رواية وقت الذروة الفصل الثالث عشر13 بقلم نهلة جمال


 

وقت الذروة 

الفصل الثالث عشر 


كان سنّك كام 

ساعة ما فهمت ان الايام

مهما بيحصل

ماشية لقدّام!

_ نبيل عبد الحميد 


" الأيام اللي كنا فاكرين في وقت مرضنا وإكتئابنا أنها مش هتمر أهي عدت ! هي فعلاً سابت ندوب الألم واضحه في قلوبنا بس كملنا موقفناش ، حبيبتك اللي كنت بتحلف إنك هتموت من غيرها وهتتقتل لو شوفتها مع حد غيرك إتجوزت ! بالرغم من كدا إنت بتصحى كل يوم الصبح وبتلبس بدلتك




 المُهندمة وبتروح شغلك ، تمر ع الساعي وتشرب الشاي وترجع بيتك أخر اليوم ، الأوضة الضلمة اللي كانت دايماً عقاب لينا وإحنا صغيرين عشان مخلصناش طبق أكلنا بقت هي راحتنا النفسية دلوقتي 

كل حاجة إنت خايف منها هتعدي وخوفك هييجي يوم ويختفي ، بس هيسيب مكانه بلادة الشعور ، هتكون إنسان فارغ مهما إتأذيت مش هتحس بحاجة " 

_ نهلة_جمال


لم يترك ريان الصدمة تجمدهم ك المانيكان لذا لم يتردد لحظه في أن يفتح باب غرفة سديم ويسحبهم للداخل 

كانت الإضاءة تهتز داخل الغرفة إثر ما يحدث خارجها لكن ريان لم يكترث وهو يوجه حديثه بقسوة تجاه صبا ليقول : إيه اللي قولتيه برا دا ؟ من إمتى بنتهم حد من صحابنا وبنشك ف بعض ؟

أضاف أنس مؤيداً لحديث ريان : ثم إن فارس مستحيل يعمل كدا ، دا أطيب واحد فينا 





أخرجت صبا الوشاح المهتريء من جيب معطفها لتقول : وبالنسبة ل دا ؟ مش شكله مألوف بالنسبالك يا فارس ! 

رفع فارس رأسه ثم لانت ملامح وجهه الغاضبة وهو ينظر بحنين لوشاح الشعر ، كان يستنشق هواء الغرفة كما لو أن عبيرها مازال يحاوطهم 

نظر الباقون له منتظرين تفسيراً للدليل بيد صبا ليقول فارس وسط إهتزاز الضوء والأصوات التي تحدث في الخارج : دا وشاح ليال ، دا وشاح حبيبتي 


♧ منذ عدة أعوام 


صوت حليم من هاتفها في الشرفه يصدح 🎵 شوف بقسنا فين يا قلبي وهي راحت فين ، شوف خدتنا لفين يا قلبي وشوف سابتنا فين ، لا جراحنا بتهدى يا قلبي ولا ننسى اللي قات يا قلبي شوف 🎵





كانت تحادثه عبر الرسائل وتكتب قائلة ( ماما سبقتني وراحت السوق قبلي ف مقدرتش أشوفك ) 

ليرد هو قائلاً : ( مش فاهم ليه والدك رفضني ! أنا فاضلي سنة وأتخرج وفهمته إني بجهز شقتي ! ليال إوعي تتجوزي غيري ) 

ردت هي قائلة :  ( الموضوع مش فلوسك وشقتك ، هو مدي كلمة لإبن عمي وأخويا الكبير موافق عليه ف أي عريس غيره مرفوض ) 


طب وإنتي ! 


كتب تلك الكلمات منتظر ردها ، وأخبرته أنها على إستعداد أن تواجههم جميعاً من أجل أن تصبح معه 

أغلقت هاتفها وخلعت الوشاح عن رأسها ، ثم ذهبت لتمشطه ، بينما هاتفها قام تلقائياً بتشغيل الأغنية التالية لحليم أيضاً 🎵 في يوم .. في شهر .. في سنة .. تهدى الجراح وتنام ، وعمر جرحي أنا .. أطول من الأياام 🎵






في الجهة الأخرى كان فارس يدخن سيجار في شرفة غرفته ، وعقله يتحرك ك عقارب الساعة محاولاً البحث عن حل 

لابد من تحمل بعض المخاطر من أجل أن يبقى معها ، لكن هل ستتحمل هي ما سيطرحه عليها !

صباح اليوم التالي 

كان يسير في الشارع وهي تسير بجانبه ، تتحدث عن يومها ك المعتاد وهو منشغل بتدخين سيجاره ، مدت يدها إتجاه فمه لتقذف بالسيجار في الارض وتدهسه بقدمها ثم وقفت أمامه وكتفت يديها لتقول : أولاً أنا مبحبش الراجل اللي بيدخن ، السجاير بتغطي ريحتك ودا شيء بيضايقني ، ثانياً يا أستاذ من ساعة ما خرجنا وإنت ساكت مبتنطقش ، في حاجة مضيقاك ؟ حصل حاجه في البيت  ؟ 






رفع فارس رأسه ليتأمل ملامحها الخمريه وعيناها السوداء الصغيرتين ثم قال بلا مقدمات : تتجوزيني ؟؟ 

أبتسمت هي بسعادة لتقول : إنت عارف إني موافقة بس مشكلتي بابا وأخويا 

ظل فارس ينظر إليها لبرهة ثم قال : مش لازم موافقتهم ، إنتي كبيرة كفاية 

سحبت يدها من بين اصابعه لتنظر له بضيق وتقول : مكنتش متوقعة إنك شايفني كدا ! أتجوز من ورا أهلي يا فارس ؟ 

فارس محاولاً أقناعها : إفهميني !! معنديش أي حل تاني ، إتقدمتلك تلات مرات وأبوكي رفضني انا تعبت ومش عاوز اشوفك بتتجوزي إبن عمك دا 






جائت لتذهب من أمامه ولكنه سحبها وهو يضع جبهته على جبهتها : فكري ، أنا مش عاوز حاجة تأذيكي ولا تاخدك مني ، بس إحنا كبار كفاية نتجوز ونبعد عن اهلك اللي محددين مصيرك ، لو بتحبيني زي ما بحبك فكري 

رفعت رأسها لتقول بتنهيد : لازم اروح دلوقتي ، أخويا زمانه قرب ييجي عشان هيفاتح بابا في المشروع بتاعه 

فارس بتساؤل : أخوكي هيعمل مشروع ؟ 

ليال : أيوة ، الفلوس اللي معاه هيفتح بيها موتيل ، بس لسه بابا ميعرفش عن الموضوع ولسه مستقرش على اسم 





♧ الوقت الحالي 

ريان بأعين لامعة : كوابيس موتيل ! 

فارس بدموع : أيوة ، دا مشروع أخوها اللي كان هيفتتحه 

بس ملحقش ! 

تالين بشفاه مرتجفه : م ملحقش ليه ؟ 

صبا بغيظ : تلاقي الراجل اللي ليال اتقتلت معاه دا ابن عمها وتلاقيه قتل اخوها كمان 

وضع فارس يده على وجهه ليكمل بكاؤه بحرقة ، بينما ظل ريان ينظر لهم متجاهلاً الأصوات المخيفة بالخارج 

ريان الحاكم  ، العقل الذكي 

                  الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>