الحلقة العشرون
بقلم نورا محمد علي
البيت ليس مجرد كلمة من حروف متشابكة و لا مجرد جدران و سقف و فرش
انه احساس بالانتماء انه ذكريات و حاضر و مستقبل
انه ماضي يحمل بين جدرانه الكثير من صراعات و مشحانات و حب و لعب و مسئولية
وكل هذا لم تشعر به و هي تدخل معه إلي عتبة شقتهم كل هذا الحنين
لمنزل اهلها حيث امها واخوتها فلقد سافر الاب في اليوم التالي بعد سفرها إلي شهر العسل
ههه شعر عسل منقوص لم تشعر فيه بالحب ولا الشغف و لا المرح و لا اي شئ مما قرأت عنه بين أغلفة القصص
العاطفية شهر عسل لم يذيد عن اسبوع فقط ولكن لا بأس هي أيضا اكتفت
نظر لها و للارهاق علي وجهها و هي تتجه إلي الحمام الملحق بغرفة النوم وقفت تحت رزاز الماء البارد عله ينعشها علها تشعر ببعض الحبوبة
كان كل تفكيرها الآن في النوم حتي ترتاح من الصداع الذي تشعر به من رحرجت القطار و الصوت العالي
في اليوم التالي كانت تجلس مع امها في الوقت الذي كان فيه محمد مع اسلام في مصر ينهي الورق الذي يحتاجه لسفر
و هي لم تعترض و لم ترفض وحتي لم تطلب منه أن تذهب معهم ل ينهي الأوراق و يتنزهان او يتناولون الطعام في أحد المطاعم
رابعة مالك ايه شكلك متغير
ايمان لا يا ماما أن كويسة
رابعة شكلك زعلانة أن محمد مش هنا
ايمان ابتسمت ولكن ابتسامتها توري سخرية و لكنها لم تقول شئ
ايمان محمد اشتري حاجات ليكم و أحضرت لها المشبك و الكركدية و اللب و اشياء اخري
رابعة ليه كل ده خليهم ليكي انت بتحبي الحاجات دي
ايمان جاب لينا يا ماما بس انت مالك
رابعة مفيش بس جدتك شكلها مش عاجبني فضلت معانا لحد ما ابوكي سافر و بعدها
حسيت انها تعبانة و انا قلقانة عليها اوي
ايمان طيب ليه خلتيها تمشي كنت مسكتي فيها تفضل هنا حتي تخلي بالك منها
رابعة هي صممت ترجع بيتها في السويس و بتقول مش برتاح غير في بيتي و كمان الطيور اللي مربيها هي عارفة اني محدش هياخد باله منها
ايمان تيتا فج النور دي مش بتريح نفسها تربي ليه بس و تتعب نفسها
رابعة تعود يا حبيبتي ياله انا همشي عشان اعمل اللي ورايا
ايمان ما البنات تعمل شيماء و لا فريدة وانت ارتاحي
رابعة انت طيبة يا قلب امك دول مغلبني ياله عشان تشوفي مصالحك انت كمان
..... ...
وكما يقولون لا تعرف قيمة الشئ إلا بعد أن تفقده
وما أن رجعت رابعة إلي بيتها وجدته كأن هناك حرب قامت به لا شئ مرتب الاولاد الصغار يلعبون و فريدة تقلب في مجلات الموضة و ازياء الغرب هي ك عزف شاذ عن باقي المجموعة
انها لم تري في باقي اولادها مثلها
رابعة ايه القرف ده انتو بتهزروا ولا ايه ولا مش حاسين بالمكان
ايه ده يا فريدة و شيماء فين وسايبين اخوتك كأنهم في ملعب كده ليه
فريدة والمفروض اعمل ايه
رابعة ولا حاجة تسيبي اللي في ايدك و تقومي تروقي المكان دا اقل حاجة تعمليها ظا اختك ربنا يسترها كانت
شايلة البيت كله و لا عمرها اشتكت قومي سيبي اللي في ايدك ده
فريدة نفخت في سرها لكنها نهضت
.. ........
أما ايمان كانت تعد الطعام و تنظف ما استعملته و ما ان انتهت حتي كانت تأخذ حمام
في الوقت الذي دخل فيه محمد إلي الشقة يبحث عنها و ما ان سمع صوت الدوش حتي ابتسم و هو يخلع عنه القميص و البنطلون ويتحرك ليدخل معها
شهقت بخصه ولكنها لم تفعل شئ وجدته بحاوطها تحت الماء
ورغم رفضها إلا أنها انصاعت له وكما العادة بضع دقائق و انتهي كل شئ
وقفت بعدها تحت الماء عله يطفئ ما اشغله و لم يفكر في اخماده كانت حياتها الحميمة معه مجرد لحظات لا تكفي شئ لا اشعر فيعا بشئ
خرج لينام أن هي ظلت تخت الماء و ما ان خرجت حتي قال
محمد جعان مش أكلت من ساعة ما خرجت مع اسلام
ايمان و هي تلف شعرها بفوطة قالت .دقيقة
كانت تتحرك إلي المطبخ و هي ترتدي قميص شقة يصل إلي أطراف ركبتها و اخذت تسكب الطعام الذي طبخته
اعدت السفرة فابتسم لها و هو يجلس ليأكل باستمتاع
........
مرت الايام و اتي اتصال إلي رابعة جعلها تجلس بتعب هي لا تنكر أن فج النور كبيرة في السن ولكنها ك الجبل لم تتعب يوما لم تشتكي تحملت حمل لا بحتملع الرجال ربت ٧ رجال و زوجتهم ولكنها إلي الآن عفية
ماذا حدث ليبرك الجمل ماذا حدث لتقع صريعة المرض
اتصلت علي السائق الذي يعمل علي سيارتهم البيجو ليأتي إليها اتصلت بايمان لتخبرها بسفرها
اخذت توصي شيماء علي البيت فهي تعرف أن فريدة لا تفكر في شئ غير اخبار النجوم أم اشجان فهي طفلة لا تفعل شئ
...... .
اخذتها السيارة إلي السويس او بالأصح للي كفر محمد حيث يعيشون من سنوات طويلة
كانت تدخل علي فج النور التي اقعدها الزمن واصابها العجز هل من الممكن أن تشيب في أيام لعن الله المرض
كان الطبيب قد رحل و لكن سلفاتها الاربعة يجلسون حولها فهم يعيشون معها في نفس البيت
رابعة لا اجمدي كده يا حاجة احنا مشين ب دعائك لينا
فج النور بصوت ضعيف وهن يعني ها عيش اكتر من كده ايه ياله حسن الختام
رابعة بعيد الشر عنك
فج النور شر هو الموت شر يا رابعة دا انت حافظ و كتاب ربك و بتعلمي الناس الموت مش شر يا بنتي الموت مش شر
من السكة لدكة يا رب من السكة لدكة و متقلقش مني حد
رابعة عمرنا ما ننقل منك دا انت غالية علينا كلنا
فج النور بنت أصول يا رابعة بنت أصول يا بنتي تسلم البطن اللي شالتك
نظرت سلفاتها لبعض و رددوا كلام رابعة أيوة طبعا يا حاجة دا احنا مش لينا بركة غيرك
قضت معها يومين و رجعت إلي الشرقية مرة اخري بعد أن اتفقت مع سلفاتها علي أن تظل معها كل واحدة يوم ب ليلة
لانهم في نفس البيت ام رابعة فتأتي الخميس و تظل الجمعة و تسافر السبت ........
مرت الايام صعدت أحد السلايف بالك البيض من السطح
نظرت إلي العدد و استغربت لما لم تنزله أحد ممن كانو هنا لما لم تحضره عايدة و لا صباح و لا عزة و لكن سميحة
جمعتهم وانزلتهم إلي المشنة سحبت حبلها من السقف و افرغت فيها ما أحضرها ثم غطته مرة اخري و تركت المشنة لترتفع مرت الايام و اتي ميعاد رابعة
كانت تدخل لتجلس بجوار حماتها التي كانت تنظر أمامها و ترفض الطعام
رابعة في ايه بس يا حاجة مالك فيكي ايه
فج النور البيضة فيها كتكوت
رابعة ايه مش فاهمة
فج النور البيضة فيها كتكوت
نظرت لها رابعة بصدمة هل فقدت عقلها ماذا تقول ماذا تعني هي لا تفهم معني كلامها
ولكن كلامها له معني و معني كبير
🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹