رواية حبيبتي الكاذبة الفصل الثالث والثلاثون33 والرابع والثلاثون34 بقلم فاطمة حمدي


رواية حبيبتي الكاذبة


الفصل الثالث والثلاثون 

والرابع والثلاثون 


(هـدوء ما قبل العاصفة ) 


بعد مرور شهــر . 


إستطاع طـارق أخيرًا أن يزرع جهـاز تسجيل به شريحة هاتف.. في مكتـب سامي حيث أعطي لأحد الموظفين أموالا كثيرة 







اغرته حتي فعـل ما يريده منه وزرع هذا الجهاز أسفل مكتبـه.. حيث إذا إتصل أحد علي الشريحة يسمع ما يدور داخل حجـرة المكتـب .. 

في اليوم التالي دلف طارق إلي مكتب ماجد ليتحدث معه في أمور العمـل .. 

ليسأله ماجد بحذر : بقولك إيه يا طارق هو ايه اخبار الصفقة بتاعة الشركة الأمريكية دي ؟ 

ليجيبه طارق هادئا : تمام ، ماشية تمام لحد الان 

أومأ ماجد برأسه وتابع بترقب : ممم ، وعلي كده بقي أمير هيدخل صفقات تانية قريب ؟؟ 

أجابه طارق بثبات : طبعا ، أستاذ أمير هيدخل صفقة قريب بملايين مع شركة *** ، هو صحيح هيدفع كتير إنما مكسبها مهول !! 

لمعت عينا ماجد بمكر ليتابع مبتسمًا : لسه هيدخل ولا دخل خلاص .. ؟ 

طارق بحذر : لسه هيدخل ، بس أوعي تجبله سيرة اني عرفتك يا عم ليسود عيشتي اعمل معروف ! 

عقد ماجد حاجباه وتابع بحنق : ليه هو قالك متقولش لماجد ؟! 

طارق نافيا : لأ ، بس هو أصلا مبيحبش حد يعرف عن شغله حاجة وأنا بس الي عرفت لأن أنا الي بتواصل مع الشركة مش اكتر .. 









أومأ ماجد برأسه وتنهد بإرتياح فلقد أخذ أول معلومة حتي ينقلهـا لسامـي .. 

لينهض طارق بعد ذلك تاركا إياه بين أفكـاره الشيطانية ، بينما أمسك هاتفه ليهاتف مايا التي عملت مؤخـرا في شركـة سامـي ، وأصبحت ضمن موظفـات الشركـة .. 

فقالت بملل مجرد أن إستمعت إلي صوته هاتفيا : 

مش هبلغه ، إبقي بلغه أنت يا ماجد وبعدين سيبك منه وقولي هتعمل ايه في موضوعنا ؟؟ 

ليرد عليها بضيق : معرفش يا مايا ، أمي مصدرة دماغها ومش راضية تبيع الأرض وأنا هتجوز فين وإزاي .. 

لتصيح مايا بغضب عارمـ : وأنا ايه ذنبي تعشمني وفي الأخر تقولي معرفش ، أومال مين الي يعرف ، أنت لازم توفي بوعدك ليا وإما ورحمة أمي لأفضحك يا ماجد !! 

حاول ماجد تهدئتها وهو يقول : يابنتي هو أنا يعني الي مش عاوز أتجوزك ما أنتي عارفة إني بحبك

مايا بتصميم : يبقي تتجوزني ! 

ماجد بنفاذ صبر : نتقابل بليل ونشوف هنعمل ايه سلام دلوقتي ، ليغلق الخط وينهض متجها خارج الشركة عازما علي الذهاب الى شركة سامي ..  

.................


سٙعد سامي لما استمعه من ماجد الذي قال له ما سرده عليه طارق ، ليبتسم سامي بمكـر ويتابع : تمام ..  

ليتابع ماجـد :هتعمل ايه ؟؟ 

أردف سامي شاردًا : طالما مش عارف أخد ملف الصفقه الأمريكية دي ، والي ما تتسمي مراته مش عارفه تجبهولي و.... 

قاطعه ماجد بصدمه : مراته ! ... طب ومراته ايه دخلها ؟؟ أنت تعرفهـا ؟؟ 










أومأ له سامي وتابع بتهكم : ده أنا السبب في الهنا الي هي فيه ده دلوقتي ، أنا الي زقتها عليه عشان تجبلي الملف بس بنت ال *"*** شكلها طمعت فيه وعاوزة تلهف كل فلوسه لوحدها بنت ال ****** 

صُعق ماجد مما سمعه ، ولكنه إبتسم بتشفي : 

معقولة !!! يعني كل ده كانت بتمثل عليه ، وهي بتضحك عليه عشان الفلوس ، ينهار ابيض ده خد مقلب معتبر !! 

ليضحك سامي بوضاعة ويشاركه ماجد الضحكات .. وينصدم طــارق الذي إستمع إلي حديثهما عبـر هاتفه ولقد إتسعـت عينيه علي وسعهما من هول ما سمعـه !! 

.............


في اليوم التالي .. 


وقف أمير في الصباح يمشط شعره أمام المرآة ، بينما إقتربت أروي تهندم من ملابسه بدلال وهي تبتسم له بعشق ليبادلهـا الإبتسامة وهو يُغازلهـا بكلماتـه المعسـولة ، لتقول مبتسمة : طنط نجاة تحت هي وماهيتاب هيقضوا معانا النهارده اليوم ويتغدوا معانا ، تعالي بدري بقي النهاردة .. 

غمز لها وقال مرحا : عيوني يا رورو .. 

إبتسمت قليلًا ثم شعرت بالغثيان فجأة لتركض إلي الحمام وتتقيئ بألم ، فأسرع أمير خلفها وهو يقول بقلق : أروي مالك يا حبيبتي في ايه ؟

ومن ثم ربت علي ظهرها برفق حتي أفرغت ما بجوفها لترفع وجهها الذي غرقته العبرات ... فقالت بصوت خافت : مش عارفه يا أمير من إمبارح وأنا تعبانة كده .. 













أمير بجدية : يبقي لازم نروح لدكتور بسرعة ! 

إزدردت أروي ريقها وتابعت بخجل : أنا شاكة إني حامل .. 

إتسعت إبتسامته فورا وردد بسعادة : بجد ؟؟؟؟ يارب يكون حمل يا أروي يارب 

أروي ضاحكه : ياه لدرجادي ، معرفش إنك هتفرح كده ! 

أمير بمرح : وأكتر من كده كمان ، ده أنا طول عمري وحيد ومليش لا أخ ولا أب ولا أم 

عانقته أروي بحنان وهي تقول بإبتسامة : ياحبيبي يا أميري ، ربنا اكيد هيرزقنا 

إبتسم وقال : أكيد إن شاء الله .. 

فقالت بإيجاز : تعالي ننزل بقي 

بالفعل إتجها إلي الأسفل حيث توجد نجاة بصحبة ماهيتاب .. 

أردفت نجـاة بمرح : يا أهلا بالأمير الغالي .. 

ضحك أمير وهو يقبل عليها معانقا إياها لتبادله العناق بحنان ، ثم صافح ماهيتاب وجلسوا جميعا بينما قالت نجاة بتساؤل : مالك يا أروي وشك أصفر كده ليه ، شكلك تعبانة ! 

فـ أجابها أمير سريعا : أروي حاسة إنها حامل يا عمتي ياريت تتاكدي وتفرحيني 

ضحكت نجاة وقالت ؛: تصدق ممكن ، طب أنا هتأكد دلوقتي ..  ثم نادت علي سحر فآتيت إليها قائلة : نعم يا ست نجاة 

نجاة بحماس : قوليلي يا سحر ، تعرفي تجبيلي أختبار حمل من الصيدلية لو سمحتي ؟! 

أومأت سحر بإبتسامة : حاضر يا ست نجاة هبعت بنتي تجيبه حالا .. ثم إنصرفت ليقول أمير بجدية ' والبتاع ده هيبين إن في حمل يا عمتي ؟؟ 

إبتسمت نجاة وقالت بمراوغة : ملكش دعوة انت وإتفضل روح علي شغلك ، عشان ده شغل ستات ملكش إنت فيه يلا قوم 









ليضحك ويقول بتصميم : أنا مش منقول من هنا إلا لما أعرف أروي حامل ولا لأ 

فقالت أروي برقة : روح علي شغلك عشان مش تتأخر ، وأنا لو طلع حمل هتصل بيك وهفرحك متخافش .. 

نهض أمير قائلًا بمزاح : وهو كذلك إذا كان كده أوك ... يلا سلام عليكم .. 

ثم إتجه صوب الباب لتتبعه أروي ويتوجها إلي الخارج فتعلقت أروي بذراعه وهي تقول بدلال : خلي بالك من نفسك يا أميري وسوق علي مهلك عشان خاطري 

أومأ برأسه مبتسمآ ، إلي أن وصلا إلي سيارته ، ليلتفت لها ويقبلها من جبينها قائلًا بنبرة دافئة : أنتي خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ولو إحتاجتي حاجة رني عليا 

أومأت له وقالت هادئة : حاضر ، ممكن أبقي أتصل بسهيلة تتغدي معانا النهارده ؟ 

أجابها بجدية : طبعا ، هي دي محتاجة إستئذان يا أروي ، ٱعملي الي يريحك بدون ما تستأذني ده بيتك 

طبعت هي قبلة علي وجنته الخشنه ، لتقول بهمس: تسلملي يا حبيبي ، يلا عشان متتاخرش ... 

منحها إبتسامة أخيرة وقال وهو يدلف إلي سيارته : هستني منك تلفون لو طلع في حمل يا رورو .. 

ثم أدار محرك القيادة وأشار لها وهو يدفع لها قبلة في الهـواء ، لينطلق بالسيارة متجها إلي مقر عمـله ... 

...........................

في منـزل السيدة نعمـة .. 


دلفـت سلمـي إلي المطبخ كي تُجهـز وجبـة الإفطـار قبل أن يفيق خالد ويذهـب إلي عمله .. 

لتتفاجئ بـ نعمة قامت بتجهيز كل شئ بحيوية ، فعقدت حاجباها وقالت بضيق : 

- ليه حضرتي الفطار يا طنط نعمة أنا كنت هحضـره لخالد ، من يوم ما إتجوزت وأنتي مش سيبالي فرصـة أعمله حاجة خالص !! 

ردت عليها نعمـة بتجهـم : 

- عشان إبني متعود علي كده ومبيعرفش ياكل غير من إيدي ، وأوعي تنسي إن ده بيتي أنا حرة فيه أنا وإبني سامعة ولا لاء !! 

قالت سلمي بنفاذ صبر : بس أنا بقي مراته وليا في البيت ده زي ،زيك لأن ده بيت جوزي وأنا أولي بكل طلباته ومش هسمحلك أبدا تنفي وجودي !! 

نعمة وقد إحتدت قسمات وجهها : أنتي ملكيش وجود أصلا يا حبيبتي ، وبعدين أوعي تتعدي حدودك معايا لحسن أشوف شغلي معاكي أنتي فاهمة ولا لاء ! 










لتصيح سلمي بضجـر : لا مش فاهمة وأنا بجد زهقت من معاملتك ليا ، أنتي قليلة ذوق !! 

خبطت نعمة علي صدرها بصدمة وقد إتسعت عينيها وهي تتابع : ينهارك أسود هي حصلت تغلطي فيا يا بنت كوثر .. ! 

بينما آفاق خالد علي أثر صوتهما لينتفض من فراشه ويتجه نحوهما قائلًا بجدية : في ايه ؟؟ .. في ايه يا ماما 

صاحت نعمـة مرة أخري : تعالي شوف مراتك بتقولي ايه يا خالد تعالي اتفرج !!! 

قال خالد بإيجاز : قالت ايه يا ماما بس 

لتجيبه صائحة بغضب : بتقولي أنتي قليلة الذوق ، شوف ده يرضيك لو كان يرضيك وديني ما أنا قاعدة في البيت تاني يا خالد وألم هدومي وأمشي أروح عند خالتك 

إلتفت خالد إلي سلمي التي كانت تقف خلفه ، ليقول بجدية تامة : 

- أنتي قولتي كده يا سلمي ؟؟ 

أومأت سلمي براسها وقالت بغضب : أيوة قولت كده عشان هي ع.......  

قاطعها خالد بحدة : إعتذري ! 

عبست سلمي بوجهها وهي تقول : ايه ؟؟ 

خالد بإنفعال : بقولك إعتذري لماما دلوقتي ، أنتي غلطتي والي غلط لازم يعتذر .. 

نظرت سلمي إلي نعمة التي كانت تبتسم بإنتصار فآثارت غضبها أكثر لتردف بتحدي : مش هعتذر يا خالد ... لتنهي جملتها وتركض إلي غرفتها سريعا ، بينما قالت نعمة بحنق : قليلة الأدب ومش متربية .. 

فقال خالد وهو يمسح علي وجهه بضيق : معلش يا ماما متزعليش حقك عليا أنا 

ثم لم يمهلها فرصة للتحدث ودلف إلي الغرفة مغلقًا الباب خلفه ، ليجذب سلمي من ذراعهـا وهو يقول بصرامة : 

- هو أنا كلامي مبيتسمعش ولا إيه ؟؟؟ 

خشيت سلمي من ملامحه الغاضبة بشدة ولكنها تماسك وقالت بثبات : أنا معملتش حاجة غلط عشان اعتذر ، مامتك هي الي بتغلط فيا !! 

قال بغضب وهو يشتدد علي ذراعها : بتغلط وأنا بجبلك حقك وبطبطب واحايل إنما تقلي أدبك عليها لا وألف لا مهما عملت مش هسمحلك ، وأوعي تفكري أن هاجي علي أمي عشان خاطرك زي ما أنا عمري ماجيت عليكي عشان خاطرها !! 

نزعت يدها منه وقالت بحزم : برضو أنا معملتش حاجة غلط هي فعلا معندهاش ذوق 










صاح بإنفعال : أنتي قليلة الأدب يا سلمي ، أنا كنت فاكرك مؤدبة ايه رأيك بقي هتعتذري غصب عنك !!! 

صرت سلمي علي أسنانها وتابعت بإختناق : أنا مش قليلة الأدب مامتك هي الي قل. ...

أسكتهـا بصفعة قوية هبطت علي وجهها لتتراجع للخلف وتسقط علي الفراش ويقول هو بغضب عارم : أخرسي يا سلمي ، أقسم بالله لو قليتي أدبك تاني ليكون ليا رد فعل مش هيعجبك أبدا ! 

إنفجـرت سلمي باكيـة ثم قالت من بين شهقاتها : أنت بتضربني يا خالد .. 

تحدث بقسوة غلفت صوته : وأكسر دماغك كمان طول ما أنتي قليلة الأدب كده وبتغلطي في واحدة أد أمك !! 

صمتت سلمي ودفنت وجهها بين الوسائد تبكي بإختناق ، ليتركها ويدلف إلي المرحاض ليغتسل دون أن تأخذه بها الشفقة ..

بعد قليل خرج وهو يجفف وجهه وشعر رأسه بالمنشفة فوجدها كما هي علي نفس الحال ، فتجاهلها عمدا وإفترش سجادة الصلاة ووقف يؤدي صلاة الضحي إلي أن إنتهي ثم أخذ متعلقاته وخرج من الغرفة متجها إلي باب الشقة ، لتهتف نعمـة مناديه عليه : 

- خالد ، رايح فين يابني تعالي كُل 

فـ رد عليها بغضب : مش هطفح ... ثم خرج من الشقة متجها إلي عمله وهو في أشد غضبه ... 

...................


وصـل أميـر إلي الشركة ليصعـد ويدلف إلي مكتبه ، فدلف طارق خلفه ... 

فقال أمير بعد أن جلس علي مقعده : ايه الاخبار يا طارق ؟؟ 

فأجابه طارق بثبات : أنا بلغت ماجد بالي أنت قولتلي عليه ، إمبارح وهو بلغ سامي ، وسمعت سامي بيقوله أنه هيسبق ويتعاقد مع الشركة قبلك    

قهقه أمير ضاحكا ثم قال : يلا حلال عليه ، يعيش وياخد غيرها .. 

فتنحنح طارق وقال بخفوت : بس في حاجة كده غريبة سمعتها .. 










قبل أن يتحدث أمير قاطعه رنين هاتفه ، ليجيب بلهفه : أيوة يا أروي خير ؟؛

فآتاه صوته الفٙرحّ : أنا حامل يا أميـر 

هتف بسعادة عارمة : بجد والله ؟؟ 

قالت بتأكيد وهي تضحك برقة : اه والله يا حبيبي 

فتنهد بإرتيـاح وقال بفرحة : الحمدلله ، طيب يا حبيبتي خلي بالك من نفسك وأنا أن شاء الله مش هتأخر النهاردة .. 

ثم أغلق الخط ، ليقول طارق بإبتسامة : خير يا أستاذ أمير .. 

فأجابه أمير متنهدة بسعادة : مراتي حامل ... ثم تابع بجدية : قولي بقي كنت بتقول ايه ؟ 

تردد طارق أن يقص عليه ما سمعه ، ماذا يقول له ، أن زوجته قد إتفقت مع أحد أعدائه ؟؟؟؟ 

كاد أن يتحدث ولكن قاطعه الباب وهو يُطرق ، فأذن أمير بالدخول ، ليدلف ماجد الذي قال بهدوء : صبـاح الخيـر .. 

صمت أميـر وهو يُطالعه بإستحقـار واضح في نظراته ، مما جعـل ماجد يشك في الأمر .. فساد الصمت للحظات إلي أن قطعه أمير وهو يقول بحدة : بلغت الكلب الي باعتك علي الصفقة يا ***** 

صُدم ماجد وإزدرد لعابه بخوف وهو يقول بخداع : أنا معملتش حاجه ، مش فاهم بتتكلم علي ايه !! 

- إخرس ! ... قالها أمير وهو ينهض وإتجه إليه حتي وقف قبالته ...


- طول عمرك خاين يا ماجد ، فعلا ديل الكلب عمره ما يتعدل !! 

قالها أمير وعيناه تطلق شرار ويكز علي أسنانه بغضب جلي .. 

ليقول ماجد بصياح ، وكأنه فجـر قنبلة في المكان : 

روح إتشطر علي مراتك وبعدين تعالي حاسبني ، ماهي كمان خانتك واتفقت مع سامي عليك يا .. يا أمير باشا 

لكمـه فجأة بدون مقدمات في وجهه ، ليهتف بصرامة مخيفة : إخرس يا كلب ، متجبش سيرة مراتي علي لسانك 

ليصيح ماجد مرة أخري بهستيرية : والله العظيم خانتك وروح أسألها إن كنت غلطان تكدبني !! 

ليتسمـر أمير









 في مكانه غير مستوعب ما يتفوه به وهو يهز رأسه نافياً رافضا لما يقوله ، بالتأكيد هو كاذب ، لا لم تفعل أروي ولم تخونه أبدا .. هكذا فكر لمدة ثوانِ ليهتف بعد ذلك بحدة : كذاب ، طبعا كذاب !!! أنت عاوزني أصدق الهبل الي بتقوله ده ؟؟؟؟ !!!! 

إبتسم ماجد بسخرية وتابع : دي الحقيقة ، روح إسألها و.... 

دفعه أمير بيده وهو يقول بغضب جلي : أطلع برة !! براااااااااااا 

خرج ماجد سريعا من المكتب حيث فر هاربا من بطشه ، لقد تركه مصدوما غير مصدقا لما قاله ليلقي بكل شئ علي سطح المكتب وهو يصيح بصرامة مخيفة : كذااااب كذااااب ! 

فآتاه صوت طارق الخافت : آآ أنا سمعت سامي وهو بيقول نفس الي قاله .. 

نظر له أمير وهو يزدرد ريقه بمرارة ، بينما صدره يعلو ويهبط بعنف وقد تصببت حبات العرق فوق جبينه أثر إنفعاله الشديد ، ليقول بهـدوء عكس العاصفه التي بداخله : فين التسجيل ؟؟ 

أخرج طارق الهاتف من جيبه ثم عبث فيه حتي جاء ذلك الحديث المسجل عليه ، ليأخذه منه أمير وهو يستمع إلى حديث سامي وعيناه تتوهج وقد تلونت بحمرة الغضب ... 

أغلق عينيه ودفع الهاتف فوق سطح المكتب ، ليخرج متجها إلي الفيلا مرة ثانية وبداخله بركــان يهدد بالإنفجـار ...


الفصل الرابع والثلاثون 


 (الصدمات تتوالي ) 


كان يقود سيارته بسرعـة جنونية وعيناه ظللت عليهما القسـوة يتذكر كل لحظاته معها لحظة لحظة ، هل فعلت كل هذا من أجل المال ، هل إلي هذا الحد كان مغفل ولم يكشفها في أي مرة كيف خدعته بهذه الطريقة !! من أين آتي لها هذا الجبروت تنام بجواره وهي تخدعه .... 

سيجن ... سيجن وعقله سينفجـر والنيران تشتعل بداخله ... ضرب علي المحرك وهو يقول بصدمة : لاء لاااااا !!! 

ظل هكـذا إلي أن وصل إلي البيت ، ترجل من السيارة ببطئ وبخطوات متثاقلة سار .. وهو يتمني أن يكون كل هذا إدعاء علي حبيبته !! 

دلف بعد أن فتح الباب بالمفتاح ، ليجدها تضحك بسعـادة مع نجـاة وماهيتاب .. وقف لبرهه يتأملهـا وأنفاسـه تتسارع وبداخله صـــراع !!! 

لمحته أروي لتنهض وتتجه إليه قائلة بإشتياق : حبيبي ، لحقت تيجي  .. 

ثم توقفت أمامه بقلق وهي تري عبوس وجهه وملامحه الصارمة وعينيه القاسيتين تنظرانِ إليها بنظراتٍ لم تفهمها ولكنهـا قاربت علي فهمهـا ! 

فقال هو بصوتٍ جهوري ، وعيناه لم يطرف لها جفنا : تعالـي ! 

ثـم سار متجها إلي الدرج وإتبعته أروي وجسدها يرتعش من شدة الخوف .. هذا بالتأكيد علم بمصيبتي ...!! 

بينما تعجبت نجـاة له ، وقالت بخفوت : ياتري في ايه !! 

صعدا الإثنان ودلفا إلي الغرفة بعد أن أغلق أمير الباب بقوة لينتفض جسدهـا أثر صفعة الباب .. 

تنهد بعمـق قبل أن يردف بهـدوء مُريب : إيه علاقتك بسامي ، وتعرفيه منين ؟؟ 

شعرت هي أن ساقيها تذوبانِ من تحتهـا ، وكل جزء في جسدها يرتعش بشدة ، صمتت .. صمتت طويلاً إلي أن قال مُكررا بصوتٍ أخافهـا : إيه علاقتك بسامي وتعرفيه منين ؟؟؟؟!!!!!!!!!! 

إزدردت ريقهـا الذي جف فجأه ، وتابعت بصوتٍ مُتحشرج : سـ سـ سامي ، آآ ..   

صفعهـا بقوة وقال جازا علي أسنانه بغضب عارم : لما أسألك تجاوبي عليا عدل ... ثم صاح بعنف : إنطقـــي ! 









أومأت رأسها بهستيريه وهي تضع يدها مكان الصفعة وأجابته بخوف شديد : والله ... والله أنا كـ كـنت هـ هحكيلك أنـ 

قاطعها مرة أخري بصفعة أشد قوة وهو يصيح بعدم تصديق : يعني كلامهم صح !!!!!! كلاااااامهم صح وأنتي خدعتيني وخنتيني !!!!!!!! 

ساد صمت مرعب بينهما وهو يطالعها بعدم تصديق ... الذهول هو سيد الموقف !! لا يصدق .. لا يصدق .. 

قطعت هي الصمت حين قالت ببكاء مرددة بهستيرية : والله العظيم ما خنتك أنا كذبت عشان كنت خايفة والله هو الي قالي هـ....... 

إنهـال عليها بالصفعـات المتتالية وسط صراخها وعويلها المتتالي ، خرج عن شعوره .. إنهار .. صُدم وجُرح كيف تجرأت وفعلت هذا !!! 

بينما دخلت نجاة إلي الغـرفة وهي تلطم علي صدرهـا بصدمة من هذا المنظر .. أخذت تمسكه بكل ما أوتيت من قوة حتي تبعده عن أروي التي إنهـارت هي الأخري باكية .. 

أبعدته عنها بأعجـوبة .. ثم صاحت بحدة : ايه يابني ، ايه في ايه الي جرالك البنت هتموت في ايدك معقولة الي بتعمله فيها ده ! 

حرك رأسه نافياً قائلًا بصرامة : لا مش قادر أصدق ازاي ... ازاي ... ازاي ... لينهار ويحطم كل شئ أمامـه .. 

وقف فجأة وهو يُشير لها بسبابته وبصوت متصلب قال : حتة بت زيك تضحك عليا أنا !!! ده أنتي لبستيني العمة بقي !! ... عملتي الي محدش عمله كل ده ليه ليييييه عشان الفلوس .. !! 

إندفـع نحوها بحركة واحدة وجذبها لتقف علي قدميها ثم نزع عن رقبتها السلسلة وقال بإهتياج : كل ده عشان الشبكة الألماس !!!! لدرجة دي انتي رخيصة .. ! 

حاولت أن تتكلم .. تدافع عن نفسها إلا أنه صاح بهـا وقال بشراسة : أنتي طـ .... 

سرعان ما وضعت يدها علي فمه قائلة برجاء من بين شهقاتها : لأ .. لأ ... أبوس رجلك متقولهاش .. بالله عليك ما طلقني وتسبني أنت متعرفش حاجة ... أنا مخنتكش يا ..  

إلا أنه دفعـها بقوة لترتطم بالأرض وتقول نجاة بصدمة : يابني انت ايه الي جرالك حد يفهمني ، براحة مراتك حامل وكمان عاوز تطلقها لا لا 

حاول أميـر أن يهجـم عليها مرة ثانية لكن نجاة أمسكت به وساعدتها ماهيتاب حتي أخرجاته من الغرفة بصعوبة وهو يسب ويلعن ولاول مره يراه أحد علي هذه الحالـة المذريه .. 









دفعهما بيده ليهبط الدرج تاركا البيت بأكمله .. لتدلف نجـاة إلي أروي وتساعدهـا حتي نهضت لتجلسا علي الفراش وتقول نجاة بإشفاق علي حالتهـا : يا حبيبتي ... قوليلي يابنتي ايه الي حصل وصل أمير لدرجة دي ؟؟؟ 

لم تجيبها أروي بل ظلت تبكي بنحيب وهي تدفن وجهها بين راحتي يديها .. 

لتقول نجاة بتفهم وهي تنظر إلي إبنتهـا : 

- أخرجي أنتي يا ماهيتاب ، سبينا لوحدنا شوية .. 

بالفعل إنصاعت لها ماهيتاب وخرج مغلقة الباب خلفها .. 

فعادت نجاة تسألها بفضول : إحكيلي إيه الي حصل ، متخافيش أنا زي أمك !! 

ما كان من أروي إلا أنها مسحت دموعها المنهمرة وقالت بصوتٍ مرتعش: هحكيلك ! 

.............


علي جانـب آخـر .. 


جلست مايا بصحبة صديقتهـا نرميـن ، التي قالت لها بصدمة : يا خبر أسود ، ايه حامـل !! 

ردت مايا بضجـر : أيوة ، ما أنتي عارفة سمير كنت بحبه قد ايه ويوم ماخد مراده مني سابني وهرب ابن ***** 

نرمين وهي تلطم علي صدرها : طب وأنتي هتعملي ايه دلوقتي ؟!! 

لتقول بثبات : أنا لازم أتجوز ماجد بأقصى سرعة، مقدميش حل غير كده يا نرمين ! 

نرمين بتساؤل : ازاي يابنتي ، ما كده هيعرف إنك مش بنت وكمان هتتجوزيه إزاي وهو لا عنده شقة ولا حاجة .. ! 

زفرت مايا بحنق وتابعت :  

- أنا خلاص مش عارفه اعمل ايه ، كده هتفضح وخالتي كده كده بتكرهني هترميني في الشارع !! لو عرفت وبطني كبرت يادي المصيبة الي أنا فيهـا !! 

ثم صمتت قليلًا وتابعـت بشرود : كده بقي مقدميش حل غير إني أعمل عمليـة من الي بيعملوها اليومين دول ترجعني بنت تاني  !! 

......................


- مش ممكن مش قادرة أصدق ، أنتي يا أروي تعملي كده وتضحكـي علي أمير وتكذبي عليه ! 

أردفت نجـاة بتلك الكلمات بعتاب ممزوج بالغضب .. 

لتقول أروي من بين بكاؤها : كنت خايفة والله العظيم كنت خايفة ولو أنا وحشة كنت اديت لسامي الورق الي هو عاوزه وهربت من أمير لكن أنا حبيته من قلبي 







نجـاة بحـزم : ولو ، برضو كان لازم تقوليله مش تخدعيه بالشكل ده ، لا وكمان أمك عايشة وقوليتله اهلك ماتت وفوق كل ده كنتي عايشة في بيت مشبوه ، لالالا ده أنتي زودتيها اوي يابنتي ليه الكذب ده ، طب هو يثق فيكي ازاي بعد كده ليه حق طبعا يتجنن بالطريقة دي كل ده كذب !! 

مسحت أروي دموعها وقالت بإختناق : هو لسه معرفش اني كنت عايشة في بيت مشبوه ولا يعرف أن عندي أم ..

أغلقت نجاة عينيها بضيق ، ثم تابعت بتنهيدة : كمان ، ياربي ايه الي بيحصل ده أنا مش قادرة أصدق 

واصلت أروي بكاؤها المرير لتردف من بين شهقاتهـا : والله العظيم حبيته من كل قلبي ، وعمري ما خنته ، هو أول راجل في حياتي رغم كل القرف الي كنت فيه محدش لمسني ، كنت بتمني ربنا ينقذني ولما قابلت أمير قولت بس أكيد ده طوق النجاة ليا ولو كنت عرفته حياتي شكلها ايه كان سابني واتخلي عني وأنا كنت بحاول أنفد بجلدي 

هزت نجاة رأسهـا بعدم تصديق ، ثم تابعت بهدوء : يابنتي أنتي كده بوظتي الدنيا أكتر ، لو كنتي عرفتيه كده من الأول كان ممكن يتعاطف معاكي إنما دلوقتي مش هيسامحك أنا عارفة أمير ! .. بس الي في بطنك ملهوش أي ذنب في الي أنتي عملتيه ياريت يقدر يغفرلك 

أجهشت أروي في البكاء مرة ثانية ، وقالت بنحيب : ساعديني بالله عليكي ، أنا مليش حد وهتحمل أي حاجه منه بس خليه ميطلقنيش أرجوكي كله إلا الطلاق والله أنا إتظلمت كتير وهو الوحيد الي حبيته 

أشفقت نجاة علي حالهـا ولاحظت نبرة الصدق في حديثها ، فربتت علي كتفهـا قائلة بحزن : أوعدك هعمل الي أقدر عليه ، أنا مش هسيبك إستهدي بالله 

نظرت لها أروي بإمتنان ، ثم تابعت وقد إطمئنت قليلًا : مش عارفه أقولك ايه ، شكرا لحضرتك 

نهضت نجاة قائلة بجدية : قومي اغسلي وشك وربنا يعمل الي فيه الخيـر .. 

........................


في منزل السيدة نعمـة .. 


أخذت سلمي ترتب غرفـة نومهـا ولازالت تبكي منذ أن ذهب خالد إلي عمـله .. 








هدأت أخيرًا وقامت بغسل وجهها ثم إرتدت عباءتها وطرحتهـا وخرجت من الغرفـة ، لتجد نعمـة تجلس بصحبة شروق إبنة شقيقتهـا .. 

فإقتربت سلمـي بخطوات بطيئة إليهما إلي أن وقفت أمام نعمة وقالت بصوت خافت جدا : أنا آسفة ! 

إلا أنها لم تتلقي سوي السخرية في حديث نعمـة التي قالت متهكمة : آسفك مش مقبول يا حبيبتي !! .. ولما يجي خالد أنا ليا كلام تاني معاه ، لازم يطلقك وتغوري تنزلي عند أمك بلاش قلة أدب !! 

صُدمت سلمي من كلامهـا الفظ ، ونظرت لها بغضب لكنها قالت بهدوء : 

أنتي بقيتي تكرهيني ليه ، أنا عملتلك ايه ، مش أنتي كنتي بتقوليلي اني زي بنتك وبتحبيني ليه كده !؟ 

لوت نعمة فمها بتهكم وتابعت : كان زمان يا حبيبتي ، أيام لما مكنتش عارفكم علي حقيقتكم ، واخوكي الواطي ده رد السجون وفوق كل ده تروحي تبيعي الشبكة الي إبني دفع فيها دم قلبه عشان أخوكي البايظ !! 

صمتت سلمي وٱزدردت ريقهـا بمرارة ، فقالت شروق ساخرة : 

فعلا عيلة متشرفش ! وتجيب العار 

إحتدت ملامـح سلمي ثم قالت بتجهم : أنتي تحترمي نفسك ، وملكيش دعوة ، بتدخلي ليه يا مهزئة أنتي . !! 

كادت شروق أن ترد عليها إلا أن نعمة اوقفتها وهي تتابع بحدة : شروق اسكتي أنتي .. ! 

فصمتت شروق علي مضض وتتحرك سلمي متجهه إلي شقة والدتهـا .. 

فتحدثت نعمة بجدية : بلاش تغلطي فيها يا شروق يابنتي ، لأن خالد لو عرف مش هيسكتلك اذا كان بيزعل مني أنا شخصيا مابالك انتي بقي ..

ثم تابعت بإبتسامة : بس إسم الله عليه حبيبي عمره ماجه عليا عشانها والنهاردة لما غلطت فيا عرفهـا مقامهـا !!!




 

........................


وقفت سيارة أمير فجأة أمام شركة سامــي ، ليترجل منهـا والشر يتطاير من عينيه ، ثم دلف وصعد بالمصعـد إلي أن توقف المصعـد وخرج متجها إلي مكتبـه ، بينما حاولت السكرتيرة هدي إيقافه إلا أنه دفعـها بيده وفتـح الباب ثم دلف إلي مكتبـه ناظـرًا إليه بشراسة !! 

إبتسـم سامـي بإستفزاز وتابع ببرود : أهلا أمير بيه ، معقولة أنت بنفسك في شركتي .. قهوة للبيه يا هدي ! 

أومأت هدي براسهـا وخرجت ، بينما ظل أمير ينظر له بشراسة ثم إقترب منه بحركة واحدة جاذبًا إياه من تلابيبه قائلًا بصياح : اه يا ابن ***""" ، ده أنا هخليك تبكي بدل الدموع دم 

حاول سامي إبعاده إلا أنه صر علي أسنانه وتابع بغضب جلي : أنت عاوز مني ايه... قولي يمكن أريحك !! 

تحدث سامي بخوف حاول أن يخفيه : أنا مش فاهم أنت بتتكلم عن ايه ، فهمني ! 

قال أميـر بصوت مُتصلب : لأ حلوة ، لعبتهـا صح يا كلب يا ابن **** ، وإتجوزتهـا عرفت تلعبهـا صح يا سامي .... بس اللعب لسه مخلصش ، والي يلعب معايا خسران يا سامي ، قسما بالله لدفعك التمن غالي وغالي أوي يا عرة الرجالة 

دفعه سامي أخيرًا بيده ، ليقول صائحًا بضجـر : متغلطش أحسنلك ! ... أنا مليش علاقه إن البت الي إتجوزتهـا طلعت شمال أنا مالي !! 

كز أمير علي أسنانه وقال بصرامة مخيفة : ااااه ، ومين الي باعتها يا ***** !! 

قال سامي بثبات : هي الي جاتلي عشان محتاجة فلوس ، وعاوزة تنضف من الشغل الي كانت بتشتغله ، زهقت من النوم في حضن الرجالة !!! 

إتسعـت عيني أميـر وكور قبضة يده وقد أصابته إرتجافه خفيفه ، ليتابع سامي بحقد : 

مراتك دي كانت بتشتغل في بيت لمؤاخذة (دعـارة ) هي وأختها وأمهـا !! 







رفع أمير أحد حاجبيه وقال بعدم تصديق : أمـها !!!!!!!! 

ضحك سامي عاليًا وتابع ساخرًا : اه يا باشا أومال ايه ، ما هو الست الي جات الفرح وعملت شوشره واختها قالتلك انها شغالة عندها ، دي بقي يا نجم تبقي أمهم ، والتلاتة شمال لمؤاخذة يا برنس ولما جاتلي بقي المسكينه رورور ... صمت قليلًا ليتابع ضاحكا : سوري يا أمير أصلها مشهورة برورو .. المهم لما جاتلي عاوزة تبعد ومحتاجة فلوس قولتلها تشتغل عندك عشان أنا مش محتاج سكرتيرة واتفقت معايا تسرق فلوس منك وأنا بس قولتلها هاتيلي ملف الصفقه ماهو لازم أستغلك وأستغلهـا برضو يا معلم .. 

بصق أمير في وجهه ، ليندفع نحوه مكيلا له عدة لكمات وهو يسبه بإنهيـار .. ليحاول سامـي الدفاع عن نفسه إلا أن أمير كان كالأسد الثائر .. 

تركه بعد لحظات وهو يقول لاهثًا بإهتياج : قسما بالله لتكون نهايتك علي إيدي يا كلب .. 

ثم توجه صوب الباب ليخرج تاركًا إياه يضحك بإنتصـار فحالته أعجبته وبشدة ... 


وفي الأسفل ... إستقل أمير سيارته وهو يلهث بعنف ... لا يصدق الذي سمعه .. هل تزوج ممن أتاحت نفسها للجميع هل إلي هذا الحد إنخدع فيها !! 

إبتسم بسخرية وهو يردد بعدم تصديق : دعارة !! ... أروي والدعارة !!! أروي ليها أم !!!!!! أروي ضحكت عليا !! 

يود لو أن يصرخ بأعلي صوت ، حتي يستريح ولكن أين الراحة وهو ينهـار تدريجيًا فماذا أخفت عنه أيضًا !! 

................


في الڤيلا .. 


جلسوا جميعًا في الردهة بعد أن حضر زيـاد وزوجته دارين ... 






قصت عليهم نجاة ما حدث وما قالته أروي لينصدم زياد الذي قال بذهولٍ تام : مش ممكن ، ينهار أبيض ، الله يكون في عونك يا أمير لا ده كتير عليه ! 

قالت نجاة بهدوء : يا زياد البنت حكتلي كل حاجة هي اه غلطانة بس عانت كتير 

زياد بعدم إقتناع : عانت ايه يا ماما ، دي كذابة وخدعته أنا لو مكانه كان جرالي حاجة من الصدمة ، ازاي تبني حياتهـا معاه علي كذبة لأ واختها كمان تعاونها علي الكذب .. ! 

نجاة بحزن : أختها كانت جاية النهاردة بس إعتذرت كويس انها مجتش والا كان أمير بهدلها هي كمان 

زياد بتعجب : انتي متعاطفة معاهم كمان يا ماما ، حاجة غريبة والله .. 

..............


عاد أميـر بعد قليل إلي الفيلا .. ما إن دلف توجهوا إليه جميعا ، لتردف نجـاة بحذر : حمدالله على السلامه يابني ..

تحدث أمير بضياع : هي فين ؟؟ 

أشارت له نجاة بهدوء : أروي فوق في الاوضه .. 

سار متجها إلي الدرج ليتبعوه إلا أنه قال بحدة : محدش يجي ورايا !! 

ثم صعد بثبات ، لتقول نجاة بقلق : أنا مش مطمنه خالص ده اكيد هيعمل فيها حاجة !! 


فتح أمير الباب ودلف لتنتفض أروي من الفراش ناهضة بذعر ، .. إقترب منها بخطوات متمهلة إلي أن وقف قبالتها وقال بذهول : 

أنتي مين ؟؟ .. مين أنتي ! .. أروي الي حبيتها من قلبي ، ولا أروي ال ****** الي عايشة في بيت دعارة هي وأمها وأختها !!!!!! 

تسمرت مكانها وأصبح جسدها كلوحا من الثلج ، فها قد علم بالكارثة الثانية ، إزدردت ريقها بصعوبة بالغة وحملقت به بخوف شديد .. فقال هو ساخرًا هادئًا عكس الأعصار التي بداخله ... 

ايه ، كنتي فاكرة إني مش هعرف ؟؟ .. لأ بس برافو عليكي عرفتي تضحكي عليا وأشهدلك إني طلعت مغفل وعبيط ! 

قالت بصوتٍ مُرتجف : والله كنت خايفة أحكيلك آنـ ... 






قاطعهـا بهدوء مريب : تحكيلي ايه ، عن عدد الرجالة الي عرفتيهم ولا سامي ؟ ولا أمك ولا أختك ولا إيه ولا إيه !!! بس معلش أنا هعرفك أن الله حق .. ألا قوليلي صحيح الي في بطنك ده إبن مين ؟؟؟ وأوعي تكذبي عشان خلاص كده كده نهايتك علي أيدي 

إتسعت حدقتا عيناها بصدمة جليه وهي تتابع بضيق : والله العظيم ما حد لمسني غيرك ، أنت إزاي تقول كده آنـ ..... 

توقفت عن الكلام وقد هربت الدماء من عروقهـا وهي تراه يخلع حـزام بنطاله عن خسره وهو يقول بصوتٍ مرعب بعث الرعشة في اوصالهـا : أنا هعرفك إزاي بقـول كده !!!!!! 

تراجعت هي للخلف برعب شديد وهي تهتف وقد إنهمـرت دمـوعها : والله العظيم ما حد لمسني غيرك 

كأنه لم يسمعها حيث قام بلف الحزام عدة مرات علي يده ورفعه عاليا في الهواء فأصبح كالسياط وهبط به علي جسدها النحيل بلا شفقه فصرخت هي عاليا وظلت تتوسل إليه إلا أنه لم يأبه بصرخاتهـا وزاد من عذابهـا ليجلدها بعنف وهو يصيح بمرارة : ليه ،







 ليييييه ، دبحتيني ليه ليه .. 

لقد إنهـار وفقد سيطرته بالكامل وظـل يصفعها بالحـزام بعنف إلي أن شحب وجهها وبهت لونها ليكتشف هو أنها فقدت وعيهـا بعد أن إختفي صوتها تدريجيا ..

 

تعليقات



<>