رواية عشق جهاد الفصل الاول والثاني بقلم وفاء الغرباوي

رواية عشق جهاد الفصل الثاني

رواية عشق جهاد

الفصل الاول والثانى.....

بقلم وفاء الغرباوي



عينـــــــاكِ


عيناكِ تمطرُ أشعارا ..

أنغامًا تتبع أوتارا


ليلٌ محفوفٌ بالليل ِ..

أسرارٌ تحمل أسرارا


عيناكِ حزنٌ شرقىٌ

يحمل أنهارًا و بحارا


حزنٌ لا يرحل عن عينكِ

أبدًا .. لا يشكو التكرارا


عجبًا .. هل يُعقل يا قمرى

أن يشكو العطرُ الأزهارا ؟!


أمطار الليل هنا تسكن 

ربى .. ما أحلى الأمطارا 


فالليل كـ حسنكِ سيدتى ..

يجعل أحزانى أشعارا


يا من تختال على الوتر ِ..

فتسيل النغمة أنهارا


إن كان جمالكِ من كذب ٍ..

سأحب الكذبة اجبارا


عيناكِ .. يصعب وصفهما 

مهما عاهدت الإصرارا


اكتب فتصير كتاباتى ..

ردمًا و حطامًا و غبارا


حبرى .. أشعارى .. و حروفى

تصبح بجواركِ أحجارا


يا من تختال على الوتر ِ ..

فتسيل النغمة أنهارا


احترتُ لأصنعَ قافية ً

تمنح قارءها ابهارا ..


فاخترتُ عيونكِ قافيتى

وساكتب فيها اشعارا..


يا من تختال على الوتر ِ ..

فتسيل النغمة أنهارا

💞💞💞💞

تسلل نور الصباح عبر النافذة....ليضع عاصم يديه فوق عينة.....يغمض عينه تارة ويفتحها تارة اخرى.....يحاول تحريك يديه الاخرى .....لكنه يستطيع .....اخيرا فتح عينه مليا وجد جهاد تنام على زراعه....تتطلع حوله يمينا ويسارا....وجد نفسه بغرفة حازم.....زفر بضيق ونظر الى النائمة داخل احضانه تضم زراعه اليها وتتمتم بضيق .....يعنى اول يوم فى حياتنا الزوجيه يكون هنا فى اوضه حازم.....حاول ان يسيطر على غضبه....شرد يفكر قليلا فى ليلتهما الاولى ولحظاتهما معا الا ان دقات الباب إعادته مرة اخرى للواقع....حاول القيام دون ان يقيظها....

فتح الباب....وجد والداته تقف امامه 

عفاف بابتسامة:صباح الخير ياعاصم .....عامل ايه طمنى 

ابتسم بتكلف :صباح النور يا ماما....متقلقيش ونظر الى ذراعه...... دا جرح صغير

عفاف :الحمد لله.....باباك حكالى كل حاجه امبارح....كلمنى كان عايز يطمنك على وصولك هنا شفتك وانت جاى.....

لتكمل باحراج....بس لقيتك دخلت عند مراتك قلت اسيبك براحتك......هى صاحيه 

هز عاصم راسه بالنفى

عفاف بخجل واضح:معلش يابنى صحيها انا كنت نايمه جنب البنات وجين صحت من بدرى وعايزه...يعنى...

عاصم:خلاص يا ماما....عشر دقايق وهتجيلك

عفاف:ماشى...

لتصمت قليلا ...عاصم انت كويس شكلك مش مبسوط ....لتكون تعبان 

عاصم بتنهيدة واضحة ...نظر الى والداته...حاول ان يبتسم...لكنه لم يستطيع ....ليرد اخيرا هبقى كويس ي ماما متقلقيش

عفاف رتبت على كتف ابنها بهدوء:ربنا يهدى سركم


اغلق الباب خلف والدته ....

عاد اليها....نظر اليها....رسم ملامح وجهها بيده....

لشهور منذ رحيل اخيه....

كم تمنى قربها....

كم حلم بها بين زراعية...

امتلاكها قلبا وقالبا....

لحظات خاصه بينهم تنتهى بالاشى دائما..... 

ولكن الآن اصبحت احلامه حقيقة....

جهاد زوجته قولا وفعلا....

حرك يديه نحو ثغرها الوردى وابتسم بعشق رسم ثغرها بعنايه وكانه يتذكر بيديه كيف كانت قبلتهما الاولى وبدايه حياتهما سويا وامتلاكه لها....

اغمض عينيه آلما لانهما بغرفة حازم ....

سوال عصف بكيانه لكونها كانت رائعة معه تبادله مشاعر الحب ام انها كانت...

عند هذه النقطه لم يستطيع التفكير اكثر ضغط باصبعه على شفتيها فتاوهت وتالمت ليعود بذاكرته لها قائلا..... جهاد ....جهاد

فتحت عينيها بخمول ... بدات بتحريك رأسها وزراعها.. ..

لتقول بابتسامه حب:صباح الخير حبيبى

نظر لها طويلا بصمت ......كلمة واحدة كانت زادت شعلة الحرب الدامية داخله..... يفكر حبيبى لاول مرة يسمعها....تقصده هو ام حازم....

هز راسه بياس وبدون ابتسامة وعين يملاها الحزن.....

قال....صباح الخير....

نظرت له بتعجب من رده......

اهذا هو الرد المناسب لصباح كونهما زوجين طبيعين..

الا انه قطع تفكيرها....

قائلا......جين صحت وعايزاكى ...ماما معاها

ظلت تنظر له.....يبادلها نظرتها.....داخل كل منها سوال .....لايستطيع البوح به......

ربما اذا امتلك احدهم الشجاعة ولو قليلا للبوح بسواله....لانتهت معركة التفكير والوساوس بداخل كل منهما.....

اخيرا التقطت مذارها وتوجهت للخروج....

الا انها وقفت قبل ان تغلق الباب لتلقى عليه نظرة لوم ....عتاب....

اغلقت الباب بصمت ورحلت....

*****

على الهاتف....

سها:صباح الخير يا ماما 

ساميه:صباح الفل يا حبيبتى.....مالك كده صوتك مش عجبنى

سها:ابدا بس بطمن عليكى ...بابا عندك وسرين

ساميه:بابكى فى الشغل وسرين راحت الكليه...بس قوليلى مالك...قلبى مش مطمن

سها:مفيش حاجه....يالا هقفل عشان نبيل هيصحى دلوقت وننزل

ساميه بتردد:سها...انت عملتى اختبار حمل تانى

زفرت سها بضيق:ايوة

ساميه:يابنتى كل شي باوان... لسه ربنا مش رايد.....

ربنا يرزقك الذريه الصالحة

سها بدموع تشق وجنتها والم يبرح داخلها:يارب....يارب يا ماما...مع السلامه

لتغلق سها الهاتف وقبل ان تضعه بجوارها....تجد نبيل يلتقط منها الهاتف بيده ....والاخرى تضمها اليه.... مقبلا وجنتها.....هامسا لها....صباح الدموع.....

تبسم سها.... وتحاول ازالة دموعها بيديها 

ليكمل بابتسامة عشق لها.... حتى وانتى معيطه قمر والله....

عايز اقولك حاجة مهمة اوى يا سوسو.....انت حاسة ان ناقصك حاجة

تهز راسها بالنفى....

خلاص يا حبيبتى انا مش مستعجل .....ويقبلها....انا مش عايز حد ياخدني منك....او تتشغلى عنى ب بيبى صغير....

ليضمها بشدة اليه....

احنا لسه نعتبر عرسان جداد ومتفكريش كتير...

اقولك عاملينى كانى بيبى ويضحك بصوته....مش هزعل.....ويغمز لها بعينيه....بس هنا فى البيت لكن بره....جوزك حبيبك اوكى

لتبتسم سها ....انتى جوزى وحبيبى ودنيتى كلها....ربنا يخليك ليا. 

******

المسافة بين غرفة نوم حازم وعاصم لا تتعدى ٣ امتار....وصلت الى غرفة نوم عاصم وكانها تجاهد للوصول .... 

جهاد بشبه ابتسامه تشق شفتيها وخجل يكسو عينيها...والم بقلبها..وافكار تدور بعقلها:صباح الخير يا ماما عفاف

عفاف بابتسامة حانية:صباح النور على عيونك يا حبيبتى....وتمد يديها بالصغيرة ل جهاد...انا هانزل تحت وهاستناكى تفطرى معايا انتى وعاصم

رفعت جهاد عينيها الى عفاف لذكر اسم عاصم....لتزيد من ارتباكها وحزنها....

لتومى براسها....

خرجت عفاف وبيدها لارين الصغيرة....لتترك جهاد فى دوامة افكارها

انتهت جهاد من اطعام ابنتها....وضعتها على كتفها...ترتب على ظهرها بحنو.... وتحضتنها تغمض عينيها ....وتبدا بالكلام مع نفسها ولابنتها تشدد من احتضانها نحو قلبها....وكان الصغيرة تعى ما تسمع...


طيلة شهرين منذ انتقالها الى غرفة واحده معه ومراسم الصباح لديهما مختلفه...بها طقوس خاصة....تبدا بالقاء الصباح مرة....

قبلة عاصم لها

وتنتهى بابتسامة وقول صباح الخير ثانيه 

ومشاكسات عاصم لها وخجلها الدائم من افعاله الجريئة قبل ان يصبح زواجهما كاملا...

لماذا تغيرت الطقوس الان.....

ليس الصباح فقط وانما ملامح وجهه...

بدات افكارها تعصف بها كليا.....

ترهق قلبها ووجدانها

هل ندم على اتمام زواجه بها

هل هى ليست جميله ....

هل وهل وهل..... 

وكم من هل جعلت عيناها تذرف دما وليس دموع....


*******

بعد اغلاقها الباب ورحيلها.....ظل مكانه....

ماذا يفعل... ليس ذنبها أنهما بغرفة حازم....هو من قبض على يديها وجذبها للرحيل....

يتحدث معها ....ام يصمت....الصمت...نصل حاد يمزق روحه....

دفن وجهه بين كفيه....ليتذكر نظرة عينيها وهى تغلق الباب

عتاااااب.....ااااالم

هذه ليس عادتهم الصباحيه.....من الممكن كانت تقصده 

ربما لو نطقت عاصم ....لهدات نيران قلبه وعقله

يحبها....يعشقها......لاول مرة بحياته امس يشعر بشعور السعادة الكامله....الامان ....الدف بقربها....تزوج قبلها....لكنها لها سحر خاص ...جعلته ملكا متوجا

يجب اللا يتركها ترحل 

السعادة فى وجوده بالقرب منها.....

محو نظرة العتاب ....الحزن....هى تستحق الافضل...فهى عشقه وحبه....وامانة بقلبه قبل ان يكون طلب اخيه...

لامجال للصمت بينهم...هو من زرع بداخله الشك ....ويجب عليه واده فى الحال 

قرر الذهاب اليها

******


فى قرية كريستاله.....صباحا

سعيد بنظره حادة وغضب يكسو وجهه:مصطفى عايز اعرف اللى حصل بالضبط....ومن غير لف ودوران 

مصطفى بتردد...

عاصم بيه كان على علم ياللى هيحصل .... وهو..... وهو كان عارف انه هيتصاب

جحظت عين سعيد

سعيد: ازاى؟؟

مصطفى: تقدر تسأل عاصم بيه؟

وقف سعيد وقبض على ملابسه بقوة.....انتى هتقولى اللى حصل والا انا اللى هخلص عليك

مصطفى .....


******

مازالت تجلس بمكانها تضم ابنتها لها....لتدخل لارين ابنة عاصم...تنتبه اليها جهاد ....تنظر لها طويلا وكانها ترى عاليا ....كم هى جميله فاتنه عصرية الملابس ....

غامت عينيها بالدموع .....

وساس التفكير....جعلها تفقد ثقتها فى نفسها...

هى غير جميلة....لذلك ندم عاصم 😥😥

لارين:جين انا عايزة اشيل البيبى

جهادبدموع :معلش يا رورو هى لسه نايمة ....لما تصحى اخليكى تشليها ....تعالى نروح ل ماما عفاف

لارين ب حزن وبراءة الأطفال: هو ليه كلكم بتقولوا ماما وانا معنديش ماما

زدادت دموعها لتجذب الطفلة نحو صدرها اكثر وتبكى 

ربما تبكى على حالها وهى من تحتاج الى حضن يداويها هذه اللحظة.... بكت لارين وجين الصغيرة معها دقائق قليلة .....وتخرج الطفلة من احضانها وتبتسم

لتقول بحب:انا ماما يا رورو....انتى بنتى ....قوليلى يا ماما...

تصفق الطفله بيديها... بقى عندى ماما انا كمان

يقف على باب الغرفة .....رأى الموقف كاملا...هبطت دموعه ايضا....زدات عتابه لنفسه كيف يمكنه جرح هذا الملاك....نهرّ نفسه بشدة....لذلك يجب ان يبدأ صباحه ...بحبات الكرز....ربما يمكنه طلب العفو

عاصم بابتسامة:صباح الخير

انتبهت لوجوده بالغرفة....كففت دموعها ولم تنظر اليه

وقفت وحملت طفلتها جيدا وقبضت على يد لارين

واتجهت للخروج .....قائلة:صباح النور

تركت الصغيرة يديها....وذهبت ل عاصم....وحشتينى يابابا.....ووضعت كفها الصغير على جرحه

لارين....بابا انت كويس

حملها عاصم بيده الاخرى قائلا بابتسامة....روح بابا انا كويس عشان انتى معايا 

كلمات عاصم زادت المها....وحزنها

لتسمعه يقول....خلينى اصبح على جين

وضع لارين على الارض....واتجه ليقبل الصغيرة على يد جهاد كعادته....الا ان جهاد قدمت له الصغيرة مبتعده عنها....نظر لها طويلا .... وحمل الطفله ومازال يشخص بصره نحوها

خشت ان يزيد من جرح كرامتها فضلت الابتعاد ...نظرت لعينه مباشرة ....رات نظرته تبدلت وتغيرت عن الصباح....لم تلقى بالا كثيرا....مازل قلبها ينزف....

انتبهت على صوت هاتفها.....رات اسم خالد لترد سريعا

جهاد:خالد هتيجى امته؟؟؟



الفصل الثاني

غيرة حارقة

💞💞💞


ولو أني تركت سراح قلبي 

لطار إليك من قفص الضلوع 

ولو أن الحنين له جناح

لحلق نحوك دون رجوع 

فشوقك لا يقاس بحجم شوقي

فنار الشمس ليست كالشموع♥️

💞💞💞

انتبهت على صوت هاتفها.....رات اسم خالد لترد سريعا

جهاد:خالد هتيجى امته؟؟؟

لهفتها فى الرد.... سوالها ل خالد.....جعلت عاصم ينظر اليها غاضبا تبدلت نظرته...هل تشكو حزنها ل خالد....هل تحتاج خالد بدل عنه....لما لا والعلاقة بينيهم ليست على مايرام هو نفسه لجا الى خالد....طالت نظرته لها مما جعلها تتحرك من مكانها الى شرفة الغرفة...

خالد:حبيبتى مالك طمنينى عليكى

جهاد:حبيبى متقلقش انا كويسه بس بطمن عليك

خالد:الحمد لله عاصم عامل ايه

جهاد :الحمد لله....لتصمت قليلا....خالد ممكن تيجى النهاردة عندى لو انت مش تعبان

خالد ساوره الشك قليلا انها ليست بخير داخليا.... 

حبيبة قلبى ولو تعبان هو انا عندى اغلى منك ...فورا اكون عندك....

جهاد بحب:ايوة عندك بلاش تكذب ....اكيد لارين ...هى فين و عامله ايه

خالد بمرح:لا مش بكذب...انتى القلب وهى روح القلب...او العكس اللى يعجبكم....اتفقوا سوا

وينظر للجالسه على مقعد السيارة الآخر ويغمز لها بعينه ويرسل لها قبلة هوائيه لتبتسم لارين .....لكن هناك امرا ما يشغلها......

جهاد بضحك:شوف هى تختار تكون ايه....المهم تكونوا انتوا الاتنين مبسوطين يا خالد....انا راضيه باللى تقول عليه....هى الحكومة دلوقت ....خلى بالك

خالد:خلاص انا فى الطريق.... ساعه واكون عندك ....لارين عايزة تطمن على عاصم....فرجعنا

جهاد اسم عاصم فقط يجعل دقات قلبها تثور.....تهلل فرحا ...لتقول:متقلقوش عاصم كويس.. متتاخروش علينا ....فى امان الله

تغلق الهاتف وتغمض عينيها وتبتسم قائلة....يارب ....يارب

وكانها تدعو دعاءا خفيا ....لايعلمه الا الله 

لتفتح عينيها تجد عاصم امامها.....

مازال يرتدى قناع الغضب على وجهه....لكن قلبه ينبض فرحا لرويه ابتسامتها ....

نظرات بينهما.....حب مغلفة بالالم والعتاب....

"لا طاقه لي للكَلام .. ولو كان هُناك ما هو أهدَأ مِن الصَّمت لَفَعلت."

لانت ملامح عاصم قليلا ليبدا الحديث مرغما من قلبه .... ليقول ....خالد عامل اي

جهاد بهدوء:الحمد لله كويس....جاى كمان ساعة ومعاه لارين...عايزه ....لم تكمل كلماتها

عاصم سريعا:انت انتى قولتيله يجى....عايزه تقوليله ايه....وقبض على زراعها من الاعلى 

نظرت له ....والى قبضة يديه 

لتتحدث بالم نابع من قلبها.....لارين اختك عايزة تطمن عليك....ومطت شفايفها الى الامام وعشان كده هما رجعوا بسرعة.....ومدت يديها لتحرر قبضه يده .....وحملت ابنتها واتجهت الى الاسفل

نظر الى يديه.....قبض عليها بشده.....لاعنا نفسه من تسرعه فى الحكم عليها 

######

فى شرم الشيخ .....فى قريه كريستالة

تجلس بشرود....يلوح بيده امام عينيها...

سعيد:فرى....فرى

فريده:ها....نعم فيه حاجه

سعيد:انتى مش معايا خالص ....مالك

تنظر له ....وتغمض عينيها وتخرج شهيقا.....

هو انا مش كويسه يا سعيد....انا ظلمت عفاف

سعيد وهو ينظر اليها ....مين قال كده....انتى احسن واحدة فى الدنيا....ولو فيه ظلم ....مش انتى السبب فيه....انا وعفاف اللى ظلمنا نفسنا....انتى كنت الضحيه....ولما فوقت معرفتش اكون ظالم اكتر من كده 

فريدة:ليه انا معاك هنا ... وهى لا....عدم وجودها بيحسسنى بالذنب... دا نجاحك....المفروض تشاركك فيه...انا مش عارفه افرح

سعيد يضمها بحنان:مش ذنبك خالص هى مقدرتش تيجى عشان جهاد والاولاد.....كمان حبيبتى انتى هنا عشان شغلك ....ولا انتى ناسيه

فريدة:خايفه اكون ظلمتها وربنا يعاقبني 

سعيد :المفروض انا اللى اخاف من ربنا واحاول اعدل مابينكم....ويقبل جبينها ....وقلبك الطيب دا الل هيساعدنى....ربنا يخليكى ليا....

فريدة:ناوى تعمل ايه مع عاصم....

سعيد يضحك عاليا.....:الواد كبر واتعلم اللعب من ورايا....بس انا مبسوط عشان هو بيحرك خيوط اللعبه....

فريدة: فادى ومحسن اسوء الناس اللى تقابلهم ....ربنا ينتقم منهم

سعيد:بلاش نرجع للى فات ...خلينا فى دلوقت

وصدقينى مش هسيبه.....

######


فى شقة مالك.....يدخل مالك الى شقته بعد غياب يوم طويل بحجرة العمليات....يجدها تجلس امام التلفزيون ....وامامها كم هائل من المسليات والعصائر وشطائر الطعام 

مالك وهو ينظر لها بابتسامه غيظ:حنين ....انا جيت

حنين بلامبالاة:والله....طيب حمد الله على السلامة 

مالك بسخرية:الله يسلمك يا حنين ...الل بقولك يا حبيبتى....هو انتى متأكده انك حامل فى بنت...ولا 

تنظر له بغضب....فيبلع باقى كلامته... لقد نجح فى جذب انتباها اليه

تقصد ايه بكلامه؟؟؟

يجلس بأريحية على المقعد مجاورا لها ويسند ظهره للخلف.....مغمضا عينيه....ويقول....اما كان يوم طويل بشكل....

حنين:قولى الاول كنت تقصد ايه بكلامك....

مالك رافعا حاجبه الايسر:هيفرق ايه .... انا مش عايز مناهدة....هرمونات حملك طلعت عليا كلها....

حنين:انت عايزة تقول انى بقيت وحشه وانت مبقتش تحبى....خلاص انا هاروح عند امى لحد ما بنتك تيجى

مالك ليزيد استفزازها:ايوة ياريت....والله دا....

جذبت سكين الفاكهه ووقفت امامه....انتى مش عايزنى يا مالك....عايزنى امشى من الشقه ويخللاك الجو صح....ماانت هتبقى لوحدك.....لا اتشاهد على روحك....

مالك بضحك:خلاص ....يا معلم ابودومة....اللى تامر بيه

تزيد من اقتراب السكينه له.....ابو دومة!!

حاول التخلص من تحت ايديها ليجرى امامها وتحاول اللحاق بة.....استنى يابنى مش قادره أجرى 

يضحك مالك عاليا....لو بطلت اكل وتسالى كنتى قدرتى تجرى....شوفى كده ....بصى حواليكى ....زى مايكون قرد بيتسلى

يزداد غضب حنين....لتاتى فكرة لعقلها....ترمى السكين من يدها...وتغمض عينيها ....تمثل السقوط تدريجيا.... وهى تضع يديها على بطنها وتصرخ ماااالك....فى محاوله الاغماء.....

هرول مالك سريعا اليها يحتضنها بخوف حقيقى.....خبطات خفيفه على وجنتها.....يصرخ باسمها....حنبن ....حنين....حبيبتى....فوقى ....اسف مكنش قصدى حبيبتى....بدا يقبل وجنتيها وجبينها

"كيدهن عظيم"

فتحت عينها عند اقترابه منها ...لتمسك ياقة قميصه....قابضه عليها....هامسه عند اذنه...تحدثت بابتسامة ...عرفت اجيبك ليا....

سند جبينه الى جبينها....محاولا الهدوء وكظم غيظه منها....زفر عاليا....لف يدها حول عنقه ...ورفعها اليها...توجه الى غرفة نومهما....وضعها على الفراش برفق....احكم الغطاء عليها.....

وقف امامها قائلا....صح فعلا عرفتى تجبينى ليكى...

لم يزيد كلامه عن هذا....تركها وترك الغرفه كامله بل الشقه ايضا....

######


تجلس مع عفاف تحتضن ابنتها....لتاتى لارين الصغيرة....مامى...تعالى العبى معايا 

جهاد بابتسامة :تعالى يا رورو

لارين ....هى جين هتلعب معانا يامامى

عفاف،،،لا يا حبيبتى دى لسه صغيرة...بس ايه حكايه مامى دى

جهاد بابتسامه عذبه وهى تضع جين على يد عفاف ،،،،انا بقولك يا ماما وعاصم بيقولك يا ماما ....كمان اصحابها عندهم ماما.هى معندهاش ماما ...انا قولتلها تقول مامى...

عفاف بحب....ربنا يبارك فيكى يا بنتى ويخليك بنتك ..

وجوزها يا ماما بلاش

قالها عاصم وهو يقف خلف جهاد....


صوته يشدو باسمها ....يجعلها فوق السحاب....تطير حبا وفرحا رغم حزنها ....

لارين:بابى ....انا ومامى هنلعب....تعالى العب معانا

عاصم: حبيبتى انا دراعى بيوجعنى ....بلاش النهاردة...انا هقعد اتفرج عليكم واتكلم مع تيته عفاف..

عفاف.... انت تعبان يا عاصم....

عاصم....شويه يا ماما....

كلمات يجذب بها انتباه جهاد.....ربما تلين من نظرتها له

يلين القلب ولا تلين العين..  ربما العين لاتستر ما بداخلها...فالصب "العاشق" تفضحه عيونه...

عفاف.....باباك هيجى النهاردة ....كلمنى دلوقت...عايز يطمن عليك...

جهاد... تعالى يارورو نمشى.. 

لاباس من الرحيل الان هى لاتفعل شى سوى ....وجهت قلبها...وتبعته....النتيجه الالم والعذاب...

نظر عاصم فى اثرها....ونظر الى والداته وجد نظرة من الحزن والالم تكسو قسمات وجهها

عاصم....ماما انتى طمنينى عليكى.....اخبارك ايه

عفاف.....مالى يا عاصم....انا كويسه

جلس على حرف مقعدها.....ضاما راسها اليه....

لا ياماما ....انتى مش كويسه....انا حاسس بيكي...طول عمرك قويه وملامحك مبسوطه....لكن دلوقتى حاسك مكسورة....

عفاف .... فرت منها دمعة لم تسطيع كبتها....هو انا كبرت اوى كده يا عاصم

قبل عاصم جبين والدته....لا يا ست الكل....انت زى القمر 

عفاف....ربنا يخليك ليا ياعاصم ...وخلى بالك من جهاد...دى بتحب لارين زى جين بالظبط....كانها بتعوض فيها حرمانها من مامتها....ربنا يخاليهالك...

عاصم بتنهيده.....امنيتي كنت اللاقى ام لبنتى قبل ماتكون زوجه ليا.....بس كنت غلطان ... يا رتنى اتمنتهم الاتنين....

عفاف..... تقصد ايه يا عاصم

عاصم...متشغليش بالك يا ماما انا بس زعلت جهاد شويه وهصالحها ان شاء الله

عفاف بحدة خفيفه....قوم من جنبى يا عاصم...حد يزعل النسمه دى...ولا انتوا كده الرجاله

عاصم....ايه ماما قلبتى ليه ....وبعدين مالهم الرجاله

عفاف....يابنى الست ذى الورده عايزها تفتح ارويها حب ودلع وحنان....الواحده لازم تحس بوجود جوزها وخوفه عليها ...لكن عدم وجوده بيطفيها.. ودايما بتجيب العيب على نفسها

عاصم نظر لعين والداته صامتا لفترة ثم قال.....ماما انتى بتتكلمى عن نفسك

عفاف....هتفرق...المهم خلى بالك من مراتك....لسه صغيرة وملحقتش تفرح....بلاش تكون سبب فى حزنها...فرحها حتى عشان وصيه اخوك

عفاف....أشعلت جمر بقلب عاصم مجرد ذكر اسم حازم يزيد عذابه فهو عاشق غيور....يزيدون من المه دون قصد....يحب اخيه ويحبها... يعشقها...فالحل عنده ....رافة بها وبنفسه.....

انتبه على كلمات عفاف

عفاف....كان نفسى اول ماحازم اتجوز يجيبها هنا...مكنتش اعرفها....كنت عايز اضايقها...بس ولا مرة جم باتوا هنا.....حازم جابها هنا ومشى يوم ماسافر...متهاليى كانت اول مره تدخل الفيلا.

عاصم.....يالله ظلمها مرة فالثانيه فالثالثه... يجب الاعتذار منها...وليس اى اعتذار.... ولا مرة شاركت اخيه غرفته.....تحملته كثيرا

يجب ان يكون عاصم جديد من اجلها.....

ظل عاصم وعفاف يتحدثون.....حتى صراخ لارين....

انتبهوا على دخول لارين الصغيرة تتبعها لارين الكبيرة.

وراءهم يدخل خالد تتعلق جهاد بذراعه محتضنها كليا بابتسامه سعيده تشق شفتيها.. وكانها نالت من الدنيا الامان باكمله...

وخالد يقبل راسها....وحشتنى ياروح قلبي  اوى

جهاد....انت وحشتنى اكتر يا حبيبي....

وصلة حب اخويه جعلت النظرات حولهم عبارة عن سهام ناريه....

نظرت لارين الى عاصم واليهم....وجدت عيون عاصم عليهم وعلى جهاد خصوصا وكانه يلتهمها....

لارين....ازيك يا عاصم وحشتنى

عاصم بابتسامه بسيطه لها....الحمد لله كويس....اخبارك ايه....سريعا وجه بصره ناحيه جهاد

لتبتسم لارين بسخريه....داخليه....اخيها من تركت الدنيا من اجله....لايهتم لوجودها....زوجها بمجرد وصوله....احتضن اخته...

حرب الغيرة ....مشاعر مبعثرة ليس لنا بها ذنب....نحن نفوس بشريه...الحب والكره والغيرة...تتطرا علينا ...

سلمت لارين على والداتها وجلست بهدوء 

اشتدت غيرة عاصم من احتضان خالد ل جهاد وفرحتها ليلفت انتباه خالد

عاصم....حمد الله على السلامة يا خالد 

جذب خالد جهاد تحت ذراعه الايسر ....وسلم بالاخر قائلا....الله يسلمك يا عاصم ....الف سلامة عليك 

عاصم ....الله يسلمك

خالد....ازيك يا عفاف هانم....اخبارك ايه 

عفاف.....مش كويسه

خالد .....خير مالك ...فيكى حاجه

عفاف....هما كلك بيقولولى ماما...وانت بتقول هانم ....هو انتى مش زيهم....ولا مينفعش اكون ماما...

خالد.....يا خبر يا ست الكل....هو انا اطول....دا شرف ليا....اخبارك ايه يا ماما

اتجه اليها خالد ومازالت تلتصق به....وهو لا يحاول تحرير زراعه من حولها....يعرف جيدا انها تحتاجه

يصل إلى عفاف يقبل راسها....كده كويس يا ماما

عفاف....طبعا يا ابنى....كفايه وجودكم ولمتكم حواليا

يقبض عاصم على يده بشده.....يكتم غضبه وغيظه وغيرة قلبه من التصاقها بخالد .....ونظرات تحرقها كليا

ترى جهاد نظراته تذيد من القبض على جسد خالد...ليعرف ان هناك امرا ما 

لارين....تشاهد نظرات عاصم ل جهاد وخالد ايضا....لاتتحدث....ربما لو افصحت لاحرقت  الاخضر واليابس....

عفاف....مالك يا جهاد....انتى ماسكه فى خالد كده ليه...هو مش ماشى 

ساد الصمت لارين وعاصم يتطلعون الى الاجابه....مع نظرات تحرق الأخ والاخت سويا

التزمت جهاد الصمت ليقول خالد

دى وحشانى اوى يا ماما...انا اللى مش عايز اسيبها...

دى بنتى قبل ما تكون اختى....

عاصم اخيرا يتحرك من مكانه ...وقف بجوارهم ومد يده على ذراعها بحنان واضح بلمسه يديه على زراعها ....ماشى يا ابنى بس هى مراتى حبيبتى وأنا عايزها بقا

تزيد من قبضتها اكثر ل خالد ....ليضمها خالد ويقول...عارف انها مراتك حبيبتك وربنا يخاليهالك....بس انا محتاجها فى موضوع مهم...ممكن تسيبهالى نص ساعه بس....

نزل عاصم يديه ببط ويتمنى ان تنظر اليه لترى الاسف  بعينيه لكنها تخاف النظرات القاسية منه.....

ليقول خالد ....بص ياعاصم هنعمل اتفاق سريع.....ادينى اختى نص ساعه  وخلى اختك معاك نص ساعة

لارين....دا اذا كان حاسس بوجود اخته اصلا....ولا انت حاسس بوجود مراتك....عن اذنكم هطلع ارتاح

رحلت لارين الى الاعلى ....تركت علامات الاستفهام على وجوههم.....كلمات عتاب تعنى الكثير....


                       الفصل الثالث من هنا


لقراة باقي الفصول من هنا




تعليقات



<>