أخر الاخبار

رواية عشقت امراة خطرة الفصل الثالث والعشرون

  

رواية عشقت امراة خطرة

الفصل الثالث والعشرون 

بقلم سنيويتا ياسمينا  احمد


"لن تهدأ هذه الخطيره حتى تحتل قلبه الذي بدأت فعلا بخوض أرضه دون سلاح تركض بحريه حافيه القدمين


عادوا الى القصر بعد يوم طويل جدا 


خرج من السيارة كلاً من "ونيسه ومها "وسبقتهم" بثينه" إلى منزلها وظلت 




"صبا" بإنتظار "زيد "و"مريم "غافيه على قدمها  داخل السيارة تظاهر "زيد" بالانشغال بإطفاء المحرك وظبط بعض الاشياء فى صمت بقيت "صبا "فى





 انتظاره وبقى ينتظر منها الحديث فهى طوال الطريق تحاول إيهام الجميع بأنهم عشاق بالحديث والضحكات المجلجله  وعندما غادروا السيارة إلتزمت الصمت هذا إستفزه كثيرا فهو يريد مشاعر حقيقية لا مجرد مشاعر مخادعه لإغاظة الجميع فهتف بضيق واضح فى نبرته:

-سكتى يعنى ولا خلاص دورى انتهى والتمثيل خلص

قلبت عيناها بملل ،وردت عليه:

-يووو عليك يا زيد أنا بحاول نقرب من بعض تقول بمثل 


أمسك بيدها بغته متعمدًا هذا فإنكمشت  بقلق وهى تسأله برهبه :

- فى ايه ؟!


رأته ينظر اليها بريبه فإذدرئت ريقها وحاولت الهدوء وإقناع نفسها أن "زيد"لن يؤذيها لكن ما حدث مع رشدى سالفا جعلها ترتعش رغم إرادتها نادته متوسلة:

-زيد سيب إيدى 


ضيق عينه متسائلا :

-ليه؟! انتى خايفه منى ؟!


بدأ يزداد الأمر سوء وأنفاسها تتصاعد بشكل أسرع وأزمتها السابقه تتوارد أمام عينها نفضت رأسها وهى تجيبه فى سرعه كى يتركها:

- لأ ... سيب ايدى


شعر بسخافه طلبها وهتف مستنكراً :

- انتى غريبه ومش مفهومه على فكره إنتى أخر مرة جيتى استخبيتى فى حضنى ودلوقتي خايفه وايدك بتترعش ،انتى في حاجه مخبيها عليا ؟!


لم  تفكر بأن تحكى الوقت غير مناسب لقول هذا سحبت يدها من يده بالقوة وقالت بعصبيه:

-قولتك .. لأ 

لاحظت انزعاجه وشعرت بأنه قد يثور عليها فقد تحولت تعبيره للجحيم فهدئت من نفسها لتقول له برويه وهدؤء:

- زيد انا مبحبش الطريقة دى ولو بتسأل عن السبب ليه خايفه وقبل كدا انا اللى جريت عليك فأنا هوضحلك انا ما بحبش حد يغصبنى على حاجه أو يمد ايدوا عليا 


ارتخت تعبيره لكنها كانت أشد غموضا وكأنه يعرف شيئا أو لا يقتنع بما تقول أشاح بوجهه بعيدا عنها وهتف دون إهتمام:

- إعملى حسابك بكرا هنزل  بدرى لوحدنا ننقى الخشب 

فتح باب سيارته ليترجل منها وإلتف ليفتح لها باب السيارة ويلتقط "مريم" من أعلى قدمها 


كل القادم بينهم مجهول هو نفسه بدأ يخشاها إنها كالدوامه تسحبه تجاهها ونسبة نجاته غير مضمونه .








"فى الداخل "


كان بإنتظارهم الجد "فايز" الذي كان يجلس على الأريكه فى انتظار "صبا "تحديد لديه الكثير لها وما إن رأها  تأتى خلف "زيد "حتى نادها فورا :

- صبا تعالى 


نهض من مكانه ليتخذ طريق المكتب،وقفت تنظر بإتجاه "زيد" بقلق وعينها تلمع وتستغيث ،حرك رأسه بإيماء قصير ليطمئنها هامسا:

-ما تخفيش روحى وراه

برغم أنه استطاع طمئنتها بكلماته القليلة إلا أن جدها ناد مفزعا إياها بعدما التف لهم:

- انتى هتحامى فى زيد منى 

تحركت صوبه دون تردد ليستأنف حديثه موجها لزيد:

-نيم بنتك وتعال يا زيد عايزك انت كمان 


تعجب من دعوته لينضم اليهم ولم يحذر السبب من هذا الإستدعاء، التف وتحركت "صبا "خلفه دخل الى المكتب وجلس على الأريكة الجلدية الجانبيه وأمسك بين يده 

ثم اشار لها بالجلوس فى مقابله جلست "صبا" وحاولت الهدوء أول مرة تواجه "جدها" بعد ما حدث تشعر بالخزى أمامه   وقلبها يرتجف ،لن تنكر خطأئها بحقه وبرغم أنها عزمت على التعقل فى كل خطواتها القادمه وفتح صفحة جديدة إلاأن ما تخشاه الآن أن يعيدها جدها لنقطه الصفر بأى مفاجأة من جانبه،وكأنه قرأ أفكارها فتحدث بنبرة قاتمه:


-مش هنتكلم فى اللى فات ما تخفيش 


 أرعبها بجملته فإتسعت عينها وهى تحاول التركيز أكثر لتغطيه على توترها الذي سيفسد كل شئ ،أردف قائلا:

 ‏-بس اللى فات مماتش اللى فات هيفضل فى صحيفتك طول العمر وانتى وشطارتك يا تخلى الناس تنساه يا تعيرك بيه طول حياتك .

سكت قليلا حتى يضمن استيعابها ثم تحدث من جديد:


-اللى بتجوز فى عيلة الواصل مش بتطلع غير يوم جنازتها 

  دحجها بقسوة كى تتأخذ الأمر على محمل الجد وقد اتضحح من نظرتها المتأهبه الفهم، فأردف سائلا إياها :

-زيد فهمك الحياة ماشيه هنا ازاى ؟


أجابت بإسراع وطاعه:

-عرفت وفهمت وعمرى ما هعمل غلط تانى 


ضيق عينه وهو يحدق لها وقال:

-هنشوف يا بت  بشري 


عادت لنفس الكلمه ابنة بشري وبتردد كبير  سألته:

- ممكن أسأل سؤال يعنى ؟


رفع ذقنه فقط ليسمح لها بالحديث دون أن ينطق فتشجعت متسائله:

-أمي عملت إيه؟ لي كلكم بتشبهونى بأمي لو كانت تصرفاتى غلط ما دا العادى إنى اغلط أنا مش عارفه الصح من الغلط لكن أمي كانت وحشه ولا زيي مش عارفه الغلط من الصح .


تجاهل سؤالها بالكامل متعمدا وأجاب على نقاط معينه باقتضاب:

- لا دى ولا دى ؛ واذا كان على تعليم الصح من الغلط فزيد أستاذ وهيعلمك كل حاجه بس إنتى اسمعى كلامه عشان ما تحطيهوش فى مواقف بايخه زى اللى قبلها 


لوت فمها لخيبتها فى العثور على إجابة شافيه لحقيقة أمها،وعلقت بإمتثال على ما قاله:

- هسمع كلامه وهتعلم منه زيد شخص كويس وما يستحقش منى انى أحطه فى أى موقف بايخ 


هز رأسه بإطمئنان على الاقل القطة الشرسة التى كانت تجلس بمقابلة هدأت وأصبحت ناعمه مستأنثه ومستعده للتعلم من أجل زيد ،نظر لها نظر ثاقبه وهتف :

-عرفتى إن زيد مصالحتك يعنى ؟

ارتبكت من سؤاله ولم تجد اجابه تنقذها من الحرج الذي وقعت به،طرقات الباب أنقذتها من هذا فهتف قائلا:

-عال رُب ضرة نافعه ،إدخــل


كان "زيد" الذي دخل يحدق بصبا لمحاولة إكتشاف أمر جمعهم ،فلم يمهله جده لكشف الأمر وصاح مشيرا الى جوارها:

-اقعد يا زيد 


جلس بجوارها وقد لاحظ سكون "صبا " ثم سأل متعجباً:

- خير يا جدى 


اجاب وهو يحرك رأسه :

- كل الخير بنشوف دماغ مراتك هتودينا لحد فين ؟


إنتابه القلق ونظر باتجاه "صبا " وسأل  بشك :

-ولاقيت إيه؟!


أجاب" فايز" محدقا ب"صبا "التى باتت محط أنظار هم وكأنها تثير الريبه :

- باين عقلت 


ابتسمت بمرح للاشادة جدها بها ،فبتر فرحتها مستأنفا:

-هنتأكد من عقلها دلوقت لما نشوف هتعمل ايه لما تعرف إن فرحك التانى على" نهى" بعد شهر

اتسعت عينها وانتفضت من مكانها وهى تحدق لزيد الذى أسرع بالنظر اليها عاضضا طرف شفاه كى تهدء وتثبت رؤيته لها بالتعقل ،لكنها لم تستطيع كبح جماحها وردت بزمجره:

-انتوا بتهزروا يا جماعه يهون عليك يا جدو حفيتدك الوحيدة تعمل فيها كدا 


اشاح" فايز" بوجه بملل وزفر بضيق من عودتها للجنون ،حركت هى قدمها بعصبيه فى مقابله ونظرت باتجاه" زيد " الذي لم يظهر ما بداخله ،ليقول بعدما حاولت جلب عطفه:

- ما ليش دخل بالموضوع دا ياصبا جواز زيد من نهى فى ايد زيد وحده لو عايز يبعت مريم لأهل أمها ويفضل معاكى انا مش همانع هو حر فى الحته دى عايز يفضلك على بنته   براحته .

رمى الكرة إلى" زيد" الذى يعرف أنه لن يتنازل عن" مريم" ولو عشق "صبا" كروحه ،إسترسل بنبره خشنه ومحذره:

-غير كدا مش عايز مشاكل وخاصتا لما تحضر بنت شاكر هنا فاهمه ياصبا ؟


هدئت من نفسها حتى تستغل الوقت لصالحها لازال أمامها وقت كى تملك زيد وتنهى هذه المهزله نظرت الى جدها وإدعت الهدوء قائله برقه :

- اللى هو عايزه يا جدو براحته واكيد هو واخد باله أنا  بحب مريم قد إيه وبعاملها كويس 


رفع رأسه منهيا الحديث :

-خلاص اسطفوا سواء ،المهم عندى إنى مش عايز اسمك يتحط تانى فى مشكله .


تحدث زيد وقد بدى عليه التعب:

-جدى ممكن أطلع ارتاح لأنى الصبح بدرى هاخد صبا المعرض عشان نختار العفش 


دحجه بنظرات صارمه مانعًا إياه بالقول:

-عايزك 

أولا حديثه لصبا وأمرها:

-اطلعى انتى بقى 

نهضت "صبا"لتودعه برفق وضعت قبله رقيقه على وجنته ورسمت على وجهها ابتسامه هادئه:

-تصبح على خير يا جدو 


ثم التفت لتقول لزيد برقه ايضا:

-تصبح على خير يا زيد 

تبعها بنظرات مدهوشه هذه الخَطره لا تنوى خيراً ،ضحك جدها ما إن خرجت وقال محركا رأسه  بيأس:

-مافيش فايده فى بنت بشري هتجيب عاليها وطيها 


اولاه زيد نظراته وسأل متأثرا:

- تفتكر هتبقى زي بشري 


نفض "فايز"رأسه موضحا بالقول:

-مش هيجى زى بشري ،بس ابن الوز عوام  هى خرجت من هنا ونوت ما تمش جوازة" نهى" 

إعتدل فى جلسته ليتحدث بجديه ويحذره:


-‏ بس عايزك مهما عملت تكون واعى ما تسيبهاش تمشي على هواها هتجيبك الأرض إوعاك انت الكبير بتاع العيلة ما ينفعش الكبير يبقى مراته ممشياه

اشار "زيد" بعيناه مضيفا بثقه:

-ما تقلقش أنا مسيطر 


إبتسم فايز وقال بيأس:

- ياريت ،دى بتصبح على خير  خلت وشك يجيب ألوان ما بالك لو قالت حاجه تانيه فوق الجمله 


أخفى" زيد" ابتسامته وعض طرف شفاه حتى لا يكشفه لكن جده كان واعيا وعلى درايه بكل شئ عاش كثيرا ليفهم الناس من نظراتهم دقائق مرت بينهم بضحكات خافته وكأنهم يضحكون على ورطه سقطوا فيها معاً وفشلوا فى النهوض ،قطع هذا تسأل" زيد "وكأنه قلقا من شئ :

- معقول صبا زى أمها ؟!

كل شي يجبر "فايز"للعوده للماضى مهما حاول الإبتعاد عنه، صبا لا تفرق عن والدتها فى الشبه لكن الاختلاف كان فى أشياء جوهريه إما أن تكون شرسه أو مسالمه وهذا لا يستطيع تكهنه فالمعدن غير واضح ،أجابه بعد تنهيده طويله سحبها الى صدره:

- بشري كانت بتستغل كل مقاوماتها عشان تاخد كل اللى هى عايزاه إنما" صبا "بتحاول تعيش لحد دلوقتي" صبا "ما عندهش نص قوة أمها "بشري" كان مقويها حب "حسين" ليها إنما صبا مالهاش حول ولا قوه 


حتة تبقى زى أمها أولا لاء مش هنحكم عليها غير لما نديها كل اللى خدته أمها ساعتها هتكتشف هى زيها أو لاء ،الانسان يا "زيد" مستحيل هو نفسه يكتشف نفسه إلا لما يكون فى أقوى حالاته إما يعفوا أو يتجبر .


رأي القلق على وجه" زيد "بوضوح فأحب أن ينصحه حتى لا يهاب القادم فأردف وهو يمد جسده ليقترب منه هامسا بنصح رافعا حاجبيه ليؤكد على حديثه :

- لو حبتها ما تبينهاش 


زفر زيد بتعب فلازال يخشي هذه الزيجه ويخشي كل ما سيأتى من ورائها وجلد ذاته لأنه بالتاكيد سيظلم كافة القلب لم تكن عادلة يوما ،ومع وجود إنجذاب حقيقى لصبا سيكون هناك ضحايا كثيرين لهذه الزيجه فصبا وما تنويه لن تقبل شريك ستفرض سيطرتها الكاملة عليه إن لم يقاوم ويترك لنفسه جزء إنها لمعركه كبيرة قادم عليها .









فى غرفتها مارست "صبا"عادتها السابقه فتحت  كاميرا هاتفها وبدأت فى عمل بث مباشر على احد التجمعات النسائية كالمعتاد لكنها هذه المره تفأجأت بإقبال رهيب 

واستقبال حافل من كل السيدات اللاتي افتقدنها طوال فترة غيابها هذا جعلها سعيده وجعلها تشعر حقا انها على قيد الحياة ،هذه المرة كانت مختلفه اذدات حماس وتفاعل وهى ترد عليهم واحده تلو الأخرى بفرح وتستقبل استفسارتهم عن درجه طلاء الاظافر واحمر الشفاه بكل رحابه كانت تعشقها الكاميرا ولديها قبول عالى من طرف الجميع ضحكت كثيرا ومرحت معهم شعرت بأنها كونت عائله كبيره بعيده عن عائلتها التى لا تستسيغها كانت تفعل هذا بدافع الملل لكن مع مرور الوقت بات هرمون سعادتها دون أن تعلم إن كان هذا صحيحا أم خطأ ..


قضت اليل معهم حتى نامت فى صباح اليلة الأخري 




"فى مكان بارد ومظلم"


إجتمعت" بثينه" ومها "مع رجل طاعن بالسن يدعي "أبو الفتوح" ملامح وجهه مريبه، المكان والشعور كان مرعب على" مها" التى لم تجرب ابدا الدخول إلى مكان كهذا مالت الى "بثينه"تهمس لها بخوف:

-بثينه قومى نمشي انا ...

-خايفه

هكذا قاطعها الرجل الجالس امامهم انتفضت إثر كلماته وارتعشت خوفا من اجابته ،لكن اسرعت" بثينه" بتهدات الامر قائلة:

-هتخاف من إيه هى لسه جديده وما تعرفش إنك راجل ابن حلال مصفى بتساعد الناس مش بتيجى على الغلابه اللى زينا وإن البلد كلها مالهاش خير  من غيرك دا لولا الحجاب اللى عملته لولا جه عامر ربنا يديك طولة العمر والصحه 

تشنج الرجل وصاح بها بنفاذ صبر:

- جاية فى إيه يا بت تفيده 

ارتبكت "بثينه"قبل أن تجيب واتخذ وجهها ملامح الحزن والتأثر حتى تستطيع إقناعه بالقدوم على ما يريد:

- البت بت اخويا داخله علينا بالسحر والاعمال زيد اللى ماكانش راضى يتجوز خلته رضي بيها وقال بيسمع كلامها ومايقدر يكسرلها كلمه وغير ما امه حسرة قلبى عليها هتموت من عمايلها 

بدى الرجل كالذي يفهم شئ لم تفهمه "مها"سأل مضيقا عيناه:

-مين بت أخوكى ؟! 

اجابت "بثينه" بتردد وهى تتحاشي النظر اليه:

- صبا بنت بشري 


طفى على وجهه العجوز ابتسامه ساخره وهو يحرك رأسه ليجيب :

-ما انطفتش نارك بعد موت أمها 

نظرت "مها"بإتجاه بثينه لتفهم معنى كلامه ومقصده لكن الاخري كانت تحاول إخفاء أمر من الماضي  السحيق 

اجابته بارتباك:

- مش انا لما جتلك تفتحلى المندل وتأكد انها قتلت امى قولتلى انك شوفتها فى المندل وهى بتقتل   امى 


اجابها ببرود :

-وانتى عملتلها سحر بالمرض والموت و خدتى روحها قصاد عملتها عايزه ايه دلوقت من بنتها ؟

وكأنها جائتها فرصه للانتقام هتفت باستعداد تام على تسخير قواه لانهاء نسل بشري :

- عايزة ابعتها لأمها وأريحها


حرك الرجل رأسه دون إكتراث بموت أوحياة صبا فدوما من يدفع هو ولى نعمته فهتف:

-المرة دى هتكون اغلى من اللى فاتت


كانت "مها "تستطنت وعينها تتسع لمحاولة الإستيعاب كيف لبثينه الوديعه فعل هذا الأمر ومدى تأثيره فى انهاء حياة شخص بمنتهى السهولة والندالة والخسه 

تحدثت "بثينه "دون اكتراث:

_اللى تعوزه  المهم نخلص منها 







هتف الرجل وهو يميل للوراء ليتمدد  بتعب :

-هاتى حاجه من لبسها  واقري عليها الفاتحه 

اتسعت ابتسامه"بثينه"بشر وراحه آتى الوقت لتنتقم من جديد.




"فى الصباح"


استيقظت على طرقات غرفتها  العاليه فنادت بهمهمه مزمجره :

-مين؟!

سمعت صوته الخشن من خلف الباب يزعق:

- انتى لسه نايمه إصحى عشان نخرج 


تجاهلت صوته ووضعت الوساده على رأسها لتغط فى نوم هانئ بعيدا عن أى ازعاج لكن هيهات مر وقت قصير وقد ضاق صدر "زيد" من الإنتظار بعدما تركها لمدة نصف ساعه وشعر أنها تجاهلته للمرة الثانية  فعاد يطرق الباب بشكل أعنف ليسمع صوت همهماتها الناعسه:

-مين ؟

أجاب بضيق :

- يادين أمى على اللى أنا فيه مش قولتلك يلا عشان نخرج من نص ساعه 


أجابت وهى تسحب الغطاء الى كامل رأسها :

-حاضر بلبس الكوتشي أهو 


تحامل على نفسه ووقف ينتظرها بالرواق عينه على ساعة يده غير مصدقا أنها ستخرج اليوم من غرفتها تحرك بعصبيه هى التى تفلت أعصابه المتماسكه وتشعل الجليد بداخله نوى الصبر عليها لكن تصرفاتها الغير مباليه تفقده تعقله، عاد إلى غرفتها من جديد لكن هذه المرة نوى اقتحامها ،لم يبقى حل آخر للخروجها منها سوى أن يكون هو بها،وكما توقع لازالت فى الفراش تلتحف الغطاء ولا تشعر بحضوره من الأساس .


اتجها صوبها وسحب الغطاء بعصبيه من فوق رأسها لتنتفض فزعا من حضوره المفاجئ ووقوفه  بهذه الشراسه أمام وجهها ،إتسعت عينها وهى تسأله:

-فى إيه يا زيد ؟انت جاى تأخد روحى ولا ايه؟

سألها بضيق :

-هو دا اللى بتلبسي الكوتشي كنتى ناويه توقفينى على الباب للصبح 


اختطفت نظره الى قدمها واجابة سؤاله بسؤال:

- معقول مع إنى لبسته فى الحلم !

هجم بيده على ياقة منامتها ليرفعها منها هادرا بعنف:

-انتى هتستظرفى مش قولت من امبارح تصحى بدرى عشان ننقي العفش وأنا من الصبح بستناكى الساعه داخله على اتنين 


بصعوبه كانت تستوعب حديثه الغاضب وردت بحنق طفولى:

- ما تدخل هو احنا ورانا حاجه نروح اخر اليوم وأنام أنا دلوقت


صر على أسنانه بغضب وهو يقول:

-انا مفضيلك المعرض من العمال لحد العصر عشان تبقى براحتك وإنتى ما عندكيش أى إحساس بالمسؤولية 


رفعت يدها بإستسلام وهتفت مستسلمه:

- لا حول ولا قوه الا بالله هو انا هبقى براحتى هعمل ايه؟ أنا بس هشاور بصباعى انت قلقان ليشوفوا صباعى ؟!


صاح محتدا :

-كمان بتستظرفى ،قومى من مكانك لأحسن اقسم بالله هاخدك زى ما انتى كدا 


همت بالنهوض وهى تجيب :

- وعلى ايه خلاص قومت اصلا أنت طيرت النوم من دماغى بتاع يومين قدام 


تركها عندما شرعت فى التنحى عن الفراش ،وإتجهت الى الحمام الداخلى للغرفه لكنها عادت تسأله بتأثر:

-زيد مش واخد بالك انك بتعاملنى بطريقة غير ادميه نهائي 


رفع حاجبيه ونظر لها بجديه ثم قال بشكل درامى:

-عارفه لو ما اتحركتيش من قدامى وغيرتى هدومك فى عشر دقايق هعمل فيكى ايه ؟!

نفضت رأسها بهلع ،فزعق بها محتدا:

-إمشي من قدامى 


هرولت للداخل بعشوائيةوهى تصيح :

- حاضر والله حاضر 


جلس بمقابل الباب وسمح لنفسه بالضحك على ما رأه منها كم كانت لطيفه وهى ترد بعفويه وناعمه بشده وهى تحمل آثار النوم، مُهلكه حتى ولو لم تكن فى أفضل حالاتها تخطفه من عالم لعالم لدرجه أنه يريد أن ينفذ كل رغباتها دون إنزعاج أو تأخر .


انتظر خروجها لكنه هذه المرة كان متأكداً أنها لن تعود للنوم ثانيا فصوت الماء المنهمر يثبت صحة توقعه مع ذلك بقي  بالغرفة 

"بعد مدة قصيرة"

نادته من خلف الباب محذره  :

-زيد ،،زيد انت لسه هنا 

تكهن انها تريد الخروج و تناديه للتأكد من خروجه من المكان ،كان يود أن يخادعها ويحافظ على صمته لتخرج إليه كما هي تسلطت عينه على الباب ينتظر خروجها ورؤية وجهها بفارغ الصبر، لكنه تراجع عن الفكرة وأجاب بعد ما لاحظ إدارة المقبض :

- هفضل مستنى كتير ؟

عادت تغلق الباب بسرعه وهدرت بنبرة راجيه:

- خلاص والله اخرج من الاوضه وأنا هلبس 


سأل بمكر وابتسامته تملأ وجهه:

- وليه ما ينفعش تخرجى وانا هنا ؟!


أجابت بتعلثم من خلف الباب :

- يعنى ...ااا...هخرج بالبشكير 


زاد من مكره قائلا بخبث :

- ما تخرجى 

إستفذها بحديثه فهتفت ساخره:

-والله أخاف لتكون  بتكسف 

ابتسم على سخريتها وهدر بنبرة ماكره:

- لا مش هتكسف اخرجى انتى بس 


أحرجها بالفعل وما عاد لها طاقة لتجاريه فسكتت تماما 

ثم قالت بضيق:

- والله دا انت قليل الادب بقى 


لكم الباب بقبضته مدعيا الانفعال:

-احترمى نفسك بدل ما أدخلك 

هتفت بنبرة متحشرجه:

-يازيد بقى عشان خاطري اخرج 

ضربت مشاعره بقوة من جديد فإستدار وتوجه للخارج وألقى جملة أخيره قبل أن يغادر تماما :

-   اخلصى قبل ما ارجع أخلص عليكى 

 

غادر الغرفه ولم تخرج هى إلا عندما سمعت صوت ارتطام الباب من خلفه زفرت انفاسها بإرتياح وخرجت لترتدى ملابسها حضرت  عبائتها السوداء بسرعه كبيره وضعت عطورها المميزه والفواحه وخطت فوق عينها بالاسود وأبرزت كما هى جميلة سيان إرتدت الأسود أو الأبيض هى مُلفته فى أى حال تعرف ماذا ترتدى ومتى وكيف  بارعه فى هذا وراقية فى إختيارتها مهما قَلت.




"بين بثينه ومها "


تمشت معها خارج منزل هذا الرجل المجتنب عن العمار وأمسكت بيدها تسألها برعب:

-معقولة انتى ليكى يد فى مرض "بشري "وموتها


دفعت" بثينه "يدها وهتفت بقوة:

-وانتى يخصك فى إيه ما إنتى بسبب كدا اتجوزتى جوازه ماكنتيش تحلمى بيها من حتة خدامه لنسيبة عيلة الواصل

انزعجت "مها"من محاولتها لتقليل من شأنها صرت على اسنانها وردت بعصبيه:

- انا كمان عرفت اللى ماحدش يعرفه وانا ممكن....

- ‏ممكن ايه ؟

قاطعتها "بثينه "بشراسه وقد اتضح على وجهها الغضب المميت،ثم تحدثت بشر:

-سيبك من اللى ممكن تعمليه وخليكى فى اللى أنا هعمله انا أدفنك هنا ولا حد يسمع بيكى وأنا يعنى كنت عملت ايه؟ ما سمعتيش الشيخ قال ايه دى قتلت امى وماحدش عرف يثبت دا عليها ،وكلت حد يأخدلى حقى ويبرد نارى وايه يعنى ماخدت اللى تستحقه !

بالفعل أرعبت "مها "لم تكن ترفض الأمر لكنها لم تستوعبه ،امسكت بيدها لتفعها بقوة قائلة :

-تبقى معايا ولا ضدى ؟!

حركت" مها "رأسها مجيبه:

-معاكى 

إستسلمت للاتحاد معها لتحقيق غايتها وغايتها كانت  إسقاط"صبا" وموتها لا يضر .




"فى المعرض "


انتقلت مع "زيد" ببن الغرف لتنتقي منها الغرفه التى تروق لها كل شئ كان مبهر وفائق الدقه تحركت خلفه وهى تمعن النظر وتتوقف كثيرا عند القطع ، حتى سألته بدهشه:

-معقول انت اللى مصمم الجمال دا كلو 


توقف عن خطواته والتف ليجيبها دون اهتمام محدقا بساعة يده ليحسب الوقت المتبقى لهم :

-ايوا انا ،قولي بقى ايه اللى عاجبك !

اجابت وهى تنظر حولها بنهم:

-كلهم ،بصرحه مش عارفه اختار 

استعجلها بملل:

-لا ااا انجزى بسرعه عشان العمال هيجوا بعد ساعه 


تعجبت من أسلوبه وعدم تفاعله معها بأى شئ وكأنه انسان آلى ، حاولت تغير مزاجه الذي يبدوا عكر اليوم وهتفت متذمره  :


-انجز هو مافيش أى احترام نهائى إن أنا عروسه 

أشار الى ساعة يده وكرر حديثه بجديه أكبر كى تنضبط:

-يلا يا ست العروسه الوقت بيجرى 


بللت شفاها وهمت للاستخدام قواها فى التأثير عليه وبشكل رقيق جدا هتفت وهى تقترب منه:

-محتاره يا زيد ممكن تنقى معايا وتقول ايه اللى عاجبك


نظر لها بتفحص من تغير لهجتها وتحولها المفاجئ ،ثم أجاب ببرود متعمد لير ي كيف ستتحول عندم تسمع ما سيقوله:

-انا بالنسبالى اتجوزت قبل كدا وفرحت  انما انتى بقى سايبلك الفرح كلوا 


فهمت ما يرمى إليه وسألته بلوم:

-كدا يا زيد بتردهالى يعنى عشان قولتلك كدا امبارح 


ابتسمت بلطف وهى تكمل دون اكتراث:

-عموما اللى فات مات وحقك عليا 


تريد أن تجرفه معها وهو يحاول أن لا ينجرف شئ صعب جدا بينهم ،اختار الخشونه حتى لا تبدا سيطرتها مبكراً وهتف مدعيا عدم الاهتمام :

- لااا اللى فات بيعلم إوعى تموتيه من غير ما تتعلمى 


لم يعجبها طريقته بالتجاهل وجرها للانفعال ،فسالته محافظه على رقتها:

-البركه فيك ما إنت هتعلمنى إنت  الاستاذ 

رفع احد حاجبيه متعجباً وقال:

-وإنا هربيكى ولا أعلمك


إنزعجت من إستمرار مشاكسته ومقاومته فى الانجراف معها ومحاولة إغضابها لذا استبدلت الانفعال بالاستفزاز وهدرت لتفحمه  :

-يوووه ،يا رتنى كنت اتخطبت لواحد تانى .


القاهره أخرجت عقله من رأسه هذه المرة مد يده وأمسك بعنقها وهو يسألها بعصبيه وعينه متسعه بشر:

- بتقولى ايه ؟! دا انا كنت اقطعلك  صوباعك دا  قبل ما يتحط فيه دبله غير دبلتى 


قيدت ضحكاتها عندما نجحت فى استفزازه لتسأله مدعيه البراءه ومتهجمت الوجهه لليده الضاغطه على عنقها :

- ياسلام ليه تكون بتحبنى مثلا؟

 

أجاب بجديه ودون وعى :

- ما اسمهاش بحبك إسمها ما بـطـمـنـش عـلـيكى غير مـعـايا


ثبت نظرها اليه  وقد لامس قلبها حديثه الذي دفعته اليه باستفزازها ،انتبه الى ما قاله واتسعت عينه هو الآخر عرفت تخرج





 مكنون صدره بسهوله نجحت فى شئ لم ينجح به غيرها ظل على نفس دهشته وإستنكاره  من نفسه 



 كيف أسقطته كيف نسي من تكون إنها المُهلكه المجنونه الخَطيره ،،،،،،،،،،،،،


 👇       لقراة باقي الفصول اضغط هنا

 🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

🍁🍁🍁🍁مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 
اترك ١٠ تعليقات. ليصلك. الفصل. الجديد فور. نشره. في كرنفال الرويات . ستجد. كل.
 ما. هوا. جديد. حصري ورومانسى. وشيق. فقط ابحث من جوجل  باسم مدوانة كرنفال الروايات واسم الروايه    وايضاء  اشتركو على قناتنا     

   علي التليجرام من هنا

ليصلك اشعار بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹                                الفصل الرابع والعشرون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-