أخر الاخبار

رواية ست الحسن الجزء الثاني الفصل التاسع والثلاثون


 رواية ست الحسن ج٢

الفصل التاسع والثلاثون 

بقلم بنت الجنوب


بنظرة مستاءة اللقتها عليه وهى واقفة على باب الغرفة .. نايم قصادها على سريره واكنه فى غيبوبة .. ..واكنه فى غيبوبة فاتح بقه بشكل يظهرلها لا مبلاته .. نظرة كانت بتبين مدى الاحباط فى قلبها من راجل عاشرته بقالها سنين..صابرة على معاملته السيئة لها من كل النواحي .. وراضية بالقليل فى انتظار التحسن.. لكن من الواضح قوى ان التحسن فى الحالة المادية .. واللى طب عليهم فجأة ومن غير ميعاد .. وراه مصايب .. وهى بطيبتها وسلبيتها كالعادة غافلة عنها . 


قدمت بخطواتها تدخل الغرفة وتقرب منه تصحيه بنغزة خفيفة من ايدها :- سامح ياسامح..اصحى ياراجل.. سامح ياسا ...نفض ايدها يقاطعها بخشونة:ايه ايه ياولية انتى ؟ مش تخفى ايدك التقيلة دى شويه ولا اتهبلتى؟

بلعت الإهانة فى قلبها زى كل مرة :

- تشكر يا ابو العيال .. انا بس بصحيك عشان احنا

قربنا على الضهرية .. يعنى مش قاصدة اضايقك !

فرك بعيونه شويه وهو بيقوم بجزعه .. يجلى حلقه ويكح بتحشرج:

- امممم .. توك ما افتكرتى ياختى ؟ ما كنتى تسيبني انام تانى كمان .. واخلص يومى بالمرة عالسرير ؟!...- ردت بغيظ :في مدونةكرنفال الرويات كل ما هوا حصري وجديد فقط ابحث من.جوجل باسم مدونة كرنفال الروايات واسم الرواية التي ترغب في قراتها- الله يا" سامح " .. حتى دى كمان هاتجيبها فيا ؟ .. اشحال ان ماكنت .. رايحة جاية عليك من الصبح عليك ..اصحى فيك وانت ولا هنا .. بس يعنى دا شى طبيعى .. مادامت واصل البيت على وش الفجر .. فدى النتيجة الطبيعية .

صك على اسنانه وهو بينظر لها بتحذير :

- لمى نفسك يامحروسة وبلاش منه تلقيح الكلام ده .. انا دماغى مش ناقصة خوته كده على اول اليوم .

- طيب على الاقل فهمنى ...هو انت بتعمل ايه بالظبط؟ الاول كنت بتجينى متعفر واكنك شغالة فواعلى ودلوقتى بقى بقالك يجى اسبوع تقريباً .. تخرج متشيك باللبس الجديد .. وتيجى على وش الصبح والروايح بقى بتفوح منك ..

- روايح ايه ياولية انتى .. انتى هاتفلطى ولا ايه ؟

- لا مش بهلفط يا" سامح " وانت عارف ومتأكد .. انا اقصد ايه ؟ المهم دلوقتى انا عايزاك تقوم وتفوق عشان نلحق نوصل البلد .. انت وعدتني امبارح انك هاتوصلنى لبنتى ولا هاتخلف وعدك كمان المرة .

- لا يااختى مش هاخلف وعدى.. وياللا قومى فزى حضرية الفطار اخلصى عشان نلحق نوصل بدرى .. ياللا غورى. 

قامت من قدامه وهى بتمتم بكلام يصبرها كالعادة .. نفخ فى ايده يشم الروايح اللى بتقول عليها وهى خارجة من بقه ..بعد بدمغاه قرفان وبصوت واضح 

- افففف .. يارتنى غسلت بقى قبل ما انام 

..............................


كعادة كل سنة ..ياسين بيطلع زكاته السنوية من خير الارض والبهايم .. لازم يعمل فيها ليلة لذكر الله .. ويجمع ولاده واحفاده على عزومة كبيرة.. ولازم الكل يحضر .. صباح .. كانت بتشرف على زوجات اخواتها وهما بيطبخوا ويحضروا .. والبنات " نيرة " واختها " زهرة " ومجموعة من بنات العيلة .. كانوا بينضفوا فى البيت والمندرة.. تحضيراً لعزومة الليل .. ونظراً لظروف حملها .. " بدور " كانت تساعد بتحضر الخضار وهى قاعدة .. بدون حركة تجهدها .

صباح باستعجال:

- ها يا" بدور " خلصتى تخريط البصل اللى معاكى .

نظرت لعمتها وعيونها كاسات حمرا بالترافق مع " دموعها :

- اخلص فين ياعمتى بس ؟ البصل دا حامى جوى .. دعكلى عنيا .. دا غير انه كتير كمان ومش عارفة اخلصه .

قربت منها تمسك تطل على اللى خلصته:

- فين بس اللى كتير ياجلعانة ؟ بيدك البطيئة دى ولا هاتلحجى تخلصى حاجة واصل النهاردة .

- ياعمتى بلاش افترا .. انتى مش شايفة عيونى اللى اتهرت من بصلكم الحامى ده .. مش كفاية شغالة لوحدى .

- وهانجيبلك مين يابت يساعدك دلوك ؟ كل البنتة شغالين فى تنضيف البيت.. وامك وحريم عمامك واقفين عالطبيخ .. وان كان على البصل الحامى.. فدا زين يامحروسة .. عشان عنيكى تتكوى وتيجى احسن .. لنظرك ..

رن جرس البيت و" صباح " قامت تفتح.. برطمت " بدور " وراها بصوت واضح :

- احسن ياعمتى !! انتى كمان بجيتى بتفهمى فى الطب ؟

هللت " صباح " ترحب بالضيوف .. وتسلم عليهم بترحاب شديد ..

- يااهلاً ياغالين .. نورتوا بيتكم ياحبايبى .

ابتسمت " بدور " بانشكاح واكن وصلتها النجدة :

- اهلاً اهلاً بالنسايب الزينة .. اهلا بيكى ياخالة " رضوانة " .. جدمى يا" نسمة "انتى و" هدير" البصل مستنيكم 

..............................


وصلت على المستشفى فى الميعاد المتفقة عليه معاه .. ولمعرفتها من الممرضة انه فى الطوارئ .. بيراعى حالة صعبة .. اضطرت تستناه فى غرفة المكتب وهى بتعد الثوانى والدقايق فى انتظاره .. على امل الوصول للبلد بدرى .. تلبيةً لدعوة " ياسين " للحضور فى ليلة الذكر السنوية .

المدة طالت قوى .. وهى بتتحرك فى الغرفة بعصبية .. مرة تنظر فى الشباك.. مرة تنظر فى ساعتها وتنفخ عالتاخير وتكتف ايديها .. فى الاَخر لما زهقت اضطرت تخرج من الغرفة .. علشان تسأل عليه وتشوفه

ونرشح لكم..رواية جبروت الادهم من هنا




وصلت عند بنات الاستعلام فى القسم ..ويدوبك هاتنده على البنت المشغولة فى النظر فى دفتر كبير .. يخص كل حالات القسم .. لقت الصوت المعروف وهو بيكلم البنت بزوق مستفز كالعادة بعد ما وقف جمبها بالظبط .. لدرجة ان كتفه كان هايلامس كتفها .. لولا انها بعدت باختيارها 

- رحاب ... الدكتور رئيس القسم وصل ولا لسة ؟

البنت رفعت دماغها ترد عليه بانتياه .

- معرفش والله يادكتور " يونس " .

فجأة التفت لها وكأنه اتفاجأ بحضورها .. فابتسم بمودة مبالغ فيها .

- اي ده دكتورة "نهال " ؟.. معلش ماخدتش بالى منك .. ازيك عاملة ايه ؟

انكسفت قوى تكسف ايده قصاد البنت .. بطرف ايدها بادلته التحية بخجل :

- اهلا بيك يادكتور " يونس " .. متشكرين على زوقك .

ابتسم ببرود لما لقى ايديها يدوبك لمسته .. فسألها بمكر :

- ايه بقى؟ هو انتى جاية تسألى عن الدكتور " مدحت " ؟

قالت بتوتر وعيونها بتروح على البنت الى واقفة منتبهة بفضول:

- لا ما انا عارفة انه فى الطوارئ وانا مستنياه عادى يعنى .. انا هابعتها تشوفه عشان رقمه مغلق بس .

قال بابتسامة خبيثة :

- ومين قالك بقى انه فى الطوارئ ؟ انا اللى اعرفه ان الدكتور " مدحت " بقالوا فترة طويلة دلوقت مع الدكتورة " مها " فى مكتبها !!

...........................


بخطواتها السريعة .. كانت مندفعة ناحية المكتب .. غيرة عمت قلبها رغم احساسها ان الموضوع اكيد كدب .. ماهو مش معقول يكون سايبها الفترة دى كلها محبوسة فى مكتبه .. وهو قاعد متوانس مع البرنسيسة حبه القديم  فى مكتبها لوحدهم !!

 من غير تفكير فتحت باب الغرفة ومن غير استئذان .. اتفاجأو الاتنين باللى فتحت الباب على غفلة .. وهى نار ولعت فى قلبها لما شافتهم قاعدين جمب بعض على كنبة واحدة ... نهض عن مطرحه مندهش لتصرفها .. وهى وقفت لحظات تنظرله بحدة .. قبل ما ترتد بخطواتها وتمشى من غير ولا كلمة نطقتها .. خرج خلفها يشوف مالها .. قدام نظرات " مها " المستغربة فعلها .. رغم حالة الانتشاء اللى كانت شاعرة بيها .. لكن الاستغراب مدامش كتير .. ودا لما لقت " يونس " داخل عليها بضحكة مالية وشه :

- ايه الاخبار ؟ شكلها ولعت .

عقدت حواجبها لثوانى بتفكير قبل ما تفردهم تانى وتشاور بسبابتها نحو الباب :

- اوعى تقولى ان انت السبب فى اللى حصل دلوقتى حالا ده ؟

هز بدماغه يأكد لها مع ابتسامة سعيدة .. وهو بيقعد جمبها عالكنبة .. فتابعت هى :

- ياراجل !! .. ايه الحكاية يا" يونس " ؟ هو انت لسة متعلق بالبنت دى ؟

قال بتصميم:

- عمرى ماشيلتها من دماغى .. ولا نسيت ان " مدحت " خطفها منى واتجوزها .. بعد انا ما اتقدمت لها وكانت عجبانى اوى ومازلت يا" مها " .. بس انتى ايه رأيك ؟ مش لو سابهالى ورجعلك انتى .. ترجعوا حبكم القديم من تانى .. مش دا هايبقى افضل حل للجميع ؟

مطت شفايفها بزاوية وهى بتظرله بتفكير :

- يااه يا" يونس " .. دا انا اتمنى .." مدحت" دا حب عمرى اللى ضيعته انا فى لحظة غباء منى .

.........................

دخل " ياسين " على عجالة فى البيت الكبير.. يدور على بنته الكبيرة " صباح " يسألها عن حاجة ضرورى تخص الاكل .. ستات الدار نبهوه انها طلعت فوق .. 

طلع الدور التانى وهو بينده بصوت عالى عليها 

- بت يا" صباح " انتى يابت ..

هم ينده عليها تانى بصوت اعلى ولكنه اتفاجأ باللى خرجت قدامه فجأة .. من غرفة فاضية ترد عليه بخجل وصوت واطى .. رغم سنها اللى تعدى الخمسين :

- صباح مش جاعدة هنا ياحاج " ياسين " .. هى طلعت الدور التالت تجيب شوية طلبات من فوق السطح .

اتنحنح فى الاول لجل يرد عليها بتماسك :

- اااه.. معلش يابوى ان كنت زعجتكم .. بس انا مكانتش اعرف ان في حد هنا .

- لا ولا يهمك يا حاج " ياسين " .. انا بس غيرت عبايتى بواحدة من بتوع " صباح " .. لكن انا نازلة حالاً دلوك .. عن اذنك .

اتحركت تتخطاه وتنزل قدام عيونه وهو مبلم ويدوبك قادر يتمتم مع نفسه بصوت واطى :

- يابوى البيت بيتك يابوى .. هو انتى اتكسفتى .

فوقته "نيره " اللى جات من خلفه من غير مايدرى .. وهى شكلها منعكش من التنضبف ..والغبار بان اثره على ملامحها .

- مين دى اللى اتكسفت منك ياجد ؟

اللتفت عليها لقاها شابطة فى دراعه بغلاسه.. وهى بتبسم بخبث .. وصله معناه بسرعة .. نظرلها بذهول وقرف من منظرها

- عايزه ايه يابت بشكلك المترب ده ؟

- عايزة اعرف .. انت كنت بتقول ايه لخالتي " رضوانه " وخلاها اتكسفت منك ومشت .

بكف ايده ضربها كشاف على جبهتها:

- بطلى برود يابت معايا .. وغورى غلسى على المحروس خطيبك ولا اقولك روحى اسبحى الاول من الغبار اللى كسا وشك ده 

.........................


كان بيرمى فى بواكى الفلوس المتقفلة قدام عيونه الطمعانة بشراهة .. على الطرابيزة الصغيرة اللى بتفصل ما بينهم ..بمنتهى التعالى :

- اهم الفلوس كلهم اها على داير المليم .. عشان تعرف بس انى مابكلش حق حد .

رفع شفته لأعلى بحركة مستنكرة :

- نعم يااخويا .. بقى انت بتسمى الملاليم دول حقى ؟

اتعدل فى جلسته يرد بغيظ :

- نجى كلامك زين ياعم " سامح " وماتغلبطش معايا فى الحديت .

- ملخبطش ده ايه ؟ بقى انت عايزنى انا اتعب واشرب المرار فى الصحرى .. وبعد ما اشوف الدهب بعينى ولا التماثيل اللى بتجيب ملاين لوحدها .. تضحك عليا بالملاليم دول واصدق انا ان دول يبقوا حقى .. لييييه؟ هو انا دق عصافير ولا اقلولك انى مختوم على قفايا مثلاً ؟

قال " معتصم " باستخفاف :

- اااه .. وانتى عايز كام بجى نظير تعبك ومجهودك ده .. نص المقبرة مثلاً ولا عايزها كلها ؟

اتبرجل " سامح " فى الرد عليه .. وهو نفسه ينطقها ويقول بالمفتشر .. حقى نص المقبرة .. لكن " معتصم " بقى رحمه من حيرته دى بعد ما قرا افكاره .

- اسمع ياعم " سامح " وافهم كويس اللى هاجوله .. يكون فى علمك .. كل اللى انت شوفته فى المقبرة دى .. انا يادوبك بلحق حاحة بسيطة منه .. اما الباقى فابيروح لشركاتى فى مصر .. ناس كبيرة وتقيلة .. وهما اللى بيعرفوا يصرفوا البضاعة بمعرفتهم وعلاقاتهم .. وانا بقبل عشان انا معرفش اتصرف من غيرهم يااما هاتحبس من عشية .. وزى انا ما برضى بالجليل .. ارضى انت كمان بالجليل .

قال " سامح " بحدة :

- عايزنى اقبل بمية الف جنيه يامفترى ؟ ليه ؟ دا حتى الظلم حرام .

رد عليه بحزم :

- وانت كنت عملت ايه بقى عشان تستحق اكتر من كده .. دفعت من جيبك ؟ لا ..انت تعبت وانا بديك اجرة تعبك .. ودا اللى عندى .. عاجبك ولا مش عاجبك؟

.......................


دخل مكتبه بالخطوة السريعة خلفها .. وجدها بترفع شنطتها على كتفها وهى على وشك الخروج .. شدها من دراعها فجأة يوقفها :

- ممكن افهم ايه اللى انتى عملتيه حالاً ده ؟ وايه السبب اساساً ؟

رفعت عيونها اليه بشراسة تقول :

- ليه يادكتور؟ ضايقتك جوى لما اقتحمت عليكم خلوتك انت وحبيبة القلب .

شدد قبضته على دراعها بغضب :

- ماتستفزنيش يا" نهال " .. ونجى كلامك كويس وانتى بتكلمينى .. انا مش عيل صغير معاكى. 

- فلتت دراعه عن ايديها بقوة وهى بتهتف فيه:

- ماشى يا" دكتور " .. انا هانجى كلامى مع سيادتك .. بس ممكن افهم بجى ياكبير يامحترم .. ايه لزمة, جعدتك مع واحدة ست وعلى كنبة واحدة فى اوضة لوحديكم .. وانت مفهم مراتك بنت عمك .. انك فى الطوارئ بتعالج مريض حالته خطر .. وهى مع هبلها مستنياك .

اتنفس بخشونة وهى بيحاول يتمالك نفسه فى الرد معاها :

- رغم غيظى وغضبى من اسلوبك المستفز .. بس انا هاريحك واقولك عشان اريح مخى انا كمان .. انا فعلا كنت فى الطوارئ مع حالة حرجة .. بس اللى حصل انها جمعتنا فى مكتبها.. انا وكذا دكتور تانى من نفس القسم .. عشان نتناقش فى امر مهم يخص وضعنا مع الدكتور رئيس القسم .. الزملة قاموا وانا كنت جايم كمان بس هى سألتنى عن حالة المريض اللى فى الطوارئ ووضعه ان كان يحتاج عملية ولا نستنى .. لإن لو تفتكرى يعنى .. هى معايا فى نفس القسم ودا شى عادى نتاقش فى حالة المرضى .

- ياسلام !! .. وانتى بجى عايزنى اصدق القصة المحبوكة دى ؟ بعد ما شوفتك بعينى .

- قصة ومحبوكة ؟ يعنى انتى كمان مش مصدقانى بعد كل اللى قولته؟ دا الاجتماع خلصان يدوبك من خمس دقايق والدكاترة حالا طالعين.. استنى هنا انتى عرفتى منين اساساً ؟

قبض بأيديه الاتنين على دراعها يقرب وجهها منها بغضب :

- مين اللى خلاكى تيجى هجم كدم عالاوضة ؟.. اتكلمتى مع مين يا" نهال " وفهمك الموضوع بالشكل ده ؟

لسانها اتلجم من نظرته اللى اصبحت جحيم مشتعل وهو بيقررها ويستجوبها بعد ما قلب الموضوع عليها بعد .

- ردى يا" نهال " وفهمينى .. ولا انتى عايزانى اشك فى كل الدكاترة اللى كانوا حاضرين الاجتماع .. ولا كمان الممرضات اللى دخلوا صدفة !!


                        الفصل الاربعون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-