البارت_الثالث_والثلاثون
بقلم _رحمة_جمال
بدأ شروق الشمس ، تعلن بدأ يوم جديد ، سعيد لبعض الأشخاص ،
والبعض الآخر لا ، ولكن هل ستستمر تلك العلاقات
مشتته هكذا ، أعتقد لا .... فالحياه لا تسير علي وتيره واحده للأبد
دلف يوسف الي القصر ، ووقف بسيارته أمام الباب ومازال داخل
سيارته ، لايعلم ماذا سيحدث ، فوالداه لو رأه سيعلمون أنه كان خارج البيت ، وسيبدأون بفتح الأحاديث لن تنتهي ، ولكن إذا هرب من
الحديث مع والداها ، فالطبع صفاء تنتظره ، ف عاجلاً أم أجلا ، يجب عليها أن يتحدث ، فلابد من المواجهه ، نظر إلي ساعته رأه السادسه إلا خمس
دقائق ، خرج من سيارته وأخرج مفاتيح الفيلا من جيبه ، ودلف الي الداخل ، فمن حُسن حظه
إن لم يراه والداها ، صعد سريعا الي غرفته ، وعندما دلف الي الداخل لم يراه صفاء ، ولكنه سمع صوت المياه في الداخل ، جلس علي الاريكه ووضع رأسه بين يديه واغمض عينه ، لكي يستريح بضع دقائق قبل البدء يوم جديد ، عندما سمع صوت إيقاف المياه بالداخل ، قام وذهب الي غرفه ملابسه أخرج إحدي ملابسه التي تناسب العمل ، وعندما خرج ، رأي صفاء أمامه وهي ترتدي (البورنس) ويسقط من خصلات شعرها قطرات المياه ، وقف أمامها يتأمل حبيبته بعشق وشوق جارف
أما صفاء اكتسها التوتر والخجل ، فهي كانت تعلم أن يوسف لم يأتي ، وأنه سيذهب علي العمل مباشره دون مجيئه
صفاء بتوتر : ... احم.....حمدالله ... علي السلامه..
يوسف بتعب : الله يسلمك
صفاء وقد نست توترها واقتربت منه : مالك ، شكلك تعبان
يوسف : منمتش من امبارح
صفاء وهي تقترب منه أكثر ثم أمسكت يده : وانا كمان منمتش من امبارح
يوسف في نفسه : معقول ، كنت مستنياني ، كنت عايزني ارجع ، غيابي فارق معاكي ، معقول متنميش امبارح من قلقك عليه ، ثم نظر إليها بنظره أمل : ليه
صفاء وهي شارده في عيونه : كنت قلقانه عليك
يوسف وهو يقترب منها أكثر وانفاسهم فقط هي الحد الفاصل بينهم : بجد
صفاء بحزن : احنا لازم نتكلم مع بعض ، مش معقول حياتنا هتفضل بالشكل ده وكل يوم نتخانق وتعب أعصاب ، مش بس تعب اعصابنا وكمان اللي حوالينا تعبو ، احنا لازم نوصل لحل قالت جملتها الاخيره وهي تحتضن وجه بيديها
ظل يوسف يتأملها ، والدموع واقفه في عيونه ، لا يعلم اهو الظالم أم المظلوم ، هل ما يحدث بينهم مهم لتلك الدرجه لكي يبتعد عن بيته وزوجته ويخسر راحته ، هل حياتهم ستستمر هكذا
يوسف بصوت هادئ : معاكي حق ، احنا لازم نلاقي حل
علت الابتسامه وجه صفاء ، فأخيرا سينتهو من تلك المشاكل
صفاء : نتكلم بعد الشغل ؟
يوسف : ايوه ، بس جهزي نفسك عشان هنخرج ، مش عايز نتكلم هنا
صفاء : حاضر
دلفت صفاء الي غرفه الملابس ، اما يوسف دلف الي المرحاض ، لكي يحاول أن يجمع تركيزه مره اخري ، وعندما خرج رأي يوسف صفاء وهي تهندم حجابها
يوسف بعدم رضا : انتي رجعتي تلبسي اسود تاني
صفاء : اه ، معلش سيبني علي راحتي شويه
يوسف بضيق : اللي يريحك
®____________________®
أما في الشرقيه وتحديد في جامعة التجاره
كانت جنه جالسه مع أصدقائها
نهي : وبس ياستي ، طلعت من هنا والعريس طلع يجري ويقول مش عايز اتجوز
الجميع : هههههههههه
شروق : مش معقول يا نهي ، كل مره تلاقي حجه جديده عشان تمشي عريس
نهي : الله ، أنا قولت مش عايزه اتجوز ، سيبوني في حالي بقي
جنه : طب علي الأقل كنتي اسمعيه
نهي : لالا انا مش بفكر في الجواز دلوقت ، أنا مركزه في دراستي بس
ليصدح صوت ضحكات شروق وجنه مره اخري
نهي بأستياء : ياااه للدرجادي سمعتي وحشه
جنه : طب يلا يلا ، عشان منتأخرش علي محاضره سعد كرشه
شروق : اه والله ، كل فلوسنا بيحطها في كرشها ، يارب نعدي السنه دي بقي ومنشوفش وشه ، أو الدكتور يتغير
نهي وجنه : أمييييييييييين
ثم تدلف الفتيات الي المحاضره ولم ينتبهو الي تلك العيون التي تراقبهم
مجهول : ق قررريب .... قررررريب ... أ .... أوووي .... هوصلك .... يا جنه
®____________________®
أما في قصر البحراوي
استيقظ شهاب وارتدي بنطلون من اللون الازرق يصل الي ركبته وتيشرت من اللون الازرق أيضا وحذاء وكاب من اللون الابيض ، يخرج من غرفته يجد والده في غرفه الطعام وكان يرتدي بنطلون قماش من اللون الرصاصي وقميص من اللون الاخضر
شهاب : ايه ده ، لو سمحت والدي كان هنا مشوفتوش
محمد بضحك : هههههههههه ، هو انت فاكر ان انت بس اللي شباب ، ده انا هوريك في الاجازه دي
شهاب : استعنا بالله ، يلا نفطر لحسن أنا جعان اوي
محمد بنظره شك : اممممم ، مش ملاحظ حاجه غريبه ، أنك فرحان النهارده عن أي يوم تاني
شهاب : أكيد ، عشان هقضي إجازتي معاك
محمد : بس
شهاب : وحلمت بحلم جميل اوي النهارده
محمد بخبث : حلمت بمين ؟
شهاب بشرود : بملاكي ، بقالها كتير مكنتش بتزورني في احلامي
محمد : اها ملاكك
شهاب مغير الموضوع : طيب قولي بقي ، انت بردو شكلك مبسوط النهارده
محمد بابتسامه هادئه : عشان امك زارتني في الحلم النهارده
شهاب : بجد
محمد : ايوه ، وكانت فرحانه ، وقالتلي أنها مبسوطه أننا قربنا من بعض
شعر محمد بيد ابنه وهو يرتب علي يده
محمد : هنزورها قبل ما نمشي؟
شهاب بتأكيد : هنزورها قبل ما نمشي
ثم بدأ في تناول أفطارهم
®_________________®
اما في ذلك الفندق التي كانت فيه دارين
دارين بضيق وهي تتحدث في الهاتف : عارفه ، بس انا بحاول معاها
مجهول : مش مشكلتي يا دارين ، لازم في اقرب وقت تنفذي اللي اتفقنا عليه
دارين : حاضر هحاول ، بس انا محتاجه وقد اكتر من كده ، أنا لو بدأت اعمل اللي بتقولي عليه ده ، أنا اول واحده الكل هيشك فيها
المجهول بتفكير : ماشي يا دراين ، قدامك شهر ، بعد الشهر يا دارين ، رقبتك الحلوه مش هتبقي في مكانها
دراين بخوف : لا لا لالالا ، كل حاجه هتحصل زي ما انت عايز
المجهول : اما نشوف ، ويلا روحي اجهزي ، زمانه جايلك في الطريق ، واها متنسيش لازم تكوني حلوه جدا قدامه ، لازم تخليه يتمناه أنه يرجعلك تاني
دارين بضيق : حاضر
ذهبت دارين لكي تستعد وترتدي ملابسها
فقط اختارت جيب سوداء قصيره جدا لاتصل الي فوق ركبتها ، وقميص من اللون الابيض
شفاف من الأكمام ، يصل الي مرفقها وزينت يديها ببعض الاكسسوارات الذهبيه ، واختارت حذاء عالي من اللون الاسود ، وتركت شعرها حرا ، طالما احب يوسف أن يكون شعرها حرا في السابق ، ووضعت بعض المساحيق التجميليه الخفيفه ولكن قامت بوضع المزيد من الروج الاحمر الصارخ لكي يفلت انتباه الجميع لها
وكذلك كان طلاء أظافرها باللون الاحمر ، وأخذت حقيبه صغيره من اللون الذهبي ، تضع فيها هاتفها ومفاتيح سيارتها وبعض النقود وبعض ادوات التجميل أيضا ، وقفت أمام المرأة لتنظر لنفسها بغرور وثقه
دراين : وريني لحد امتي ، هتفضل تقاومني يا ها يا چو ، نهايتك انت والسنيوره علي ايدي أنا
®__________________®
كانت صفاء تدلف من علي الدرج خلف يوسف ومرسوم علي وجهها ابتسامه هادئه ، جعلت إلهام تطمئن الي حد ما ، جلسو جمعيا يتناولون افطارهم في هدوء تام عكس الصراع الذي بداخلهم ، فكان يوسف يفكر لما والدايه لم يذكرو سبب عدم ميجئه الليله الماضيه ، وماذا سيحدث مع زوجته ، اما صفاء كانت تنتفس بارتياح أنها أقنعت زوجه عمها بعدم فتح حديث بشأن مبيت يوسف خارج البيت ، اما إلهام كانت تنظر لابنها وزوجته ، وهي تدعو الله أن يصلح حالهم ، فهي لم تعد تحتمل كل تلك الضغوطات ، أما كامل كان يشعر بالخوف من ضياع ابنه مره ثانيه ، ولكن اذا حدث ذلك فما العمل ؟
®_______________®
في بيت بسيط كان يلقي اخر نظراته علي نفسه واخد بضع الأوراق وخرج ، متجهه الي الشركه ، رأي الصبيان متجهين الي مدراسهم والي الباعه في الطرق وكان يسمع الي تلك المشاجره بين السيدات ، كان يذكر ربه طول الطريق ، حتي وصل إلي الشركه ، دلف الي مكتبه وبعد بضع دقائق سمع صوت هاتفه لينظر يجد سمارا هي المتصله
ابتلع ريقه وأخذ نفس عميق : الو
سمارا : الو ، ازيك يا بسيط
بسيط :الله يسلمك ، عامله ايه
سمارا : الحمدلله ، وانت
بسيط بابتسامة : بخير طول ما انتي بخير
سمارا بابتسامه : فاكر معيادنا
بسيط : أنا إنساه كل حاجه ماعدا ميعادنا
صمت سمارا قليلا
بسيط : سمارا
سمارا : هبعتلك ابلكشين المكان اللي هنتقابل فيه
بسيط : اوكي
سمارا : مع السلامه
بسيط : مع السلامه
اغلق بسيط الخط ، وهو يفكر كيف ستكون نهايه تلك العلاقه ، ولكن عاد تركيزه الي العمل مره اخرى
®___________________®
يوسف : عن إذنكم
صفاء : استناه ، هروح الشركه معاك
يوسف بأستغراب : معايا ، ما انتي علي طول بتروحي مع بابا
إلهام : وفيها ايه يا يوسف هي مش مراتك بردو والمفروض انك انت توصلها معاك
يوسف : اوكي اوكي يا جماعه ، مش قصدي أنا بس استغربت ، يلا
ذهب ثم ذهبت خلفه صفاء
كامل : تفتكري اتصالحو
إلهام : أتمناه ، بجد أتمناه
خرج يوسف وصعد إلي سيارته ، وبعث رساله ل دارين لكي تسبقه علي الشركه
وصعدت صفاء الي السياره
ظل الصمت يعم بينهم ولكن تلك النظرات الخاطفه بعيونهم كانت تحمل معاني كثيره ، فبدون مقدمات ، امسك يوسف يد صفاء ووضع قبله علي يدها
ثم نظر إلي صفاء التي كنت مذهوله بما حدث
يوسف : مشاكلنا حاجه وحبي ليكي حاجه تانيه ، مش معني أن في مشاكل بينا يبقي انا نسيت كل الحلو اللي عملتيه عشاني ، أو أنساه اني بحبك ، فاهمني
اومأت صفاء رأسها بالايجاب
ثم وصلو الي الشركه
سبقت صفاء يوسف الي الأعلي ، بينما يوسف كان يركن سيارته ، ولكن قبل أن تدلف صفاء الي مكتبها رأت دراين جالسه أمام مكتب يوسف
صفاء : ايه اللي جابك هنا
دارين : وانتي مالك اصلا ، هو أنا جايه عشانك أنا جايه ل چو ، خليكي في حالك
صفاء بغضب : ماهو جوزي يبقي حالي ، ويلا اتفضلي من هنا
دارين : انتي مين اصلا ، انتي يدوب شاغله هنا ، لكن انا جايه لصاحب الشركه
صفاء بعصبية : امشي اطلعي بره ، يا أمن يا أمن ، طلعها بره واعرفولي مين اللي دخلها هنا
_انا اللي دخلتها
صفاء بصدمه : أنت