رواية وقت الذروة الفصل الثالث3 بقلم نهلة جمال


 

رواية وقت الذروة 

بقلم نهلة جمال 

الفصل الثالث 


إنتفض على الأرضية القاسية وهو يسعل ويحاول ألتقاط أنفاسه كمن هرب من الموت ! 

إنتفضوا أصدقاؤه من حوله وهم ينظرون حولهم محاولين إستكشاف أين هم الأن ! 

كان ريان يستند برأسه على ركبتيه وهو يتنفس بصعوبة بينما سديم تملس على ظهره بحنان وتقول : إهدى بس يا حبيبي مالك ؟ 

ريان بتنهد : هي فين البنت ؟؟





فارس وهو يقف وينظف ثيابه من الغبار العالق بها : مقصوفة الرقبة ؟ إحنا صحينا لقينا نفسنا نايمين في الشارع ومفيش مبنى ولا حاجة 

ريان بغضب : مفيش مبنى !!! 

تذكر ريان حديث الفتاة الصغيرة عندما قالت : وقت الذروة كوابيس موتيل بيتوجد ، قبل الصبح بيختفي 

غلغل أصابعة بين خصلات شعره الناعمة بينما سديم تقول بقلق : أهدى بس يا ريان ، المهم لازم نروح دلوقتي إحنا كدا بايتين برا يوم كامل ! 





وضع ريان يده في جيبة يتحسسه ، وجد السيجار الإلكتروني ومفتاح سيارته ف قام قائلاً : يلا ، يلا ندور على العربية 

سديم بقلق : طب إنت قومت من النوم مفزوع ليه ؟ 

نظر لها ريان بضيق ثم قال : كابوس وحش ، صعب أوي ..

نظرت لهم صبا وهم يتحدثون وشعرت بالضيق ، وتخيلت لو أنها هي من تقف بجانب ريان ويحكي لها ما يشعر به 

ساروا وراء ريان حتى وصلوا إلى منطقة السيارة 

لكن السيارة لم تكن متواجدة ! 





شعر ريان أنه سيفقد ما تبقى من عقله ف إلتفت لهم قائلاً : هو أنا ركنت العربية هنا صح ؟؟ 

فارس بصدمة : أيوه !! 

أنس بخوف : مش فاهم دا معناه أيه ؟

سديم محاولة تهدئة الوضع : تعالوا نمشي قدام شوية يمكن متلغبطين ولا حاجة 

ساروا جميعهم إلى الأمام ، مر نصف ساعة حتى توقف ريان وهو يغمض عينيه ويضغط على مفاتيح السيارة بيده بقوة 

سديم بتهدئة : يا ريان أكيد في حاجة غلط 




ريان بنفاذ صبر : كله بسبب زن الزفت دااا 

أشار لأنس الذي قال : أيوووه لبسها فياا بقى ، الرحلة دي يابا طالعه على حس فارس انا مجرد جمعتكم بس 

ريان بغضب : مكانش ليها تلاتين لازمة !!

شعرت صبا بالحزن ف أشاحت وجهها بعيداً ليقول فارس وهو يمضغ العلكة التي اخرجها من جيب بنطاله : إهدى بس ياعم ريان كلنا في نفس الهم مع بعض 

ريان وعو ينفث دخان سيجاره الإلكتروني : لا يا حبيبي أنتوا مش في نفس الزفت ، محدش فيكم عربيته ضاعت وصاحي على كابوس 




شعرن الفتيات بالخوف قليلاً ليهدئهم فارس قائلاً : متخافوش يجماعة هتتحل والله 





سار ريان بإتجاه مكان الموتيل المختفي ليسيروا وراؤه وتسأله سديم بخفوت : رايح فين بس 

ريان بسخرية : أنتي شايفة إيه ؟ موبايلاتنا في العربية والعربية مش موجودة والمنطقه كلها شبه بعضها مفيش حل غير إننا نرجع لمكان الموتيل ونستنى ! 

أنس بإنفعال : إنت بتستخف بعقلنا يعني ؟ مبنى ايه اللي نروحله دا !! ع أساس هيظهرلنا من تحت الأرض يعني !!!

ريان بغضب : اللي مش عاجبه ميجيش ورايا ..





ولكنهم ساروا وراؤه حتى لا يفترقوا في تلك المنطقه المعزولة 

بينما هم يسيرون قال ريان بيأس : منطقة كاملة مفيهاش بني أدم واحد غيرنا 

توقف ريان عن السير وهو يستجمع الأحداث برأسه ، ثم نفث الدخان من فمه وقال بهدوء : في حاجة غريبة ، العربية إتحركت إزاي والمفتاح معايا وكوتشاتها كلهم نايمين بسبب السلك الشائك اللي هو أساس نزولنا من العربية ، ولو الموتيل اختفى ليه مفضلناش جواه وإختفينا معاه ليه طلعنا برا 

فارس بتصفير : يخربيت دماغك يابني ، مفطوم ع الذكاء 





سديم وهي تخمس بوجهه : الله أكبر هتحسدهولي 

تأففت صبا بتعب ثم قالت : وبابا زمانه قلقان عليا 

ريان : متخافيش يا صبا ، والدك أكيد عارف أني معاكي ف مش هيكون قلقان 

ميلت رأسها وهي تنظر إليه ، رغم ثباته الأنفعالي وشخصيته المنمقة إلا أنه حنون 

نظرت لها سديم بغضب ثم أمسكت بذراع ريان وهي تنظر لصبا بتحدي وتقول : حبيبي حتى لو على دماغه هموم العالم بيعرف يصبر اللي حواليه كويس 





وضع ريان يده على يد سديم بينما شعرت صبا بنغزة في قلبها 

جلسوا في المكان الذي أستيقظوا فيه حتى شعروا بالنعاس 

لا يعلموا كم مر من الوقت ولكن عندما فتح أنس عينيه وجد نفسه داخل المبنى ، الجو بارد ، رائحة الصديء تملأ المكان 

والغبار ينتشر على الأرضية 

الغرف جميعها مفتوحه ولكنها مظلمة 

وصوت صرير كما لو أن أحدهم يجر شيئاً حديدياً على الأرضية 





كان أنس يقف والرياح من النوافذ المكسور زجاجها تحرك خصلات  شعره المجعدة ، صوت الصرير يزداد والزجاج المكسور المعلق على النافذة الخشبية يلمع ..

وفجأه يحترق !! 

ركض أنس وهو ينظر حوله وغير قادر على النطق ، ركض وإختبيء خلف أحد الجدران وهو ينظر بحذر من خلف الجدار 

وجد خصلات شعر طويلة سوداء تنجر على الأرضية ، وسيدة ذات رداء ابيض تمسك بسلسال من الحديد وتجره أرضاً ، مربوط بأخرة جثة لطفلة صغيرة وجهها ملوث بالدماء 





إتسعت عينا انس وهو ينظر لها ، وكلما سارت السيدة ذات خصلات الشعر الطويلة كلما تبدلت خصلة من شعرها إلى اللون الرمادي حتى توقفت ! وظهرها لأنس 

إعتدلت الجثة المعلقه في السلسال الحديدي ونظرت لأنس وهي تبتسم بحاجبها الذي يسيل منه الدماء 

كان انس يلهث وهو ينظر لهم .. 

ألتفت السيدة لتنظر لانس ، وكأنها كانت غاضبة لدرجة أمسكت بالسلسال الحديدي والجثة المعلقه به وحطمت به جميع نوافذ المبنى التي يمتلكها حريق النيران 





وضع انس يده على اذنيه واغمض عينه 

مر وقت قليل قبل أن يفتح عينه ليفاجيء بالجثة تقف أمامه وتقول بشكل متكرر : ليه ! ليه ليه ليه ليه ليه ليييه 


إنتفض أنس ووجد أصدقاؤه يحيطون به ويجلسون حوله ، كانت عيناه متسعتين اخرهم ف قال بنبرة مرتعبه : إحنا جوا الموتيل إزاي ؟؟ يلا نخرج من هنا يلا نخرج والنبي 

قال ريان : ليه ؟ 





بعد فارس : ليه ؟ 

بعدها صبا : ليه ؟ 

وهكذا 

وكأن الحلم يتحقق 

كان يلتقط انفاسه بصعوبة من بشاعة ما مر به ، ولكن مازاد رعبه او رعبهم بشكل اصح 

هو صرير الغرفه الرابعة الذي فتح وهم يجلسون في المبنى على أرضيته ..

                    الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>