أخر الاخبار

رواية حب وتضحية الفصل الاخير بقلم داليا السيد

رواية حب وتضحية الفصل الخامس عشر

رواية حب وتضحية


الفصل السادس عشر والأخير 


بقلم داليا السيد


وانتهت الأحزان
رفعت وجهها إليه وقد بدا كما عرفته دائماً; أنيقاً 




ووسيماً ونظراته إليها حادة كالصقر وقد عادت إليها الحياة كما عاد قلبها 







يخفق بقوة أعادتها إلى أيام عشقها له، أطبقت بأصابعها على دبلته وكأنها تذكر نفسها أنها قوية ولن تضعف ولكن هيهات. 







التفت معتز إليه وامتلأت نظراته بالدهشة وهو يهتف "وليد كامل، كيف حالك يا رجل؟ أراك أصبحت بخير بعد تلك الحادثة ولكن أين اختفيت بالفترة السابقة؟ ومتى عدت؟" 





أبعد نظراته إلى معتز وقال "اختفيت بلندن كنت أكمل ما لم تكمله مديرة أعمالي التي سرقتها أنت، وعدت أمس لاسترد ما يخصني" 






تحركت لتبتعد ولكنه أمسكها من ذراعها وأوقفها أمامه وقال "ليس بهذه السرعة"
أبعدت يده عنها وقالت بقوة "اتركني لا أريد البقاء"
تدخل معتز وقال "ماذا يحدث يا وليد؟ اتركها لم تعد تعمل معك" 





لم يبعد عيونه عنها وهو يقول بقوة "فعلا لم تعد تعمل معي ولكنها ما زالت زوجتي" 
تراجع معتز بالطبع بينما عادت الرجفة تهز جسدها وسمعت معتز يقول








“زوجتك؟ بصراحة أنا لا أصدق ذلك فهي تركتك وتركت العمل معك وعادت ولها شهر تعمل معي" 
لم تنتبه إليه عندما جذب يدها بقوة وأخرج دبلته من بين أصابعها ومنحها إليه وقال "يمكنك القراءة أليس كذلك؟" 
أبعدت وجهها عنه بينما أعاد معتز الدبلة إليه وقال "حسنا أنا أنسحب، لكن لن تخبرني أنك هنا.."
قاطعه وليد بقوة وقال "بلى أنا هنا من أجل ما فكرت به، هي زوجتي، فابحث لك عن سواها فهي استقالت منذ هذه اللحظة" 
نظرت إليه ومنعها خوفها من إثارة ما بينهم أمام معتز الذي هز رأسه وقال "تمام يا وليد كما تشاء" 
وابتعد معتز وتحركت هي الأخرى لتبتعد ولكنه عاد وأسرع ليقف أمامها فقالت بغضب "والآن ماذا تريد مني؟ ألم تفعل ما أردت؟ ماذا تريد مني الآن؟"
نظر بعيونها الغاضبة وقال "أجبت عن هذا السؤال مرتين" 
قالت "للأسف ما تريده ليس موجود فقد انتهى ولم يعد له وجود"
كادت تذهب مرة ثالثة ولكنه أمسكها بقوة وقال "لا أمل، لم ينتهي شيء، بل الآن بدأ كل شيء" 
تركت ذراعها بيده وقالت "ولكني لم أعد أريد أن أبدأ معك أي شيء لا أريد" 
قال بهدوء اعتادته منه "ولماذا تحتفظين بدبلتي بيدك حتى الآن إذن؟"
حدقت به لحظة وقد احمر وجهها من الغضب إلى أن قالت "نسيتها بيدي كما نسيتك ونسيت كل ما كان"





أبعد وجهه لحظة ثم عاد إليها وقال "هل يمكن أن نجد مكان لنتحدث بهدوء قبل أن نكون مثار حديث للجميع؟"
قالت "ولم لا نبقى؟ ولا تقلق فنحن نجيد التمثيل جيداً وبالتأكيد سنحظى بالكثير من التصفيق"
ضغط على ذراعها وقال "كنتِ تعلمين أني على حق ولي عذري" 
قالت بغضب "إذن لا داعي لوجودك ولا لوقوفنا هكذا واتركني فأنا لا أطيق وجودك" 
وخلصت ذراعها منه وتحركت مبتعدة ولكنه لم يتركها وإنما تحرك خلفها حتى وصلت لمكان فارغ من الجميع فوقف أمامها وقال
“هل كنت تظنين أن منظرك أمامي بين أحضان رجل آخر شيء سهل؟ لقد كانت الخطة محكمة وخيانتك واضحة"
هتفت بغضب "نعم خيانتي فعلا كانت واضحة ولذلك لم أتركك وأرحل وتحملت كل إهاناتك وأنا خائنة هل تسمع نفسك يا وليد؟ لقد انتهي كل شيء ولم يعد بيننا أي شيء" 
ولكنه قال بقوة "كفى أمل اهدئي واسمعيني أعلم ما كان مني ولكني لم أخطأ وأنت" 
قاطعته بحزن وغضب "حسنا وأنا لم أطالبك بالاعتراف بالخطأ فاتركني لحالي أنا لم أعد أريد أن أسمع منك أي شيء بعد الآن لقد انتهى كل ما بيننا، أنت من أنهاه وأنا لست دمية بيدك تلقي بها وقت تشاء وتعيدها وقت تشاء أنا بشر تحملت من أجلك وضحيت أيضا من أجلك ولكن الآن نفذ رصيدك عندي وليد ولم يعد لدي ما أضحي به من أجلك يكفي أني كدت أخسر أمي وحياتي فأرجوك اترك لي شيء يمكنني أن أعيش من أجله نفسي التي لن تسامحك بعد ما كان" 
قال بقوة "أمل أنا ما زلت زوجك ولي كل الحق بأن أعيدك" 
قالت بنفس الغضب "وأنا لا أريد أن أعود يا وليد لا أريد، طلقني من فضلك فأنت لم تحبني بأي يوم وأنا لن أظل عمري أعيش مع رجل لا يثق في امرأته ولا يقدر مشاعرها، أنت هكذا ولن تتغير فقد فعلت ذلك مع سارة عندما عرفت أنها تركتك لسواك وفعلت معي المثل عاقبتني وآلمتني بدون رحمة والآن تظن أني سأعود؟ أنت 







تحلم فأنا لن أعود" 
تحركت من أمامه ولكنه أمسكها من ذراعها وقال بقوة "ما حدث كان أقوي مني أمل وأي رجل بمكاني لم يكن ليقبل بما كان، كان عليك إثبات براءتك أمامي ولكنك لم تهتمي"
أبعدت ذراعها من ذراعه وقالت "لأني لم أكن وليد نصار بنفوذه وقوته وغروره لأفعل، ولم يكن لدي الوقت ولا القدرة كنت حائرة ما بين واجبي كزوجة تجاه زوجها المريض وبين ما عشت أنت عمرك تبنيه وكاد يضيع بلحظة، وليد اتركني أرجوك أنا أتعب من ذكر تلك الأيام فذكراها تؤلمني وأنا تألمت بما يكفي فمن فضلك دعني لحياتي فأنا أريد أن أعود كما كنت ربما أعالج الجراح التي تركها حبك بحياتي لأني لن أعود لك" 
وتركته واتجهت إلى غرفتها والدموع تغطي عيونها بحزن وألم مما كان وكأن الذكريات القريبة كلها تمر على ذهنها، سقطت على طرف الفراش وهي تتألم من الذكرى والدموع تنهار بلا توقف وهي تعلم أن قربه ألم وبعده أيضا ألم ولكنها لن تعود إليه فتخليه عنها وتصديقه لم رأى جعلها تفقد ثقتها في حبه لها بل أدركت أنه لم يحبها بأي يوم
أعدت حقيبتها وأدركت أنه لم يعد لها مكان هنا وعليها أن تعود لبيتها وأحضان أمها ربما الآن هي بحاجة أكثر لوجودها معها
لم تتردد وهي تتحرك إلى خارج الفندق ولم تفكر أين هو ولماذا لم يتبعها أو يحاول معها مرة أخرى فهي كما قالت له لم يحبها وفعل معها كما فعل مع سارة وأدرك الآن أنها لا تريده ولن تعود معه










لحسن الحظ وجدت الباص على وشك الذهاب ومكان فارغ ينتظرها وتحرك بها الباص وأسندت رأسها على زجاج النافذة وكل ذكرياتها الجميلة تمر أمامها، أحضانه قبلاته ابتسامته التي كانت تحلي الحياة أمامها ثم تتوالى الأحداث المؤلمة فتعيدها لمكانها الحالي امرأة محطمة تحمل طفلا لا ذنب له إلا أن أمه فتاة طائشة وفاشلة وضعيفة ولم يمكنها مواجهة فشلها وتهرب منه كلما واجهها
مر الوقت سريعا حتى دخل الليل ولم تنكر أنها شعرت بالتعب من المشوار الطويل وقد تألم ظهرها وأصابها ألم بأسفل بطنها وأدركت أن طفلها يعلن عن اعتراضه على ما تفعله به ولكنها لم تستسلم 
وأخيرا وصلت على فجر







 اليوم التالي وقد أنهكها التعب بتلك الشهور الصعبة للحمل وتراجعت أمها بفزع عندما رأتها أمام الباب وقالت بفزع
“أمل ابنتي ماذا حدث؟ وما الذي أعادك الآن؟ هل أنت بخير؟"
كادت تحمل حقيبتها ولكن أمها أسرعت تجذبها منها للداخل وهي تقول "اتركيها حبيبتي تبدين متعبة هيا ادخلي" 
ألقت نفسها على الأريكة وهي تسيطر على الدوار الذي أحاط بها والآلام التي لا تنتهي وقالت بتعب "ماما أنا متعبة جدا" 
أسرعت إليها الأم بلهفة وساندتها إلى غرفتها وساعدتها على الاستلقاء على فراشها وبعدها لم تشعر بأي شيء
عندما أفاقت كان هناك رجلا ينزع المحلول من ذراعها فحاولت أن تعتدل ولكنها لم تقوى، بينما نظر الرجل إليها وقال "أراك بخير مدام؟" 
هزت رأسها وقالت "نعم، ماذا حدث؟" 
قال "لا شيء الأنيميا تأخذ الكثير منك وبذلت مجهود كبير لا يتناسب مع الحمل ولا أنصحك به مرة أخرى المرة القادمة سيكون خطر جدا على الجنين وربما يؤدي للإجهاض" 
أغمضت عيونها وهي تشعر بحزن أوقف تفكيرها عندما فتح الباب ودخلت أمها وهي تمسك بالطعام وقالت "ها هو الطعام يا دكتور" 
ابتسم الرجل وقال "وهي بخير الآن فقط لابد من الراحة لعدة أيام ويفضل أسبوع على ظهرها والحركة قليلة مع الدواء الذي اوصيت به لتثبيت الحمل ولا داعي للضغوط النفسية" 
لملم الطبيب أشياؤه وتحرك للخارج بينما اقتربت منها أمها ووضعت الطعام أمامها وقالت "هل سمعت الطبيب هيا لتتناولي الطعام" 
قالت "ماما أنا متعبة الآن من فضلك اتركيني الآن" 
أبعدت الأم الطعام ونظرت إليها وقالت "لماذا رفضت عودته إذن طالما ما زلت تحبينه؟" 
نظرت لأمها بدهشة فربتت الأم على يدها وقالت "هو بالخارج عاد خلفك مباشرة وكالعادة هو من أحضر الطبيب، أمل" 
أبعدت وجهها وقالت "ماما من فضلك، أنا لا أريد أن أتحدث أنا حقا متعبة اتركوني أرتاح" 








لم تترك الأم يدها وقالت بحنان "هو يعلم أنه أخطأ يا ابنتي وما زال متمسكا بك" 
عادت الدموع وقالت "الآن لم يعد متمسكا بي بل بابنه أو ابنته وأنا لم أعد أريد أن أعود لرجل باعني من أجل كرامته وغروره لا ماما من فضلك" 
ابتسمت الأم وقالت "اسمعي أمل، يوم عرفت بزواجك من وليد كنت غاضبة وغاضبة جدا وظننت أني لم أقم بتربيتك على الوجه الصحيح ولكني عندما فكرت جيدا أدركت أن الخطأ انحسر في أنك لم تخبريني وأنك لم تقبلي الحرام أو ربما زواج عرفي كان يمكن أن يدمرك أو حتى تنساقي في علاقة غير شرعية من أجل قلبك وحبك لذا وقتها ما أن شعرت أنك ستضيعين مني أعدت التفكير بأن وجودك معي بالدنيا كلها ولذا تغاضيت عن ما حدث واخترت ابنتي وحياتها ودعيت الله أن يعوضك بالخير يا ابنتي، واليوم ها هو زوجك ووالد ابنك يعود إليك نادما على ما كان مدركا أنه أخطأ يوم فعل ما فعله بك ألا تظنين أن من الصواب أن تعيدي تفكيرك مرة أخرى وتختاري المصير الذي ستكون نتيجته ليس عليك وحدك ولكن على ابنك أو ابنتك، كلاهما بحاجة لأب يرعى مصالحهم ويحميهم من الزمن" 
قالت من بين الدموع "أنت قمت بتربيتنا وحدك وأنا يمكنني أن أفعل لست بحاجة له" 
دمعت عيون الأم وقالت بحزن "وهل ظننت أني فعلت ذلك بسهولة؟ لقد عانيت الكثير حتى أفعل موت والدكم كسرني وكنت أعيش بلا نوم ولا طعام كي أوفر لكم الراحة والطعام وأعمل ليل نهار كي أوفر مصاريف الطعام والملابس والتعليم، صدقيني يا أمل الأمر ليس بسهل أن تكوني أم وأب بل هو من أصعب الأمور، ثم إن وليد بشر يخطئ ويصيب ومن حقه أن يطلب السماح من امرأته التي أحبته وضحت من أجله" 
نظرت لأمها بنفس الحزن وقالت "ولكنه أهانني وآلمني بشدة يا أمي وتخلى عني" 






قالت الأم بحنان "كانت الشياطين تتملكه وتلك الأفعى سارة تلعب برأسه وأنت حبيبتي لم تثبتي براءتك وتركتيه لأوهامه التي تلاعبت بكرامته كرجل شرقي لقى امرأته عارية بين أحضان رجل آخر فماذا تظنين أنه سيفعل؟" 
عادت الدموع وقالت "لقد دمرني وحطم كرامتي" 
ربتت الأم على يد ابنتها وقالت "وقتها كانت كرامته هو الآخر تتحطم فكرامتك من كرامته أنتم كيان واحد وما يصيبك يصيبه وما يؤلمك يؤلمه، السماح والمغفرة ليست بأمر سهل ولكن المغفرة اسم من أسماء الله الحسنى وهي تعني أن الله القوي القادر على كل شيء عندما يغفر فليس ذلك ضعف منه وإنما هي صفة القوة والعظمة، فكري يا ابنتي بمصير ابنك أو ابنتك وبالأول بقلبك الذي كان سبب كل هذا هل سيمكنك أن تقتلي الحب الذي نما داخله أم تغفري وتسامحي؟" 
وتركتها وخرجت وأغلقت عيونها والحزن والألم يتبادلان مشاعرها هل حقا يمكنها قتل الحب بداخلها؟ هل هي فعلت؟ هل نسته يوما؟ هل استطاعت أن تكرهه أو تبعده عن عقلها وقلبها؟ بالتأكيد لم تستطع فحبه يسكن كل جنباتها ومنذ تركته ولم تشعر يوما بالسعادة وبالأمس عندما رأته أمامها كانت ترقص طربا من داخلها ولكن غضبها جعلها تستبعد فرحتها ولا تتذكر إلا الألم
دق الباب ودق معه قلبها وهي تعلم أنه هو فأبعدت وجهها ولم تنظر لمن دخل ولكن عطره وصل إليها فعرفت أنه هو، شعرت به يجذب مقعد ويضعه بجوار فراشها ثم قال بحنان








“لم تخبريني بالحمل؟"
لم ترد فعاد يقول "أمل أنا أعلم أن الأمور تفاقمت بيننا ووصلت إلى الذروة وربما أنا أفلت زمام الأمور من يدي ولكن غصب عني، كنت تعلمين موقفي، أكيد وقتها كنت على حق، أمل من فضلك أجيبي لن أظل هكذا أتحدث مع نفسي" 
قالت بحزن "لم يعد لدي أي كلام" 
نفخ بضيق ثم عاد وقال "لا أمل ما زال هناك الكثير وعلينا أن نكمل ما بدأناه" 
نظرت إليه بدموع فلاحظت أنه بدا شاحبا وقد خلع جاكته وفك ربطة العنق وتركها على قميصه ولم يكن يرتدي جاكته وترك شعر ذقنه على غير عادته ولكنها لم تبدي أي اهتمام وهي تقول 
“أنت أنهيت كل شيء"
تراجع بمقعده وقال بغضب "اللعنة أمل أخبرتك أني وقتها كنت على حق بما رأيته وبما حدث أمامي زوجتي عارية بين أحضان كلب ينهش عرضي ماذا كان علي أن أفعل؟ أمل أنا لم أبالغ لقد كنت صاحب حق" 








هزت رأسها وقالت بسخرية "وما الذي أذهب هذا الحق الآن؟" 
عاد ينحني للأمام عندما استجابت لكلماته وقال "الحقيقة، أنا أظهرت الحقيقة التي لم تحاولي إثباتها"
لم تتراجع وقالت "لم أكن وليد كامل لأفعل فما زلت فتاة العشرين ربما ناجحة بعملي ولكن ليس لي بخطط العصابات أمثال حبيبتك، هذا إذا سمحت لي أن أقول عنها ذلك"
نفخ بضيق مرة أخرى وقال "أمل لا يمكن أن نتحدث بتلك الطريقة، أمل من فضلك لابد أن ننهي كل ذلك" 
قالت "أنت بالفعل أنهيته فماذا تريد مني؟" 
قال بحدة واضحة "لا أمل لم أنهي شيء، أخبرتك أنكِ ما زلتِ زوجتي، وأني أعدتك إلى ذمتي، والآن كفي عن هذا الجنون لأني لن أتحمله أكثر من ذلك ودعينا نتحدث بمنطقية"
لم ترد بل وأبعدت وجهها عنه ولكنه عاد يقول بنبرة مختلفة "والآن يمكننا أن نتحدث" 
عندما لم ترد قال "ألا تظنين أن موقفك هذا غريب؟ أنا من أصيب بكرامته وقت أن رأيت ما حدث وأنتِ لم تفكري حتي بإثبات العكس"
التفتت إليه وقالت "مرة أخرى؟ أخبرتك أنه لم يكن لدي الوقت ولا المجال لأفعل، كنت أفكر بك أنت فقط وحياتك التي كانت بخطر وبصرك الذي رحل تلك الفترة، كما كان علي ألا أترك ما بنيته بسنوات عمرك يضيع، لم أفكر كيف يمكنني أن أحارب سارة وأستعيدك منها لأنك كنت لها بدون صعوبة وأدركت أن حتى لو أثبت براءتي فلن يعيد ذلك شيء لأني لن أعود إليك"
تراجع من كلماتها المختلطة بدموعها وحدق بعيونها ثم. قال "لم أكن يوما لسارة وكنتِ تعلمين ذلك"
قالت بنفس الغضب "حقاً؟ بدليل أنك جعلتها فوق رأسي تهينني بكل وقت وأمام الجميع، ألم تفكر بموقفي وأنا لا أجد إجابات لأسئلة من حولي عما يحدث لي من زوجي؟ ألم تتحرك مشاعرك تجاهي مرة وتشفق على قلبي الذي أحبك؟" 
قال بضعف "كان الغضب يعميني وكرامتي تثير كل شياطيني وكنت أعاقبك بسارة"
قالت بألم وهي تقاوم تعبها وتنهض مبتعدة عن الفراش، كاد يتحرك تجاهها ولكنها نهضت وقالت لتوقفه "وقد أحسنت العقاب حقا"
حدق بها وقال "ومع ذلك لم ترحلي وتتركي كل شيء وأوقفتِ سارة عما كانت تريد أن تفعل بي وبأملاكي"





لم ترد فاقترب منها وقال "أمل لا يمكن أن تنسي الظروف التي أحاطت بي كانت كلها تدفعني ضدك"
لم تنظر إليه ولم ترد





 فتغيرت نبرته إلى الحنان وقال "أمل ما حدث كان أقوى مني ومنكِ، سارة أحكمت الخطة"





نظرت إليه بحزن وقالت "نعم لدرجة أنك كدت تقتلني بدون ندم"






حدق بها لحظة قبل أن يبتعد ويقول "لن أعيد مبرراتي، الخيانة لا تغفر يا أمل"
أخفضت وجهها وقالت "ولكني غفرت لك وقتها بل لم أصدق أنك تخونني" 







التفت إليها بحدة وقال "وأنا لم أفعل، لم أخونك يا أمل الفيديو ليس حقيقي كما هو ما حدث معكِ، أنا لم أفكر أو أحب امرأة سواكِ"






ابتعدت وقالت "لا يا وليد، أنت لم تحبني بأي يوم من يحب لا يؤلم من أحب وأنت آلمتني بشدة وكنت تستمتع وأنت







 تفعل، أنت لم تحب سوى سارة وأدخلتني حياتك من أجل أن تستعيدها والآن عندما أدركت ما كانت تفعله عدت إلي ليس من أجل الحب يا وليد"







أعادها أمامه ونظر بعيونها الباكية والمتعبة وقال "من أجل ماذا إذن أعود إليكِ إن لم يكن الحب هو الذي أعادني؟"







تأملت ملامحه التي افتقدتها ثم قالت "لم أعد أستطيع أن أصدقك"







مسح دموعها بيده وقال "لا أمل، لابد أن تصدقيني أعلم أني صدقت ما رأيت ولكن كان لي عذري، كلمات سارة لي من أن هناك شيء بينكِ وبين أمجد، صورك معه وأنتِ تقفين أمامه وتتحدثين، ثم بالنهاية ما رأيته، أعلم أيضا أني تماديت في معاملتي لكِ ولكن غصب 







عني يا أمل أنتِ لا يمكنك أن تشعري بالنيران التي كانت تتأجج داخل صدري كلما تذكرت ما رأيته كانت الغيرة والألم تملكني، لم أفكر يوما أن أرى المرأة الوحيدة التي أحببتها واخترتها من بين نساء العالم لتكون زوجتي عارية بين أحضان رجل آخر،





 كاد الجنون يفتك بي وكدت أقتلك ولكن ما أن رأيتك تذهبين عن الحياة وقت أن كدت أقتلك حتى عدت إلى الوعي وأدركت ما كدت أفعل وليس بسبب سارة كما أخبرتك فهي كانت تدفعني لقتلك لكني لم أستطع وتركتك بمجرد أن فقدتِ الوعي وأسرعت أتبع ذلك الندل الجبان ولكن مشهدك أمام زجاج السيارة وأنتِ على الفراش ظل يطاردني حتى غشت الرؤيا أمامي وحدث ما حدث لي من الاصطدام، لم يكن الأمر بالسهل صدقيني كنت أتمزق بكل لحظة وأنتِ معي وأنا أهينك أو أجرحك وبكل مرة كنت أظن أني بذلك سأجد الراحة ولكن بعد رحيلك كنت أكره نفسي وألعنها ألف مرة على ما فعلت بكِ، وأنتِ اكتفيتِ بكلمات بسيطة لم تكن كافية بالنسبة لي










 لأصدق براءتك فكان تعيين سارة كعقاب لكِ"
تأملته لحظة وقد أدركت أن كل كلماته صحيحة ولكنها قالت "وأعطيتها توكيل"
هز رأسه نفياً وقال بجدية "زائف، التوكيل زائف وبالطبع لم أعرف به إلا بعد عودتي عندما أطلعني جاك على كل شئ بالمشفى لأنه لم يجدك فجأة وبالطبع عرفت منه كل ما كنتِ تفعلينه بغيابي وكلمات جاك عنكِ من حبكِ لي وتضحيتك بكرامتك أمام سارة من أجل إنقاذ أملاكي وأموالي والفيديوهات التي سجلها رجاله لسارة كل ذلك عرفته بعد رحيلك فجاك منحاز جداً لكِ ويعتبر أفضل محامي بغيابك وهو أول من ساعدني لإثبات براءتك لأنه لم يصدق ما كان واتفقنا على خطة محكمة للإيقاع بسارة التي مع بعض الضغط أقرت بالحقيقة"
أخفضت وجهها وقالت "أخذت وقت طويل لتستوعب كل ذلك وتعود"
ابتسم وقال "كنت أموت بكل يوم وأنت بعيدة عني فقدت أي معنى للحياة فقط إثبات الحقيقة هو ما كان يصبرني على بعدك حبيبتي، كما كان لابد من إنهاء الحساب مع سارة وأمجد قبل أن أعود إليكِ"
ابتعدت وقالت "تأخرت"
جذبها برفق ليعيدها أمامه ورفع وجهها إليه وقال "كنت أعلم أنكِ ستنتظرينني إلى نهاية العمر"
زادت دموعها وهي تقاوم ضعفها وقالت "ليس صحيح لقد انتهيت من حياتي"
لم تذهب ابتسامته وهو يقول "كاذبة"
ابتعدت مرة أخرى وقالت "لا، لست كاذبة لأنني لم أعد أريد أن أتألم مرة أخرى"








أحاط ذراعيها من الخلف واقترب منها وقال بحنان "لن يحدث، لن أسمح لنفسي أو لأحد أن يؤلمك مرة أخرى لقد كان الدرس قاسي جدا أمل وقد تعلمت منه الكثير، لا يمكنني أن أعيش بدونك، أنت الحياة أمل" 
أعادها أمامه ونظر بعيونها وقال بحب "أنا أحبك يا أمل، لم ولن أحب امرأة سواكِ" 
عادت الدموع إليها ولكنه مسحها بيده وقال "كفى يا أمل كفى أرجوك، لا تزيدي من ألمي وندمي على ما فعلته بكِ، والله كان غصب عني كنت أتمزق بكل مرة ترحلين فيها وتتركيني بالظلام الذي كنت أعيش فيه، كنت أطردك 








وأنا من داخلي أتمنى أن تبقي ولا تتركيني، كنت أتألم لألمك وأحزن لحزنك، لم يكن لحياتي معنى بدونك يا أمل، أنا آسف حبيبتي آسف ونادم" 








ثم جذبها إليه وأطبق عليها بذراعيه ودفن رأسه بعنقها وهمس "كم اشتقت إليكِ حبيبتي وإلى دفء أحضانك الوحدة صعبة جدا حبيبتي ولكن الآن أنت وهو تملؤون حياتي كان عليك إخباري"
همست وهي بين أحضانه "خفت، نعم خفت ألا تصدقني وتدعي أنني أمثل، أو تتهمني بأنه ليس ابنك، خفت يا وليد خفت من كل شيء، كنت وحدي ولا أجد الأمان ولم أعرف ماذا أفعل لم أجيد التصرف بأي شيء" 
ضحك وأبعدها ونظر بعيونها وقال "وبالنسبة لافتتاح الفندق الذي هز لندن كلها وإحباط خطط سارة ووجودك بجانبي حتى اطمأننتِ إلى أن نظري عاد إلي، لم تتركيني أو تتخلي عني إلا بعد أن تأكدتِ أني عدت، كل هذا وتدعين أنكِ لم تجيدي التصرف؟ من الذي أجاد إذن حبيبتي"









رفع يده إلى وجهها وقال بحنان "أنت علمتيني  معنى الحب والتضحية وحبك أصبح كل حياتي تملكني كما الروح بدونك أموت أمل، أخبريني حبيبتي أخبريني أنكِ لم تنسيني وأن ما حدث لم يخرجني من قلبك"








قالت بصدق "وكيف أنساك وحبك يجري بدمي يا وليد فلو توقفت عن حبك توقف الدم بعروقي وانتهت حياتي"
جذبها إليه مرة أخرى وهتف "أحبك يا أمل، أعشقك حبيبتي، لا معنى






 لحياتي بدونك لا تتركيني مرة أخرى لم أعد أعرف كيف أعيش بدونك"
لم ترد وهو يبعدها ليلتقط شفتيها بقوة العشق والشوق واللهفة وأخيراً




 الحب، الحب الذي ولد ونما بينهما أصابه المرض فترة ولكن قوته أعادته وجعلته يزداد قوة، لم تتراجع أو تقاوم بل تعلقت ذراعيها بعنقه واستمتعت






 بقبلته وقربه وأنفاسه ودقات قلبه إلى أن أبعدها وهي تلهث من انقطاع الأنفاس ثم أحاط وجهها بيده وقال 
“عليك أن تستعيدي صحتك بسرعة لدي مفاجأة لك"






انشرح وجهها وعاد إليه الدم والدفء لجسدها بوجوده وعودته وقالت بلهفة "مفاجأة!؟ أي مفاجأة؟ هيا وليد أخبرني من فضلك" 






ابتسم وقبل يدها وقال "وكيف تكون مفاجأة إذن؟ هيا تعالي لترتاحي وتتناولين طعامك وغدا ستعرفينها" 







كانت ليلة رائعة أمضتها بينهم جميعا وشعرت أن وليد تغير كثيرا ولم يتركها بل وأمضى الليلة معها بغرفتها ومع صباح اليوم التالي جلست بجواره بالسيارة وقالت
“وليد ألن تخبرني إلى أين؟"
ابتسم وأمسك يدها وقبلها وقال "لا تتعجلين حبيبتي أوشكنا على الوصول المكان ليس بعيد" 
أكلها الفضول ولكن بالنهاية أدركت الأمر عندما وقفت سيارته أمام باب كبير أسود فقالت بسعادة "لا، لن يكون ما أفكر به صحيح" 
ابتسم والباب يفتح ويدخل بالسيارة لترى تلك الفيلا الرائعة من طابقين والحديقة التي بدأت تظهر على جانبي الممر






 الذي سار به بالسيارة حتى توقف أمام الفيلا وهي مأخوذة من المنظر وما أن توقف حتى نزلت كالأطفال ووقفت أمامها وهي تهتف
“وليد هذا"
ولم تكمل عندما أحاطها بيده وقال "نعم حبيبتي هذا بيتنا لن ينشأ أولادنا بالفنادق حتى ولو كانت ملكي، لابد من بيت أنا تمنيت ذلك ولكن كنت أنتظر يوم أجد تلك الأسرة وأنت من منحها لي" 
فتح الباب ورأت امرأة قصيرة تبتسم فدفعها برقة وقال "مدام سهير مدبرة المنزل، زوجتي أمل" 
قالت سهير باحترام "أهلا مدام" 



تقدمت وما زال يحيطها بذراعه والسعادة أيضا تحيطها وهي تتأمل




 المكان وقال وهو يشير للباب الزجاجي "بالخارج





 حمام السباحة بالطبع وبالأعلى غرف النوم هل نصعد لرؤيتها؟" 





هزت رأسها بابتسامة جميلة فقادها إلى الأعلى





 ورأت أبواب كثيرة حتى فتح واحدة وابتعد لتدخل هي وفعلت وقد كانت 






السعادة تحملها لعنان السماء دارت حول نفسها بالغرفة وقالت






“إنها رائعة حبيبي لم أحلم بكل ذلك بأي يوم"
وقف أمامها وأبعد شعرها عن وجهها وقال "وبماذا كنت تحلمين؟" 






تأملته وقالت "أنت، لم أحلم إلا بك وبوجودك معي لآخر العمر" 





جذبها إليه واحتضنها بقوة وقال "حبيبتي أنا حقا آسف ونادم على كل شيء





 وعلى كل يوم رحل من عمري وأنت لست معي، أمل أنا أحبك جدا أحبك كما لم أفعل بحياتي



 لا تتركيني أبدا بعد اليوم" 




أغمضت عيونها بين أحضانه وقالت "لن يمكنني أن 



أفعل وليد فحبي لك يقيدني بك إلى الأبد" 





أبعدها وقال "نعم حبيبتي إلى الأبد" 





وبحث عن قبلتها كي يوقعا عقد الشراكة الأبدية شراكة الحب والأمل 






ولم يعد هناك داع للتضحية لأن الحب أعاد لهما 




الحياة ومنحهما ما لم يجعل للتضحية مكان
هنافي كرنفال الروايات. ستجد.كل.ما هوا جديد.حصري ورومانسى.وشيق.فقط ابحث من جوجل.باسم. الروايه علي مدوانة. كرنفال الروايات.وايضاء.اشتركو على

 قناتنا 👈   علي التليجرام من هنا

ليصلك. اشعار بكل ما هوه. جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


                      تمت بحمد الله 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-