رواية بنت المعلم الفصل السابع7والثامن8 بقلم حسناء محمد



صلوا على النبي 💖

رواية #بنت_المعلم

الفصل السابع والثامن 
بقلم حسنا محمد





 (7) 

فزع عزيز عندما رأي ولده ملقي علي الأرض والدماء تسيل حوله، بينما جلس عبده محتضن سعد في أحضانه هو الأخر فاقد وعيه،









تطلع سالم إليهم ثم حول نظره الي عباس الممسك رأسه اثر ضربته، ليصيح بوعيد : 










بتستكتر أنت ورجالتك عليهم يا عباس ورحمه الغاليين لادفعك التمن غالي 







بدأ الخوف يتسرب الي عباس فمنذ أن أمسك عمدة القرية وهي يتفادى المعلم سالم والاحتكاك معه فسلطته قويه ولا يهاب شيء مدام في طريق الحق، 

علت صوت انذار عربه الشرطة والاسعاف في المنطقة لتتقدم إليهم، ترجل








 منها مسؤول المركز الخاص بالمنطقة، وشيخ الغفر الذي اسرع الي المركز ليقدم بلاغ قبل أن يسوء الأمر ويصبح بحر دماء بين العائلات 

تقدم الشرطي متجه الي المعلم سالم وهو يرمق الدماء السائلة من عباس: 








خير يا معلم سالم ايه البيحصل هنا 

أسرع عباس بالرد ليقول بهلع: 

الحقنا ياباشا سالم جاي يتهجـ..

قاطعه سالم بجمود : 

ابدا يا حضرت الظابط شويه بلطجيه هجموا علي بيت العمده بس الحمدالله لحقناهم 

صمت الشرطي وهو يتجول بنظره في المنطقة ليردف بسخرية: 

اومال هما فين 

أجابه سالم بلا مبالاة: 

هربوا 

أعاد الشرطي سؤاله الي عباس : 

هما فين يا عمده 

تطلع سالم الي عباس بتحذير إذا نطق بحرف مما حدث، ولكن قاطعهم عزيز وهو يصيح بحده: 

ما قال هربوا وبعدين مش وقته خلينا نشوف عيالنا الاول 

أمر الشرطي رجال الإسعاف بأخذ يعقوب وسعد بعد أن رآهم، ثم تطلع الي سالم قائلا تهديد: 

اتمني يكون البلطجية هربوا زي ما قولت يا معلم واتمني ميرجعوش تاني عشان المره الجايه انا هدخل 

أجابه سالم بهدوء : 

اكيد مش هيكونوا موجودين تاني 

بلع عباس ريقه بتوتر عندما استمع الي اخر كلمات سالم، فلم يفهم مخذى حديثه المبهم، بينما ذهب سالم وإخوته الي المستشفي










 ليتابعوا حاله سعد ويعقوب مما ذاد قلق عباس من ردت فعلهم، وهذا السكون يريبه في مجئ العاصفة التي ربما تقتلع جذوره،

؛***********

في بيت جابر كانت تحاول مهاتفته مراراً وتكراراً منذ يومين عندما علمت أن عمها أُمر بإطلاق سراحه من قبل عمها، فحاولت مره اخيره بعد أن فقدت الأمل في محادثته، ولكن تهللت أسرارها عندما استمعت لصوته، فأسرعت قائله بسعاده: 

مصطفي 

جاءها رده بفتور: 

خير 

تعجبت من نبرته، لتسأله بفضول: 

أنت فين برن عليك من يومين ومش بترد 

أجابها بملل : 

عايزه ايه يا مي 

أنزلت الهاتف من علي أذنها لتضعه أمامها كأنها تتأكد من المجيب عليها، لتضعه مره اخري لتقول بقلق: 

في ايه يا مصطفي مالك بتكلمني كدا ليه 

صاح بصوت مرتفع جعلها تبعد الهاتف من علي أذنها مش شدته : 

عايزني اكلمك ازاي بعد ما عمك وابوكي خالو رجالتهم يضربوني ويكرشوني زي الكلب 

حاولت تهدئه مردفه بحنو : 

يا حبيبي معلش دا بس .....

بترت حديثها عندما سمعت صوت قهقهته ثم قال بوقاحه: 

حبيبك طيب بقولك ايه ما تبعتي صوره من صورك كدا بما أن حبيبك 

شعرت بالريبة من طريقته الغريبة لتقول بعدم فهم: 

مصطفي أنت بتكملني كدا ليه 










أجابها بوقاحه لم تعهدها منه من قبل : 

في ايه هو أول مره ولا ايه دا حتي تلفوني كله عباره عن صورك 

بعلت مي لعابها بتوتر لتقول بصدمه: 

أنت مش قولت أنك بتمسحهم بعد ما ابعتهملك عشان بوحشك 

صمت مصطفي ليرد عليها بخبث وها قد بدأ اللعب على المكشوف في خطته: 

ما عشان أنتِ بتوحشني مردتش امسحهم عشان املي عينا بيكي 

تجمعت الدموع في عينيها لتترجاه بخوف: 

مصطفي بالله عليك متكلمنيش كدا عشان بخاف 

اصطنع مصطفي الحزن : 

ايه تخافي وانا معاكي والله كدا انا هزعل، يا حبيبتي أنا زعلان عشان هما حاولوا يفرقوا بينا

انتظرت مي لثوان تفكر ثم قالت بتوتر : 

يعني أنت زعلان عشاني 

أجابها بتأكيد : 

طبعاً عشان حبيبة قلبي بعدت عني 

سألته مره اخري بيأس : 

طيب هنعمل اي 

ابتسم مصطفي بثقه ثم قال بهسيس : 

لا هنعمل اي دي لازم ليها تخطيط عايزك مصحصه معايا وتركزي عشان تعملي زي ما هقولك بالظبط

ارتمت علي الفراش بسعادة غامرة لان فارس أحلامها يحاول إيجاد طريقة











 للوصول إليها بالرغم من وقوف الأشرار بينهم، قررت تلك المرة أن تنصاع إلي قلبها الاهوج لتقع في شر عملها، وتكون قيد الحب المسموم

؛**************

بعد أن اطمأن علي يعقوب وأكد الطبيب المعالج علي أنه لا يحتاج النقل للمشفي الرئيسي، أمر ولديه باللحاق به للمنزل حتي الغد، 

جلس علي المعقد يستمع إلي نحيب حسنيه بضجر، ليصيح بها بضيق: 

ما تبطلي يا وليه هو أنا ناقصك علي آخر الليل 

مسحت حسنيه دموعها قائله بترجي وصوت مبحوح : 

ودني أشوفه يا خويا ودني اطمن عل ابني 

رتبت مايسه علي كتفها بحنان ثم قالت بحنو: 

يا ماما مينفعش زياره دلوقتي بكرا نبقا نروح 

أجابها والدها بحده : 

ولا بكره ولا بعده هو أول ما يفوق هيجي 

زفر عبدالله بضيق : 

وبعدين يابا هنسيب عباس يفلت منها ولا اي 

تنهد عزيز قائلا بحيره : 

أنت مسمعتش المعلم سالم قال ايه في المستشفى، خلينا لما نشوف اخرتها ايه ونعرف سالم ناوي علي ايه 

ثم جال بنظره ليجد حسنيه وبجانبها مايسه وسميه وعلي الجهة الأخرى فايزه وزوجات أولاده يجلسن ومنهن من تبكي وكأنهن في عزاء متوفي، صاح بيهم بحده: 

انتو قاعدين كدا ليه يلا كل واحده علي شقتها 

بينما جلس هو يفكر في أمر أبنته الي زوفة من 4 أشهر يحاول إيجاد حل رزين يصلح الأمر، تنهد بيأس فبعد فعلت عباس









 وأولاده لا يوجد طريق لرجعتها، ظل وقت لم يعلمه علي حاله حتي تعب عقله من التفكير وغرق في النعاس في محله،

؛**************

علي الجهة الأخرى دلف المعلم سالم إلي منزله بعد يوم مر وكأنه سنين عليه، اطمئن علي سعد الذي اصيب بكدمات في جسده وكسر في زراعه الايمن، أما يعقوب فأصابته بالغه فقد أصيب بنزيف في رأسه، وكدمات في جسده 

رأي من النافذة انوار غرفه المعيشة فعلم بأن بناته مازالوا مستيقظين، دلف ملقي السلام عليهم ليري زوجاته الثلاث جالسين بجانب بناتهن فقد حضروا عندما علموا بما حدث، صمت المعلم علي مجيئهم بدون علمه لان الامر لا يحتمل شيء آخر فوجودهم بجانب بناته مهم في ذلك الوقت، ومرتضي الجالس بجانب مها، وأحمد يجلس مقابل هند 

وجهه حديثه الي احمد ومرتضي ليردف بحنق: 

خير يا خويا منك ليه الليل لسا مجاش عندكم 

حمحم مرتضي بخجل قائلا : 

خير يا معلم بس مها مردتش تروح غير لما تطمن عليك 

رفع سالم حاجبيه بسخرية: 

طيب هي ومستنيه أبوها وأنت بقا ايه مقعدك 

اقتضبت ملامح مرتضي ليردف بحنق: 

يعني اروح من غير مراتي 

نفي المعلم بتهكم: 

لا ياخويا اومال مين هيحضرلك الرضعه 

كبت احمد ابتسامته حتي لا يراه سالم، بينما اكتفي مرتضي بالصمت حتي لا تقصف جبهته مره اخر أمام زوجته 

اشار سالم اليه ليأمره : 











قوم ادخل مع مراتك في أوضتها هتمشوا فين بالعيال الوقت أتأخر 

تهللت أسرار مرتضي فكان يقلق رحيله بدون مها، ولكن جاء الأمر في صفه، فأمسك كف مها وهو يردف اليها بجانب أذنها بهمس : 

هو عليه لسان بس بيضرب في الجون بصحيح

صاح سالم به قائلا بحده : 

بتقول ايه يلا 

توتر مرتضي من كونه استمع إليه فعلت ابتسامه علي ثغره قائلا : 

 بقول ربنا يخليك لينا يا معلم 

أشار إليه سالم بالرحيل فأسرع مرتضي ساحب مها خلفه قبل أن يغير رأيه، تطلع سالم الي احمد ليسأله بملل : 

خير وانت قاعد ليه 

أجابه احمد بتعجب : 

يعني هو ابن البطة البيضة وأنا ابن البطة السودا 

رمقه سالم بحده ثم نقل نظره الي هند التي تفرك في يدها بتوتر فاردف بخبث : 









لا متجيش بس بيتكم مش بعيد وانت مش معاك عيال زيه ياله طريق السلامة 

اصطنع أحمد الحزن ليشير علي ذاته قائلا بمكر : 

يرضيك ياخال امشي دلوقتي في عز الليل 

ابتسم سالم بمكر وأشار إلي أحدي الغرف : 

لا ميرضنيش ادخل في الاوضه دي 

علت ابتسامه سعادة علي ثغر أحمد، ولكن سريعاً ما اختفت عندما اكمل سالم : 

وأنتِ ياهند ياله مع أخواتك فوق كل واحده علي اوضتها 

ود أحمد أن يلعن حظه فـ سالم يلاعبه بطريقته الخاصة التي لا يفهما احد سواه 

نهضت هند لتتعبها أخواتها ليصعدن الي غرفهن، لعب المعلم سالم حاجبيه الي احمد ليقول اليه بصوت منخفض : 

متلعبش مع الاكبر منك تاني 

امأ أحمد اليه بفقدان أمل في أول خيط يحاول أن يعيده بـ هند ولكن من الواضح أن الطريق أمامه طويل مع سالم وابنته 

انتظر المعلم بعد ان تأكد من مغادرة الجميع لينظر الي زوجاته هادر بتحذير: 

انا هعدي المره ليكم لكن قسماً بالله لو اتعادت تاني وعرفت أن أي واحده فيكم كدبت عليا ما هتستني يوم واحد علي زمتي 











ثم تركهم ودخل الي غرفته في الطابق الاول، فـ عقله يحتاج أن يفصل قليلا ويريح جسده من التفكير المستمر 

؛***********

في الطابق الثالث الخاص بـ ناديه، طرقت أمل عرفة والدتها بلطف ثم انتظرت إذن الدخول، 

فتحت ناديه باب الغرفة ثم قالت : 

أمل ايه المصحيكي مش قولتي هتنامي 

أمأت أمل وقالت بتوتر : 

ايوا بس افتكرت حاجه لازم تعرفيها 

أصاب القلق عقل ناديه لتفسح الطريق إلى أمل :

تعالي وقوليلي حاجة ايه متقلقنيش 

ابتسمت أمل ثم اردفت بسعادة: 

خالتو نسمه 

رفعت ناديه حاجبيها بتعجب ثم سألتها : 

نسمه مالها 

اجابتها امل بفرحه : 

انهارده قابلنا ابنها بس مش عارفه هي نزلت معاه ولا اي 

تهللت أسرار ناديه بعدم تصديق : 

بتتكلمي جد أكرم ابن اختي 

أشارت امل بالتأكيد فأكملت ناديه بسعادة: 

بكرا الصبح تفكريني أقول لابوكي عشان يعزمه ويجي واطمن علي اختي 

اكتفت أمل بالابتسامة ثم استأذنت بالرحيل، فقد تذكرت ما تريده من رحمه كي تجلبه معاها غداً كي يحضروا لحفل المفاجأة الي هند بمناسبة عيد ميلادها، طرقت باب الغرفة الخاصة بأختها عدة مرات فلم تجد رد، فتحت الباب تبحث عنها استمعت لصوت المرحاض، ذهبت تجلس علي حافة الفراش وتنتظرها لتخرج من المرحاض،

كانت الغرفة كبيره الحجم يتوسطها فراش علي شكل دائري لونه أبيض ومقابل له خزانه ضخمه مقسمه الي 4 أقسام لتكفي ثيابها،










 وعلي الجهة الأخرى اريكه باللون الابيض أيضا معاها مقعدين من الفرو، بالإضافة إلي المرآه الكبيرة التي تملأ الحائط، وكل هذا محاط بجدران تتميز بلونها الوردي الفتح 

لفت انتباها دفتر لونه وردي موضوع بجانب الفراش وبجانبه قلم كأن أختها كانت تدون شيء ما في مذكراتها، فأعجبت بالرسومات علي غلاف الدفتر فأمسكته لتتفحصه كي تأتي بواحد مشابهة له، ولكن هبطت الي أسفل تتكئ علي ركبتيها لتجلب ورقه سقطت من الدفتر عندما رفعته من على الفراش، لم تتوقع أن تكون الورقة عباره عن صورة ابن عمها جابر، فـ ذاد فضولها في معرفه المدون بداخل الدفتر ولكن قبل أن تفتحه، اختطفته رحمه من بين أيدها نهاره إياه بعنف: 

أنتِ بتعملي ايه هنا وازاي تسمحي لنفسك تطفلي علي خصوصياتي 

تعجبت أمل من غضبها ولكن حاولت امتصاص عنفها لتبرر إليها بصدق: 

انا كنت جايه اقولك هنعمل ايه يوم عيد ميلاد هند وملقتكيش واقعدت استناكي لفت نظري شكل الدفتر فقولت اشوفه عشان اجيب واحد ليا 

أردفت رحمه بغضب تخفي أمامه خوفها من أن تعرف امل سرها التي تخبئه منذ صغرها داخل قلبها ودفترها : 

برده مش من حقك كان المفروض تستني بره 

نظرت امل الي طريقه يدها المحاطة بالدفتر بحرص وكأنها تحمل كنز ثمين بين يديها، فقالت بلا مبالاة: 

عادي أنتِ أختي ومفيش خصوصيات بينا 

اتجهت رحمه الي أحد ادراج مكتبها لتضع الدفتر، ثم تتقدم الي امل لتقول بصوت مهزوز في نبراته كسره وحزن دفين : 

لا في انا عندي خصوصيات وعندي حياه انتم متعرفوش عنها حاجه، انتو اصلا مش حاسين بيا ولا كأني موجوده 

ولكن لم تستطع تكمله حديثها من دموعها التي أبت أن تختبئ هذه المرة، لتطلق سراح ملقتيها تاركه العنان لعينيها لعل أن 






تخفف من ألم دام لسنوات من شعورها بالوحدة القاتلة رغم وجود عائله ليست بصغيره حولها،

صدمت أمل من تغير رحمه المفاجئ ودموعها الغزيرة، فشعرت بتشتت لا تعرف ما تقول أو بما تواسيها لأنها لم تتوقع حديث كهذا من أحدي أخواتها،

اقتربت أمل لتأخذها برفق في أحضانها وتمسح بيدها علي رأسها قائله بحنان ونبرة عتاب طفيفة: 

ايه الكلام دا معقول احنا مش حاسين بيكي، وايه الدموع دي ليه مجتيش تتكلمي معايا وتقوليلي مالك 

خرجت رحمه من أحضانها لتشير علي نفسها قائله بشهيق : 

ومن أمته وانا بفرق مع حد فيكوا

أمسكت امل يدها مردفه بعدم فهم : 

يا حبيبتي ايه الخلاكي تقولي كدا ما احنا طول عمرنا واحنا مع بعض في كل حاجه 

صاحت رحمه مقاطعتها بحده، وكأنها تفرغ كل طاقتها التي تحملتها لسنين لا يعلم عنها حد من كسره، وبكاء كل ليله حتي تورم عينيها وفي الصباح، وكأن لم يكن شئ حتي لا تري شفقه في أعينهم : 

احنا مين هه احنا مين، امك الـ كل همها محدش يكون أحسن منها من مراتات ابوكي، ولا ابوكي الـ مش شايف الا ست حسناء كأنه مخلفش غيرها، ولا أنتِ ومروه الـ بتعملوا اخواتكم من الاب احسن مني، هه انتو مين 

ثم جلست علي الارض تسند ظهرها الي الحائط لتكمل ببكاء : 

انا محدش بيحبني كلكم محدش بيحبني، كنتوا تقعدوا تضحكوا وتهزروا محدش يكلمني ولا كأني موجوده، كنتوا تروحوا 










تشتروا اكل وتختاروا وبعدين تفتكروني ومحدش بيخيرني، ماما يوم العيد تنزل تصبح علي بابا وعليكم 







وتيجي عندي وتقولي أمته تتجوزي وتحلي عني، احل عنها ليه انا عملت ايه، حتي هو شافني زي أخته ومقدرش حبي ليه 

ثم رفعت عينيها التي تحولت لونها الي احمر داكن من كثره دموعها لتنظر الي امل بحسره قائله: 

عارفه أنا كلمته واعترفت ليه بحبي عارفه قالي ايه قالي ان ازي أخته وان لسا صغيره ومفكرش في الكلام دا وأركز في دراستي

 ثم تابعت بحقد وكأنها تعاني من انفصام من تغير حالها في اقل من ثوان : 

بس اهو ربنا مش مريح  قلبه ولحد دلوقتي مش عارف يخلف يستاهل زي ما كسر قلبي وراح اتجوز 

قاطعتها أمل بحده : 

حرام عليكي استغفري ربك هو دا كمان فيه شماته 

نهضت رحمه واتجهت الي امل لتدفعها للخارج بعنف: 

هو دا الـ همك امشي اطلعي برا اطلعي 

وقفت امل أمام الباب بصدمه بعد أن اغلقته خلفها رحمه بعنف، كان









 شريط حياتها مع رحمه يعاد أمامها وكأنها تعيشه، كل موقف مر عليهن إعادته أمل لتفهم الان نظرات رحمه التي






 لم يخطر في بالها أنها تكمن تلك المشاعر لهم، مشيت في اتجاه غرفتها غير مصدقه لما استمعت إليه







 تشتت عقلها فكيف لم يشعروا بما يدور في مخيلة رحمه من تهيأت، رمت بجسدها علي الفراش







 تحاول إيجاد حل سوي يخرج رحمه من عقلها الباطن، وأنها تعاني من حساسية مفرطة في التعامل







 معهم، ولكن كيف لها تغير مشاعر دامت الي أكثر من عشرون عاماً بمفردها، لابد من طلب المساعدة كي تحاول أن تنتشل رحمه من مستنقع أفكارها،

؛****************

وفي آخر غرفه في الطابق كانت تقف في الشرفة تمسك الهاتف بين يديها بحيره، ذهب النوم من عينيها بعد أن أتت تلك الرسالة من مجهول كانت عبارة عن مدي اشتياقه إليها وخوفه ليما حدث معاها اليوم، دار في عقلها أسأله عجزت عن إيجاد أجابه لتقرر أن تتصل بالرقم لتعرف من المجهول، ضغطت علي زر الاتصال بقلق أو توتر، انتظرت لثوانٍ مرت عليها كسنين، وأخيراً أجاب الآخر

تحدثت مروه بتوتر قائله : 

الو ممكن اعرف مين معايا 

 













#بنت_المعلم
صلوا على النبي 💖
الفصل الثامن (8) : 

بعدما أدت فرضها وايقظت خيريه، هبطت لتساعد والدتها في تحضير الافطار، اخذت زفير وشهيق عدت مرات لتهدأ من فرط












 توترها أنها ستواجه أحمد مره اخري في الداخل بعد أن صمم المبيت عند والدها ، عجز عقلها للوصول الي سر تصرفه المفاجئ ونظراته المعاتبة إليها، توكلت علي








 الله وامسكت مقبض الباب لتديره بهدوء، جالت بنظرها بالداخل لتري والدتها وناديه يتسامرون في الحديث حتي أنهم لم يلاحظوا ودلوفها،

: صباح الخير 

ألقت التحية بصوتها المبحوح اثر النعاس، ثم اتجهت لتجلس بجانبهم بوجه عابس 

تعجبت صباح منها لتردف بعدم رضا: 

وهيجي منين الخير بوشك المقلوب دا 

إجابتها ناديه بمكر : 

يا ختي تلاقيها زعلانه عشان الحج خاليها تطلع فوق وأحمد يبات هنا 













وانهت حديثها وهي ترمق هند بخبث، تطلعت هند إليهم بضيق لتغير مجري الحديث : 

فين ماما نجاة 

عملت صباح أنها تهرب من مواجهتهم بل من مواجهة ذاتها، دائما تختار الهرب تاركه الحظ يلعب بها كما يشاء كورقه هشة تطير في الهواء أما أن تحلق بين نثراته أو يهبط بها لأسفل لتغمر في ترابه،

: جوه بتجيب العيش 

إجابتها صباح باقتضاب ، فـ نهضت هند وهي تقول وكأنها وجدت طوق ينجيها من حوار يضغط علي جرح عميق داخل قلبها : 

طيب أنا هدخل اساعدها 

أشارت ناديه إليها : 

لا اقعدي احنا مخلصين كله هي بس بتجيب العيش 

خاب أملها تلك المرة لتجلس مره اخري فأخرجت هاتفها لتلهو به قليلا كـ ملجأ اخر من أعين والدتها المسلطة عليها بضيق، 

وما هي إلا دقائق حتي انضمت إليهن مروه لتجلس بجانب هند بعد أن ألقت التحية ثم مالت بجزعها لتكون بالقرب منها ثم قالت بهمس بجانب أذنها: 

عايزه اتكلم معاكي ضروري 









رفعت هند حاجبيها قائله باستنكار : 

أنتِ موطيه صوتك كدا ليه 

زفرت مروه بحنق تهمس إليها مره أخري: 

يوه يا هند أكيد مش عايزه حد يعرف من الحشد دا 

أشارت هند إليها بنفاذ صبر : 

ارغي يا مروه حكم أنتِ حوراتك مش بتخلص 

امسكتها من معصمها ثم نهضت قائله بحذر : 

لا تعالي بره عشان أعرف احيكلك قبل ابوكي ما ينزل 

وبعد أن خرجت قصت إليها ما يحدث من رسائل من رقم مجهول، ومهاتفتها أمس للرقم ولكن لم تجد رد من صاحبه سوي سكون دائم، تعجبت هند من الأمر ثم سألتها بحيره : 

طيب وهو يعرف كل تفاصيلك دي ازاي 

نظرت مروه إليها بضيق : 

وانا اعرف منين 

بعد تفكير دام لدقائق قالت هند بتفكير : 

طيب ما تردوش عليه لو رن ومترنيش عليه ويومين وممكن نروح نكشف عن الرقم في الفرع، ولو معرفناش لازم نقول لبابا 

أشارت إليها بتفهم فقد شعرت بجبل زال من علي صدرها، هدوء غمر قلبها بعلوم أحد من أهلها حتي لا تقع في مشاكل هي في غني عنها،

؛***************










هرول بعجله بعد أن هاتفته أحدي الممرضات باستيقاظ ابنه وأنه يريد رؤيته، فتح عزيز باب الغرفة الخاصة بـ يعقوب ليدلف بفرحه علت علي وجهه بسلامة أبنه، ولكن اختفت ابتسامته عندما رآه مستند علي الفراش مغمض العينين، يعلو رأسه كدمات، وزراعه الملفوف بالشاش الطبي، شعر بوخزه ملئت صدره من حزنه علي سنده وقوته عجازه البكر : 

يعقوب حمد لله على سلامتك يا بني 

حاول الاعتدال في جلسته متأوه بألم، فاقترب عزيز بسرعه ليسنده قائلا بنبره مهزوزة : 

علي مهلك يا بني 

ابتسم يعقوب من بين ألمه ليظهر أنه بخير حتي يطمانه : 

عامل ايه ياحج 

رتب عزيز علي كفه بحنان ليردف بصوت محشرج : 

الحج اتكسر يوم ما يشوف عجازه وسنده كدا 

: بعد الشر عليك يا حج ربنا يطول في عمرك ويخليك لينا 

قالها يعقوب بعتاب وهو يمسك يده يقبلها بحنان، تطلع عزيز الي جرحه ليسأله بقلق:

عامل ايه دلوقتي 

ابتسم يعقوب مردف بامتنان:

الحمدلله لولا سعد ابن المعلم عبده كان زمانكم بتقروا عليا الفاتحه 

رد عليه عزيز بغضب : 

والله لو ما سالم حالف ما حد يقرب من عباس وعياله ما كنت خاليت ليهم أثر علي الدنيا 

تحدث يعقوب بهدوء رزين وحنكة لا تليق سوي به: 

اكيد المعلم سالم ناوي علي حاجه وعمره ما هيعدي الـ عملوه مع سعد 














ثم سأله بفضول : 

صحيح يا أبويا كان في صوت صويت في الشارع وقت ما كنت في الدوار 

اعتدل عزيز وهو يجيبه براحه : 

ايوا طلعوا بنات المعلم سالم كانوا طالعين من المصنع

رفع يعقوب حاجبيه بتعجب ليسأله : 

مش فاهم وايه حصل عشان يصرخوا كدا 

أجابه عزيز بضيق : 

رجاله عباس طلعوا لما شافوني جاي ومعايا الرجاله وضرب نار كان بينا وبينهم والبنات في النص 

فزع يعقوب قائلا بخضه : 

ايه وحصلهم ايه 

أجابه بحنق من قرار سالم الذي أوقفه عن أخذ بثأر يعقوب: 

سالم جه ووقف بينا وطلع بناته 

أوضح يعقوب ما خطر في باله : 

انا مفكر أن المعلم سالم كان هنا عشان ابن اخوه 

نظر عزيز أمامه بشرود ثم قال من بين أسنانه بتوعد دفين : 

والله ما هعديهالك يا عباس 

تطلع يعقوب أمامه وشعوره بالذنب فيما حدث فبدلاً من صلح الأمر بين حامد وأخته، ادخل ثلاث عائلات في حرب وصراع لم تكن نهايته مرضيه لهم، رفع نظره الي  والده ليسأله بحزن : 

سميه عامله ايه 

ابتعد عزيز بنظره عنه ليردف بحده : 

اهي في البيت 











بدأ يعقوب في محاولة النهوض وهو يحذر والده فهو يعلم تصرفاته الجامدة مع إخوته : 

 يا حج بلاش نجي عليها احنا كمان كفايه الا هي فيه، حتي انا بدلا ما أصلح الدنيا بقت أسوأ صاح عزيز بغضب : 

هو احنا جينا يمها اهي هتطلق وهي لسا مكملتش 4 شهور جواز لا وكمان حامل أصلها ناقصه 

شعر يعقوب بسعادة تغمره ، فـ صغيرته المدللة سوف تصبح ام، مع أنه أصبح عم وخال منذ عدت أعوام ولكن تلك المرة يشعر بشيء مختلف : 

حامل 

أكد عزيز بسخريه مصاحبه ضيق: 

ايوا يا خويا حامل 

تعجب يعقوب من نبره والده ليسأله : 

مالك يا حج بتتكلم كدا ليه 

نهض عزيز بعنف ليشير بيده : 

افرح علي ايه بنتي الـ رجعت بعد 4 شهور جواز وحامل، لا وجوزها يطلع ندل ويطلع علي سمعتها كلام مش ولابد عشان ميدفعش حاجه 













تحولت عيني يعقوب للظلام القاتم لصيدح بغضب : 

اي كلب هيجيب سيره اخت يعقوب بالغلط يبقا جني علي نفسه أما حامد في حسابه تقل والحساب يجمع 

ندم عزيز علي حديثه الذي هدره أمام يعقوب فلا يريد أن يخسر أحد أولاده، وهو يعلم أن ذلك الأمر عند يعقوب لو كلفه روحه لن يسمح بأن يستمر طويلاً، 

اتجه عزيز ليساعد يعقوب في تغير ثيابه بعد إصراره علي الرحيل من المستشفى، ثم يذهب لزياره سعد ليطمئن عليه وبعد ذلك يكن أمر حامد هين،

؛*****************

في منزل جابر 

كان يجلس جابر علي رأس مائده الافطار، وتجلس زوجته زينب علي يمينه ويتبعها خلود ومي، وعلي الجهة الأخرى يجلس ابنه سالم 

رمق جابر مقعد نيره الفارغ ليسأل سالم بجمود: 

فين مراتك يا سالم 

أجابه سالم بفتور : 

تعبانه شويه يابا 

تهللت أسرار زينب لتردف بسعادة غير واعيه لحديثها الذي يمثل خنجر حاد يغرز في قلبه : 

يمكن تكون حامل 











وضع سالم الخبز من يده، وانتظر حتي بلع ما في فمه من طعام كأنه شوك يجرح حنجرته وقال بضيق وهو ينهض : 

لا يا امي مش حامل 

رمق جابر زوجته بحده فحذرها مراراً وتكراراً من التحدث في ذلك الأمر ولا تأتي بسيرته أمامه، أشار إلي سالم قبل أن يخرج من الغرفة : 

استني يا سالم عايزك 

راود سالم شكوك فما يريد والده، تنهد بضيق واتجه ليدلف خلف والده :

: خير يابا 

قالها سالم وهو يجلس مقابل جابر 

نظر جابر إليه بإشفاق لما يمر به والده منذ زواجه من فحوصات، وكشوفات طبيه عند الأطباء من أجل الانجاب، لم يهمل جابر ولا أخيه المعلم سالم في البحث عن أكفأ الأطباء وأميزهم ولكن نفس النتيجة لا يوجد مانع لديه أو لدي زوجته ولكنه مسألة وقت وعندما يشأ الله،

تعجب سالم من صمت والده ليسأله بفضول :

في ايه يا حج 

ابتسم جابر بحب قائلا : 

خير ان شاء الله يا بني 

امأ سالم برأسه مردد : 

أن شاء الله 

حمحم جابر ليبدأ حديثه في هدوء : 

بقولك يا سالم في دكتور في اسكندريه معروف وكله شكر فيه ما تاخد مراتك وتروحله وخودلك يومين أجازه اتفسحوا واطمنوا 











اكتفي سالم بالنظر إليه فقط يفكر في رد مناسب حتي لا تفلت أعصابه أمام والده، طال انتظار الرد فشعر جابر بالتوتر من احتمال رفضه فسأله بقلق: 

ها قولت ايه 

رمقه سالم بترقب ليردف بحده : 

نيره القالتلك كدا 

أجابه جابر مبرر : 

يا بني حقها تدور بدل المره ألف نفسها تكون ام 

هب سالم ليقف وصاح بصوت مرتفع فقد وصل إلي ذروه غضبه من إلحاحها المستمر في ذلك الأمر مع تحذيره بعدم فتحه مره ثانيه : 

يعني هو انا مش عايز اكون اب هو بأيدي ولا انا المأخره أنتو ليه مش حاسين بيا ليه مصممين تتعبوني 

وقف جابر يرتب علي كتفه بهدوء يكسوه حزن علي حاله : 

يا بني ادينا بنحاول، ربنا قال اسعي يا عبد وانا اسعي معاك 

لف سالم بجسده ليعطيه ظهره مردف بانكسار : 

يابا انا تعبت من اللف علي الدكاتره كل يوم عند واحد شكل، وتحاليل، وعلاج وكلهم نفس الكلام، انا تعبت والله تعبت 

لم يجد جابر رد يواسيه به، فهو محق في حديثه، ووجد أن الحل الأنسب أن يتركه فتره يستريح : 

خلاص يا سالم ارتاح زي ما تحب ولو مش عايز تروح متروحش انا مش شاغل بالي غير راحتكم يا بني 










امسك سالم يده يقبلها قائلا بأسف : 

أسف يا حج بس غصب عني والله 

احتضنه جابر قائلا بحنان : 

ربنا يريح بالك ويجبر خطرك يا سالم 

استأذن سالم منه للرحيل ثم صعد الي أعلي لينهي أمر ذاد عن حده فقد طفح كيله من عنادها، ورأسها اليابس، كان يطرق الباب بحده حتي فتحت اليه بوجه عبوس لتقول هي الأخرى بضيق: 

في ايه بتخبط كدا ليه 

أبعدها سالم بعنف من أمامه ثم أغلق الباب بقوة قائلا ؛ 

أنا عايز افهم أنتِ ليه مصممه تخرجيني عن شعوري 

رفعت نيره كتفيها بلا مبالاة مردده باستنكار : 

وأنا عملت ايه ولا هي تلاكيك وخلاص 

زفر سالم محاول تهدأت أعصابه حتي لا يثور عليها من برودها المعهود : 

ليه نزلتي وقولتي لابويا علي دكتور اسكندريه 

ابتسمت نيره بسخريه مردفه بتهكم: 

سالم هو أنت فاكر أن هسكت وارضي واعيش معاك من غير ما اخلف 

بدالها نفس الابتسامة مجيبها ببرود جعلها تستشيط غضباً : 

طيب وأنا هرضي بقضاء ربنا يا نيره ومش هروح لدكتور تاني واعملي ما بدالك 

اقتربت منه بغنج لتقول بهمس أمام شفتيه : 

صدقني هتندم لو بعت عنك يا سالم دا أنا نيره 

رمقها لثوان يتأملها من أسفل لأعلي، كانت ترتدي جلباب بيتي واسع يكفي لاثنين غيرها ربما، وآثار مستحضرات التجميل الموزعة علي وجهها كأنها مهرج أثر نومها بها، وناهيك عن شعرها المجعد وكأنها أصيبت بماس كهربائي، ابتعد عنها ثم دار يبحث عن مبتغاه، تعجبت نيره من صمته وهدئه، واعتقدت ربما شعر بالخوف من تهديدها بتركه، 

بعد دقيقه اقترب سالم منها وبيده مراه صغيره وضعها امام وجهها مباشره ثم قال باشمئزاز : 












بصي وملي عينيكي يا نيره شوفي نفسك كدا واحمدي ربنا أن مستحمل المنظر دا بقالي 5 سنين 

ثم وضع المرأة وأخذ مفاتيحه وتركها واقفه مذهولة من حديثه المهين لأنوثتها، وكيف كانت نظرته المشمئزة منها، جلست علي المعقد تعيد حديثه حتي تفكر ما ستفعله لترد اليه الصاع صاعين،

؛**************

( تظل النيران المشتعلة تأكل نفسها حتي تخمد بين الأتربة ولا يكن إليها أثر، كذلك الغيرة تظل تأكل في صاحبها حتي ينهي نفسه بين دائرة الحقد والغل ولا يكن إليه أثر ) 

في منزل العمدة كان صوته الغاضب يصدح في المكان : 

أنت بتقول ايه، ازاي اسمع الكلام الاهبل دا، أنت شكلك اتجننت 

كان الآخر يجلس مقابل له بهدوء تام، يبتسم بسماجة جعلت عباس يفقد عقله من بروده فقال بغضب : 

أنت بتضحك علي ايه، بقولك سمعت من رجالتي الـ عند  سالم أنه عايز يطلعني من البلد 

أجابه بهدوء: 

اسمع كلامه واصبر يا عباس 

أشار  عباس علي منزله يقول بحقد : 

أنت عايزني اسيب بيتي وكل أملاكي عشانه، لا مش دا اتفاقنه، أنت لازم تجيب رجالتك معايا ونقف قصاده 














نهض من مكانه ووقف أمامه، قال بغل  : 

مش هينفع لان سالم هيكسب مع اخواته واهل البلد 

جلس عباس بقلة حيلة مردف بحسره : 

يعني ايه 

أبتسم ابتسامة عريضة جعلت أسنانه الصفراء تظهر بشكل مقزز، ثم قال بنبره تملأها الشر : 

سيبه يعمل ما بداله، وفي الاخر هنجيبه الأرض هو بناته وأخواته وكل عيلة سويلم 

؛*******************
 
دلفت الغرفة بعد أن استمعت للاذن بالدلوف : 

صباح الفل علي عيونك يا معلم 

قالتها حسناء وعلي ثغرها ابتسامه مشرقه، بينما وقف المعلم سالم يطبق سجادة الصلاة بعد أن انتهي من تأدية فرضه، واضع إياه علي يد المقعد بجانبه 

: صباح النور 

تعجبت حسناء من فتور حديثه، فسألته بقلق : 

في ايه يا بابا مالك 

تطلع إليها سالم بحب، فهي الوحيدة التي تملك القدرة على إخراجه من أفكاره، تملك مكانه خاصه داخل قلبه بما انها مسك الختام، ومدللته الصغيرة : 

مفيش، خير ايه رماكي علي الصبح عليا 

رفعت حسناء حاجبيها باستنكار قائله بحزن مصطنع : 

كدا يا حج الله يسامحك دايما ظالمني

امأ سالم بسخرية ليردف : 

اممم طالما قولتي حج يبقا عايزه حاجه 

شهقت حسناء بفزع : 

علي فكرا تاني مره تظلمني وكدا هزعل وهتضر تصالحني













نهض سالم ممسك بيدها ليسحبها خلفه قائلا : 

طيب نفطر وبعدين اشوف هوافق علي مصلحتك ولا لا 

قفزت حسناء بسعادة لتصيح بفرح : 

يحيا سالم سويلم 

ضربها سالم بخفه علي رأسها موبخ أيها بحده طفيفة: 

اعقلي بقا وخالي بالك اجواز اخواتك بره 

قهقه حسناء واضعه يدها على فمها لتقول بصوت منخفض وهي تخرج خلفه : 

يحيا سالم سويلم  

ابتسم سالم علي طفولتها التي لا تزال تعيش فيها بالرغم من بلوغها العقد الثاني من عمرها وبراءتها التي يخاف أن تسبب إليها مأزق في حياتها القادمة 

؛*************

في الخارج جلست أمل مصدومة من تصرفات رحمه الغير مفهومه، أمس كانت منهارة بكاء وصياح علي كسرتهم لها، واليوم تجلس تمزح وابتسامتها تعلو ثغرها بسعادة وكأنها شخص آخر، حتي أنها لم تتوقف عن الحديث مع خيريه ومها عن التسوق واختيارها لثياب جديده إليها، لدرجة أن أمل شعرت بأن ما دار بينهما ما هي إلا تهيأت،

اعتدلوا في جلستهم ومن وضعيه حجابهم عندما استعموا الي صوت أحمد يتنحنح بصوته الخشن ليعلهم بقدومه، صادف أحمد دلوف المعلم سالم ليلقي التحية باحترام : 

صباح الخير يا معلم 

رمقه سالم بجمود قائلا : 

صباح النور، اتمني الاقامه الفندقيه عندنا عجبتك 

كبتت حسناء ابتسامتها ليرها أحمد، ثم نظر الي سالم مره اخري ليقول بامتنان مزيف : 

والله جمايلك مغرقانه يا معلم 

أجابه سالم هو يتحرك الي المائدة : 

غصب عنك 

نظر أحمد الي حسناء ليردف بغيظ : 

ابوكي بيذلنا 

















رمقته حسناء بغرور ذائف : 

براحته 

تحرك احمد قائلاً بسخرية : 

وأنا هستني ايه من بنت سالم سويلم 

أوقفته حسناء بحده لتردف بتسليه : 

لا بنت المعلم سالم لو ناسي 

اتجه احمد بيأس من غرور سالم وبناته ليجلس علي المائدة متأمل تلك اللاهية عنه تتحدث مع أختها باندماج، أراد أن يوبخها علي إهمالها إليه وسرعان ما ابتسم بسخرية علي حاله فقد نسي طلب طلاقها منه

: انت بتضحك لمين 

فزع احمد لينظر الي مرتضي الجالس بجانبه قائلا بتعجب : 

بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا أمته دول 

لعب مرتضي بحاجبيه بمكر : 

لا أصل أنت مش هنا أنت مع ناس تانيه كدا 

كاد احمد بالرد عليه ولكن التزموا الصمت عندما استمعوا لصوت سالم الحاد : 

هتبطلوا برطمه انهارده 

نظر كلا منهما أمامه في هدوء فهذا أفضل لهم، تحدث ناديه قائله بتذكر : 

صحيح يا معلم قبل ما انسي اكرم ابن اختي جه وكنت عايزه نعزمه 

أجابها سالم بهدوء : 

ايوا عرفت لكن الحصل خلبنا، أن شاء الله يوم الجمعة يكون معانا 

ابتسمت ناديه برضا ثم بدأت في تناول الطعام بعد أن أذن المعلم لهم، بعد 5 دقائق تحدث سالم موجه نظره الي احمد ليقول بهدوء : 












متنساش بعد ما نطمن علي سعد ننهي مواضعنا 

وقعت الملعقه من يد هند لترمش بأهدابها بتوتر ملحوظ، فشعرت بأن قلبها كاد أن يقف عندما ذكرها والدها بما تريد ،نظر أحمد اليه وهو يلتفت حوله : 

حضرتك بتكلمني أنا 

رمقه سالم بجمود : 

علي ما أظن مفيش حد هنا هيطلق غيرك 

تطلع أحمد الي هند علي أمل أن تتحدث وتنهي تلك المهزلة، ولكن وجد منها صمت مملوء بتوتر، نقل بنظره الي سالم ليقول بصرامه وهو ينهض : 







أسف يا معلم بس أنا مش هطلق 

ارجع سالم بظهره للخلف ليرمقه في صمت، قاطعته صباح قائله بابتسامه لتخفف الوضع : 

اقعد بس يا احمد كمل أكلك والكلام دا مش بيكون كدا 

: اومال بيكون ازاي يا ام هند 

رد عليها سالم بحده، فمن أحد قواعده عدم تدخل النساء في حديثه، بلعت صباح لعابها بتوتر ثم تحدثت مبرره: 

مقصدش يا حج بس عشان احنا علي الاكل وكدا 

نهض أحمد ليقف أمام سالم قائلا : 

انا مش هطلق يا خال 

ثم اتجه ليخرج ولكن أوقفه صوتها بغضب : 







تعليقات



<>