أخر الاخبار

رواية شمس الحياة الفصل الثامن8بقلم روان سلامة

    


 
#شمس_الحياة
#الكاتبة_روان_سلامة 
الفصل الثامن:
                                   يا سيدتي:
                      كنت أهم امرأةٍ في تاريخي
                               قبل رحيل العام.
             أنت الآن.. أهم امرأةٍ بعد ولادة هذا العام
             .. أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام.
                                  أنت امرأةٌ..
                          صنعت من فاكهة الشعر
                           .. ومن ذهب الأحلام..
                     أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
                           قبل ملايين الأعوامْ..
 

وصل نديم إلى المخزن القديم ولكن وجده مدمرا بالكامل ووجد الرجال الخاصين به عبارة عن جثث هامدة ملقاة على الأرض، فذهب سريعا إلى داخل المخزن فلم يجد بداخله غير ورقة مكتوب بها "تبقى أهبل لو افتكرت أن أنا ممكن أسيب آدم يعرفك أنا مين، دلوقتي لعبتك هتبقى معايا أنا مش معاه".
خرج نديم ومقلتاه تشتعلان من الغضب وأخذ ينظر إلى جميع الجثث الملقاة بإهمال وكأن من فعل ذلك شخص بلا قلب، شخص تجرد من مشاعره، فأقسم بداخله أنه لن يترك حق ناردين ولا حق عائلات الرجال الذين قتلوا، فهو لن يتخلى عن الإنفاق على زوجاتهم وأبنائهم وسيدمر من فعل هذه الجريمة المجردة من الإنسانية بهم.

                                ************

عاد نديم إلى المنزل وهو منهار فقد شعر أن كل شيء يهدم فوقه، فوجد كريم يتحدث في الهاتف بحنق قائلا:
_قلتلك أنا هتصرف واتصرفت خلاص والموضوع انتهى وهو ميعرفش أن أنا اللي عملت كده أصلا.
أغلق الخط بغضب وصعد إلى غرفته سريعا، فأخذ











 نديم يفكر وملامحه تظهر عليها الصدمة، هل يمكن أن يكون كريم هو السبب في كل هذا؟ ولكن لم يفعل به هذا الشئ فهو دائما يضعه موضع الأخ؟ 
صعد إلى غرفته فهو قد انهك من التفكير في كل شيء. وجد روجين جالسة تنتظره على السرير وتعبيرات القلق ترتسم على ملامحها فقال لها بصوت منهك:
_ممكن أنام على رجلك؟ بس بلاش نتكلم دلوقتي عشان خاطري أنا مش قادر.
ابتسمت له برفق وعدلت من وضعية جلوسها، فذهب هو ووضع رأسه على قدميها مثل الطفل الذي يخطئ فيذهب لكي يرتمي بين أحضان والدته، فهو يشعر نفسه مذنبا ولهذا ذهب إليها هي...ذهب إلى شمس حياته.

                                 *************

في صباح يوم جديد استيقظت روجين وأخذت تنظر إلى نديم وهو نائم، فكم يشبه الملائكة في نومه ولكنه فاجأها بقوله لها:
_مقلتيليش صحيح هو أنا حلو أوي كده؟
أجابته هي بحنق:
_أنت قليل الأدب أوى.








نهضت لتذهب سريعا إلى المرحاض وتابعها هو بنظرات متفحصة وبسمة واسعة تعلو صفحة وجهه. 
أبدلت روجين ملابسها فارتدت فستانا يصل طوله إلى ركبتيها نصفه العلوي باللون الأبيض وبه بعض الدانتيل الرقيق على الأكمام وأسفل الرقبة، وكانت أكمامه تصل أعلى كوعها بقليل، ونصفه السفلي بلون المرجان، وارتدت الحذاء بنفس اللون.
ارتدى نديم قميصا باللون الكريمي، وبنطالا أبيضا، وحذاءا بنفس اللون .
عندما خرجت روجين قال لها نديم مشاكسا:
_هو أنا حلو يا روجين؟!
أجابته بحنق قائلة:
_على فكرة بقى لو مبطلتش رخامة أنا مش هكلمك تاني.
_طب يا ستي خلاص.
استطرد بنبرة أكثر جدية:
_أنا هنزل الشغل النهاردة بقى كفاية أجازة كده.
أردفت هي بنبرة مترددة:
_أنا كمان كنت عايزة أنزل الشغل.
أجابها هو بحنو:
_طب وبتقولي بتردد ليه هو ولا عيب ولا حرام بالعكس هو حق من حقوقك حتى لو مش كده أنا مش عايزك تبقي مترددة وأنتي بتطلبي مني أي حاجة أيا كانت هي إيه، أنتي لو طلبتي روحي هديهالك يا روجين.








ابتسمت له بخجل مردفه:
_بس أنا عايزة روحك تفضل جواك عشان أعرف أنورهالك، مفيش شمس بتاخد روح حد وأنا هبقى شمس حياتك اللي هتنورلك روحك وحياتك.
 خرجت من الغرفة مسرعة متجهة إلى الأسفل ووجنتاها متوردتان بشدة فهي لم تعرف كيف تجرأت وقالت له مثل هذا الكلام.
_هو أخويا ده مبيحترمش نفسه معاكي أبدا على طول كده خدودك حمرا.
هتفت بها ناردين بمشاكسة لروجين. 
فأردفت هي قائلة:
_بقولك إيه مش تبقي أنتي وأخوكي سيبيني في حالي بقى.
_خلاص هسكت أهو كفاية عليكي نديم.
_مين بيجيب في سيرتي؟
قالها نديم عندما سمع آخر جملة قالتها ناردين ثم ذهب وقبلها من جبهتها قائلا لها باهتمام:
_بقيتي أحسن ولا لسه تعبانة؟
_الحمد لله كويسة خلاص. 
جلس الجميع ملتفين حول طاولة الطعام، ولكن نديم كانت تدور برأسه آلاف الأفكار حول الشخص الذي يوصل المعلومات لعدوه المجهول، فقطع تفكيره جده سليمان قائلا له:
_نديم أنا عايزك في المكتب.
ذهب نديم وراءه قائلا له:
_خير يا جدو في إيه؟
_في أن أنا مش هسيب اللي عمل كده في حفيدتي.
_وأنا مش سايبه وإنشاء الله هوصله وهعرف مين اللي ورا آدم ده.








_أنا هقولك نصيحة يا ابني عملت بيها لنفسك معملتش برضه لنفسك، خلي إياد ابن عمك يساعدك يا ابني أنتو الاتنين لما بتتفقوا مع بعض محدش بيقدر يقف قصادكم.
ذهب سليمان منسحبا برزانته المعهودة إلى الخارج وترك نديم في دوامة أفكاره بالداخل وكأنه ترك له طرف الخيط الذي سيحل جميع المشاكل، ولكن يوجد به عقدة إن استطاع فكها سيستطيع بسلاسة التخلص من جميع العقبات التي تؤذي عائلته.

                                 ***********

خرج نديم من المكتب فوجد الجميع قد ذهب إلى عمله باستثناء روجين وإياد، فذهب وقبل روجين من جبهتها قائلا لها:
_تعالي أوصلك معايا الشغل ولما تخلصي اتصلي بيا أجي أروحك.
_هبقى أروح أنا عشان معطلكش عن شغلك.
_روجين أنا قلت هبقى أجي أروحك يلا.
عندما ركبا السيارة تحسس نديم جيب بنطاله فلم يجد هاتفه فأردف:
_روجين أنا هدخل أجيب الموبايل وراجع عشان نسيته جوا.
_تمام.








عاد هو إلى المنزل ولكنه فوجئ بإياد يتحدث مع شخص ما على الهاتف ويقول له:
_مش مهم هياخد كام المهم هيقدر يخلصلي الموضوع ده بأسرع وقت، أنا عايز أنهيه بسرعة ومش هستني أكتر من كده، أنت متعرفش الموضوع ده كبير بالنسبة لي قد إيه.
عندما أغلق إياد الهاتف سأله نديم:
_كنت بتكلم مين؟
أجابه بسخرية:
_نديم أنا أبويا مبيسألنيش السؤال ده بقاله عشر سنين أنت بقى اللي هتسألهولي.








_آه أنا اللي هسألهولك عادي.
_كنت بتكلم في شغل.
_هعمل مصدقك والأيام هتكشف كل حاجة يا إياد.
أخذ هاتفه من على سطح الطاولة وخرج إلى الخارج.  أوصل روجين إلى عملها ثم ذهب هو متوجها إلى مبني المخابرات.

                                  ***********

وصل نديم إلى مقر عمله وطرق باب مكتب المدير ودخل.
سأله نديم:
_حضرتك قدرت توصل لحاجة ؟
أجابه بيأس:
_بصراحة لأ ونصيحتي ليك يا ابني متدورش ورا الموضوع ده كتير عشان هتتأذي،  أنا لما عرفوا اني بدور فيه كانوا هيرفدوني من شغلي.
أجابه نديم بنبرة مصممة:





_أنا آسف جدا أن حضرتك كنت هتتأذي بسببي بس أنا لو معرفتش مين ده مش هرتاح وهدور وراه حتي لو كان نهاية الطريق ده موتي، عن اذنك يا فندم.
ذهب نديم منسحبا إلى مكتبه وهو غاضب ويفكر ويضع احتمال أن يكون هذا الشخص واحدا من عائلته.

                                    **********

عندما أوصل يوسف ناردين إلى الجامعة كانت تنزل من السيارة ولكنه جذبها من يدها إلى داخل السيارة مرة أخرى قائلا لها:
_في موضوع عايز أكلمك فيه.
_في إيه؟
_بصي يا ناردين أنا مش شايف أن في أي سبب لتأجيل الجواز أكتر من كده وأنا عايز أتكلم مع نديم النهاردة .






ابتسمت له برقة قائلة:
_وأنا موافقة وكنت عايزة أكلمك في الموضوع ده بس معرفتش ابدأ ازاي بصراحة.
_أصلا نديم عارف ومستنيني أروح أطلب إيدك منه.
أردفت مشككة:
_بجد؟ طب عرف لوحده ولا أنت اللي قلتله؟
_هو عرف لوحده بصراحة.
قالت له بإحباط:
يا خسارة.
_في إيه يا بنتي؟
_كده ضاعت أحلام الأمير السعودي خلاص.
فتح الباب وأخرجها من السيارة قائلا لها بحنق:
_طب أنا بقى مش هاجي أروحك وابقي خلي الأمير السعودي ينفعك.
أردفت بدلال متعمد لتشعل النيران بداخل قلبه:
_خلاص هخلي يويو ييجي يروحني.
ذهب هو بالسيارة وكان يتحدث مع نفسه طوال الطريق قائلا بحنق:






_يويو مين ده كمان بقى انشاء الله، قال يويو قال، شوية أمير سعودي ودلوقتي يويو، مين الزفت ده بقي؟ طب والله لأرجعلها الجامعة وهقعد هناك لغاية ما تخلص عشان اشوف مين يويو ده.

                              **********

في مقر شركات المنزلاوي يجلس كل من وقاص ويزيد وإياد في غرفة الاجتماعات يتناقشون في فكرة بناء فرع جديد للشركة بمكان آخر.
قال وقاص بعد لحظات من التفكير:
_أنا رأيي أن احنا نخلي كريم هو اللي يعمل المشروع ده هو كان عنده شركة هندسة وممكن ده يساعده عشان يرجع زي الأول تاني.
قال له يزيد:
_أنا معاك في الفكرة دي يمكن لما يحس أن احنا محتاجينه يبدأ يتحسن.






أردف إياد معترضا:
_أنا مش معاكم في الرأي ده لأن كريم مش محتاج مجرد شغل، كريم محتاج سبب أكبر من ده للحياة. 
هو عايز شخص يخليه يتمسك بالحياة، شخص يرجعله حياته تاني.
قال وقاص بدوره:
_واحنا بقى هنلاقي الشخص ده فين؟ وبعدين ما أنت عارف أن هو مبقاش يسمح لأي حد يدخل حياته.
قال له إياد وهو ينهض من على كرسيه بغموض:
_أنا عارف هنلاقيه فين وكريم هيرجع زي الأول ويمكن أحسن كمان.
خرج إياد والتفت يزيد ووقاص إلى بعضهما باندهاش من نبرة صوت إياد الواثقة.
أردف وقاص:






_أنا نفسي أفهم هو بيفكر في إيه.
_أنا عارف هو بيفكر في إيه، هو عايز يلاقيها عشان هي اللي هترجع لكريم وعمتو حياتهم من أول وجديد.
ذهب هو الآخر منسحبا إلى خارج المكتب فأخذ وقاص يحدث نفسه قائلا:
_أموت وأعرف هما بيفهموا بعض ازاي ده انا أخوه ومش فاهمه أصلا.

                                 ***********

بعدما أنهت ناردين محاضراتها بالجامعة ذهبت و وقفت أمام بوابة الجامعة، فرأت يوسف يجلس بداخل سيارته لكنها تجاهلته، فذهب هو إليها قائلا:
_مش ناوية تروحي النهاردة ولا إيه؟
قالت هي بدلال في محاولة لاستفزازه:







_ما أنا قلتلك يويو هييجي يروحني.
قال هو من بين فكيه في محاولة لإظهار هدوءه:
_يلا يا ناردين وانجزي بقى.
أردفت وهي تشير نحو سيارة سوداء:
_أهو يويو جه يلا باي بقى.
فالتفت هو ليرى من هذا المدعو (يويو) فقال بصوت تشوبه الصدمة:
_إياد..... يعني ابن عمي بقى يويو.
ذهب ووقف عند سيارة إياد قائلا له بسخرية:
_مكنتش أعرف أن اسمك بقى يويو والله. 
أجابه محاولا إشعال الغيرة بداخله:
_وفيها إيه مش ناردين هي اللي بتقولي يبقى أنا يويو.






أردف يوسف بحنق:
_والله لأ أنا كده أجبلكم اتنين لمون و أمشيأنا.
قالت له ناردين بابتسامة:
_أنا رأيي كده يلا امشي أنت بقى، وأنا ويويو هنبقى نحصلك على البيت.
ذهب يوسف وهو في قمة غضبه وأخذ يحدث نفسه قائلا:







_أنا تعبت هي شوية أمير سعودي وشوية يويو طب والله لأروح أطلب إيدها وأتجوزها......ابن عمي بقى يويو يا نهار ألوان.
ركب بسيارته وهو يتمتم ببضع كلمات متوجها إلى المشفى.

                                     **********

في سيارة إياد تجلس ناردين وهي تضحك بشدة على هيئة يوسف قبل ذهابه. 
قال لها إياد بسخرية:
_إيه يويو ده يا بنتي ملقيتيش حاجة عدلة شوية على آخر الزمن بقيت يويو.






_مش أنت اللي وافقت تساعدني أعمل إيه بقى هو اللي جه على بالي الصبح.
_طب ماشي بس عارفة بقى لما نخلص منكم وتتجوزوا لو سمعت يويو ده تاني أنتي حرة.
_علي فكرة اسم حلو والله أخيرا الواحد عرف يلاقيلك اسم دلع.
_طب ياريت بقى تمحيه من ذاكرتك.
_حاضر يا عم خلاص.

                                 **********

عندما وصل يوسف إلى المستشفى لم يكن قادرا على التركيز في عمله أو التعامل مع المرضى، فسألته أسيل:







_دكتور يوسف هو حضرتك كويس؟
أجاب هو بنفاذ صبر:
_لأ مش كويس خالص أقولك تعالي اقعدي هنا.
أشار لها بيده على كرسي قبالة مكتبه فجلست هي بتعجب من مظهره وتصرفاته فهي دائما تراه شخصا مهتما بعمله ومنمقا.
أردف هو بتوتر:
_بقولك إيه انسي أن أنا الدكتور يوسف أنا دلوقتي واحدة صاحبتك ... صاحبتها إيه اللي أنا بقوله ده أنا اتهبلت، أقولك اعتبريني أي حد يا ستي بس اسمعيني.







حاولت هي كتمان ضحكاتها بداخلها وقالت له متصنعة الهدوء والرزانة:
_أكيد اتفضلي.....قصدي اتفضل يا دكتور.
بدأ هو حديثه ببعض الكلمات المضطربة:
_بصي أنتي دلوقتي لأ مش أنتي لو في حد دلوقتي عايزة تتجوزيه ... عايز يتجوزك هتعملي إيه؟
_دكتور يوسف ممكن حضرتك تهدى كده وتحكيلي بالراحة.
أخذ هو شهيقا وزفيرا لكي تنتظم أنفاسه ثم شرب بعض الماء وقال لها:






_حاضر هقولك أهو، بصي أنا بحب ناردين وهي بتحبني بس هي كانت مصرة أن احنا منتجوزش قبل ما هي تخلص جامعة، وأنا بصراحة مش شايف أي سبب مقنع للتأجيل ده، أنا مش بكون نفسي يعني ولا احنا لسه بنتعرف على بعض. 
توقف قليلا لكي يأخذ أنفاسه واستطرد حديثه مكملا لكن بنبرة مختلفة، نبرة يظهر بها كم هو يحب ناردين، نبرة صوت رومانسية حالمة باليوم الذي سيجتمع فيه معها، وباليوم الذي سيتزوجها به ويراها كالملاك بفستانها الأبيض:





_هي مش قادرة تفهم أنا بحبها قد إيه ومستني اليوم اللي هنتجوز فيه ازاي، أنا بنام كل يوم وأنا بتخيلها بفستان الفرح الأبيض. 
أنتي تعرفي أن أنا أعرف عنها حاجات كتير أوي هي متعرفش اني أعرفها، أنا عارف أن هي لما بتشوف نملة مثلا بتصعب عليها ومبترضاش تقتلها وعارف أن هي بتخرج كل يوم قبل ما تنام وتحط للعصافير أكل






 على الشباك وبتتكلم معاهم، وعارف كمان أن هي مش خايفة من الجواز قد ما هي خايفة من المشوار اللي هتجيب فيه فستان فرحها، هي خايفة تبقى وحيدة هناك وهي بتقيس الفستان لأن مفيش حد







 جنبها وخايفة يحصلها زي نورهان، بس أنا مش هسيبها والله ما هسيبها، هي لازم تفهم أن هي كل حياتي بس أنا مش عارف أشرحلها ده، انا مش زي نديم ولا وقاص ولا حتي يزيد أنا مش بعرف أعبرلها بالكلام أن أنا بحبها، أنا ممكن أعبرلها بالمواقف، بالنظرات، بس بالكلام مهما بحاول أظبط الكلام وأحفظه بحس أن أنا بنسى كل حاجة أول ما ببص جوا عينيها بحس أن هي بتسحرني.







أردفت أسيل بابتسامة واسعة:
_أنا رأيي أن أنت تروح دلوقتي وتطلب إيدها وهي هتوافق وأنت مش محتاج تقولها أي حاجة.
ذهب يوسف سريعا إلى سيارته وهو يقودها بسرعة عالية وكأنه يسابق الزمن ليصل إلى محبوبته.

                                   *********

في منزل عائلة المنزلاوي  تجلس ناردين مع روجين في الحديقة تستمعان إلى حديث يوسف مع أسيل. 
وبعد أن أغلقت ناردين الهاتف كانت عيناها ممتلئتين







 بالدموع فهي الآن تيقنت بل تأكدت من حبه لها، هي كانت تعرف أن يوسف يحبها، ولكنها لم تكن تتخيل كل هذه الأحاسيس التي يكنها  بداخله من دون أن يبوح لها بها، لم تكن تعرف أنه يعلم عنها كل هذه الأشياء ولكنها الآن صارت جاهزة لكي تصبح زوجة ليوسف المنزلاوي.







بادرتها روجين بالحديث قائلة:
_بعيدا عن كل الحب اللي هو بيحبهولك ده أنا عايزة أفهم أنتي ازاي اتفقتي مع أسيل انها تعمل حاجة زي كده؟
أردفت ناردين بدورها:
_بصي يا ستي أنا كنت بحاول أستفزه بصراحة يمكن يصارحني بأي حاجة ويقولي كلمتين حلوين بس هو مفيش، فأنا بقى اتفقت مع إياد وخليت يوسف الصبح يبقى هيموت من الغيرة واتعصب وأنا عارفة أن يوسف لما بيتعصب بيقول كل حاجة جواه، فلما







 لقيته مقاليش حاجة قلت أكيد هيقول لأول حد يظهر قدامه وأنا عارفة أن أسيل بتشتغل معاه في المستشفى فطلبت منها أن هي تسأله هو متعصب من إيه وعرفتها أن أنا أخت نديم فهي وافقت علشانك أصلا، بس كده وكلمتني وهي داخلة تسأله.
_ده أنتي فظيعة يا بنتي ده أنا لو قعدت طول عمري أفكر في مخطط زي ده مش هعرف أعمل أي حاجة منه.








قالت لها ناردين برجاء:
_روجين ممكن متعرفيش يوسف أن أنا سمعت كل ده لأن أنا ندمت اني عملت حاجة زي دي، بس أنا كنت خايفة وكنت عايزة حاجة تساعدني آخد القرار المناسب لأني كنت تايهة وأنا أول مرة ملاقيش حد آخد رأيه في حاجة لأني دايما كنت بسأل نورهان الله يرحمها على كل حاجة أو بسأل عمتو وبعد ما الاتنين راحوا مني بقيت أسأل نديم أو يوسف وأنا اتكسفت أسأل نديم على حاجة زي دي فمعرفتش أعمل إيه.
أردفت روجين بحنو وهي تحتضنها:






_ناردين أنا مش عيزاكي تحسي انك وحيدة أبدا أنا موجودة معاكي طول الوقت وصبا موجودة هي بتحبك أوي حتى أسيل موجودة وممكن تسمعك. 
في ناس كتيرة أوي ممكن تحاولي تقربي منهم واحنا كلنا جنبك وبعدين اللي أنا أعرفه أن أنتي وزياد قريبين أوي من بعض.






قالت وهي تشعر بغصة بداخلها:
_روجين أنا محتاجة أخت أو أم في حياتي، زياد أخ مش هقدر أحكيله كل حاجة، أنا محتاجة واحدة أقدر أحكيلها من غير ما أخاف انها تفهمني غلط أو تزعل مني.
 أنا كنت بتكلم وبحكي لعمتو ونورهان كل حاجة من غير خوف حتى مامت يوسف الله يرحمها كنت باخد رأيها في كل حاجة، أنا محتاجة حد يحبني من غير شروط. 







أنتي عارفة أن نديم مرة وأنا صغيرة قالي متقربيش من أي شخص بيحبك بشروط يعني متقربيش من الشخص اللي يقولك لو عملتي كده هحبك ولو معملتيش هكرهك وأنا من وقت ما خسرتهم هما التلاتة وأنا بدور على حد أقدر أقربله وأثق فيه بس مش بقدر، هو نديم طبعا كل حاجة في حياتي ومش هنكر أن هو عمل حاجات كتير أوي عشان يوصلني للي أنا فيه ده بس في حاجات البنت بتتكسف تحكيها لأبوها أو لأخوها أنتي فهماني.





كانت تشعر روجين بالأسى على وضع ناردين فقالت لها وهي تخفي هذا الشعور:
_خلاص يا ستي أنا عيزاكي تبقي أختي من النهاردة وأنا مليش أخوات إيه رأيك بقى؟
احتضنتها ناردين بحب ثم قالت لها:
_روجين إيه رأيك تيجي معايا بكرا عند عمتو؟
أردفت روجين برفق:






_لو ده هيسعدك أكيد هاجي معاكي.
كان يقف نديم يتابع حديثهما وتقاربهما من بعضهما ومحاولات روجين لاحتواء حزن شقيقته والحد من آلامها، فابتسم عندما وجدهما يحتضنان بعضهما ثم اقترب منهما وقبل كلا منهما فوق جبينها قائلا لروجين:
_أنا عاملك بكرا مفاجأة حضري شنطة للسفر بقى.
سرعان ما ظهر على وجهها ملامح السعادة والاندهاش قائلة له بحماس:
_هتوديني فين بقى؟
_مفأجاة.







_نديم والنبي قولي هتوديني فين. 
_يا بنتي مفاجأة اهدي بقى.
أردفت بضيق:
_طب على فكرة بقى أنت غلس وأنا كنت بسأل أصلا عشان أشوف هاخد هدوم إيه معايا يعني.
_ماشي يا روجين أنا غلس وخدي أي هدوم يا ستي.
_إيه ده يا نديم إوعى تكون زعلت.
قالت لها ناردين:
_يا بنتي هي دخلت عليكي بسرعة كده، هو نديم لو زعل مكانش زمانه لسه قاعد هنا أصلا.... بقولكم إيه أنا هقوم بقى وأسيب عصافير الحب مع بعض.
ذهبت ناردين إلى داخل المنزل تاركة لهما مجال الحديث، بادرت روجين بالحديث قائلة:
_نديم أنا كنت عايزة أروح بكرا مع ناردين عند عمتك.
_ليه هو حصل حاجة؟







_لأ بس ناردين طلبت مني ده وأنا اتحرجت أرفض وبعدين أنا حابة أتعرف عليها.
أردف ببسمة واسعة دائما ما تظهر على محياه بجانبها:
_طب يا ستي روحي اتعرفي عليها بس اشكري فيا جامد قدامها بقى.
في هذه اللحظة خرج إياد إلى الحديقة وهو يلهث قائلا لنديم بصوت مضطرب:
_نديم أنا عايزك في المكتب بسرعة.
ذهب نديم مسرعا إلى الداخل فمظهر إياد لا يوحي بالخير أبدا.
سأله بقلق:
_حصل إيه؟
_نديم أنا عرفت كل حاجة.
_عرفت إيه ؟ وإيه كل حاجة أصلا؟!
قال له بأنفاس مضطربة:
_أنا عرفت مين اللي قتل رنا.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-