وقت الذروة
الفصل العاشر
إشارات "الجمع" المتبادلة
خليتنا زباين في معادلة
بتحاول تطلع متعادلة
مع قيمة ما بعد "يساوي"...
الحسبة دي عايزة واحد حاوي...
_نبيل عبد الحميد " ديوان قانون الدنيا الساخر "
تُرى ما المتوقع حدوثه لو لم يتجول إينشتاين ويجلس تحت تلك الشجرة تحديداً لتسقط على رأسه التفاحة ليعمل عقله ويدون في أوراقه ما حدث ! ماذا لو بقى في بيته أو عندما سقطت على رأسه التفاحه تناولها وكأن شيئاً لم يكن !
ما الذي يجعلك في توقيت معين تود فعل شيئاً ما ك الرسم مثلاً ! تستحضر أوراقك فقط لإن تلك الفكرة جالت برأسك وتود أن تدونها قبل أن تمحيها ذاكرتك
إنه الإلهام يا عزيزي ، مؤشرات قدرية تجعلك تذهب لذلك المكان في ذلك الوقت لأنه قدر لك ذلك
ولو كان إينشتاين ملازماً لمنزله ، كانت دفنت رفاته ك أي شخص توفي في هذا العالم وطوت الأيام سيرته ، لكن أسمه ظل مخلداً لإنه كان يمتلك قدراً كبيراً من الإلهام ♡
_نهلة_جمال
سقطت من فراشها وهي تزحف للخلف برعب وتنظر لذلك الجسد الذي يتحكم بالكرسي الهزاز الخاص بها ، تذكرت أنها تمنعت عن الإجابة ف تذكرت والدتها عندما قالت لها : وإن لم تجيب سيجعلك تصرخ كما لو أنك لم تصرخ من قبل
الإدرينالين أرتفع في جسدها حتى فتحت باب الغرفة وركضت للخارج بأقصى سرعة تمتلكها ، وأقصى سرعة تلك جعلتها تقف في منتصف الشارع لتدهسها سيارة ، تجمع الناس حولها بينما عينيها جاحظتين في العدم
تلك هي الخطة الشيطانية لتدبير العقل المُتلف ، أفكارها المخيفة وعقدتها النفسية كادت أن تتسبب في مقتلها !
♤ في منزل فارس
كان يمسك بالمنشفة ويضعها على أذنه بينما أنس ينظر إليه بحزن ليقول : الدم مش راضي يقف تعالى نروح لمستشفى
فارس بضيق : مش عارف وداني مالها بس ، بقالها يومين كدا
أنس بتخمين : مش يمكن حالتك النفسيه أثرت عليها زيادة ؟
تك تتتتتت
صوت باب الخزانة يفتح ببطيء
إنتفض فارس ثم قام بغضب وأغلق باب الخزانة بقوة وهو يصرخ ويقول : كفاااااية كفاااااية
أنس محاولاً تهدئته : خلاص الدولاب هيتكسر ف إيدك
دخلت والدته بغضب لتقول : كدا كفاية أوي بقى ، اللي بتعمله دا يخليني أخد خطوة أوديك مستشفى تعالجك أنا تعبت إرحمنا بقى يابني
فارس : أنا مش مجنون ! أنا بحكيلك اللي حصل واللي بيجصل أنا مش بألف ؟
أنس محاولاً تهدئة والدته : أنا كنت معاه هناك ، هو بس أعصابه تعبانه من اللي حصل
والدة فارس : اللي بيحصله دا مش طبيعي !
أنس وهو يرتدي سترته : معلش أنا هاخده يبات معايا إنهارده عشان أعصابه ترتاح ، متقلقيش
فارس بغضب : مش رايح في حتة أنا
نظر له أنس نظرة ذات معنى ف قام فارس وهو يضع يده على أذنه لينظر لخزانة ملابسه
♤ بالقرب من سيارة ريان
كانت صبا تجلس أرضاً وهي تبكي وتصرخ : ريان عشان خاطري قوم ، عشان خاطري
خلعت وشاحها من رأسها ووضعته حول رأس ريان الذي يقطر دماً ، كان يفتح عينيه ببطيء ثم يغلقهما مجدداً من الألم
صبا ببكاء : هقوم ، هقوم أدور على أي حد يساعدنا بس إنت ساعدني وقوم أقعدك في العربية
تمالك ريان أخر رمق من القوة في جسده وقام برفقة صبا التي ظلت تبكي ، فتحت باب السيارة لتجلس ريان داخلها وهي تنظر له وتقول : هدور على أي حد يساعدنا
ريان بإرهاق : الدنيا ليل مش هتخافي
بكت صبا لتقول : لازم ألحقك
ثم أغلقت باب السيارة وهي تركض والقلادة في عنقها مجدداً
تذكرت ما حدث قبل نصف ساعة
عندما إلتقطت القلادة بيدها من غصن الشجرة وقع الغصن وكاد يقع على رأسها ، أفداها ريان وابعدها ليستقر الغصن الغليظ على رأسه هو
ظلت تركض وهي تبكي حتى وجدت منزل صغير من القش على جانب الطريق ، تنفست بعمق وهي تفتح الباب وتقول ببكاء : حد هنا ! حد يساعدني حد يساااعدناا
كان المنزل فارغاً ، بل وكل شيء داخله قديم ومغبر
نظرت صبا حولها وفكرت يمكنها أن تبقى برفقة ريان حتى الصباح هنا ، قبل أن تخرج تعثرت قدميها في وشاح حرير أزرق ومنقوش بنقوشات ملونة ، قديم
إنحنت لتلتقطه وتنظر إليه بعينيها ، كان مهتريء ومليء بالأتربة ، ظلت تتأمله حتى عاد جديد بيدها !
فزعت ولكنها لم تستطع ، نظرت حولها ووجدت البيت نظيف ومرتب بل وشاع ضوء الشمس داخله
شهقت بصدمة لتجد فتاة قصيرة جسدها نحيل ، شعرها أسود طويل وتربطه من الخلف بذلك الوشاح
كانت تمسك بيدها ملابس مطوية وتضعها على الأريكة وهي تفتح النافذة
كل ذلك يحدث أما عينا صبا وكأنه فيلم ، لحظة ! كانت بطن الفتاة منتفخه ، لابد أنها حامل
عينا صبا تتابع الأحداث بإتساع وصدمه والدموع تنهدر من مقلتيها بصمت
دخل أحد الرجال ويبدو أنه شاب من باب المنزل ومر طيفه بجانب صبا التي كانت تنظر بصدمه ، ليحتضن الفتاه بهدوء
كانت صبا تشعر أنها داخل أحد الأفلام الرومانسية الدافئة ، ذات النهاية السعيدة
نظرت الفتاة خلف صبا بإبتسامة بهتت تدريجياً ، لتقف برعب وهي تحتمي خلف الشاب ، وفجأة يهتز جسد الفتاه وعيناها متسعتين بصدمة ، والشاب ينظر لها برعب
ليتلوث قماش ثوبها الابيض بدماء تخرج من بطنها
تنفست صبا بأنفاس متكررة متقطعه وهي تتابع المشهد الصامت
سقطت الفتاة أرضاً وهي تدمع وبطنها ملوث بالدماء وسقط الشاب بجانبها يبكي ، وعندما سقطت سقط من شعرها الوشاح
كانت صبا تتابع ما يحدث برعب وحزن على الفتاه
نظر الشاب خلف صبا وتحديداً لباب المنزل بقهر وحزن
نظرت صبا إلى باب المنزل لتجد ما جعلها تشهق ببكاء
كان فارس ، يقف بحال يرثى لها ويمسك بيده السلاح الذي قتل به الفتاة
أغمضت صبا عينيها لتفتحهما مرة أخرى ، كان الوشاح مازل في يدها ولكنه مهتريء كما كان ، والمنزل عاد قديماً
وضعت يدها على فمها وهي تبكي ثم وضعت الوشاح حول عنقها وخرجت ركضاً من المنزل
♤ في سيارة أنس
كان فارس لا يزال يجلس بجانب أنس في السيارة وأنس يقول له : حاول تتحكم في أعصابك شوية وخصوصاً قدام أمك
أزاح فارس يده عن أذنه بألم ليقول : أهو الوجع إبتدى يخف والدم وقف
فارس برعب فجأة : حاسب يا أنس هتخبط البنت
أوقف انس السيارة بصعوبة وهو ينظر للسيدة ذات خصلات الشعر الطويلة التي كانت تراودهم في الكوابيس ، تقف في منتصف الشارع ، ثم فجأة بدأت تقترب ..