رواية البنت الضائعة الفصل التاسع9بقلم سالي سالي
بعد وصول عبد الله المتقي إلى منزله نادى على زوجته من الطابق الاعلى لمسكنه وقام بتخبئة منصف وملاك. وراء الستار. وعند
حضورها طلب منها ان تغمض عينها فهو لديه مفاجأة تسرها ورغم انها كانت مكتئبة ولاتتحمل مثل هذه التصرفات في الوقت
الراهن إلا انها إمتثلت لطلبه وماإن اغمضت عينيها حتى اصبحت تسمع صوت يردد على مسامعها تعرفه جيدا وهي تناديها بامي امي.. لوهلة ظنت سلمى انها تهذي ويخيل لها انها
تحلم فتحت عيونها لتتأكد مما تسمعه فرأت إبنتها مقبلة عليها وهي تضحك وتنادي عليها. فصرخت سلمى باعلى
صوتها وهي تنادي بإسم إبنتها. وركضت إليها كي تحتضنها وتقبلها وتشمها وهي بالكاد لا تصدق مايحدث.. هل هي حقيقة ام انها في حلم..؟ هل حقا إنزاح الكابوس اخيرا وعادت إبنتها إلى احضانها...؟ حتى تاكدت انها واقع كل مايحدث امامها وبالفعل هي إبنتها عادت إلى احضانها.
وهي تعانقها وتقبلها لاحظت بوجود ذلك
الصبي واقف ويبتسم.. عندها عادت إلى رشدها من كثرة فرحتها الذي حجب العالم من حولها. وانهالت على عبد الله المتقي بالاسئلة. أين وجدت إبنتهما..؟؟ ومن يكون هذا الصبي الوسيم وهي تبتسم له وترحب به..
هنا نادى عبد الله المتقي على الخادمة وطلب منها ان تحمم ملاك وبعدها منصف. الذي سيجلب له بعد قليل ملابس جديدة خاصة به عن طريق التوصيل.. وطلب من سلمى ان
يذهبا للمكتب ليروي لها كل ماحدث..
وفعلا روى عبد الله المتقي بالتفصيل كل ماجرى لكي يعيد إبنته للمنزل حتى وصل إلى حكاية الصبي منصف بانه قرر انه سيقوم برعايته وسيكون فردا من افراد اسرته
مستقبلا. كما لم يخفي عليها انه قد يكون إبنه من منى رحمها الله وطلب منها ان تتفهم الموقف ولاتحاسبه على ايام طيشه وسوء تصرفاته كانت كلها من الماضي البعيد.
لم تتقبل سلمى فكرة تبني الولد. وانكرت بشدة ان يكون إبنه من صلبه وهي ليست مجبورة ان تتقبله ويعيش معهم في وسطهم مع إبنتهما الوحيدة وهو لايعرف اصله ولافصله.. كما اضافت انها تخاف على إبنتها منه او تتأثر بافعاله او تصرفاته فهي لاتعرف عن طريقة تربيته كيف كانت..
فطمنها عبد الله المتقي انه ولد ذكي وشهم رغم صغره. فلولا هو وفطنته لما رأت إبنتها مجددا في حياتها..
وبعد النقاشات وكثرة المناوشات حسم عبد الله المتقي الموضوع بإبقاء منصف معهم. اما سلمى فهددته إن رأت من الصبي سلوكا مريبا ستعيده من حيث اتى ولايهمها اين يعيش إن كان في الميتم ام في الشارع..
مرت الايام وكل شيء يسير على احسن مايرام. الفرحة والبهجة عادت إلى زيارة اسرة عبد الله المتقي التي كبرت بإظافة
منصف إليها. الذي إكتشفا مع الوقت انه صبي مهذب وخلوق وذكي جدا.. ولم ينسى عبد الله المتقي انه قد يكون إبنه. الذي من وهلة وصوله إلى البيت قام بأخذ خصلات من شعره واخذها إلى المختبر الجيني لكي يضع النقاط على الحروف.. وفعلا بعد ايام وصلت النتيجة وكانت صادمة لسلمى قبل ان تكون صادمة لعبد الله ... ان منصف هو إبنه الحقيقي وهو يحمل كل جيناته الموروثة عنه..
فرح عبد الله بالخبر لان في نفسه اراد ان يكون ذلك بشدة. خاصة مؤخرا لما تقرب من منصف كثيرا
سلمى كان الموقف صعب عليها في البداية. ولكن بمرور الايام هي كذلك ألفت الوضع ولم تجد مايخيفها من الصبي بل بالعكس كان
يحب ملاك اخته كتيرا ويلاعبها ويحميها من اي شيء كان صغيرا او كبيرا حتى انه كان لطيفا وطيبا مع سلمى نفسها التي غيرت شعورها للافضل نحوه مع مرور الوقت.
وبعد ذلك قرر عبد الله المتقي ان يدخل منصف إلى المدرسة كي يكمل تعليمه الذي يظهر عليه شطارته فيه. بعد ان وكل محام لإعادة إنسابه على إسمه ويكون بالتالي ولده البكر وتأتي بعده ملاك..
كبر منصف وعرف الحقيقة كاملة ولم تتغير مشاعره نحو والده رغم الذكريات الاليمة التي كانت تراوده عند
صغره. بل اصبح شابا ناضجا يعتمد عليه والده في كل شيء ومن ضمنها اخته ملاك التي اصبحت
عروسة جميلة والذي كان هو المسؤول عنها تقريبا اكثر من والده.
