#نار_وهدان
الفصل الثانى والثالث والثلاثون
........
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
فجأة نجد نفسنا نطير وكأن لنا جناحين وهذين الجناحين ليسا سوى الحب ولكن من لم ينتبه لنفسه فكما طار فجأة يقع فجأة وحينها ستكسر رقبته، فطر وارتق عاليا حسب ثقتك بالجناحين وإن لم تكن واثقا فلا تتجرأ بالتحليق بعيدا.
ولج وهدان إلى قمر في غرفتها فوجدها على حالتها تلك منذ الأمس تحاوط قدميها بذراعيها ومنكسة الرأس تبكي دون توقف والطعام بجانبها لم تلمس منه شيئا .
رق قلبه لها للحظات ولكنه حاول التماسك فردد قائلا ...لسّاكِ هتبكي يا قمر وليه مكلتيش حاچة ؟
فرفعت قمر رأسها قائلة بإنكسار ...ومين ليه نفس ياكل بعد اللي عملته فيا وفي چوزي اللي عحبه ؟
فضحك وهدان بسخرية قائلا ...عتحبيه !
طيب مفكرتيش هو عيحبك كومان كيف معتحبيه ولا عيضحك عليكِ عشان ياخد من وراكِ فلوس يصرف بيها على حبيبة قلبه البت التلميذة اللي هتدرس معاه في الكلية .
رمقته قمر بنظرة غاضبة غير مصدقة قائلة بحدة... ودي تمثيلية چديدة عشان تخليني أكرهه صوح .
أنت كداب يا وهدان ، أنا واثقة زين من چوزى وخابرة إنه عيحبني كيف محبه ويمكن أكتر كومان .
وهدان ...أنا خابر إنك مش هتصدچي غير لما تسمعي منه بنفسك .
قمر بإنفعال ...لا حتى لو چال مش هصدچ عشان أكيد أنت اللي چبرته يچول إكده .
وهدان...اللي چبره مش أنا ، اللي چبره الفلوس اللي أول
ما شافها نسي كل حاچة وأولهم أنتِ ومفتكرش غير نفسه والبت اللي عيحبها .
قمر بنفي...لأ لأ أسامة عيحبني وميعملش إكده .
وهدان ...المية تكدب الغطاس ، تعالي بنفسك اسمعيه .
ارتجفت قمر خوفا من صحة كلام وهدان وقامت من فراشها بثقل وشعرت بالدوار حتى كادت أن تسقط فأسرع لها وهدان ليسندها قليلا حتى استطاعت الوقوف بمفردها ومشت خطواتها بثقل نحو قبو الفيلا، ودموعها على وجنتيها ، لتتسع عينيها عندما. رأت أسامة يضحك بملء فمه ويغني وكأن شيئا لم يكن .
همس له زين بدون أن تسمع قمر...أهي دي مراتك يا أسامة ، فهمت هتقولها ايه ؟
أسامة ...آه ، بس دي حلوة أوي .
ضم زين شفتيه بغيظ ...آه بس اللي عتحبها أحلى .
أسامة ...خلاص بدال التانية أحلى ، ندي دي استمارة ستة ثم ضحك بصوت عالٍ جعل قلب قمر ينتفض
فصرخت... أسااااااااامة أنت إيه اللي بتعمله ده ؟ عمال تضحك وتغني ولا كأن حاجة حوصلت وأنا اللي عينيا منشفتش من الدموع ولا بطني داقت الزاد من أمبارح من كتر خوفي وقلقي عليك .
أسامة ..بتعيطي عليا أنا يا حلوة ليه ؟
قمر بحدة...أنت بتحدتت كده ليه ؟
وكيف مش خابر ببكي ليه ؟
أنت مالك يا أسامة ؟
أسامة...مليش أنا زي الفل وعشرة أهو ، وخلاص قبضت الفلوس وهروح أچوز اللي بحبها وأنتِ خلاص وقتك معايا إنتهى يا حلوة .
وصح نسيت أقولك ...أنتِ طااالق ، طاالق ، طااالق بالتلاتة .
صرخت قمر ...لااااااااا مش معچول ، أكون اتخدعت فيك للدرچاتي ، مش معچول تطلع كداب وخاين .
وأنا اللي استمأنتك على چلبي ونفسي ، فتبعني في لحظة
يا أسامة .
ثم أجهشت بالبكاء مرددة...خسارة فيك كل لحظة عدت وأنا بحبك .
آااااااه يا حرچ چلبي ،منك لله ، منك لله .
وهدان بنظرة انتصار ماكرة...ها صدچتي يا قمر؟ .
فنظرت له قمر بإنكسار مرددة ...صدچت يا خوي.
لتصرخ مرة أخرى ...آااااااااااه يا چلبي .
ثم أغشي عليها من الصدمة ، فصرخ زين ...قمر قمر .
أسرع لها وهدان مرددا ...آه يا بت أبوي ،مكنتش أعرف أنك عتحبيه چوي أكده ، بس خلاص كان لازم يحصل إكده ،وشوية وهتنسي .
ثم حملها بين يديه وصعد بها إلى غرفتها وصعد وراءه زين .
زين ...ملها حوصلها إيه بس ؟
وهدان ...يعني مش خابر يا طور ؟
أكيد انصدمت ومچدرتش تستحمل ووچعت من طولها، هات بسرعة إزازة الريحة دي نطس شوية في منخيرها هتصحى .
فأسرع زين وأحضرها له لينثر وهدان على أنفها وتفتح قمر عينيها ببطىء لتعود لصراخهل مرة أخرى وتقوم من فراشها بسرعة متجهة إلى الشرفة قاصدة إلقاء نفسها .
اتسعت عيني وهدان وزين خوفا وفزعا...ولحقا بها في آخر لحظة ودفعوها للداخل مرة أخرى .
قمر...سيبوني ، أنا عايزة أموت .
وهدان ...أنتِ اتچننتي يا قمر ،هتموتي نفسك عشان ابن البواب ده .
فضحكت قمر بهيسترية واقتربت من وهدان وداعبت وجهه بيديها مردفة...وأنت اسمك إيه بچا يا مسمسم أنت!؟.
ففح وهدان فمه ببلاهة مندهشا ثم أردف...أسمي إيه ؟؟
ومسمسم ؟
لا أنتِ شكلك اتچننتى رسمي !!
زين ...مالك بس يا قمر ؟
فالتفت له قمر لتصفعه على وجهه بقوة مردفة...أسكت يا ولد متعليش صوتك عليه تاني ، أنا أمك .
زين بإندهاش ...إيه ؟ أمي ؟ كيف؟ .
أخذت قمر تركض في الغرفة يمينا ويساراثم جلست على الأرض تبكي .
فنظر لها وهدان بقهر قائلا بغصة مريرة...البت شكلها عچلها طار يا زين .
روح هتلي دكتور بسرعة ، چبل متعمل في نفسها حاچة
زين متوترا ...حاضر، طيب والزفت الچطران اللي تحت ده هنعمل فيه إيه ؟؟
وهدان ...خده معاك على سكتك ونزله چدام بيته ومسكه الشنطة اللي فيها الفلوس .
وخبط على بابهم وامشي چبل ميفتحوا .
وبعدين اچري هات الدكتور وتعال وأنا أهو چاعد چمبها لغاية متيچي .
زين ...حاضر ، حاضر هچرى أهو بسرعة .
أسرع زين لفعل ماطلبه وهدان ، في البداية ذهب للقبو واصطحب أسامة الذي مازال عقله في عالم آخر لكنه أراد معرفة سبب مسك زين له وسحبه معه...إيه يا عم مسكني من دراعي ليه كده ؟.
زين ...هوديك عند أمك يا حبيبي .
أسامة...لا أنا مش عايز أروح لأمي ، أنا عايز أروح عند البت اللي قولت عليها هحبها ومعايا الفلوس أهي عشان أچوزها .
زين...يخربيتك ، ده أنت مصدچت ، أچوله إيه ده ؟
آه بص يا عم أسامة ، أنت هتروح لأمك الأول وبعدين تخدها وتروح تطلب البنت اللي عتحبها، عشان أبوها أكيد هيسألك فين أهلك ؟
فضحك أسامة مردفا...آه أيون صح كده، يلا بينا نروح عند أمي .
فاصطحبه وهدان لمنزله ورن جرس الباب ثم تركه مسرعا إلى السيارة متوجها للطبيب،وكانت لحظتها أم أسامة متقلقة لغياب ابنها وكأن قلبها أنبأها بكربته كانت ترجوا الله ...يارب يكون أسامة اللي بيرن الجرس ده ، عشان وحشني أوي ، من ساعة ما اشتغل بدل أبوه ومبقتش أشوفه كتير وبيبات كمان في الشغل .
ثم أسرعت للباب وفتحته لتجده أمامها ، فيتهلل وجهها فرحا...أسامة ابني حبيبي ، وحشتني أوي أوي .
ثم أخذته بين أحضانها ، لينعم بدفء صدرها ولكنه ابتعد عنها مردفا...أنتِ أمي ؟
تجهم وجه والدته قائلة...أنت نسيت أمك ولا إيه يا ضنايا ، أنت مش عارفني.
ولا أكيد بتهزر مانا عرفاك صاحب نكتة .
خش يا ولد وبطلع دلع ، آه أمك اللي بتغلِّبها .
وإعمل حسابك من النهاردة خلاص مفيش شغل تاني،أبوك خف وبقا زي الفل ، وهيروح هو الشغل وأنت بقا تشوف مذاكرتك .
أسامة...لا مذاكرة إيه ؟ أنا عايز أتجوز .
ويلا إلبسي عشان نروح نخطب اللي بنت اللي بحبها .
ثم أمسك حقيبة المال وأفرغها على المنضدة قائلا ...وأهي فلوس كتير أوي عشان أجوز .
ضربت والدة أسامة على صدرها بإحدى كفيها قائلة بصدمة...إيه الفلوس دي كلها يا ولا ، أنت سرقت صاحب الشغل ولا إيه ؟
وبتحب مين وبتتنيل إيه بس وأنت لسه مخلصتش كلية ؟
يا خيبة أملي فيك يا أسامة .
تعال يا حاج شوف ابنك واللي بيعمله .
فجاء مهران على صوت زوجته وتفاجأ بالمال على المنضدة قائلا ...إيه الفلوس دي جت منين؟؟
والدة أسامة... ده ابنك داخل بيها وبيقول هجوز بيها .
رمقه والده بنظرة حارقة قائلا...أنت جبت الفلوس دي منين يا أسامة ؟
حرك أسامة كتفيه ببرود قائلا...وأنت مالك ؟
المهم هروح أجوز اللي بحبها .
فرفع والداه كفه ليصفعه على وجهه مردفا....أنت بتقولي
يا كلب وأنت مالك ومش محترم أبوك اللي رباك .
ولكن صرخت والدته قائلة ...لا يا حاج مش كده ، الموضوع ميتحلش بالضرب .
لازم بالسياسة ،نتكلم ونفهم هو ماله ؟
أسامة دي مش أخلاقه أبداً ، أنا حاسه الواد فيه حاجة مش طبيعية .
بكى أسامة كالأطفال قائلا ...أنتوا ناس وحشين وبتزعقولي ، أنا هاخد الفلوس وأمشي .
فنظر مهران إلى زوجته نظرة صدمة هاتفا...الواد بيتكلم زي العيال ، الواد حصله إيه ؟؟
فبكت والداته...مش بقولك الواد مش طبيعي خالص .
إيه اللي حصلك بس يا ضنايا ؟
متتصل يا حاج بالباشا اللي بتشتغل عنده وتشوف حصل إيه ؟
وإيه حكاية الفلوس دي ؟
اقتنع مهران بكلام زوجته فاتصل بوهدان ولكن الأخير ثار وهدر بقوله ...أنا مش فيچلك أنت وولدك ؟
معرفش حاچة عنه وياريت مشوفش وشه تاني عندى ولا أنت كمان ثم اغلق الخط بوجهه،ليُصدم مهران من انفعال وهدان عليه ودمعت عيناه مرددا ...حسبي الله ونعم الوكيل .
ثم حدث زوجته ...إلبسي يا حاجة ، خلينا نروح للدكتور نشوف الولد ماله .
أسامة ...أنا مش عايز دكتور أنا عايز العروسة .
فبكى مهران ...لا حول ولا قوة إلا بالله، منه لله اللى عمل فيك كده يا ابني .
إلبسي قوام يا حاجة ، ثم ردد.. يارب استرها معانا ، ده إحنا غلابة، يارب خليه واشفيه .
..............
أحضر زين الطبيب سريعا إلى الفيلا وولج به إلى غرفة قمر فكان وهدان قد قيدها في الفراش لعدم قدرته على السيطرة عليها ومحاولاتها الكثيرة في غياب زين بالإنتحار، وعندما منعها وهدان قامت بتكسير كل ما يقابلها في الغرفة من المرآة وكوب الماء والأنتيكات .
ليضطر لتقييدها رغما عنه ودموعه تنسكب كالشلال على الحال الذي آلت إليه قمر .
ولج الطبيب إليها فاندهش من تقييد وهدان لها فسأله قائلا...إيه ليه كده ، حصل إيه ؟ ممكن تفهموني ؟
وهدان ....مخابرش ، هي كانت زي الفل بس چوزها منه لله طلچها فچأة إكده اِنهارت ووچعت ولما فوچناها ، لچيناها عتصرخ وهتبرطم بكلام مش فاهمينه، وعايزة ترمي نفسها من البلكونة ولما مسكتها چعدت تكسر كل حاچة زي ما أنت واعي إكده يا دكتور .
أبوس يدك أديها أي حاچة تهديها شوية وترچع كيف ما كانت قمر العاچلة مش المچنونة دي.
الطبيب...للأسف الكلام اللي بتقوله حضرتك ده ، معناه أنها اتعرضت لإنهيار عصبي وهو اللي خلاها تقوم بالأفعال دي، وخطر جدا إنها تغيب عن عنيكم لحظة وحدة لإنها ممكن تلجأ في أيّ وقت للإنتحار تاني.
وهدان ...والحل يا دكتور ، هتفضل على إكده كتير ؟؟
الطبيب ...والله المرض النفسي ملهوش وقت معين نقول فيه المريض هيخف بعده .
دي حاجة بتكون من المريض نفسه واستجابته للعلاج ومساعدتكم ليها عشان تتخطى الأزمة دي بسلام وترجع لحالتها الطبيعية .
وهدان...بس أنا مش هعرف أچعد ليها طول الوچت ، أنا ليا أشغالي.
الطبيب...يبقا لازم تتنقل المستشفى حالا ،هناك هتلاقي الرعاية المطلوبة والإهتمام والعلاج تحت إيدين أطباء مؤهلين للنوع ده من الحالات ، وممرضين ممارسين ، عارفين شغلهم كويس .
وهدان ...تمام ، خلاص يا دكتور حالا ننقللها المستشفى .
الطبيب...أنا هتصل دلوقتي بمستشفى الدكتور عزام للأمراض النفسية .
وهدان بصدمة...أختي عتدخل مستشفى المچانين ، لاااا
أنا كنت هفكر مستشفى عادية .
الطبيب...يا أستاذ وهدان ، مسمهاش مستشفى المجانين ، هي زي أي مستشفى بس متخصصة لناس ظروفهم الصعبة أثرت على نفسيتهم زي حالة أخت حضرتك ومحتاجين شوية رعاية وبيطلعوا كويسين بعدها وبيكونوا زي أي فرد عادي من أفراد المجتمع .
ودكتور عزام ممتاز وابنه كمان دكتور حسام نسخة مصغرة منه وهكلمه بنفسي يتولى حالة أختك بنفسه وإن شاء الله يكون على إيده الشفا .
وهدان بنفاذ صبر وبغصة مريرة ...تمام ، زي ما أنت شايف
يا دكتور .
الطبيب ...دلوقتي بس هديها حقنة مهدئة ، عشان تنام شوية .
وكمان عشان لما ينقلوها المستشفى متقومش.
وإن شاء الله خير أدعولها بس .
فتمتم وهدان ...كيف أچول يارب بس وأنا هعمل اللي بعمله ؟؟
وبالفعل اتصل الطبيب بدكتور عزام الذي رحب به
فطلب منه أن بعث ليه سيارة لنقل مريضة عزيزة عليه ثم أملى عليه العنوان بالتفصيل ثم تابع حديثه .
الطبيب ....مش هوصيك عليها وياريت كمان دكتور حسام يشرف على الحالة دي بنفسه، دي مريضة مهمة جدا وأخت السيد وهدان محروس رجل الأعمال المعروف .
دكتور عزام ...طبعا الباشا وهدان ليه كل إحترام بس صدقني إحنا بنعامل كل المرضى بتوعنا بنفس الأسلوب لإن ده شرف المهنة .
الطبيب ...عارف يا دكتور عزام وده سبب اختياري لحضرتك بالذات لأنك دكتور محترم وانجبت لينا مثال الرحمة دكتور حسام .
دكتور عزام ...أعزكم الله ،ودلوقتي أنا هبعت العربية للعنوان وهبعت كمان حسام عشان يطمن بنفسه على درجة الحالة وإيه القسم المناسب ليها .
.....
وبعد مرور بعض الوقت جاءت سيارة الإسعاف الخاصة بمشفى دكتور عزام وبها دكتور حسام الذي ترجل منها وولج للفيلا حيث غرفة قمر .
حسام بإبتسامة مشرقة...السلام عليكم .
زين ...وعليكو ثم حدث نفسه .
إيه الدكتور الحليوة ده ، ده دكتور ولا ممثل .
واحنا خلصنا من أسامة عشان يطلعلنا حسام ده كمان .
كيف هسيبه يچعد مع قمر لحالهم ؟؟
وهدان ...اتفضل يا دكتور .
وكانت هيام في تلك اللحظة نائمة من أثر المهدىء .
نظر لها حسام سريعا ولكنه وجد نفسه يغض بصره سريعامحدثا نفسه ...سبحان الله الملاك النايم ده تعبان معقول ؟إزاى الجمال والرقة دول يتعبوا كده، ثم وجه كلامه لوهدان ... حضرتك أخوها ؟
وهدان...أيوه يا دكتور.
حسام ...أنا عرفت من دكتور عزام شوية معلومات عن المريضة بس محتاج أعرف شوية تفاصيل أكثر
عن سبب الطلاق وهما متجوزين بقالهم قد إيه ؟
ويا ترى في بينهم أطفال .
فانفعل زين ....هو تحقيق ولا إيه ؟
هو حضرتك دكتور ولا وكيل نيابة .
امتعض حسام قائلا ...يا فندم دي معلومات هتفيدنا كتير جدا في تشخيص الحالة وعلاجها .
رمق وهدان زين بنظرة غاضبة ثم وجه حديثه إلى حسام...لا مش بچالهم كتير وهي حامل دلوك للأسف .
حسام بغصة مريرة ...حامل !!
ده هيكون صعب جدا فى علاجها ، لأن خطر عليها أغلب الأدوية بتاعتنا وكمان مينفعش نعمل جلسات كهربا، وكده للأسف العلاج هيطول جدا ، لأننا هنعتمد على أدوية تأثيرها بسيط عشان الحمل .
زين بلهجة غاضبة...احنا مش عايزين الحمل ده ؟
ملهوش لزوم ، عشان هيفكرها بچوزها واحنا عايزينها تنساه .
نظر له حسام بريبة ثم سأله ...ممكن أعرف حضرتك تقربلها إيه ؟ أخوها برده ؟
زين ...لا أنا ابن عمها وخطبها وهنچوز بعد متخف إن شاء الله .
فهدر وهدان في وجه زين مردفا...مش وچته الحديت ده
يا زين ، احنا عايزينها تخف الأول ، لو سمحت أسكت دلوك خالص وسيب الدكتور يشوف شغله .
حسام ...أولا نزول الحمل ممكن يكون ليه أثر نفسي عليها يخلي حالتها تنتكس أكتر .
وأنا لا يمكن أشارك في حاجة زي دي .
وهدان ...خلاص خليه ، المهم دلوك تخف يا دكتور .
حسام ....إن شاء الله، ممكن أعرف سبب الطلاق ؟؟
وهدان ...طلع ندل وكان مچوزها عشان الفلوس ، وبيحب غيرها ولما خد اللي هو عايزه طلچها .
حسام ...لا حول ولا قوة الا بالله ، لسه فيه ناس كده معندهاش ضمير .
بس شكلها كانت بتحبه قوي ومستحملتش إنه يطلقها بالسهولة دي .
انفعل زين ...يادي حديتك الماسخ ده يا أخي، أنت مالك ؟ المهم هتعرف تعالجالها ولا نشوف غيرك .
شعر حسام بريبة في الأمر ، فكيف كانت تحب زوجها وتطلق ويحصل لها ما حدث ، وهذا الشخص يدعي أنها خطيبته ، فمتى حدثت تلك الخطبة ؟؟ شك أنه يحبها ويريدها لنفسه أما هي فلا .
لذا تجاهل حسام حديثه ، لأنه حديث غيرة لا أكثر .
وهدان بصرامة...زين لو سمحت اطلع برا دلوك،وخلي الدكتور يشوف شغله .
غضب زين وتلون وجهه وهم أن يتفوه بحديث لا يفقهه ولكن عيني وهدان التي تنذر بالشر ، جعلته يصمت ويخرج .
وهدان ...أنا آسف يا دكتور ،تقدر حضرتك تشوف شغلك .
فأمر حسام فريق التمريض الذي معه بحملها على السرير المتنقل ثم إلى سيارة الإسعاف لنقلها المشفى .
.........
بعد ما خرجت قمر جلس وهدان حزينا على ما أصابها وعلى فراقه لها وهي من شاركته حياته البائسة من الصغر وتذكر عفويتها وروحها المرحة فردد وهدان بلوعة...هتوحشيني
يا بت أبوي ، ويارب تسامحيني أنا عملت إكده عشانك ، احنا كنا عايزين نطلع لفوچ أوي ومش ننزل تحت تاني .
فولجت له وردة لتجده منكس الرأس حزينا ويضع يديه فوق رأسه .
فحدثته بسخرية قائلة ...عايز تفهمني إنك زعلان عليها ؟؟
رفع وهدان رأسه والدموع في عينيه قائلا ...أيوه طبعا مش أختي .
وردة...بذمتك مش مكسوف من نفسك ، أنت عامل زي المثل اللي بيچولوا عليه «يچتل الچتيل ويمشي في چنازته».
وهدان ...أسكتي أنتِ مش فاهمة حاچة واصل.
وردة...ومش عايزة أفهم ، انا مبچتش شايفة غير مسخ چدامي ، إنسان بقلب أسود ، مش خابرة هانت عليك أختك إزاي ؟؟
وياريتك ندمت بعد اللي حوصلها ، إلا لسه زي ما أنت .
خسارة يا وهدان خسارة .
ثم أجهشت بالبكاء وفرت من أمامه إلى غرفتها وأغلقت عليها بإحكام ، فقد قررت عدم السماح له بلمسها مرة أخرى، فقد فقدت أملها فيه بعد ما حدث مع قمر .
........
أما أسامة فقد ذهبوا به أيضا إلى طبيب أمراض نفسية .
مهران ...إلحقنا يا دكتور ، ابني كان زي الفل وفجأة بقا كده ؟ مش عارف إزاي يا دكتور .
الطبيب ...إزاي لازم يكون فيه سبب ، هو اتعرض لصدمة ولا حاجة ؟
مهران ...أبداً يا دكتور ، مفيش حاجة .
الطبيب ...يبقا أكيد بيتعاطى حاجة ، خلته يلهوث كده،ولازم يحلل عشان نعرف إيه هو النوع بالظبط عشان نقدر نعالجه.
أنا هاخد منه دلوقتي عينة وهبعتها المعمل ، وتقدروا تنتظروا برا لغاية متظهر النتيجة وتدخلوا تاني .
ثم سحب منه الطبيب العينة وأمر الممرضة بالإسراع للمعمل والتوصية بتحليلها سريعا لمعرفة النتيجة،وانتظروا هم بالخارج لساعتين كاملتين كان فيهما أسامة يضحك تارة ويبكي تارة أخرى كالأطفال وقلبي والديه منفطرين عليه حتى جاءت الممرضة بنتيجة التحليل وولجوا به إلى الطبيب .
الطبيب ...للأسف ابنكم شكله كان بيتعاطى حبوب هلوسة وهي اللي سببتله الحالة اللي هو فيها دي .
والدة أسامة...يا مصيبتي ، ازاي ده ؟ أسامة عمره ما كان بتاع الحجات دي يادكتور ،ده بيصلي ويصوم وبيعرف ربنا .
الطبيب ...أكيد أصحاب السوء ، عليهم سبب كبير في إفساد الناس الكويسة اللي زيه .
بس متخفوش ، النسبة اللي فى دمه مش كبيرة وده معناه أنه لسه موصلش لدرجة الإدمان .
معناه أنه بسهولة هيقدر الدم مع الوقت يتخلص منها ويرجع طبيعى تاني.
مهران ...بجد يا دكتور ،ألف حمد وشكر ليك يارب .
الطبيب ...بس شرط يكون تحت الملاحظة خلال الأيام الجاية عشان ميخدش تاني من وراكم الحبوب دي وتصبح إدمان وساعتها من الصعب علاجه .
مهران ...لا إحنا هنحبسه في البيت ومش هيخرج غير لما يخف خالص يا دكتور .
قومي بينا يا أم أسامة وقولي يارب .
والدة أسامة...يارب يكرمنا فيه ده هو الحيلة على البنات .
...........
حاول وهدان الولوج إلى وردة ولكنه لم يستطع فقد أوصدت الباب بالمفتاح .
فطرق وهدان الباب عدة مرات قائلا بغضب ...إفتحي الباب
يا وردة ، أنا مش ناچص وفيه اللي مكفيني.
وردة ...مش فاتحة يا وهدان ومن النهاردة تشوفلك أوضة تانية تنام فيها .
انفعل وهدان مرددا...إكده يا وردة ، حرام عليكِ أنا في نار ،فمتزدويش النار عليه .
وردة...أنت اللي چبته لنفسك .
ربنا يهديك .
وهدان ...طيب ، أنا كنت بفكر ....؟؟؟؟
الحلقة الثالثة والثلاثون
#نار_وهدان
................
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
عذاب الشوق قاسٍ، إذا أصبح صامتاً، مثل الطفل الذي يفهم، ولكنه لا يعرف البوح، فحينها يتحول إلى حزن وقهر ولو استسلمت لهذا العذاب فسينهي بك الأمر تحت التراب.
انفعل وهدان مرددا...إكده يا وردة ، حرام عليكِ أنا في نار ،فمتزدويش النار عليه .
وردة...أنت اللي چبته لنفسك ربنا يهديك .
وهدان ...طيب ، أنا كنت بفكر أنزل البلد ، أچضي شوية مصالح إكده .
فتهلل وجه وردة بفرحة أسرعت للباب و فتحته مردفة...صوح يا وهدان نازل البلد .
بقلم أم فاطمة
وهدان مبتسما...صوح .
وردة...أنا كومان عايزة أنزل ، اتوحشت چوي چوي اخواتي البنات وهيام كومان .
بس يعني صعبان عليه قمر ، كيف هنهملها لحالها في المستشفى إكده ؟؟
فنكس رأسه وهدان مردفا بحزن ...چبل منروح البلد هعدي عليها أشوف كيف حالها .
ادعيلها يا وردة ، أنتِ چلبك طيب وربنا عيحبك .
وردة ...وأنت كومان ادعلها يا وهدان .
دمعت عيني وهدان مردفا بخجل ...أنــــا أدعي ربنا كيف بس ؟
وأنا هعمل كل حاچة مهتعجبهوش .
وردة ...يا وهدان ,ربنا رب كريم ، ربنا كلنا يعني رب المهتدين ورب العصاة .
وهو بيحب يسمع صوت عباده ، وهما بيقولوا يارب .
فيرد ربنا بچلال چدره يقول ...لبيك عبدي.
شيمو
بكى وهدان حتى انتحب مرددا...يارب ، يارب .
يارب أشفي قمر .
شعرت قمر بالشفقة عليه ولم يتحمل قلبها بكاءه فمدت له ذراعيها ،فألقى بنفسه في أحضانها وكأنها نسمة الخير الوحيدة في حياته .
فهمس بنحيب من كثرة البكاء ...أرچوكِ متتخليش عني ، أنا بحبك چوي چوي يا وردة ، ولو بعدتي عني أموت .
أستحمليني بحياتي دي شوية لغاية بس موصل لهدف لازمن أعمله وبعد إكده ، هچيلك وأچولك علميني وكلميني عن ربنا سبحانه وتعالى ، وكيف أكون مسلم بچد مش بالبطاچة بس .
أغمضت وردة عينيها بشعور مختلط بين الحزن والفرح، الفرح لأنه ينوي التوبة لله عز وجل والحزن لأنه مازال يحضر لأشياء تغضب الله عز وجل .
وشعور آخر بين ذلك وتلك أنها تحبه أكثر من نفسها رغم كل ذلك ، فـ آه من حبٍّ ليس وراءه سوى الألم .
وردة...يارب عچل فرحتي بتوبته ورچوه ليك يارب .
ابتعد عنها وهدان قليلا ورفع يديها إليه وقبلها ، ثم نظر في عينيها بشوق ومال على عنقها بحب يستنشق عبيرها ، لتغمض عينيها لتبحر معه في بحر السعادة ، بعد أن خارت قواها أمام هذا االعاشق المتيم .
فحين تدق دفوف العشق تهرب المقاومة ولا يتبقى سوى الإنصياع لصوت الهوى فقط .
.......
في صباح اليوم التالي
استيقظ وهدان ليفتح عينيه على صوت وردة فابتسم .
شيمو
وردة ...چوم بچا يا وهدان ، أنا خلاص حضّرت الشنط أهي .
فرك وهدان عينيه بنعاس وتثاؤب....ومستعچلة ليه إكده ؟؟
تعالي تعالي ريحي چمبي شوية كومان .
وردة بعبوس ...لأ ، أنا عايزة أمشي دلوك، چوم وبطّل كسل يلا .
فجلس وهدان على الفراش وحرك يديه قائلا...أمري لله وأدي چومة .
بس هروح الأول المستشفى أطمن على قمر وبعدين نسافر .وهنعدى على أمي الأول وهنخدها معانا .
تهلل وجه وردة بالفرح ...ياريت والله أنا حبيتها چوي واتوحشتها كتير .
فابتسم وهدان قائلا ...تعرفي أنتِ تشبهيها كتير في حنية الچلب .
وردة ...وأنت كومان يا وهدان فيك خير كتير ، بس هتغلفه بقسوة مش خابرة ليه ؟؟
وهدان ...عشان الطيب الخرع ده الناس هدوس عليه برچليهم ، لكن الچوي هيعمللوه ألف حساب .
وردة...ربنا ينور بصيرتك، تحب أچى معاك أشوف قمر .
فتنهد وهدان بحزن...لا مش دلوك، لما تخف شوية إن شاء الله .
......
سهر حسام بجانب قمر طوال الليل يتابع حالتها وتقلباتها .
حسام ...سبحان الله وهي نايمة بتكون زي الملايكة ، لكن لما تبتدي تفوق وتصحى بتكون زي الأسد اللي بينقض على فريسته .
ثم نظر إلى ذراعه متألما ...آه عليها سنان المفترية دي هرتني عض منها لله .
بس مش عارف ليه صعبانة عليه أوي ، مش متخيل قد إيه كانت بتحب جوزها أوي كده وهو قابل ده بالخيانة، ده غير الحمل كمان .
الأمر لله ، ربنا يقدرني وأقدر أساعدها ترجع لطبيعتها تاني .
ودلوقتى أريح شوية في السرير اللي جمبها ده ، عشان خلاص فصلت مش قادر ، ثم وضع يده على فمه بتثاؤب ووضع رأسه على الوسادة فذهب في نوم عميق في لحظة من كثرة الإجهاد والسهر الطويل .
مضى بعض الوقت ليس بالطويل على نوم أسامة ليجد نفسه يصرخ متأوها فيفتح عينية ليرى ما حدث له ويفزع بقمر وشعرها مبعثر الخصلات ممسكة زجاجة المحلول البلاستيكية الفارغة بيدها وتضربه بها على رأسه.
شيمو
أمسك حسام رأسه متألما ثم هب واقفا سريعا قائلا ...الحمد أنها بلاستيك إلا لو كانت إزاز كنت زماني روحت فيها .
قمر بصراخ...أنا هموتك وأخلص منيك چبل ماتموت ولدي .
حاول حسام السيطرة على نفسه والتحكم فى أعصابه ومسايرتها قائلا ...لا أنا يستحيل أموت ابنك ، بالعكس أنا بحبه جدا ،عشان هو لطيف وجميل .
ابتسمت قمر مرددة...آه هو حلو أوي ،ثم وضعت يدها على بطنها مردفة، شوفت يا حبيبى ، أنا قولتلك مش هيقتلك ، فمتخفش خلاص .
حاول حسام التقرب منها ليجعلها تجلس على المقعد ، ليتحاور معها بهدوء .ولكنه كلما اقترب منها ابتعدت حتى إلتصقت بالحائط وظهر على وجهها الذعر وصرخت ...لا لا ابعد عني ، أنت عايز تاخد ولدي مني .
حسام ...لا متخفيش أنا مش هخده أبداً ، بس أقعدي ، ارتاحي شوية ، أنا عايز أتلم معاكِ شوية ،ممكن .
قمر ...لا معيزاش عتكلم مع حد ،كلكم وحشين ،وحشين،ابعدو عني .
ثم بدأت تنفعل أكثر وتصرخ وتضرب رأسها بالحائط .
فقام حسام سريعا بإستدعاء الممرضة ، لتساعده في حقنها مرة أخرى لتهدأ حتى لا تصيب نفسها بأذى وفي هذه اللحظة كان وهدان على باب الغرفة وفولج ومعه الممرضة .
وعندما رأته قمر تهجمت عليه ، وغرزت ظوافرها في وجهه مردفة...أنا هموتك كيف مموت ولدي.
تألم وهدان ولكنه شعر بغصة مريرة انتابت قلبه ، فمازالت أخته تعاني مرارة الفقد .
شيمو
وهدان ...يا حرچ چلبي عليكِ يا قمر ،مكنتش خابر أن الموضوع هيكون واعر چوي إكده عليكِ.
حسام بصوت مرتفع...امسكيها معايا بسرعة يا نادين .
وبالفعل تمت السيطرة عليها وحقنها حسام لتهدأ بعدها وتخلد للنوم .
حسام ...بسرعة يا نادين هاتي مطهر وشاش عشان جرح وهدان بيه .
ومعلش يا وهدان بيه ، أنت عارف أكيد أنها مش في وعيها.
وهدان...خابر خابر ، بس لإمتى إكده ؟
انا چلبي هيتچطع عليها .
حسام ...زي مقولت لحضرتك المرض النفسي ملهوش وقت معين ، المهم بس هي تبدأ تتجاوب معانا لكن للأسف اللي حصل واضح إنه مأثر عليها جدا .
ومش من السهل التعافي وكمان الحمل وهروماتها ده مزود الأعراض أكتر .
وهدان ...طيب أنا نازل البلد وهچعد وفترة إكده ، بس هتواصل معاك ديما وأشوف حالتها وصلت لإيه ؟
حسام ...بإذن الله وأكيد أي تطور هبلغ حضرتك .
خرج وهدان واتصل به زين .
زين ...أنت فين يا وهدان ، صحيت ملچتكش ؟؟
وهدان ...كنت بشوف قمر .
زين بلهفة...وهي عاملة كيف دلوك ؟
وليه مچولتيش آچي معاك ؟
طيب استنى أنا چي .
وهدان ...ملوش لزوم ، هي زي ما هي .
بچولك أنا نازل البلد وهعچد فترة أظبط حالي، وعايزك تاخد بالك من الشغل إهنه زين .
وانت خلاص بچيت واعر چوي يا واد عمي ، حتى هترطم بالعنچليزي مع الأچانب أكتر مني .
خلينا نخلص من البضاعة دي وتسلمها لهم في المعاد مظبوط وتحول الفلوس للبنك .
زين بفرحة زينت وجهه...البلد والله بعودة يا وهدان ، طيب ما أنزل معاك يا واد عمي ، عشان أچف معاك ومتبچاش لوحدك معاهم .
وهدان ...لا خليك عشان الأمور متتعطلش إهنه والفلوس هي الواچفة معايا متخافش ، الفلوس تشتري چيش يا واد عمي يچف وراك ويحميك .
زين ..خايف بس عليك ، أنت عارف مليش غيرك في الدنيا دي أنت وقمر .
أشفق عليه وهدان بقوله ...متخفش عليه ، أنا خايف عليك أنت خلي بالك من الناس إياهم الا دول چرصتهم والجبر.
زين ...ولاد عبد المچلى ،چصدك ، لا دول عايزين ياكلونا ، وخسارة فيهم السلاح .
كيف يعني يخدوه بالتمن ده ؟
وهدان ...كنت مشيتها يا زين ، مش عايزين شوشرة .
خلينا إكده في الدرى .
خايف بس عشان دول مهيفكروش بدماغهم واصل .
زين ..لا متخافش ، أنا مهمشيش من غير حراسة .
وأنت كومان لزمن تمشي بحراسة ، چولتلك عاد كذا مرة وأنت رافض .
وهدان ...لا خلاص إظاهر أكده لزمن عشان كومان مشوار البلد والناس تهاب مني.
زين ...خلاص هكلملك دلوك الشركة اللي عتعامل معاها ونص ساعة هيكونوا چدام الفيلا .
وهدان...تمام يا واد عمي، سلام دلوك وطمني عليك وچولي آخر الأخبار ديما .
زين ...ماشي، سلام .
............شيمــــــــــــــــــو
أسامة في منزله يتلقى العلاج بإنتظام وبعد يومين من سيطرة والدته .
بدأ نوعا ما يعود لطبيعته ،فولجت والدته إليه ، فوجدته يرتدي ملابسه .
والدة أسامة ...إيه يا حبيبي ، بتلبس ليه هدومك ؟
أسامة...هروح الشغل عند وهدان بيه ؟
ثم أمسك برأسه مردفا...تصوري يا أمي أنا مش فاكر أنا جيت ازاي البيت هنا؟
أنا لما صحيت لقيت نفسي نايم على السرير استغربت .
أنا آخر مرة كنت فاكرها أنا كنت في فيلا وهدان بيه .
تنهدت والدته بغصة مريرة مردفة...أهو الشغل ده اللي جبلنا الكفية يا ضنايا .
كنت قبله بدر منور ، ومن ساعة ممسكته وأنت وشك هيدبل يوم عن يوم .
ثم دمعت عينيها ...لغاية محصل اللي حصل .
مش عارفة إزاي ؟
أنت اتعرفت على حد في الفيلا يا ابني ؟
خلاك تاخد الحجات اللي تغضب ربنا دي ؟
رفع أسامة أنفه مستنكرا ...حجات إيه ؟
أنا مش فاكر حاجة خالص .
أنا بس حاسس إني مصدع شوية ، طيب يا ماما لو سمحتي اعميلي كوباية شاى ،قبل منزل الشغل .
والدة أسامة بحدة...لا مفيش شغل تاني خلاص ، ولا ليك ولا أبوك عند الناس دي .
أسامة ...ليه بس دول ناس كويسين أوي ؟؟
ثم أمسك برأسه ولاحت أمام عينيه صورة قمر،فضيق عينيه محاولا التذكر .
فتراجع على فراشه وجلس على طرفه ووضع يديه على رأسه. وكأنه يستعيد شريط سينمائي أمام عينيه .بدأ من لحظة رؤية قمر حتى زواجه منها وحملها ثم أتت لحظة قدوم وهدان إليه وخطفه هو وقمر عنوة ثم تقييده وإلقائه في قبو الفيلا .
وحينها صرخ فقط حين تذكر زين وهو يناوله كوب الماء.
ثم صورة قمر وهي تصرخ في وجهه ولا يعلم لما ؟
فوقف أسامة هادرا بصوت عالي ...أنا جيت هنا ازاي ؟
أنا كنت هناك ؟
جيت ازاي يا أمي فهميني ،أنا هتجنن؟؟
فولج والده إليه على صوته قائلا ...اهدى يا ابني اهدى .
والدة أسامة ...الحقني يا حاج هو شكله بيفتكر اللي حصل ؟
بس شكله فاكر لغاية لحظة أول متعب ، لكن اللي حصل وقت التعب مش فاكره عشان بيسألني أنا جيت ازاي هنا ؟؟
مهران ...وهو ده السر يا أم أسامة وخايف أوي من اللي ورا السر ده .
وحاسس ، أن وراه وهدان وزين .
صوتهم يومها مكنش مطمن أبداً .
شيمو
أسامة...أنتم مخبين عليا حاجة ، أنا مش فاهم حاجة ؟
أنا لازم أنزل ضروري .
مهران بصوت به بعض الحدة...لا مفيش نزول يا أسامة، وانسى خلاص موضوع الشغل ده ومعدتش تقرب تاني على فيلا وهدان ولا تعرفهم .
أسامة بصدمة...لااااا إزاي ؟
ده أنا قلبي جواه ومش بس قلبي ، ده ابني كمان .
ويستحيل استغنى عنهم .
جحظت عيني والدي أسامة .
فصعق والده قائلا ...ابن إيه يا ابني وقلب إيه ؟
أنت عملت إيه من ورانا يا أسامة بس ؟؟؟
فجلس أسامة على المقعد وأنهار في البكاء ووضع كفيه على وجهه متمتما ...قمر وابني اللي في بطنها .
فصرخت والدته ووضعت يدها على رأسها مردفة ...أنت عملت إيه في بنت الناس وكمان حامل منك ؟
بقا كده يا أسامة ؟ دي تربيتي اللي ربتهالك ؟
ليه كده بس يا ضنايا .
مهران ...وأكيد وهدان عرف، ده كده كويس اللي عمله فيك ، لو واحد تاني كان سيح دمك .
صرخ أسامة...أنا معملتش حرام صدقوني ، دي مراتي على سنة الله ورسوله .
مهران بصدمة... مراتك إزاي وإمتى ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله .
أسامة ...في السر وهو جه وعرف وحبسني عشان أطلقها .
وبعد كده محستش بنفسي لغاية ملقيت نفسي هنا .
مهران ...آه ، أنا كده فهمت .
هو شربك الحجات دي ،عشان تطلقها وأنت مش في وعيك
وعطاك تمن سكوتك .
ثم اتجه لخزانة الملابس وأخرج حقيبة المال ووضعها أمام أسامة مردفا... اتفضل حق طلاقك منها أهو .
انساها يا ابني واِنسى كل اللي حصل واحمد ربنا أنك لسه عايش .وابدأ حياتك من جديد .
فحرك أسامة رأسه بقهر نافيا ...لااااااا ، لا يمكن .
انسى مراتي اللي بحبها أكتر من نفسي ومشفتش منها أبداً حاجة وحشة ولا هنسى ابني اللي لسه مشفش النور،وإزاي أستحمل البعد عنهم ، ده أنااااا أموت بحسرتي.
وفلوس إيه دي اللي تنسيني وتغنيني عنهم ، ده ولا مال قارون كله.
أنا مش عايزها وهروح أرميها في وشه بس يديني مراتي بس .
أمسك أسامة الحقيبة ودموعه تتسابق على وجنتيه قائلا ...أنا رايح ، ومحدش هيقدر يمنعني.
فصرخت والدته ممسكة بذراعه ...لا يا ابني ، إحنا مش قد الناس دي .
المرة الأولى جت سليمة ، يا عالم المرة دي هيعملوا فيك إيه .
انساها يا ابني ، أرجوك والبنات كتير .
بكرة تكون باشمهندس قد الدنيا وكل البنات تبقى تحت رجليك .
نظر لها أسامة بحزن مردفا...أنا مش عايز منهم غير قمر وبس .سبيني يا أمي ارجوكِ.
مهران ...اسمع الكلام يا ابني ، مروحاك هناك مش هيجيب أيّ نتيجة.
وأنت أكيد خلاص طلقتها وخلص الموضوع .
فيستحيل هيرجعهالك تاني .
أسامة...لا ده طلاق باطل عشان مكنتش في وعيي وهي لسه مراتي وليا حق فيها .
ولازم آخدها ولو بالقانون .
فضحك مهران بسخرية ...قانون إيه يا ابني ؟
القانون الله يرحمه مع سلطة الناس الكبيرة دي .
أسامة ...خلاص أنا رايح ومحدش هيقدر يمنعني .
والدة أسامة...قول حاجة يا حاج .
مهران ...اسمع الكلام يا ابني ، أنت أصلا غلطت من الأول ،لما بصيت لوحدة مش من توبك .فمتغلطش تاني وتروح لجهنم برجليك .
أسامة ...وأنا يستحيل أسيبها وأستغنى عنها وأنا وعدتها أني هكون معاها لآخر العمر .أنا نازل يعني نازل.
فلم يجد مهران مفرا فقال...أنا رايح معاك يا ولدي وربنا يسترها .
ولو أني عارف إيه اللي هيحصل بس عشان تسكت بعدها وتتكلم بأدب هناك وإلا مش هنطلع من عندهم .
والدة أسامة ...بلاش الله يخليك يا مهران .
أنا قلبي مش مطمن .
مهران ....ما أنتِ شايفة بعينك مصمم إزاي ؟
أنا عايز أريحه ولو أني عارف اللي هيحصل .
أدعيلنا أنتِ بس نرجع بالسلامة .
أم أسامة وضعت يدها على صدرها ودعت... أستر يارب .
ثم قصد أسامة ومهران الفيلا .
كان حينها وهدان قد غادر منذ عدة ساعات متوجها إلى الصعيد ومن ورائه سيارة الحراسة .
وصل أسامة ووالده إلى الفيلا .
فقابلهم الحارس على البوابة ( جمعة ).
جمعة....عم مهران حمدلله على السلامه يا راجل وحشنا وإزيك يا أسامة
مهران ...الحمد لله .
أسامة بلهفة ....هي قمر موجودة ،ممكن تبلغها أني عايز أشوفها .
جمعة...ها ست قمر ؟
حمحم مهران ...قصده وهدان بيه ؟
هو مش موجود ولا إيه ؟
جمعة ...لا ده سافر الصعيد .
وست قمر تعبانة شوية وفي المستشفى .
صدم أسامة قائلا....قمر ملها فيها إيه ؟؟
جمعة...معرفش والله يا أسامة ، أنا مهسألش في حاجة متخصنيش .
أنا سمعت كده من الشغالين اللي جوه .
أسامة ...طيب،مستشفى إيه ؟
جمعة ...معرفش والله حاجة .
مهران ....يلا بينا يا أسامة .
أسامة...استنى بس يا بابا ،هي أكيد جوه ، بس قللوه قول كده عشان نمشي، أنا لازم ادخل .
فهدر مهران في وجهه ...أرجوك يا ابني ، أنا جيت معاك أهو عشان خاطرك .
لكن كمان عايز تتهجم على الناس جوا ،ده ميصحش أبداً .
يلا بينا يا أسامة ، ثم دفعه مهران أمامه .
بمجرد أن خطيا بضع خطواتهما في الطريق لمحهما
زين عند عودته من العمل ، فزفر بغضب... أنت تاني ،كان نفسي أخلص منك في يومها بس وهدان حشني عنك .
فوقف بسيارته أمامهما حين رآه مهران دب في قلبه الخوف ، فوقف أمام أسامة وكأنه يحميه من بطشه .
زين مندفعا بغضب ويريد البطش به ...أنت إيه معندكش دم .
مش كفاية اللي حوصل منك يا چليل الرباية ، چي تاني ليه ؟
أسامة...أنا عايز مراتي .
زين ...إيه مرتك ، خلاص فضينا الموضوع ،وأنت طلچتها وقبضت التمن ، محنا عارفين من الأول أنت ضحكت عليها ليه وأچوزتها عشان الفلوس طبعا .
فامشي دلوك من چدامي ، يأما هصورك چتيل.
أسامة ...لا أنا عارف كويس أني مطلقتهاش وأنا في وعيي يبقا كده طلاق باطل وهي لسه مراتي .
تملك زين الغضب ودفع مهران بيديه حتى سقط وأمسك بعنق أسامة...لو نطچت الكلمة دي تاني ، هيبقى آخر يوم في عمرك .
أنت خلاص طلچتها ،وباطل ولا مش باطل مليش فيه .
أسامة...حرام عليكم ، وهي تعبانة ليه ؟
وفي المستشفى ليه ؟ عملتوا فيها إيه!
زين ...سقطت نفسها ، عشان مصدچت اطلچت منك .
هي في الأصل عتحبني أني وكانت عملاك إكده كوبري ، عشان أغير عليها وأطلبها بس أنا مكنتش في دماغي .
بس زي بعضه عشان اللي عملته فيها ، هچوزها عشان نلم دمنا .
يعني دلوك في حكم مرت أنا واللي عيتكلم عليها ، هسيح دمه.
أسامة بإختناق...أنت كداب .
قمر بتحبني .
فصفعه زين مهددا له ...إياك تچول إكده تاني.
مهران بضعف...كفاية يا أسامة ، هتموت في إيده يا ابني .
خلاص يا زين بيه .
وأوعدك مش هتشوف وشنا تاني.
فتركه زين وأسرع أسامة لوالده يسنده ليقف على قدميه .
أسامة ... سامحني يا بابا .
مهران ...هسمحك في حالة واحدة ،لو نسيت الموضوع ده خالص يا ابني .
أسامة...مقدرش ،وأنا متأكد أنِّ قمر بتحبني وأنا وعدتها مش هتخلى عنها .
مهران...كفاية يا ابني ولو بتحبك مكنتش سقطت نفسها .
أسامة ...ده أكيد كداب .
مهران ...الله أعلم .
انطلق زين أمامهما بالسيارة وهو يسدد لهما السباب واللعنات .
مهران....يلا بينا نروح يا ابني .
وكفاية كده قلة قيمة .
وبالفعل عادا إلى المنزل .
أِمتلأ قلب أسامه حزنا وقهرا على فراق حبيبة قلبه قمر.
أسامة...يا ترى أنتِ فين يا قمر ؟
وعملوا إيه فيكِ؟
وكدبوا عليكِ قالوا إيه ؟
زى مكدبوا عليه .
والدة أسامة ...هون على نفسك يا ابني وانسى وشوف مستقبلك، وتعال يلا ناكل لقمة سوا .
أسامة...لا مش جعان دلوقتى يا أمي.
سبينى لوحدي الله يخليكِ ،وأنا هنام شوية يمكن أستريح .
والدة أسامة...طيب كُلِ الأول وبعدين نام.
أسامة ...لا معلش ،هنام بس ساعة واحدة وبعدين أقوم .
فتركته والدته لينام .
وخرجت إلى زوجها مهران مردفة... الواد صعبان عليه قوي ،شكله كان بيحبها أوي ، دي دمعته موقفتش .
تنهد مهران بقهر...عارف وحاسس بيه ، بس نعمل إيه ؟
دول ناس قوية وإحنا مش قدهم .
والدة أسامة...بس قلبي وجعني أوي عليه يا حاج، وخايفة يجراله حاجة القهرة وكسرة النفس وحشة أوي .
مهران ...ربنا يتولاه مش بإيدينا حاجة .
فقامت والدة أسامة من مجلسها ليسألها زوجها قائلا... إيه رايحة فين ؟
والدة أسامة...هدخل أطمن عليه وأشوفه مستغطى كويس ولا ايهاب ؟؟
فولجت إليه والدته .ولكن ما أنإن فتحت الباب حتى صرخت .....