بين الحب والأنتقام
بقلم ايمي شاهين
البارت الاول والثاني
كان يجلس بمكتبه يتابع احد صفقاته التى لا حصر لها حتى سمع صوت دقات على الباب
- ادخل
دخل شاب وقال
- مسا مسا على الناس المطنشه
نظر له بغضب وقال وهو يجز على اسنانه
- انت فاكر نفسك قاعد على القهوه مش هتبطل اسلوبك ده فى الكلام
فتظاهر الاخر بالصدمه وقال
- ايه ده مهاب باشا الدالى عرف كمان اللى بيتقال على القهوه ، انت بتقعد عليها من ورايا ولا ايه
دعونا نقف قليلا لتتعرفوا على ابطالنا
مهاب الدالى ملياردير مغرور ومتكبر لكنه وسيم لابعد الحدود ، اخذ شكل والدته الانجليزيه من العيون الزرقاء والشعر البنى
بسبب وسامته وثروته ترتمى النساء تحت قدمه وهذا يغذى غروره وتكبره لذلك يعتقد انه يستطيع الحصول على ما يريد ، لكنه مع اصحابه وعائلته يتعامل بطريقه مختلفه
والاخر هو صديق عمره على الواثق من عائله غنيه جدا لكنهم متواضعين وهو تعلم منهم التواضع ، حتى انه يذهب دائما للمناطق الشعبيه لصديقه عمر ليأكل من يد والدته التى يعشقها كانها امه لان زوجها كان سائق لدى والده قبل وفاته وتكفل والده بعائله عمر حتى الان
يجمع الاثنين على رغم اختلافهم صداقه منذ الصغر ، على الرغم من ان مهاب يعترض على تقضيته وقت كثير بالمناطق
الشعبيه كما يعترض على اسلوب حديثه الذى يشبهه بالهمج الا انه لن يتخلى عن صداقتهم ابدا ، كما ان على شريكه بشركه الاستيراد والتصدير التى فتحوها سويا ليكونوا مع بعض
نعود لابطالنا مره اخرى
مهاب: - عايز ايه يا على انا مش فاضى
على: - المناقصه ورقها خلص ولا لسه ؟
مهاب: - ايوه انا راجعته وهو خلص ، المناقصه ديه هناخدها
على: - باذن الله ماتقلقش
مهاب: - ومين قالك انى قلقان انا بقولك اللى هيحصل مش مهاب الدالى اللى يخسر مناقصه عايزها
- متكبر ومغرور وهتفضل طول عمرك كده ( ثم اكمل يتمتم ربنا يبعتلك اللى تكسر غرورك ده واقعد انا اتفرج واذل فيك )
مهاب: - بتقول حاجه يا على
على: - اه بقول انا رايح اتغدى تيجى معايا
مهاب: - والله ، ماشى يا على ، لا مش هاجى انا هاخد بريك هروح عند فريده يمكن تنسينى الضغط شويه
على: - انت مش هتبطل القرف اللى بتعمله ده
مهاب: - ابطل ليه الستات موجودين علشان مزاجنا وبس
هز على راسه بعدم موافقه على كلام صديقه لكنه يعرف السبب وراء كلامه
على: - انا ماشى يا صاحبى وماتنساش النهارده بالليل العشاء عندى
مهاب: - اشمعنى
على: - انت نسيت بابا عزمك الاسبوع اللى فات عيد ميلاد طنط فريال
مهاب: - انت بتقول لمرات ابوك يا طنط
على: - لم لسانك احسنلك وبعدين ايوه بقولها يا طنط انسانه محترمه وبتحب بابا ووقفت جنبه وعاملتنى كصديق وعمرها ما حاولت تشيل اى حاجه من ذكريات ماما من البيت بالعكس دايما تخلينا نفتكرها
مهاب: - يابنى صدقنى كل الستات صوره واحده خاينين ومش بيفكروا الا فى مصلحتهم
على: - يعنى عايز تفهمنى ان طنط إليزابيث والدتك العزيزه كده برده
مهاب: - لا انا ماما ديه حاجه تانيه ساعات بحس انها مش من العالم بتاعنا ده
على: - شوفت بقى وفيه زيها كتير بس انت اللى محاوط نفسك بالاشكال ال ..... وله بلاش لحسن تزعل
قام مهاب لضربه لكنه كان قد اختفى من امامه قبل ان يصل له
يخرج مهاب من الشركه ويركب سيارته الفاخره
اثناء قيادته يرن هاتفه فيتشتت عن القياده ويكاد ان يصدم فتاه لكنه يقف سريعا بينه وبينها سنتيمترات قليله ، كانت الفتاه مصدومه وسقطت شنطتها على الارض ينزل من السياره ويرى جمالها الفاتن
بعيون زرقاء واسعه تجعل الشخص يسرح بجمالهم وشعرها البنى ورموشها الكثيفه واكثر ما يزيدها جمال البراءة الواضحه على ملامحها ، قامت بلم أشيائها بسرعه
مهاب: - انتى كويسه يا انسه ؟ حصلك حاجه
ليليان: - لأ انا كويسه
مهاب: - بعد كده خلى بالك وانتى بتعدى الشارع يا أما ماتمشيش فيه
ليليان: - انت قليل الذوق على فكره يعنى انت كنت بتتكلم فى التليفون ومش واخد بالك وكمان بتقول انا اللى غلطانه
مهاب: - امسكى لسانك احسن ليكى انتى مش عارفه بتكلمى مين
ليليان: - اه عارفه بكلم واحد مغرور وانانى فاكر انه علشان غنى يقدر يعمل اللى هو عاوزه وانا النوعيه ديه بالنسبه ليا مش اكتر من انسان حقير
كانت سترحل فامسك يدها فصفعته على وجهه
ليليان: - ازاى تسمح لنفسك انك تلمسنى انسان حقير
تركته ورحلت وهو يغلى من غضبه ، فلم تخلق بعد من تهين مهاب الدالى وتنجو بفعلتها ، لاحظ شئ بجانب عجله سيارته فاخذه ووجد انها بطاقتها فابتسم بخبث وساق عائدا للشركه
بمجرد وصوله لمكتبه استدعى مراد الرداد مدير مكتبه ويعتبر صديق له ولكن الى حد ما ، وعندما دخل مراد اليه
مهاب: - تاخد البطاقه ديه وخلال ساعتين عايز كل المعلومات عنها من ساعه ما اتولدت لحد دلوقتى
بعد خروج مراد يبتسم مهاب بخبث وهو يقول
مهاب: - انا هخليكى تكرهى اليوم اللى اتولدتى فيه ، هنتقم منك وادمرك واعرفك ثمن القلم اللى ضربتهونى ده ايه
احس مهاب ان بداخله نار مما حدث فغروره وتكبره لا يسمحوا بان تأتى هذه النكره لتهزهم ، ولكنها مثل الملاك ، حوريه هبطت على الارض
- شوفت بنات كتير عمرى ما شوفت واحده وشها بيحمل براءه زيها ، كويس خلينى اتسلى شويه نوعيه جديده اجربها
مر الوقت وجاء مراد بكل المعلومات التى يريدها فالمال يفتح السكك امام الجميع ، لذلك جاءت المعلومات التى يريدها بسرعه
- الاسم ليليان الراوى تبلغ من العمر عشرون عاما ، الاب صاحب شركه صغيره وهو محمود الرواى الام ربه منزل سوسن الراوى لديها اخت واحده بالثانويه العامه مريم
تدرس تصميم ازياء بالسنه الاخيره لها ومرتبطه بزميل معها بالجامعه يدعى سامح الطنطاوى
احس بنار بداخله عندما قرأ هذا ، لا يعرف لماذا يشعر بهذا الاحساس الغريب من ان هناك شخص اخر بحياتها ، وما هى طبيعة علاقتهم
- انا مالى انا ومال الكلام ده ، انا عايز انتقم منها واذلها ماليش دعوه بقى اذا كان ليها علاقه مع حد ولا لا ، اقسم بالله لا اخليكى تتمنى الموت يابنت الراوى علشان تعرفى تمدى ايدك على اسيادك ازاى
مابقاش انا مهاب الدالى اما خليتك تبكى بدل الدموع دم
الفصل الثاني
بعد انتهاء عمله يذهب مهاب لقصره ويدخل للحديقه الخلفيه للقصر ليجد والدته تجلس بها مثل كل يوم ، يقبل راسها ويقول بحب
مهاب: - ازيك يا ماما عامله ايه ؟
اليزابيث: - انا بخير يا عزيزى انت كيف حالك اشتقت لك لم اراك منذ اسبوع
ضحك مهاب وقال
مهاب: - يعنى يا ماما بقالك ٤٠ سنه متجوزه وعايشه فى مصر ولسه بتتكلمى العربى بالفصحى
اليزابيث: - لقد تعلمت العربيه هكذا ولن اغير من نفسى واتكلم هذه اللغه التى تتحدثون بها انتم شباب هذه الايام
مهاب: - اتكلمى زى ما تحبى يا ست الكل
قاطع حديثهم مجئ عمته وفاء
وفاء: - ازيك يا مهاب ؟
مهاب: - الحمد لله يا عمتى ، انتى عامله ايه ؟
وفاء : - انا كويسه يا ابنى
جاءهم صوت مايع وهى تقول
نورهان: - ازيك يا هوبه عامل ايه وحشتنى بقالك اسبوع مشغول عننا
ثم حضنته فابعدها مهاب عنه و نظر لها بسخط وقال
مهاب: - انا تعبان وعايز انام شويه قبل العشاء
ويذهب ويتركهم فتنظر الفتاه لوفاء وتقول
نورهان: - شايفه يا ماما بيعاملنى ازاى هو مش انا بنت عمته برده ولازم يعاملنى كويس
وفاء: - معلش يا نورهان ابن خالك جاى تعبان من الشغل وانتى لازم تقدرى ده وتعملى اللى يريحه
رحلت نورهان وهى غاضبه من تصرفات مهاب القوية معها وهى تقسم انه سيكون لها مهما كان الامر
اما مهاب فبعد ان دخل لغرفته اخذ شاور سريع وارتدى شورت وتى شيرت ثم نام على السرير وهو يمسك بطاقه ليليان ويقول بخبث
- انتى جميله يا ليلو ، وشخصيتك قويه و عجبانى ودخلت دماغى وعلشان كده انتى من النهارده ليا وملكى هنتقم منك علشان اتجرأتى ورفعتى ايدك على مهاب الدالى ، هخليكى تكرهى اليوم اللى شوفتينى فيه
مسك تليفونه واتصل بمراد وقال بأمر
مهاب: - عايزك تجيلى القصر الساعه ٩ بالليل النهارده علشان فى موضوع مهم عايزك تعمله ومحدش يعرف عنه حاجه
مراد: - تحت امرك يا مهاب باشا ٩ بالدقيقه هكون عندك
اغلق مهاب عينه واخر شئ رأه قبل ان ينام صورتها ، اما ليليان فبعد ان تركته ورحلت ذهبت الى منزلها لان ملابسها كلها كانت متسخه ، وبمجرد ان دخلت للمنزل ورأتها امها بهذه الحاله قالت بخوف
سوسن: - بنتى مالك يا حبيبتى ايه اللى عمل فيكى كده ؟
- متخافيش يا ماما انا كويسه ده بس واحد حقير كان بيتكلم فى التليفون وهو سايق وكان هيخبطنى بس الحمد لله ربنا ستر
سوسن: - يابنتى علشان خاطرى خدى بالك من نفسك
ليليان: - متخافيش عليا يا ماما بنتك بميه راجل انا هدخل استحمى واغير هدومى
سوسن: - روحى يا بنتى عقبال ما الغدا يخلص يكون ابوكى رجع من الشركه
دخلت ليليان لغرفتها وازالت ملابسها واستحمت وارتدت ملابس نظيفه وهى تلعن الحقير الذى تركت يده علامه عليها وتقسم انها سوف تقتله اذا راته مره اخرى
بعد ان انتهت تخرج ليليان وتساعد والدتها بتحضير الغداء فعلى الرغم من انهم مرتاحين ماديا الا ان امها لا تسمح باى حد غريب ان يحضر الطعام لعائلتها فقط وافقت على خادمه مسئوله عن تنظيف البيت وهذا بعد عناء ومحاولات عديده من زوجها
سمعت ليليان صوت الباب يفتح فجرت للخارج وارتمت بحضن ابيها التى تعشقه
ليليان: - وحشتنى اوى يا حوده
محمود: - وانتى كمان يا بكاشه بس هاتى من الاخر وقولى عايزه ايه
ليليان وهى تتظاهر بالبراءه
ليليان: - يعنى هو انا لما ادلع بابا حبيبى يبقى عايزه حاجه ، اخص عليك يا حوده زعلانه منك
محمود: - برده قولى عايزه ايه وبسرعه قبل ما امك تمسكنا
ليليان: - اصل بصراحه كده يا بابا يا حبيبى فيه رحله تبع الجامعه لفرنسا لمده اسبوعين علشان نزور فيهم بيوت الازياء هناك وناخذ فكره عن اللى بيحصل وراء الكواليس وانا عايزه اروح
محمود: - ااااااه علشان امك تخلينى انام فى المطبخ ، ديه رفضت ان مريم اختك تروح رحله للاسكندريه يوم واحد هتوافق تبعتك باريس
ليليان: - ما انت برده الخير والبركه وكلمتين حلوين منك هتقنعها
محمود: - امرى لله هكلمها فى الموضوع بس لو طردتنى من الاوضه هنام جنبك
ضحكت ليليان وحضنت ابيها وهى تقول
ليليان: - فداك السرير وصاحبه السرير
قطع حديثهم صوت
- خياااااانه الحقى يا ماما جوزك بيخونك تعالى بسرعه
خرجت سوسن مسرعه من المطبخ على صوت ابنتها مريم
سوسن : - فيه ايه يا مجنونه بتزعقى ليه ؟
مريم : - جيت من بره لقيت بنتك المصونه والجوهره المكنونه بتحضن جوزك فى غيابك ومستغلين طيبه قلبك
سوسن : - عوض عليا عوض الصابرين يا رب رزقتنى بهبله ومجنونه
مريم : - يعنى ده جزاتى انى كنت خايفه عليكى وهما بيقرطسوكى
محمود : - بنت ايه الكلام ده ، وبعدين امك عارفه انها هى بس اللى فى القلب
نظرت مريم لليليان وتظاهر الاثنين بالعزف
- تيرا را را تيرارارا
ليليان : - ماما انتى متأكده ان مريم ديه بنتك ؟
سوسن : - قصدك ايه يا اخرة صبرى ؟
ليليان : - يعنى يا ماما هى شعرها اصفر وانا شعرى بنى وانتى شعرك بنى يبقى اكيد اتبدلت فى المستشفى
سوسن : - كان نفسى اقولك اتبدلت بس للاسف صوره عن امى الله يرحمها كان شعرها اصفر برده وانا خدت الشعر البنى عن بابا ودلوقتى بطلوا كلام ويلا الغدا جاهز
مريم : - كده يا مامتى بدل ما تدافعى عنى ماشى ليكم يوم معايا
قالتها مريم بتمثيل فضحك الجميع بسعاده ثم جلسوا يتناولون الغداء بمحبه بينهم وبعد انتهاء الطعام اخذ محمود زوجته لغرفتهم وترك البنات لتنظيف السفره
سوسن : - خير يا محمود شايفه كلام فى عينك
محمود : - دايما عارفانى اكثر من نفسى
سوسن : - طبعا لازم اعرفك مش ابن عمى وعشرة عمر وحبيبى وجوزى
محمود : - ربنا ما يحرمنى منك يا سوسن يارب ، بصى ياستى فيه رحله تبع الجامعه بتاعة لى لى وهى لازم تطلعها الرحله اسبوعين بفرنسا ...
سوسن : - يالهوى يا محمود عايزنى اسيب بنتى تسافر لوحدها
محمود : - اسمعينى يا سوسن بناتنا احنا مربيينهم كويس وانا واثق فيهم اكثر من نفسى ، بنتك كلها سنه وهتشتغل وتشوف الدنيا و الرحله ديه هتخليها تثق فى نفسها اكتر وده علشان مصلحتها احنا مش هنعيشلهم العمر كله
سوسن : - بعد الشر عليك ربنا يديك الصحه وطولت العمر احنا من غيرك ولا حاجه
محمود : - علشان كده وافقى انها تسافر انتى عارفه ان ظروف الشركه وحشه اليومين دول وانا عايزها تاخذ خبرات كتير وتعتمد على نفسها
سوسن : - خلاص يا ابو البنات اللى انت تشوفه وربنا يصلح الاحوال ماتشلش هم ده ربنا كبير
محمود : - ونعم بالله
قام الاثنين ونده الاب على ابنته
محمود : - تعالى يا لى لى بوسى امك لانها وافقت على سفرك
صرخت ليليان بسعاده وارتمت بحضن امها
ليليان : - ااااااااه ربنا يخليكى ليا يا احلى ام فى الدنيا ، واوعدك ان اول حاجه هصممها هتكون فستان ليكى يا قمر
ضحك الجميع عليها واخبرها والدها ان تستعد للسفر ، اما مهاب فقد جاء مراد لمقابلته وبعد ان جلس الاتنين اخبره مهاب بكل ما يريد فعله خلال الفتره القادمه وبأسرع وقت ، وبالطبع لا يستطيع مراد الاعتراض ووافق مجبور على خطه مهاب
بعد رحيل مراد يضحك مهاب بخبث
مهاب : - قريب و قريب اوى يا ليلو هتركعى قدامى وساعتها بقى هوريكى الذل على اصوله
ثم ذهب لمنزل فريده احدى عشيقاته حتى يقضى وقت معها كما تعود ان يفعل ولكن هذه المره كان يتخيلها ليليان امامه ولا يعرف لماذا لا يستطيع اخراج صورتها من عقله