رواية اسيرة قلبي الفصل الثامن8بقلم ريم محمد
عادوا الي القاهره لتبدء تحضيرات الزفاف عاجلا ، فالعريس يتطوق شوقا لينفرد بعروسته
جلست هند بتعب علي الأريكه ولا تتحسس عمودها الفقري بتعب وارهاق بالغ وهي تقول :
_يا خسراتك في المرمطه يا لوزه
جلست بجانبها ميان وهي تقول بضحك :
_دا لسه بدري ، انتي نسيتي اننا بليل رايحين الاتيليه عشان نشوف الفستان جهز ولا لسه
هند بتعب :
_لا خلاص انا مش قادره ، روحي مع عمته
سندت ميان رأسها علي كتف هند وقالت بمرح :
_ماما رايحه مع أدم وخالو عشان البدل ، غالبا هيا نسيت اني بنتها
ضربت هند مقدمه رأسها وقالت وكأنها تذكرت شيئا :
_ صحيح انا نسيت حاجه مهمه ، عمته قالت اننا نروح نشوف المطعم المسؤل عن البوفيه
ميان :
_انتي نسيتي ما احنا اتفقنا مع القاعه خلاص هيا الي هتظبط البوفيه
هند وهي تحك في رأسها..
_ اه صح ، طب يلا انا هقوم اخد دش لحد ما تلبسي انتي عشان نروح للأتيليه اما نشوف اخرتها
________
(في احدي المجمعات التجاريه الكبيره)
كانت تقف تنتقي له الملابس ، بعيدا عن حله الزفاف
ابتسمت بأتساع وهي تمسك احدي وجنتيها بمرح وتقول :
_ يخرب بيتك يا واد كل الهدوم حلوه عليك
ابتسم ادم وهو يمسك وجنتيه بألم خفيف وقال..
_احنا وسط ناس يا عمته الناس تقول ايه
لوسي بالامبالاه :
_ ام وبتدلع ابنها ، عندك مانع
ادم :
_ انا ابدا ، بس اظن ان بنتك هتكلنا لما نروح عشان اتاخرنا عليها كل دا
لوسي :
_ انت عريس ومش بتتجوز كل يوم ، خليني افرح بيك بقا
ادم بضحك :
_ وبنتك يا حجه ، مش اولي تبقي معاها
امسكت قطعه ملابس اخري ووضعتها عليه لتبتسم وتقول :
_ معاها هند وبعدين مش هيعملو حاجه غير انهم يروحو يجيبو الفستان ويروقو الشقه وبس ، وبعدين سبني افرح بيك شويه ، هو مفيش مقاس اكبر من التيشرت دا
امسك ادم يدها وقبلها برجاء قائلا :
_ابوس ايدك يا عمته روحيني كفايه كده رجلي وجعتني
سحبت لوسي يدها وقالت :
_ كفايه شهر العسل الي انت هتاخده ، سبني امرمطك شويه
ضرب الارض بقدمه وقال :
_ دا هو شهر واحد حزين ، وبعدين انا هقضيه في باريس ، دا في المزرعه الحزينه
لوسي بضحك :
_ دي زي المزرعه السعيده كده
نظر لها ادم وكاد ان يرد الا ان قاطعه والده وهو يقول :
_ ايه رأيكم ، شكلي عامل ازاي
نظر ادم الي الحله الذي يرتديها والده فهي تجعله صغير جدا
ادم بأنبهار :
_ شكلك تحفه ، احلي من العريس شخصيا
لوسي :
_تعرف لو مكنتش اخويا كنت اتجوزك
عمار بضحك :
_ دي من رحمه ربنا عليا يا حببتي
ضحك كلهما علي لوسي الذي مطت شفتيها بحزن وذهبت وتركتهم
عمار بضحك :
_ روح صالحها وانا هغير واجي
وذهب عمار الي غرفه تغير الملابس ، بينما تحرك ادم ليصل الي لوسي الذي تمثل الحزن من حديثهم اللاذع
ادم بضحك :
_ ايه يا سوسو انتي زعلتي
لوسي بحزن :
_ بس يا رخم
ادم :
_ ليه كده بس دا انا بحبك
لوسي بأبتسامه صفراء :
_ ما هو باين يا بن عمار
ادم :
_ معلش ، يلا بقا فكي هتروحي لميان مكشره كده تقول ضربناكي
لوسي :
_ خلاص المسامح كريم
________
(منزل أمجد مكاوي)
جلست بخفه علي مقعدها الوثير ، في حين ان أمجد يجلس امام التلفاز لا يبالي بها ، نظرت له بترقب لتجده لا يهتم بوجودها ، وكأنها ليست موجوده من الأساس
خرجت أيمان من غرفتها وذهبت لهم ، لتجدهم صامتين ، نظرت لوالدتها لتجدها تهز رأسها ، ها هي الأشاره
قالت بتردد :
_ بابي عايزه اتكلم مع حضرتك
انتبه لها أمجد وقال :
_ نعم
ايمان بحزن:
_ بخصوص موضوع أدم
ضيق عيناه وقال :
_ هو مش الموضوع خلص
تدخلت مرفت وقالت بكبرياء :
_ لسه مخلصش يا أمجد ، احنا نقدر نصلح الي اتكسر
التفت لها أمجد وقال بدهشه :
_ انتي ليه متمسكه بأدم اوي كده ، عادي يا مرفت بنتك ملهاش نصيب فيه
مرفت :
_ يمكن مش واخد بالك بنتك معاه بقالها قد ايه البنت سمعتها باظت وسط اصحابها في الكليه ، وهي مبقتش قادره تجاوب علي اسئلتهم المحرجه
امسك مقدمه رأسه بتعب وقال :
_ الموضوع خلص يا مرفت
عدلت من جلستها وقالت :
_ بالنسبالك انما بالنسبالي لا ، الناس تقول علينا ايه بنتنا تاني خطوبه ليها تفركش ليه ، الناس هتبدء تسأل
امجد :
_ واحده خطبت ومحصلش نصيب لا هي اول ولا اخر واحده يحصل معاها كده
نظر لها بتعب واكمل :
_ عايزه ايه يا مرفت من الاخر
مرفت :
_ تروح تكلمهم وتقولهم مينفعش الي عملوه ، وان إيمان مسامحة ادم وبس
امجد مصححا :
_ قصدك اروح اقول لأدم تعالَ ارجع لبنتي عشان كلام الناس
ايمان :
_ لا يابابى بس هــ.......
قاطع حديثهم طرق الباب ، ذهبت إيمان لتفتح لتجده رجل غريب سلمها شئ ما ثم ذهب ، اغلقت للباب وهي تنظر لــ هذه الحقيبه الصغيره
نظر لها امجد وقال :
_ مين
ايمان وهي تفتح الحقيبه :
_ معرفش قال ان الشنطه دي لحضرتك ومشي
امجد :
_ طلع فيها ايه
بعمقت بداخل الحقيبه اكثر وقالت :
_ جواب ودعوه
اقترب منها امجد وهو ينظر لهم بدهشه فتح الدعوه ليجده دعوه زفاف ( آدم ، ميان) ابتسم لهم واعطى مرفت الدعوه امسك الجواب وفتحت ليجده كالتالي
" عزيزي أمجد تحيه طيبه وبعد
انا عارف اني قليل الذوق اني بعتلك دعوه زي دي مع اني عارف الي فيها بس صدقني انا مش هعرف احتفل من غيرك ، طول عمرنا مع بعض اوعا تسيبني دلوقتي ، وبعدين ادم محتاج خبرتنا احنا الاتنين مع بعض ، مش دايما بتقول عليه ابنك ، مينفعش متحضرش فرح ابنك ، صدقني الفرح مش هيبقا فرح من غيرك ، عشان خاطر عشرتنا تعالَ
صديقك عمار "
ابتسم امجد علي ذلك الجواب السخيف الذي يرجوه فيه عمار علي الحضور ، لا يعلم ان الدعوه كافيه لجعله يترك كل شئ ويذهب لمسانده ابنه وصديقه ، بعيدا عن ما حدث لكنه سيبقا صديقته ، لن يسعده ابدا ان تزوج ابنته واصبحت مطلقه بعد عده اشهر ، هو يعلم ان الله يخبئ لها الأفضل ، فاق من شروده علي صراخ مرفت
امجد :
_ في ايه
مرفت بصراخ :
_ انتي مش شايف في ايه ، دا مصدق فسخ الخطوبه وانا الي قولت ندمان ، دا رايح يتجوزها
امجد بالامبالاه :
_ بعد الفضيحه الي بنتك عملتها لازم يتجوزها ، انتي نسيتي بنتك عملت ايه ، بنتك صوتها كان هيصحي الميتين من علوه
ايمان ببكاء :
_ يعني انا الي غلطانه في الآخر يا بابا
قبل امجد رأسها بحنو اب وقال :
_ الجواز دا قسمه ونصيب ، محدش عارف يمكن ادم دا كان هيضرك مش هيفيدك ، وانا كل ما افتكر الي حصل احمد ربنا ، ادم مش هينفعني لما بنتي ترجعلي مطلقه بعيال ، او مش مرتاحه في بيتها ، اعرفي دايما ان ربنا شايلك الاحسن ، ماشي يا حبيبه بابا
ابتسمت مرفت بغيظ وقالت :
_ يعني ايه يا امجد
امجد :
_ يعني إيمان تشيل موضوع آدم دا من دماغها نهائي ، خلاص الموضوع خلص
مرفت بصراخ :
_ يعني ايه تشيله من دماغها بعد دا كله
امجد :
_ الموضوع منتهي يا مرفت
وظل هذا الصراخ كثيرا ، امسكت ايمان اذنها بغضب وبكاء ، وخرجت تجري خارج المنزل ، جلست علي احدي درجات السلم وبكت بشده ، اصبح من الصعب عليها الأعتياد علي ذلك الصراخ الدائم بين والديها
"ايه دا انسه ايمان حضرتك بتعيطي"
اتجهت بصرها الي ذلك الواقف امامها ، يظهر علي ملامحه القلق ، هو جارها (محمد) لا تعلم عنه الكثير ولا يوجد بهم تواصل الا بالنظرات وتلك الابتسامه الدائمه علي شفتيه ، ابتسمت له بهدوء وجففت دموعها ليعطيها محمد منديل ورقي مع ابتسمته المعهوده
ابتسمت له وقالت :
_ شكرا
قال بلهفه :
_ العفو علي ايه ، حضرتك فكراني
إيمان :
_ ايوه محمد ، حضرتك ساكن هنا
واشارت الي الباب المقابل لمنزلهم
محمد :
_ ذاكرتك حلوه
نظر الي يدها بحركه لا اراديا ليبتسم فجأه ويقول بسرعه :
_ اومال فين دبلتك
نظرت ليدها الفارغه وقالت بخيبه امل :
_ محصلش نصيب
لمعت عيناه ببريق غريب وقال بنبره ذات مغزي :
_ ان شاء النصيب يكون مخبي لك حاجه احسن