنت عاوزة أشكرك علي الي عملته معايا وأسفة إني شكيت فيك أنت 

نظر لها ثم قال بهـدوء : حصل خير ، المهم بعد كده تنتبهي لنفسك 

أومأت له قائلة : إن شاء الله ، هو أنت إزاي عرفت إني هناك في الشقة أصلا ؟؟ .. 

كـز علي أسنانه بغيـظ ، ثم تابع وهو عاقدا لحاجباه : أومال أنا كُنت بحكيلك إيه فوق !!!!! 

إبتلعت أروي ريقها بصعوبة وتابعت بحذر : أيوة أيوة معلش نسيت 

مسح أمير علي وجهه بكف يده وهو يقول في نفسه: مجنونة دي شكلها !! 

ساد الصمت للحظات ، ثم قطعه أميـر عندما قال بنبرة جادة : 

- إعملي حسابك بكرة هتروحي تعملي محضر تعدي في القسم .. 

أروي بخوف : قسم .. 

أومأ لها أمير وقال بجمود : متخافيش أنا هاجي وهشهد معاكي كمان ، لازم تاخدي حقك والي غلط يتربي ولا أنتي ايه رأيك ؟؟ 

ردت بإرتباك : ها ، اه اه طبعا 

وصل أخيرا إلي منزلها ، ثم قامت أروي بشكره وترجلت من السيارة ، في حين هتف أمير : 

- أروي ! 

إلتفت له ناظرة إليه بإبتسامة ، تنهد وقال بثبات : سوري علي القلم الي خدتيه ، مش متعود أضرب اي واحدة بس أنتي الي نرفزتيني .. 

أومأت رأسها بهـدوء ، ثم قالت بنبرة هادئة : حصل خير .. عن إذنك ، ثم دلفت من مدخل البناية صاعدة إلي الأعلي ، بينما قاد أميـر سيارته منطلقاً بها إلي منزله مرة أخري ..  

..........


ما إن صعدت أروي ، وفتحت هاتفها ، رن مجدداً ، فأجابت قائلة بتأفف : نعم خير ؟ 

سامي بتهكم : إيه الي نعم ؟؟ ها وصلتي لأيه !! 

زفرت أروي وتابعت بحنق : موصلتش لحاجة هو أنا لحقت أصلا .. 

تابع سامي بحدة : أنا معاكي للأخر ، وخليكي حطاني في دماغك أحسن .. وإفتكري إن حياتك كلها في إيدي ! 

إنفعلت أروي : الموضوع ده هياخد وقت كبير وكبير أوي كمان ، فياريت متتصلش بيا أبدا غير لما أنا أكلمك تمام ؟! ... 

لم تمهلهه فرصة حتي أغلقت الهاتف وهي تلعن اليوم الذي رأته فيه .. ! 

.............


في اليوم التالي .. 


حيث كان عقـد قران سلمـي وخالد اللذان كانا فرحان بشدة .. 

كانت ترتدي فستانا رقيق بلون السماء الصافية أزادته جمالا حين إنسدلت طرحة بنفس اللون عليه ، ووضعت لها خبيرة التجميل لمسات رقيقة فأصبحت كالاميرة ، كذلك كان خالد يتألق في بذلته الرمادية .. التي أزادته إشراق .. 

تعالت الزغاريد حين قال المأذون بعد أن أتم مراسم عقد القران"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" 

تهللت أسارير خالــد الذي إحتضنها بفرحة عارمة وهو يحمد ربه سراً علي تحقيق ما تمني .. 

خٙجلت سلمـي فأغلقت عينيها بسعادةٍ صعب أن توصف .. 

أقبلت عليها كوثـر وعانقتها بشدة والفرحة تغمر قلبها وعينيها تتلألأن بالعبرات ، فها هي إبنتها الصغيرة أصبحت عروس جميلة .. 

بادلت سلمـي والدتها المشاعر ، وعينيها تلمعتان بدموع الفرح .. 

وكذلك فعلت نعمة ، وبقية الجيران .. 

بينما كان يجلس ماجد علي مضض غير مبالي بما يحدث ، لم يكلف نفسه لتهنئة شقيقته الصغري ولم يفكر بها من الأساس ، فحضوره ما هو إلا مظهر فقط حتي لا يتهامسون الناس عليه .. 


وسط هذه الفرحــة العارمــة ، تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن ، حيث دلف ضابط وقور ومن معه شخصان من أفراد العساكر .. 

وقفت فجأة الموسيقي الشعبية ، ليسود صمت قاتل مُخيف في أرجاء المنزل وتتساءل الوجه ما الذي يحدث ؟؟... 

هب ماجد واقفاً وكأنه شعر أنه هو الهدف المطلوب ، إبتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو يُطالع الضابط ومن معه بنظرات خائفة .. 

تحدث الضابط بصوته الجوهري : ده بيت ماجد عبد السلام ؟؟!!! 

إتسعت عيني كوثر التي قالت بخوف شديد : آآ أيوة ، ده إبني أهو ، هو عمل ايه ؟؟ 

وجه الضابط بصره إلي ماجد ، ثم رمقه بإستحقار وهو يقول بصرامة : 

- إبنك مُتهم في قضية خطف وشروع في جريمة إغتصاب .. ثم أشار بيده لأفراد العساكر اللذان معه فتحركا مسرعان ، وأمسكا به ، ليقول ماجد بصياح : أنا معملتش حاجة والله ما عملت حاجة 

بينما صرخت كوثـر وهي تركض خلف ولدها قائلة من بين صراخها : ماجد ، لا إبني لا يمكن يعمل كده أكيد في حاجة غلط ، ماجد ... ماجد ..! 

لم يصغوا لها ولا لصراخ وصياح ماجد ، بل أدخلوه بعنف في صندوق السيارة الخلفي وإنطلقوا بالسيارة تاركين خلفهم أم تبكي وفتاة إنكسرت فرحتها وهمسات الجيران يتهامزون عليهم ، فتبا لذلك إبن وأخ !!!! 

....................


في مركز الشرطة ... 


جلس الضابط ، وجلس أمير قبالته وأمامه أروي ، بينما دلف العسكري ودفع ماجد بقوة حتي كاد أن يهبط أرضا ولكنه تماسك وإنتصب في وقفته .. 

تحدث الضابط بصوت حاد بعض الشئ : 

- ما قولك يا ماجد في التهمة المنسوبة ليك ؟؟ 

إبتلع ماجد ريقه وهو يوزع أنظاره بين أروي وأميــر ، فقال بتوتر وخوف : 

- أنا معرفش حاجه وتهمة إيه ، أنا معملتش حاجة !! 

تنهد الضابط وراح يستند بمرفقيه علي سطح المكتب ، ثم قال بغضب دفين : 

- تهمة خطف وإغتصاب يا ماجد ، مش دي أروي الي بعت واحد خدرها وجبهالك علي شقة **** ، ولا أنا بكذب ؟؟ 

حرك أمير رأسه نافياً وقال بإنكار : لأ محصلش دول بيتبلوا عليا !! 

ضحك أميـر بسخرية ، وتابع بحدة : بنتبلي عليك ؟؟ لا داعي للإنكار يا صاحبي هي القضية لبساك لبساك ، متتعبش نفسك ! 

كز ماجد علي أسنانه وتابع بغضب : أنت تعمل فيا كده يا أمير ؟؟ 

لم يُجيبه أميـر ، بل رمقه بإستحقار ، فتابع الضابط وهو يُنادي علي العسكري الذي دلف ومن معه ذاك الرجل الذي خدر أروي حينها .. 




صُدم ماجد حين وجده أمامه ، فنظر له بتحذير ولكن لم تنجح تلك النظرات ، حيث قال الضابط بصوتٍ جوهري : قول علي الي حصل عشان ماجد يصدق يلا ! وإياك تغير حرف من الي قولته !! 

إبتلع الرجل ريقه وتابع بخوف وإرتباك شديدين : 

- ه هو إتفق معايا إني أخدر الآنسه وأوديهالوا علي الشقة وإداني فلوس وهو الي إداني المُخدر ده 

الضابط ساخراً : إيه رأيك يا ماجد أفندي ؟؟ 

صمت ماجد قليلاً فلقد سقط دون أن يُسمي عليه أحد وسيعاقب علي جريمته الآن .. 

لكنه جاهد في الإنكار حين قال : ده كذاب أكيد حد إداله فلوس عشان ينتقم مني .. 

أمسك الضابط بالهاتف الموضوع أمامه ثم قال بجدية وهو يرفعه أمام وجهه : والموبايل ده مش بتاعك برضو ؟؟ والرقم ده الي أنت أخر واحد مكلمه مش رقم الراجل ده ؟؟ 

أغلـق ماجد عينيه بشدة ، فـ لا مفر لقد ثبتت عليه من جميع الإتجاهات .. فكيف سينكر الآن ؟؟! 

نهض أمير من مقعده وإتجه إليه ، ثم وضع كلتي يديه في جيب بنطاله ، وقال بصوتٍ أجش : 

كل السنين دي وأنت مغفلني يا ماجد ؟ .. مكنتش أعرف إنك **** أوي كده ، قولتك هدوس




 علي الصداقة برجليا ! بس أنت مصدقتنيش ، أنت غلطت وهتتربي يا ماجد ، هو ده المكان الي لازم تكون فيه دلوقتي ، بس يارب تتربي .. ! 

أشار أميــر بيده لـ أروي ، التي هبت واقفة مُتجهه إليه فقال بهدوء : يلا إخرجي ..





 توجهت أروي بحذر إلي الخارج ، بينما وقف أمير قبل أن يتجه إلي الآخر وهو ينظر إلي ماجد .. 

- سلام يا ... يا صاحبي !! 




نطق بها ساخرا ، ثم إتجه إلي الخارج وإنصرف بصحبة أروي تاركا خلفه ماجد يكاد يموت غيظا !!! 


إستقل أميـر سيارته وجواره أروي ، ثم أدار المُحرك وإنطلق بالسيارة .. 

ساد الصمت بينهما طويلاً .. 

شردت أروي بذهنا ، فهل يوجد أحد بهذه الرجولة الطاغية الآن ؟؟ أنه مثال مُشرف للشاب




 المصري الشرقي .. هكذا كان ذلك يدور برأسها فإزدادت إعجابا وإنبهارا به ، وكلما تذكرت كذبتها عليه كُلما عاتبت نفسها وبشدة ، 



فكيف لي أن أفعل ذلك بمن نقذني وحماني ، لابد أن أعترف وليكن ما يكن ساقول كل شئ الآن ...


                     الفصل الثاني عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-