CMP: AIE: رواية عينيكي وطني وعنواني الفصل العاشر والحادي عشر
أخر الاخبار

رواية عينيكي وطني وعنواني الفصل العاشر والحادي عشر


رواية عينيكي وطني وعنواني



الفصل العاشر 

والحادي عشر

بقلم امل نصر

جثت على قدميها أمام أخيها ذو الوجه العابس وهو جالس على 




إحدى المقاعد وفارد قدمه المصابة على مقعد اَخر أمامه..في محاولة لمدعابته :





- ها ياأستاذ إبراهيم.. لاوي بوزك ومكشر ليه؟

رفع إحدي حاجيبه ومالت زاوية فمهِ للأسفل قبل يشيح بوجههِ عنها دون إجابة :






اقتربت منه أكثر بوجهها تخاطبه:

- ياه ياابوخليل ..لدرجادي انت زعلان ياقمر؟ طب ماتقول بقى على اللي مضايقك..يمكن نعرف نصالحك ياولا .

عاد اليها برأسه قائلًا بعتب :

- وتصالحوني ليه بقى ياأبلة فجر؟ هو انا افرق معاكم أصلًا؟

- ليه بس بتقول كدة ياابراهيم؟ هو احنا قصرنا معاك في حاجة





 ياحبيبي؟ يكونش يعني عشان انشغلنا في الفرح واستقبال المعازيم وسيبناك شوية.

- شوية بس؟! دا ابوكي من ساعة من جابني هنا ماسأل فيا تاني وامك رايحة جاية حواليا تجامل في الستات حبايبها وانا ولا شايفاني.. وانتي بقى مشغولة بالعروسة واصحابها.. دا لولا عم علاء اللي بيطل عليا كل شوية ويجيبلي في الساقع والحلويات وياخد باله من طالباتي.. لكنت فرقعت مكاني هنا ولا نزلت حتى برجل واحدة وسيبت الفرح .




انتابها شعور بالغيظ والغيرة من هذا المتحذلق الذي اكتسب قلب أخيها فقالت بلوم :

- طيب وافرض احنا انشغلنا شوية ياهيما عنك في مناسبة مهمة زي دي.. انت بقى متقَدرش؟ على العموم حقك علينا ياسيدي ..قولي بقى اللي يرضيك عشان تقبل اتصور معاك ؟

رفع إحدى حاجبيه بمكر وهو ينظر ناحية والدته :

- إللي يرضيني طبق جاتوه كبير من العلب اللي جابها العريس وامك دارتها عني .






فغرت فاهها ضاحكة بدهشة من شقيقها الماكر :

- انت عايز امي تقتلني صح؟ دي أكيد شايلاهم عشان تجامل اصحابها وحبايبها وتفتخر بيهم انها من حاجة العريس .

قال بإصرار:







- ماليش دعوة يافجر ..انا مش هاصالحك ولا اتصور معاكي غير لما تجيبي اللي قولت عليه.. وياريت الطبق يكون كبير كمان.








- انا عارفة كويس انك مش هتهدى غير لما تاخد اللي انت عايزه .. جبار زي الست الوالدة..أمري لله..أقوم اجيبلك واحد وربنا يستر .






قالت الأخيرة وهي تنهض من جوارها ولكنها بمجرد ان استدارت تفاجأت باصطدامها بجسدُ صلب ومغطي بالون






 الكحلي.. ارتدت للخلف وتلون وجهها بالحرج وقد تبينت هوية من اصطدمت به.

قال هو بلطف:









- انا أسف.. بس انا كنت جاي اشوف إبراهيم..ليكون ناقصه حاجة. 

غمغمت ببعض الكلمات الغير مفهومة وهي تذهب من أمامه وتتخطاه..جعلت عيناه تتابعها حتى اختفت وسط جمع 





الفتيات المدعوات.. عاد من شروده على صوت أخيها وهو يشاكسه :







- حلوة قوي البدلة دي ياعم علاء .

التف اليه ضاحكًا فقال:

- لو عجبك افصلك واحدة زيها ياعم هيما .

فرد ظهره وهو يقول بثقة:






- خليها بعدين بقى ياعم .. لما جسمي يتشد واربي عضلات زيك ..عشان تبقى لايقة عليا .





- انت لسه برضوا بتقر على عضلاتي..ماقولنا بقى لما تكبر ..انت ايه يابنى مابتهدمتش؟






علت أصوات إبراهيم الضاحكة وهو يشعر بأصابع جاره علاء تتغلل بشعره وكأنها دغدغة ..جعل علاء يضحك هو الاَخر ..ولكن توقفت هذه الضحكة فجأة حينما






 رأى أمامه من يدلف لداخل السطح بخطواتٍ خجله نحوه .. عبس وجهه وهو يترك إبراهيم فتقدم اليه يختصر 





المسافة حتى أصبح أمامه بوجهٍ جامد ومتسائل.. وقف الاًخر أمامه يخاطبه بأدب:

- ايه ياعلاء ؟ مش هاتسلم على صاحبك اللي جاي مخصوص يصالحك ويحضر خطوبة اخوك ؟










مد كفهِ يصافحهُ بجمود قائلًا بخشونة:

- أهلاً ومرحب بيك ياسعد ..على الله بس ما يكونش لسة شايل مننا.. ما انت عارف ..احنا ناس ما يهمناش غير مصلحتنا .







بكف يده الحره شد على ساعد علاء قائلًا بتشدق:

- ماخلاص بقى ياعلاء .. دي كانت لحظة غضب وراحت لحالها.. وادينى







 جاي بنفسي أهني وابارك للعروسين.. دا احنا عشرة عمر ياجدع والمصارين في البطن بتتعارك. 








تبسم بزاوية فمه على استحياء وهو يرى أمامه سعد صديقه القديم ذو الجسد الهزيل وهو يعتذر عن خطأ بزلة لسانه





 حينما لم يتقبل الرفض له وقبول الفتاة بشقيقه ..صاحب المواصفات التي تتمناها كل فتاة .. كان من البديهي ان ترجح 







كفة حسين شقيقه للفوز بموافقة الفتاة وأهلها.. شعر نحو صديقه





 بالشفقة فكما قال هو ( أين يأتي سعد أمام اولاد المصري؟ ) سائله ببعض اللين :








- طب وانت عرفت بميعاد الخطوبة والمكان ازاي ؟

أجابه بحماس:

- عرفت من السيد الوالد .. ماهو وجه لي دعوة بصفتي صديقك .. ها ياعم هاتيجي بقى معايا عشان ابارك له بنفسي؟ ولا اروح لوحدي ؟


حينما ذهب مع صديقه لتهنئة العريسان ..إستقبله حسين على مضض 





ولكنه لم يُظهر إنطباعه هذا فتقبل تهنئته ببعض الزوق وابتسامة لا تصل 






لعيناه ..إكرامًا فقط لشقيقه الأكبر ألذي اومأ له بعيناه ليفهم .. وحتى 






حينما صافح العروس يبارك لها هي الأخرى تماسك عن نزع كفهِ التي اطبقت على كف شروق ..رغم أدعائه الحياء..






 فهو ليس بغافل عن نظرته اليها بطرف عينه.. حتى ذهب مع أخيه 






وتركهم.. تنهد ببعض الارتياح وهو ينظر للعروسه الجميلة التي انتبهت لتغيُر لونه فاقتربت منه تساله :





- إيه مالك؟ في حاجة زعلتك ؟

هز برأسه ينفي مجفلًا من فطنتها:

- لا طبعًا.. انتي ليه بتقولي كدة ؟

اجابته ببساطة:






- يعني عشان وشك اتقلب لما شوفت اللي اسمه سعد ده لما جه وسلم 






علينا.. انا خدت بالي على فكرة .. بس اقولك على حاجة ..انا كمان مش طايقاه .




أشرق وجهه مرة أخرى وهو يردد أمامها بالضحك :






- على النعمة انتي مصيبة.


بوسط الفتيات كانت نيرمين مازالت تراقب وهي تدعي التصفيق والغناء مع الفتيات .. حتى ملت ان تكون بالهامش






 وهي ترى زهيرة مندمجة مع النساء بفرح وزوجها هو الأخر مع نسيبه الجديد شاكر اما علاء فبالرغم من





 جلوسه مع سعد ولكن عيناه لم تترك الفتاة هذه شقيقة العروس .. 






قررت التعويض عن نفسها ولفت الانتباه .. وهي تدخل في وسط الفتيات ترقص بضمير وحنكة..حتى استطاعت






 لفت انظار الجميع بما فيهم زهيرة التى كبتت قهرها وهي تستمع لتعليقات النساء جيرانها عن هوية الفتاة وعلمهم





 بأنها الزوجة الثانية لوالد العريس.. وهي تدعي بكل قلبها انتهاء هذه الليلة على خير وذهاب هذه النرمين .

................................


حينما انتهت اَخيرًا الليلة الطويلة بانتهاء حفل الخطوبة وغادر الجميع 




حتى أدهم وزوجته..لم يبقي سوى العريس الذي انفرد بعروسه فى غرفة الجلوس. وترك والدته مع اسرة شاكر فى






 الخارج بوسط المنزل على كنب الصالون .. تتسامر معهم و تضحك من قلبها.. حتى ينزل اليها ابنها علاء الذي





 كان لا يزال فى السطح يشرف على العمال الذين تكلفوا برفع اثار الحفل .. وتنظيف السطح .

فجر كانت بداخل المطبخ تزفر حانقة وقد كلفتها والدتها بإعداد الشاي .




. فقد استكفت هذه الليلة من تلميحات المرأة ونظرات هذا المدعو علاء التي كانت تتبعها طوال مدة الحفل .





.رفعت الصنية و التى امتلئت بأطباق الحلويات بجوار كاسات الشاي .. تأففت متمتمة:

- يارب عدي الليلة دي بقى..انا تعبت.



خرجت من المطبخ لتجد الثلاثة ينظرون ناحيتها بابتسامة عريضة


 تكاد تصل للأذنيهم .. تقدمت لتضع الصنية على الطاولة الصغيرة امامهم ..قائلة بتوجس :

- الشاي ياجماعة .

جذبتها المرأة من ذراعها لتُجلسها بجوارها قائلة بمحبة:




- وهاتمشي ليه بس ياقمر ؟ ماتقعدي معانا كده واَنسينا ..دا احنا بقينا اهل وبكرة الشقتين يبقوا بيت واحد كمان.




تبسمت بتكلف وهي تدرك ما تبطنه إشارة المرأة فقالت بمجاملة:




- طبعًا ياطنت.. البيت بيتك أكيد.. بس معلش بقى انا تعبانة ونفسي اريح شوية .

نهرتها والدتها بصرامة :

- ما تهمدي يابت واقعدي دقيقتين.. خلاص يعنى هاتموتي وتنامي؟



هتفت عليها زهيرة بابتسامة:

- لا بقولك إيه ياسميرة.. أعملي حسابك ياعنيا ماتزعقيش في القمر دي تاني .. دي خلاص ياحبيبتى بقت حماية! 



أكمل على قولها شاكر :





- ايوة بقى ياسميرة.. دا الظاهر كدة احنا مش هانعرف نكلمها تأني.. مدام بقت في حماية الست زهيرة  والمعلم علاء.






انسحبت الدماء من وجهها وقد وصلها معنى التلميح الصريح من ألإثنان.. وبالأخص حينما لمحت النظرة القلقة





 بعيون والدتها ..فهي أكثر من يعرفها .. نهضت سريعًا تنوي الهروب 




ولكن المرأة الطيبة اوقفتها من يدها ..قائلة بسذاجة:

- المرة اللي جاية بقى هاتبقى ليلتك ياقمر .. وليكي عليا انا بقى لاخليها ليلة كبيرة تليق بالقمر وعريسها نن عين أمه .





هنا فلت الزمام ولم تُعد بها قدرة على التحمل لأكثر من ذلك ..نزعت يدها من كف زهيرة بسرعة وهي تهتف بحدة :






- كان نفسي ياطنت افرحك.. بس للأسف انا لا عندي وقت للجواز ولا عايزة اتجوز من اساسه .

خبئت الفرحة بوجه زهيرة وتحول لونه للشحوب .. كحال شاكر وزوجته





 الذين الجمتهم الصدمة لعدة لحظات قليلة قبل أن يقطعها صوته العنيف 

- ام علاء. 

التفت الجميع على وجههِ وهو واقف أمامهم بمدخل البيت.. 




وانفاسه الهادرة مع اشتعال عينيه أخبرتهم جميعًا أنه سمع كل ما قد قيل !

...............................

- اتفضلي ياست هانم .

القت نظرة بطرف عينها وهي تدلف لداخل المنزل استهجاناً على نبرته المتهكمة وقالت :

- ومالك بتقولها كده وانت بتتكى على الكلام؟ 

صفق الباب بقوة وهو يضع سلسلة مفاتيحه في جيب سترته فقال :







- طبعًا.. وانت هامك حاجة؟ هيبة جوزك ولا سمعته قدام الناس ولا تفرق معاكي بمليم حتى .

استدارات شاهقة وهي تضع يدها على خصرها :

- دا بجد بقى انت زعلان .. وانا اقول لاوي بوزك ليه شبرين من ساعة ماخرجنا من عند نسايب ابنك؟

- لمي نفسك يانيرمين؟

اجفلت منتفضة من صيحته الهادرة فخرج صوتها بتوتر :

- في إيه ياشاكر ؟ هو انت بتزعقلي كده ليه أساسًا؟ عملت إيه أنا ؟





خطا يقترب منها حتى امسك بمرفقها فقال مابين اسنانه:

- بقى بالذمة انتي مش عارفة عملتي إيه ؟ لميتي معازيم الفرح كلهم عليكي وانتي بترقصي ولساكي مش عارفة عملتي إيه ؟

قالت بخوف ومداهنة:






- بقى دا هو دا غلطي ياشاكر ؟ إني رقصت فرحانة بخطوبة ابن جوزي ؟

شدد على مرفقها:

- بلاش ملاوعة معايا يانرمين .. انتي رقصتي قدام الكل رجالة وستات قاصدة تلفتي النظر ليكي ولا انتي فاكرني غبي .





- لا مش غبي ياشاكر ..بس انا فاهمة زعلك من إيه بالظبط؟ انت خايف على إحساس السنيورة مراتك..صح ياشاكر ولا انا كدابة ؟

فلتها بعنف هاتفًا باذدراء:

- وماله لما اخاف على إحساس مراتي ام ولادي .. هو انتي فاكراني حجر وما بحسش .. دا انتي اللي جبلة بقى.

تركها وذهب بغضبه .. تمايلت هي بجسدها تلوي شفتيها غيرُ اَبهة .

............................


جالسة على طرف التخت عاقدة كفيها بحجرها مطرقة رأسها للأسفل .. كطفلة صغيرة تتلقى التوبيخ من والدتها التي كانت تقطع الغرفة ذهابًا وعودة أمامها بعصبية وهي تصرخ عليها بشكل هيستيري :

- رودي عليا وفهمينى ..ساكتة ليه ؟

همست بصوت خفيض :

- يعني عايزاني اقول إيه؟

صاحت بصوتٍ أعلى :

- هو انا لسه هاقولك ياعين امك؟ انا عايزة افهم بقى.. انتي بتكرهيه ليه؟ جالك قلب تكسري فرحة الولية الغلبانة دي ازاي بس؟

اغمضت عيناها بتعب فقالت بخزي:







- انا ماكنتش قاصدة احرجها ولا اكسفها.. بس هي اللي إضطرتني لما فاتحتني كدة فجأة .. ثم حكاية اكسر قلبها دي اوفر اوي بصراحة..لأن الجواز نصيب ولازم يجي بالقبول. 





دنت اليها برأسها تسأله بتعجب:

- وانتي بقى ياعين امك مش قابلة علاء ؟

قالت بقوة :

- ايوة مش قبلاه ياماما..فيها حاجة دي؟ 

صاحت والدتها بصوتٍ فاقد للسيطرة:

- امال هاتقبلي بمين يابت؟ لما علاء بجلالة قدره اللي كل بنات المنطقة يتمنوا ضفره انتي مش قبلاه.. ماتقولي 






ياعين امك.. خلينى نعرف مزاجك ياسنيورة ..ماتقولي يابت ؟

- خلاااص ياسميرة .

صاح بها شاكر الذي اقتحم الغرفة فجأة وتابع :

- لمي الدور بقى وخلينا ننام فى الليلة المهببة دي ..واعتقيها بقى الليلادي واعتقينا احنا كمان .

- ماشي ياشاكر ..زي ما تحب .

زفرت ارتياحًا بخروج والدتها مع ابيها فاتفاجات بسؤال شقيقتها التى دلفت هى الأخرى.. تسألها بدهشة:

- يعنى انا اللي سمعته صحيح يافجر؟ طيب إيه العيب اللي في علاء عشان ترفضيه؟

سدت اذنيها قبل ان تدخل فى الفراش وتشد الغطاء حتة رأسها..فقالت من أسفله:

- ممكن تطفي النور ياشروق عشان عايزة انام .

..................................


دلفت لداخل الشرفة فوجدته جالس على مقعده ينفث دخان سيجارته فى الهواء بوجهٍ شارد.. اقتربت منه بخطواتٍ مترددة وهي تفرك بيدها فقالت بتوتر :

- هاتفضل كدة سهران يابني ؟ مش ناوي تقوم تنام بقى ؟

التفت اليها برأسهِ مستندًا بمرفقه على ذراع المقعد وسيجارته بين اصابعه فقال بنظرة خاوية :

- روحي نامي انتي ياما ..وانا لما يجيني النوم هنام انا كمان ومش هاستنى .







طعنها هذا الحزن الذي رأته بعيناه فقالت:

- هو انت حبيتها ياعلاء ؟.

سألها مجفلًا:

- هي مين؟

أسبلت عيناها وهي لا تجرؤ على النطق باسمها ..فقال هو متفهمًا :

- مش وقت الكلام دا دلوقتي ياما ..احنا بقينا نص الليل .







لم تتحرك للخارج ولكنها قالت برقة:

- ماتزعلش مني ياحبيبي .

هز برأسهِ وزفر دخان سيجارته بقوة وهو يسألها باستياء :

- ازعل منك ليه بس ياما؟

- حاسة اني أستعجلت وبوظت الدنيا لما فتحت الموضوع كده خبط لزق ..كان لازم برضوا البت تاخد وقتها وتفكر قبل ما... 

- خلاص ياما ابوس ايدك. 

قاطعها بتعب وهو يتناول كف يدها يقبلها وتابع :

- ممكن نأجل الكلام ده لبكرة عشان انا تعبان بجد ومش قادر ؟

- ممكن ياحبيبي. 







اومأت برأسه ثم قبلته على جبهته وقبل ان تستدير للخروج رددت مرة أخرى:

- بس اوعدني انك هتريح جسمك وتنام ياعلاء.

اومأ برأسهِ يُرضيها حتى خرجت فعاد هو لشرده مرة أخرى:








- انام ازاي بس من قبل ما اعرف هي رفضتني ليه؟نهض فجأة يضرب بقبضته على حاجز الشرفة الإسمنتي وهو يحدث نفسه :






- البت دي بتكرهني .. انا النهاردة بس خدت بالي من نظرتها ..دي نظرة كره خالصة .. بس ليه ؟ بيني وبينها إيه عشان تكرهني كدة ؟انا لازم افهم ولازم اعرف اللي فى دماغها.. انا مش هاهقبل اترفض كدة من 







غير ما اعرف السبب .بس ازاي؟ دي حتى بطلت ماتطلع بلكونتها عشان ماتشوفنيش ..لدرجادي هي مش طايقانى ؟ طب ليه؟ 

ظل على وضعهِ يحرق صدره بدخان التبغ وهو يُحدث نفسه كالمعتوه حتى أشرقت الشمس على استيحاء ..فا أحس







 بوقع خطوات خفيفة تسير فوق رأسه على سطح المبنى الإسمنتي.. شرد قليلًا بتفكير ..قبل ان يرتدي قميصه على عجل ويخرج من شقته متجهًا للأعلى .

........................


ملتفة بشالها وهي تنظر لشروق الشمس بشرود مستمتعة بهذه النسمات الباردة والهدوء المسيطر على الميدان أمامها بالحركة الخفيفة للبشر والقليلة للسيارات.







. لقد مرت عليها ليلة بشعة لم يرق جفنها للنوم فيها ولو لحظة.. رغم ماتدعيه من برود أمام والدتها فهي فعلًا أشفقت على المرأة .. بعد رفضها العنيف لابنها 





فبرغم رفضها المسبق..الا أن هذه لم تكن نيتها ابدًا فى جرح المرأة المريضة ..ولكن هي من اجبرتها بطيبتها وسذاجتها .. وحدث ما لم تتمنى حدوته .. فماذا بيدها الاَن؟ علّ هذا الرفض يخفف قليلًا وقع هذا الضغط الذي ظل جاثمًا على ظهرها طوال 








الأيام الفائتة حتى ارهقها واستنزف طاقتها .. اغمضت عيناها تتمنى الخلاص والهرب بعيدًا عن زكرياتها ومحيط اسرتها وكل ما يؤوق حياتها ويُتعبها!







فتحت عيناها فجأة بعد ان شعرت انها لم تصبح وحدها فى السطح ويبدوا انه يوجد من يشاركها فيه.. التفت فجأة فاصطدمت عيناها بعيناه العنيفة في نظرتها





 ..بلعت ريقها الجاف قليلًا قبل ان تأخذ قرارها للهرب من أمامه والنزول فورًا .. ولكنها تفاجأت بهِ يقطع الطريق 





أمامها بجسدهِ الضخم .. تحركت لتغير الطريق ولكنه تحرك معها ومنعها من السير ..رفعت رأسها اليه متسأئلة فتفاجأت






 بنظرتها القوية من مستوى طوله الفارق عنها وهو يدعوها للتحدي .. قالت بتماسك مزيف :

- لو سمحت سيبنى امشي وانزل..مايصحش كده .

قال بحدة :

- مافيش نزول .

- نعم !!

- مابقولك مافيش نزول .

برقت عيناها وهي تهتف بغضب :

- بقولك سيبنى انزل ..هي فتونة يامعلم ياشهم. 

تغاضى عن لهجتها المتهكمة فقال مابين اسنانه:

- انتي مش هاتنزلي من هنا غير لما تقوليلى .. انتي رفضتينى ليه ؟






ارتدت للخلف مجفلة من جرأته فقالت بدفاعية :

- وفيها إيه بقى لما ارفضك؟ ولا انت مستكتر عليا انى ارفض المعلم علاء بجلاله وقدره؟

قال بحدة :






-لا مش مستكتر عليكي الرفض ياستى ..وحكاية القبول دي من عند ربنا .. بس انتي في سبب واضح قوي عندك وانا شايفه في عنيكي دلوقتى وانا بكلمك.






احتدت انفاسها بالصعود والهبوط وهي تنظر اليه بقوة صامته ..فتابع هو بالتأكيد :

- مدام سكتي كدة يبقى في صح .. خليكي شجاعة بقى واتكلمي .






- اتكلم اقول إيه ؟- قولي عن السبب اللي 





مخليكى تكرهيني وعامل حاجز بينى وبينك من 




اول مرة شوفتك فيها..قولي بقى وريحينى .. ايه اللي بينك وبينى؟

صاحت صارخة بوجهه :

- إللي بينى وبينك فاتن. 











الفصل الحادي عشر 

- إللي بيني وبينك فاتن!
لم يهتز او يرتد للخلف مجفلًا بعد سماعه الإسم أو حتى تأثر وجهه الجامد كما توقع خيالها الطفولي.. بل كل ماحدث هو أنه فغر فاهه قليلًا مضيقًا عيناه وهو ينظر إليها بتفكير.. ثم ما لبث ان قال بهدوء:
- فاتن بنت بدر عوض الصعيدي؟
- ياااه! ولحقت تفتكرها بالسرعة دي؟ دا انت كتر خيرك حقيقي.
- بغض النظر عن سخريتك دي .. بس دا شئ عادي وواضح أوي كمان من نظرة واحدة لاختك شروق.. انا شكيت في قربكم ليها.. ولما سألت كويس عنكم عرفت انها بنت عمتك .
تسارعت انفاسها واتسعت عيناها وهي تهز برأسها بعدم استيعاب حتى صرخت بوجه:
- كنت عارف إني بنت عمتها وجاي تتقدملي كدة بمنتهى السهولة ..يابجاحتك ياأخي.. ياجبروتك ياأخي .
نظر اليها بقوة قائلًا بحزم :









- بجاحتي وجبروتي في إيه بقى عايز أفهم؟ واحدة كنت بحبها وعايز اتجوزها.. ومحلصلش نصيب ما بينا وكل واحد فينا راح لحاله.. إيه بقى إللي يمنعني إني اتجوزك انتي حتى لو كنت اختها مش قريبتها؟!
اَلمها هذا البرود في كلماته فضحكت بسخرية مريرة وقالت :
- فعلًا إيه صحيح إللي يمنع إن تكسر قلب واحدة وتدمرها؟ وبعدها تعيش حياتك عادي وتتجوز بنت خالها كمان؟ بنت خالها اللي شوهت في نظرها كل نظريات الحب والقصص الخيالية في العشق بعد ما شافت بعينها أعز واحدة عندها وهي بتترجاك في المحل بتاع والدك وانت بتذلها وتطردها بكل افترا ..بعد ماانتهت صلاحيتها عندك وبقت حمل تقيل عليك....
قاطعها فجأة متسائل :
- إستني عندك .. هو انتي اللي كنت واقفة برة المحل بيونيفورم المدرسة في يوميها؟
اردفت بحزن :
- كنت ساعتها في تالتة اعدادي وانا عايشة في العالم الوردي بتاع فارس الأحلام والقصص الرومانسية اللي كانت بتحكيها فاتن عنك واكنك فارسها المغوار قبل ماتغدر بيها وترميها زي الكلبة في الشارع بعد ماخدت غرضك منها وسيبتها تواجه مصيرها لوحدها .
تغضن وجهه بالغضب وهو يسألها بتوجس :
- انتي بتقولي إيه؟ وغرض إيه إللي بتتكلمي عنه ؟ هو انتي فهمتي إيه بالظبط؟ انا كنت بطردها عشان خيانتها ليا بعد ما اكتشفتها بنفسي.
بعدم سيطرة دفعته بقبضة يديها تهتف :
- انتي كمان هاتشوه صورتها في عيني بعد مادمرتها وسيبتها بالجنين إللي في بطنها.. انت إيه ياأخي؟ ماعندكش ذرة ضمير ولا إحساس. 
اطبق بكفيه على قبضتيها التي كانت تضرب بها على صدره يمنعها من الوصول اليه وهو يهتف جازًا على أسنانه ..يحاول السيطرة على تشنجها امامه:
- إسمعي مني الأول وافهمي اللي هاقولوا كويس.. دي اول مرة اسمع فيها ان فاتن كانت حامل.. انا كل اللي اعرفه إنها سافرت مع اهلها ورجعوا على بلدهم في الصعيد.. بعد انا ماقطعت علاقتي بيها نهائي.. يعني ماتحملنيش ذنب انا معملتوش .
هتفت بقهر ودماعتها تسح على وجنتها وهي مازلت قبضتيها في يده :
- هي ماكنتش تعرف غيرك ولا حبت حد غيرك ..عشان يستغلها حد تاني زي انت ما عملت كدة بالظبط..ودلوقتي جاي تنكر قدامي بكل بجاحة عشان كداب وجبان .










هزازها بقوة قائلًا باستنكار :
- انا مش كداب ولا خاين..عشان اتهرب من مسؤليتي لو غلطت مع واحدة..لكن كمان مش غبي عشان اسامح في الخيانة..فاتن بنت عمتك خانتني وانا شوفتها بنفسي مع اعز اصحابي وعلى سريره.. يبقى هو اللي غدر بيها وسابها مش انا .
هدات حركتها فجأة ولكن ظلت رأسها تهتز بالرفض وهي تردد بإصرار:
- انا لا يمكن اصدق حرف واحد من إللي انت بتقولوا ..عشان انا اكتر واحدة كنت شاهدة على حبها ليك ..اللي كان بيصل لحد الجنون.. إنت اللي خونت واتخليت عنها لما سيبتها تواجه أهلها وتتحمل الذنب لوحدها. 
افلتها فجأة يشير بأصابع يده على جانبي رأسه قائلًا بانفعال:
- انت إيه يابنتي؟مُصرة على اللي في دماغك وبس.. من غير ما تسمعي ولا تفكري حتى.. لما انا غررت بيها وغلطت معاها.. سكتت هي ليه بقى ومابهدلتش الدنيا ولا بلغت والدي حتى؟ ممكن بقى تجاوبيني؟
- عشان أكيد كانت خايفة منك ومن والدك وعلى سمعة أهلها فى المنطقة.
ضرب بكفهِ على ظهر الأخرى وهو يسألها بنفاذ صبر:
- طب سيبك مني ومن أهلي.. خلينا في أهلها هي بقى.. واجهتهم ليه لوحدها وماقلتلهمش عني؟ مدام انا اتخليت بجبني زي مابتقولي.. يبقى على الأقل والدها الصعيدي الحر ..مش هايسكت عن حق بنته ولا هايسيب اللي غلط معاها بقى .
قالت بتعب:
- أهو والدها الصعيدي الحر ده..خد بنته وعيلته كلها وسافر على الصعيد وسابلك الدنيا بحالها .
رفع كفيه امامها في الهواء كإشارة :
- تمام اوي كلامك كدة.. انا مستعد يابنت الناس..اروح لها في قلب بيتها وقدام ابوها كمان.. أسألها واواجها وان طلع الحق معاها يبقى استاهل انا اللي يحصلي بقى من والدها وعيلتها هناك .
- تروحلها فين ؟
سألته بابتسامة باهتة وتابعت بمرارة:
- بعد السنين دي كلها عايز تواجهم؟ ماهو خلاص بقى ماعدتش ينفع..عشان صاحبة القضية نفسها ماتت بالجنين إللي في بطنها وسرها اندفن معاها كمان.
جحظت عيناه وشحب وجهه بشكل مخيف.. وكان هذا هو نهاية الحديث العاصف بينهم قبل ان تذهبت من أمامه وتركته ينظر في أثرها متسمرًا مكانه على سطح المبنى.
...........................










"كانت عائدة من درس الرياضيات الذي اخدته مع المجموعة بعد انتهاء اليوم الدراسي فى مدرستها والتي كانت تبتعد عن مسكنها بالميدان بمسافة كبيرة.. ولكنها لم ترد العودة فورًا لمنزلهم وفضلت الذهاب لبيت عمتها ورؤية ابنتها التي غابت منذ فترة طويلة عن زيارتها في منزلهم .. فبرغم فرق السنوات والذي تعدت الأربعة.. كانت فجر تعتبر فاتن صديقتها المقربة ..والسبب الرئيسي لنشأة هذه الصداقة كان الإلحاح من جانب فجر نحو فاتن الجميلة والرقيقة .. والتي لطالما اعتبرتها فجر نموذج يحتذى به ..فكانت تسعى دائمًا لتقليدها .. وهي كانت رقيقة ودائما متعاونة ومحبة لفجر ..فكانت دائمًا ما تدعوها بشقيقتها الصغيرة .. فور ان ترجلت من المواصلة العامة ..رأتها امامها وهي تعدوا بخطواتٍ سريعة نحو الخروج من حارتهم .. ركضت خلفها تهتف باسمها مستغلة خفة وزنها لتلحلق بها
- يافاتن يافاتن .. استنى هنا شوية انا جيالك .
استدارت مجفلة على النداء فتوقفت عن السير بجوار إحدى المبانى حتى أتت إليها لاهثة .
- اخيرًا وقفتي.. دا انا قولت مش هاتسمعيني خالص النهاردة ولا هاتوقفي.
قالت بفتور :
- أهلًا يافجر.. انتي إيه إللي جابك دلوقتي؟
ارتسم الحرج على وجهها مع بعض الدهشة فقالت:
- في إيه يافاتن ؟ هي دي مقابلة تقابلينى بيها برضوا؟ وانا اللي جتلك جري بهدوم المدرسة عشان وحشتيني .. بعد مالقيتك غيبتي وماعدتيش تسالي عني ولا حتى تزوري بينتا .. بيت خالك زي الاول .
اطرقت بوجهها وهي تتهرب منها بعيناها قائلة بتوتر:
- معلش يافجر .. بس انا اليومين دول ..مشغولة في اوي في المعهد والدروس ..عشان الامتحانات قربت .
كانت هذه اول مرة لفجر تلمح التغير الواضح الذي طرأ على ابنة عمتها الجميلة .. وجهها المستدير الناعم والنضر كان باهتًا على غير العادة .. عيناها ذابلتان وحمروان وكأنها انتهت توها من نوبة بكاء عنيفة ..سألتها بقلق :
- فاتن هو انتي تعبانة ولا حد مزعلك ؟
هزت رأسها وقالت نافية :
- لا طبعًا.. إنتي ليه بتقولي كدة بس؟ هو انا باين عليا اني تعبانة ؟










- باين جدًا يافاتن.. هو إيه إللي حاصل بالظبط معاكي؟ عمي بدر هو اللي مزعلك ولا عمتي فوزية .
- لا عمك ولا عمتك هما اللي زعلوني.. انا اللي تعبانة لوحدي.. روحي انتي سلمي عليهم .. على مارجعت انا من مشواري ..دقايق مش هاعوق .
قالت الاَخيرة وهي تهم للذهاب ولكن فجر اوقفتها وهي تجذبها من ذراعها :
- استنى هنا يافاتن ..انتي هاتمشي وتسيبني لوحدي مع عمتي فوق؟
حاولت جذب ذراعها وقالت بسأم :
- يابنتي اطلعي.. هو انتي عمتك هاتكلك .. انا مشواري قريب هناك .. فركتين كعب يعني مش هاتأخر .
قالت بلهفة وهي تشدد على ذراعها :
- طب خلاص خديني معاكي .
نهرتها غاضبة وهي تخلص منها ذراعها بقوة:
- يووه عليكي يافجر .. دا انتي بقيتي مزعجة اوي وهاتفرجي علينا الشارع كله.. سيبنى ياحبيبتى الله لا يسيئك.. ثواني مش هاتأخر ماشي ..ثواني .
توقفت فجر عن الإلحاح وتركتها تذهب وهي واقفة بمكانها محرجة من نظرات المارة التي ارتكزت عليها .. ولكن حب الفضول غلبها.. فسارت خلفها بخطوات بطيئة تتبعها .. حتى وجدتها توقفت امام محلٌ كبير للأدوات الصحية بشارع اَخر خلف حارتها ..و دلفت بداخله .
أكملت سيرها حتى توقفت امام واجهة المحل الزجاحية تنظر بداخله بالزي المدرسي ..حقيبتها خلف ظهرها ودفتر ورق بيدها.. رأتها تتحدث بضعف خلف رجلٌ شاب يعطيها ظهره.. واقفًا بعنجهية خلف مكتبه ينظر نحو صورة معلقة على الحائط بجمود واضعًا يديه بداخل جيب بنطاله.. يستمع لها فقط ولا يتحدث .. حتى اذا انتهت إستدار اليها بحدة .. فتفوه ببعض الكلمات التي لم تسمعها فجر ولكن رأت وقعهم على وجه فاتن التي تدفقت دماعاتها امامه بغزارة تترجاه..فما كان منه إلا أنه أشار اليها بذراعه نحو باب المحل لتخرج .. وهي تترجاه







 بتذذل وهو قلبه القاسي .. لم يرق ولم يرضى سوى بطردها .. حتى خرجت من عنده مكسورة الخاطر ..مطأطأة الرأس وهو يتبع خروجها .. فالتقت عيناهُ بعيناها فجر من خلف الواجهة الزجاجية للمحل الذي وقف بوسطه بتجبر..ولم يشعر بالأسف نحو طرده لفاتن ولو لحظة .. عرفته فجر وقتها حينما رأته عن قرب ..فتذكرته فورًا من صوره الموجودة مع فاتن .. إنه هو نفسه من دعته بالحبيب عدة مرات حينما كان مثار أحاديثهم طوال الشهور الفائتة ..قبل ان تنأى فاتن بنفسها وتعزل نفسها بعيدًا عنها .. هو نفسه المدعو علاء ادهم المصري!"

- فجر .. هو انتي إيه إللي تاعبك بالظبط ومنعك تروحي شغلك النهاردة؟
افاقت من شرودها على صوت شقيقتها شروق وهي تدلف لداخل الغرفة.. فاعتدلت بجسدها جالسة على الفراش .. تستعيد توزانها بعد هذا اللقاء العاصف وموجة الذكريات التي لاحقتها مرة أخرى .. بعد أن ظنت نسانيها الماضي وماحدث بهِ قديمًا.. 
- يابنتي ما تردي عليا ..انتي ساكتة ليه ؟
اجلت حلقها لكي ترد على شقيقتها:
- أيوة اا ..انتي كنتي بتقولي إيه ؟
- كنت بقول إيه؟! يانهار ابيض لدرجادي؟ دي على كدة الست الوالدة كانت صادقة بخوفها عليكي .
- امي انا خايفة عليا! هي قالتلك إيه بالظبط؟
اقتربت تجلس أمامها على الفراش وهي تنظر اليها بتأني وكأنها تتفحصها جيدًا قبل أن تجيبها:
- قالتلي ياستي .. انك دخلتي عليهم فجأه النهاردة الصبح وهما بيفطروا.. وشك مخطوف واكنك كنتي معيطة ..ولما سألوكي مالك ولا كنتي فين.. قولتي انك كنتي على السطح بتشمي هوا.. وعينك بس طرفها التراب.. وبعدها دخلتي جري على اؤضتك ولما سألوكي مش رايحة شغلك ..قولتي لأ مش رايحة عشان مصدعة من ليلة امبارح ومش حمل مناهتة مع الطالبات فى المدرسة!
- طب ماهو دا اللي حصل؟
- دا كلامك ياحبيبتى.. بس ماما مش مصدقاكي وقلقانة عليكى .
- قلقانة ليه بقى ؟
اقتربت إليها أكثر تسألها :
- بقى انتي مش عارفة قلقانة ولا مش حاسة بنفسك .. دا انتي وشك دبلان ولا اكنك معيطة بقالك شهر .
نهضت عن التخت قائلة بتهرب:
- ياشروق انتي كمان ..يعني هايكون إيه إللي يخليني معيطة؟ دا بس شوية صداع جامدين هما اللي خلوني ادمع بالعافية.. بس الحم








 للة..انا كويسة دلوقتى بعد البرشامة اللي اخدتها .
نهضت هي الأخرى تخاطبها بمهادنة:
- براحتك يافجر لو مش عايزة تتكلمي.. بس انا حاسة يعني والله اعلم .. انك ندمانة .
قطبت تسألها بدهشة:
- ندمانة على إيه بالظبط؟
قالت بتردد :
- يعني انا بقول انك لو ندمانة عشان رفضتى علاء .. احنا لسة فيها وانا ممكن اكلم حسين يصفي الامور مابينكم. 
شهقت مستنكرة:
- ندمانة على مين ياختي؟ بقولك إيه يابت ..ماتروحي تتسلى مع عريسك دا ولا خطيبك.. وحلي عني انا بلا وجع دماغ .. قال ندمانة قال .
مالت شفتيها المزمومة بزاوية فقالت:
- اتسلى معاه ..والنبي عمي علاء دا عسل وانتي اللي الخسرانة يافجر.
- طب غوري بقى من اؤضتي مش نقصاكي غوري .
- براحتك .
قالتها وتحركت بخطواتها لتخرج وقبل ان تصل لباب الغرفة هتفت عليها فجر :
- وانتي ماروحتيش على جامعتك ليه والساعة دلوقتي داخلة على عشرة الصبح .
قالت مبتسمة بدلال:
- ياحبيبتي انا عروسة وخطوبتي كانت امبارح..يعنى على الأقل اغيب النهاردة عشان خطيبي اللي جايلي بعد شوية يفسحني يلاقيني. 
قالت حانقة:
- اممم .. طب اخرجي بقى بدلعك المِرق ده واقفلي الباب وراكي .
مصمصمت بشفتيها تردد بمشاكسة قبل ان تخرج وتغلق الباب خوفًا منها:
- ياسِم!
بعد ان خرجت شروق وتفادت ضربة من وسادتها.. وجدت نفسها تتناول حقيبة يدها المركونة على الكمود ..تفتش فيها حتى ظهر امامها هذا الكارت الصغير والمدون عليه الرقم الغريب والتي لم تظن بحياتها أبدًا أنها ستستخدمه!
.....................................

( بصيلي ياعلاء واسمعني.. انا مظلومة وربنا بس اللي شاهد على برائتي.. ياعلاء انا في حياتي ماشوفت راجل غيرك ..يبقى ازاي هاخونك بس ..بص في وش ياعلاء ..ياعلاء إسمعينى ابوس إيدك) .
زفر بعمق وهو يفرك بكفه على صفحة وجههِ وكلماتها تتردد داخل رأسه ِ الاَن دون توقف.. كيف لذكرى تناساها منذ عدة سنوات ان تطل الاَن بقوة؟ .. أغمض عيناه وهو يعتدل بجلسته على كرسيه خلف مكتبه داخل المحل ..اخذ







 يطرق بقلمه على سطح المكتب ذو الخشب المثقل بحيرة .. فمنذ الصباح وهو يشعر بنيران تشتعل بصدره.. هذه الأخبار الجديدة عليه تجعله كأسدٍ حبيس بداخل قفصه ..النيران مشتعلة حوله من كل جانب وهو لا يعرف مصدرها ولا المتسبب فيها .. لقد نشأ الكره في قلبها نحوه منذ سنوات طويلة وهو كالأعمى.. لم يرى الأشارات..وهو الذي ظن انتهائه من قصة فاتن من زمن طويل! 
نهض فجأة من مكتبه حينما لمح طيفها وهي خارجة من البناية .. تلتفت حولها وتتفادي السيارت حتى اعتلت الرصيف لتكمل سيرها نحو إحدي سيارات الأجرة. 
- ولا ياحسونة .
التفت العامل الذي كان منشغلًا مع إحدى الزبائن نحو معلمه ليجيبه:
- نعم يامعلم علاء .
تناول هاتفه وسلسلة مفاتيحه وهو يأمره:
- خلي بالك من المحل.. انا خارج مشوار وراجع .
" كلامي معاها لسة ما انتهاش"
تمتم الاخيرة مع نفسه وهو يخرج سريعًا.. ليعتلي سيارته ويلحق سيارتها .
..................................

توقف بسيارته على مسافة ليست بقريبة من مدرستها .. وهو يراقب خروجها من السيارة الأجرة ..ترجل من سيارته ليلحقها قبل ان تدلف لداخل المدرسة محل عملها .. رغم تعجبه من التوقيت .. ولكنه مُصر على توقفيها للتحدث .. ولكنه قطب مندهشًا حينما رأها تتخطى المدرسة وتتجه نحو مقهى قريبُ منها .. لاحقها بخطواته حتى دلفت للداخل .. فخطا خلفها ولكنه تسمر مكانه مبهوتًا .. مشتعل العينان ..حينما رأى من ينتظرها بالداخل .

وبداخل المقهى الصغير تقدمت بخطواتٍ مترددة.. فلمحته امامها على طاولة قريبة يحتسي قهوته.. بملابسه الباهظة كان يبدوا غريبًا عن رواد المقهى





 من الشباب والفتيات.. وقف يستقبلها حينما بصرها وهي تقترب منه.
- أنسة فجر ..انا سعيد اوي انك قلبتي دعوتي .
صافحته بخجل وهي تومى برأسها قبل ان تجلس فى المقعد المقابل لها ..فقالت :
- بصراحة انا اتصلت بيك عشان انا كمان عايزة اعرف؟
قال بابتسامة:
- تعرفي إيه؟ أنا اللي اعرفه إن أنا اللي كنت غايب عن البلد مش انتي .
همت لترد ولكنها لم تتمكن حينما تفاجأت بهذه الذي دلف كالإعصار هادرًا وهو يجذب عصام من تلابيب قميصه يوفقه بالقوة :
- انتي تاني ياحيوان..هو انا مش هاخلص منك بقى؟
ختم جملته بضربقة قوية من قبضته على فك الاَخر ..صرخت على إثرها فجر .
- انت إيه إللي جابك من ورايا يابني أدم انت ؟




 👇             لقراة باقي الفصول اضغط هنا

 🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

🍁🍁🍁🍁مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 
هنا نقدم لكم كل ما. هوا حصري. وجديد.
اترك ١٠ تعليقات. ليصلك. الفصل. الجديد فور. نشره.عندنا. ستجد. كل.
 ما. هوا. جديد. حصري ورومانسى. وشيق. فقط ابحث من جوجل  باسم مدوانة كرنفال الروايات واسم الروايه    وايضاء  اشتركو على قناتنا     

   علي التليجرام من هنا

ليصلك اشعار بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

                    الفصل الثاني عشر من هنا

       لقراة باقي الفصول اضغط هنا

        

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-