رواية وقت الذروة
بقلم نهلة جمال
الفصل الرابع
جلس في مكتب الشرطي في القسم وهو يقول بإنفعال : ٣ ليالي وبنتي مش نايمة في سريرها ! أنا مش قادر اقعد في البيت وهي مش فيه ، أمها الله يرحمها وصتني عليها وأنا قلبي واجعني عليها شوف شغلك بقى !
الشرطي محاولاً تهدئة الوضع : سليمان بيه أنا مش عاوزك تقلق بنتك صبا فعلياً ركبت مع ريان الحاكم اللي بيشتغل مع سعادتك عربيته ومش هي بس هي وصحابها اللي أهاليهم برضو قدموا بلاغات ، العربية ركبوها في منطقة قريبه جداً من فيلا سعادتك ف قدرنا نشوفهم بعد تفريغ الكاميرات في الشارع العمومي
والد صبا بحزن : يعني هي راحت مع ريان طب تليفوناتهم مقفولة ليه !
الشرطي محاولاً قول ما يريده بطريقة لطيفة : حضرتك لاحظت على الأنسه صبا والاستاذ ريا كلام كتير او خروجات متكررة ؟
رفع والد صبا رأسه وهو يقول بغضب : أوعى تفكر تقول كدا !! بنتي متربية مش هتهرب وتتجوز من ورايا !
والدة سديم التي كانت تجلس على الاريكة مقابلهم وتحاول الاتصال بإبنتها قالت : بعدين مستحيل لإن ريان كان هيتقدم لبنتي أنا ! وكل صحابهم كانوا عارفين كدا !
والد ريان : لو سمحت حضرتك تشوفلنا أي حاجة في الكاميرات دي تاني !
الشرطي بأريحية : أتمنى تقدروا إننا فعلاً بنعمل كل اللي علينا وبلغنا عن أرقام العربية عشان لو لاقدر الله العربية وقعت في مياة أو مثلاً ولعت ..
لم يكمل حديثه لإن والدة ريان قالت بغضب : دا إبني الوحيد إنت بتقول إيه !!! دا أنا كنت طبخاله بإيدي ملحقتش اشوفك يا حبيبي
لكزها والد ريان في يدها وهو يقول : بطلي ندب ! إيه خلاص موتي الولد ؟
الشرطي : أتمنى بس تروحوا بيوتكم لإن وجودكم هنا مش هيفيد بحاجة ! ولو حصل تطورات أو أي جديد هنبلغكم
♧ داخل الموتيل ♧
فتح باب الغرفة بصرير قشعر أبدانهم ، إنتفض أنس وهو يقول بذعر : مين ؟؟ الجثة !! يلا نقوم نجري
قام ريان ووقفوا جميعهم وراؤه وهو ينظر لباب الغرفة بحذر
حتى ظهرت أمامهم فتاة جميلة ذات مظهر جذاب وخصلات شعر ناعمة ، تتمايل بهدوء وهي تقترب منهم ، ترتدي رداء ابيض يلتف على قوامها الممشوق في مشهد جعلها ك حورية من الجنة
فارس بتغزل وهو ينظر لها : كنت هزعل أوي لو كانت البت الصغيرة هي اللي طلعت ، هااااح أنا هقعد هنا يا شباب وقولوا لأمي متزعليش وحياتي عندك متعيطيش
ريان بغضب : إخرس يا زفت
أنس وهو يبتسم بعمق وينظر لها : دا الواحد مشافش حريم قبل كدا
ضربته تالين على ذراعه بعنف وهي تقول : دا أنا مستحملاك بالعافية عجباك أوي يخوياا
وقف ريان ثابتاً وهو ينظر للفتاة التي تعمدت الوقوف أمامه هو لإنه لم يبد أي رد فعل تجاهها
رفع احد حاجبيه وإبتسم وهو ينظر أليها
كانت سديم تستشيط وصبا تقضم اظافرها بغيظ وهي تنظر لهم
الفتاة الجميلة لريان برقة : ساعدني
ريان بشرود : إزاي ؟
وضعت خصلات شعرها على صدرها ثم قالت : بصوا ! أنا بتحرق
كانت خصلات شعرها تحترق بالفعل ، وملامحها تتحول تدريجياً لملامح شيطانية
إنتفضوا جميعهم وهم يركضون أتجاة البوابة لكن النيران إشتعلت في بوابة الموتيل فجأة
ظلوا ينظرون حولهم ليجدوا طوق نجاة يبعدهم عن ذلك الشيطان الذي يقف أمامهم بمنظره المهيب ف قال ريان بهمس : الاوضة المفتوحة ، هجري وإنتوا إجروا ورايا
ركض ريان ف ركضوا خلفه بينما وقفت الفتاة ذات الملامح الشيطانية في المنتصف وهي تصرخ بقوة دمرت زجاج النوافذ
اغلق ريان باب الغرفة ثم خلع الحزام الخاص ببنطالة وهو يحكم إغلاق الباب
نظروا حولهم في الغرفة ف وجدوا أنها مهلكة كأنها على وشك الإنهيار
فارس بإنبهار : الموتيل من برا تحسه جديد ولسه خلصان من شهر مثلاً ومن جواه تحسه قديم ولا كأنه من مية سنة ..
ريان بعدما أحكم اغلاق الباب قال وهو يتنفس بصعوبة : الموتيل إسمه كوابيس لإنه بيتلاعب بإدراكنا العقلي كل ما ننام ، الدليل اني شوفت كابوس وأنس شاف كابوس ، كل اللي هطلبه منكم عشان منترميش في الشارع تاني ونتعرض لموقف زي دا إنكم متناموش
أنس بصدمة : مننامش إزاي ؟
ريان : لازم مننامش ، أنا مش فاهم إزاي المبنى بيختفي وبيظهر وفين عربيتنا وإزاي اختفت ومفتاحها معايا بس متناموش
إقترب انس من تالين وهو يقول : صحيح الجمال خداع ، أنا اسف يا حبيبتي
تالين وهي تبتعد : لا يخويا روح حب في الشيطان إياكش يلبسك ونخلص منك
أنس : أهون عليكي طيب ؟ دا أنا مخضوض ومحتاج حضن يطمني
تالين : حضنك قطرر
ريان بغضب : خلصنا من مسلسل العشق الممنوع دا ! إحنا ف مصيبة حالياً ف لو سمحتوا حاولوا متناموش
كانت الأصوات بالخارج مرتفعة ، صوت زجاج يتحطم وصوت النيران تندلع وكأن المبنى سينهار حالياً
قالت صبا بهدوء وهي تدمع : بس الأحلام أهون من اللي بيحصل دا
إقترب ريان منها ثم جفف بطرف إصبعه عينيها وهو يقول : متخافيش ، حتى لو أبوكي مش موصيني انا هنا عشانك يا صبا !
نظرت سديم ليده التي تحتضن وجه صبا وللإبتسامة الظاهرة على وجه الأخرى وكادت أن تتحدث لولا الهزة القوية التي حدثت في المبنى أسقطتهم جميعاً أرضاً