أخر الاخبار

رواية حب وتضحية الفصل الثامن والتاسع بقلم داليا السيد

  

رواية حب وتضحية الفصل السابع



 الفصل الثامن والتاسع
بقلم داليا السيد



حلم يتحقق
كانت سارة متألقة في ملابسها المفتوحة


 والقصيرة وكان معها شاب يبدو مثلها وسيم ولكن ليس مثل وليد في رجولته وأناقته





 ووسامته التي أسرت قلبها، تحركت سارة والرجل نحوهم، نظرت أمل إليه ولكنه لم يبادلها النظرات ما زالت






 لا تعرف سبب غضبه ولكن ربما أبلغه أحد أن سارة تريد رؤيته أو تكون سارة نفسها طلبته وأرادته 






فأسرع بالحضور لا تعلم، ولكن مجرد تفكيرها في ذلك أثار غضبها وغيرتها.
"أين كنتم لقد سألت عنكم فلم أجدكم؟" 




وضع يديه في جيوبه وقال بهدوء "كنا في جولة سياحية هل تريدين شيء؟" 








نظرت سارة إليها وقالت "أمجد خطيبي أنت تعرفه يريد أن يدعوكم على العشاء" 
نظر وليد إليها وقال "أعتقد أننا مجهدان وسنتناوله بالجناح، أليس كذلك عزيزتي؟" 











قالت سارة بدلال وهي توجه نظرات تحد إلى أمل "هيا وليد من فضلك وأنتِ؟ ما اسمك؟ لقد نسيت" 
تسربت الحرارة إلى جسدها واندفع الدم يغلي بعروقها من أسلوب السخرية بكلمات تلك المرأة الوقحة فلم تنظر إليها وإنما قالت توجه كلماتها إليه
"حبيبي أنت محق أنا متعبة لذا سأسبقك إلى الأعلى وأنتظرك وعندما تنتهي من؟ معذرة لقد نسيت ما اسمك، عندما تنتهي منها أيا كانت نتناول العشاء" 
وتحركت دون أن تنتظر رد منه أو إجابة من تلك الوقحة، اتجهت إلى المصعد وهي تكاد تنفجر من الغضب والغيرة لأنها تركته معها ولكن واضح أنه جاء من أجلها وربما الآن سيذهب ليعوض ما فاته ورغم وجود خطيبها المزعوم إلا أن نظراتها إلى وليد واضحة وليس بها أي حياء.
أخذت حمام دافئ ربما يهدأ من غضبها الذي تملكها وارتدت روب الحمام الخاص بها وخرجت، تراجعت بذهول عندما رأته أمامها بغرفتها، شدت بيدها على البرنس وهي تتأمله كان يمنحها ظهره وينظر من زجاج الفراندة، شعر بها عندما تحركت خطوات قليلة فالتفت إليها وللحظات ظل يتأملها كما كانت تواجه نظراته بقوة رغم الخوف الذي سيطر عليها من تواجده بغرفتها وهي بتلك الحالة وأخيرا قال ليقطع الصمت المتبادل
"ماذا هناك؟ لماذا شحب وجهك عند رؤيتي؟ أم لم تعد لك رغبة في رؤيتي؟" 








لم تفهم شيء من كلامه ولا سبب لغضبه فقالت "عن ماذا تتحدث؟ أنا فقط فزعت لأنني لم أكن أعلم أنك هنا ولم أفكر أن أجدك بغرفتي" 
تحركت إلى المرآة في محاولة أن تبدو هادئة من وجوده الذي يربكها فقال "ألم تظني أني سأعود أم فكرتِ أني سأذهب لمكان آخر؟" 
قالت وهى تمشط شعرها الطويل "ربما، ألم تدعوك حبيبة القلب على العشاء لقد تركتكم كي تكون على راحتك وربما تستعيد ذكرياتك معها بدون حرج من وجودي" 
تحرك في اتجاهها فدق قلبها أكثر وأكثر، ترى ما الذي يريده منها الآن وقد تركت له الساحة؟ قال وهو يتحرك 
"هل هذا ما يفكر به عقلك الصغير؟ ألا تذكرين أني أخبرتك أنني لم أعد أسعى لكي أكون معها أو أستعيد ما تتحدثين عنه، كل ما أردته أن أنتقم لكرامتي ولكن يبدو أنكِ لم تعودي على نفس قدر تركيزك الذي أعرفه عنكِ، أم أن ذهنك أصبح مشغول بشيء آخر وأصبح من الأفضل لكِ ان تكوني وحدك بدوني؟" 
لم تفهم تلميحاته خاصة وأنها بدأت ترتبك من اقترابه ووجودها معه وحدهم هنا فقالت لتخفي مخاوفها "أنت تعلم أن ذلك غير صحيح، ذهني ليس مشغول سوى بالعمل ووجودك هو أساس وجودي هنا" 
قالت ذلك وهي تتحرك مبتعدة لتهرب من مواجهته ولكنه أوقفها من ذراعها وأعادها أمامه وقال "هذا لم يعد كذلك فأنتِ اليوم كنتِ تبدين سعيدة وأنتِ بعيدة عني أثناء العمل، وتوزعين ابتسامتك على المهندسين ومنذ قليل اخترتِ أن تذهبي وتتركيني مع سارة مما يدل على صحة كلامي"
حاولت ألا تنظر إليه وهي تزيغ بنظراتها بعيداً ولكن في النهاية نظرت إلى عيونه وقالت "هل هذا ما تظنه؟ ألم تسأل نفسك متى تركتك وحدك منذ عرفتك أنا تقريباً لا أقضي يومي كله إلا معك، وإذا كنت أفعل ذلك فكيف أكون سعيدة ببعدي عنك؟ أنا فقط تركتك اليوم مع تلك المرأة والتي هي حبيبتك السابقة والتي كانت تتعمد إهانتي بوجودك وأثناء صمتك، فاخترت أن أذهب قبل أن تزيد الإهانات وأنا لن أقف صامته أمام تلك الإهانات" 









أعاد خصلات شعرها إلى الخلف وقال "كنتِ سعيدة مع سام المهندس؟" 
ضاقت عيونها وهي لا تفهم كلماته التي أخذتها إلى مكان آخر غير الذي كانت به الآن ومع ذلك رددت بدهشة 
"سام؟ أي سعادة تلك التي تتحدث عنها كل ما في الأمر أنني كنت أتعلم منه ولم أفكر ما إذا كنت سعيدة أم لا" 
قال بنفس النظرات التي تحتوي وجهها كله وما زالت يده تداعب خصلات شعرها وهي لا تعلم لماذا لا تحاول أن تبعده 
"ومتى تكونين سعيدة إذن؟" 
كادت تقول معك أنت ولكنها قالت "وهل يعنيك الأمر؟" 
عادت أصابعه تتجول على وجنتها فشعرت بأنفاسها تتسارع بشكل مزعج ونظرت إلى عيونه فرأت نظرات غريبة بعيونه لأول مرة تراها وسمعته يهمس 
"بالطبع يعنيني، أنتِ لا تعلمين ماذا أصبحتِ بالنسبة لي، أمل أنا" 
اقترب منها أكثر وزادت دقات قلبها وبدأت تتساءل، ما الذى يحدث لها؟ وماذا يريد منها ولماذا لا تحاول أن تبتعد عنه؟ زاد اقترابه ولم يعد هناك هواء يكفيها وهو يزداد اقتراب منها، ولكن كالعادة يحدث ما يحطم لحظات السعادة، دق هاتف غرفتها فتراجع فجأة وكأنه استيقظ من سبات عميق بينما شدت هي على روبها بدون داعي وهي تخفي خجلها الواضح من قربه وعدلت شعرها بحركة آليه ثم اتجهت إلى الهاتف لتجيب 
كانت والدتها حيث كانت قد طلبت من الفندق أن يوصلها بهم فاندمجت في الرد وهي تتابعه وهو يخرج من حجرتها، تحدثت مع أمها وأختها






 وانتهت فارتدت ملابس النوم وخرجت لتناول العشاء 
لم يكن الطعام قد وصل عندما خرجت ولم يكن هو أيضاً موجود فخرجت إلى الفراندة تتأمل المناظر حولها وتفكر هذه المرة الثانية التي يقترب منها إلى هذا الحد وفى كل مرة ترى تلك النظرة في عيونه ولا تعرف ماذا تعني، ولكن عليها أن توقفه لا يمكن أن تترك نفسها هكذا فماذا سيظن بها؟ ثم اندفع تفكيرها إلى وجودها هنا معه بمكان مغلق وحدهم كيف ينظر إليها الآن؟ ربما يظن أنها فتاة سهلة المنال و.. 
دق الباب فقطع أفكارها، تحركت تفتح حيث رأت النادل يحضر العشاء أدخله الرجل وخرج بعد أن شكرته، أعدت المائدة وشعرت به يخرج من غرفته وجلس في مكانه، نظرت إليه كان قد أخذ حمام هو الآخر بشعره المبلل وملابسه المريحة التي ارتداها فبدا أكثر جاذبية 
انتهت من إعداد المائدة ولم تجد ما يمكنها أن تفعل أو تقول فجلست وبدأ الاثنان تناول الطعام عندما قال "لم تخبريني رأيك بالفندق الجديد؟"
قالت وهي تخفي نظراتها عنه "أعتقد أن الفندق يحتاج أكثر من أسبوعين للافتتاح أليس كذلك؟" 
قال دون أن ينظر إليها "لا أعتقد ذلك، الأشياء الباقية يمكن إنجازها في وقت أقل مما تتخيلين، الأشخاص هنا يعملون من أجل العمل والمال وأنا أدفع كثيراً" 
نظرت إليه وقالت "هل يمكن أن تخبرني ماذا بك؟ أنت اليوم مختلف وكأني لا أعرفك" 
نظر إليها وقال "أحيانا ما تمر بنا لحظات لا نعرف فيها ما الذي يصيبنا ونتصرف بشكل مختلف ولا نعلم لماذا نتصرف هكذا، انا أعلم أنى تصرفت معكِ بشكل غير لائق ولكن" 
صمت ولم يكمل شعرت بحرارتها ترتفع عندما فهمت ما يشير إليه من قربه منها أكثر من مرة أخفضت عيونها وقالت "لكن ماذا؟ بكل مرة تتذكر بالطبع أنني لست  حبيبتك، عموماً أنا أعلم وأحاول أن ألتمس لك الأعذار" 








ترك الطعام بشكل عصبي مما أفزعها وقام مبتعداً وهو يتحرك بالغرفة بدون هدى فشعرت بأنها أغضبته ولكن لم تفهم سبب غضبه، لم تحاول أن تنظر إليه أو تسأله عن سبب غضبه وأخيرا قال 
"لماذا تصرين على كلماتك هذه؟ ألا تحاولين أن تفهمي أن سارة لم تعد تمثل لي أي شيء؟" 
قالت دون أن تنظر إليه "إذن فلماذا أنا هنا؟" 
عاد ليقترب منها ثم انحنى عليها وقال "أنتِ مديرة أعمالي أم نسيتي؟" 
تحركت وقامت وهي تقول "وطالما أنا مديرة أعمالك فلماذا أنا زوجتك أمام الناس وتضعني هنا بغرفة واحدة مغلقة علينا بوضع لا تقبله أي فتاة مثلي ولكني فعلت من أجلك؟ لماذا من المفروض أن نتحمل امرأة وقحة مثل سارة  ونتصرف أمامها وكأننا أسعد زوجين؟" 
تراجع وقال "أنتِ حتى الآن لا تفهمين، ما اتفقنا عليه الغرض منه الانتقام منها ورؤية القهر بعينيها، لا أن أعيد العلاقات القديمة، وهذا لم يكن بإمكاني فعله وأنتِ أمامها مديرة أعمالي فقط" 
قالت بضيق واضح "وماذا غير ذلك من الأمور إنها لا تهتم بكوني زوجتك وتتعامل وكأني لا وجود لي"
حدق بها وقال "لأنها ترفض الاعتراف بوجودك وتحاول أن تقنع نفسها أنها هي وحدها التي تملكني ولم تدرك أنها انتهت من حياتي وما أراه بعينيها يعني أني نجحت حتى الآن"
نظرت إليه وكأن الأمل دق في قلبها من كلماته ولكنها تذكرت أن ذلك يعنى انها لن تبقى زوجته أكثر من ذلك، وهل هي صدقت بالفعل أنها زوجته فعلا؟ قالت تبعد أفكارها بعيدا ربما ترتاح
"وطالما أنت حققت مرادك إذن فما الداعِ من تكملة التمثيلية؟ فلم يعد لها داعِ" 
اقترب منها وقال "أنتِ تعلمين أن ذلك غير صحيح إلا إذا كنتِ لا ترغبين في أن تظلي زوجتي، أم أن هذا أمر أصبح مزعج لكِ؟" 
تراجع وقال يكمل "أم أن قلبك أصبح لشخص آخر وتريدين أن تتحرري مني؟"










 
قالت دون أن تفكر "عن ماذا تتحدث؟ أولاً أنا وافقت أن أكون زوجتك منذ البداية وهذا لا يمكن أن يكون مزعج لي بالمرة، ثانياً أخبرتك مراراً أن قلبي ليس ملك لأحد" 
اقترب منها وقال "وهل يمكن أن يكون ملك لأحد؟" 
نظرت إليه وقالت "ليس لأي أحد بالطبع" 
قال بجدية "ولمن إذن يمكن أن يكون؟" 
حدقت به لحظة ثم أخفضت عيونها كي لا تفضحها ولم ترد كان قد اقترب أكثر وهو يقول 
"أنا؟" 
نظرت إليه واتسعت عيونها من سؤاله وهي تتأمله ولم تعرف بماذا ترد كان قد وقف أمامها ولامست يده وجنتها مرة أخرى وقال "أنا يمكنني أن أختار لكِ" 
أغمضت عيونها ودق قلبها بالتأكيد كانت غبية أن تعتقد أنه يمكن أن يفكر بها، فتحت عيونها وتحركت من أمامه وقالت 
"ولكن أنا لا أفكر في الوقت الحالي بأي أحد، ما زلت صغيرة وأريد أن أحقق ما أريد قبل أن يدخل أي رجل حياتي"
قال "حقاً أنتِ ما زلتِ صغيرة وأنا أتمنى أن تجدي الشخص المناسب" 
قالت "أشكرك اسمح لي أن أذهب أريد أن أنام" 
وتحركت إلى غرفتها وهي تحاول أن تمنع دموعها من أن تنزل وما أن دخلت حتى أغلقت باب









 غرفتها واستندت على الباب لحظة وسالت دموعها، لماذا يفعل بها ذلك؟ منذ لحظات كان قريب منها إلى حد لم تكن تتخيله وفجأة أبعدها عنه لمسافة لا يمكن قياسها، يا إلهي ما الذي يحدث معها؟ هي تحاول أن تضحي بسعادتها من أجله، نعم إنها تحاول أن تمثل أمام الجميع أنها زوجته وسعيدة معه وهو ماذا؟ يتلاعب بها وبمشاعرها كان عليها أن تعرف أن هؤلاء الناس لا تهمهم مشاعر الآخرين ثم لماذا يهتم أصلا؟ إنها لا تمثل بالنسبة له إلا شخص ينتفع منه، مديرة أعمال تعمل من أجله وتمثل من أجله وماذا؟ هو لم يجبرها على أي شيء لقد اختارت بمحض إرادتها ولم يجبرها على ذلك، قلبها هو الذي أجبرها على ذلك نعم إنه قلبها هو الذي جعلها تترك أمها وأختها وحدهم إنها لم تعد تتحمل ليتها تعود.
بالطبع لم تنال قسط وفير من النوم واحمرت عيونها من الدموع ولكنها غسلتها جيدا حتى لا يلاحظها.
تناولت الإفطار معه في صمت بالمطعم وأخيراً بدأ الحديث "تبدين على غير ما يرام كما لو أنكِ لم تنامي، هل أنتِ بخير؟" 
لم تنظر إليه وهي تقول "نعم أنا بخير هل سنذهب إلى الفندق أم ماذا؟" 
قال بهدوء "أنتِ يمكنكِ الذهاب أما أنا فلدي العديد من الأشياء لابد أن أنهيها قبل الافتتاح تعلمين ذلك" 
هزت رأسها ولم ترد وانتهوا من تناول الإفطار فقام الاثنان وأثناء خروجهم قال "نسيت أن أخبرك أني قبلت دعوة سارة على العشاء اليوم فلا تتأخري" 








نظرت إليه؛ ها هو يثبت لها أنه ما زال يفكر فيها ويتواجد معها وليس كما قال أمس من أنه لم يعد يحب التواجد معها قالت 
"انا لا أريد أن أحضر" 
قال وهو يفتح لها باب السيارة "أنتِ تعلمين أنه لابد من حضورك لا يمكن أن أكون وحدي دون زوجتي حبيبتي" 
نظرت إليه فبادلها النظرات فلم ترد جلست فأغلق الباب وانطلق بها السائق وهي تحاول أن تهدأ من نفسها، إنها لم تعد تستطيع أن ترى تلك المرأة وتجلس معها وتبادلها النظرات والكلمات، إنها تذكرها بكل شيء، كيف ستتحمل أن تتواجد معها وتراه وهو ينظر إليها؟ إنها، إنها ماذا؟ كيف تنسى أنها هنا من أجل ذلك؟ لا  لن تقبل أن يهزأ بها هو أو هي، لابد أن يعرف أنها لن تقبل أكثر من ذلك. 
بالطبع عادت إلى العمل وحاولت أن تركز جيداً فيه وأن تنسى ما يحدث حولها، فالعمل هو الشيء الوحيد الحقيقي والباقي لها.
عادت قبل موعد العشاء وحدها ولم يتصل بها ولا مرة واحدة وهي لم تحاول أن تفعل، ارتدت أفضل ما عندها وسرحت شعرها أفضل من أي كوافير، كانت تريد أن تثبت لنفسها أنها أفضل من أي امرأة أخرى.
انتهت واطمأنت على شكلها خرجت من غرفتها لتجده يجلس ويتحدث في الهاتف، نظر إليها كما نظرت إليه كان في أكمل زينته، لهذه الدرجة يهتم بتلك المرأة حتى يتأنق هكذا، ومتى فعل كل ذلك وهو لم يفكر حتى أن يهاتفها ولو مرة واحدة؟
انهى محادثته وقال "كيف حال العمل اليوم؟ لم تخبريني أي شيء" 
قالت بدون اهتمام "ظننت أنك قد تكون مشغول، هل تحب أن أخبرك الآن؟" 
تحرك إلى الباب وقال "لا هيا بنا قبل أن نتأخر، ربما عندما نعود" 
نظرت إليه وهي تفكر بغضب ناتج عن الغيرة، ألهذا الحد يريد أن يذهب إليها بأسرع ما يمكنه دون اعتبار لها ولمشاعرها، تماسكت لبضع لحظات ثم خرجت تتبعه. 










كانت المرأة هي الأخرى في أفضل زينتها أجلسها وجلس بجانبها بعد أن حيوا بعضهم البعض، سمعت سارة تقول بطريقة ساخرة
"أنتِ تزدادين جمالاً يا عروسة" 
ابتسمت وقالت بنفس طريقتها "أشكرك، أنتِ أيضا تبدين جميلة" 
كانت الابتسامات زائفة ولا تعبر عن حقيقة مشاعر كل منهما، اندمج هو في  الحديث مع أمجد ولكن سارة لم تتركها حيث مالت عليها وقالت 
"هل تحبينه؟"  
كان السؤال غريب ومفاجئ ومع ذلك لم تندهش منه وإنما قالت بهدوء "جداً وربما أكثر من نفسي" 
لاح الغضب لحظة على عيون سارة وهي تقول "ولكن هو؟ تُرى ما هي مشاعره تجاهك؟ هل يحبك مثلما تحبيه؟" 
قالت دون أن تفكر "بالطبع وإلا لما تزوجني" 
أجابت سارة ببرود "لا أعتقد ذلك، ألا تعرفين أنه يحبني أنا؟ ألا تعلمين أننا كنا على علاقة؟" 
قالت وهى تحاول أن تبادلها نفس البرود "نعم أعلم أخبرني وليد بكل شيء ولكن كما قلتِ كنتم وأنا لا يهمني الماضي فهو ليس ملكي وإنما ما يخصني هو الحاضر والمستقبل، هما لي أنا وأنا وحدي فقط" 
زادت نظرات الغضب في عيون المرأة وقالت "لا ليس لكِ، لأن المستقبل سيكون لي أنا، لن تأتى فتاة مثلك وتأخذه مني لن أسمح لكِ هل تفهمين؟ لأن أمثالك بالتأكيد لا يريدون إلا ماله وثروته أليس كذلك؟" 
اندهشت أمل من الهدوء الذي أصابها وكأنها كانت تتوقع كلماتها فأجابت بنفس الهدوء "المال الذي تتحدثين عنه لا يمثل لي أي أهمية، لأن وليد يمثل الدنيا وما فيها بالنسبة لي حتى ولو كان فقيراً فهو بحبه لي أغنى رجل في العالم" 
ولكن سارة لم تحاول حتى إخفاء نظرات الحقد بعينيها وهي ترد "وأنا لن أتركه لكِ هل تفهمين؟ لن أترك لكِ كل تلك الأموال، أنتِ لا يمكنك أن تكوني مثلي، أنا التي يجب أن تكون زوجته" 
ابتسمت وقالت "ولكنك لستِ كذلك" 
دقت الموسيقى ألحانها فتولاهم الصمت إلى أن نظرت سارة إلى وليد وقالت "أعتقد أن من حقي الرقصة الأولى فأنا ضيفتك" 
يا لها من امرأة وقحة نظر إليها وقال "ولكني أعتقد أن أمجد هو الأولى" 
قالت سارة بنفس وقاحتها "أمجد هل لديك أي اعتراض على أن أرقص مع وليد؟" 
هز الرجل رأسه نفيا وشعرت أمل أن ذلك الرجل لا معنى لوجوده ولا يمكن أن يكون خطيب لأي أحد. 
قالت سارة توجه حديثها لأمجد "شكرا حبيبي، ولكن يمكنك أن ترقص مع أمل" 
نظر وليد إليها ولكنها قالت دون تردد "لا أنا لا أريد أن أرقص" 
قامت سارة وجذبت يد وليد الذي قام معها بدون أن يبدي أي اعتراض، تابعته أمل وهي تشعر أنها لا تطيق ما يحدث، وبدأ ذلك المدعو أمجد يتحدث معها بأحاديث تكاد لا تفهم منها شيء فحاولت أن تركز معه ولكن نظراتها وعقلها كانا مشغولين بزوجها الذي أخذ تلك المرأة بين ذراعيه ولاحظت أنها تقترب من وليد بشكل وقح وملفت، حاولت أن تكون هادئة ولكنها لم تستطع، لم تنس أن الأمر لا يعنيها إنها لا تملك الحق في الاعتراض، ولا يمكنها أن تبدي غضبها ولكن بالمقابل ليس عليها أن تتحمل كل ذلك. 
سمعت أمجد يقول "دعينا نرقص الموسيقى رائعة" 
لا تعلم لماذا شعرت بأن لديها رغبة في أن تفعل وأن تنهض وتشارك بتلك الليلة التي أراد هو ومحبوبته القديمة إثبات أن لا وجود لها ربما لو نهضت ورقصت مع ذلك الأمجد لشعرت بأن لها وجود وأنها ليست مجرد صورة تزين المكان، قامت معه وتحركت إلى ساحة الرقص وتلاقت نظراتها معه ورأت نظرة غريبة في عيونه جعلتها تبادله نظرات غاضبة منها ربما يشعر بما تشعر هي به من غضب، لم تحاول أن تسمع ما يقوله أمجد فهو لا يعنيها بالمرة، إلى أن انتهت









 الموسيقى فعادت إلى مقعدها والجميع يفعل، ولكن بدا على وليد التوتر، فلم تهتم كما لم يهتم بها، تناولوا العشاء في هدوء إلى أن انتهوا، لاحظت هي أن سارة تقترب من وليد ثم أخذت تتحدث إليه 
شعرت أنها لن تتحمل أكثر من ذلك فاقتربت منه وهمست "هل يمكن أن نذهب أعتقد أن الوقت تأخر" 
قال ببرود "لا، لن نذهب الآن ما زال الوقت مبكراً دعينا نجلس قليلاً، أم هل ضايقك شيء؟ كنت أعتقد أنكِ تستمتعين!" 
نظرت إليه ولم تفهم كلماته فلاح عليها الصمت وشردت بعيدا إلى أن سمعت سارة تقول "أليس كذلك يا أمل؟ " 








نظرت إليها وقالت بضيق واضح "ماذا؟ لم أسمع جيداً" 
ابتسمت سارة وقالت "كنت أقول أن الماضي لا يمكن أن ينتهي من حياتنا دون أن يترك أثر وأثر كبير لا يمكن تجاهله" 
بالطبع فهمت كلماتها فقالت "الماضي ماضي، نسير ونتركه خلفنا ولا نفكر فيه لأننا إذا نظرنا خلفنا لن نتقدم إلى الأمام وإذا ترك فينا أثر فالأيام تستطيع أن تمحيه بسهولة" 
قالت سارة بتحدِ واضح "وأنتِ؟ أليس لديكِ ماضي ترك لكِ أثر ومحته الأيام؟" 
هنا تحركت عيونه إليها كما فعلت وقالت بصدق "لا، فقط وليد هو الماضي والحاضر والمستقبل بالنسبة لي، حياتي بدأت به وانتهت عنده" 
طالت النظرة بينهما إلى أن قالت سارة "ماضي ربما، حاضر أكيد أما المستقبل فهو أمر غير مضمون" 
نظرت أمل إليها وقالت "ولم لا؟ طالما أن الحب هو الأساس فكل شيء مضمون" 
نفخت سارة وقالت " تخبريننا أنكِ تحبينه هذا ما تحاولين إثباته" 
عادت لتنظر إليه وقالت "لست بحاجة لإثبات شيء فهو يعلم جيدا أني أحبه أكثر مما يتصور" 
هنا شعرت بيده تتسلل إلى يدها ليحتضنها برقة ويرفعها إلى فمه ويقبلها وهو ينظر بعينيها دون أن يتحدث وقد تاهت هي بين نظراته وقبلته التي فاجأتها وانقبض قلبها بها سعيدا حتى ولو كان تمثيل فهي أحبت ذلك وأحبت نظراته
قطعت سارة تلك اللحظة ببرود وقالت "ما هذا أنتم تعيشون قصة حب واضحة، كم أنتم محظوظون"
كانت نظراته إليها كلها حنان وتنطق بمعانِ كثيرة تمنت لو ينطق بها لسانه ولكنه قال "نعم أعتقد أن أي رجل في مكاني ولديه امرأة فاتنة مثل أمل، هو رجل محظوظ حقاً، ليتني أستطيع أن أمنحكِ السعادة التي تستحقينها حبيبتي" 
قالت دون أن تشعر بأي أحد من الموجودين وكأنهم تلاشوا من حولها ولم يتبقى سواه معها "سعادتي معك أنت حبيبي، وبوجودك بحياتي التى لم يكن لها معنى من قبلك" 
قالت سارة معلنة انتهاء الحلم "أعتقد أني أشعر بالنعاس، هل يمكن أن نذهب يا أمجد؟" 









قام الرجل الذي لم تعرف هي ماذا يمثل هنا واستأذن في الذهاب وهو يحيهم برأسه وابتعدت سارة دون أن تودع أحد وغضبها واضحاً لم تحاول إخفاؤه. 
سحبت يدها من يده بمجرد ذهاب سارة وخطيبها المزعوم، لن تسمح له بأن يتلاعب بمشاعرها كما فعل أمس قالت 
"اعتقد أنني أيضاً أريد أن أذهب" 
لم تحاول أن تواجه نظراته بينما قال "أنتِ غاضبة؟" 
قالت "لا، متعبة قليلاً وأريد أن أذهب"
قال دون أن ينهض "كنتِ منذ لحظات سعيدة وأنتِ ترقصين مع ذلك الرجل" 
قالت بغضب "أنت أيضاً كنت سعيد" 
قال "لقد أحرجتني فلم أستطيع أن أتراجع" 
لم تهدء وقالت بعصبية "أنا أيضا شعرت بالحرج عندما وجدت أنني مجرد صورة أتيت بها لتزين المكان حولك فكان علي أن أفعل أي شيء لحفظ كرامتي" 
قال بغضب "لم يمس أحد كرامتك،  ولقد نسيت أنكِ زوجة وكان عليكِ احترام زوجك" 
أجابت بنفس الغضب "على أساس أنني لست زوجتك أمامهم وأنت لم تراعي مشاعري أو تحترم وجودي وأنت تأخذها بين أحضانك بتلك الطريقة" 
أبعدت وجهها لتخفي دموع لاحت بعينها 
قال بهدوء "تعلمين أنني لم أفعل وأنني  لم أقصد أي إهانة" 
لم تنظر إليه وقالت "وأنا أيضاً لم أفعل، هل يمكن أن نذهب الآن؟ أنا حقاً متعبة وأشعر بصداع وأحتاج إلى الراحة" 








وقامت فجأة حتى لا تمنحه فرصة للبقاء أكثر أو التراجع. 
كادت تدخل غرفتها لولا أن استوقفها "أمل انتظري" 
توقفت فتبعها إلى أن وقف أمامها وقال "أمل ماذا بكِ؟ لماذا أنتِ غاضبة هكذا؟" 
قالت محاولة أن تهدأ من نفسها وغيرتها الفاضحة "لا أبداً، أنا حقاً متعبة"
ثم رفعت عيونها إليه وقالت "أنا حاولت أن أساعدك ولكن يبدو أنني لم أكن جيدة وفشلت" 
تأمل ملامحها المتعبة وقال بحنان غريب "بل على العكس، لقد كنتِ رائعة، لقد صدق الجميع أنكِ تحبينني" 
أبعدت عيونها عنه ولم ترد فقال "لماذا لا تردين؟" 
تحركت لتذهب إلى غرفتها لتهرب منه ولكنه أمسكها من ذراعها وقال "أمل انتظري، لماذا تتصرفين هكذا؟ أنا لم أعد أفهمك" 
نظرت إليه وقالت "ليس هناك ما يستدعي الفهم، أعتقد أن سارة تحاول أن تخبرني أن وجودي لا معنى له وأنك وجدت ضالتك بعودتها وأن علي أن أنسحب لذا أظن أن دوري قد انتهى" 




حدق بها وقال "كم مرة لابد أن أخبرك أني لم أعد أفكر بها وأن وجودها لا يمثل لي أي شيء؟"
نظرت إليه وقالت "كنت سعيد وأنت ترقص معها وهي تتمايل عليك وتضحك بوقاحة فماذا يعني ذلك؟"
قال بجدية "كنتِ أيضا سعيدة مع أمجد وهو يحيطك بذراعيه"
قالت "أخبرتك أني فعلت حفاظاً على ماء وجهي، ثم ما الذي يغضبك هكذا وأنا لا أمثل لك أي شيء؟" 
قال بعصبية ورد دون تفكير "بل تمثلين لي الكثير لدرجة أني لم أتحمل أن أراكِ بين ذراعي ذلك الرجل" 
نظرت إليه وقالت دون أن تفهم معنى كلماته "إذن أنت يمكنك أن تشعر بي وبإحساسي وأنت معها"
ابتعد من أمامها وقال "أنا رجل، ولي حرية التصرف"
قالت بغضب لم يمكنها أن توقفه "وأنا إنسانة ولي مشاعر وأحاسيس ولم أعد أتحمل كل ذلك فمن فضلك انهي كل ذلك وأبعدني عن حياتك"
التفت إليها واقترب منها وهو يرى دموعها فقال "أبعدك؟ وكيف ذلك؟ أنا لا يمكن أن أبعدك عن حياتي، أمل أنا لم أعد بإمكاني الاستغناء عنكِ"
انهارت أكثر وقالت باندفاع "وأنا لم أعد أستطيع أن أتحمل كل ذلك، أنت تقربني إليك أوقاتاً ثم فجأة تقذفني بعيداً وأنا لم أعد أفهم ماذا تريد منى؟ لن أتحمل أكثر من ذلك، أرجوك دعني أذهب لقد أديت واجبي ولا أملك أن أفعل أكثر من ذلك، لقد صدق الجميع أنني أحبك وتحركت مشاعر تلك المرأة لتعود إليك فحققت أنت ما تريد وانتقمت لكرامتك، فدعني أنا أحتفظ بالباقي من كرامتي، أرجوك أنا لم أعد أستطيع أن أتحمل أكثر من ذلك لم أعد أستطيع "






 
وفاضت الدموع من عيونها بغزارة ولم تشعر إلا وهو يجذبها إلى صدره وهي تحاول أن تبعده وتقول "دعني أنا تعبت، دعني أذهب، أرجوك اتركني أذهب قبل أن أصبح لا شيء بالنسبة لك وتتركني، أنا تعبت ولم أعد أتحمل أن يحدث لي كل ذلك لم أعد أتحمل" 
ورغم قبضتها التي تضربه بصدره كي يبعدها إلا أنه لم يتركها وإنما تحملها حتى توقفت عن الضرب فاحتضنها بشدة وهو يقول 










"أمل اهدئي الآن، أنا لا يمكن أن أتركك أبداً لن أتركك، هل تفهمين؟" 
ضمها إلى صدره أكثر فشعرت بدفء أحضانه وسمعت دقات قلبه تنبض من خلف عضلات صدره ولامست أنفاسه الدافئة وجهها فبدأت تهدأ 
أجلسها وأحضر لها كوباً من الماء، ارتشفت بعضه وأعادته إليه، ركع أمامها على الأرض وقال بحنان "أنتِ بخير الآن؟"
بدأت تهدء فهزت رأسها بالإيجاب فقال وهو يمسح دموعها "أنا أغضبتك إلى هذا الحد؟" 
نظرت إليه ولم ترد فقال "لم أقصد إغضابك حقا وإنما كل ما أردته أن أبحث لكِ عن السعادة" 
قالت بدهشة ودون فهم "أي سعادة؟" 
قال "لا أعلم، ولكن أشعر أن قربي منكِ أصبح يسبب لكِ الألم والحزن" 
هزت رأسها وقالت "لا، هذا ليس صحيح بالمرة، قربك لا يمثل لي أي حزن أو ألم" 
نظر إليها بقوة وقال "إذن ماذا يمثل قربي منكِ؟" 
لم تبعد عيونها عنه وقد انهار قلبها أمام نبرة الحنان التي تملاء صوته فقالت "وهل من حقي أن أقول؟ لا أعتقد أن فتاة مثلي يمكنها أن تختار أو تفكر بأكثر من أنها مجرد سكرتيرة" 








قال بصدق "لا أمل أنتِ لستِ كذلك لم تعودي كذلك بالنسبة، وأمر سكرتيرة هذا انسيه تماما لأنه لا يهمني أصلا أنا عرفتك أنتِ أمل فقط دون أي شيء آخر وأصبح





 قربك مني هو الأساس"
طالت النظرات بينهم إلى أن قالت "وماذا يمثل قربي منك؟"





أحاط وجهها براحتيه وقال "كل شيء يا أمل، وجودك هو كل شيء" 







لاح الأمل في عيونها وقد ملأتها كلماته بالسعادة وقالت برجاء مختلط بأمل "حقا؟"








 
هز رأسه وقال "نعم أمل، نعم، كثيرا ما حاولت أن أبتعد عنكِ ولكن كلما حاولت أن أفعل أجد روحي تعود إليكِ بكل






 قوة وغصباً عني تدفعني إليك، نعم كنت أقترب منكِ ولكن كنت أتراجع لأني كنت أخشى أن 




أكون متطفلا على حياتك، أو أن يمثل وجودي ألم أو حزن لكِ فكنت أعود إلى البعد" 








أغمضت عيونها ودق قلبها بقوة، هل هي تحلم؟ أم هو بالفعل أمامها ويخبرها بما تمنت أن تسمع، هل حقاً تحقق حلمها؟ إنها لا تصدق. 








فتحت عيونها لتواجهه نظراته وقالت "متطفلا؟ يا إلهي أنا لا أصدق أنني أسمع ما تقول، لقد تمنيت أن تكون معي إلى الأبد" 





لاحت سعادة غريبة بعينيه وقال "حقاً يا أمل؟ وفارق السن؟" 
هزت رأسها بالنفي وقالت "لم أفكر يوما به أو أعترف بوجوده" 
ابتسم بأمل وقال "ولا تفكرين في أحد آخر؟" 
ابتسمت رغم الدموع وقالت 







"أخبرتك مراراً أني لم ولن أفكر في أي أحد" 
مسح دموعها بحنان وقال "حتى أنا؟"









قالت "أنت الوحيد الموجود بحياتي، لم أعرف رجل سواك"
جذبها إليه بقوة وضمها إلى صدره مرة أخرى 






ولكن هذه المرة كانت مختلفة بالتأكيد وهي لم 






تتمنى سوى قربه لذا كانت سعيدة وهي تدفن 





رأسها بصدره لتعود إلى دقات قلبه السريعة وتستمتع بدفء أح ضانه. 
سمعته يقول "أمل أنا لم أعد أعرف ماذا يحدث لي ولكن ما أعرفه 




ومتأكد منه أني لا أريدك أن تتركيني لحظة واحدة وأرغب بأن أظل أحيطك بذراعي إلى الأبد، فقط



 أريد أن أسمع ردك" 
لم تفتح عيونها وهي ترد "أنا لا أريد أكثر من وجودك معي ولكن.. "





عندما لم تكمل أبعدها برفق ونظر بعيونها وقال 




"ولكن ماذا؟ هل فقدتِ ثقتك بي؟"







هزت رأسها نفيا وقالت" أبداً لم أكن لأفعل ولكن.. "







قاطعها وقال "إذن لتكوني زوجتي؟ لن يمكنني 




أن أتحمل قربك دون أن تكوني بين أحضاني"
شهقت من كلماته 






ووضعت يدها على فمها وهي لا تصدق كلماته ورددت "ماذا قلت؟"






لم يبعد يده وهو يقول "أطلب يدك للزواج فهل توافقين؟"






حاولت أن تستوعب ما يحدث لها ولكنها لم تجد أي تردد بعيونه وقالت




"هل تدرك ما تقول؟ هل نسيت من أنت ومن أنا؟ لا يمكن أن تفعل بنفسك ذلك"






ابتسم وقال "يبدو أنكِ نسيت أني بالفعل فعلت 





ذلك فأنتِ أمام الجميع زوجتي فقط ينقصنا وثيقة الزواج وهو ما 





سنفعله بالصباح الباكر"
حدقت به بصمت وقد ارتفعت أنفاسها وتملكها خوف بدلا من السعادة



 فلاحظ تغير ملامحها وقال "ماذا؟ ألا توافقين؟"





أبعد يده عنها ولكنها قالت "بالطبع أوافق ولكن أمي؟ ألا يجب أن ننتظر حتى نعود و"






نهض وابتعد وقال "من ماذا تخافين يا أمل؟"
نهضت واتجهت إليه 




ووقفت خلفه وقالت "لا أخاف طالما أنت معي ولكن" 






التفت إليها وأحاط ذراعيها بقبضتيه وقال "والدتك سأخبرها عندما نعود أو لو شأتِ أخبرها بالهاتف، وعندما نعود





 سأقيم لكِ حفل زفاف يتحدث عنه الجميع لكن الآن أنا لن أتحمل أن أعاملك على أنكِ 




مجرد زوجة زائفة أنا أريدك يا أمل أريدك كزوجة 




حقيقية ولن يكون ذلك إلا على سنة الله ورسوله وبأقرب وقت" 





ظلت تنظر إليه بحيرة وهي لا تعرف ماذا يمكنها أن تفعل قلبها يأمرها





 أن توافق وعقلها يخبرها أن تتوقف وترفض ولكن لمن الغلبة للقلب أم العقل؟ 














الفصل التاسع
سعادة
سمعته يعيدها إليه "أمل وافقي لا يمكننا أن نتوقف الآن كلانا يريد الآخر فدعينا نمتع أنفسنا بقربنا والدتك لن يهمها إلا سعادتك وما نفعله ليس بخطأ إنه زواج رسمي وبما يرضي الله فلن تغضب أبداً، أمل أنا أعترف أني أضعف من أمنع نفسي من أن آخذك لذا لابد أن توافقي إذا كنتِ حقاً تريديني كما أريدك، هيا أمل أخبريني أنكِ توافقين"
تمنت لو كانت كلماته عن الحب بدلا من الإرادة ولكنها كانت تكتفي بذلك وهي تعلم أنها أضعف من أن ترفض طلبه فهي لم تتمنى أكثر من ذلك، هزت رأسها بالموافقة فابتسم وجذبها إليه مرة أخرى وهمس بجوار أذنها بحنان
“ لن تندمي أبدا أليس كذلك؟" 
قالت "وكيف أندم وأنا لم أتمنى سواك"
همس" أنا أيضا تمنيتك منذ أن كدت أفقد وجودك بجواري يوم أن تسببت بانهيارك وقتها أدركت أني لا يمكنني أن أعيش بدونك، وأدركت بعدها أني أغير من كل العيون التي تنظر إليك ولا أريد أن يراكِ سواي"
أبعدها قليلا وأحاط وجهها بكفيه ونظر بعيونها بحنان وقد امتلأت نظراتها بالسعادة والحب ثم قرب وجهها إليه فأغمضت عيونها وتركت نفسها له وهو يلمس شفتيها بشفتيه برقة ارتجف لها جسدها وانتفض قلبها معلنا ضعفاً واستسلاماً لذلك الحبيب الذي امتلكها بدون أي مقاومة تحركت يده إلى عنقها وازدادت قبلته قوة وهي تشعر أنه يسحب أسرار قلبها بتلك القبلة فيكشف سر حبها الدفين رغماً عنها
وأخيراً أبعدها قليلاً وقد اشتعل جسدها بنار الحب واحمر وجهها خجلاً فلم تقو على أن تنظر إليه لذا جذبها إليه مرة أخرى وقال
“الآن انتهت قبلتي ولكن غدا لن تنتهي أبدا أمل، فلن أتركك بعد الآن"
انتقت فستان يتلاءم مع مناسبة كهذه فكان فستان وردي كألوان زهور الربيع ورفعت شعرها ووضعت ميك أب رقيق وخرجت إليه كان هو الآخر قد انتقى ملابسه بدقة، أنهى مكالمته واتجه إليها وهو يبتسم وعيونه تتأملها وهي تقف أمامه في صمت
قال "صباح الورد أمل حياتي، أنا أشعر أني أكاد أمسك النجوم بيدي" 
ابتسمت بسعادة وقالت "هل حقاً سنتزوج؟" 
أمسك يدها وجذبها إلى الباب وهو يقول "يمكنك سؤالي بعد ساعة من الآن هيا" 
بعد ساعة كان يخرج بها من السفارة المصرية وهو يحيطها بذراعه والسعادة تملأ قلبها وتخرج من عيونها فقد أصبحت حقا زوجته ولم يكن حلم كما ظنت وإنما كان حقيقي وواقعي 
قبل يدها وهي تجلس بجواره بالسيارة ثم جذبها إليه وقال "والآن لا يمكن لأي شيء أن يمنعني عنكِ زوجتي العزيزة"
ابتسمت وهي تنظر إليه ولم ترد وهو ينطلق بالسيارة دون أن تدري إلى أين يتجه بها ولم تسأل فكل ما كانت تفكر به هو أنها الآن أصبحت زوجته وبالرغم من سعادتها إلا أن خوفها مازال يسيطر عليها، ربما خوف لأن أمها لا تعرف، أو ربما خوف من تلك المرأة التي لم تكره بحياتها سواها. 
عندما أوقف السيارة أدركت أنهم بمكان منعزل بيت خشبي قديم قريب من ساحل البحر والبيت محاط بسور خشبي مرتفع، رائحة البحر ملأت أنفها فتأملت المكان كان البيت يقف على تل مرتفع ومن بعيد بدت بيوت مماثلة فقالت 
"أين نحن؟" 
دخل من بوابة البيت وقال "بيت ريفي امتلكته منذ سنوات ولم أفكر أن أزوره ولكن اليوم قررت أن أفعل لنمضي به شهر العسل حبيبتي" 
التفتت إليه وقالت "حبيبتك؟" 
ابتسم وهو يوقف السيارة ونظر إليها وقال "هل لديكِ شك؟" 
هزت رأسها نفساً فقال "إذن هيا لن نضيع لحظة واحدة من عمرنا دون أن نستمتع بها"
كان البيت رائع من الداخل نظيف ومرتب وعلى عكس شكله الخارجي معد على أحدث طراز وبه كل ما يلزم للاحتياج، أحاطها بيده وقال وهو يقودها إلى السلم الخشبي 
"لن نتأمله الآن ليس لدينا وقت أنا أتضور جوعاً إليكِ ولا يمكنني أن أتحمل أكثر من ذلك"
وقبل أن تضع قدمها على السلم كان قد لفها بيديه فجأة ورفعها بين ذراعيه حاملاً إياها بسهولة فهتفت بفزع 
“أستاذ وليد ماذا تفعل؟"
ضاقت عيونه وهو ينظر إليها وقال "أستاذ؟ من الجميل أنكِ لا تذكرين أنكِ أصبحتِ زوجتي ربما بعدما نصعد إلى غرفتنا تستعيدي ذاكرتك جيداً" 
لم ترد والخجل يتملكها والخوف يسيطر عليها وهي تدرك أنها لا يمكن أن تتراجع الآن فلن تكون إلا كما أراد هو، زوجته. 
أنزلها بوسط الغرفة ولكنه لم يفلتها وما زالت تنظر إليه بنظرات زائغة تحركت يده إلى شعرها وفك مشابكه ليرتجل على كتفها كشلال هادئ بين زهور الربيع العطرة، تحركت أصابعه بين خصلاته، ارتجف جسدها بين لمساته فاستدارت لتخفي خجلها ولكنه أمسك ذراعيها بيده فأغمضت عيونها وما زالت تمنحه ظهرها بينما اقترب هو منها إلى أن شعرت بأنفاسه بعنقها وهو يهمس
“إلى أين؟"
لم تفتح عيونها وهي تشعر بشفتيه تتحرك على عنقها برقة زاد ارتجافها بينما همس "أمل هل تخافين مني؟"
هزت رأسها نفيها فأدارها إليه ورفع وجهها بإصبعه ليواجه نظراتها الخائفة ثم همس "نادمة؟"
بللت فمها بلسانها وأجبرت نفسها على النطق "أبدا"
ابتسم ثم قربها منه وانحنى ليجذب شفتيها إليه بقبلة جديدة أفقدتها ما تبقى لديها من قوة وأنستها كل مخاوفها ولم تتذكر إلا أنها معه وله
تحركت يده على حنايا جسدها برقة ليفك فستانها الرقيق وتتخلل يداه إلى جسدها الرقيق برغبة واضحة لم يمكنها أن توقفها وقد تملكها بشفتيه التي انطلقت على وجنتاها برقة ثم سبحت قبلاته على عنقها الأبيض وكتفيها العارية وعاد إلى عنقها وهمس بجوار أذنها
"أنا أشعر بسعادة لم أعرفها من قبل أمل حياتي" 
كلماته منحتها سعادة جديدة مما منحها جرأة لترفع ذراعيها وتحيط عنقه بهما فزادت قوة قبلاته إلى أن حملها بين ذراعيه ووضعها بالفراش وهو يهمس
“أريد أن أمضي باقي حياتي بين ذراعيك فهيا أملي خذيني كما لم يفعل أحد من قبل فأنا ملك لك الآن"
لم تفلته وقالت "هذا أكثر مما حلمت، أخبرني أني لا أحلم"
ملأ وجهها بقبلاته وهو يهمس "وجودك بين ذراعي الآن أكبر دليل على أن الحلم أصبح حقيقة، هل تريديني مثلما أريدك أمل؟ "
قالت" لم أرد أحد بحياتي كلها إلا أنت تمنيتك من أول يوم رأيتك به وظللت أحلم بك دون أمل"
ابتسم وقال "والآن الحلم حقيقة، أنا وأنتِ فقط"
ثم عاد إلى أحضانها وجالت يداها على جسده القوي فأشعلت به رغبة أقوي لامتلاكها فلم يتراجع وهو ينال عذراؤه التي استسلمت له بحب جعلها تستمتع بلمساته وتتقبل رجولته التي أدركت مدى قوتها، وتركته يفض عذريتها بسعادة مغلفة بخوف البنات وخجلهم ولكن رقته وحنانه جعلها تستمتع دون ألم أو خوف... 
عندما استيقظت كان الظلام قد ملأ الغرفة اعتدلت بالفراش وهي تلتف بالغطاء، لم تجده بجوارها على الفراش فجلست وهي تتذكر ما كان بينهم، أبعدت شعرها ونهضت دون أن تعرف ماذا تفعل. 
رأت باب جانبي ظنت أنه الحمام فدخلت وقد كان بالفعل، شعرت بالراحة عندما وجدت مياه دافئة فالبرد لف الخارج أخذت حمام وخرجت بروب الحمام ولم تعرف ماذا ترتدي ولكنها رأت دولاب كبير يأخذ حائط كامل فاتجهت إليه وفتحته لتعثر على ملابس رجالي فقط، نفخت وأغلقت الدولاب ثم تحركت إلى الخارج لتبحث عنه. 
نزلت السلالم وهي تشم رائحة طعام لذيذة فتأملت المكان كانت صالة كبيرة بها مكان لاستقبال الضيوف ودفاية قديمة لا تعمل وبدا المكيف أمامها مما منح المكان دفئا واضحا. 
عادت خارجة بالاتجاه الآخر لتجد غرفة أخرى لم تدخلها ثم أخيرا سمعت صوتاً قريباً فاتجهت إليه حيث اتضح أنه المطبخ وزادت الرائحة وابتسمت عندما وجدته يرتدي ملابس البيت وهو يقوم بطهي اللحمة فاقتربت منه وقالت
“أعتقد أنك لابد أن تضيف بعض الزبدة إليها وإلا احترقت"
ابتسم دون أن ينظر إليها وقال "لا تقلقي لن تحترق"
كان يدرك ما يفعل وهو يصب عصير لم تعرفه إلى اللحم لتتصاعد رائحة ذكية فقالت "إن رائحته رائعة حقاً أنا بالفعل جائعة"
وضع الغطاء وبلحظة كان يضمها بذراعيه ويقول "كما هو أنا زوجتي الجميلة"
ثم التمس قبلتها فاستسلمت له دون مقاومة، ثم أبعد شفتيه وهمس "كانت أسعد لحظات حياتي وأنا معكِ أمل، تمنيت ألا تنتهي" 
ابتسمت وقالت بصدق "ولماذا تنتهي ونحن سويا ولن يفرقنا شيء فأنا أصبحت لك ولن يبعدني عنك إلا الموت" 
ضمها إليه وقال "نعم حبيبتي، لن يفرقنا إلا الموت" 
أبعدها وقال "والآن لن يحترق الطعام هيا أعدي المائدة لتتناولي ما لم تتناولي مثله من قبل"
ضحكت بدلال وهو يضع الطعام بالأطباق ويبتسم لها بحب واضح بادلته إياه بصدق
انتهى العشاء الشهي وأعادا كل شيء إلى مكانه وسط دعاباته وضحكتها التي ملأت الأجواء، إلى أن قطعها وصول سيارة أخرى فخرج هو إليها ليجد جاك يخرج حقائب من السيارة ليدخلها إلى المنزل ثم يبتعد بالسيارة ويعود هو إليها قائلاً
“تأخرت الملابس حبيبتي ولكن جاك لديه عذر واضح فقد وصل فوج سياحي هام عطله وأنا لم أرغب بأن يقوم سواه بالمهمة فلا أريد لأحد أن يعرف مكاننا أو يقطع وقت عسلنا"
ضمها إليه فأحاطته بيديها الرقيقة وقالت "والفندق والافتتاح؟"
قبل شفتيها برقة وقال" قمت بتأجيل كل شيء، ربما العمل مستمر لإنهاء الإنشاء ولكن الافتتاح تأجل لحين عودتنا ولن نعود قبل أن أمتع نفسي بك مدام وليد"
ارخت يداها لتداعب قميصه وقالت "ألم تندم؟" 
رفع وجهها إليه وزاغت نظراته بين عيونها الجميلة وقال "بلى نادم يا صغيرة" 
تراجعت من كلماته ولكنه احتوي يدها بين يده وقربنا من فمه وقبلها بحنان وقال "نادم لأني ضيعت الكثير دون وجودك معي، نادم لأني لم أراكِ من أول يوم"
ابتسمت وقالت "كنت ترى طفلة صغيرة"
ضحك بسعادة وقال "طفلة مثيرة إلى أقصى حد، طفلة تملك جسدا يأخذ عقلي، طفلة ملكتني وأسرتني لدرجة أني لم أعد أملك الهروب من سجن عيونها الفاتنة ولا ابتسامتها الرقيقة ولا صوتها الحنون أنتِ ملكتني أمل"
وضعت رأسها على صدره وقالت "بل أنا ملك لك وليد، لم ولن أكن لسواك" 
ضمها بقوة وقال "إذن لنستمتع بكل لحظة لنا سوياً فأنا لا أريد إلا أن نكون معاً لآخر العمر"
لم تعارضه وهو يجذبها إلى غرفتهم لينهل منها كما يشاء كما تستمتع هي الأخرى بوجودها معه ومن كلماته الرقيقة التي تمنحها سعادة لا تعرف لها نهاية. 
استمتعت معه بكل لحظة ما بين البحر الذي سبحوا به سوياً في جو من الخصوصية وقد عرفت أن الشاطئ خاص وتابع لبيته وعرفت أن البيت ملكه منذ سنوات حصل عليه بأحد الزيارات بالجوار وبالطبع كلف أحدهم بأعداده وصيانته ليصبح بهذا الشكل الرائع. 
أخذها إلى القرية القريبة ولم يعرفهم أحد بها ولكنهم استمتعا بالمكان كأنهم سائحين جائلين، وتناولوا الطعام بالمطاعم الموجودة أكثر من مرة مما جعل أهل القرية يعرفونهم خاصة بعد أن انتشر خبر وجودهم بالبيت الخشبي وبدأت الوجوه تبتسم لهم بود، ولكن سرعان ما يعود بها إلى غرفتهم شوقاً إليها وإلى أحضانها التي لم تبخل بها عليه بل كانت تمنحه كل ما تملك من حب وحنان مغلف بالدلال الذي كان يعشقه كرجل يجد بزوجته كل ما يتمناه. 
مرت الأيام بسرعة لم يشعر بها الاثنان، شعرت بيده تحيطها من الخلف فابتسمت وهي تنتهي من إعداد العشاء وانتقلت يده إلى خصرها ليعيدها إليه وينظر بعيونها ويقول
“ألم تنتهي بعد؟"
ابتسمت وقالت "بلى انتهيت ولكنك الآن تعطلني عن إعداد المائدة"
خطف قبلة من شفتيها وقال وهو ينظر إلى ملابسها الشفافة وجسدها البارز من خلفه وقال” زادك الزواج جمالاً حبيبتي ولم أعد أملك قوة على مقاومته هيا تعالي واتركي ذلك" 
تقلصت بدلال وقالت "وليد كنت معك منذ ساعات قليلة اتركني لأعد العشاء" 
ولكنه حملها كعادته وقال "أتركك؟ هذا حلم لن تناليه، أنا لا أشبع منكِ حبيبتي"
قالت بحب "ولكني كنت معك ألن تمل مني؟"
وضعها بالفراش ونظر إليها وقال وهو يمرر يده على جسدها وقال "وأين الملل وأنت تتلاعبين بي بتلك الملابس وهذا الجمال الذي يثير رغبتي بكِ بقوة لا قبل لي بها، أمل أنا أريدك معي بكل لحظة"
داعبت صدره من بين روبه المفتوح وقالت "لقد قاربنا على أسبوعين ألم تكتفي؟"
تسللت يده إلى جسدها بلمساته الرقيقة التي تعرف كيف تجعلها تضيع من الدنيا واقترب ليطبع قبلاته على وجنتاها وقال
"لم ولن أكتفي أبدا منكِ حبيبتي فجودك بين أحضاني هو أملي الأول والأخير"
وأخذها كما أعتاد أن يفعل وما أن انتهى حتى رن هاتفه فاعتدل بالفراش وبحث عن روبه ليخرج الهاتف وهو يرى اسم جاك فقال
“إنه جاك"
جمعت هي نفسها واعتدلت تراقبه فقليلاً ما كان جاك يتصل به ملبياً لأوامر وليد الذي أجاب وهو يغلق روبه بإحكام، وسمعته يقول
“ماذا حدث جاك؟" 
صمت قليلا ثم قال "ومتى حدث ذلك؟" 
لحظات وقال "حسناً أنا قادم لا تفعل شيء قبل أن أخبرك ولا حتى الشرطة لا نريد ضوضاء قبل الافتتاح"
أغلق الهاتف بينما كانت هي قد ارتدت قميصها واتجهت إليه وقالت "وليد ماذا حدث؟"
نظر إليها وقال "حريق صغير بأحد الغرف بالفندق أحد النزلاء سقطت سيجارته بجوار النافذة دون أن يشعر فأمسكت النار بالستائر"
قالت بذعر "يا الله هل هناك أي خسائر بشرية؟"
اتجه إلى الحمام وقال "لا يا أمل إنها خسارة مادية الغرفة تفحمت تماما وكاد الأمر يتطور لولا أمن الفندق الذي سيطر على الوضع، لابد أن نعود بالطبع"
لم ترد وهو يدخل إلى الحمام ويكمل "لا تهتمي بالحقائب سأرسل من يأخذها فقط استعدي لنذهب"
لم تجد ما تقوله ولكن ما حدث ذكرها بالمخاوف التي كانت تتولاها قبل الزواج والآن تعود إليها مرة أخرى ولا تعلم لماذا تذكرت سارة.. 
بالطبع لم يتحدث إليها وإنما كان يتصل بجاك ليعرف منه الأخبار ارتدت ملابسها وتبعته إلى الأسفل، أنهى مكالمته ونظر إليها وقال
“ الشرطة تدخلت لابد أن نذهب"
أمسكته وهو يتحرك وقالت "هل يمكن أن تهدأ قليلا لقد حدث الأمر وانتهى"
وقف أمامها وقال بعصبية واضحة "لا لم ينتهي يا أمل شرطة تعني قلق وشائعات تضر بسمعة الفندق وهو ما يعني خسارة مادية للفندق هل أعلمك عملك؟"
قالت بضيق من أجله "هذا لو كان هناك ما تخشاه يا وليد من وراء الحريق كأن يكون الأمر مدبر وليس مجرد خطأ من نزيل ليس لك دخل به"
نظر إليها لحظة ثم قال "وماذا لو كان مدبر يا أمل؟ هل نذهب الآن؟"
تابعته وهو يتحرك إلى الخارج وعادت دقات قلبها تدق بنبضات الخوف. 
...

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-