أخر الاخبار

رواية سجن العصفورة الفصل السابع بقلم داليا الكومي


 رواية  سجن العصفورة

الفصل السابع 

بقلم داليا الكومي


سجنها الاجباري الاختياري اصبح اكثر من سجن ...في كل يوم يمرعليها كانت تتعلق بة اكثر فالحرية اصبحت مصدررعب لها ...حمل لا ترغب في حملة...السجن اصبح ملجئها ووحدتها اصبحت رفيقتها 

اصبح لديها الوقت الكافي للنظر بترو في احداث الماضى..التصرفات المبهمة بالنسبة لها فيما مضى اصبحت الان مفهومة 

بعد انتقالهم للحى الراقى والشقة الفخمة سلطان ابلغها انة لن يستطيع استخدام دراجتة النارية بعد الان ...قال لها في خجل.. 

- ممنوع..طبعا مش مسموح لبناية اقل ساكن فيها مليونيرانة يسمح لموتوسيكل يركن جنب عربياتة الفخمة اللي اقل واحدة فيهم سعرها معدى المليون 

حينها سلطان اخبرها انة طلب من سائق المخزن توصيلة كل يوم الي المخزن واعادتة للمنزل بعد انتهاء الدوام.. وابلغها انة خزن دراجتة النارية في المخزن لانة لم يعد في حاجتها حاليا 

هبة استرجعت تصرفات سلطان منذ يوم انتقالهم..اكتشفت اكتشاف مذهل هزها....علي الرغم من جو الترف المحيط بيهم ..سلطان لم يحاول كسب اي مكسب شخصى لنفسة ....حتى ابسط الاشياء مثل الملابس...علي الرغم انة حافظ علي مظهر لائق مناسب للمكان الا انها اكتشفت في الحقيقة ان سلطان فعليا كانت خزانتة فارغة الا من بعض الملابس القليلة التى تستره اكتشفت ان المذياع المفتوح علي اذاعة القرآن الكريم اختفي من حياتها.. 

اختفي لان الشقة لم يكن بها واحد وسلطان رفض شرائة من اموال هبة سلطان اعتبر اموال هبة امانة رفض ان يمد يدة عليها ويستفيد منها باي طريقة واعتبر هبة بنفسها امانة عندة ...امانة حافظ عليها بحياتة لادهم... 

تزكرت في يوم عيد ميلادها السابع عشر ... يومها سلطان فاجئها بسلسة ذهبية... 


41 

مصحف ذهبي صغير يتدلي حول عنقها الجميل...حينها سلطان دمعت عيناه وهو يقول .. 

- انا بعت الموتوسيكل النهاردة ...خلاص معدش لية فايدة ومش هيكون لة استخدام تانى...افتكري دايما ان السلسلة دى بفلوس الموتوسيكل... 

حبيبي يا بابا ...جبتلي هدية بفلوسك وكنت عاوزنى اعرف كويس انها منك مش من تمن بيعى... 

بعد عدة اشهر اكتشفت بالصدفة ان المصحف يفتح...فتحتة فوجدت بداخلة الصورة الوحيدة التى كانت لديهم لوالدتها الراحلة 

سلطان سلمها تركتها...كل ورثها منة... كل ممتلكاتة كانت دراجتة النارية وصورة والدتها ....... 

السنة الدراسية انتهت ...سنة اخري مرت من عمرها ...رفضت كل الدعوات لحضور حفل انتهاء العام الدراسي كالمعتاد ....في ايام المدرسة كانت تقضى اجازتها الصيفية في المدرسة اما الان فشهور الصيف طويلة كئيبة تقضيها بين حوائط سجنها... 

حاليا فترة الاجازة سجن انفرادى...حفظت جدران البيت شبر شبر من اليوم ستبدأ الاجازة ... ستبدأ العذاب ...الدراسة كانت تشغل وقتها في شهورالسنة الدراسية ...اما الان فهى تستعد لشهرين من السجن الانفرادى مع وصول سائقها ليقلها الي المنزل ...هبة ودعت حريتها الجزئية واستقبلت سجنها الانفرادى..... 

.............

الم عنيف في بطنها ايقظها من النوم....حاولت النزول من الفراش لطلب المساعد من الماس لكنها لم تستطع...المشى يسبب لها الم رهيب ...عادت لفراشها....نوبة غثيان ضربتها ...لابد لها من المحاولة مجددا...ليتها طلبت المساعدة عندما شعرت بالالم قبل نومها لكنها اعتقدت ان النوم سيريحها ضغطت علي نفسها وحاولت الذهاب لحمامها ...الالم غير محتمل...الدموع غلبتها ...صرخت في الم ..وامسكت بطنها ...رعشه هزت كل جسدها رعشة لم تستطع السيطرة عليها ..." يارب ساعدنى" ... 

وكأن دعواتها استجابت الماس فتحت بابها ودخلت الغرفة وهى تصيح بقلق.. 

- انسة هبة ..مالك خير؟؟؟ ..سمعت صرخة وانا معدية من ادام بابك... 

- الحقينى ...هموت من الالم...مش قادرة 

الاحداث التالية مرت عليها بين الحلم والحقيقة ...الماس اتصلت بالاسعاف فورا...فقط عشرة دقائق ووصلت سيارة اسعاف وطبيب... 

في خلال دقائق الانتظارالقليلة الماس ساعدتها علي ارتداء ملابسها وجهزت لها حقيبة ملابس صغيرة ...بدا وكأن الماس تلقت تعليمات وقامت بالتنفيذ 

الاسعاف نقلتها لمستشفي كبير وضخم بالقرب من شقتها ...نفس المستشفي الذى نقل الية سلطان...في دقائق كانت شخصت حالتها بانها التهاب في الزائدة الدودية ولابد لها من دخول العمليات فورا.. 

الالم النفسي لوحدتها المها اكثر من الم بطنها...تقريبا كانت المريضة الوحيدة في المستشفي التى لا يوجد معها اهل... 

صحيح الماس كانت معها عند وصولها ولكنها اختفت فور وصولها الي المستشفي...مرة اخري تنفذ التعليمات بألية...تلك الالة لا مشاعر لديها اطلاقا الان لا تتعجب من عزوفها عن الزواج ..فهى لا تحمل قلبا ينبض مثل كل الناس...مكتفية بنفسها بشكل غريب...تسألت بمرارة اين وجدها ادهم ...؟ 

انتقلت الي غرفة كبيرة في انتظار تحضيرها للعملية...ابلغوها انها ستدخل الي العمليات بعد ساعة واحدة فقط...اصوات المرافقين للمرضى الاخرين التى تطمنهم تسللت اليها من خلال الجدران ...الجميع لدية احد ما بجوارة اما هى فليس لديها أي احد ......اكتشفت كم هو صعب ان تكون موجودة في مستشفي وتستعد لاجراء عملية بدون ان يكون أي شخص بجوارها .. 

ممرضة مبتسمة بلطف دخلت اليها وساعدتها علي استبدال ملابسها لزى المستشفي الاخضر الكئيب ...ربطت لها شعرها الاصفر بطاقية خضراء ايضا... دخلت ممرضة اخري ونقلوها سويا لغرفة العمليات... 

احساس عنيف بالخوف ضربها .... تمنت لوان سلطان كان مازال معها.. 

في مرضها كان دائما يطمئنها وهو يقرأ القرآن بصوتة الجميل...حلها الوحيد حاليا هو استرجاع صوت سلطان وهو يقرأ القران علها تطمئن 

قليلا ..فكرت في نفسها بالم طاغى... 

ما اصعب شعور الانسان بالوحدة وخصوصا وهو مريض...."" في غرفة العمليات كانت ترتجف بشدة ...اخر زكرياتها كانت صورة طبيب التخدير الوسيم وهو ويحقنها بشيء جعل الغرفة تدور من حولها... 

.............

يا الله ماهذا الحلم الرائع!! ...ليتها لا تستيقظ منة ابدا... 

حلمت بوجود شخص حنون رائحتة مثيرة يجلس بجوارها علي السرير يحتضنها بقوة يدللها كأنها كنز ثمين يقبل جبهتها بحنان..حلمت ايضا انة يمسح وجهها بمنديل منعش...الحلم الرائع لم ينتهى بعد فذلك الجالس بجوارها انتزع غطاء شعرها بلطف شديد واصابعة مشطت شعرها بحنان غامر كم ارتاحت لصوتة الهامس .. لكلامة الذى يجعل قلبها يخفق حتى في الحلم كان يهمس في اذنها بكلام لم تسمع مثلة من قبل .. كلام سبب لها قشعريرة في عمودها الفقري...شفتاة تجولت بحرية اكبرعلي وجهها مجددا واقتربت من شفتاها... 

طوال عمرها محرومة من اللمس ...حتى في حياة سلطان ... لم تتزكر احتضانه لها ابدا.. 

او في الحقيقة احتضنها مرات قليلة ...استمتعت بحلمها لاقصى درجة الحلم عوض افتقارها للمس ...للتواصل البشري ...احست ان بطل حلمها سوف يبتعد.... تذمرت بشدة ...فأحس بإعتراضها وعاد لمكانة بجوارها يحتويها بين ذراعية مجددا ..اقترب منها جسدة ضغط جسدها الية ووضع ذراع قوية تحت رأسها فاطمئنت انها محمية واستسلمت بسعادة للدوار الذى كان يهاجمها بشراسة كى يحتل عقلها... 

حلمها انتهى والدليل انها عادت وحيدة مجددا والرائع الذى كان يحتضنها اختفي مع الحلم .. الم بطنها مكان الجرح يأكد لها انها استيقظت بالكامل من التخدير ففى حلمها لم تكن تشعر بأي الم فقط كانت تشعربالنشوة ... 

فتحت عينيها ببطء شديد ... كانت تشعر بالظمأ ...لمحت نفس الممرضه التى رافقتها لغرفة العمليات.. تجلس علي كرسي بجوار فراشها... 

- مية ...عطشانة... هبة هتفت بضعف 

الممرضة نهضت فورا... اقتربت منها وقالت : حمدالله علي سلامتك لسة شوية علي الشرب... لازم الدكتور يشوفك الاول قبل ما اقدر اسمح ليكى بالشرب 

الممرضة اخذت علاماتها الحيوية وخرجت تبلغ الطبيب باستيقاظها الم يكن الحلم اجمل يا هبة ها قد عدتى لوحدتك الاليمة ولالم بطنك الحقيقة المرة ملئت عيناها بالدموع..." وحيدة في المستشفي يا هبة حتى يوم عمليتك" 

ماحدث بعد ذلك كان شىء لا يمكن ان تتوقع حدوثة ابدا...الممرضة التي ذهبت لابلاغ الطبيب انها استيقظت عادت بسرعة وقالت لها باهتمام .. 

- عندك زائر بيطلب يدخلك.. 

هبة كادت ان تقفز من سريرها ... - زائر ...زائر مين..؟....عقلها اشتغل بسرعة الصاروخ ..مين ممكن يجينى..؟ انا معرفش أي حد الممرضة ....- ادهم بية البسطاويسي 

من يوم مقابلتهم الكارثية في مكتب عزت حمدى المحامى وهى لم ترة اطلاقا كل تعاملاتهم المالية كانت من خلال عزت المحامى وكل طلباتها كانت تصل الية من خلال الماس.. 

بالتأكيد عندما علم عن مرضها اتى لرؤيتها كواجب ثقيل مفروض علية....لاول مرة منذ استيقاظها تنتبة لشكل غرفتها ...الغرفة لم تكن غرفة عادية .... بل كانت جناح فخم جدا ..جناح استثنائي... 

الممرضة اكملت بحشريه ... 

- ادهم بية مهتم بيكى جدا وطلب منى انى افضل جنبك من ساعة ما خرجتى من الافاقة .....كلمة السرادهم البسطاويسي واموال ادهم البسطاويسى ونفوذ ادهم البسطاويسى..هبة فكرت في سرها حاولت الجلوس لكن الم بطنها العنيف منعها ...تأوهت بصوت عالي 

الممرضة اتجهت اليها فورا... 

- استنى انتى عاوزة ادهم بية يفصلنى..؟ 

علي الرغم من المها الشديد..هبة سألتها بدهشة : ادهم ؟ 

- ايوة ادهم بية صاحب المستشفي ..او بمعنى ادق سلسلة مستشفيات.... 

المستشفي دى واحدة من سلسلة مستشفياتة الكتيرة ... ثم سألتها بفضول واضح ...- هو انتى متعرفيش ..؟..اصلك اندهشتى اوى لما قلتلك لا طبعا معرفش وهعرف ازاي ... دة حتى معرفش اساسا ان مستشفي كبيرة كدة ممكن تكون ملك لشخص واحد...هبة فكرت 

الممرضة عساعدتها علي تعديل وضعها بحرص ووضعت لها وسائد خلف ظهرها مكنتها من الجلوس ثم مشطت لها شعرها بفرشاة ...هبة لاحظت نظرات الاعجاب التى ظهرت علي ملامح الممرضة وهى تمشط لها شعرها ... 

- شعرك رائع... اسمحيلي اسألك شكلة طبيعى مش مصبوغ مش كدة..؟ 

- اة طبيعى عمري ما صبغت... 

نظرات الاعجاب الان اختلطت بنظرات الحسد .. 

- يا بختك...خلاص جاهزة ابلغ ادهم بية ...؟ 

وبدون انتظارردها خرجت الي الصالون الملحق بالغرفة لابلاغة بأنها مستعدة ... 

ادركت الان سبب الاستقبال الحافل والمعاملة المميزة التى تتلقاها منذ وصولها فهى من طرف الرجل الكبير...ضحكت مع نفسها بسخرية 

الممرضة فتحت الباب مرة اخري وقالت ... 

- اتفضل يافندم 

قلب هبة هوى في ارجلها وامسكت بطنها بقوة بكلتا يديها ادهم دخل الي غرفتها ببطء وهو يراقبها بتمعن ... 

اضخم واطول مما كانت تتزكر...بدلتة السوداء المصممة خصيصا له زادت من جو السلطة والقوة حولة...الشيء المختلف كليا عن اخر مرة رأتة فيها كانت نظرة عيونة علي الرغم من ان يومها لم تجلس معة سوي دقائق معدودة انتهت سريعا لكنها كانت تتزكر نظرتة الحيوية الجريئة اما اليوم فكانت نظراتة مرهقة حزينة... 

دخولة الرسمى المتحفظ للغرفة اراحها كثيرا ...حياها بأدب وقال بطريقة 

رسمية.... 

- حمدالله علي سلامتك يارب تكونى بقيتى احسن هبة ردت بضعف....- الحمد لله 

ادهم انتظربجوارالباب وكأنة يختبر رده فعلها علي رؤيتة....هدوءها شجعة علي الاقتراب من سريرها وقال .... 

- الممرضة هتفضل معاكى لحد ما تخرجى بالسلامة من هنا ..اي طلب ما تتكسفيش هى هنا عشان تنفذه 

هبة سعلت بقوة..السعال سبب لها الم فظيع في مكان الجرح فامسكت بطنها بألم 

ادهم فزع من المها اقترب منها ومد يدة كأنة سيلمسها ثم تردد وسحب يدة فورا واعادها الي مكانها ...يدة غيرت اتجاهها وبدلا من ان تساعدها ضربت الجرس فوق سريرها 

الممرضة دخلت الي الغرفة فورا .... 

- نعم يافندم 

ادهم امرها ...- استدعى الدكتور فورا الممرضة نفذت بدون جدال وخرجت وتركتهم ادهم سألها بقلق ....- فية الم..؟ هبة اجابتة ...- بس مع الحركة او الكحة 

طبيب دخل الغرفة فورا وقال باهتمام ملحوظ .... 

تحت امرك يا ادهم بية- 

ادهم امرة بترفع ...- ريحها فورا 

بعد ذلك ثبت نظراتة علي وجهها لدقائق ثم غادر الغرفة من حيث اتى ...  

                       الفصل الثامن من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close