وقت الذروة
الفصل الرابع عشر
شافها ف حلمه .. كان مستغرب
إزاي بعد الموت بتجيله ؟
إزاي سامع صوتها حقيقي
لما صداه ردد يناديله
_ نبيل عبد الحميد
" أنا لم أتغير ، أصابني النضج فقط ، تلك الدروس القاسية وكل ما حدث جعلني أفهم دوائر الكون بصورة أوضح
إن الأبتسامة التي تقابلني في وجه أحدهم ربما مصطنعه وليست جميعها نابعة من القلب ، وأن الطعنه التي تصيبك من الحبيب قتلها محتم ، لكنها من عدوك متوقعة "
_ نهلة جمال
نظر لهم ريان وهم يقفون أمامه وفارس يجلس أرضاً ويبكي
حتى أختفت الأصوات بالخارج ، جلس ريان أمام فارس ليقول : هتكمل وهتحكي أيه اللي حصل ! أنا لازم أعرف كل حاجه
رفع فارس رأسه وأكمل قائلاً : مش أنا اللي قتلتها ! مقدرش أقتلها دي حبيبتي
صبا بغيظ : البني أدم دا كل ما بيتكلم بيعصبني ! يجماعة أنا شوفت بعيني هو أنا كدابة يعني
ريان بغضب : أنا مش عاوز صوت ! كمل يابني
♧ منذ عدة أعوام
أمسك بيدها التي ترتجف وقال وهو ينظر إليها ليطمئنها : لو واثقة فيا يلا ندخل
ليال بخوف : واثقة فيك بس قلبي مقبوض ، عمري ما عصيتهم ومتخيلتش أتجوز كدا
فارس بنظرة حنين : يعني كنتي هتتبسطي بالفرح وأنا مش عريسك ؟
ليال بسرعة وبدون تردد : لا طبعاً ، عمري ما كنت هفرح وأنت بعيد عني
لم ينتظر ردها ليسحبها داخل المبنى ، حيث تم عقد قرأنه عليها
كان الكوخ خاص بوالده ولم يمانع أن يستقر مع زوجته به ، بحث عنها شقيقها وإبن عمها في كل مكان ولم يجدها ، إنهار والدها ووالدتها حزناً عليها
حتى مرت الشهور ، لينمو داخل جسدها قطعة منها ومن فارس ، كان فارس في كل ليلة يخرج ويعود في غضون ساعتين
يحضر لها كل ما تحتاجه من أغراض ، كانت فكرة مكوثهم في الكوخ فكرة مؤقته لكنها أصبحت شبه دائمة حتى تلد ليال بعد ما علم فارس أن شقيقها يبحث عنها ، ف فضل الذهاب لوالدها ووالدتها للتحدث معهم وإعطائهم خبر أنهم سيصبحون جدة وجد
ليال بذعر : لاا ، متروحش يا فارس والنبي ، إستنى لما أولد طيب عشان لو عملوا فيا حاجة إبني ميتأذيش
فارس بنظرة غير معلومة : إنتي بتقولي إيه ؟ دول أهلك يابنتي قلبهم مش حجر عشان يعملوا فيكي حاجة
ليال برجاء : عشان خاطري يا فارس ، إنت متعرفهمش أكتر مني ، صدقني أخويا عمره ما قلبه هيلين لما يعرف إني حامل وأبويا هيروح فيها
فارس بهدوء : ثقي فيا المرة دي ، صدقيني كل حاجة هتبقى كويسة وهتعدي ، وهفكرك إن قلقك دا كله كان ع الفاضي
ثم خرج من الكوخ وتركها ، كان ألم الحمل لا يضاهي ألم قلبها والذعر التي عاشت فيه في الساعات الذي ذهب فارس بيتها
♧ في منزل ليال
شقيقها وهو يمسك فارس من قميصة : حامل من مين !! أختي أنا حامل في الحرام ؟؟
أنزل فارس يده وهو يقول بغضب : في الحرام إيه ؟؟ أنا إتجوزت أختك عند مأذون على سنة الله ورسوله ، وإبني وأبنها إبن حلال
كانت والدتها تلطم على وجهها بينما والدها قدميه ترتجفان ولم يعد قادراً على تحمل المزيد
شقيقها بأعين حمراء : وحياة أمي لأدفنك هنا حيي ، هي فييين !
فارس : إهدى بقولك اللي بتعمله دا مش هيحل حاجه ! يجماعة أنا جيتلكم بنفسي وبقولكم متجوزها على سنة الله ورسوله يبقى ليه كل دا
والدها : حسبي الله ونعم الوكيل
أبعد فارس يد شقيقها عن عنقه ليقول : أنا عملت اللي عليا وكنت فاكركم هتقفوا جمبها خصوصاً إنها قربت تولد ، بس من الواضح إنكم هتفضلوا كدا ، أنا ماشي
ركب فارس سيارته ولحبه شقيقها بسيارة أجرة حتى علم أين يسكنوا
عندما خرج فارس في الليل كما يفعل كل ليلة ، وبعد نحيب وبكاء مستمر من ليال ، أغلقت باب الكوخ خلفه
كان الجو بارد للغاية ف اغلقت النوافذ أيضاً وهي ترتجف
ربطت شعرها بالوشاح وهي تجلس بإرهاق
تك تك تك
كانت تشعر بانقباضة في صدرها وهي لا تعلم أنها الساعات الأخيرة لها في الحياة
دقات الباب لتقول : هو إنت لحقت يا فارس أنا مفيش فيا حيل أقوم كل شوية
فتحت باب الكوخ ، لتواجهها صفعه من شقيقها أسقطتها أرضاً ، كانت تتنفس بسرعة وهي تحاول أن تقوم ولكن ثقل الحمل وإصطدامها بالأرض أصابوها بالخمول
حاولت أن تقوم ولكن شقيقها إنهال عليها بقدمه في كل أنحاء جسدها وهي كانت تتأوه بصوت متقطع
حتى سالت الدماء من بين قدميها لتلوث ردائها الأبيض
وضع شقيقها رأسه على حائط الكوخ ليقول ببكاء : مكنتيش أختي بس ، ليه عملتي كدا وكرهتيني فيكي
زحفت هي وتركته يحادثها لتخرج متأرجحة يميناً ويساراً ورادؤها ملوث بالدماء ، لم تترك باباً واحداً حتى طرقته لتستنجد
ولكن الناس داخل البيوت لم يساعدوها وتركوها بالخارج
حتى جاء شقيقها وأمسكها من شعرها ليجرها أرضاً بلا رحمة وكأن الشيطان أعماه عن أفعاله
كانت تلك أنفاسها الاخيرة ، في وسط كل ما يحدث لم يكن يهمها أن تنجو بحياتها ، فقط أرادت أن تلد ويصبح أبنها بخير
وصلوا الكوخ ليقذفها شقيقها أرضاً بقسوه ، وتخرج الدماء من فمها أيضاً
دخل فارس وظل واقفاً عند باب الكوخ بصدمة ينظر لليال الملوثه بالدماء ، والبكاء الصامت !
ركض تجاههم وهو يضرب شقيقها بعنف حتى أبعده عنها
وإنحنى ليحملها حتى لا يفقدها
ولكن شقيقها أخرج من جانبه سلاح ، ليطلق الطلقة الاولى منه على بطن شقيقته ، وهنا لم تتحمل ، وغابت عن الوعي
نزر لها فاؤرس بين يديه وهي فاقدة للروح ، وقبل أن يرفع رأسه كانت هناك طلقه في جانب رأسه وبالتحديد في أذنه
أما الطلقه الأخيره كانت من نصيب شقيقها ، أنتحر لإنه لم يتحمل كل ماحدث
♧ عودة للوقت الحالي
تيييييييييت * صوت صفير في اذن فارس ليضع يده على اذنه متألماً ويقول منفطراً من البكاء : ف ملحقتش أعيش معاها وملحقتش أشوف إبني والطلقه اللي أخوها ضربها في راسي
هي دي اللي بتخلي وداني تصفر وتجيب دم مبسمعش من غير ما اكل لبان زي ما الدكتور قال ، أنا تعبان وإتعالجت نفسياً عشان أواصل حياتي وأحاول أتعايش ، مش هقدر أتحمل ذنب موتها كمان أنا تعبان وهي وحشتني
إقترب منه ريان ليحتضنه بيده ويجعله يبكي بعمق
كانت صبا تبكي أيضاً وهي تحتضنه وتقول : أنا أسفه صدقني الشيطان صورلي اللي حصل بصورة غلط ، سامحني يا فارس
إهتز فراش سديم بقسوة ليقوم ريان وينظر لجسدها الضئيل الذي يهتز ، أحكم ريان بقبضتيه فراشها وهو يقول : سديم فوقي اللي بتشوفيه دا كابوس ، سديم فوقي متستسلميش وتسيبيني !!!