رواية الاختيار الصحيح الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم زينب سعيد

الإختيار الصحيح

الفصل الثالث والرابع4 

بقلم زينب سعيد

بعد ساعة في منزل الحج علي…. 


تقف الحجة سميرة بجوارها سلمي ونور إستعدادا للخروج من المنزل تنظر




 لسمر الواقفة حاملة جوري الصغيرة بهدوء وتحدثها بأمر:أرجع الاقي شغل البيت كله خلصان وتحضري




 الغدا وفي هدوم في الغسالة تتنشر وتطلعي تروقي شقة نور أنتي عارفة أنها حامل وتعبانة وعلي الله أجي ملقيش حاجة خلصت هتبقي سنتك سودة معايا أنتي 



فاهمة أكل ومرعي يا أختي مش عارفة جاتلنا من أنهي مصيبة تشيلك وشك يقطع الخميرة من البيت. 





سمر بدموع ووهن :أوامرك يا ماما هتيجي تلاقي كل الشغل خلصان بإذن الله متقلقيش. 


سميرة بشدة:تك مو أنا مش أمك يا أختي أسمي الحجة سميرة أنتي فاهمة. 


سمر بدموع:حاضر إلي تأمري به ياحجة سميرة.. 


الحجة سميرة بسخرية :أيوة يا أختي أتمسكني بس الشويتين دول مش عليا.

وتغادر الحجة سميرة تحت نظرات سلمي الحزينة علي سمر ونظرات نور الشامتة.


سلمي بعد مغادرة والدتها بحزن:معلشي يا سمر متزعليش مني أنتي عارفة ماما .


سمر بحزن :مفيش حاجة يا نور أنا أتعودت خلاص يلا أنتي عشان متتأخريش عليهم. 


سلمي بود:حاضر يا حبيبتي عايزة حاجة أجبهالك معايا. 


سمر بود:سلامتك يا قمر وربنا يتمملك بخير. 


سلمي بدعاء:يارب يا حبيبتي تسلمي. 

.............................

تجلس سمر بوهن علي الكرسي وتضع الصغيرة بجوار اللعابها بهدوء وتبكي بصمت علي حياتها وعلي معاملة حماتها القاسية وتحدث حالها بشرود :يا تري هي بتكرهني ليه وبتعاملني وحش ليه عشان أهلي ميتين يعني لو كانوا عايشين يا تري كانت هتعاملني حلو ولا بردو هتعاملني وحش أااااه يارب أكرمني وعوضي صبري خير أقوم أخلص إلي طالبته قبل ما تيجي تطين عيشتي وأنا مش ناقصة وتنظر للصغيرة بحنان:يلا يا جوجو نخلص الشغل بتاعنا. 


جوري ببراءة:يلا يا قمر. 






سمر بضحك من بين دموعها :قمر والله أنتي إلي قمر وسكر وتتأكلي أكل .

............................

في مكان آخر في موقع إنشاء يقف العمال بعقل شارد يأتي صديقه من ورائه ويحدثه بهدوء:مالك يا أيمن حالك مش عاجبني لسه بردو مشاكل مامتك مع مراتك. 


أيمن بوهن:تعبت يا خالد ومش عارف أعمل أيه أمي عايزة تجوزني بأي طريقة وأنا تعبت قولتلها مليون مرة مش هتجوز علي سمر غير معاملتها ليها دي ذلاها بمعني الكلمة ومع ذلك مبترداش تقولي عشان مزعلشي قولي يا أبني أعمل أيه شور عليا عايز أرضيهم الإثنين ومش عارف أرضي واحدة حتي. 


خالد بهدوء :الله يعينك يا بني أمك شكلها صعبة ومش هتسكت غير ما تجوزك وكده هتظلم المسكينة إلي أنت متجوزها لو عايز رأي طالما أنت متمسك بمراتك ورافض الجواز خد شقة بعيدة عن أمك وأقعد فيها هتريح مراتك وأنت ترتاح شوية من النكد. 


أيمن بسخرية:رأيك أني ما فكرتش في كده أنا بفكر في كده من زمان لكن وأنا قاعد فوقه وواكل وشارب معاها بتقولي خدتك مني أعمل أيه بقي لو مشيت هتقيم عليا الحد. 


خالد بضحك:بصراحة أمك دي فظيعة بس إلي مش فاهمه أشمعنا بتعامل مراتك أخوك حلو ومراتك وحش ما هي كمان خدت إبنها ولا عشان مرات أخوك خلفت ومراتك لا بس علي كلامك أنها بتعامل مراتك وحش من البداية أصلا. 


أيمن بسخرية:عشان مرات أخويا بنت أختها وقال أيه هي إلي مربيها يعني مش غريبة وعشان أنا مرضتشي أجوز أختها وأتجوزت سمر فالنسبالها غريبة وخدتني منها علي الجاهز. 


خالد بسخرية وضحك:هي أمك يا بني لسه عايشة في الزمن ده دي كده عايشة في العصر الحجري. 


أيمن بضحك:بلاش أقولك أن أختي مخطوبة لإبن خالتي. 






خالد بضحك:ده أنتو عيلة فله يا بني ده أنت ومراتك يتعملكو تمثال من عمايل أمك. 


أيمن بضحك:تصدق عندك حق مفكرتش في الموضوع ده قبل كده. 


خالد بضحك:شوفت فكر بقي ويالا نشوف شغلنا. 


أيمن بجدية:عندك حق يالا دي فلوس ناس. 

........................


في منزل الحج علي تجلس سمر بوهن علي أحد المقاعد وهي تحمل طعام الصغيرة وتحدثها بحنان أموي:يالا بقي يا جوجو عشان أكلك وأقوم أنشر الغسيل قبل ما تيتة تيجي وتطلع روحي لما تلاقيني مخلصتش لسه .

تنظر لها الصغيرة ببرأة وتتضحك علي حديثها. 

تحملها سمر بخفة وهي تضحك بتضحكي علي يا صغنونة أنتي يالا عشان تأكلي وأخلص إلي ورايا مش عايزة أسمعلي كلمتين كالعادة ولا مش هتفرق كتير في كلتا الحالتين هتهزأ هههههه صح يا جوجو وتضحك الصغيرة علي ضحكها .


في إحدي الكافيهات الشعبية أو ما يطلق عليه(القهاوي المصرية) التي يفوح منها رائحة البن العربي وينتشر صوت أم كلثوم من الرادية وترتفع أصوات الأرجيلة وأصوات الرجال وهما يلعبون الطاولة يجلس الحج علي يحتسي القهوة ويلعب الطاولة مع رفيقه وجاره الحاج أحمد .


الحج أحمد بهدوء:مالك يا حج علي مش عاجبني لسه بردو موضوع مراتك ومعاملتها لمرات إبنك 


الحج علي بوهن:هو أنا عندي غيره تعبت والله والبنت صعبانة عليا يتيمة ومكسورة الجناح وهي مش رحمها تصدق بالله البت موالعلها صوابعها العشرة شمع يوميا ترويق وطبيخ 





وغسيل ليها وكمان للمحروسة بنت أختها وده كله ومش عاجب ولا حتي بكلمة حلوة تراضي بيها اليتيمة دي ومن منكدة علي إبنها عايزاه يتجوز والواد رافض تسيبه لا تطلع روحه والله أنا خايف أموت من إلي هتعمله ففيهم أديني دلوقتي بدافع عنها شوية




 وأقف في ظهر الواد شوية لكن أعمل أيه فيها مفتريه وأقولها أنتي عندك بنت علي وش جواز تقولي ده هتتجوز إبن أختي هيعملوها أحسن متاملة والله من خايف غير من أختها وإبن أختها أنا مكنتش موافق إلي سكتني أن البت موافقة عليه لولا كده والله في سماه ما كنت هوافق عليه. 


الحج أحمد بهدوء:الله يعينك على الشيلة بتاعتك ومسير مراتك ربنا يبعتلها إلي يهدها بس ياارب يبقي بعيد عن العيال لأنها أفترت أوي علي اليتيمة دي وإن شاءالله ربنا يرزق إبنك بالخلف الصالح بس أنت إستهدي بالله وقول يارب إلي عند ربنا عمره ما يضيع وأنت بتقول أن إبنك ومراته سلام هو ده المهم هي مسألة وقت وربنا يكرمهم بس أنت قول يارب. 


الحج علي:يارب يسمع من بوقك ربنا ده يوم المني عندي لما أشوف ولاد أيمن. 


الحج أحمد:بإذن الله هيحصل سيبها علي ربنا. 


الحج علي :هسيبها عليه هو أنا ليا مين غيره. 


الحج أحمد:ونعم بالله الله يفتح عليك. 

 
رواية الاختيار الصحيح 

الفصل الرابع

بقلم زينب سعيد


مساء في منزل الحج علي


تجلس الحجة سميرة بوهن وآلم علي أحد المقاعد 



وبجوارها نور التي تأن من آلم ظهرها وقدمها المنتفخة من الحمل





 وسلمي التي تأن من وجع قدمها من كثرة اللف منذ الصباح علي المحلات للإنتهاء من شراء الجهاز. 


الحجة سميرة بعجرفة:أنتي يا ست سمر يا برنسيسة مش تيجي تشوفينا وتطمني علينا ولا جنابك ما صدقتي قولتي أرتاح منهم. 


سمر وهي تأتي راقدة من إحدي الغرف:حمد الله علي السلامة أسفة يا ماما والله كنت بنيم جوري. 


سميرة بنرفزة:قولت متقوليليش يا ماما يا بت أنتي أيه مبتفهميش عملتي الشغل إلي قولتلك عليه ولا لا يا ست هانم. 


سمر بهدوء وحزن:أيوة يا حجة كل خلص الأكل وترويق الشقق والغسيل تأمريني بحاجة تانية. 


سميرة بعنف :اه يا أختي هاتي طبقين مياه بملح واحد ليا وواحد للمسكينة الحامل إلي بتلف معانا طول النهار وحضري السفرة وأطلعي بقي شقتك وريحني منك ومن نكدك. 


سمر بحزن :حاضر يا حجة وتذهب لكي تأتي بالأطباق والمياه. 


سلمي بعتاب :ليه كده يا ماما المسكينة تعبانة في الشغل طول النهار بدل ما تقولها كلمة حلوة وكمان بتمشيه من غير أكل. 






سميرة بعصبية:أيه يا بت الحنية دي وبعدين تلاقيها شغالة أكل يا أختي وهي دي بتتكسف. 


سلمي بعتاب:حرام عليكي يا ماما ما تقولي حاجة يا نور. 


نور باللامبالة:ما خلاص بقي يا سلمي أكيد كلتك زي ما خالتو قالت أكيد مش هتستنانا وبعدين أيمن ومروان  وعمو رجعوا من بدري وأكيد أكلت معاهم. 


سلمي بسخرية :ده إلي ربنا قدرك عليه وبعدين أنتي عارفة أنها بتتكسف من بابا ومروان ومبتقعدش تأكل معاهم غير في وجود ماما حتي لو أيمن موجود. 


سميرة بعصبية:ما خلاص يا أختي عنها ما طفحت هتوجعولي دماغي عشان البرنسيسة ولا أيه وأنتي يا هانم ده كله بتجبي شوية ميه .


سمر بأنفاس لاهثة: أسفة  كنت بسخن الميه شوية غصب عني. 


سميرة بعنف :طيب يا أختي مع السلامة خدي الباب في إيدك وأنتي ماشية وتيجي الصبح بدري تغسلي المواعين.  


سمر بدموع :حاضر إلي تأمري به. 


.............................


في الأعلي في شقة أيمن يجلس هو ومروان يشاهدون المباراة بإندماج تام يقطعه طرقات هادئة يفتح أيمن الباب يجد زوجته الجميلة سمر بوجهها البرئ وملامحها الطفولية رغم بلوغها الثالثون عام. 


أيمن بإبتسامة:حمد الله علي السلامة الجماعة شكلهم وصلوا طالما طلعتي.. 


سمر بهدوء :أه رجعوا بالسلامة الحمد لله. 


مروان وهو ينهض :كويس الحمد لله أقوم أطمن عليهم وأشوف بابا رجع من القهوة ولا أيه وبعدين أنام عندي شغل بدري تصبحه علي خير. 







أيمن وسمر بهدوء:وأنت من أهله. 


أيمن بهدوء بعد مغادرة مروان :مالك يا حبيبتي في حاجة ماما ضيقتك ولا حاجة. 


سمر بإبتسامة :لا يا حبيبي مضيقتنيش ده يا حرام راجعين تعبانين من بره وسيباهم بيرتاحوا. 


أيمن بهدوء :طيب كلتي معاهم صح مش عارف بتتكسفي من بابا ومروان ليه. 


سمر بهدوء وكذب:الحمد لله كلت معلشي يا أيمن أنا بتكسف أقعد أكل  معاكم وعشان تبقوا براحتكم لكن لما نبقي كلنا بيبقي أحسن ومش ببقي لوحدي عشان أتكسف. 


أيمن بهدوء :المهم عندي راحتك يالا ننام عشان عندي شغل بدري.


سمر بإعتذار :أدخل أرتاح أنت أنا لسه هروق ابشقة وأغسل عشان ماكنش في وقت النهاردة وجوري كانت معايا. 


أيمن بهدوء  :تحبي أساعدك في حاجة. 


سمر بهدوء: لا يا حبيبي تصبح علي خير أنت. 


أيمن بهدوء :وأنتي من أهله يا قمر. 


يذهب أيمن وتجلس سمر  علي أحد المقاعد بوهن وتطلق لدموعها العنان وتحدث حالها :يارب أكرمني يااارب وأهديلي حماتي 





وحنن قلبها عليا وأرزقني بالزرية الصالحة يااااارب أنا راضية وصابرة بس نفسي في طفل  يقولي





 يا ماما حتي لو معاملة حماتي فضلت ذي ما هيا ليا لكن هيبقي معايا إلي ينسيني ويفرحني وتظل تبكي في صمت غافلة عن العيون المتوارية غلف باب 




الحجرة وينظر لها بدموع  :سامحيني مش بإيدي دي أمي ومقدرش أزعلها حتي لو جيت عليكي كل إلي بتمناه ربنا يرزقنا بالزية الصالحة إلي تعوضك

 وتصبرك علي إلي أنتي فيه وعارف كويس أن ماماأتخنقت معاكي وأنك مأكلتيش بس غصب عني سامحيني

 يا قلبي وربنا يقدرني أسعدك وأعوضك عن العذاب ذه كله بإذن الله. 

                   الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>