CMP: AIE: رواية عشقت امراة خطرة الحلقة الحادية عشر والثانية عشر
أخر الاخبار

رواية عشقت امراة خطرة الحلقة الحادية عشر والثانية عشر


 رواية عشقت امراة خطرة



الحلقة"الحاديه عشر" 

والثانية عشر 

بقلم سنيوريتا ياسمينا أحمد

إجتمع "زيد" بكامل أسرته فى غرفة الضيافه وقد إذداد دهشه من حضور "بلال" بينهم رغم عقابه 

تحاشى النظر  تجاه "جده فايز " الذى ترأس الجلسه خشية من رؤيته غضبه




 الذى بات يكنه له بعد آخر 

لقاء بينهما وأثر




 المشادات بينهم لازل قائم لكنه لم يمنع نفسه من السؤال عن سبب حضور "بلال" بينهم :

_ بلال إنت جيت إزاى ؟


كان "بلال" متردد فى




 إجابته يخشى أن يتلفظ بلفظ قد لا يعجب جده ويقلب الأمر ضده،  بعد ثوان 

أجاب بشكل متقطع :

_ بابا ..جابنى 


نظر "زيد " بإتجاه عمه "عماد" والذى لم يغفل عن إغاظته بقوته ونفوذ قراره فى هذا المنزل ليشعره 

بالاقليه وعدم الاهتمام بنظراته الهازئه والمعتده بنفسه ظل يبارزه "زيد" بعيناه  ولم يزيح  نظره عنه 

حمحمت جده "فايز " جعلت "عماد" هو من يلتف عنه خشية من ملاحظته للامر،إنتبه الجميع 

وتأهب  لحديثه لقد إتضح من إصراره على جمعهم أن الامر هام للغايه إعتدلوا فى جلستهم حيث 

بدأ حديثه بإسم بلال بضيق :

_ بــلال ... عايز يصلح غلطه 

إرتعب "بلال" من نطق إسمه فى بادئ الحديثه وكأنه سيصدر عليه حكم الاعدام ،سكت "فايز" قليلا 

 ليجذب إنتباه "زيد" كان يتمنى أن يشاركه فى هذا القرار لانه كان الوحيد الذى علم برغبة والدها

 فى زواجها تمنى لو أنهم ليسوا على خلاف ليتشاور معه   كما إعتاد ولأنه يعجب 

كثيرا بطريقه تفكيره ، لكن خرجت الامور بينهما عن السيطره وسيعرف برأيه امام الجميع  .

أكمل وهو يسحب انفاسه بهدوء  :

_ عايز يتجوز بنت عمه وإحنا كلنا عيله مع بعضنا كل واحد يقول رأيه  وكويس إن "صبا" مش موجوده 

عشان كل واحد يقول رأيه بحريه من غير ما نجرحها وكمان ما حدش يبلغها حاجه من بعيد أو قريب 


كان يشدد من كلماته وهو ينظر إلى "ونيسه" ثم  أنهى حديثه بـ :

_ نبدأ بـ يحيى 


إذدراء "زيد" ريقه وهو يراه يتجاهه متعمدا ويعاقبه  بتهميشه وهذا ما لاحظه الجميع لقد كانت 

الاولويه دائما ل"زيد" لكنه تماسك حتى يشمت به أحد .

بالنسبه ل "يحيى "نداء جده له وإفتتاح  الجلسه بإسمه وأخذ رأيه شئ عظيم بالنسبه له جعله يشد ظهره

ويشعر بحجم كبيرومكانه هائلا كانت من قبل لأخيه الأكبرإبتسم وهو يجيب فى سرعه :

_ طبعا موافق الف الف مبروك يا اخويا 


لم يعجب" فايز" حماس "يحيى" فى إجابته فهو يثبت أنه لازال صغيرا على التفكير بحكمه والتريس 

فى أخذ القرار ،ارتسما على فمه  ابتسامه صغيره  وغير نظرته بإتجاه "عماد" وهتفت :

_ طبعا الفكره فكرتك فإنت ما عندكش مانع 


هم ليجيبه "عماد" لكنه تجاهله وسأل "ونيسه" ببرود :

_ وإنتى يا ونيسه رائيك إيه ؟


طرح سؤاله وهو يعرف إجابته فهى  كانت تتململ فى جلستها لتتمالك نفسها من إعلان رفضها 

القاطع  حتى عن  طرح الموضوع ولن تبدل كلماتها مهما حدث أجابته بوضوح :

_ مش موافقه  وعمرى ما هوافق ولوحكمت إنى أطلق من .......


قاطعها "فايز" بصوته الحاد والغاضب:

_ ونيسه.... سألتك عن رائيك وبس  الجواز والطلاق مش على كيفك 


إذدرائت ريقها وإبتلعت لسانها فهى تعرف جيدا ان حتى أمنية خلاصها لن تحققها وليس لها يد بالامر 

مَن تتزوج من عائلة الواصل لا تكون سوى دميه بيد "فايز الواصل" وجودها تماما يلغى .


بقى "زيد" صامتا يدعى الثبات وهو بداخله يخشي إلتفاته جده لمحادثته، تأخر فى توجيه الحديث له وبقيت

نظراته معلقه إلى "ونيسه" مما جعل "زيد" يرفع وجهه بإتجاه ليتأكد أنه لم يتجاهله وعلى فجأه ودون أن 

يتوقع نظر تجاه ووقعت عينه فى عينه الحاده لم يرمش له رمش وهو ينظر إليه، تبادلوا النظرات  معا 

بصمت خيم على الجميع حتى بات الكل يعرف أن "فايز" على خلاف واضح مع "زيد" ومابقى للشك مكان 

ثوان مرت كالدهر حتى نبث فم "فايز" بسؤلا مقتصر بإستياء :

_ وإنت ؟


عبث قليلا بخصلات شعره المتدليه على وجبهته ليعيدها للخلف ثم أومئ رأسه بهدوء وأجاب دون أن يترف له جفن :

_ موافق طبعا الف الف مبروك يا بلال 


لكم جده الارض بعصاه الذهبيه معلنا غضبه من إجابته هو الوحيد الذى كان ينتظر معارضته 

لعلمه السابق بأن والدها يريد إختيار زوج مناسب وبلال غير مناسب بالمره ،إجتاحه غضب 

من سلبيه "زيد" وعدم الوقوف بصفه كما إعتاده ،أنتبه الجميع لهذا الغضب وأصبحوا فى قلق 

مما ينوى "فايز الواصل " هذا  الذئب الهَرم ،صاح بإنفعال :

_أغبيه كل اللى قال موافق غبى 


صعق كلا من "عماد" وبلال " أما "زيد" فكان غير مهتم بينما "ونيسه " بدأت تطمئن أن رغبتها 

ستٌنفذ لذا إبتسمت وإنتظرت مرور العاصفه بصمت 

إسترسل "فايز" غضبه وهو يقول ل"بلال " بحنق :

_ صبا عايزه حد اقوى منها عشان تسمع كلامه وتبقى تحت طوعه وإنت يا بلال ومن غير مجامله 

عيل وأى كلمه توديك وتجيبك  مش أجوزهالك وأبقى خسرت راجل لانها هتعرف تقوم بالدورين 


إنفجر الدم فى وجه "بلال" وهو يستمع إلى رأئ جده الصادم به  لم يرفضه فقط بل قلل من شأنه 

فتمتم متعلثما :

_ يــعنى ...إيــ...ـــه ؟


ضيق "فايز" عينه ليوضح بإشمئزاز :

_ يعنى اللى سمعته ...صبا أرجل منك خاصتا بعد الموقف إللى عملته معاها  انا روحت شفت 

كامير المحل يومها وشفت إتصرفت إزاى 

هى لما حست إن العين عليكم  خافت ومشيت إنما إنت كنت عارف إللى هيحصل وأخدتها 


تدخل "عماد" بقلق من قرار "أبيه" القادم :

_ يا حاج بس ,,,,,

قاطعه بشراسه :

_ مافيش كلام تانى وإذا كان على إبنك خليه فى حضنك بس قوله يحترم نفسه ويحترم البيت 

اللى هو فيه 


كادت "ونيسه" تقفز من الفرحه لموافقه الاخيره على بقاء والدها ونجاحها فى إقصاء فكره 

زواج والدها من أخطر إمرأة تعرفها 

إلتف "فايز" لينهر "زيد " بحده :

_ وإنت كمان ما كنتش عارف كدا ولا خلاص ما بقتش عايز تبقى كبير العيله دى ؟


مط "زيد" شفاه ليرد بـ دبلوماسيه  رهيبه :

_ اللى تشوفه يا جدى أكيد انت عارف أكتر مننا كلنا وكلمتك تمشى علينا كلنا 


نبث فم "فايز" بإبتسامه ساخره وهو يرد عليه بضيق من إستمرار جفائهم :

_ كنت بحسبك أعقل من كدا 

ثم زعق بغضب ساحق:

_ كلكم ما بتفهموش كلكم ما عندكوش عقل 


إستمتع "عماد" بالمشاده التى بينهم  متجاهلا صياح والده فيهم كلهم لكنه كان متأكد انه يقصد 

"زيد" تحديدا ولم يهبأ بزيجه إبنه  من "صبا" فلم تكن غايته الزواج بل بقائه بالمنزل 


إستعد "زيد" للنهوض وهو يستأذن بإتزان :

_ ممكن أطلع انام ؟


رمقه "فايز " بحنق وصاح بضيق لم يختفى :

_ كلوا هيطلع ينام... مــعـــادا إنــــت !


عض طرف شفاه وهو ينظر إلى جانبه متفاديا نظراته الحاده وقسوته الموجهه إليه دونا عن الكل 

نهضوا جميعا  وخلت القاعه إلا من "زيد" وجده "ساد الصمت بعدما إختفى صوت أقدامهم 

وأصبح  المكان آمن  تماما لحديثهما بدأ  نهض  "جده "من مكانه ووقف بوجه وهم  بالحديث 

معاتبا إياه :

_ هااا نويت تصغر بنفسك 


يعرف إلى ما يرمى لكن التقليب فى الذكريات الماضيه كان يؤلمه خاصتا أنه إنتظر منه أن يراعى 

مدى جرحه من فعلت عمه وكذلك إتباع اومره فى عدم إخبار والدته بالامر وحفظ السر

زفر أنفاسه فقد كان على وشك الاختناق من ذكرياته المؤلمه التى عانى منها وحده ،فى نفس الوقت 

كان مجبر على إجابة "جده " حتى يكتفى من نظراته الائمه التى يرميها إليه  فقال بصوت متعب:

_ أنا ما كانش اقدر أرفض قدامهم لو رفضت اخويا هيزعل منى وعارف إنك مش هتوافق

فسيبت حضرتك تتكلم كلامك هيكون مقبول . 

كان "فايز" غاضبا من نفسه لاخبار "بلال " بحقيقته أو بنظريته  بهذه الصراحه التى تجرج 

وأيضا غاضب من "زيد" الذى لم يسانده فى قراره أمامهم حتى لا يضطر لجرح مشاعر حفيده 

إستدار عنه وهو يهتف بلوم :

_ ولو كنت إديت أى حجه إن شاء الله حتى دراسته كنت خففت عنى إنت عارف إن ابوها عايز يجوزها 

وسايب الموضوع فى رقبتى أنا 


حرك رأسه ليوافقه الرأى وهو يجبيه :

_ عارف وعارف كمان إن بلال ما ينفعش وإن عمى حسين لو صدر منه شئ هيلومك إنت 

فى الآخر 


أشار إليه "فايز" وقد نبث فمه بأبتسامه ماكره :

_ بس انا إختارتلها عريس حلو 


عاينه "زيد" بقلق وسأله مستفسرا :

_ مين دا ؟


إمتنع عن إجابته وقال :

_ لما ترجع لعقلك هبقى أقولك 


سأله "زيد" وقد تضاعف القلق بداخله من أن يزداد الخلاف بينهم فيخسر "جده" للابد 

وهو الذى يعتبره أبيه الروحى وسنده فى الحياه :

_ وإنت عايزنى أرجع لعقلى إزى يا جدى؟ 


بدى كمن وضع له الفخ ليخبره ببساطه  وبجديه :

_ تسمع كلامى   يا تتجوز نهى يا ترجع "مريم"  لستها


كاد أن يفلت غضبه أمامه فهو يعلم أن الحالين غير مناسبين له فهتف وقد نفذ صبره:

_ تانى ياجدى الموضوع دا مش هيتحل بالطرقتين  دول ...وبعدين إشمعنا انا مارضيتش 

ترجعنى لستى ورفضت أتربى بعيد عنك ولوقتى عايز مريم تخرج برا بيتك وتتربى بعيد عنى 


اجابه بضيق من معانده رأسه اليابس الذى يتعبه فى الفتره الأخيره :

_أمك ضحت عشانك إنت كمان عايز مريم ضحى عشانها 


صاح بضيق :

_ انتحر يعنى 

صاح به جده يسأله  :

_ هو جوازك من نهى إنتحار؟ 


بادله  "زيد" السؤال بسؤال :

_ هو إحنا لسه هنعيده ؟

إصتدم بأعين جده الغاضبه فهدء من نفسه حتى لا يغضبه من جديد لكنه لن ينفذ ابدا رغبته 

فى الزواج مرة اخرى  من أى إمراه كانت  نظم أنفاسه حتى يسيطر على إنفعاله وقال بهدوء :

_ خلاص سيب الموضوع على جنب ... مين العريس اللى اختارته لصبا ؟


لوح له دون إهتمام وقال بغموض :

_ هتعرف لما يجى يتقدم وان شاء الله هيجى قريب 

زفر "زيد" ونهض من مكانه يبدوا أن "جده" لن يرضى عنه إلا لو نفذ  رغبته من "نهى" وهذا

 لا ينوى فعله مما يوحى أن خلافهم سيظل ممتدد لفتره طويله 




"فى اليوم التالى فى بيت حكيم "


إجتمعت "صبا" من جديد على طاولة الافطار معهم لكنها كانت غاضبه من إيقاظها فى الصباح 

الباكر فهى لاتحب هذا  ولم تعتاده وضعت يدها على وجنتها وهى تشعر بالنعاس يثقل رأسها

 كان "حكيم" يلاحظ هذا مما جعله يهتف مرفقا بها :

_ بتصحيها لي يا بثينه كنتى سيبها لما تصحى وتفطر براحتها 


هدرت "بثينه " بفظاظه :

_ واحضرلها فطار تانى مخصوص هو انا كنت هشتغلها خدامه ولا ايه؟


صوتهم جعل "صبا " تتملل بضيق فى جلستها بانزعاج من ردود عمتها الغير مرحبه 

اصدرت صوت إعتراض بفمها سبق قولها :

_ تؤ ...خلاص انا كدا كدا همشى بكرا كفايه لحد كدا


اسرع "حكيم " بالتغطيه على حديث زوجته فقال مبتسما :

_ لا  تمشى إزاى؟ عمتك ما تقصدتش هى بس عشان إيد لوحدها فهى بتتعب معانا 

    

نهضت "صبا" من مكانها وهتفت دون اكتراث:

_ انا هطلع انام مش عايزه افطر إبقوا صحونى ع الغداء 


غادرتهم فهتفت "بثينه" بصوت جهور قاصده أن تسمعها :

_ يا سلام دا فعلا هبقى خدامه ليها 


اشار "حكيم " لها بالسكوت محذرا اياها من إزعاجها حتى يصل لمبتغاه ثم اشار إلى إبنه 

"عامر" الذى كان منهمك بتناول الطعام وقال :

_قوم وراها صالحها 

نهض "عامر" يٌعدل من قميصه  ويجذب ياقته بتفاخر ظنا منه أن يستطيع أن يوقع بها فى كلمه واحده 

 وتبعها حيث غابت باصرار .


وصلت "صبا" إلى باب غرفتها وهمت لتفتح الباب فمنعها نداء "عامر " بـ :

_ صبا إستنى عايزك 


إلتفت بإتجاه وقد لاحظت إبتسامته الغريبه التى تعتلى وجهه دون سبب واضح لكن أثار النعاس 

كانت اكبر من أن تحاول فهم سبب ابتسامته 

وقف قبالها دون أن تختفى ابتسامته ليقول :

_ ما تزعليش من امى هى فرحانه بيكى بس مش بتبين وانا كمان فرحان بيكى وابويا 

أومأت دون إهتمام واستدارت نحو غرفتها فأسرع لإيقافها :

_ مش هتمشي مش كدا دا انا حتى مش رايح الشغل عشانك 

وضعت يدها على كتفه لتربت بهدوء وبعفويه لا تقصد بها شئ:

_ لاء روح إنت شغلك انا عايزه اقعد مع نفسى 

أعجب بشده بوضع يدها على كتفه وظن   أنها تفاعلت معه بل ورأسه ذهبت بعيدا 

قال متحمسا :

_ لاء إنتى إدخلى نامى وأنا هستناكى تصحى براحتك إن شاء لبكره 


لم يكن لديها طاقه لمجادلته فإستدارت عنه لتدخل غرفتها دون إجابه يفعل ما يفعله المهم أن يتركها 

تنام الآن ...



"فى قصر الواصل "


بكاء "مريم " لم يهدا من الأمس ترفض بشكل غريب أى مصالحه من "زيد" وأى لعبه مزاجها 

سئ حتى انها طوال اليل تبكى دون سبب مما جعل "زيد" يستيقظ باكر ويبدل ملابسه ليذهب بها إلى 

الطبيب حملها بين ذراعيه وهو يسألها بإرهاق :

_ مالك بس يا مريم ؟


لم تكف عن البكاء فزاد شكه أنها مريضه بالفعل ظل يتحسس جبهتها وبقلق ويجب نفسه :

_ إنتى مش سخنه اومال فى إيه ؟


طرقات الباب ملئت  الغرفه فناد :

_ إدخل 

ولجت "نجلاء" إليه وقد إستمعت إلى صوت بكاء مريم من قبل أن تدخل وعندما رأته يرتدى 

ملابسه ضرب قلبها الخوف أن يتركها بهذه الحاله معها وتقضى اليوم كله فى عذاب بكائها 

فسألته بقلق :

_ هو حضرتك هتمشى ؟

نظر بإتجاه "مريم " وهتف بإستياء:

_ هأخد مريم واروح للدكتور مش عارف مالها طول اليل ما نيمتنيش 


نظرت "نجلاء" بإتجاهها وقالت بتاثر :

_ مش عارفه مالها من إمبارح من ساعة ما ست صبا مشيت وهى مزاجها مش رايق


إستمع "زيد" إلى إسمها وومض فى رأسه سريعا الاجابه لقد تعلقت مريم بصبا وهذا 

أسوء ما قد يصيب طفل يتيم، دس يده فى خصلات شعره ليرفعه للاعلى ويؤنب نفسه  كان عليه

أن ينتبه إلى هذه النقطه ولن يترك ابنته فى يد شخص مؤقت تعتاده فيرحل وصبا كانت أكبر خطأ 

خرج من الغرفه وهو يحملها بين يده ويحاول جذب إنتباها إليه بالحديث :

_تعالى يا حبيبة بابا نروح نتفسح بالعربيه ونجيب لعب ماشى يا مريومه 


لم تستجيب ابدا وظلت على نفس حالتها فقرر ان يتاكد إن ما كانت مريضه أو بالفعل تفتقد صبا 



"بعد ساعات" 


فتحت "صبا" باب غرفتها ترتدى عبايتها السوداء ذات الاكمام المربوطه تتزين بزينه رقيقه 

وتضع عطرا فواح لم تترك شئ إلا وأعطته حقه ووقته فى إصباغه وإظهاره بالشكل المثالى 

وما إن خطت إلى الدرج حتى وجدت "عامر" خلفها يهتف بفرح :

_ اخيرا صحيتى 

فزعت من ظهوره المفاجئ وصاحت بخوف:

_ خضتنى 


ابتسم لها وقال دون إكتراث :

_ المهم إنى لحقتك 


حركت رأسها واجابته بتعجب :

_ يعنى انا كنت هروح فين ما انا  قاعده 


وضع يده على كتفها ليقول :

_ انا عارف انك مش هتروحى بس انا كنت قاعد عشانك 


لاحظت يده الممتده فأزحتها بيدها وهدرت بتشنج :

_ ياريتك ما قعدت 


ضحك بصوت عالى غير مهتم بحديثها، تجاهل تماما نبرة الرفض التى بين السطور 

وهتف وهو يضع يده على ظهرها  :

_تعالى نقعد مع بعض شويه 


رفعت إحدى حاجبيها من إصراره على استخدام يده ودفعته بعيدا عنها وصاحت به :

_    مش عايزه اقعد معاك 


كاد ينفعل من اسلوبها الفظ معه فسأل بضيق :

_ وانا اقعد مع مين بقولك قاعد عشانك ؟


طوت ذراعيها امام صدرها وهتفت ببرود وتشنج  :

_روح اقعد مع امك 

صرعلى اسنانه فتركته وغادرت لتذهب إلى مقدمه المنزل وتجلس فى الهواء الطلق 

الذى جربته من قبل تبعها "عامر "  مصرا على التقرب إليها لكنه كان متعجبا من 

معاملتها الجافه بعكس الصباح  لم يفقد الامل لكنه كان متعجل .



"فى سيارة زيد"


بعد كشف دقيق ...

تأكد "زيد" من أن صحة إبنته على  ما يرام وأن ليس بجسدها ما يدعو لكل هذا الصراخ 

وبرغم من ذلك إذداد غبطه لم يكن بحسبانه ما حدث من سنوات وهو يشغل كل وقتها 

يتفهم حالتها النفسيه ومزاجها السيئ  لكن الآن بات عاجز تماما أمام حالتها الصعبه لم 

تلتفت لشئ ولم يغيرها شئ كلما عرض عليها لعبه أو حلوى تزداد فى البكاء ضمها إلى

 صدره بحنان وهو يحكيها متحيرا :

_ مالك بس يا حبيتى ؟


يخشى بشده ان يصيبها مكروه من كثرة البكاء رغما عنه تلفظ بما يفكر :

_ إنتى عايزه صبا ؟


إبتعدت عنه وكفت عن البكاء وتمتمت بتشنج وبصعوبه :

_ صاصااا  اممم صاصا 

إتسعت عيناها بذهول من تجاوبها معه وأيضا محاولتها الضعيفه بالحديث رغم أنها حتى الان لم تنطق 

بإسمه كان أقصى ما تقدمه كلمة بابا ،لم يجد مفر من اللجوء إلى "صبا "حتى وإن كانت رغبته بعدم الاقتراب

من "مريم " حتى لا تكون العواقب وخيمه إلا أن رضائها الآن بات شبه مستحيل فكان عليه أن يرضح لطلبها 

حتى ولو على حساب نفسه أدار سيارته وإنطلق نحو جهتها دون أن يفكر مرة أخرى إبنته أكبر من كبريائه 

وأكبر من إحراجه أمامها بعدما تشاجر معها فى آخر لقاء.



"فى بيت بثينه"


قد إذدات غضبا وضيق من ضحكات "حكيم " مع "صبا" وجلوسه المستمر معها فى مقدمه المنزل 

توشك على اقتلاعها من مكانها وإلقائها فى البحيره لتنتهى منها ومن شرها حاولت كثير فى كبج 

جماح غضبها تجاها لكن كانت تفشل حتى إنطلقت نحوهم بغضب عارم   لتجلس معهم بشكل 

مستفز وغاضب  نظرت "صبا" إلى حكيم " بشك من تصرفها الغريب  فمط شفتيه بابتسامه

عاديه حتى تطمئن ساد الصمت حتى هتفت "بثينه" بحنق :

_ ايه سكتوا ليه ؟ 

تحمحم "حكيم" قبل أن  يجيبها  باللين :

_ عملتي لنا غداء ايه يا بثينه ؟


لم تهدأ من سؤاله  الذى بدى ودى وهدرت بإعتراض وعصبيه :

_ والله هو انا بقيت خدامه خلاص  


اشاح "حكيم " بوجه عنها وهو يزفر ضيقه مستدعيا الهدوء لكنها لحقت بحديثها 

بمكر :

_ تعالى يا صبا اقفى معايا فى المطبخ 


لم تخفى "صبا" اعتراضها على ما تقول وهتفت فى جديه :

_ لاء طبعا انا مش بعرف اطبخ ولا بفهم فيه 


نهضت "بثينه " من مكانها وامسكت بمعصم "صبا" قائله باصرار :

_ تعالى أعلمك 


جذبتها عنوه لتمضى الاخرى معها بانزعاج من تصرفاتها الغريبه والغير مطمئنه 


ولجت إلى المطبخ واشارت إلى الاطباق التى تحتاج إلى جلى وهتفت أمره :

_ ما بتعرفيش تطبخى إغسلى المواعين 


لم تخفى ايضا إشمئزازها وضيقها من كل هذا فهى لم تحب اعمال المنزل ولم تقبل فى يوم 

على آيا منها وكثيرا ما  عاقبتها زوجة ابيها لعدم الامتثال لأومرها إن تغيبت الخادمه عنهم 

فى يوم كانت تقبل بأى عقاب إلا دخول المطبخ والضرب ،دفعتها "بثينه " فى كتفها كى تحسها 

على التحرك :

_ يلا خلصى عشان اعلمك الطبيخ


بدأت مرغمه فى تنفيذ ما قالته بضجر قد ظهر هذا التضرر على طريقة تعاملها مع الاوانى 


"بعد مده قصيره "


توقفت سياره "زيد" امام منزل عمته ترجل منها وهو يحتضن إبنته بين يديه وتوجه للداخل إستقبله 

"حكيم " بحفاوة ظهرت فى صوته ويده الممدوده :

_ أهلا اهلا  نورت الدنيا كلها   عاش من شافك يا زيد 

 

بالداخل 

فور سماع إسم "زيد" وصوته تركت ما بيدها وفزعت للخارج تاركه عمتها تناديها 

بضيق :

_ يا بت  يا بت إ نتى  تعالى هنا 

ومع استمرار منادتها وعدم استجابتها وهرولتها السريعه للخارج جعلت "بثينه" تتبعها للخارج وهى 

تلعنها قائله :

_ يجيلك خابط فى دماغك  يا بعيده 


وصلت "صبا" إلى "زيد" وقد تأكدت من حضوره بأم عينيها لم تخفى ابتسامتها  وكأنه اتى خصيصا 

لنجدتها من هنا واتسعت ابتسامتها اكثر لرؤيتها "مريم" بين ييده  تحركت صوبهم بسرعه بالغه 

وبحماس شديد هتفت  :

_ انت جيت ؟


رفع أحد حاجبيه واجاب مستنكرا :

_  لاء لسه ما جتش هو إنتى كنتى مستنيانى ولا حاجه ؟


أدركت بلاهة سؤالها وعدلت من طريقتها لتهتف :

_ لاء بس....

قاطعتها "مريم" التى إلتفت على إثر صوتها وغادرت حضن والدها لتقفز إلى احضانها تلقفتها "صبا" 

بسعاده ورحبت بضمتها برفق وحنان إلى صدرها وهى تقول :

_ وحشتينى 


شعر "زيد" بالراحه عندما إستكانت طفلته بعد بكاء طويل .




"فى المساء"


إتصلت "ونيسه" ب"بثينه" لتزف إليها البشرى والتى استقبلتها وبثينه بسعاده:


_يا الف بركه يا الف بركه والله اخويا عماد ما طلع سهل وعرف يجيب بلال تانى 

صوت "ونيسه" كان مبتهج وهى تحادثها :

_دا انا كان قلبى هيوقف لو كان ابوكى وافق على جوازه من بنت بشرى 

وكأنها  تذكرتها فسألت عنها :

_ الا بصحيح عامله ايه عندك 

زفرت "بثبنه" بضيق :

_ على اخرى حكيم قاعدلها فى البيت الموضوع دا مضايقنى 

صاحت الاخرى معترضه:

_ ما تفتحى عينك انتى تايه عن بشرى ووساوسها ودى بنتها دى لعنه زيها ربنا ينجينا منها ويعدى 

مدتها بسلام 

قالت "بثينه " بشرود :

_ مدتها شكلها قاعده على قلبنا طول العمر


لم تسمعها "ونيسه " جيدا فسألتها بصوت عال :

_ إيه بتقولى ايه ؟


إنتبهت "بثينه" إلى ما تقول وغيرت مجرى الحديث لترد عليها بإعتدال :

_ بقولك أهى ملهيه فى "مريم" بنت زيد " من  الصبح 

صاحت "ونيسه" بدهشه وقد غزاها شك عميق :

_ إيه اللى جاب زيد ومريم عندكم ؟ دا كان رايح يوديها للدكتور


أجابتها "بثينه" يغير إهتمام :

_ وانا إيه عرفنى هو إبنى ولا إبنك عموما هو جاب البنت ومشى وقال لحكيم هيجى ياخدها باليل 

وهو راجع من الشغل   


هتفت "ونيسه" وقد إتضح على نبرتها الضيق :

_ ماشى خلاص هو حر يعمل اللى يعملوا 


أنهت معها المكالمه سريعا وظلت "بثينه" مكانها تنقر بأصابعها على يد الكرسي الذى تسند عليه 

تفكر فى عرض "حكيم" وفكرة زواج صبا  لإبنها نعم الثروة شئ مغرى ووهبها أفضل الاماكن فى المدينه 

سيجعل الجميع يتسابق لخطبتها لكن هى الوحيده التى لا ترغب بها لا تفكر بالعقل ابدا 

إنما تغلبها عاطفتها والكراهيه تعمى عيناها كانت تبغض أمها أشد البغض وأتت نسخه ثانيه 

منها أشد فتنه وأكثر عنادا ومؤخرا إذدات نفوذا .

أنتفضت من شرودها على ضحكاتها المجلجله "هى ومريم" التى تصدح بأركان البيت ،إشدد غضبها 

فور سماع ضحكاتها وكأنها تخبرها انها دوما ستكون الرابحه .




"فى المساء" 


تجهزت "صبا" لترحل فوروصول "زيد" ومع "مريم " مهما كان وضع القصر هناك فهو أفضل 

من الوضع الممل الذى شهدته هنا وخاصتا محاصرة "عمتها " لها طوال الوقت .


حملت حقيبتها وحدثت "مريم" بمرح:

_ يلا بينا نرجع البيت 

كانت تقفز الصغيره دون حديث لتعلن موافقتها دون نطق ،لكن أصرت "صبا" على نطق الاجابه 

لذلك حفزتها بطفوله "مريم" :

_ مريم بليززز  قولى أى حاجه 

طالعتها الطفله بأعين متشتته فكررت "صبا" محايلتها :

_ أرجوكى قولى ماشى أوكى  أى حاجه ,,,

ومع إستمرار صمتها هدرت "صبا" بتحذير :

_هزعل  منك 


دقيقه كامله قضتها فى صمت ثم هتفت متعلثمه :

_ أوكى

قفزت "صبا" من مكانها وهى تصفق بسعاده لتحفزه أكثر بتشجيع :

_ شطورره  مريم حلوه وشطوره    حلوه حلوه 


ظلت تقفزبمرح ومريم تتفاعل معها وتكرر كلماتها التى أعجبتها :

_ أوكى أوكى أوكى 


وهذا ما جعل "صبا" تقفز اكثر وتسعد بتفاعلها صوت بواق سياره "زيد" العالى 

جعلها تهرول وهى تقول بحماس:

_ بابا جه  

سريعا امسكت حقيبتها وهرولت وهى تمسك بيد "مريم" وركضت فى الرواق 

وخطت على الدرج بسرعه هائله لتتقابل معه عند المدخل وسط دهشة "بثينه" وحكيم " وعامر"

الذين كانوا مجتمعين فى الخارج ضم "حكيم" حاجبيه من رؤية  حقائبها التى تحملها والتى تفضح 

عن نيتها فى المغادره ،فسأل بإندهاش :

_إي دا يا صبا إنتى ماشيه ولا إيه ؟


كانت تنظر بإتجاه "زيد" وإبتسامتها البلهاء  التى لا سبب لها مستمره لم تحيد عنه وهى ترد :

_ لاء أنا هروح مع زيد 

مسح "زيد" طرف أنفه وأشاح بوجه عنها وهو يتمتم فى نفسه بضيق :

_ آه يا هبله هتشبهينا 

نظرت "بثينه " بإتجاها وقالت بتعجب :

_ فى إي يا بت بشرى مالك ؟

إلتفت لها لتقول بضيق وتحدى :

_ إى هيكون فى إيه ؟عايزه أمشى 

 تدخل "عامر" ليحادثها بلطف :

_ إحنا لسه ما شبعناش منك يا صبا كنتى اقعدى شويه كمان 

رمقه "زيد" نظرة ساخره لا يعرف لها سبب لكنه شعر بالضيق الطفيف 

تمسكت "بثينه" بيدها لتدفعها للداخل قائله بحده :

_ لاء هتقعدى إمشى إدخلى جوا 

أبت التزحزح ودفعت يدها عنها بعنف وهى تقول بإصرار :

_ لاء مش هدخل أنا همشى مع زيد 


إحتدت "عمتها" من إصرارها فى المغادره دون رغبتها فأمسكت ذراعها وأدرت أطرافها لتؤلمها 

بغل وهى تقول من بين أسنانها :

_ قولتلك خشى جوا 


صرخت "صبا" متألمه من قرصتها المباغته :

_ أأأه ايدى إيدى 


أثارت إنتبه "حكيم وعامر " متسائلين بقلق :

_ مالك يا صبا ؟

_  فى إي يا بنتى ؟


تفحصها  "زيد" جيد ليحاول فهم سبب صراخها 

وسارعت "بثينه" لتغطى على فعلتها :

_ أيوا أيوا إتكهنى بقى 

نظرت "صبا"  لها وقد إتسعت عينها بدهشه من تحولها وكأنها لم تفعل شئ، وغده تكذب

بكل صدق هتفت بحنق :

_ انا بتكاهن إنتى ....

قاطعتها "بثينه" لتقول ببرائه :

_ يا بنتى مش شايفه إنتى بتعملى إيه ؟ هو حد زعلك دا إحنا شيلينك  على كفوف الراحه 

وأضاف "حكيم " :

_ والله دى منورانا 

صرت "صبا" على أسنانها من فرط كذبها لم تسعى لتوضيح موقفها ولم تريد أخذ حقها الآن 

هتفت بصوت واضح وبإصرار شديد :

_ أنا عايزه أمشى ..عشان انا عايزه كدا حد عنده مانع 


اشار "زيد" لها لتبعه دون إضافه شئ، تبعته بهدوء وبيدها مريم لايهم ما حدث من قليل المهم 

أنها حصلت على ما تريد إستقلت سيارته وجلست بالامام ووضعت "مريم " أعلى قدميها وضمتها 

إليها بعمق وكأنها  تدفن وجعها والمها بها ،دقائق حتى جلس "زيد" جوارها  فإبتعدت عنها وحتى لا تبكى 

امامه أمسكت هاتفها لتفتح لا ئحه الموسيقى وتضغط على احدهم :

_ مجنون ودماغى طاقه هربانه منى يا بروا 

وبدأت تندمج معها "مريم" وتتحرك امامها وتحرك يدها للاعلى ، فنفض "زيد" رأسه بيأس من جنونها 

ولم يمنعها هذه المره بسبب "مريم" التى تتفاعل معها بسعاده لم يراها من قبل ومع حركاتها العشؤائيه 

إنكشفت ذراعيها لتظهر العلامه الزرقاء التى تسببت فيها عمتها 

لاحظ أثناء إلتفاته بقعه شاذه عكس بشرتها البيضاء تواسط ساعدها  فتسأل بدهشه ودون أى تفكير :

_ من إى اللى فى دراعك دا ؟


إرتبكت من مباغته ورفعت اكمامها لتغطى ما ظهر منها وتحاول تجاهل السؤال بالكامل هى أيضا غاضبه

منه ومن أسلوبه الفظ فى معاملتها  فى آخر لقاء بينهم طال صمتها لتعطيه أجابه دون نطق أنها لن تحادثه 

بسب شجاره الذى دفعها لمغادرة المنزل عادت للرقص  مع "مريم " وتجاهله  ليزفر بضيق من صمتها

 لأول مرة يريد أن يحدثها ولأول مرة يفتح من جهته حديث فقال بجديه وهو يتمسك بالمقود ويقبض عليه بشده :

_عرفت إنك زعلانه عشان كلمتك بطريقه وحشه بس أنا ما فهمتش سبب جملة "أنا وأخويا على إبن عمى "

اللى قولتيها من غير داعى 

شعرت بالغضب  إجتاح قلبها وظهر هذا بسهوله على صفحة وجهها فإندفعت بوجه تصيح بلا توقف:

_ عشان أخوك قالى إنكوا مش عايزنى وأمك كمان بتقول عليا شر واللى عامله فيها عمتى وعزمانى عندها 

عملتلى أوحش معامله واللى فى إيدى دا منها ولما صرخت ما كنتش بدلع كان بسبب ضوافرها  اللى غرستهم 

فى إيدى أنتوا كلكم  بتكرهوا امى لكن ربنا بلاكم بالأدهى منها  ولو عايزين تنتقموا منها فيا هنتقم أنا منكم كلكم 

واللى يجى على سكتى يستحمل.


ضم حاجبيه وإستنكر عدائها الشديد رغم أن كل ما قالته مؤلم ،لكن طريقتها كانت خاطئه تماما ومع الشخص الخطأ

اوقف السياره بشكل مفاجئ لترتطم بكامل جسدها للامام لكنها تداركت الأمر سريعا  لتضم "مريم" إلى أحضانها 

حتى تفاديها من هذه الصدمه القويه التى من الممكن أن تؤذى رأسها صرخت بإسمها فى فزع :

_ مريم 

فأطفأت كل نيرانه التى إشتعلت بسببها وأوشكت على إلتهامها إذدرء ريقه ليسيطر على إنفعاله عندما وجدها تحتضن

"مريم" بين ذراعيها وتميل برأسها فوفها حتى لا تتأذى هدء تماما وإنتابه القليل من تأنيب الضمير على فزعها 

فسأل بهدوء :

_ إنتى كويسه ؟

نظمت أنفاسها وإستعادت قوتها لتخبره بزنق :

_ ايوا كويسه 

رغم أسلوبها الفظ الذى يثير حفيظته إلا أنه سأل بلطف :

_ إتعشيتى 


فى التو شعرت بالجوع الشديد الذى كانت تدثره فى الغناء والصخب،لكن عزة نفسها منعتها فردت بضيق:

_ مش عايزه أكل 

نظر أمامه ثم رفع كتفيه وهو يقول دون إكتراث :

_ إنتى حره كنت هعشيكى بيتزا من اللى بتحبيها  

 عضت طرف شفاها وجاهدت أن لا تبدى تشوقها إلى هذا النوع من الطعام الذى إعتادته وأصبح بعيدا 

عن منتاول يدها  شعر بهاوتفهم شعورها دون أن ينتظر إجابتها تقدم بسيارته وهتف مبتسما :

_ مش مهم هجيب لمريم 


**

بعد مده 


عاد "زيد" إلى القصر وقد إشترى لهم "بيتزا" وتناولوها معا بالسياره اوقف سيارته 

وقال وهو يحاول لملمت ما بقى من حاويات :

_ عمرى ما أكلت  فى عربيتى بس عشان خاطر مريم 

التفت "صبا" له وهى تحادثه بسخريه :

_ على أساس إنك ما أكلتش معانا 

حرك رأسه وهو يجيبها :

_ كنت بجاملكم بس 


فتحت باب السياره وهى تردد كلماته بسخريه وتقلد صوته :

_ كنت بجاملكم  انت اكل تلاته لوحدك 

سمعها وهتف مستنكرا :

ـ البت بتعد عليا 

اتجهت نحو باب القصر الداخلى وهى تحتضن "مريم" وتلاعبها وتغنى لها بطفوله :

_ هنا مقص وهنا مقص هنا عرايس بترص 


كانت "مريم" تتفاعل معها بشكل ملحوظ وتنصت لكل ما تقوله بإهتمام ،ولجت للداخل 

ووجدت "ونيسه " تجلس فى اريكاتها المعتاده وتحدق لها ببرود دون أدنى ترحيب أو حفاوه

 عيناها كانت تخبرها انها ترفض وجودها وايضا تتمنى عدم عودتها لكنها لا تحرك ساكنا 

كادت تتجاوزها وتصعد غرفتها دون محادثتها لكن صوت جدها العميق الذى نادها بحفاوة 

ودهشه فى آن واحد :

_ صبا حمد لله على السلامه 

توقفت ودارت على عقبيها لترد ندائه :

_ نعم يا جدو

إقترب منها وهو يخطو بخطوات مسموعه مستخدما عكازه الذهبى وسأل وهو يضيق عينه :

_ إيه رجعك بالسرعه ى من عند عمتك 


تعجبت من سؤاله لكنها اجابته بفضول :

_ أنت ما كنتش عايزنى أجى ولا إيه ؟


اشار لها بالجلوس وتجاهل سؤالها معبرا عن إستياؤه من إجابتها :

_ إقعدى 

اتخذت أقرب أريكه وضمت مريم إلى جوارها فى البدايه كانت قلقه من معاملته الغامضه 

لكن فور دخول "زيد" أمره هو الاخر بالجلوس جلس فى المقابل ثم جلس "فايز" هو الاخر 

سأله  بضيق خشية من أن يكون فعل هذا الامر دون علمه    :

_ إنت روحت جبت صبا ؟   

اجاب "زيد" :

_ لاء انا روحت لعمتى وبعدين صبا هى اللى قررت تيجى معايا 


سكوت "ونيسه" كان كالبركان الخامل غاضبه بشده من تصرفات زيد ومن عودة صبا 

خاصتا فى وجود ولدها "بلال" والذى تسببت فى نفيه 


تطرق جده إلى احاديث اخرى عن العمل فأصيبت "صبا" بالضجر ،اخرجت هاتفها وبدأت بإستخدامه 

لالتقاط بعض الصور مع "مريم"  والتى تحمست كثيرا التقطت صور عده باشكال مختلفه حتى استخدمت 

احد البرامج التى تضيف اشكال إلى الصور واستعملت هذا التطبيق المرح والذى يضيف اجزاء من الحيوانات للوجه 


طرق فى ذهنها فكره مجنونه أن تدير الكامير الخاصه بالهاتف تجاه الموجودين وبدأت بتغير الاقنعه والفلاتر

 على وجوهم هذا جعل "مريم" تطلق ضحكات عاليه أدهشت الحاضرين من الغير معتاد لمريم الضحك 

فكيف بكل هذه القهقات إستمرت "صبا" بتحويل الجميع إلى دمى  حيث إستخدمت تاج الورود إلى "زيد"


 وقناع الافعى ل"ونيسه " والاسد كان من نصيب "فايز " وعادت الكره بأشكال مختلفه لتضحك مريم وتعبث 

بوجوه الحاضرين قاطعها جدها فيما تفعل عندما شعر بعدم إهتمامها بما يقول كما انها 

تضج المجلس بضحكات "مريم" وتشتت إنتباهم ،ناد إياها :

_ صبا عايزه تطلعى تنامى؟.... إطلعى

همت بالنهوض وكأن جاء حكم البراءه بالنسبه لها ،أجابت بنبره يملؤها الارهاق :

_ ايو فعلا تعبانه جدا وعايزه انام  

سمح لها بأن حرك رأسه بالموافقه وعاد إلى "زيد" يحادثه عن إجرائات العمل وما ينوى "زيد" فعله 

وخطته فى فتح فروع اخرى لمعرض الاخشاب بمكان اخر أكثر حداثه 


***


صعدت "صبا" واتجهت نحو غرفة "زيد" لتترك "مريم" فى غرفته والتى بدى عليها هى الاخرى 

الارهاق والرغبه الشديده بالنوم مثلها تماما هذه المرة إقتحمت غرفته بإطمئنان واتجهت صوب الفراش 

لتضع "مريم" فوقه تمسكت "مريم" بعنقها فسألتها "صبا " :

_انتى عايزانى اقعد معاكى كمان 


تؤمى "مريم" برأسها وبنظراتها البريئه دعوتا للبقاء بإغراء طفولى لايقاوم فصعدت إلى جوارها وأسندت

ظهرها الى الفراش ومدتت قدمها وامسكت الهاتف من جديد لتتصفح الصور التى إلتقطتها للجميع بالاسفل

 وتضحك هى و"مريم"  حتى غلبهم النوم وغفوا سويا و يد "مريم" متشبثه بعنق "صبا " ساد الصمت 

وسقط الهاتف الى جوارها وإستسلمت "صبا " معها للنوم دون الانتباه أنها إحتلت فراش "زيد" 


بعد مده ..............................’’’

دخل "زيد" غرفته  أوصد من خلف الباب  اخيرا سيرتاح من عناء طوال اليوم 

شرع فى فك أزرار قميصه لكن يده توقفت فجأه عندما تصادم بوجود "صبا " فوق فراشه وبأحضانها

 "مريم " أذهلته الصدمه ووضع يده بسرعه فوق جبهته 

ليفكر كيف سيخرج من هذه الورطه لحظات  أنقذ نفسه من هذا الشتات وإقترب بحذر منها ونادها بهدوء:

_ صبا ...قومى 


لم يجد منها استجابه وكأنها فى غيبوبه تامه نقر بطراف اصابعه فوق كتفها وهو يقول :

_  مش هينفع تباتى  هنا فى الاوضه 

  التفت "صبا"  بإتجاه "مريم" وحاوطت كامل جسدها عندها أدرك هو انها لن تستجيب زفر بضيق 

من عدم استجابتها لكنه لاحظ هاتفها الملقى بإهمال إلى جوارها وصورته بأحد الاقنعه الغير مناسبه 

والمهينه له على سطح هاتفها امسكه بين يديه وتصفح سريعا الصور والتى التقطت له من قريب

وقد فهم سبب ضحكاتها هى ومريم بالاسفل عندها إشتعلت وجنتيه وشعر بالغضب من تصرفاتها الهوجاء 

والصبينيه والتى تدل أن تلك المرأة بعقل طفله فى عمر إبنته "مريم" صر على اسنانه وهتف متوعدا  :

_ ماشى ,,,,, باتى بقى هنا,,,,,,  إن مـا كـــنـت أطــــلـــع الـــبــــلاء عـــلـــى جــــتــتـــك 











"الثانيه عشر" 


قضى "زيد" ليله فى شرفة غرفته مخلفا من ورائه كومه من أعقاب السجائر ومع بذوخ الشمس 

إتجه للداخل رأها كما هى نائمه بعمق وتتشبث بإبنته المشهد لم يعتاده، وجود إمرأه بعد وفاة زوجته 

الاولى فى فراش بعد كل هذه السنوات لم يألفه ابدا، لكنها  كسرت حاجز كبير كان يضعه لنفسه

منذو سنوات طويله ،أحيانا ينتابه الشك من تصرفاتها ويجزم أنها متعمده وأحيانا ينتابه شعور أنها طفله

لم تتربى جيدا ونشأتها مع زوجة أبيها دون توجيه  جعلها منفلت الاخلاق متسيبه لابعد حد وتحتاج بشده

 إعادة تأهيل وتربيه  وهذا الارجح بالنسبه له .

إبتسم بخبث وإستدار نحو باب الغرفه ليغلقه تماما  بالمفتاح ثم  سحبه من مكانه ووضعه بجيبه  وإتسعت إبتسامته 

الخبيثه هو متجه نحو الفراش وجلس بالجهه المقابله لها إلى جوار مريم وإنزلق بهدوء ليلتف تجاهم فى البدايه 

كان يفكر فى معاقبتها بهذا الشكل لكن بدأت رهبه كبيره تجتاحه بلا رحمه فور رؤيته امام عائله صغيره 

كادت أن يملكها لولا معانده القدر أغمض عيناه ليسيطر على سيل مشاعره الذى إنتابه وحاول تهدئه نفسه 

ليخمد نيران إشتعلت فى جسده بالكامل عض طرف شفاه بقوة ليهدء ويتظاهر بالنوم ليتركها هى تستيقظ 

أولا .

 لم يمر الكثير من الوقت حتى فتحت "صبا" عيناها ثم أغلقتها من جديد لتفتحها من جديد  بقوة اكبر عندما 

رأت "زيد" بمقابلها أنتفضت كالملسوعه من مكانها وحركت رأسها بسرعه كبيره فى المكان لتدرك انها 

قضت ليلتها بالكامل فى غرفة "زيد" تنحت عن الفراش بسرعه وهى تتمتم داخلها :

ـ يادى اليله السوده انا إزاى نمت هنا ؟

على أطراف  أصابعها خطت نحو الباب وكتمت أنفاسها لتدير المقبض خشية من إصدرأى صوت يجعلها 

تتواجه مع "زيد" الذى بلا شك سيحرجها على فعلتها لكنها عادت للصدمه عندما أدركت أنه لا أمل من فتح 

الباب حاولت عدة مرات  حتى تأكدت أنها وقعت داخل المصيده إلتفت لتتحرك نحو الطاولة القصيره التى 

بجوار "زيد" لتبحث عن المفتاح بهدوء حتى لا يستقظ لكنها لم تكن تعلم أنه يتابعها 

خلسه ويضحك بداخله على حرجها وتوترها ،مالت بجذعها لتبحث عنه لكن يد"زيد" كانت الاسرع فى 

الامساك بمعصمها شهقت بفزع من مباغته وسارعت ترجوه :

ـ زيد بالله عليك خرجنى من هنا 

ظل متمدا دون أن يترف له جفن من قلقها ويدها التى  ترتعش  أسفل يده تعلق بها ونهض من مكانه ليجلس 

فوق الفراش ويسألها بمكر :

ـ ودى تيجى بذمتك هو دخول الحمام زى خروجه 


تراجعت للخلف وجاهدت تخليص يدها من يده لكن قبضته كانت فولاذيه حول معصمها نهض من مكانه 

لتتراجع هى تلقائيا ضمت حاجبيها بقلق من نظراته الغامضه وسألت بفزع :

ـ إيــــه .. هتعمل إيــه ؟

كاد أن ينفجر فى الضحك ويخرب كل شئ لكنه تماسك حتى يرهبها لأقصى درجه حتى تنتهى 

من إستهانتها بتصرفاتها فليس الكل  هنا "زيد" توقف عندما إلتصق ظهرها بالباب وكأن العالم 

إنتهى وإختفت الارض من أسفلها ،من جانبه هو كان ينجذب إليها بشكل أكبر ويقترب دون إراده 

عينه كانت تتجول بدهشه ونهم فى تفاصيلها بات كل شئ خطير حولها وقفز الشيطان بينهم كاد 

أن يدفعه لأمر جنونى بالفعل كاد أن ينجرف ويقلب اللعبه إلى حقيقه  فإعتصرت عينها لتستيقظ من هذا

 الكابوس وتمتمت بنبره متوسله :

ـ يارب اكون بحلم يارب يارب 


ـ  زيـــــــــــد ..... زيـــــــــــد  

سحب أنفاسه بسرعه وأجفل فور سماع "والدته" تناديه من خلف الباب وتسأله :

ـ  إنت ما روحتش الشغل إنهارده ؟

أدرك أنه سيقع فى مصيبه إن كشف أمرهم ، تعالت طرقات والدته مع إلحاح تام للاجابه :

ـ  زيد إنت ما بتردش ليه ؟

 رفع طرف بنانه نحو فمه ليشير لها بالسكوت  وحركت رأسها بالقبول ووضعت يدها أعلى فمها 

لتضمن أنها لن تخرج أنفاسها "ونيسه" إن علمت بما حدث لن ترحمها 

تحمحم "زيد"  ليرد بنبره طبيعيه  :

ـ ايوا يا أمى 

قالت "ونيسه" بإقتضاب :

ـ افتح الباب يا زيد عايزاك 

زاغ بصره من طلبها وإذدات "صبا" توتر ولوحت له بالنفي مع التاكيد لكنه كان مجبر والدته 

معتاده أن غرفته بإستمرار مفتوحه حرك رأسه أن لا فائده فأمسكت بيده حتى تمنعه لكنه 

حرك رأسه ليطمئنها مستمر بإشارته نحو فمه لها بالسكوت ،اخرج "المفتاح من جيبه 

ووضعه بمكانه  وارارده ليفتح الباب قليلا مخفيا  نصف جسده ويده ممسكه ب"صبا" 

بجواره خلف الباب تواجه مع والدته بثبات وهو يسألها بنبره مستفسرا :

ـ فى حاجه مهمه ؟

أجابت "ونيسه" وقد إتضح عليها الضيق :

ـ إنت روحت جبت مقصوفة الرقبه صبا  إمبارح ليه ؟

إتسعت عين "صبا" فورا ذكر إسمها بينما "زيد" يحاول أن يرد بثباته المعتاد حتى لا يثير شكوكها :

ـ  انا روحت لعمتى عشان مريم وهى أصرت تيجى معايا 

تأففت "ونيسه" بزنق وأظهرت هذا عبر إطلاقها سباب لاعن :

ـ  جاتلها مصيبه من تحت الأرض ربنا يخلصنا منها زى ما خلصنا من أمها 


كادت "صبا " أن تدق الارض من أسفلها لكن "زيد " ضغط على معصمها لتهدء أضافت "ونيسه"

بحنق :

ـ المهم أخوك بلال حط عينك عليه وحذره ممنوع يجى جنب البت دى ويقعد  عاقل زيك 


ظهرت إبتسامه واسعه على وجه "صبا" لمحها "زيد " بطرف عينه وفهم أنها سخريه تامه 

فقاطع "زيد" والدته وهتف :

ـ  حاضر  ممكن تسبينى ارتاح شويه قبل ما مريم تصحى 


حركت "ونيسه" رأسها بالقبول وقبل أن تستدير سألته :

ـ  إنت مش رايح الشغل إنهارده  ولا إيه؟

 


اجاب قائلا :

ـ هروح بس متاخر شويه عن إذنك 

تركته "ونيسه" واغلق الباب فورا ليلتف ل"صبا" التى سرعان ما زجرته :

ـ شــــوفـــت أمــــك 

رد عليها مغتاظا :

ـ إي شوفت أمك دى ما تحسنى ملافظك ونيسه لو عرفت إنك كنتى بايته فى أوضتى هتقيم عليكى الحد 


هتفت بتعصب من إلقاء اللوم عليها ناسينا نفسه  :

ـ ولو عرفت إن إبنها قفل الباب عليا ومش عايز يخرجنى من الاوضه هتعمل فيه إيه ؟


أجفل من تعصبها وشعورها دوما بالاحقيه فى الرد حتى وإن كانت مخطئه :

ـ الصبر من عندك يارب 

فتح الباب لينظر بالخارج حتى يتأكد أن الممر خالى وآمن لخروجها ثم عاد ليدفعها للخارج قائلا :

ـ إتكلى على الله قبل ما ارتكب جريمه فيكى 


هرولت سريعا نحو غرفتها كالمجنونه لكن لسوء حظهما أن رأى "بلال" خروجها من غرفة "زيد" 

وهذا أثار بداخله شكوك غير بريئه فأخرج هاتفه ليسجل هذا  .




"فى مكتب فايز الواصل "


تهلل وجهه فور رؤية"حكيم وعامر " يدخلون إليه فقد علم من تعابير وجوهم انه وصل على غايته


ولج "حكيم" بوجه بشوش يصافحه بحراره قائلا :

ـ اخبارك يا جاج 

ابتسم "فايز" وهو يرد عليه :

ـ الحمد لله,اخباركم إنتوا 


صافحه "عامر " ومال إلى يده ليقبلها هاتفا :

ـ سيدى وحبييى يارب تكون بخير 


مسح على رأسه بلطف وابتسامه الرضا تتسع على ثغره 

ـ بخير يا عامر 

جلسوا فى مقابله وإنتظر "فايز" سماع ما يريده بفارغ الصبر لكن بثبات وجلد لم يجعله 

"حكيم" ينتظر وتحدث متمهلا :

ـ دلوقتى يا حاج عشان ما نحرجكش جينالك هنا فى المكتب بعيد على الدار عشان لو رفضت 

ما نحسش بحرج يعنى لا لينا ولا ليك مع إنى والله أشهدلك إنك عمرك ما ردتنى فى طلب ولا أحرجتنى 


إكتفى "فايز" بإبتسامه  وحرك رأسه  بهدوء وتريس رغم تحفزه   للموضوع 

إسترسل "حكيم " وهو يوزع نظراته بين عامر وفايز بابتسامه لطيفه :

ـ كنا جايين نطلب إيد "صبا" بنت إبنك "حسين" ل "عامر " إبنى 


لجم "فايز" ضحكته الفرحه وسكت قليلا ليستمع باقى حديثه بصمت :

 ـ طبعا حقها هتاخده وزياده واللى تؤمر بيه حضرتك والباش مهندس حسين ورأى حضرتك الأول والاخير


 وزع نظراته بينهم دون أن يعلق حتى أثار فى نفوسهم القلق وبدأ الشك يغزيهم من إحتمال رفضه ،اخيرا 

نبث فم "فايز " بعد مده لا بأس بها من الصمت قائلا بَرؤيَهْ :

ـ عامر دا زين الشباب وأنا متوقع منه إنه هيصون بنت خاله بالنسبه ليا انا ما ارفضوش أبدا لكن ابوها 

لازم ناخد رأيه 


سعد "عامر" بإثنائه عليه فهب من مقعده ليقبل يده شاكرا :

ـ الله يخليك لينا يا جدى 

حصل "فايز " على ما يريد وجائه العريس المنتظر دون أن يعرض عليه ،مسح على رأسه بحنو

 وبرضاء وهو يقول :

ـ كبرت يا عامر وتانى أحفادى هشوفه عريس وهشوف عياله ربنا يبارك فيك يا ولدى 


كلامه كان يسقط على قلب "عامر " بالسعاده فثناء جده عليه غير أى ثناء ممكن يلقى عليه 

مع حبه وفخره بجده القليل منه كثير،نفس الشعور كان من جانب "حكيم " بدأ يستبشر بالقبول

فإن رضي "فايز" لن يجرأ أحد على الرفض .


إنتهت مقابلتهم وغادروا مكتبه ليعبث هو بأزار هاتفه بحثا عن رقم ولده "حسين " ليزف إليه 

الخبر بالنسبه له "عامر " مناسب جدا قريب بما يكفى له ليأتمنه على" صبا" إضافة أن حفيدته

البعيده ستصبح إلى جواره للابد وايضا سيطمئن عليها بعيد عن زوجه والدها 


ـ أيوا يا حسين 


أجابه "حسين" بسعاده للاتصاله :

ـ ايوا ياحاج دا إيه النور اللى هل عليا دا 

هتف "فايز" بسخريه :

ـ والنور دا كان مستنى أتصل عليه  من يوم ما رميت بنتك عندى وإنت ما بتصلش

أسرع "حسين" بالتبريرمرتبكا :

ـ الشغل ما بيرحمش والله يا حاج 

قطع عليه "فايز" الحرج هادرا بجديه :

ـ خلاص قصروا ,,إيه رايك فى عامر إبن أختك بثينه عريس لصبا 

صمت قليلا وهو يحاول إستيعاب الامر فسأل بدهشه :

ـ هو عامر كبر إمته ؟

هدر "فايز" ساخرا :

ـ من وقت ما بطلت تيجى عندنا 

قال "حسين " مبرار :

ـ هو بإيدى ياحاج الشغل و.....

قاطعه "فايز" من جديد هادرا بصارمه :

ـ موافق على عامر ولا لاء 


لم يسمح "حسين " لنفسه بالتفكير اخيرا ستنهي أزمة إبنته وسيرتاح باله من ضغط زوجته

وضغط إبنته المستمر بالعوده ورفض زوجته رعايتها فتهلل قائلا برضاء تام :

ـ هو إنت هتختار حد وحش برضوا ياحاج بس خلى بالك بنتى وانا عارفها 

مش هتوافق بسهوله 


هتف "فايز" دون إكتراث :

ـ  طالما موافق سيبها عليا إحنا فى الحاجات اللى زى دى ما بناخدش رأي حد بنعمل الصالح 


سلم "حسين" زمام الامر كله لوالده :

ـ اللى تشوفه ياحاج       


أخبره "فايز" قبل إنهاء المكالمه : 

ـ الاجازه الجايه بتاعتك هتكون قراية الفاتحه 




"لدى صبا"


كانت تجلس مع "مريم" وتلاعبها كعادتها وبدأت "نجلاء" تتركهم  معا لعدم حاجتهم اليها وإندماجهم 

التام معا مشطت شعرها ورفعته لأعلى وبدأت تغرقها بالقبل لجمالها الذى يبرز بالاهتمام سألتها :

ـ نعمل إيه بقى إنهارده ؟

تصنعت التفكير لتشاركها معها فأشارت "مريم " بطرف بنانها للاعلى وهى تقول :

ـ  فووو فووو 


حاولت "صبا" فهمها ومع تكرار إشارتها وكلماتها التى تفهم بصعوبه نابت عنها "صبا" قائلا:

ـ  نطلع فوق ...أما فكره انا ما طلعتش ولا مره فوق يلا بينا 


قفزت وهى تلتقطها إلى أحضانها وتركض بها مستخدمها إشارتها فى الاتجاه المؤدئ نحو الأعلى 

وطأت قدمها ذاك المكان المفتوح وإتسعت عينها من روعة ما رأت الارض تفترش بالنجيله الخضراء

بإمتداد واسع والالعاب الكبيره التى تصتف على كلا الجانبين من شبكه للقفز وأرجوحه وأيضا مسطحات 

مائله لتزلج وركن هادئ بكرسى فوقه ورود وإلى جانب اخر مسبح مضغوط بالهواء  انطلقت بجنون وحماس

ترفع ذيل عبايتها وتطلق ساقها للرياح وهى تقهقه عاليا بفرح وسعاده قائله :

ـ إيه الحلاوة دى ؟ عالم ديزنى دا كان مستخبى عنى فين ؟

بدأت بأدة القفز وتبعتها "مريم"  لتقلد جنونها ومرحها وكأنها وجدت نصفها الاخر  تعالت ضحكاتهم معا

حتى أحدث ضجتهم وصوت ضحكاتهم العالى  إنتباه "زيد" الذى كان يجلس فى الطرف يعمل بصمت 

وإلى جواره كومه من أعقاب التبغ ومخطاطات  كثيره لعمله   كان متمددا بأريحيه فإعتدل بارتباك ،مسح على

 وجهه مندهشا من حضورها المباغت وعفويتها الطاغيه فى التعامل بحريه وكأنها فى العالم لوحدها تابعها مده

 قصيره ثم إلتف وكأنها غير موجوده الشئ الوحيد الذى جعله يقلع عن غضبه عليها هو سعاده "مريم " معها 

وضحكاتها التى كادت تنعدم فى الفتره الاخيره حاول التركيز فيما يفعل لكن نداء "مريم" ما جعله يلتف رغما

 عنه عندما نادته :

ـ  بابا 

رمى نظره تجاها فرأئها تقبل نحوه بخطوات سريعا وسعيده لاحظ أيضا تصنم "صبا" وثبوتها فى مكانها

بخجل ضم إبنته إلى أحضانه واشار لها برأسه لتقترب لكنها كانت متردده تماما فى ألاقبال إليه بعد ما حدث 

بينهما صباحا فأشار بطرف بنانه ليحسها على القبول وبالفعل إستجابت متجاوزه قلقها ورهبتها منه وحرجها 


اشار لها بالجلوس فور جلوسها  فحدث "صبا " بلطف وهو ينظر بإتجاه ابنته ويداعبها اطراف أصابعها :

ـ إي طلعك هنا يا مريومه ؟


تقطعت إجابة "مريم" لكنها كانت واضحه :

ـ صاصا نلعب هنا مع بعض مع بعض 


ظهرت السعاده فى عينه وهو يستمع إلى كلماتها الجديده على مسامعه والتى كاد يفقد الامل فى سماعها 

اعتدل فى جلسته وسألها غير مصدقا :

ـ إي بتقولى إيه ؟


كررت "مريم" دون خوف :

ـ  صاصا نلعب صاصا حلوه 

ضحكت "صبا" على كلماتها وكأنها رأت لتو بناء شاهق من صنع يدها لترد عليها بفرح :

ـ أنتى اللى حلوه "مريم" حلوه 

قلدت اسلوبها لتضحك "مريم" بصوت عال وتكرر كلماتها :

ـ انا حوه بابا انا حوه 

ضمها إلى صدره وهو يقول فرحا :

ـ  إنتى  أحلى مريم  فى الدنيا 

الجوه المفعم بالحب والضحكات كان يريح "مريم" ويمنحها الامان الذى كانت تفتقده  بعد وفاة والدتها 

والذى جعلها تدخل فى صمت طويل وحالة نفسيه معقده بدأت  بالانتهاءبعد حضور" صبا" وإهتمامها بالتلاشي

إلتف ل"صبا" ليسألها بإمتنان :

ـ إطلبى اللى إنتى عايزاها وانا هعملهولك 

نظرت له "صبا" دون فهم ولاحظ هو ذلك فوضح قائلا :

ـ عشان اللى عملتيه مع مريم  أنا ملاحظ التحسن اللى وصلتلوا من وقت ما قربتى منها 


كان عرضه سخى للغايه ومغرى نظرت له بتمعن لتسأل  بتوكيد :

ـ أى حاجه  أى جاحه ؟


نظر لها بثقه وهو يرد عليها بعزة :

ـ عندك شك إنى ما أقدرش أنفذ 

بحثت فى ذاتها ما أكثر ما تحتاجه ما الذى من الممكن أن يقدمه لها شخص مثل "زيد" وبدقيقه واحده 

من التفكير تأكدت أن "زيد" خصيصا من الممكن  أن يمنحها أكبر شئ تحتاجه خاصتا فى هذه الفتره 

تعجب من صمتها فهتف هو :

ـ أيه صعب للدرجادى ولا مش محتاجه حاجه ؟


لم تتردد فى طلب ما تحتاجه لعل ذلك يعينها على العيش فى هذا المنزل للمده القادمه :

ـ عــــايــــــزه حــــمــــايــــه ؟


طلبها بالفعل جعله يرمش رغما عنه نفض رأسه بدهشه من طلبها ، فنظرت له بعمق وتحدى 

واستفزته قائله  :

ـ إيه ما بتقدرش ؟


 إشتم أنفاسه وهتف واثقا :

ـ إنتى بتطلبى الحمايه من "زيد الواصل " وإنتى اصلا  فى حمايته فلو عايزه حمايه مشدده يبقى ليكى اللى إنتى 

عايزاه


تلاعبت بحاجبيها وهى تتحدث إليه بدهاء:

ـ انا عايزه حمايه من أهلك يا إبن الواصل 

إنزلقت "مريم " من أعلى قدمه لتعبث بأوراقه من على الطاولة الصغيره التى امامه مباشرا 

لكنه اسرع بأن مال بجسده ووضع اوراقه على اعقاب السجائر الموضوعه فى الحاويه وإتضح 

عليه الانزعاج وهو ينمتعها مشيرا اليها :

ـ  روحى إلعبى بعيد يا مريم سيبى الورق  


تحركت "مريم" فى اتجاه إشارته وبدأت بالعب لاحظت "صبا" إنزعاجه ومحاولته فى التخلص من اعقاب

التبغ الخاصه به فى أقرب حاويه فسألته بفضول :

ـ إنت بتشرب من زمان 

اجاب وهو يخفى اثار كل ما فعله وكأنه خائف من أن يكتشف امره  امام ابنته :

ـ  ايوا بس من وقت ما خلفت مريم وانا مش بشرب قدمها بخاف  أذيها ،أنا أب فاشل فى العموم 

ومريم هى اللى ربتنى 

أردف مازحا دون إبتسام عميق:

ـ يمكن لو كنت جبت ولد كان زمانه  شرب معايا 


ـ إنت بتحب مريم لدرجادى ولا عشان كنت بتحب مامتها 


سؤالها المباغت جعلته يرفع رأسه بإتجاه بسرعه ورمقها بحده حتى هذا السؤال لم يكن مسموح لها كيف 

تجرأت  على طرحه لكنه اجاب بأنفعال :

ـ  بحبها عشان بنتى بحبها عشان حته منى 


شعرت بالخجل من نفسها عندما سألته هذا السؤال العفوي وإنفعاله جرحها صمتت قليلا لكن قفز ألى ذهنها 

الدميه التى وجدتها فى أغراضها فوثبت راكضه من مكانها لتغادر المكان بأكمله 

تابع خروجها السريع من المكان وتأنب ضميره لمحادثتها بهذه الفظاظه حاول تخفيف ألمه وعاد ليدخن لكنه 

تراجع لوجود "مريم" قى نفس المكان عمد إلى اوراقه من جديد يحملق فيها دون إنتباه فقط شئ يشعر به أنه 

مشغول ويوهم عقله الشارد أنه منتبها إلي عمله ، مريم الى جواره كانت تلعب وتثرثر بعشوائيه وكأنها تعوض 

سنوات الصمت التى قضتها دون ثرثره لم يعرف كم مر من الوقت حتى سقط امام عينه دميه تشبه وجه "صبا" 

وخصلاتها وفمها الصغير كاد يشرد لكنه إنتبه إلى صوتها الرقيق وهى تقول :

ـ العروسه دى لاقتها فى الاكياس اللى اشترتها مش عارفه هى بتاعة مريم ولا جات غلط 

امسكها "زيد" من يدها وتفحصها بأطراف أصابعه كان يود إقتنئها الشبه الذى بينهم لن يتكرر 

حتى خصلات شعرها البنيه المموجه كأنها صنعت من خصلاتها  لم يترك بها أنمله لم يمرر لمساته 

عليها شرد بها قليلا حتى اخرجته "صبا " من هذا الشرود هاتفه :

ـ  سرحت فى إيه تانى ؟

أنتبها إليها ووضعها على الطاوله القريبه بلطف كان يود الاحتفاظ بها لنفسه لكنه كان يريد إهدائها إليها 

تجمجم ليجيب بإقتضاب:

ـ  انا كنت شاريهالك 

تفاجأت من إجابته وأشارت إلى صدرها قائله :

ـ ليا انا 


وزع نظراته بين الدميه وبينها وكأنه يتأكد من الشبه الخطير بينهما ثم ثبت نظراته على الدميه ليقول 

بهدوء:

ـ ايوا مش إنتى اديتى السلسله بتاعتك لمريم


اختطفتها من امامه لتمسح على رأسها وهى تقول بإعجاب وعيون لامعه وكأنه أنزل على صحرائها ماء منهمر  :

ـ اول مره حد يدينى هديه والهديه اللى كان نفسي فيها 


سألها وهو يضم حاجبيه مستفسرا :

ـ كان نفسك فى عروسه


ضمتها إلى احضانها وأجابت بطفوله وزينت ضحكتها وجهها  وشكرته بفرح :

ـ أوى ..... شكرا أوى

كان من السهل على "زيد" إلتقاط بساطتها وسهولة رضائها التقط هاتفه من أعلى الطاوله 

ليعبث به قليلا ومن ثم وضعه على أذنه قائلا :

ـ اتنين بيتزا كبار من فضلك ابعتهم على قصر فايز الواصل 


إنتبهت إلى  حديثه فإتسعت عيناها فأزاح الهاتف عن أذنه ليسألها بجديه :

ـ عايزه حاجه تانيه ؟

عادت إبتسامتها الطفوليه تفقز على وجهها ونفضت رأسها اخفي إبتسامته واضاف :

ـ هات كمان أربعه شاورما فراخ ولحمه 

 

وضع هاتفه على الطاوله وأضاف محذرا :

ـ خلى بالك الحاجات دى ممنوعه منعا باتا تدخل القصر لو "ونيسه" لمحتها هترميها برا 


هتفت بامتعاض :

ـ ليه يعنى ؟هى كل حاجه لازم تتحكم فيها 

مط شفاه وأخبرها الاجابه :

ـ هى ما بتحبش حد يكسر قوانينها ومش بتحب الوجبات السريعه 

عادت إلى تذكرته أنها فى حمايته وهدرت وهى تعتدل فى جلستها :

ـ بس طبعا الكلام دا ما يمشيش عليك 

إبتسم ساخرا من شعورها بالقوة التى تستند عليها دون وضع حساب لقوة "ونيسه" سيدة المنزل

هدم احلامها وقال :

ـ لاء ازاى كلام "ونيسه" فى اللى يخص  بيمشي على الكل حتى على جدى فايز نفسه 

صعقت من اجابته وانتابها القلق من أنه قد لا يستطيع حمايتها منهم فهتفت بقلق :

ـ يعنى إي ؟ إنت طلعت فوتوشوب ولا ايه ؟ اومال كبير والكل بيعملك حساب 


تذكر ان يعاتبها عن ما فعلته به امس فمال بجذعه واشار لها ان تميل هى الآخرى فأطاعته 

همس مدعيا الحنق:

ـ بذمتك الكبير كان هيسمحلك تلعبى فى وشه  بالفلاتر زى  عملتى إمبارح ؟

عضت طرف شفاها فورا لتحبس ضحكاتها ما إن مرت امام عيناها صوره التى التقطتها فى غفلة منه 

تراجعت عنه وقررت الهرب من امامه ،إنطلقت نحو "مريم" لتزف إليها الخبر هاتفه بسعاده :

ـ مريومه هنتغدى إنهارده بيتزا وشاورما 

لم تفهم مريم قصدها لكن قفزت تهلل معها وتركض ورائها ع الارجوحه لم يكن شئ قليل لدي 

"صبا" أن تتناول طعامها المفضل امام كل ما تصنعه "ونيسه" ولم تستسيغه ابدا وفى منفاها هذا 

شئ كهذا بالتاكيد سيفرحها .




لدى "مها "


جلست إلى جوار "رشدى" اخيها وقدمت إليه بعض من قطع الكيك لكنه لم يكن يريد أيا مما تقدمه 

فصاح غاضبا :

ـ ما تقوليلى جايبانى على ملاء وشى ليه  يا مها ؟

هتفت بابتسامه بارده :

ـ الجو بتاعك جالها عريس وابوها موافق 


قفز من جلسته كمن صعق :

ـ اوعى يكون قصدك على "صبا" 


مطت شفاها ببرود وحركت رأسها بالايجاب ليزداد إنفعالا ويمسك بجانبى رأسه :

ـ  لااااا دا أنا أروح فيكوا فى داهيه 

وقفت إلى جواره وهتفت بانفعال مشابه لانفعاله كي تردعه :

ـ جرى إيه يا "رشدى" هو اللى خلقها ما خلقش غيرها 


لم يكن فى وعيه لإدراك أنها ليست النهايه لكن جن جنونه لشعوره أنها ستفلت من بين يده 

بعد مده طويله قضاها فى محاولة رمي شباكه عليها دون فائده لذا هدد بيمين معظم حاد :

ـ يمين بالله يا "مها" لو ما اقنعتى ابوها بالجوازه دى لأكون مسيح دمها مش بعد كل دا 

تضيع كدا من إيدى دا انا قاعدلها بقالى سنين زى البيت الوقف 

طوت "مها " يدها إلى صدرها وأبدت عدم الاهتمام وهى تهدر :

ـ سيح يا رشدى دمها  هى كدا كدا ما تلزمنيش  


اطبق كفيه على  ذراعيها  وجحظت عينه مهددا اياها :

ـ طيب إباكى ما تسعدنيش وأنا اخسرك كل فلوسك اللى معايا 


دفعت يدها عنه وصرخت به :

ـ إنت بتهددنى يا رشدى 


أجابها بتحدى سافر :

ـ ايوا بهددك  كدا كدا الفلوس اللى عندى ما عندكيش إثبات عليها  ويا كدا يا تساعدينى 

فى إن الجوازه دى ما تتمش 


مسحت وجهها بضيق ولعنت غباؤئها  فى إعطائه مالها دون إيصال أو حتى إثبات للمتاجره به ومضاعفته 

فكرت قليلا انه لن ينفذ تهديده لكن غضبه ما دفعه لهذا لكن عليها الاحتياط وأخذ الحذر حتى لا تخسر اخيها 

وتفقد مالها :

ـ رشدى انا مش هاخد على كلامك دا وبرضوا ماعنديش حيله تمنع الجوازه دى  البنت كبرت وسبق  ورفضتك 

وانا ضغط عليها وطرتها للبلد عند جدها وبرضوا ما اترجعتش الموضوع كله خرج من إيدي


لم يستوعب كل ما قالته يريد تنفيذ غايته ولو بالقوة لكنه لآنا معها ليقول بنبره خبيثه :

ـ برضوا إنتى مش هتغلبى  دا انا اخوكى حبيبك 


زفرت انفاسها بضيق فلم يكن فى رأسها أى حيله لتستخدمها فى السيطره على "صبا "

سألها بمكر :

ـ حسين اتبقى له قد ايه ويرجع 


أجابت باقتضاب :

ـ شهرين 


حرك رأسه وهتف متاملا  :

ـ يبقى لسه قدمنا وقت 




"فى غرفة زيد"

اتجه نحو خزانته يقطر الماء من خصلات شعره المجعده الطويله المترميه بعشوائية فوق جبهته يرتدى شرشف 

ذو أكمام ناصع البياض عقلة يفكر بشرود كعادته ،دوماً يبدوا منفصلا عن  الحياه كأن جسده يخطو على الارض 

ورأسه شارد فى السماء فتح خزانته وإذ به يتفاجى بجسد آخر متكور بأرضيه الخزانه،إختفت دهشته عندما تحقق من ماهيتها وصر على أسنانه فى محاولة لكبح غضبه الذى ظهر جلياً من صوته الساحق  بين أسنانه  متسائلا :

ـ إنتى بتعملى ايه هنا؟


حدقيتها البنيه التى تراقصت داخل مقلتيها كشفت عن عدم تعمدها ذلك وأنها واقعه بمأزق يجعلها تختبى فى خزانته 


رغما عنها هذا ما جعله يهدأ نوعا ما، مد رأسه ليسألها بلطف أقرب للطفوله جسدتها  نبرته الهامسه:

ـ هاا بتعملى ايه هنا؟!


 إذرئت ريقها أثر ما تعرضت له من إحراج ابدا لم تتعمده وما يخجلها أكثر هو السبب  ومع استمرار

 سوداوية عيناه بالنظر تجاها  بفضول وتكهن، إجابته "صبا" بإرتباك :

 ‏ـ ااانا كنت بلعب مع مريم استغمايه واستخبيت هنا 


لا يعرف كيف أضحتكته من داخله على طفولتها المتأخره رغم ذلك لم يبدوا أى تأثر على ملامحه المتهجمه

 طول الوقت وكأنه خُلق عبوسا لكن حقا كان يقهقه بداخله ابتعد من امامها ليسمح لها بالخروج قائلا 

وهو يشير لها ببرود:

ـ بعد كدا ابقى إستخبى فى حته تانيه مش ضروري فى الاوض وبالذات فى الدولايب 


نهضت متعجله ومع تعجلها اصتدمت رأسها بحامل الملابس المعدنى تأوهت بصوت منخفض خشية من شماته 

المتوقعه وعوضا عن الحرج الذى انتابها  من الموقف برمته صاحت بعصبيه عليه :

ـ لى يعنى مانعلبش فى الاوض ما البيت كبير ولا هى تحكمات وخلاص 


رفع حاجبيه متعجباً من عنادها الذى يُستفز من أتفه الاسباب وطالعها ببرود متسائلا :

ـ معقول مش فاهمه ولا بتستغبى ؟!


تهجم وجهها وهى ترد عليه بطريقه هجوميه تكاد تصل للتشابك بالايدى :

ـ ايه بستغبى دى؟ وايه يعنى لما العب واخد رحتى مع مريم  هو انتم هتحجروا علينا؟!

 سبق وقولنا إن دا بيتى زى ماهو بيتك وماحدش ليه يقولى انتى هنا بتعملى ايه ولا ماتجيش هنا و......


فاض به من حديثها المستفز وثرثارتها الكثيره والتى من فرط سرعتها تكاد لا تفهم وكأنها لغه مختلفه 

عن كل لغات العالم قاطعها بجديه  وعينه تقدح شرارا:

ـ وسبق وقولنا برضوا إن البيت فى شباب ولازم تراعى تصرفاتك ما ينفعش تدخلى أوضهم وتستخبى

 فى دولايب ولا هتحطى نفسك فى موقف بايخ زى اللى انتى فيه دلوقت وبتكابرى .


انتهى وكعادته يفحمها.

 تفهمه متأخر ودوما يكون محقا لم تجرأ حتى على الاستمرار بالنظر الى عينه فرت هاربه من أمامه

 بل من الغرفه بالكامل .


لم تتابعها عيناه واكتفى بإرشاد صوت خطواتها بالمغادرة 

زفر انفاسه على مهل ليرتب ما بعثرته هى بحضورها واستفزازها وطفولتها كل وقت يمر وهى معهم تحت سقف 

واحد تثبت أنها لن تمر مرور الكرام ستفعل ما لم يفعله أحد وإن لم تفعل فقد تركت ذكريات وبصمات لا تمحى

 فى أركان هذا البيت المظلم، كل يوم يتأكد أنها إمرأة لا تُنسي ،إمرأة خَطره.



                            الحلقة الثالثةعشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-