رواية الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم حسناء محمد


رواية #بنت_المعلم
صلوا على النبي 🤎
الفصل الحادي عشر
والثاني عشر
بقلم حسناء محمد





 (11) :

: محمود 

شعر لوهله أن قلبه قد توقف عن النبض لمجرد 




استماعه لصوته، دار بجسده ليجد عمه جابر يقف 






وعلي وجهه معالم الاستفهام، أخذ نفس عميق ثم قال بجمود : 








نعم يا عمي 

تقدم جابر منهم ثم تطلع الي مروه المذهولة وكأنها في عالم أخر، رجع مره أخري ينظر إلي محمود بريبه: 








أنت بتعمل ايه هنا، ومش مع أخواتك ليه عشان تستلم الشغل الجديد 







رمق محمود مروه بضيق، حتي اليوم المعهود بالنسبة له في اعترافه لها بحبه لم يستطع به، ولكن قد حسم أمره في سلك طريق آخر إليه : 








أبدا كنت عايز عمي سالم في موضوع مهم 

رفعت مروه نظرها تطلعه بتعجب من حديثه، خطر في بالها شئ ولكن سرعان ما نفته، لعدم استطاعته الوقوف أمام والدها، وأخيراً رجع صوتها مره أخري بعد أن تاهت في اعترافه الغامض قائله بهدوء : 

عن اذنكم 










عندما رحلت من أمامهم أكدت شكوك جابر بأن هناك شيء خفي، فمنذ متي ومروه تتمتع بالهدوء!! 

نظر الآخر بجمود ثم قال وهو يتحرك باتجاه منزله : 

عمك في المجلس الخارجي ومعاه ضيف، ومش هيوافق متتعبش نفسك 

ظل محمود يتأمل خطاه بضيق حل علي صدره، لقد سمعه عمه وقرر رفض أخيه قبل أن يتفهم مشاعره، سار خارج المنزل يعود إلي عمله، لحين عودة والده فاليوم لن يمر دون أن يفصح عما بداخله، 

؛*******

عودة إلي المجلس دلف المعلم سالم مرحب بضيفه  قبل أن يراه : 

يا مرحب بيك 

وقف عامر باحترام يمد يده محي إياه : 

أهلاً بيك يا معلم 

تذكره سالم مطلع إليه ليبادله السلام، ثم أشار إليه بالجلوس مره اخري قائلاً بهدوء: 

اتفضل، خير بلغوني بوجودك 

تنحنح عامر مردف باحترام وتقدير إليه فهو يعلم مكانته جيداً : 

بصراحه من غير لف أنا جاي لحضرتك عشان أكد أن جاهز اشتري أملاك عباس واتمني موافقتك عشان أهل البلد يوافقوا 

تأمله سالم لبرهه مردف بهدوء : 











أنا مقدرش ادخل غريب يشتري هنا في البلد وأهلها أولي بيها 

فهم عامر سبب رفضه فتحدث موضح : 

طيب ما أنا من البلد برده بس سافرت من كذا سنه 

تعجب سالم من ذكره أنه أبناء أحدي القرية، وأنه لا يتذكره ولكن ملامح وجهه مألوفة عليه أو يشبه أحد يعرفه، 

علم عامر ما يدور في رأسه من أسأله فقدم نفسه بتفصيل : 

أنا عامر عبدالله الخولي، ابن أخت عباس 

وقف سالم بعدم تصديق يسأله مره اخري : 

ابن عبدالله محمد الخولي 

وقف عامر أمامه متعجب من تغيره المفاجئ، والصدمة التي حلت علي ملامح وجهه : 

ايوا، حضرتك استغربت كدا ليه 

اقترب سالم محتضنه بحفاوة، مرتب علي كتفه بترحاب : 

يا اهلا بأبن الغالي 

بادله عامر الاحتضان ومازال متعجب فسأله بفضول : 

حضرتك تعرف والدي 

امأ اليه سالم مأكد : 

دا كان أخويا الله يرحمه، هو صحيح بعد ما سافر اسكندريه بعدنا عن بعض بحكم الاشغال، لكن معزته وغلاوته كبيره والله 

ابتسم عامر مردف : 












دا شرف ليا 

أشار سالم إلي باب المجلس الداخلي للمنزل قائل بأمر لا يحمل النقاش: 

يلا دلوقتي ندخل في مجلس البيت وبعدين نتغدا ونشوف موضوع عباس لان أمر سهل 

نظر إليه بعدم فهم من مخذى حديثه، ثم انصاع إليه متجه خلفه تارك أمر عباس حالياً 

؛***************** 

في الطابق الثالث 

اقتحمت رحمه غرفة مروه بعنف بعدما عملت بمجيئها، بحثت عنها بأعين مشتعلة مما رأته أسفل البناية، وقفت مروه بضيق من تصرفها، قائله بحنق : 

هي زريبة مفيش باب تخبطي 

تجاهلت حديثها، وسألتها بغضب : 

انتو كنتو مع سالم فين 

نظرت مروه الي طريقتها الغريبة متعجبة من غضبها الغير مبرر، جلست مره أخري وهي تقول بعد فهم : 

أنتِ متعصبه كدا ليه 

كررت رحمه سؤالها بغضب أكثر من ثرثرتها : 

اخلصي سالم كان معاكم فين 










رمقتها بتفحص ثم اجابتها بـ لامبالاة : 

هند كانت في المخزن وانا كلمته عشان يروح يوصلنا اول ما نخلص عشان بابا 

جالت رحمه بنظرها حتي استوعبت حديثها، ثم نظرت إليها مره اخري تسألها بترقب: 

هند وسالم كانوا لوحدهم 

كانت هيئة رحمه وملامحها توصل رسالة الي مروه مباشرة فأردت التأكد من شكوكها فـ اجابتها ببرود: 

ايوا في المخزن لحد ما روحتلهم 

أحمر وجه رحمه بغضب ثم تركت الغرفة مغادره، وقد وصلت لذروة غضبها الأعمى من غيره حب وهمي في مخايلتها فقط، وقفت مروه وكانت الصدمات تتولي عليها بسرعة حتي أنها مازالت تستوعب حديث محمود، لتحاول تستوعب مشاعر رحمه اتجاه ابن عمهم، بالإضافة لما حدث مع هند وتغير حالها من اتهام ذلك اللعين، أخذت هاتفها واتجهت إلي اختهم الثلاثة في الطابق لتقص عليها ما حدث، وتشارك أحد بكم المفاجآت، 

؛***********

بعد صلاة المغرب بالتحديد خارج المسجد الأكبر في القرية، وقفوا جميعاً بعد أن خرجوا من صلاة والمغرب حتي يتجهوا إلي منزل عباس، لمعرفة قراره الذي لا يوجد حل غيره، 

كان المعلم سالم وبجانبه جابر وعبده، وعلي الجهة الأخرى عزيز وابنه عبدالله، بالإضافة إلى عامر المشتري الذي اقنعهم سالم به بعد أن كشف عن هويته، وأخيراً شيخ الغفر وبعض من كبراء القرية، 

بجانب المنزل كان هناك ثلاث سيارات، واحده بها نساء المنزل، واثنين بهم أغراضهم، تقدم سالم ليجده يجلس في بهو منزله بهدوء : 








ازيك يا عباس 

نظر إليه بهدوء، ثم أخرج ورقة مطويه من جيب جلبابه، قدامه إليها دون أن يتحدث، أمسك سالم الورقة قائلاً بمزاح ذاد من غضب عباس المدفون : 

سبحانه والله، شوف الهدوء وصوتك الـ مش مسموع حلو ازاي 

اقتضبت ملامح عندما قرأ محتوي الورقة، ثم اغلقها مره ثانية ووضعها أمام عباس قائل بهدوء:

كتير يا عباس الرقم المكتوب دا يشتري البلد بالفيها، مش بيت وكام فدان 

تحدث عباس وهو يشير علي عامر بسخرية : 

والله دا السعر الانا طلبه، وبعدين مش الشملول هيشتري خليه يشخلل جيبه

تقدم عامر من سالم، ثم مال بجزعه يهمس بجانب أذنه بشيء لم يستطع أحد سمعه، نهض سالم يمشي مع عامر بعيداً عنهم قليلاً بناءً على رغبة عامر، تنهد عامر ثم سأله بفضول : 

لو سمحت يا معلم عايز أعرف عباس طالب كام 

أجابه سالم بهدوء : 

بصراحه أنا شايف أنه طالب كتير ودا أزيد من حقه الطاق طقين

خاب أمل عامر سريعاً ولكن قاطعه سالم بدهاء : 

بس ومالوا، نعمله الـ هو عايزه بطريقتي 

لم يفهم عامر مقصده، ولكن سار خلفه كي يحاول فهم هذه الألغاز، جلس سالم مره اخري مقابل عباس ثم قال بصوت مرتفع أمام الجميع : 

أنا موافق علي عرض عباس والمشتري كمان موافق، بشرط أن المحاصيل الـ في الأراضي هتبقا من حق المشتري 








لم يتعجب الواقفين بل استعجبوا من ذاك الشرطي الواقعي في الأساس، علي عكس عباس الذي تغيرت ملامح لغضب بعد محاوله في السيطرة عليه باءت بالفشل، نظر إلي سالم هادر بحده : 

لا هو مش هيكون موت وخراب ديار كمان، دا محصولي وتعبت فيه طول السنه ومش هتخده علي الجاهز 

أشار سالم ببرود : 

خلاص أعقل سعرك وخود محصولك 

نهض عباس قائلا بعناد : 

لا، دا سعره وإذا كان عجبكم 

في ذلك الوقت تحدث أحد كبراء البلدة بهدوء كي تحل تلك المشكلة دون أن يسوء الأمر أكثر، وبعد أكثر من نصف ساعة من تبادل الحديث، قد تم الوصول إلي حل مرضي الي جميع الأطراف، أرسلوا إلي سمسار الأراضي الموجود في القرية كي يفصل الأراضي والمنزل، والسعر الذي سينطقه يتم الشراء لن، بالمقابل يحصل عباس علي كامل محاصيله دون النقص بها، 

بعد مرور ساعة تم امضاء العقود من كلا الطرفين، وسحب كل مليكة تخص عباس في القرية، اقترب عامر ليقف أمامه مردف بتشفي: 












والله مش عارف أفرح عشاني ولا ازعل عشانك 

أبتسم عباس بثقه، ثم صاح بصوت مرتفع : 

لا متقلقش عليا يابن الخولي، خاف أنت علي نفسك وعلي الـ معاك 

وقبل أن يخطو خارج من الباب الحديدي، نظر إلي عزيز ثم قال بسخرية : 

ابقا سلملي علي مرات ابني يا عزيز 

أبتسم عزيز ثم قال بتهكم: 

ومالو يا عباس 

وقف سالم يرتب علي كتف عامر  : 

مبروك عليك، تعيش وتملاه بالذرية الصالحة أن شاء الله

أبتسم عامر بامتنان : 

في حياتك يا معلم 

قاطعهم عبده قائلا باستفهام: 

الراجل مشي من غير ما يسأل علي عياله 

أجابه سالم بهدوء: 

هو عارف انهم هيكونوا علي مدخل البلد أول ما يخلص 

نظر عبده تلك المرة إلي عزيز يسأله بعدم فهم : 

وأنت يا عزيز هتعمل ايه مع جوز بنتك 

اكتفي عزيز بالنظر الي سالم، قابل سالم نظرته ليفهم مقصده، ثم أدخل يده في جيب جلبابه يخرج ورقه مقدمه إليه، امسك عزيز الورقة بحسره ثم قال : 

ما خلاص مبقاش جوز بنتي 

رمقه سالم لبرهه : 






ربنا يعوض عليها، وهو صحيح مضي بالعافية بس دا كان طلبك 

رفع عزيز حاجبيه بتعجب : 

ليه عايزيني اسيب بنتي علي زمة واحد كان عايز يقتل اخوها 

رد عليه تلك المرة جابر يقول بموساه : 

احمد ربنا انها جات لحد كدا، وربنا يعوض عليكم 

امأ عزيز بحزن، ثم خرج مع عبده وجابر وبقيه الرجال، بينما نظر سالم إلي عامر سأله بفضول : 

عندك مكان تبات فيه 

أشار عامر علي المنزل قائلا بمزاح : 

والله لحد الصبح مكنش عندي لكن دلوقتي في دا 

أبتسم سالم مردف بهدوء: 

لا يبقا تيجي تبات عندنا انهارده لحد ما نبعت واحده تنضف البيت 

حاول عامر الاعتراض ولكن تحدث سالم تلك المرة بأمر لا يحتمل النقاش : 

يلا 

ابتسم بامتنان ثم أغلق الباب الحديدي متجه خلف المعلم، لتبدأ حياه جديده ربما تغير مجري سيره، ليكون أسير جديد لواحده منهن

؛***********

بعد تفكير دام لساعات وصلت لحل أمثل تريح أعصابها وتتأكد من شكوك قلبها، أخذت الجوال وضغط علي زر الاتصال، أينعم تعرف مشاعر الكره اتجاههم ولكن من أجله مستعده لفعل اي شيء، 

: الو 








اخذت نفس عميق ثم ردت : 

ايوا يا مي 

جاءها صوت مي سريعاً : 

رحمه والله ما صدقت نفسي لما شوفت اسمك علي الفون 

ودت رحمه أن تغلق الهاتف من أسلوبها المستفز، ولكن سرعان ما رأت صورته في مخيلتها، لتسألها بطريقه هوجاء: 

مي هو سالم في بينه وبين نيره مشاكل 

تعجبت مي من سؤالها الغريب، وسرعان ما علت ابتسامة خبيثة علي ثغرها، فهي تتذكر جيداً يوم قص عليهم سالم اعتراف رحمه بحبه، خوفاً من أن تفعل شيء متسرع وتقع مشاكل بين والده وعمه، ربما الحب القديم مزال ينبض : 

والله مش عارفه اقولك ايه يا رحمه، بس ربنا يعوض علي أخويا يارب 

وكالبلهاء وقعت في المصيدة كالفريسة، لتسألها رحمه بعدم فهم : 

يعني ايه مش فاهمه 

ابتسمت مي بثقه فقد حصلت علي تسليه جديده، اصطنعت الحزن قائله : 

لا الكلام مش هينفع في الفون، ياريت تيجي علي الأقل هفضفض مع حد أصل اخويا صعبان عليا أوي 

أسرعت رحمه بالإجابة : 

طيب أنا هقوم البس واجيلك 

ردت مي ومازالت مصطنعة نبره الحزن : 










ماشي حبيبه قلبي هستناكي 

أغلقت رحمه الهاتف ثم أسرعت في ارتداء حجابها، وهبطت بعجله، فربما ستحظى بفرصه جديده للتقرب منه، 

بينما قهقهت مي بسعادة، ثم أرسلت رساله صوتيه إلي شريك حياتها كما تطلق عليه : 

أما أنا عرفتلك حاجه جديده إنما إيه مش هتصدق من شطارتي 

؛************

دلف المعلم سالم ليعلم أهل بيته بقدوم ضيف سوف يبت الليلة حتي يقوموا باللازم، ثم خرج في المجلس الداخلي لعلوم بوجود ابن أخيه واخويه : 

السلام عليكم 

رد جابر وعبده بينما همس محمود مش شدة توتره، نظر سالم إلي جابر قائلا بفضول :

خير يا جابر 

أجابه جابر باستفهام هو الآخر : 

والله ما عارف يا معلم محمود قالنا أنه عايزك في موضوع مهم واحنا نكون موجودين 

نقل سالم بنظره الي محمود وطريقه يده المتوترة: 

خير يا محمود 

تنهد محمود ثم قال بسرعه : 

عايز اتجوز 

نظر عبده اليه بصدمه، بينما تعجب سالم من طلبه، عكس جابر الذي نظر إليه باستياء، ردد عبده كلمته : 

تتجوز 

امأ محمود بهدوء عكس العاصفة الملتهبة بداخله : 

ايه مش من حقي 

رفع عبده حاجبيه بتعجب : 

حقك لأنك عمرك ما اشتكيت من مياده، أو يعني في مشاكل ولا حاجه 

رد عليه بكسره : 

لان مفيش عيشه أساساً يابا 

قاطعه جابر بسخرية : 










وأنت لسا فاكر أن مفيش عيشه بينكم بعد 8 سنين جواز و3 عيال 

شعر بفقد الأمل منهم الثلاثة، ولكن نظر إلي سالم قائلا بترجي : 

بالله عليك يا عمي ما ترفض 

رمقه سالم بهدوء : 

وأنا هرفض ليه هو صحيح ربنا حللك، لكن مش معني كدا أنك تظلم بنت الناس الـ معاك، طالما كويسه وشايفه بيتها وعيالها، ومحدش اشتكي منها، ومحترمه، ويعلم ربنا أن مشفتش حاجه وحشه منها من وقت ما دخلت عليتنا، يبقا ليه تظلمها

أشار محمود علي ذاته مردفه بحزن : 

وأنا ليه اتظلم

صاح عبدت بنفاذ صبر : 

تتظلم ايه وبتاع ايه، ما تتكلم زي الناس وبلاش ألغاز

نظر محمود الي سالم ثم قال بترجي : 

عمي أنا بحب مروه من صغرنا وعايز اتجوزها 

هدوء عم علي المجلس لثوان، حاول عبده فهم ما تفوه به ابنه للتو، بالكاد سيكون سبب قطع علاقته مع أخيه، بينما حرك جابر رأسه بيأس منه ذلك الغبي، حتي طلبه لم يعرف التقدم بشكل لائق، 

أشار سالم علي نفسه سأله : 

بنتي مروه 










امأ محمود رأسه وكاد بالتحدث ولكن قاطعه والده بغضب: 

ايه الهبل الانت بتقوله دا 

نظر محمود اليه بضيق ثم قال : 

لا يابا دا مش هبل، دا المفروض كنت عملته زمان وجيت قولت لعمي بدل ما قولتلك وأنت كسرتني 

(لكن مجبركش تتجوز ) 

نظر محمود إلي سالم ليبدأ في التحدث بهدوء: 

أولا لو كان حد تاني غيرك وقال كدا قدامي مكنش دا بقا حالي، ثانيا أنت راجل متجوز يعني يوم ما تقول إنك بتحب واحده غير مراتك دي خيانه...

قاطعه محمود بحده : 

أولا أنا مغلطش ياعمي لان بحب مروه ولسا بحبها وهفضل أحبها، ثانياً مياده عارفه من يوم خطوبتنا أن بحب واحده غيرها وهي الـ قبلت تكمل، ثالثاً أنا بتقدم تاني لطلب ايد مروه ومستعد اعمل اي حاجه، حتي لو طلقت مياده 

ألقي حديثه ثم وقف مستأذن بالرحيل تحت أعين والدها المشتعلة من قله ادبه في الحديث مع أخيه، وعدم احترامه لهم، ابتلع ريقه بتوتر ثم قال بأسف : 

معلش يا خويا حقك عليا، وانا اقسم بالله لاخيله يجي يبوس علي رجلك قبل إيدك 

أشار سالم إليه بهدوء، وقال وهو ينهض : 

لا خاليه براحته والايام هتجيبه 

نهض جابر مستأذن بالرحيل مع عبده كي يحاول تهدأته، بينما دلف سالم ليرتاح قليلا فتلك الأيام تمر بمفاجآت عده،








؛*************

في منزل عزيز 

تحسنت حالة يعقوب بشكل كبير، الذي كان يجلس في المنزل بأمر من والده حتي يتم حل الوضع بين العائلتين، فـ المعلم سالم حذر من تدخل أحد فالأمر بين يديه حتي الانتهاء منه، 

ابتسم عندما رآها تدخل غرفته حامله بطبق ممتلئ بفواكه، فأشار بجانبه مردف : 

تعالي جمبي هنا 

بادلته سميه الابتسامة منصاعة إليه واضعه الطبق أمامه : 

يلا كُل الطبق دا كله 

نظر إليها بمزاح متصنع الدهشة : 

أكل كل دا لوحدي

ثم أمسك قطعه مقدمها إليها: 

كُلي أنتِ الأول دي عشان حبيب خالو 

تغيرت ملامحها عندما ذكر حملها، لم تشعر مثل اي سيده تسعد بوجود قطعه من روحها بداخلها، أو تنتظر وتحلم بيوم لقائه، فما فعله زوجها جعلها تكره اليوم التي زوفة فيه إليه، حاولت جمع شتات نفسها بداخلها، فابتلعت لعابها بتوتر ثم نظرت إليه قائله بتعلثم : 

كنت محتاجه اتكلم معاك في موضوع ضروري، وأنا متأكدة أنك الوحيد الـ ممكن تساعدني 

سألها بفضول :

خير وأكيد لو في ايدي أنفذه لو بعمري 

ابتسمت بقلق ثم اخذت نفس عميق زفرته بخوف قائله باضطراب : 







يعقوب بابا رجع دلوقتي ومعاه ورقة طلاقي، بعد ما المعلم سالم خلاه يمضي عليها، وأنا ا..

قلق يعقوب فقال :

أنتِ ايه يا حبيبتي 

قالت سميه بتوتر : 

عايزه أجهض

تطلع إليها للحظات ثم سألها بتأكد : 

تجهضي يعني تنزلي الحمل 

بلت سميه شفتيها بطرف لسانها، ثم أجابته بتوتر : 
ايوا 
صمت يعقوب بتفكير يبحث عن إجابة رزينة بدلاً من أن يثور في وجهها من غضبه، ثم قال بهدوء عكس ما بداخله من ضيق: 

طيب أنا هسألك سؤال واحد بس وبعدين أقرر 

رفعت بنيتها إليه منتظره بفضول معرفة سؤاله الذي سيحدد حل لمأزقها، لم يود اللعب بأعصابها ورحم سيل الأفكار التي تدور في عقلها : 

هيهون عليكي مش هتحسي بندم بعد كدا 

طلعت إليه بعجز عن الرد، لم يخطر في بالها سؤاله حتي أنها لم تشعر بهذا الشعور سواء حزن أو ندم أيضاً، ربما لأنها في البداية وتريد حل الأمر قبل أن يسوء، فحملها يعتبر شوكه في حلقها ستظل طيلة عمرها، ابتسم يعقوب مرتب علي كتفها، يعاتبها بهدوء: 

مردتش يعني، سميه دا شيطان لعب في عقلك حبيبتي استغفري ربنا وشوفي ايه يلزمك واحنا كلنا جمبك 

حركت رأسها بالرفض علي حديثه لتبرر صمتها: 

لا يا يعقوب مش شيطان دا الصح 

رمقها بعدم فهم مقتضب بين حاجبيه : 

يعني ايه 

وقفت تشرح وجهة نظرها بتوتر : 










يعني خلاص أنا أطلقت وأنا لسا صغيره، ليه أعيش طول عمري مربوطة بعيل وهو يعيش حياته ويتجوز ويخلف كمان 

وقف بطوله الطاغي أمامها فأصبحت ضئيلة الحجم مقابل له، فرجعت للخلف بخوف من هيبته المعهودة، نظر إليها بحده موبخها بصوته مزمجر بخشونة: 

وأنتِ من أمته تفكيرك بقا اناني كدا يا سميه 

ابتعدت بأعينها تجول في الغرفة هرباً من نظراته المسلطة عليها، ربما أخطأت عندما لجئت إليه بدلاً من والدها، انتفضت من حدته وهو يصيح : 

ما تردي، كنت فاكرك عاقله ودماغك كبيره 

قاطعته بحده وألم يغزو صوتها:  

عاقله بعد ايه، أنا مكملتش أربع شهور جواز ملقتش فيهم إلا شك وقله ثقه، انضربت واتهنت واتهمني بالخيانة، فوق كل دا انت كنت هتموت علي أيده لولا ستر ربنا، لا وكمان حامل 

احتدت ملامح يعقوب بضيق قائلا بصرامة: 

نهيت الموضوع إجهاض مفيش، عايزه ترجعي لجوزك هرجعك وملكيش دعوه بحد، عايزه تكملي معانا ولما تخلفي هتكفل أنا بالعيل طول عمري، وروحي شوفي حياتك 









ثم تركها وخرج من الغرفة مغلق الباب خلفه بعنف، جلست علي حافة الفراش تبكي في صمت علي حالها التي لا تعرف إلي أين سينتهي بها المطاف، 

بينما نظر يعقوب إلي والدته الجالسة علي المقعد القريب من باب غرفته، فعلم من صاحب فكرة أخته اكتفي بالنظر إليها وقال وهو يخرج : 

لا حول ولا قوه الا بالله 















#بنت_المعلم 
الفصل الثاني عشر (12) : 
 


( إذا اشعلنه ورقة ستظل مشتعلة بـ لهيب النار حتي تُأكل وحينها تبدأ النيران










 في الخمود ببطيء، صحيح يبقا هناك أثر ولكنه في النهاية رماد، وفي ذلك الوقت لا نستطيع إرجاع بالورقة








 ولا الاستفادة بالرماد، كذلك شعور الحقد يتحكم في الإنسان حتي يصل إلى أعلي ذروته، ليبدأ السير خلف مشاعره دون أن يتحكم بها، حتي ينتهي أمره في دائرة الغيظ والحقد ويضيق الخناق ويحبس في طوق لن ينتهي) حسناء محمد سويلم 

وقف بتوتر من ملامحه المقتضبة، ونظراته الغاضبة المتأملة في صمت، بلل شفتيه بطرف لسانها ثم استجمع قواه، متحدث بترجي : 

صدقني هو أسبوع واحد كمان وهشقلب حالهم، بس اديني أسبوع واحد 

رمقه الآخر لبرهه ثم ابتسم قائلا بتهديد صريح : 

اسبوع واحد يا مصطفى، يوم زياده هقدم الشيكات الـ عليك، وهاروح لأهل كل بنت لعبت عليها واعرفهم طريقك 

بلع مصطفي لعابه بصعوبة ثم قال بتعلثم: 

ليه بس، أنا أنا عرفت حاجات جديده هتساعدنا بكل سهولة فـ الأنت عايزه 

أشار إلى المعقد المجاور إليه كي يجلس، ثم أردف بهسيس : 

ياريت عشان كدا سالم اخد أكبر من حجمه 

جلس مصطفى يقص عليه المعلومات الجديدة، التي حصل عليها بكل سهولة بواسطة الساذجة كما يطلق عليها، لتفتح إليه الطريق للانتقام دون عناء

؛*********** 













هله صباح يوم جديد حامل بالنشاط والهمه، فاليوم الجمعة، وكالعادة تستيقظ صباح لتشرف علي الجميع، بمساعدة ناديه ونجاة،

 هبطت لتساعد اخواتها، ولكن قبل ذلك عليها تجد الشاحن الكهربائي الخاص بهاتفها، بعد أن بحثت في الطابق الخاص بهم ولم تجده، بحثت في الطابق الأول ولم تجده أيضا، اتجهت بيأس إلي غرفة الضيوف لعلها تجده، ولكن وجدت شخص يصلي في الغرفة، رفعت حاجبيها بتعجب ثم بدأت في البحث وهي تتحدث بعد أن توقعت هوية الشخص : 

اي يا سالم أنا شيفاك مقيم عندنا اليومين دول، أنت جاي تتوب عندنا ولا اي 

ثم تأففت من البحث دون جدوي، فوقفت واضعه يدها في جانبيها وكان سالم أمامها ومازال يصلي، فقالت بمزاح: 

ولاَ يا سالم حافظ الفاتحه ولا أسمعهالك، والله أنا بيصعب عليا عمي جابر منك ومن أختك الحربايه 

خرجت قهقه خافته من الآخر ثم سلم دون أن يكمل صلاته، ابتسمت بانتصار ثم رمته بوساده صغيره قبل أن تفر هاربه منه : 

توبه نصحوه يا سلومي، عيد صلاتك تاني بقا عشان لما أقولك تعالي أنزل السوق تبقا تعترض 

دار عامر بعد أن تأكد من رحيلها مبتسم علي ذاك الصوت الجميل، فـ لم يريد احراجها بشخصيته لذلك استمر بتمثيل الصلاة بعد أن انتهي، ولكن تري من تلك ؟!









؛*************

خرجت تمشي بضيق فلن تعطيها اي واحده من اخواتها الشاحن لأنها ترفض قطعاً إعطاء أحد مستلزماتها، وقفت بخضه عندما استمعت لصوت والدها الحاد : 

خيريه 

نظرت إلي والدها ثم قالت بضيق طفيف : 

اي ياحج حد يخض حد كدا 

رمقها سالم بحده ثم سألها بشك : 

كنتِ فين 

ابتسمت ببلاهة وأجابته بثقه : 

اي وحشتك صح أنا عارفه بقالي كتير مشفتكش 

كرر سؤاله بحده أكثر : 

كنتِ جايه من اوضة الضيوف ليه 

تعجب خيريه من حدته، فقالت بسلاسة : 

أبدا الشاحن بتاعي ضايع ودورت عليه في البيت كله، 

همس سالم بنفاذ صبر من غباء ابنته : 

ولقتيه 

اشاحت بيدها قائله بيأس: 

أبدا، بس لقيت سالم جوه وبيصلي تقريباً بيتوب علي إيدك 

( سالم مين الـ جوه ) 

وما كان صاحب الصوت سوي سالم ابن عمها جابر اتي خلف عمه من الخارج، تصنمت خيريه محلها تعيد مشهد من يصلي في الغرفة فهو يشبه ابن عمها جداً من الخلف، 

أشار المعلم سالم عليها بسخرية : 

استني لما نشوف الأستاذة هتفهم أمته 

تقريباً جف حلقها عندما فهمت أنه ما كان سوي ضيف غريب عنهم، صاحت بصدمه : 










يا لهوي يعني الـ حدفته بالمخده دا ضيف !! 

ضغط المعلم بقوه علي عصاه، ثم صاح بغضب : 

غوري من وشي وخالي اليوم دا يعدي عليكي علي خير 

هرولت بسرعه قبل أن يفقد أعصابه أكثر، بينما تقدم المعلم سالم من غرفة عامر، ولحق سالم خيريه للخارج يناديها بحده طفيفة : 

أنتِ يا بت أنتِ 

دارت إليه وعلي وجهها معالم الاستنكار، ثم أشارت بحنق قائله : 

بت أنا بت 

ابتسم سالم بمكر، واردف وهو يُلعب حاجبيه : 

والله أنتِ تعرفي اكتر مني 

قلدته خيريه بسخرية، ثم سألته بحده : 

عايز ايه 

أشار إليها بسبابته بغيظ: 

أنتِ ازاي تحدفيني بالمخده اي مفيش احترام للأكبر منك 

حدقت خيريه إلي إصبعه ثم قالت بغرور: 

يابني أنت تطول بنت المعلم تهزر معاك، وبعدين أكبر مني ايه، دا أمي شاكه أن احنا اخوات في الرضاعة 

صاح سالم بتهكم : 

رضاعه مين ياست أنتِ دا الفرق بينا 5 سنين، ايه كانوا بيرضعوا عجل 

أمأت خيريه قاصده استفزازه: 










والله علي حد علمي العجل مش بيستني كل دا، شوف بقا انت من انهي فصيلة 

كاد بالرد عليها ولكن قاطعه صوت حمحمه اتيه من الخارج، فأشار إليها بحده : 

امشي دلوقتي وبعدين هبقا أعرفك أنا من انهي فصيلة 

ارتبعت خيريه من نظرته الخبيثة فهي تعرفها جيداً، وكيف لا تعرفها واخر مره رأتها عندما مزاحته بدلق زجاجة مياه بارده في الشتاء  عليه، فتوعد لها وبعد أيام انزلقت قدمها من أعلي الدرج وكسرت، وما كان سوي هو عندما علم بخروجها ليضع ماده لزجه علي الدرج : 

ايه انطرشتي خلصي في ناس جايين لابوكي  

رمقته بحده ثم غادرت من الباب الفاصل بين الجهتين الخاصة بالضيوف والجهة المنزلية، ما أن تأكد من رحيلها إذن للطارق بالدلوف، دخل يعقوب ويليه أكرم، رحب سالم بهم ثم ادخلهم المجلس وذهب يخبر المعلم بمجيء ضيوفه، 

في الداخل دلفت خيريه إلي المطبخ لتجد صباح وناديه ونجاة كل واحده منهن تعد الطبخة المتميزة لديها، بينما بقيت أخواتها يرتبن اللازم لتحضير المائدة، تقدمت تنضم إليهم قبل أن تستمع إلي توبيخها علي تأخيرها، وما هي إلا دقائق لتنضم إليهم مها بعد أن اوصلها مرتضى وذهب للمجلس الخارجي، 

؛********

في منزل جابر تقدم للخارج بعد أن عاد كي يبدل ثيابه  ويلحق بوالده إلي صلاة الجمعة، بينما وقفت مكتوفة اليدين تتأمله بسخرية، بالرغم من إعجابها بطلته الأنيقة دائما، وجلبابه الأبيض الناصع ولحيته المهندمة،

 لفت انتباه نظرتها المسلطة عليه فوضع زجاجة عطره، ودار يكون مقابل لها ثم قال بكبر: 

للدرجه دي مش عارفه تشيلي عينك 

اعتدلت نيره في وقفتها، ثم أعادت نظرتها الجامدة واجابته بتهكم : 











لا وأنت الصادق من خفة دمك 

أبتسم بسماجة، وكاد أن يخرج ولكن أوقفته بحده : 

أنت مطلعتش شقتنا ليه وايه خلاك تغير هدومك هنا 

أجابها ببرود : 

مزاجي حلو ومليش مزاج اعكره 

ثم تركها ورحل تستشيط غضباً من بروده واستفزازه، لا تنكر أن أسلوبه تبدل بعد إلحاحها المستمر وحديثها الدائم عن مواعيد الكشوفات والتحاليل لمعرفة سبب تأخر الحمل، ولكن ليس بإرادتها فغريزة الأمومة تسيطر عليها، لتصير مكفوفة عن كافة حياتهم ولا تري سوي اي طريقة لتصبح أم، حتي علي حساب زواجهم، 

قاطعة وصله تفكيرها صوت خلود المتسائل : 

نيره واقفه كدا ليه ؟! 

نظرت إليها نيره ثم اجابتها بجمود : 

مفيش 

ضوي صوت ضحكة ساخرة اتيه من خلفهم، ألتفت نيره لتري مي تستند على الحائط وتنظر الي شاشة هاتفها فعلمت أنها كانت تستمع إليهم، تجاهلتها حتي لا تبدأ المشاكل باكراً خاصه أن عليها الذهاب كي تختار ما يناسبها في عزيمة اليوم، معروف أن نساء العائلة تتنفسن في أجمل









 طلاتهم اليوم، مرت بجانبها مكتفية بنظره الاشمئزاز من أفعالها الصبيانية في التصنت عليهم، مما جعل مي تغضب منها، وكادت برميها بكلماتها الساخطة ولكن منعاها نداء خلود : 

مي عيزاكي قبل ما نروح عند عمي 

اقتربت مي بامتضاض من أسلوب خلود واقتباس دور الأم التي تنصح ابنتها كلما خرجت من باب المنزل، فقالت بنفاذ صبر: 

يوه يا خلود أنتِ مش بتزهقي، كل مره يوم الجمعه تقعد تحفظيني بلاش مشاكل بلاشـ..

قاطعتها خلود بهدوء: 

أنا سمعتك امبارح كنتِ بتقولي ايه لـ رحمه 

فتحت مي عينيها علي وسعهم مردفه بغضب : 

أنتِ بتتصنتي عليا 

ابتسمت خلود ثم أشارت علي رأسها بضيق : 

هو دا الـ لفت نظرك، دا الـ دار في دماغك 

تعلثمت مي من مخزي حديثها فقد علمت بكذبها علي رحمه : 

دا مش  من حقك بردو 

صاحت بحده طفيفة ونبره شرسة عكس طبعها الهادئ ولكن نفذ صبرها من تصرفاتها الغريبة التي ستوقع الجميع في مشاكل : 

أنتِ من اداكي حق أنك تكدبي علي رحمه وتقولها أن سالم كان بيحبها لكن بابا الرفض الجوازه، لا وكمان بجاحتك وصلت بيكي أنك تقوليها أنه لسا بيحبها عشان كدا رافض يخلف من نيره 

حاولت مي التحدث ولكن وقفت اشاره من يد خلود لتكمل بتهديد صريح : 

والله والله والله لو ما عقلتي وبطلتي هبل، لازم رايحه لعمي وبابا وحكليهم علي كدبك دا 

وتركتها ورحلت تستغفر ربها علي قدرتها في الكذب بتلك الطريقة، لا تعرف أنها أوقعت نفسها في طريق سيظلم عليها لتكون الضحية المسكينة القادمة، 









وقفت مي مكانها تتنفس بسرعة من شدة توترها، وظلت تدور حول نفسها لا تعرف ما تريد أو ما عليها فعله، فقد وقف عقلها عن العمل الأن من قوة تهديد أختها، أخرجت هاتفها تجري اتصالا هاتفيا، ولكن جاءها صوت أن الهاتف مغلق، ظلت تسب وتلعن ثم فتحت الهاتف مره اخري ترسل رسالة صوتية تخبر فيها كم تشعر بالخوف وكانت نبرة صوتها خير دليل : 

 الله يخرب بيتك أنت فين وفونك مقفول ليه، الحقني أنا في مصيبه، رود عليا وقولي أعمل ايه 

لا تعلم عزيزتي أنها أخطأت في اختيار من ينجيها، لتغرق في دوامه لن تنتهي 

؛*********

بعد صلاة الجمعة وكالعادة يدلف أولا المعلم سالم ويتبعه عائلته، وتلك المرة انضم إليهم عامر وأكرم ويعقوب بعد إصرار المعلم علي بقائهم ليحضروا طقسه المعتاد من كل أسبوع، 

كان كل واحد منهم منشغل بتفكيره الخاص، وأولهم أحمد. الذي قص ما حدث معه ومع هند وما بدر منه إلي أخته، التي صاحت واستنكرت فعلته مأكده أن لا يوجد رجل عاقل يقول ما قاله أخاها، أخرجه مرتضي من شروده وهو يهمس بجانب أذنه : 

مالك سرحان كدا ليه 

أجابه أحمد بوجه مقتضب : 













وأنت عايزني أعمل إيه أقوم أرقص 

رفع مرتضي حاجبيه بسخرية : 

ومالو أهو تطري القعدة 

رمقه أحمد بضيق، فأكمل مرتضي بمخزي : 

لا اله الا الله، هو أنت تغلط وبعدين تزعل 

صدم أحمد من مخزى حديثه اعتقاد منه أنه علم بما دار بينهم، ولكنه التزم الصمت يفكر بعلوم المعلم أو لا، علي الجهة الأخرى نظر عامر إلي سالم عبده، وسالم جابر بحيره، تري من منهم التي كانت تقصده الفتاه التي لا يعلم هويتها حتي الآن، رآه سالم ابن المعلم عبده ليسأله بفضول : 

أنت بتبصيلي كدا ليه 

أجابه عامر بحيره : 

بصراحه عايزه أعرف مين فيكم سلومي 

رمقه أكرم ويعقوب بتعجب، بينما قهقه محمود واخويه سالم وسعد بصوت مرتفع جعل المعلم سالم ينظر إليهم بحده الزمتهم الصمت، فأشار سالم عبده علي سالم جابر الذي اقتضبت ملامحه من دلاله المنتشر وسط بنات العائلة عندما يردن منه شيء : 

دا سلومي 

نظر عامر إليه وهو يحاول كبت ابتسامته، ثم قال بترحيب مصطنع : 

تشرفت 

أمأ سالم بضيق، متوعد لـ خيريه بداخله : 

العفو يا خويا 

التزموا جميعاً الصمت والهدوء عندما استعموا لصوت المعلم سالم يبدأ بالتسميه، ليشرعوا في تتناول الطعام، تحت نظرات عبده إلي ابنه محمود بسخط عندما رفض أن يرجع عن طلب تقدمه من مروه، 

؛*******

في غرفة النساء التفوا جميعاً حول المائدة بترتبيهم المعتاد، ولكن انضمت إليهم ريهام ابنة دولت التي قدمت أمس من عند عمتها، التي انتقلت إلي العيش معاها بعد وفاة ابنها الوحيد الذي توفي بعد شهور من عقد قرانه علي ريهام في حادث، 










كان الوضع هادئ جدا لا يوجد صوت سوي ارتطام المعالق في الأطباق، نهضت أولهم مياده لبكاء صغيرها، اتبعتها حيه صغيره أرادت أن تستمع قليلاً وسط أجواء الملل التي لا تروق لها، جلست بجانبها تلاعب الصغير ثم قالت بحزن : 

أنا اتصدمت لما شوفتك انهارده، بس في نفس الوقت فرحت اوعي تسيبي حقك 

نظرت مياده إليها بعدم فهم، ثم سألتها بقلق مصحوب توتر : 

اتصدمتي ايه وحق ايه مش فهماكي يا مي 

اصطنعت مي التعجب واردفت بتعلثم : 

أنا بصراحة بحسبك عارفه وكدا لكن خلاص 

امسكت مياده معصمها قائله بترجي : 

فيه ايه يا مي متخوفنيش

علمت أن الخبر التي أسمعت إليه من والدها عندما كان يقص إلي والدتها ما حدث معهم واعتراضه علي تفكير ابن أخيه وأمر زواجه من مروه، أنها ستحظى بتسليه لن تتكرر عندما تخبر مياده أو سمر بعد أن تأكدت بعدم معرفة أحد ما حدث، قائله بلامبالاة: 

علي العموم أنتِ كدا كدا هتعرفي، ما هو مش معقول محمود هيتجوز من غير ما تعرفي 

هبت واقفه مردده بصدمه : 

ايه محمود هيجوز عليا 

التفوا جميعاً علي صوتها وعلت علي وجوههم الصدمة والتعجب، وقفت رحاب تقترب منها قائله باستنكار : 

محمود الـ هيجتوز يا مياده 

اجابتها مي ببرود بدلا من مياده المنصدمه : 

ابنك يا مرات عمي 










نهضت زينب لتمسك مي من مرافقها موبخها بحده، تحاول إصلاح ما فعلته ابنتها : 

ايه الهبل دا.....

بترت حديثها عندما استمعوا إلي اصوات عده وضوضاء اتيه من مجلس الرجال، فقالت صباح بقلق : 

استر يارب، كل واحده تلبس طرحتها 

استجابوا إليها وبدأت كل واحده منهم في أحكام حجابها، فبدأت الاصوات تتعلي وكان أكثرهم وضوحاً سالم وأبيه جابر ولكن لم يستطيعوا تحديد ما يحدث من كثره الأصوات، 

انتفضوا علي صوت حاد قادم إليهن ينادي باسم خلود، وقفت بخضه تنظر إليهم بقلق وما هي إلا ثوانٍ وينفتح الباب علي مصراعيه ويظهر أبيها أمامهم بهيئة غاضبه، وفي الخارج حاول سالم الوصول ليدخل إليها ولكن أوقفه أحمد ومرتضي حتي لا يصبها بمكروه أثناء غضبه، 

اقترب جابر منها ثم قال بحده ارعبتها : 

اطلعي ورايا 

اقتربت زينب منه كي تفهم ما يحدث ولكن أوقفها بإشارة منه صارمه : 

ولا كلمه 

ثم خرج واتبعته خلود بقلق سيطر عليها ورعب هب في أوصلها، وجدت سالم يقف وبجانبه أيمن زوجها (معقود قرانها)، تعجبت من وجوده لكن انصاعت خلف والدها، في ذلك الوقت استأذن أكرم وعامر ويعقوب بالرحيل لدخول نساء المجلس، اقترب منها سالم واضع الهاتف أمام عينيها يسألها بأعين قاتمة : 

الصور دي مع مين غيرك 

رفعت خلود نظرها لتجد صور بثيابها المنزلية وبدون حجاب، نقلت نظرها بين سالم وشاشة الهاتف ثم قالت بتوتر : 

دي معايا أنا بس 

رفع سالم يده يهوي بصفعه علي وجنتها جعلتها تضع يدها تلقائياً علي وجهها خوفاً بأن يصفعها مره أخري، كرر سؤاله مره اخري بحده : 

الصور دي مع مين تاني 

نظرت إلي والدها الواقف في صمت، والي أيمن ثم قالت بتوتر : 

أنت بتضربني ليه أنا أنا عملت ايه 

امسكها سالم من مرفقها ثم كرر سؤاله بشراسه : 

هي كلمه واحده الصور دي مع مين تاني 

جاءه صوت أيمن الساخر : 

طيب والله عيب يكون معانا واحنا مستنين هي تقولنا مين 

ظهرت معالم الاستفهام علي وجوههم بما فيهم المعلم سالم ليقول بنفاذ صبر : 

احنا مش هنقعد نحل في ألغاز حضرتك 

أمسك أيمن الهاتف من بين يدي سالم لبرهه، ثم رفع مره ثانيه بوجه الكل قائلا بحده : 

يعني محمود بعتلي اسمه في اخر الرسالة الطالب فيها أن أطلق خلود والغي الفرح لان بينهم علاقة حب، وبعتلي صور ليها خاصه عشان يأكد ليا أنها بتكلمه 

ثم نظر الي محمود المندهش وأكمل : 

يا بجاحتك ياخي 

وتركهم ورحل بعد أن رمي خلود بنظرات اشمئزاز، بينما انقض جابر علي محمود يمكسه من تلابيب ثيابه يصيح بغضب : 

بقا يا كلب تعمل في بنتي كدا عشان رافضة جوازتك من مروه 

ركضت خلود تقف خلف عمها سالم بعد أن رأت أخيها يرمقها بغضب، وتوجه عبده يقف أمام جابر قائلاً بصدمه: 

ايه الكلام الـ بتقوله دا يا خويا، محمود لا يمكن يعمل كدا خلود ومي اخواته زي سمر وأنت عارف كدا 

علي الجهة الأخرى لطمت زينب علي وجهها خوفاً علي ابنتها وحزناً علي حالها، بينما صدمت مياده عندما علمت بأن مروه هي الفتاه التي يحبها زوجها، 

علي صعيد آخر جاءهم صوت من الخارج جعلهم يخرجوا ليروا ما يحدث، رأوا علي وعبدالله والمعلم عزيز يقتربوا منهم بوجه لا يبشر بالخير، هبط المعلم سالم بضيق من أسلوب تهجمهم لمنزله قائل : 











ايه يا عزيز داخل بزعبيبك أنت وعيالك ليه 

 في ذلك الوقت عاد يعقوب سريعاً عندما لمح اخويه ووالده من أول الطريق، بينما انقض علي وعبدالله علي سعد باللكمات، فتقدم محمود وسالم وأحمد ومرتضي يدافعوا عنه، وحاول يعقوب الإمساك بأخويه ويبعدهم عنه وساعده عامر وأكرم، صاح عبده بحده : 

انتو جايين تتهجموا علينا وفي بيتنا 

أردف عزيز بغضب : 

أنت ليك عين تتلكم دا أنا هدفنه مكانه 

في تلك المرة تقدم منه المعلم سالم يقف أمامه ينذره بهدوء: 

يا تتكلم عدل وتعرفنا في ايه، يا نخليها علي عيالك وعيلنا 

صدح صوته بغضب جامح وهو يشير علي سعد : 

ابن أخوك بيخوض في عرض بنتي يا سالم 







تعليقات



<>