أخر الاخبار

رواية ست الحسن الجزء الثاني الفصل الخامس والاربعون

رواية ست الحسن الجزء الثاني الفصل الخامس والاربعون


رواية ست الحسن .


 الفصل الخامس والاربعون

بقلم امل نصر بنت الجنوب



الغضب .... كلمة قليلة عن اللى حاسس بيه دلوقتى.. من ساعة من بلغه "عاصم "بحسن نية انها نزلت المحافظة.. عشان تحضر محاضراتها وعرف هو من الدكتورة زميلته ان المحاضرة. انتهت من نص ساعة تقريباً ..ساب اللى فى ايده وساق عربيته فوراً لجامعتها ينتظرها .. لكن المفاجأة كانت لما لمح طيفها من بعيد وهى ماشية بعيد عن جامعتها ...استنتج فوراً انها هاتاخد مواصلة. عامة لتوصيلها البلد .. الغبية كان هاين عليه يشدها من شعرها يجرجرها قدام الركاب .. لدرجادى وصل بيها الاستخفاف بكرامته ورجولته .. وعلى سبب لايذكر .. لما نزل من عربيته وخبط بقبضة ايده على ازاز الشباك اللى كانت ساندة عليه بدماغها ومش دريانة بوجوده.. شاف وشها اللى اتخطف وجاب مية لون بمجرد رؤيته .. بكل هدوء شاور بعنيه عشان تنزل من سكات .. هى من الصدمة مقدرتش تقاوم ولا تعترض .. نزلت فوراً لقيته واقف قصادها بطوله المهيب .. وجهه متجهم وملامحه مش مقروءة نهائى. 

وعلى نفس السكوت فتح باب العربية يدخل مكانه ويدور المحرك.. نفخت بداخلها قبل ما تتحرك اَلياً وتلف الناحية التانية تركب جمبه فى الكرسي الامامي .. فوراً اتحرك بعربيته ومشي بيها .. بلعت ريقها قبل ماتتجرأ على الكلام : 

- على فكرة بقى .. انت مش من حقك تزعل كده .. عشان انت اللى ماسألتش عليا .. فما تلومنيش على تصرفي دا ...

اللتفت لها فجأة بنظرة نارية وقفت الكلام على لسانها .

صدره كان طالع نازل قدامها بشكل يوضح قوي .. كمية الغضب اللى جواه منها ..بس كمان سكوته دا يقلق ويخوف .

حاولت معاه مرة تانية :

- طب انت ساكت ليه ماتتكلم.. هو انا بكلم نفسي .

برضوا فضل ساكت. واستمر فى القيادة طول الطريق بشكل دمر اعصابها .. وجعلها بمجرد مافتح لها باب الشقة ودخلت .. انفجرت فوراً :

- هو في ايه بالظبط ؟ ماتتكلم وطلع اللى جواك .. بدل اسلوب التجاهل ده .

رمى مفاتيح الشقة والعربية قدامها على الكنبة الى قصادها وهو بيقول بهدوء مايسبق العاصفة:

- عايزاني اقولك ايه بالظبط؟

- قول اي حاجة بس بلاش الجو المريب ده .

قال بأسلوب تهكمي:

- اه .. يعني انتي عايزاني اعاتبك مثلاً عدم احترامك ولا تقديرك ليا ؟ ولا اهنيكي على جرأتك .. اللى خلتك تيجي من البلد مخصوص عشان تحضر محاضرتك .. وبعدها عايزة تمشي من سكات ولا اكن ليكي بيت وراجل هنا .. ولا الأحسن أنى اصقفلك وانتي عايزة ترجعى لوحدك على البلد بالمواصلات العامة عشان توصلى هناك والدنيا بتليل ؟


غمضمت عيونها وهى بتاخد نفس طويل تشجع بيه نفسها للرد عليه :

- اولا انا عمرى ما جللت من احترامك .. وانت عارف ومتاكد. من كلامي اما بالنسبة لحكاية اني اروح لوحدى .. فدا شئ طبيعي بعد تجاهلك ليا طول اليومين اللى فاتوا .. وكأني معدتش ليا وجود فى حياتك ولا اهمك نهائي .

مال برقبته ناحيتها وهو مضيق عيونه قبل ما يقول بابستامة جانبية غامضة :

- وعايزاني اكلمك ليا يابابا ؟ مش جولتي انك عايزة تهدى اعصابك ودا كان طلبك .. بتولوميني ليه بقى لما انفذ رغبتك ؟

دموعها غرقت وشها وهى بتهتف بصرخة:

- هو دا اللي فهمته ؟ اني عايزة ابعد وبس! .. مافهمتش اني تعبانة وعايزاك تطمن جلبي وتراضيني .. ماشوفتش فى عنيا. رغبتي الشديدة انك تاخدني فى حضنك .. وتطبطب عليا زى كل مرة زعلنا انا و انت فيها مع بعض .

قالت الاخيرة بصوت ضعيف طلع بحرقة.. جعلته يتفاجأ من رد فعلها وملامحها تلين فى الرد عليها :

- بس انا راضتيك يا"نهال " ساعة ما اتعصبت عليكى وجتها فى مكتبي ودا كان قبل ما نروح البلد .. ولا انتي نسيتي ؟

مسحت دموعها باطراف صوابعها وهي بتاخد شقيق وزفير قبل ما ترد بقوة :

- لا منسيتش .. بس انا ساعتها كنت منهارة بجد بعد ما وصلني كلام تاني ومعايا الدليل !

سألها بارتياب :

- دليل ايه اللى بتقولي عليه ؟

........................


مش حاسكت ياجد ولا اسيب حقي ولو في فيها موتي .

-شايف يابوي .. شايف الواد وجنانه.. هايطين الدنيا الله يخرب بيت سنينه 

قالها محسن بلوعة وهو بيخاطب " ياسين ".. رداً على كلام حربي وإصراره على المواجهة. 

قال " ياسين " بهدوء :

- اهدى شوية يا" حربي " وخلى كلامك موزون .. الاندفاع والتهور ماهيجيبش نتيجة. 

قال حربى بعصبية :

- امال ايه هو اللى هاجيب نتيجة ؟ اننا نسكت ولانطاطي لواحد حرامي زي ده .. عايز ياكل تعبنا وشقانا .

رائف كمان :

- حربي عنده حج ياجد .. انا اسمع عن الراجل ده بلاوي .. مستغل سلطته. وحصانته فى ان ماحدش يمسك عليه حاجة.. يعني لما يهدد بالفجر ده يبقى عامل حسابه ..واحنا لايمكن نسكت على حقنا.

صرخ محسن فى الاتنين:

- انتوا الاتنين باينكم مش هاتجيبوها لبر .. ماتهمدوا شوية بدل ماتودونا فى داهية احنا مش كدها .. المصيبة دى تخص" زاهر " يبقى هو اللى يواجهه .. وربنا يقدره لكن احنا مالناش دعوة .

صرخ " حربي " بعصبية :

- مالناش دعوة كيف ؟ دا انا دافع ل" زاهر " خمسين ألف جنيه وغير الفلوس اللى دفعتها فى الزرعة والتقاوي .. هي كانت فلوس حرام .. وزرعتي اللي تعبت وشقيت فيها .. وبعد دا كله تقولي مالناش دعوة .

- ولدك عنده حق يا" محسن " .. المشكلة دى كبيرة قوى على زاهر يشيلها لوحده.. دا مسكين بقالوا خمس سنين وهو بيصلح فى الارض ودفع فيها دم قلبه .. والبلد كلها تشهد ان الارض دى بتاعة زاهر واللى يقول غير كده باطل 

خرج صوت " محسن " برجفة:

- كلامك يابوي كله صح .. بس احنا مش كد الراجل الباطل ده ..ولا كد خناقات كبيرة مع بدنته.. دول واخدين راحتهم فى. المشاكل على حسه .. عشان بيعرف يتصرف ومابيخليش حد فى عيالهم يقعد فى السجن .

رائف بعصبية:

- بس احنا بلدنا مااختفتش فيها الرجالة .. ولو سكتنا على حق زاهر دلوك .. بكره هايكُلنا كلنا .

ياسين بقوة وهو بيوجه كلامه لمحسن :

- العيال عندهم حق ياولدى .. البلد كلها لازم تقف مع زاهر ضد سراج فتوح.. حرام عليه ياكل شقا الواض المسكين ده .. وشجا. ولدك فى ارض استأجرها ودفع فيها التمن من ماله وصحته. 

اقتنع محسن رغم الخوف اللى مالى قلبه فسال بتردد :

- طب وهو زاهر هايعمل ايه دلوقت؟عشان يعرف يواجه الراجل ده .

جاوبه حربي :

- زاهر دلوك بيحاول يحرك الإجراءات قانوني عشان يثبت حقه ..دا مقدم على طلب تمليك من الحكومة .. اديلوا مده طويلة .. 

............................


بملامح متجهمة كان قاعد عالكنبة قصادها يقلب فى الفون بتاعها .. ويتفرج على الصور اللى بتوصلها اديلها مدة :

- رقم مين ده؟

هزت كتفها ترد على سؤاله :

- معرفش؟

زعق فيها بصوت عالي :

- متعرفيش ازاي؟ امال بتتفرجي على الصور اللى بتجيلك كده من حد غريب .. من غير ماتساليه انت مين ؟

قالت بتوتر :

- واسال ليه؟ هو انا هاتعرف بيه ؟ انا كل اللى يهمني الصور وبس .

- كل اللى يهمك الصور وبس ؟! واحد بيفتن مابيني وبينك ويجيبلي صور جديمة على صور جديدة .. يسمم بيها عقلك من. ناحية جوزك .. وفى الاخر تقولي مايهمنييش .. مش يمكن تكون الصور دى متفبركة ؟

وشها اتخطف وهي بتسأله بخوف:

- طب قولي انت .. الصور دى صح ولا لأ.؟

- طب لو قولتلك. مفبركة هاتصدقي ولا هاتكدبيني ؟

سؤاله لجمها ومعرفتش ترد بأيه.. وهو لقط جمودها ده وكمل ؟

- مش عارفة تردي .. طب انا هاقولك يا" نهال " واكدلك ان الصور دى حقيقية ..سواء القديمة اللى كانت ايام الجامعة ولا الجديدة وانا دكتور دلوك .. ها ايه رايك بجى ؟

قالت بصدمة :

- يعني انت رجعت تحبها من تاني يامدحت ؟

- انا جولت دلوك اني رجعت احبها من تاني؟!!

صرخت بانهيار:

- امال لازقين لبعض طول الوقت ليه ؟ ايه ما بينكم اكتر من الزمالة عشان تبقوا قريبين من بعض كده ؟

- عايزاني اجولك واجاوبك بصدق ؟ يبقي تقوليلى مين اللي زرع الفكرة دى فى دماغك من الاول .. من ساعة مادخلتي هجم على غرفتها وانا موجود معاها فى المستشفى؟

باغتها بسؤاله .. سهمت قصاده ومابقتش عارفة تجاوبه بأيه ..دى لو قالت اسم يونس قدامه .. دا كفيل لوحده انه يشعل الامور مابينهم اكتر بمراحل.. ظلت على ترددها دا لحظات .. قبل ما تقول اخيراً :

- الموضوع دا عدى يامدحت .. وانا ما ينفعش اتكلم وازود المشاكل .

قام فجأة من امامها ينهى الحوار بحسم:

- زي ما تحبي يانهال ..مدام اخترت تدارى عني حاجة مهمة زي دى .. يبقى ماتسالنيش فى حوار" مها "دا تاني نهائي .. انا خارج اكمل شغلي فى العيادة ..وبعدها هارجع المستشفى تاني اطمن على مريض عملت له عملية .. عن اذنك بقى .

قالها وهو بيمسك مفاتيحه من تاني وقبل ما يفتح الباب .. التفت يقول بكل هدوء:

- وعلى فكرة .. مافيش مرواح البلد تاني غير لما انا افضى واخدك معايا .. عشان تتابعي محاضراتك يادكتورة من غير شحططة فى المواصلات .. سلام بجى .

خرج وسابها مبرقه عيونها بذهول من تصرفه الغريب معاها 

...........................


كانت خارجة من غرفة نومها ورايحة على مطبخها .. اتفجأت بصوت ضحكته المجلجة فى قلب الصالة .. وهو قاعد على كنبته بارتياح .. ماقدرتش تمنع نفسها انها تقرب وتشوف المنظر الغريب ده .. معتصم بيضحك ومبسوط اوى كمان ؟!

- جدع ياحسين.. عرفت تتصرف صح .. دا سراج بيه هاينبسط منك جوي على كده .

- ....................

- ايوه امال ايه؟ احنا اللي يمشى معانا ياكل الشهد.. واديك شوفت بنفسك .

-..................

- لا ماتشيلش هم انت ولا تجلج .. احنا راجلنا فى المحافظة.. ظبط الدنيا صح هناك .. شغل مايخرش المية .

- ...................

- اييييوه ياسيدى هو نفسه "نوفل معروف " .. اطمن بقى .

نهى المكالمة وتفاجأ ب" نورا" وهى واقفه قدامه .. متسمرة .

- نعم .. عايزة ايه يابرنسيسة ومخليكي واقفة كده متنحة ؟!

عوجت شفتها ترد ببساطة:

- ويعني هاعوز ايه منك ؟ دا انا بس كنت داخلة المطبخ.. اشربلى بق مية من التلاجة.. وتفاجأت بيك وانت بتضحك بصوت عالي .. ودي بصراحة اول مرة تحصل ولا اشوفها انا بعيني. .

قام من مطرحه .. يلعب بسلسلة مفاتيحه وهو بينظر لها بغموض .. قبل ما يتنازل ويقول لها اَخيراً :

- بقولك ايه يا" نورا " عايزك تجهزي نفسك كده .. وتشدى حيلك ..عشان انا عامل عزومة عليوي بكرة .. وا يحضرها باشا كبير جوي هنا ..

سألته بتعجب :

- باشا مين ؟

.........................


واقفة وهى مكتفة ايديها الاتنين بتنظر بدهشة للكائن اللى واقف قصادها .. يسرح فى شعره اللى صبغه جديد من يومين.. ويرش فى الريحة على قميصه الجديد بسفه .. وكأنها شايفة واحد تاني ماتعرفوش .. جوزها القديم ..كانت متحملة كل عيوبه عشان الولاد وتربيتهم.. لكن دا اللى قصادها غريب عنها .. وكأن الفلوس اللى هبطت عليه فجأة ومن غير حساب .. طلعت عيوب جديدة كانت تايهة عنها .

- واقفة عندك ومتمسمره كده ليه يامحروسة؟ يكونش عايزة تصوريني ياختي؟

قالت بابتسامة باهتة :

- ومالوا ياسيدي ما اصورك .. وانت لابس اللى على الحبل كده ومتشيك .. دا غير الشعر الأبيض اللى داريته وصبغته.. حاجة تفرح!.

- ومالك ياختي بتقوليها كده واكنك قرفانة ؟ هو عيب الواحد يهتم بنفسه ولا هو عيب اني اشوف نفسي شوية وادلعها .

بشبه ابتسامة:

- دلع نفسك يا" سامح " وعيش حياتك كمان .. هو انا من امتى ليا كلمة ولا شورة عندك .. عن اذنك بقى .. ارد على تليفوني اللى مرمى على الكنبة بره .. اصله بيرن بقالوا فترة

- اتفضلي ياختي .

قالها بتكشيرة وهو بينظر لضهرها وهى خارجة .. وبعدها تمتم مع نفسه :

- ولية وش فقر .. نكد بصحيح .. 

فتح بسرعة درج التسريحة .. خرج رزمتين من الفلوس حطهم في جيوب قبل ما يسحب جزمته ويلبسها بسرعة .. بعد ما خرج من الغرفة وصله صوتها وهى بتكلم بنتها :

- سراج فتوح ! ودا من عيلة مين فى البلد؟ 

اتحفزت خلاياه وبسرعة قعد جمبها .. يركز معاها فى المكالمة .. استغربت قوى هى تطفله ولكنها كملت المكالمة:

- طيب هو انتي هاتقدري برضوا تشيلى عزومة كبيرة زي دى لوحدك؟ .. ماتخليه يجيب واحدة من اخواته البنات يساعدوكى 

شدها فجأة من ايدها يسألها :

- يساعدوها في ايه بالظبط؟

جاوبت مخضوضة ونسيت بنتها اللى معاها فى الفون :

- بتقولي ان جوزها " معتصم " .. عامل عزومة كبيرة لنايب الدايرة بتاعهم. 

خطف الفون بسرعة منها يرد على بنته :

- ماتخليهوش يجيب حد يابت يا" نورا " .. انا هاجيبلك امك من اول الصبحية بكرة تساعدك فى العزومة .. هو انا عندي اغلى منك ياعين ابوكى 

تمتمت نجلاء بذهول :

- هو في ايه بالظبط؟

.............................


حربي كان بيتكلم فى الفون مع " نيرة " اللى كانت بتحاول بكلامها تهديه :

- ما تزعلش يا"حربي "وتاخد فى نفسك .. اكيد في حل .

نفخ بصوت عالي :

- حل ايه بس يا" نيرة"؟ انا حاسس ان الموضوع كبير قوى .. زاهر انهاردة كان بيصرخ بحرقة وهو بيدافع عن حقه فى الارض.. قدام الراجل اللى اسمه حسين .. عضو المجلس المحلي .

وصله صوتها بتذمر:

- ماتزعلش مني ياحربي .. بس يعنى لو حصل يعني والراجل النايب ده خد الارض من اللى اسمه زاهر.. هاتاخد فلوسك ازاي منه بعد كده .

رد عليها بقوة :

- ماتقوليش كده يا" نيره " عشان مازعلش منك فاهمة .. دى ارض زاهر وحقه وانا أجرتها منه على اساس انه بعد ما يملكها من الحكومة هاشتريها منه .. وحكاية ان نايب الغبرة ده ياخد الارض منه يبقى على جثتنا احسن. 

وصله صوتها بلوعة :

- حن عليك ماتقول كده تاني ياحربي .. ماتخلنيش ازعل منك .. ومتنساش ان احنا فرحنا فاضل عليه اقل من شهر .. ماتوجعش جلبى ياواض عمي .

اتنهد بصوت عالي يهدى اعصابه:

- خلاص يا" نيره " ماتخافيش ... انا بس نار جايدة فى قلبي من الصبح وهاتجنن من ساعة ماشوفت اللى حصل. 

- لما انت نار جايدة فى قلبك .. امال زاهر صاحب البلوة نفسها يعمل ايه ياحربي ؟

- الله يكون فى عونه بقى .. بالك يابت يانيرة .. انا لو شوفت الراجل اللى اسمه سراج ده جدامي دلوك .. مش بعيد اطبق فى زمارة رقبته .

ضحكت بخفة ترد عليه :

- طب الحمد لله بقى انه ساكن فى المحافظة وبعيد عنينا .. احسن انا عارفاك مجنون وتعملها !

..........................


كان بيضغط بطرف صوابعه على جبهته من الم الصداع والارهاق وهو بيرد على ابن عمه .. اللى بيستفسر منه عن المشكلة وبيحاول ايجاد حل لها .

- والله يا عاصم زي ما بقولك كده؟ بس بت عمك هى اللي مجنونة. 

- معلش يامدحت ماتلومش عليها .. انت شوفت بنفسك الصور اللى وصلالها.. دى ناس عايزة الخراب ما بينكم 

رد بعصبية رغم تعبه .

-ولما مالومش عليها هى فى حاجة زي دى؟ الوم على مين بس؟ رخت ودانها لناس تفتن مابينا .. واما اسألها عنهم مش عايزة تقولي مين ؟ يبجى انا هاعرف احل المشكله دى ازاي بجى قولى ؟

كان خرج من غرفة مكتبه فى المستشفى وماشى فى الطرقة وهو بيسمع ل" عاصم " .

- طب اسمع مني يا" مدحت " .. مش يمكن تكون اللى اسمها مها دى هى اللى مرتبة الموضوع ده كله .. عشان ترجعلها .

قال بثقة :

- اسمع انت ياعاصم .. انا اكتر واحد عارف مها .. هى فيها كل العيوب .. لكن اللعب الزبالة ده .. اخر واحدة هى تعمله ..عشان دى مناخيرها فى السما وعمرها ماتنزل للأسلوب ده .

- امال مين بس دا اللى يقدر يعملها .. وكمان معاه صورك القديمة. 

وصله صوت عاصم بحيرة فى الوقت اللى انتبهت فيها كل حواس. مدحت وهو شايف غريمه قدامه وسط مجموعة من الزملة بيضحك. ويهرج ..فقال بابتسامة باهتة :

- اللى قدر يعملها .. واحد عارفني كويس يا"عاصم "وعارف تاريخي مع مها .. لا دا مش،عارف تاريخي وبس. .. دا كان طرف اساسي فى جميع الصور القديمة بتاعة الجامعة .. السافل وقليل الاصل .. انا هاعرف اربيه كويس !!



             الغصل السادس والارابعون من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-