رواية وقت الذروة الفصل الاخير بقلم نهلة جمال


 

وقت الذروة 

Part15   والأخير ..


مخطرش على بالي إني أمثل كل شيء في حياة صديقي 

صاحبي اللي لوح إيده بالمنديل 

وإختار نهاية تليق بعازف أورج 

قالي النظر م السطح على أسراب حمام 

غير النظر على نفس أسراب الحمام 

من أعلى برج ..

_ عمرو حسن 


" حواديت السهرة والضحك العالي ، ومكالمة بعد يوم جميل بنحكي فيها اللي حصل ، فناجين القهوة الفاضيه اللي متعلم أطرافها بالروج ، أو عوقب سجاير في طفاية بعد سهرة ماتش بلايستيشن طويلة على مين هيغلب 





المشي في الشوارع وسط العربيات والدنيا فجأة تمطر علينا ف نضحك ، أول ضحكة بتطلع بعد تعب في عملية أو وإحنا على السرير تعبانين ، كل دي حجات تستاهل نضحي عشانها ، مؤمنة جداً إن الحب بيتعوض ، لكن الصحاب والعيلة والإحساس اللي بيتخلق جوانا وسطهم عمره ما يتعوض ولا ليه بديل " 🖤

_ نهلة جمال 


كأن ما مروا به قبل قليل لقطة سينمائية أو فاصل من فيلم مخيف ، يدخل الطبيب فجأة بعد عودة الأضواء البيضاء ليصرخ بهم قائلاً : مين سمح ليكم تدخلوا غرفة المريضة ؟ إطلعوا برا فوراً 

ليمسك بعدة أسلاك ويوصلها لجسدها مرة أخرى في محاولة لإسترداد النمط الطبيعي لنبضات القلب والتنفس 

خرج ريان وهم وراؤه في حاله يرثى لها ، ضم صديقه فارس تحت ذراعه ليقول : هنعدي الأزمة دي سوا ، كل حاجة هتخلص وهترجع أحسن من الأول ، صدقني 





كان فارس صامت يبكي فقط أو بالمعنى الحرفي يتألم ، بينما صبا ينهشها الندم على ما فعلته ، أقترحت تالين قائلة بصوت هامس : أنا شايفة إننا نروح لراجل دين يقولنا نتصرف إزاي ونحكيله الحكاية كاملة ، أنا حاسة أن سديم هتبقى كويسة أول ما كل دا يخلص 

فجأة إتسعت عينا فارس ليقول بصوت متعب : عندي ، عندي دكتور نفسي شاطر جداً كان قالي على تفسير لكابوس حلمته وقت الموتيل 

ريان بجدية : فاكر عنوانه ؟؟ 

فارس : طبعاً 

ساروا جميعاً تجاه سياراتهم حتى وصلوا إلى المبنى الذي يقطن به الطبيب 

نزل ريان وأمامه فارس ليقول فارس لحارس العقار : إزيك ياعم عوض والنبي عاوزين نطلع للدكتور النفسي 

نظر له حارس العقار ثم ضرب كف على كف 

ريان بجدية : أنت معانا ولا إيه ؟ 





حارس العقار : أيوه يابيه ، بس مفيش هنا دكاترة 

فارس بغضب : إنت بتقول إيه يابني أدم إنت ! أنا طلعتله بنفسي ما تقول حاجة يا أنس 

ريان بهدوء : ثانية واحدة بس ، الدكتور فارس بيقول إسمه فادي 

حارس العقار قد لانت ملامحه بعد أن أرتشف من كوب الشاي الخاص به ليقول : أااه ضاكتور فادي الله يرحمه أتوفى هو ومراته ، كان نسي الغاز مفتوح وأتخنقوا وهما نايمين 

لطم فارس على وجهه بينما قال ريان وهو يحتضنه : شششش إهدى بس إهدى 

فارس بذعر : ريان أنا خايف ! لا إنت مش عارف أنا خايف بجد 

ريان  : هو تلاقيه كابوس من كوابيسك 






أنس بغيظ : كابوس إيه ياعم ريان دا تلاقي البواب دا ميت هو كمان يلا ياعم بلاش قرف 

تالين بخوف : تخيلوا نروح لراجل مبروك ولا شيخ ويطلع هو كمان ميت ! 

أنس : تؤ يادي الفال الزفت 

فارس برعب مرة أخرى : ريان أنا خايف 

ريان بغضب : ما تخرسوا بقى ! 

أخرج هاتفه من جيب بنطاله وبحث مطولاً وسط الارقام حتى أخرج أحدهم ، قام بالإتصال بوالدته ليقول : أنا بخير يا حبيبتي ، بقولك فاكرة الشيخ محمد حسني اللي جه يقرالنا في البيت ؟ عاوزة رقمه أو عنوانه بس ضروري ، طب على ما تلاقي الأجندة بتاعتك إكتبيلي العنوان في الواتس  ، أه يا حبيبتي كويس والله وأكلت ، أه وسديم بقت كويسة متقلقيش ، تمام يا ماما مستني 





أغلق الهاتف مع والدته ثم أشار لهم برأسه أن يركبوا السيارة 

وصل العنوان ليقف تحت المبنى ثم قال بإستسلام : جماعة أنا عاوز أقولكم حاجة قبل ما نطلع ، لو الراجل اللي فوق دا معندهوش حل لينا مش عاوزكم تضعفوا ، عاوزين نفضل سوا تحت اي ظرف إن شالله أأجر شقة نقعد كلنا فيها سوا عشان نخلص من كل دا ، عاوز أقولك حاجة برضو يا فارس ، أنا معاك إن الحب حلو وكل حاجة ، بس طريقة جوازك كانت غلط وخسرت مراتك حياتها وهي صغيرة ، بس إنت لسه عايش ف حاول تطلب ليها الرحمه 





ثم صعدوا 

وقصوا كل ماحدث على الشيخ 

الشيخ محمد بعد أن أستغفر الله عدة مرات وجه حديثه لفارس : بص يا إبني ، لما بنيجي نجوز راجل لست بنسأل العروسة رغم وجود أهلها حواليها ، هل إنتي موافقة ولا لا ؟ لو رفضت يبقى مش بنتمم الجوازة عشان من شروط العقد إن متكونش العروسة مجبورة ، طب وأهلها ! لازم يوافقوا طبعاً




 برضو ، اللي انت عملته واللي المرحومه زوجتك عملته دا في الشرع تمام وسليم ، كان في شهود وفي مأذون بارك ليكم وتم الجواز ، بس نسيت أهم شرط وهو الأعلان عن الزواج ، ودا سبب نكسة لأهلها ، تخيل اختك اللي إتربت قدام عينك تعمل




 كدا ! هتسامحها ؟ دا مش مبرر أبداً للي أخوها عمله ، مش من حقه يرتكب ذنب القتل وينهي حياة أخته وإبنها ، ومات كافر بإنه إنتحر ، بس انا بكلمك عن غلطك وبعرفك ليه بيحصلك كدا وهعرفك تعمل إيه يشيل عنك الكوابيس دي كلها 

إنت من ساعة ما مراتك توفت روحت زورتها كام مرة ؟ 

فارس ببكاء : ولا مرة ، مقدرش أر  أروح هناك وأشوف قبر ليال ومقدرش أتخيل إن البنت اللي حبتها تحت الحجر دا ومتغطية بالتراب 

الشيخ : ليه يابني  ؟ هو مش كلنا هنموت ! دا الموت علينا حق ، لازم تقدر وتواجه تعبك النفسي وتروح لقبرها وتعيط حتى للصبح ، العياط للراجل مش حرام ، لكن هي تلاقيها بتجيلك عشان إنت وحشتها ، وأخوها شيطانه اللي لسه مماتش معاه عيشك في الكابوس دا إنت وصحابك عشان شافك عايش حياتك من بعدها عادي ومبتروحش حتى تزورها وتقرالها الفاتحه ، روح لقبرها وملس عليه وإتكلم معاها وأقرالها قرأن هي هتفرح وهتحس بيك ، وروح لقبر اخوها وإقراله الفاتحه وإطلب منه السماح 

فارس بغضب : أطلب منه السماح عشان قتلها ؟؟ 

الشيخ : إسمع اللي بقولك عليه لو عاوز كل شيء ينتهي ، وياريت تبدأ تنتظم في الصلاة ، اللي معاه ربنا لو شياطين العالم كله إتجمعت عليه مش هيخاف ، أما أنتي يا أنسة صبا بتزوري والدتك  ، بس في حاجة غلط في حياتك لازم تتصلح ، متبصيش للي في إيد غيرك وإتمني الخير لغيرك وإدعي ربنا يحفظله نعمته ويرزقك بنعمتك 





ثم نظر لريان موجهاً حديثه لصبا : فهمتيني يابنتي ؟ وياريت تتبرعي بحاجة غاليه عندك لليال وربنا هيزيح عنك البلاء دا ، بس اهم حاجه زي ماقولتلك ، ضحي ومتبصيش لنعمة غيرك 

الشيخ موجهاً حديثه لريان : أما إنت بقى يا ريان أفضل جمب خطيبتك لحد ما تفوق ، وأقعد جمبها صلي عشانها وأقرا ليها قرأن وهتبقى كويسه ببركة ربنا 


غادروا المبنى وكلاً منهم يبكي ، ولكنهم شعروا براحة غير مبررة لإنهم وجدوا فشه ينجوا بها من كل ما يحدث 


الله أكبر الله أكبر 


أذان الفجر !

خلع ريان ساعة يده ليقول  : يلا يا شباب ندخل نصلي طيب عشان كل دا يروح 

دخل ريان وأنس وفارس لمصلى الرجال ودخلت صبا برفقة تالين مصلى النساء 

مرت نصف ساعة بعد الصلاة ظلوا يدعون بها 


♧ بعد مرور إسبوعين 





نزلت صبا من سيارتها ودخلت مشفى شهير وهي تحمل حقيبه صغيرة ، ذهبت لصندوق التبرع ثم قالت بإبتسامة : كنت عاوزة أتبرع بالألفين جنيه دول ، وبالشنطه دي 

أخذت منها الفتاة الحقيبة لتقول : أيه دي  ؟ 

صبا : أنا عارفة ان دي مستشفى سرطان ، دا شعري ، هيكفي للبنات هنا عشان طويل ، أنا قصيته إمبارح بالليل بس 

الفتاة بأبتسامة : أنتي شخص جميل ، ربنا يجعله في ميزان حسناتك ، تحبي تتبرعي بإسم حد ؟ 

صبا : أيوة  ، التبرع بإسم ليال عبد السلام ..


♧ في المشفى 

كان ريان كل ليلة يفترش المعطف الخاص ب سديم ويصلي فوقه ويظل يدعي ان تفيق ، في الركعه الثالثه سمع صوت متعب يهمس قائلاً : ر  ريان 





أتسعت عيناه وهو يكمل الصلاة وأنحدر خطين من الدموع وظل يكمل صلاته حتى قام بالتسليم 

أتجه ألى فراشها وهو يمسك يديها ويقول : سديم إنتي صاحية !! إنتي كويسة !! 

يا دكتووور 


♧  في المقابر 

كان فارس يجلس على حافة المقبرة وهو يقول : أنا أسف إني مكنتش بزورك ، بس والله عمري ما نسيتك ولا عشت عادي ، كنت كل يوم بفتكرك بس كنت بخاف أصدق إنك هنا ، أنا مش هسيبك لوحدك تاني وهجيلك كل إسبوع وهقرالك الفاتحه دايماً ، بس سامحيني يا ليال ، أنا حبيتك وبحبك 





وكان نفسي اعملك فرح زي باقي البنات وكان نفسي تولدي بعد كل التعب اللي شوفتيه 

مسح عيناه ليقول بحزن : ياريتني كنت انا ، أنانيتي هي اللي جابتك هنا 

وضع احدهم يده على كتف فارس وتنتفض ولكنه نظر ووجد صبا تقرأ الفاتحة لليال 

جلست بجانب فارس وهي تخلع نظارتها الشمسية وتقول : عرفت إنك هنا مرضيتش أسيبك لوحدك يا صديقي 

مسح فارس وجهه ليقول : فيكي الخير يا صبا 

صبا : إدعيلها وهي زمانها دلوقتي ارتاحت بعد ما صلحنا غلطنا 

فارس بحزن : تفتكري ؟ 

صبا وهي تربت على ظهره : كفايه إنها بين إيدين ربنا ، هو انت مش بتاكل لبانه ليه ؟ 

فارس : مش عارف ، حاسس ان ودني كويسه 

صبا : عندي خبر حلو كمان ، ريان كلمنا قال إن سديم فاقت 

فارس بسعادة : بجد ؟ الحمدلله 




صبا : يلا إستناني في العربية عشان هدي ليال حاجة 

نظر فارس لقبرها نظره اخيرة ثم ذهب ، بينما وقفت صبا تنظر لقبرها ثم اخرجت من جيب معطفها وشاح الشعر لتقول : أعتقد أنه يخصك ، فارس قالي مكنتيش بتقلعيه من شعرك ، خليه جمبك هنا 🖤

ثم ربطت الوشاح في طرف المقبرة وذهبت ..


♧ بعد مرور اسبوع أخر وتحديداً في شقة سديم 


ريان وهو يحمل سديم لغرفتها : إنتي تخنتي من قعدتك في المستشفى ولا إيه ؟ 

سديم : فشر طبعاً ، هو بس الشوكولاته اللي انت كنت بتجبهالي من ورا الدكتور 





أنزلها ريان في غرفتها ليقول وهو يحمل حقيبة ملابسها الصغيرة ويضعها في الخزانة : تالين وأنس نزلوا يختاروا القاعة بتاعتهم فرحهم هيكون بعدينا بكام إسبوع 

سديم : بجد ؟ فرحت والله .. ايه دا يا حبيبي إنت جايبلي هدية ؟ 

ريان : لا ! هدية إيه ؟ 

نظرت سديم للحقيبة القماشية السوداء الكبيرة على فراشها وفتحت السحاب بحذر ، كان فستان زفاف أبيض وفوقه ورقة 

ضحكت سديم بسعادة وهي تقرأ الورقة 

" فضلت طول الإسبوعين أفصل فستان الفرح على المانيكان عشان تقومي تلاقيه جاهز ، الفستان عملته بإيدي ومكنتش أعرف بعمله ليه ، بس لما خلص شوفتك إنتي فيه ، عوزاكي تسامحيني وتعرفي اني بحبك وعمري ما اقدر اخسرك ، ويلا شدي حيلك عشان أفصل لولادك باذن الله 

صبا "

                        تمت بحمد الله 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>