رواية بنت المعلم الفصل الاول1والثاني2 بقلم حسناء محمد

 رواية بنت المعلم الفصل الاول1والثاني2 بقلم حسناء محمد 

لم الشمل  


في إحدى القري الشعبية في ريف مصر،  


بالأخص في منزل المعلم  سالم سويلم 




 أحد كبراء المنطقة الذي يبلغ من العمر 56 عاما، 





عُرف بالشخصية الصارمة والقوية، يهابه من يعرفه






 لقوه سلطته ، وبالرغم من منافسيه في السوق إلا أن 





اسمه له رونق خاص، فمصانع سالم للأعلاف لديها صدي في أرجاء الجمهورية 


كان المنزل علي مساحة كبيرة فهو أكبر منزل في القرية، يحاوطه سور حديدي تزينه الأشجار المقصوصة باحترافيه





 لتكون علي طولا وشكلا واحد، يتكون من أربع طوابق نفس التنظيم،





 الطابق الاول منفذ خصيصاً لتجتمع الأسرة بأكملها به، سواء يومياً أو الاجتماع الأسبوعي يوم 






الجمعة للعائلة، والطابق الثاني خاص بالسيدة (صباح) زوجة المعلم سالم الأولي وبناتها الثلاث، والطابق الثالث خاص بالسيدة 





( ناديه) زوجة المعلم الثانية وبناتها الثلاث، أما الطابق الرابع خاص بالسيدة ( نجاة) زوجة المعلم الثالثة وابنتها الوحيدة   


بالداخل في الطابق الاول كان يتميز بـ أثاث كلاسيكي مذهب، بطراز فخم، 






كان الجميع يعملوا علي قدم وساق بعجله فقد تخطت الساعة الحادية عشر صباحاً، ولابد من الانتهاء قبل خروجهم من صلاة الجمعة





 لتجتمع العائلة التي يترأسها المعلم سالم، فكانت عاده قديمة عند والده أن يجتمعوا يوم في الاسبوع، فأكمل المعلم سالم مسيرة والده في لم شمل العائلة حتي بعد وفاته 


بدأوا في تحضير المائدتين، واحده مخصصه للرجال، والثانية في الغرفة المجاورة مخصصه للسيدات 


كانت تقف تترأس علي رأسهم حتي لا تقترف احداهن خطئ فـ المعلم سالم لا يوجد في قاموسه خطئ، بالرغم من تجاعيد وجهها لم يخفي مرور العمر جمالها، من يرها يعتقد أنها أصغر من عمرها لقومها الممشوق التي لازالت تحافظ عليه، فإنها سيده المنزل الأولي (صباح) التي تبلغ من العمر 47 عاماً، كانت ترتدي عباءة من الحرير الخالص بلونها الأزرق مطرزه بخيوط من اللون الذهبي، وحجاب يحمل نفس لون، ولا يخلي ساعديها من أسوار الذهب مع سلسال ضخم يزين رقابتها 


: يلا يا ختي منك ليها خلصي، مش معقول بيت حريم الحاج سالم وبناته مش عارفين ينجزوا 


تذمرت ناديه التي كانت لا تقل جمالاً عن صباح كثيراً، تبلغ من العمر 50 عاماً ولكن كانت تتميز بلون بشرتها القمحي، وجسدها المملوء








 بعض الشيء، ترتدي عباءة باللون الاحمر الفاقع يشغلها تطريز يدوي أعطاها شكل مميز، بقلم حسناء محمد سويلم  وحجاب سكري نفس لون التطريز، ويزين رقبتها عقد من الذهب ذو تصميم ضخم ومعه اسواره التي تملئ ساعديها وبالإضافة لأكثر من خاتم في أصابعها،


نظرت إلي صباح قائله بسخريه: 


والله أنا مش عارفه ازاي بيت المعلم سالم يكون من غير شغالين


عقدت صباح حاجبيها بتعجب قائله بضيق طفيف: 

انا الـ مش عارفه ازاي بعد كل العمر دا كله لسا متعرفيش أن الحاج مش بحيب حد غريب يعمل حاجه في بيته 


اكتفت ناديه بالصمت غير راضيه عما يحدث فكيف لهن أن يهانوا في البيت وهن زواجات المعلم سالم، ولكن لا تستطع اعتراض قرارات صباح لأنها صاحبه الرأي في المنزل، فأخبرهم المعلم عندما تزوجهن أن صباح هي المسؤولة عن كل شيء ورائيها هو الصائب مهما حدث  


ابتسمت نجاة الجالسة بهدوء بجانبهم فهي تكتفي بالصمت دائماً، تارك المجال لهن في النقاش، تعد أصغرهم سناً وكانت مسك الختام كما أطلق عليها المعلم، تبلغ من العمر 41 عاماً،






 سحر المعلم بأعينها الرمادية التي أسرته منذ أن لمح طيفها، فقد قرر بعد




 زواجه من ناديه وانجبها لبناته عدم الزواج مره اخري، مكتفي لما أرضاه به الله







 من إنجاب بناته الست حامد الله علي رزقه، ولكن كسر قراره عندما رأي نجاة وشخصيتها الهادئة، كانت ترتدي عباءة باللون الجملي يتوسطها حزام نفس اللون، مظهرها رقيق جدا حتي المجوهرات الذهبية التي ترتديها رقيقه الي أبسط الحدود تدل علي شخصيتها   


كان منزل المعلم سالم يتوسط منزل أخويه الأصغر، فـ علي الجهة اليمنى يقبع منزل أخيه الأوسط المعلم (جابر سويلم) صاحب محلات الأدوات الصحية، كان في نفس فخامت منزل أخيه ولكن أقل في المساحة، مكون من طابقين فقط، الأول يمكث فيه وهو وزوجته السيدة ( زينب) وبناته خلود ابنته الوسطي، ومي الصغرى، والطابق الثاني خاص بابنه البكر سالم زوجته. 


وعلي الجهة اليسرى منزل المعلم (عبده) الاخ الأصغر للمعلم سالم ويعمل مع أخيه جابر تاجر في الأدوات الصحية، كان مساحة المنزل مثل منزل المعلم جابر ولكن مكون من ثلاث 








طوابق، الأول خاص به وزوجته السيدة (رحاب) والتوأمان سمر و سعد، والثاني خاص بابنه البكر سالم الذي سمي أيضاً علي اسم عمه، والثاني خاص بابنه الأوسط محمود وأسرته. 


دلف المعلم سالم محمحم بصوته الخشن، قائلا بصوت مرتفع لينتبهوا لقدومه مع بقيه رجال العائلة:

السلام عليكم يا أهل البيت 








اعدلت السيدة صباح حجابها عندما رأت أن المعلم اتي ومعه إخوته، قائله بترحاب: 

نورت يا حج اتفضلوا 


ثم افسحت لهم الطرق لتدلف للداخل تارك المجال لهم، دخل المعلم سالم ليجلس علي المقعد الرئيسي، ثم اتبعه أخويه ليجلس كل واحد علي جهة، وبعد ذلك تدلف شباب العائلة ليجلس كل منه في مكانه بالترتيب،


فكان علي اليسار المعلم جابر وبجانبه ابنه سالم الذي لم يكتب الله له الإنجاب، وحاول بأكثر من طريقه سواء بالعقاقير أو العمليات الجراحية ولكن دون فائدة فـ أرتضي بقضاء الله عكس زوجته نيره التي مازالت تحاول 


ويميناً المعلم عبده وبجانبه ابنه سالم وتبعه أخيه محمود ثم سعد، وبعد ذلك طفلي سالم حسن وحسين ثم راغب طفل محمود 


ما أن جلس كل فرد في مكانه حتي استعموا لصوت اتي من الخارج كان لـ للحاج صبري زوج دولت اخت المعلم سالم، ثم تبعه أولاده أحمد متزوج من هند بنت المعلم سالم ولكن لم ينجب








 بناء علي رغبته هو وزوجته، ومعتصم متزوج من سحر ابنة عمته وانجب سلين وايلين وساجد، بعد الترحاب جلس الحاج صبري في مكانه المعتاد المقعد المقابل للمعلم سالم وبجانبه اولاده


ثم اتبعهم مرتضى زوج مها ابنه المعلم سالم، يعمل في إحدى محلات المعلم






 كموزع، بعد أن ألقي التحية، أجلس سالم وسامر أولاده ثم جلس هو الآخر


بعد أن تجمع كل أفراد العائلة بدأ المعلم سالم بالتسميه ليشرعوا في الأكل من مائده مليئة بـ اشهي المأكولات وألزها، 


بقلم حسناء محمد






 

في الغرفة المجاورة  كانت الطاولة منقسمة إلي صفين، تترأس الصف الاول صباح وبجانبها ناديه ونجاة، ثم أخت المعلم





 دولت وابنتها ريهام التي لم تتزوج لسبب ما، ثم تتبعها زينب زوجة المعلم جابر وابنتيها خلود المعقود قرانها، ومي التي تمت خطبتها حديثا، تتبعها نيره زوجة أخيها سالم، 


وأخيراً رحاب زوجة المعلم الأصغر، وابنتها سمر التي مازالت في المرحلة الثانوية منذ عامين بسبب روسبها، تاليها ندي زوجة أخيها سالم تحمل ابنتها الرضيعة، ثم مياده زوجة محمود وبجانبها ابنتها هاجر، 


 أما الصف الثاني كان مخصص لبنات العلم سالم فقط، جلسن بالترتيب فكانت أولهم ابنه المعلم البكر من صباح (هند) تبلغ من العمر 30 عام تخرجت من كليه التربية بتقدير امتياز،  تشبه أمها إلي حد كبير، ولكن بطبع أبيها لذلك جعلها تشرف علي المصنع بشكل عام، متزوجه من أحمد ابن عمتها وقرروا عدم الإنجاب إلي أن تستقر الأوضاع بينهم بالرغم من مرور أربع سنوات علي زواجهم







، كانت ترتدي عباءة ذات طراز خليجي باللون الزهري فقد عرفن بنات المعلم بالزي الخليجي في ثيابهم التي تأتي لهم من الخارج خصيصاً لهم، وبما أن الرجال لهم مجلسهم الخاص سمح







 المعلم لهن بالجلوس من غير حجاب، تتميز هند بشعرها المجعد الطويل التي ترفض تماماً رأي إخوتها في معالجته بالكي أو ما شابه، وبالتأكيد لا يخلو عنقها من المجوهرات الذهبية وكذلك ساعديها

 

وبجانبها أختها (مها) التي تبلغ من العمر 28 عاما، تخرجت من كليه التجارة ثم أكملت لتحصل علي درجة الماجستير في إدارة الأعمال بتقدير جيد جدا، متزوجه من مرتضي، شبيها لأبيها إلي حد ما ولكن اخذت لون بشره والدتها، تشرف علي توزيعات المصنع الخاص بوالدها في أنحاء الجمهورية، كانت ترتدي عباءة مثل هند ولكن






 بالون البنفسج، تاركه شعرها القصير الذي يصل لأول كتفيها الحرية، واكتفت بسلاسل بحرفها وحرف زوجها من الذهب يطوق حلو عنقها 


تتبعها (خيريه) التي أصر المعلم علي تسميتها علي اسم والدته التي تعاني بسبب هذا الاسم حتي الآن، تبلغ 26 عاما، تخرجت من كلية الآداب مشرفه علي رواتب العمال في المصنع، تأخذ مزيج من المعلم والدتها






 لتصبح أكثرهم فتنه وجمال بقومها الممشوق وبشرتها الخمرية، وغمازات والدها، تتمتع بخفه الظل ولا يخلو الوقت من مزاحها الدائم، ترتدي نفس العباءة الخليجية ولكن لونها أسود، مصفصفه شعرها الأسود بأطرافه الحمراء علي هيئة ذيل حصان، بالإضافة إلي مجوهراتها 







بجانبها أخواتها من الاب وأولهم (أمل) ابنه ناديه البكر، تبلغ 23 عاماً، تخرجت من كلية تمريض ولكنها قررت العمل مع والدها بدل من تخصصها، فـ المعلم سالم عرف بأن من يشرف علي عمله هن بناته فقد علم كل واحده منهن شيء ليشرفن السبع علي تجارته وهو يترأسهم، هادئة الطبع عكس والدتها، تشرف علي مستلزمات وأدوات المصنع








، اختارت الفضي ليكون لون عباءتها، مصفصفه شعرها علي هيئة كعكه ، بالإضافة إلى عقد من الذهب الابيض علي شكل قلب صغير يزين عنقها، معه الاسوار والخاتم الخاص به


تتبعها (مروه) ابنه ناديه الوسطي تبلغ 22 عاماً، تشبه والدتها حتي قومها المملوء أخذته منها كما تعتقد هي، لسانها سليط ودائماً توقع نفسها في مشاكل، مسؤوله عن نقل منتج المصنع الي الموزعين والتجار، اختارت اللون الفيروزي ليميز عباءتها، والمجوهرات الضخمة ذات المنقوشات الكثيرة من الذهب، تركت شعرها المصبوغ باللون البني المصفف بعنايه من قبل المتخصصة التي تأتي إليها خصيصاً كل يوم جمعه لتهتم بزينتها، 


ثم (رحمه) اصغر بنات ناديه تبلغ 21 عاما، فكانت ناديه تنجب كل عام بعد كل فتاه اعتقاد بأنها ستنجب صبي لتفرح المعلم ولكن







 مشيئة الله غير ذلك، تدرس في كليه الحقوق آخر عام، تشرف علي مراجعة الأوراق المالية للمصنع، تشبه مروه إلي حد ما في الشكل فقط،  اختارت اللون 





الكشميري لعباءتها، مصفصفه شعرها على هيئة سنبله فهي تتميز عنهم في نعومة شعرها بلونه الاسود الممزوج بخصل شقراء مصطنعة، 








وأخيراً مسك الختام والمدللة لدي المعلم (حسناء) ابنه نجاة الوحيدة التي لم تستطع الانجاب بعدها اثر تدهور حالتها الصحية أثناء الولادة مما أضطر إلي إزالة الرحم حفظا علي سلامتها، تمني المعلم أن ترث لون أعين والدتها ولكن اخذت لو عينيه بدلا منها، تبلغ 18 عاماً قررت التقديم في كليه التجارة بعد أن انتهت من الدراسة الثانوية للتو، تشبه والدها في ملامحه بعض الشيء ولكن برقه جمال والدتها وبشرتها البيضاء، اختارت اللون الاصفر لعباءتها، تاركه الحرية لشعرها الأسود الذي يصل لمنتصف ظهرها ممسكته بمشبك من المنتصف، مرتديه حول عنقها السلسال الذي صممه والدها إليها خصيصاً من محل الذهب ليكون علي اسمها مرصع بحجر ماسي بقلم حسناء محمد سويلم 


وفي النهاية سحر زوجه معتصم وابنتيها سلين وايلين 


شرعوا في الأكل تحت أنظار كره وحقد دفين،  مع أنهم في منزلهم الا أن أنفسهم المريضة لا تري سوي رفاهيتهم وثيابهم الباهظة بالإضافة للمجوهرات التي لا تحصي لكل واحده منهم 


************************************* 


بمجلس الرجال بعد أن انتهوا من الطعام دلفوا لغرفة الصالون ليعطوا مساحه كافيه للنساء في تنظيف المكان 


وضع الحاج صبري كوب الشاي من يده، متسائلاً للمعلم سالم : 


ها يا معلم قولت ايه في موضع صفوت وامل 








انتبه الجميع منتظرين قرار المعلم، فـ صفوت يكون ابن عمدة القرية المجاورة لهم وتقدم لطلب يد امل منذ اسبوعين، رمقه المعلم لبرهه مردف: 


والله يا حج صبري انا مش موافق، ياريت تبلغهم ان مفيش نصيب 


فتح المعلم عبده عينيه علي وسعهم من قرار أخيه فما ينتظر  لبناته فهذا العريس العاشر الذي يرفض لاحداهن، أردف بضيق طفيف احتراما للمعلم: 


ليه يا اخويا يعني الشاب ابن العمده ومبسوطين وكله شهد بأخلاقه ترفضوا ليه 


أردف المعلم بنبره لا تحتمل النقاش: 


وأنا شايف أنه مش مناسب لبنتي 


صمت عبده غير راضي عما يفعله اخيه، فقد يفوت احداهن قطر الزواج بسبب تفكير أخيه، وهن من أكبر عائلات المنطقة، ومن في عمرهم وأصغر معهم أولاد الآن، 


نظر جابر لأخيه متعمد تغير الحديث: 


صحيح يا معلم هتعمل ايه مع الراجل الاسمه سيد ومراته 


اقتضبت ملامح وجه المعلم، قائلا بضيق : 


والله لاوريه النجوم في عز الضهر وأعرفه ازاي يكسر كلمتي ويضرب مراته تاني 


سألهم الحاج صبري بفضول: 


هو مش الواد الـ كان مغضب مراته الشهر الفات 


أشار جابر اليه قائلا: 


ايوا هو زي ما يكون استحلي الموضوع دا مفيش غيره في البلد 


اجابه المعلم سالم بجمود : 


صبره عليا ولو محرمتوش يبص جمبه مبقاش المعلم سالم سويلم 


أردف عبده قائلا بمكر استطاع فهمه المعلم: 


دا بيقولوا راح اشتكي للمعلم عزيز وأنه مش عجبك كلامك 


ابتسم المعلم بثقه قائلا بمخزي اسكت عبده : 


والله لو في حد يعرف قدامي ويكسر كلامي يوريني نفسه يا عبده 


حينها لو استطاع جابر توبيخ أخيه الأصغر علي حديثه الاهوج لفعلها،






 فهو دائما يختلق المشاكل مع سالم لشعوره بالغيرة من أملاكه وسلطته والجميع يعلم بمشاعره، حتي



 سالم ولكن يتغاضى عنها بإرادته فمهما من حدث لن يسمح بتشتيت عائلته طيلة حياته، 






الفصل الثاني 



في مكان آخر ليس ببعيد عن منزل المعلم سالم في 





نفس القريه، منزل المعلم (عزيز) صاحب محاجر مخصصة في أدوات البناء ومستلزماتها، كان المنزل  ذو طراز فخم، مكون من




 سبع طوابق محاوط بسور ضخم، ويصل السبع طوابق مصعد كهربائي، الطابق الأول للمعلم عزيز وزوجته (حسنيه)،

والطابق الثاني لابنه البكر (يعقوب) يبلغ من العمر 29 عاما ويشرف علي اعمال





 والده هو وإخوته، لم يتزوج حتي الآن بالرغم من ضغط والديه الانه يري أنه ليس مستعد أو ربما لم تأتي من تخطف فؤاده، 






والطابق الثالث لابنه الأوسط (علي) يبلغ 27 عاما يعمل مع والده أيضاً متزوج من منال إبنه عمه، وانجب عزيز ويعقوب، وينتظر الثالث كي ينير أسرته الصغيرة،





والطابق الرابع لابنه الثالث (عبدالله) يبلغ 25 عاماً متزوج هو وعلي في نفس اليوم وايضا من اخت منال الصغري ميمونه، انجب تؤام ريم ورنيم 

والطابق الخامس لابنة المعلم( مايسه ) فعندما تزوجن بناته شرط أن يعيش معه في نفس المنزل، وبناء علي رغبته جهز الثلاث طوابق الأخري لهن، تبلغ مايسه 22 عاما لم تكمل رحلتها الجامعيه بناءً علي رغبتها متزوجه من يوسف يعمل محاسب في أحدي شركات التأمين، أنجبت كريم واياد 





أما الطابق السادس لـ (فايزه) تبلغ 20 عاماً متزوجه حديثاً هي واختها الصغري، في عامها الثالث في كليه العلوم متزوجه من ابن صديق والدها سليمان يعمل في مجال خاص به 

واخيرا الطابق السابع لـ (سميه) ابنه المعلم الصغري تبلغ 18 عام وما ان تمت السن القانوني حتي تزوجت حامد ابن عمدة القريه خاصتهم، يأتي هو وزوجته كل يوم خميس وجمعه ليقضوا معهم فقط، لانه لن يستطع ترك والده وخاصه أنه ابنه الوحيد 

******************************

صدح صوته الغاضب يعم في أرجاء المكان بضيق، بالرغم من محاولة يعقوب بتهدأته وتوضيح الأمر إليه بهدوء: 

يا ابويا اهدي بس لما نتأكد الاول 

اجابه المعلم عزيز هادراً بعنف: 

اهدي ايه بقا أنا المعلم عزيز يكسر كلامي ويخليه يروح لمراته أنا مش قولت يطلقها ماشي يا سالم يا انا يا أنت في البلد دي  

أردف يعقوب بضيق من الأسلوب الذي يتعامل به كلا من والده والمعلم سالم: 

بصراحه يابا انت هو غلطنين يعني دا مش اسلوب كبرات بلد بتحل مشاكل دا انتو حيرتوا الراجل واحد يقوله طلق والتاني يقوله لا 

هب عزيز واقفا ممسكا بعصاه المغلفه بالجلد الطبيعي لتتكيف مع قبضته، قائلا وهو يخرج من بهو منزله: 

انا هعرفه يحط رأسه براسي ازاي بقلم حسناء محمد سويلم

وقفت حسنيه الجالسه في صمت مرتبه علي كتف يعقوب قائله بترجي: 

روح يا بني وراه احسن يتخانق مع سالم واحنا مش ناقصين

ضجر يعقوب من هذا السيناريو في كل مره يجلس والده مع المعلم سالم وكبراء القريه ليحلوا مشكله، لتشتعل النار بين الاثنين، ارتدي حذائه الاسود اللامع خارج خلف أبيه الي مكتب المعلم سالم فهو يعرف الي ما ينوي والده فعله،

يتميز يعقوب بأنه أطول إخوته واكثرهم وسامه، ببشرته القمحيه ولحيته المهندمه، واعينه العسليه المحاوطه باهداب كثيفة، وأيضاً ذو قوام ضخم بعض الشئ فمن يراه يتعقد أنه يمارس الألعاب في الصالات الرياضية ولكن لكثره عمله في المحاجر مع العمال من صغره تكون جسده علي الصلابه والقوه، 





ما أن اقترب من المكتب حتي استمع لصوت والده، رفع يده يعدل من لياقة جلبابه الرجالي زيه المفضل أثناء يومه، ثم استأذن بالدلوف فأشار له المعلم سالم بالدخول متجاهل صياح عزيز،

نظر إليه عزيز بغضب من تجاهله قائلا بضيق:

من الواجب يا سالم لما المعلم عزيز يكلمك ترد عليه 

ضحك المعلم سالم بسخريه موجه حديثه الي يعقوب مما أثار بركان عزيز الي حد الإنفجار: 

تشرب ايه يا يعقوب ميصحش تكون في مكتبي ومتضيفش 

أردف يعقوب اليه باحترام : 

تشكر يا معلم خيرك سابقك، وبعدين انا مش غريب عشان اضايف 

دائما يعجب المعلم سالم بردود يعقوب وأسلوبه الرزين، وحنكة عقله عكس والده المتسرع، فمن يراه لا يصدق أنه إبنه

نفذ صبر عزيز ليقول بصوت مرتفع : 

بقولك ايه احنا مش جاين نضايف انا عايز افهم ازاي تكسر كلامي من أمته وفي حد بيدخل في قرار التاني يا سالم 






وقف سالم تارك مقعد مكتبه ليجلس مقابل عزيز قائلا بهدوء: 

اقعد يا عزيز 

أردف عزيز بغضب: 

مش قاعد انا.....

قاطعه سالم بصرامه: 

اقعد يا عـزيـز مش بحب اعيد كلامي كتير 

انصاع إليه عزيز بحنق قائلا: 

قعدت 

نقل سالم بنظره الي يعقوب موجه حديثه له: 

ابوك بيحكم ظلم يا يعقوب ومش عايز حد يكسر كلامه 

رد عليه عزيز بغضب: 

مين الـ يحكم بظلم ما تتكلم عدل يا سالم 

هب سالم واقف بنفاذ صبر قائلا بصوت مرتفع جاء علي اثر اخويه جابر وعبده الذي يقع  أحد محلاتهم بجوار مكتب سالم: 

فوق لنفسك يا عزيز دا لا عاش ولا كان ولا لسا اتخلق الـ يتكلم معايا كدا 

وقف يعقوب محاول تهدأت الوضع: 

صلوا علي النبي يا معلمين ميصحش صوتكم يعلي والناس تتفرج 

اقتضبت ملامح جابر سأل سالم : 

في ايه يا معلم 

كاد عزيز يجيبه ولكن قطع عليهم أحدي صبيه المعلم سالم اتي بعجله قائلا بفزع : 

الحق يا معلم في شويه شمحطيه من برا البلد بيتخنقوا مع الست رحمه والست مي 

انتفض المعلم سالم مهرول بعجله واتبعه إخوته والمعلم عزيز يعقوب، فمهما حدث لا يرتضي علي بناته سوء مثلهم بنات المعلم سالم 

********************************* 

في منزل الحاج صبري

كانت تجلس في غرفتها شاردة الذهن بالرغم من مرور أربع اعوام علي زواجهم الا أنها لا تستطع التأقلم علي أنه أصبح زواجها حتي هو تشعر منه دائما بالفتور، كأنها ايام تقضي بينهم لا زوجين يبنون




 مستقبلهم 

دلف الي الشقه الخاصة بهم كان يعمها الهدوء فالقد اعتاد علي ذلك حياه ممله ولا يوجد بها سوا المشاحنات بينه وبينها 

خلع حذائه واضعاً إياه في المكان المخصص، ثم جاب بنظره يبحث عنها، ولكنه لم يجدها فاتجه لغرفتهم ليفتح الباب برفق، ابتسم بسخرية فـ حتي أنها لم تشعر بدلوفه غارقه في احلام اليقظة خاصتها، تمني لو يستطيع قراءة أفكارها أو يعرف ما يدور بداخل عقلها 

: اسف أن هقطع عليكي احلامك الورديه لكن ممكن تحضري الاكل عشان جعان 

فزعت هند من مكانها فإنها حقا لم تشعر به، رفرفت باهدابها بتوتر قائله بتعلثم: 

أنا يعني مسمعتش الباب وأنت داخل 

اتجه احمد للخزانه ليأخذ ثيابه ذاهب للمرحاض، مردف بصوت ساخر: 

مش هتفرق يا هند طول عمرك مش سمعاني 

ظلت تنظر لأثر خطواته حتي اختفي منه أمامها، وبخت ذاتها علي تلك الساذجة التي تقع نفسها بها كل مره يدلف للمنزل يراها غارقه في أفكارها، بقلم حسناء محمد سويلم نظرت إلي ذاتها في المرأه لتتأكد من مظهرها ثم ذهبت لتحضير الطعام لكي لا تتأخر وتستمع لكلماته السليطه 



******************************** 

كانت تمشي معاها بضجر رغما عنها، بعد الكثير من الضغط انصاعت إليها اعتقاد منها بأنها ذاهبه للتسوق، ولكنها لم تعلم بما تخفيه من في مثابة أختها قبل أن تكن ابنة عمها،

تأفأفت رحمه بضيق قائله بضجر:  

انا مش فاهمه ايه لازمته نمشي ما كنا ركبنا العربيه وسعد ولا محمود وصلنا يا مي 

تعلثمت مي مبتسمه بسماجه: 

يا رحومه احنا مخرجناش مع بعض من زمان قولت نرغي عبال ما نوصل وكدا

لوت رحمه فمها بتهكم، فهي تعلم أن مي تكمن بمشاعر كره اتجاهها ولكنها اكتفت بالصمت، حتي وجدت مي تقف قائله: 

اهو وصلنا 

نظرت رحمه اليها بتعجب ثم جالت بنظرها فهن يقفن في منتصف طريق زراعي فاصل بين قريتهم والقريه المجاورة، سألتها بعدم فهم : 

وصلنا فين يا بنتي 

أشارت مي بيدها وعلي ثغرها ابتسامة ساذجه : 

اهو 

تطلعت رحمه إلي مكان اشارتها لتجحظ عينيها بفزع 
*******


                      الفصل الثالث من هنا
            



تعليقات



<>