رواية بنت المعلم
الفصل الخامس عشر
والسادس عشر
(15) :
بقلم حسناء محمد
سحب حامد أخوه إلي الخلف موبخه بحده :
أنت بتعمل ايه يخربيتك
دفعه ممدوح كي يعود مره أخري ويطلق الأعيرة النارية بعشوائية باتجاه سيارات يعقوب، ولكن امسكه حامد بقوه صائح بضيق :
أنت اتجننت افرض رصاصة جات في حد فيهم
رد عليه باقتضاب :
وسع خليني اخلص عليه بوظ الليلة كلها
امسكه حامد من معصمها وسحبه معه إلي الشارع المجاور بعد أن استمع لصوت اتي باتجاههم كي يروا من يطلع تلك الأعيرة، وبعد أن تأكد أنه ابتعدت بقدر كافي دفعه بقوه جعلته يفقد توازنه ولكنه أستند علي الحائط وصاح بحقد :
ايه خايف أوي كدا عليها
ضغط حامد علي أسنانه وقال بضيق :
أنت الـ ايه خلاص بقيت قتال قتله
وضع ممدوح سلاحه خلف قميصه حتي لا يراه أحد ثم أجابه بغل :
عايزني أعمل إيه وكل الخطه باظت بسبب ابن عزيز
اشاح حامد بيده مردف بامتضاض :
الخطه الأنا وأنت عارفين هي لصالح مين كويس فبلاش تتحمق اوي كدا ويلا قبل ما حد يعرف أن احنا هنا
علي الجهة الأخرى صدح صوت صرخات سميه المتألمة فـ هبطت حسناء بهلع تبحث عن يعقوب الذي هبط يبحث عن صاحب تلك الأعيره، تقدمت بخوف في السير من إمساك ممدوح بها ولكن تذكرت سريعاً سميه،
بعد أن تجول في المنطقة كي يراه أو يتأكد ما إن كان هو، عاد مره اخري باتجاه السيارة قلقا من أن يصيب الفتيات مكروه، تفاجأ بها تقترب منه وعلي وجهها معالم الخوف فتقدم بضيق من مخالفة أمره بعدم التحرك من السيارة وإغلاقها بأحكام عليهن، هتف بحده مقتضب بين حاجبيه :
ايه نزلك مش قولت متتحروكوش
أشارت بيدها باتجاه السيارة قائله بخوف بادي :
سميه بتنزف وماسكه بطنها وبتعيط
أسرع بالسير بفزع علي أخته وتحركت حسناء خلفه بقلق وحيره في التصرف في مثل هذه المواقف، فتح يعقوب الباب ومال بجزعه يسألها بقلق :
في ايه مالك
أجابته سميه بضعف :
بطني بتتقطع الحقني يا يعقوب
وقف يلتفت حوله لا يعرف ماذا يفعل فصاحت حسناء بفزع عندما رأت الدماء التي ملئت السيارة :
يودنا المستشفى بسرعه
أشعل المقود وتحرك بأقصى سرعة إلي المشفى، أخرجت حسناء هاتفها تجري اتصالا بوالدها ولكن أعلن الهاتف عن نفاذ البطارية، ألقته بضيق ثم رتبت علي سميه التي تضغط علي شفتيها بقوه من شده الألم الذي يضرب معدتها،
بقلم حسناء محمد سويلم
؛***********
دلف إلي شقته يجر أقدامه بعناء فمنذ ليلة أمس وهو يجلس في المخزن يراجع فواتير الأدوات الجديدة قبل أن تخرج للمحلات، جلس علي أقرب مقعد بوهن ثم مسح بيده علي وجهه كي يفيق فوالده طلبه أن يعود مره أخري لوجود خطب ما في أحدي الفواتير، نهض متوجه إلي المرحاض ولكن أوقفته بصوتها الغاضب :
محمود
دار إليها ليجدها تقف وبجانبها حقيبة السفر، فعلت علي وجهه معالم الاستفهام :
اي دا
سألها وهو يشير للحقيبة فأجابته بحده :
شنطتي
رد عليها بنفاذ صبر :
ايوا ما أنا عارف بتعمل ايه هنا ولبسه ورايحه فين
رمقته بحنق وهتفت بضيق :
راجعة بيت أهلي
تأملها بجمود ثم قال :
ادخلي يا ميادة حضري لقمه عشان راجع تاني المخزن وبطلي هبل
رفعت حاجبيها باستنكار وردت عليه بنبرة لم يستشفها منها من قبل :
أنا مش باخد رأيك أنا بعرفك، عيالك عندك وياريت تطلقني من غير شوشره عشان انتو مش نقصين
ثم حملت الحقيبة وتوجهت الي الخارج ولكنه أوقفها بصوته الجامد :
ميادة اعقلي يا بنت الناس واستهدي بالله كدا وابعدي الشيطان عنك
ابتسمت ساخرة ورمته بنظره استياء وتقدمت في سيرها، ود توبيخها من تجاهل حديثه ولكن ألتزم الهدوء متضدد حتي لا يسود الوضع بينهم، مقرر تركها يومين حتي تريح أعصابها والذهاب كي يرجعها، نظر إلي انعكاسه في المرآه المعلقة في الحائط المقابل له وقال بضيق :
طيب والله ما طافح
وهبط هو الآخر عائد الي المخزن فقد أفاق عقله من بعد تلك المشاحنة التي ربما ستغير مجري حياته،
؛**************
عودة مره أخري للمشفى جلست حسناء تمسد علي يد سميه برفق وما أن تأكدت من سكونها وخلودها للنعاس، نهضت تخرج من الغرفة كي تتحدث معه وتعلمه خطأه في أسلوبه الفج مع أخته عندما أعلمهم الطبيب بحالتها وخسارة الجنين لضعف الحمل منذ البداية،
وجدته يجلس متكأ علي مرفقه وواضح أنه في عالم آخر، تنحنحت بصوتها الناعم فرفع نظره بسرعة يسألها بهدوء :
نامت
حركت رأسها ثم جلست علي المقعد قائله :
بعد ما تعبت من العياط نامت
زفر بهدوء مرجع رأسه للخلف وأغمض عينيه، تعجبت من هدوئه عكس دقائق عندما احتدت ملامحه من بكاء سميه عندما علمت بفقدانها للجنين ليسخر من إرادتها في الإجهاض، خرج صوتها المنخفض متسأله بتعلثم :
ممكن أقولك علي حاجه
فتح عينيه مدير بوجهه إليها كي ينصت إلي سؤالها، اخفضت نظرها مردفه بحزن :
حرام عليك لما زعقتلها هي أصلا مش مستحمله كفايا الـ هي فيه يعني المفروض تكونوا جمبها
لم يستطع تحديد ما قلته لشروده في هدوء ولطف تلك النبرة التي لأول مره يشعر بكمية الحنان في صوت أحد مثلها، آفاق من شروده علي صوتها وهي تقول بخجل :
أنا آسفه لو بدخل في حاجه متخصنيش بس.....
قاطعها بهدوء :
عندك حق
جحظت أعينها بحزن وقد لمعت ملقتيها وأوشكت علي البكاء من إحراجها بتأكيده أنها تدخلت في أمر لا يعينها، فأسرع موضح حديثه :
لا فهمتني غلط، قصدي عندك حق أن غلط لما زعقت
هدأت قليلاً ثم هتفت بهمس :
ممكن تكلم بابا احسن فوني فصل شحن وذمانهم قلقنين عليا
رد عليها ومازال يتأملها :
كلمته وزمانه علي صول
التزمت الصمت تفكر في عدم وجود يعقوب أثناء ذلك الوقت، وما الذي دفع ممدوح لفعل ذلك معاها خاصه بعدما أفصح يعقوب عن هويته، تري ما نهاية جراءته الوقحة إذا كانت بمفردها، التفت برفق فوجدته جالس في سكون مغمض عينيه فسمحت لنفسها بتأمله لثوانً ثم أخفضت نظرها مره اخري موبخه نفسها عن غفلها لغض البصر، وتمتمت بضيق :
استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم
انتبه إليها فسألها بفضول:
في حاجه
نهضت تتجه إلي الغرفة :
لا هدخل اطمن علي سميه
تعجب من تغيرها المفاجئ فنظر حوله لعل أحد حاول مضايقتها وهو لم ينتبه، فعقله مشغول بما فعله ابن عباس وخاصه بعد أن أطلق باتجاههم الأعيرة فقد تخطوا ما لم يخطر عليه، أصبح الوضع خطر من حولهم وهم في غفلة تماماً عنهم،
وقف عندما وجد المعلم سالم يتقدم والقلق بادي عليه فأسرع بطمأنينته :
متقلقش يا معلم هي كويسه
جاب المعلم سالم بنظره وسأله بخوف :
اومال هي فين
أشار يعقوب بيده علي الغرفة :
مع سميه في الاوضة
لم ينتظر ودلف يبحث عنها بأعين خائفة علي صغيرته، أغمض عينيه براحة ثم توجه إليها واحتضنها بقوة ليشبع قلبه بوجودها، بادلته حسناء بكل قوتها تمسك في حصنها المنيع، أخرجها يتفحصها بقلق :
أنتِ كويسه
أمأت إليه مردفه بحنو :
ايوا الحمدلله
طبع قبله علي جبينها بقوه حمداً الله علي سلامتها، نقل نظره إلي سميه ثم تقدم منها مرتب علي كتفها برفق :
حمدالله علي سلامتك يا بنتي
ابتسمت سميه قائله بتعب :
الله يسلمك يا معلم
دار بوجهه يسأل يعقوب بقلق علي حالتها الصحية :
هي مالها الدكتور طمنكم
حرك يعقوب رأسه بهدوء فتعجب سالم منه فقال وهو يخرج :
تعالي يا يعقوب
إنصاع إليه ثم أغلق الباب خلفه، فسأله سالم بجمود :
أختك مالها، وولاد عباس عملوا ايه
بدأ يعقوب بقص ما حدث معهم منذ أن رأي ممدوح يقطع طريق حسناء الي أن جاء بأخته للمشفى واخبار الطبيب بحالتها، انضم إليهم سريعاً عزيز وأولاده، وجابر وابن أخيه سالم، صاح عزيز بعد أن انهي يعقوب حديثه :
والله ما يطلع صبح عليهم ولاد الـ***
دار في عقل المعلم سالم سؤال واحد فقط فقال :
وممدوح عرف أن بنتي رايحه المكان دا ازاي
أجابه جابر :
ممكن يكون مرقبنا واستغل أنها لوحدها
رمق سالم ابن أخيه الذي كان مكلف بعودتها سالمة، انكس الأخر رأسه بخجل من عمه، فـ تطلع يعقوب علي ممر المشفى وقال بهدوء :
طيب يا جماعة الكلام مش هنا عشان محدش يضرر
هتف المعلم سالم بجمود :
أنا عايز اعرف مكان عباس وولاده سكنين فين وبيشتغلوا ايه وكل خطوه من ساعة ما سبوا البلد
أجابه عزيز وهو يتطلع إلي أولاده :
بليل يكون علي عرف كل دا
في ذلك الوقت خرجت حسناء بعد أن ساعدت سميه في تبديل ثيابها، فقال سالم قبل أن يتحرك وخلفه جابر وحسناء :
ماشي أن شاء الله هنعدي عليك بليل
تحرك كلا منهم إلي منزله باستثناء علي وسالم عبده الذي أصر علي مصاحبته كي يجمعوا قدر من المعلومات الكافية لاجتماع أمس،
؛**************
هبطت بضجر من نداء والدتها المصرة علي الهبوط فوراً، فدلفت بحنق قبل أن تري الجالس خلفها في صالون منزلهم :
ايه يا ماما مشبعتيش خناق فقولتي تكملي
وقفت صباح مردفه بسخرية :
لا يا ختي مش أنا الـ عايزه اتخانق
ثم تركتها وخرجت صاعده للطابق العلوي، استنكرت حديث ولدتها وكادت بالصعود مره أخري ولكن وجدت من يمسك يدها من الخلف، شهقت بذعر فصاح بهدوء كي يطمئنها:
اهدي دا أنا
تطلعت هند إليه بدهشة ثم دفعت يده قائله بضيق :
ايه جابك هنا
اقترب منها هامس باشتياق :
وحشتني
رفعت هند حاجبيها بسخرية، فقال بحنو :
أنا آسف وحقك عليا وأوعدك أن هتغير بس ترجعي وتنوري بيتك
رمشت بأهدابها مندهشة من تغير حاله المفاجئ بالنسبة إليها، لمست نبرة الأسف في صوته فقالت بذهول :
أنت أحمد ابن عمتي
أجابها وهو قاصد التمعن في عينيها :
وجوزك
حركت رأسها بعدم استعاب مردفه بذهول :
أنت تعبان ولا شارب حاجه ولا ايه بالظبط
أمسك كفها بحنان ووضع قبله دافئة مجيبها :
لا عرفت غلطي وعرفت قمتك وجيت عشان اخد مراتي حبيبتي معايا ونسافر يومين نغير جو
ابتعدت هند عنه بسرعة تهتف بحده :
عايز توصل لفين يا أحمد أنت فكرني هبله ولا هتاكل بعقلي حلاوة
تعجب أحمد من أسلوبها الجامد معه فقال بتهكم :
في ايه يا هند هو ولا دا عجبك ولا دا عجبك
أشارت عليه بسرعة :
اهو اهو ايوا ارجع لطبعيتك كدا
رمقها بحده واردف قبل أن يخرج :
والله برحتك بقا انا جايه اعتذر وارجعك فكري برحتك وردي عليا
ثم خرج من الباب ليقابل المعلم سالم في بهو المنزل، علم من نظراته المتسأله عن سبب وجوده فقال بضيق :
جيت أتكلم مع مراتي
رد عليه بسخرية :
كلمتها
احتقن وجه أحمد من سخريته فاستأذن بالخروج، دلف سالم ومعه حسناء التي طلبت الصعود إلى غرفتها كي تغير ثيابها، تركها سالم ودخل الي غرفة مكتبه ليفكر في إيقاف تلك المهزلة بعيداً عن بناته،
؛************
بعد صلاة المغرب رحب جابر بأخيه مفسح إليه الطريق ليدلف لداخل منزله، جلس المعلم سالم قائلاً :
معلش يا جابر جيت من غير ما قولك
جلس علي المقعد المجاور إليه معاتبا إياه :
ايه يا سالم الكلام دا هو حد بيستأذن في بيته برده
ابتسم مجاملة وقال بجمود :
تسلم بس عبده قولتله يجي علي هنا عشان عايزكم في موضوع قبل ما نروح عند عزيز
رد جابر هو يشير بيده :
البيت بتكم في أي وقت
ثم سأله بقلق من ملامحه الجامدة :
لكن موضوع ايه
اجابه سالم بشرود :
خير إن شاء الله
انضم إليهم سالم وزوجته التي هبطت من شقتها للتو، اقترب سالم ملقي التحية وخلفه نيره التي انحنت تقبل رأس جابر ثم اتجهت الي المعلم سالم، نظرت إليه قائله بترحاب :
منورنا يا عمي
هتف بهدوء :
دا نوركم، عامله ايه يا نيره
إجابته هي ترمق زوجها باقتضاب :
كويسه بس ليا شكوه عندك ياعمي
احتقن وجه جابر بضيق من لجؤها لأخيه بدل منه في منزله ولكن سكت احتراماً له، نظر المعلم سالم إلي ابن أخيه الجالس بجانبه :
وياتري الشكوى بسبب سالم ولا بسبب حد تاني
كادت بالرد ولكن صدح صوت اخيهم عبده الاتي من بهو المنزل، فقال المعلم سالم :بقلم حسناء محمد سويلم
طيب لينا قعده تانيه قبل ما امشي لكن دلوقتى محتاج ابوكي جابر في كلمتين
أمات بتفهم ثم تحركت للمطبخ تحضر الضيافة متجاهله نظرات زوجها الغاضبة من تصرفها، ولكن قد طفح الكيل ولن تصمت بعد الآن حتي تضع لهذا الأمر حل، جلس عبده معهم بعد التحية وتبادل السؤال عن الحال، تسأل جابر بفضول:
ها يا معلم ايه الموضوع
أجابه وهو يدور بنظره بينهم :
الأسبوع الفات رشدي مطواع كان عندي وطلب مني بنت من بنتنا لابنه
رفع عبده حاجبيه بتعجب متسائلاً :
هو رشدي عنده حد لسا متجوزش
حرك المعلم رأسه بالرفض، فسأله جابر تلك المرة :
لما هو لا عايزها لمين
أجابهم بهدوء :
لابنه ربيع
جحظت أعين ابن أخيه مردد بدهشه :
ربيع تاجر المواشي
امأ عمه بتأكيد فصاح عبده بعدم استيعاب :
المراته ماتت من 6 شهور
اما سالم بتأكيد مره اخري، تعجب جابر من هدوء أخيه فقال :
طيب يا سالم لما انت رفضت بتقولنا ل....
قاطعه سالم بصرامة :
انا مرفضتش
دهش عبده فأردف :
اومال هنجوز واحدة من بنتنا لواحد كان متجوز ومخلف معرف 4 ولا 3 عيال
صمت لثوان ثم قال بأمر :
ايوا، طالما أخلاقه تمام وأهله كويسين وعنده دخل يفتح بيت يبقا ميتجوزش ليه، علي العموم انا جيت أقولك يا جابر عشان تفكر من هنا لبكره وأن شاء الله كتب الكتاب الجمعة الجايه علي بنتك مي
فتح عبده فمه بذهول بينما حرك جابر رأسه بعدم فهم وقال بدهشه :
بنتي مي
إجابه بتأكيد :
ايوا، ثم أشار لـ ابن أخيه تاركهم في صدمه ألجمتهم :
وقوم ياسالم قدامي عشان عايز اتكلم معاها
وقف سالم بعدم فهم ثم دلف للداخل كي يعلم نساء منزله بمجيئه، نهضت زينب مرحبة بحفاوة عندما رأته :
أهلاً يا معلم نورت الدنيا
هتف وهو يتأمل خلود الجالسة بهدوء :
دا نروكم يا ام سالم، ازيك يا خلود
رفعت وجهها تجيبه بهمس :
الحمدلله
شرد قليلاً في وجهها الشاحب وقسماتها الحزينة، يعلم أنها لا تستحق ما حدث معاها ولكن أحياناً نأخذ بذنب غيرنا، ونعاقب علي فعل لم نقترفه بسبب أناس تحسب من صلة القرابة وبدلاً من أن يصبحوا سند وقوة المرء يكونوا ندبة لن تشفي طيلة حياته،
( اتفضل يا عمي)
اتجه مع ابن أخيه لغرفتها بعد علومها بوجوده، وقفت ما إن رأته داخل غرفتها ثم اتجهت تقبل يده قائله بتوتر :
عمي ازيك عامل ايه
اجابها وهو يجلس علي فراشها :
كويس طول ما أنتِ كويسه
كانت نظراته مع حديثه المبهم خير دليل لتتأكد أن سبب زيارته ليست لصالحها، ختر في عقلها أن والدتها أخبرته بما سمعته أمس ولكن أيعقل أنها قلقت عليها من ردت فعل والدها لذلك لم تخبره وتخبر عمها، خرجت من شلالات أفكارها علي صوته الهادئ دائما :
عايزه مي لوحدها يا سالم
نظر سالم إليهم بشك ثم خرج مغلق الباب خلفه، جف حلقاها من تسليط نظره عليها فقالت بتلجلج :
خير يا عمي
ظل لبرهه علي حاله لتشعر بأن دقات قلبها ستسمع بوضوح من قلقها، هتف بجمود جعل الرعب يتمكن منها :
عارفه لولا خوفي علي خويا وعلي صحته البتضعف يوم عن يوم بسببكم، أنا كنت سبتك لاخوكي يدفنك مكانك
للحظات شعرت بدوار حاد أصاب عقلها وأنها ستفقد وعيها من تهديده الصريح، تجمعت الدموع في ملقتيها وقالت بصوت مهزوز :
ليه هو انا عملت ايه
تأملها بحده وتذكر ليلة أمس عندما جاءت خلود لمقابلته
_ فـلاش بــاك _
مر حوالي عشر دقائق ومازالت تفرك يدها بتوتر وتتلفت حوالها بقلق وكأنها لص خائف من حضور الشرطي، أردف بنفاذ صبر من سكوتها الغير مفهوم :
ايه يا خلود هو الموضوع صعب اوي كدا عشان تقعدي من ساعة ما جيتي ساكته وعماله تفركي زي العامل عمله
ردت عليه بسرعة ونبره متلعثمة :
لا والله ما أنا والله يا عمي
تعجب من خوفها وحديثها الغريب فقال بحده :
والله ما أنتِ ايه، اتكلمي
رمشت بأهدابها بتوتر ثم اشهقت تبكي خوفاً منه وهتفت بصوت محشرج :
انا جايه عشان في حاجة لازم تعرفها وممكن الـ حصلي دا بسبب أن سكتت بس والله كنت بديها فرصه وعشان خايفه عليها
زفر بهدوء محاولا تماسك أعصابه وقال باستفهام :
هي مين وايه الحاجة دي
ابتعلت لعابها بصعوبة ثم استجمعت قواه فقد حسمت أمرها عن إفصاح كل شيء بعد استماعها لتوبيخ مي وصوتها المرتفع مع مصطفى لتعلم من السبب في فسخ عقد قرنها :
مي بتكلم مصطفي
احتدت ملامحه وهتف مردد :
مي أختك ومصطفي الـ كان خطيبها
بلت شفتيها بطرف لسانها ثم أردفت بهدوء :
ممكن حضرتك تسمعني للآخر
حرك رأسه بالموافقة لتبدأ هي بالحديث :
مي من وقت ما مصطفي مشي وهي دايما كانت بتتكلم في اوضتها مع حد بصوت واطي وماسكه فونها 24 ساعة بصراحه شكيت فيها، واتأكدت لما نسيت الفون في الصالة وسمعت صوت رساله فمسكته عادي لقيت رسالة من حد أنها تطلع تكلمه فوراً لما شفتني ماسكه الفون شتمتني واخدته وطلعت وانا طلعت وراها من غير ما تاخد بالها لقيتها بتكلمه، وقتها نصحتها وانها لازم تبعد عنه بس مسمعتش كلامي فضلت انصحها لحد ما جبت أخري وهدتها انها لو مبطلتش هبلغكم لكنها فجأتني بتهديها ليا وان ابعد عنها احسن ليا، كنت أوقات كتير بسمعها بتحكيله عننا عملنا ايه وايه الحصل وكل جديد في العيله، لحد ما في مره سمعته بيطلب منها صور رحمه
قاطعها بصدمه :
رحمه بنتي
أمأت بتوتر :
ايوا فأنا وقفتلها وهدتها أن هبلغك، وبعدها بساعة جات وفضلت تقولي لو مبعتش عنها جوزتي هتبوظ طبعآ اتصدمت انه ازاي قادر يمسحها مخها بالطريقة دي، لكن بعدها بيومين حصل الحصل معايا صحيح انا مقدرتش افكر وقتها لكن امل وخيريه أخدوا بالهم من حاجة مهمه اوي خلتني افكر فيها أن ازاي الصور الـ اتبعتت صوري مع مي واتقصت طيب ما كان أسهل ابعت صوره لوحدي واساسا الصورتين دول معايا أنا ومي بس ازاي طلعت وليه انا بس الـ في الصوره،
سألها بجمود :
ايه خلاكي تيجي تقوليلي دلوقتي
إجابته بتعلثم :
عشان الـ بيحصل معانا غريب جداً، وأن مي بتوقع نفسها اكتر واكتر
رمقها بتفحص :
في حاجة تانيه معرفهاش
أخفضت نظرها أرضا في صمت مما جعله يعيد سؤاله مرة أخرى ولكن بحده :
في حاجه تانيه يا خلود لأن وقسما بالله لو عرفت اي حاجة تانيه أنتِ الـ هتتحسبي
ردت عليه بصوت منخفض ومتلجلج :
مفيش بس أنا خايفه يكون معاه صور لينا
كانت أنفاسه تتصارع مع بعضها وكأنها في حلبة من شدة غضبه، بقلم حسناء محمد سويلم لم يختر في باله أن جراءتها إلي هذا الحد، ظل يدور بعقله الذي خيل له أبشع الأفكار، تنهدت خلود بصعوبة لاضطراب أنفسها من شده خوفها من عينيه القاتمة وملامحه الغاضبة، شهقت بفزع عندما وقف فجأة اعتقاد منها أنه سوف يضربها أو يثور ولكن هدأت من روعها عندما رأته يسير في الغرفة ذهاباً وإياباً محاولة منه في التحكم في غضبه المشتعل في داخله كبركان خامد ربما ينفجر في أي وقت،
وقف قائلاً بتسأل :
اشمعنا رحمه الطلب صورها
أسرعت خلود قائلة :
والله ما أعرف
ألقي عصاه أرضاً ثم ضرب بيده الحائط يخرج بعض من حرب جامحه تدور بداخله بدلاً من الذهاب وقتلها الان، وضعت خلود يدها علي فمها تمنع شهقاتها من الخروج حتي لا يثور عليها، تنهد بصوت مسموع ثم قال بشرود:
الواد دا وراه حد
ثم نظر إليها بحده فقالت بهلع :
والله ما عملت حاجة ودا كله الأعرفه
اقترب منها وهتف بشراسة :
أنتِ عارفه لو كنتِ اتأخرتي يوم كمان كنت هزعل قوي وازعلك
صحيح أنها لم تفهم شيء ولكن أمأت برأسها عدة مرات كالبلهاء، فأكمل بوعيد :
روحي ومش عايز حد يعرف بـ ولا كلمة
_ بــاك _
ضغط علي مسبحته بقوه يمنع نفسه من الانقضاض عليها وتعلميها درساً لن تنساه ولكن وجود أخيه بالأسفل يمنعه من ذلك، تحدث بحده لم تراها من قبل :
هي كلمه واحده مصطفي معاه صور ليكي أو لحد من بناتي
وقف الزمن بما تفوه به للتو لقد فضح أمرها حتماً ستصبح من الأموات اليوم، فزعت من مكانها من صوته :
أنطقي بدل ما اوريكي الـ عمرك ما شفتيه
وبتفكير ثعباني قالت بتعلثم :
والله هو الـ بيهددني
أعاد سؤاله بحده :
معاه صور
أمأت برأسها مردفه بكذب :
واحنا مخطوبين اخد الصور من غير ما أعرف
هتف المعلم سالم بهدوء مريب :
أنتِ عارفه ممكن دلوقتي أقوم أطلع عليكي كل غضب الدنيا عشان كدبك دا، وادفنك مكانك ولا حد هيسألني بعمل ايه، لكن باقي العيلة ملهاش ذنب تتفضح عشان واحدة متستهلش ذيك، لكن لو معلمتكيش الأدب وقولتي حقي برقبتي، وطلعت عليكي القديم والجديد مبقاش سالم
نهضت تحاول تقبيل يدها وهي تترجاه ببكاء :
لا بالله عليك يا عمى ونبي سمحني والله هو الاخدهم من غير ما أعرف
تفض يده بعيدا هادرا بشراسة :
وصور اختك أحدهم غصب عنك برده
ألقت نفسها أمام قدميه ومازالت تترجاه :
معرفش والله معرفش
صمت عم الغرفة عندما انفتح الباب فجأة ليظهر جابر بوجه شاحب وهيئه تدل علي أنه أستمع لحديثهم، اقترب منهم بوهن فوقفت مي ترجع إلي الخلف برعب، خرج صوته الهزيل قائلاً :
أنا كنت عارف أنك مخبي عني حاجة
ثم نظر إليها مردفه بحسره :
ليه عملتي كدا
تقدم سالم منه هاتف بصرامة :
جابر الـ..
بتر كلماته عندما رآه يفقد توازنه فأسرع بإسناده كي يجلس قائلاً بقلق :
جابر أنت كويس
رفع نظره إليه وخرجت كلمات متقطعة من بين شفتيه ببطيء، لم يفهم ما يريده ولكنه صاح باسم ابن أخيه كي يجلب الطبيب عندما وضع جابر بيده علي قلبه متألما بشده،
أسرع سالم بمهاتفة الطبيب الموجود بالقرية لإسعاف والده، وهرول إلي الطبيب الصيدلي كي يأتي ويقيس ضغط الدم حتي وصول الطبيب لفحصه،
بعد ساعتين خرج المعلم سالم وعبده من منزل جابر بعد أن فحصه الطبيب بأن ما حدث هو ارتفاع ضغط الدم، تأكدوا من خلوده في النوم بعد أن أخذ علاجه فرحل كل واحد منهم إلي منزله وتأجيل مجلسهم مع عزيز غداً حين تحسن وضع جابر،
؛*************
دخل عبده إلي منزله ليجد عائلته جالسة أمام التلفاز وهاجر ابنة محمود تبكي وتصيح بشكل هستيري فصاح بهم بغضب : بقلم حسناء محمد سويلم
ايه يا شويه بهايم مش سمعين البنت
أجابته زوجته بحنق :
سيبها مش راضيه تسكت ووجعه دماغنا
تجاهلها وسأل محمود :
فين امها طالعها ليها تشوفها عايزه ايه
ردت عليه سمر بامتضاض :
أمها مشيت وسبتها
نظر عبده إلي محمود يسأله بحده :
مراتك مشيت فين
أجابه محمود بسلاسة أغضبت والده من بروده :
غضبانه وسابت العيال
سخر عبده قائلاً :
أومال عايزها تعمل ايه بعد ما بقيت حبيب، علي العموم بكرا تروح ترجعها
صاحت رحاب بغضب :
يروح يجيب مين، زي ما راحت لوحدها ترجع لوحدها عشان تعرف قيمتها
تجاهلها عبده وقال :
بعد العصر هروح أنا وأنت وترجع مراتك وبلاش لعب عيال
وضعت رحال طبق الفواكه من يدها علي الطاولة بعنف، ثم نظرت إلي محمود قائله ببرود :
سيبك من كلامه دا أهبل ومش عارف بيقول ايه، مراتك ملهاش رجعه هنا روح اتحايل علي عمك وخليه يجوزك بنت من بناته
خجل سالم من زوجته الجالسة معهم فأردف قبل أن يسوء الأمر أمامها :
قومي يا ندي اطلعي وخودي هاجر معاكي
انصاعت إليه متفهمه شعوره وما أن تأكد سالم من إغلاق باب شقته صاح بضيق :
ايه يا امي الكلام دا
لم تجبه رحاب وظلت تتأمل عبده وسكونه الغير معتاد أبدا، وقف عبده واتجه للخارج مره اخري فأسرعت سمر باللحاق به هاتف بترجي :
رايح فين يا بابا والله ماما ما تقصد
دار يرمقها بسخريه :
ايوا ما أنا عارف أن أمك متقصدش
ثم خرج مغلق الباب خلفه بقوه، فنهض سعد هادر بضيق وهو يخرج :
هو حرام نقعد زي أي عليه
تجاهلته وقالت بلامبالاة :
بت يا سمر تعالي هاتي المسلسل
نهض سالم لاحق بزوجته فحديثه لن يجدي نفعا، واتبعه محمود الذي خرج يسير في الهواء الطلق ليروي رئته بعليل نقي ويفكر في عائلته التي تشتت، بينما دلفت سمر إلي غرفتها حانقة علي تلك العائلة التي لا تحمل لا أسما ولا صفه علي الأقل سوي العراك والمشاحنات الدائمة، وبقيت رحاب تشاهد مسلسلها المفضل بسعادة وشعور النصر ينثر بداخلها للنجاح في مضايقة عبده وإخراجه من المنزل،
؛************
هبط الدرج بضيق فحتي وقت راحته القليلة لا ينعم بها، دلف إلي غرفة الصالون هاتف بحنق :
ايه يا عبده ما انا لسا سايبك من دقيقتين
تأمله عبده من أسفل إلى أعلى بدهشة مردف بذهول :
ايه دا يا سالم يا خويا
أجابه وهو يجلس :
ايه
ظل عبده يتأمل ثيابه التي لأول مره يراه يرتدي شيء غير جلبابه، كان المعلم سالم يردي سروال أسود ويعتليه جاكت بيتي لونه أحمر داكن فهذا زيه البيتي المفضل لديه، غضب من نظرات عبده المندهشة فقال بضيق :
أنت هتفضل متنح كدا
أشار عبده بعد تصديق :
أنت لابس بجامة
احتقن وجه سالم مردف باقتضاب :
بجامة ايه أنت كمان، عايز ايه
أبتسم بشرود :
بس تصدق مصغرك عن الجلابية تحسك رجعت 10 سنين
صاح سالم بنفاذ صبر :
وبعدين معاك
تنحنح وقال بجديه :
كنت عايز أم أمل وقصدها في خدمة
رفع سالم حاجبيه بتعجب :
أم أمل ليه
أجابه بجمود :
عايزها تكلم بنت خالها سحر
سأله سالم مره اخري :
أنت هتنقطني ما تقول مره واحده
رد عبده بحده طفيفة :
مالك يا سالم داخل طايح فيا كدا ليه، عايز اتجوزها
؛************
في القرية المجاورة بالتحديد داخل منزل فخم ذو طراز عريق، ألقي الصورة بغرور مردف بكبر :
هي دي بقا
أجابه بتهكم :
ايوا وهتعرف بقا تعلقها ولا هتكون زي خبيتها
رفع يده يعدل من لياقة قميصه الأصفر ثم نظر إليه بأعينه الرمادية وهتف بكبرياء :
مش أنا الـ بنت تقدر تقف معايا
أبتسم والده ساخراً :
دي مش واحده من إياهم دي بنت سالم
قهقه بصوته الرجولي مردف بمكر :
اه قولتلي عشان كدا بتتكلم بغل، هو لسا سالم معلم عليك
وقف بعنف هادر بغضب :
ما تتعدل يلا مين دا المعلم عليا، دا لا عاش ولا كان
اصطنع الحزن وقال وهو ينهض ليظهر جسده الرياضي بوضوح :
أنا آسف يا ولدي بس عايزني أوقع بنته ليه
دار بجسده وهتف ببراءة :
أبدا هنلعب معاه بس، بما أن عباس الغبي وولاده مش عارفين يتحركوا
وضع يده في جيبه سرواله وابتسم بخبث فقد نال علي فريسة جديده ومغامرة مختلفة من نوعها بالنسبة إليه :
أوامرك يا بوس
الفصل السادس عشر (16) :
صلوا على النبي 💖
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته 💖
؛***********
تقدمت بحنق مختطفة الهاتف من بين يديه هادره بضيق :
أنت معندكش دم وايه البرود العندك دا
دار أحمد بوجهه بملل ثم نهض من مقعده قائلاً :
يوه ياما هو انتِ كل ما تشوفي وشي تقطمي فيا، أعمل إيه يعني ما هي الـ مش عايزه ترجع
نكزته دولت في كتفه مردفه بغيظ :
ما أنت السبب يا وش الفقر،
ثم أكلمت وهي تجلس علي الاريكة :
بغباءك دا تضيع عز ملوش آخر ومش هنول حاجة
ابتسم أحمد بسخرية :
اه ما أهم حاجة الخير الورا اخوكي ومش مشكلة اولع أنا بقا
فتحت دولت عينيها علي وسعهم مردده بتعجب :
يا أهبل ما كل دا هيكون لمين، مش أحسن من الغرب الـ هيلهفوا كل حاجه في كرشهم
نظر أحمد إليها بنفاذ صبر وقال قبل أن يخرج :
والله أنا روحت واتمحلست وجيت علي نفسي عشان السنوريتا ترضي ومش عجيبها، رجعت كان بها مرجعتش تغور أنا مش عايز وجع دماغ
فارت الدماء غيظاً في رأسها من أسلوبه الاهوج في ضياع كنز ثمين بين يديهم، فهي تعلم جيداً النعيم الذي يكمن بعد وفاة أخيها، نهضت تخبر ريهام بأن تجهز سريعاً كي تذهب معها إلي بيت خالها كي تحاول مرضات هند في الرجوع فلن تسمح بأن تترك كل هذا الثراء دون المشاركة فيه بحصة الابنة البكر،
؛ ********
بعد أن تأكدت من شكل المائدة تقدمت إلي غرفة المعيشة كي تعلمه بالانتهاء من تحضير الطعام، سار خلفها بعد أن أغلق التلفاز دون أن يتحدث مما أثار فضولها في أسلوبه المتغير منذ يومين، جلس ثم اتبعته وبالمقابل طفليها، نظرت إليه ثم تسألت بقلق :
مالك يا مرتضي بقالك يومين مش طبيعي
اجابها بوجه مقتضب :
مفيش
رفعت حاجبيها باستنكار من نبرته الجامدة عكس طبعه الفكاهي، ثم أردفت متذكرة :
صحيح عشان منساش، أنا هخلص الورايا وهروح بيت بابا
توقف عن الأكل ثم سألها بجمود :
ليه
تعجبت من سؤاله ولكن انصاعت إليه مجيبه :
عادي هقعد مع هند شويه وبالمرة اختار الحاجات النقصاني لأنهم هيطلبوا طلبيه أول الشهر
ألقي الملعقة بعنف، ثم قال بحده وهو ينهض :
برحتك
رمقته وهو يخطو إلي غرفة بضيق من تصرفاته الغريبة وخاصة أمام أولادهم، أرجعت نظرها إلي أولادهم المتأملين ما يحدث في صمت ثم قالت وهي تنهض كي تلحقه :
كملوا اكلكم وبعدين روحوا علي اوضتكم
اتجهت خلفه بامتضاض لتجده يبدل ثيابه فقالت بضيق :
ممكن افهم في ايه وتصرفاتك غريبه كدا ليه
أكمل ارتداء سرواله متجاهلا حديثها مما ذاد من غضبها، فهدرت بصوت مرتفع :
لا دا أنت مش طبيعي، أنت عايز تعمل خناقة وخلاص
رفع نظره يرمقها بتحذير وقال بصرامة :
صوتك ميعلاش
ونهض بعد أن أخذ مستلزماته وخرج من المنزل مغلق الباب خلفه بعنف فقد طفح كيله من إهمالها إليه منذ اسبوع عكس روتينهم المعتاد وانشغالها بالذهاب إلي منزل والدها بشكل متكرر لتقصر معه بينما ظلت محلها تستشيط غضباً من تجاهله المعتمد وتصرفاته الغير مألوفة عليها، تنهدت بهدوء ثم خرجت لتنظيف المائدة لتجهز وتذهب لمنزل والدها، فهذا أفضل حل بدلاً من جلوسها بمفردها وتختلي بتفكيرها في تغيره المفاجئ،
؛********بقلم حسناء محمد سويلم
دلف للغرفة بغضب بعد أن سمع صوت صراخها وشاهقتها المتألمة، وقف بصدمة عندما رأي حالتها المزرية وبالرغم من ذلك لم يكتفي سالم بعد، صدح صوته الغاضب ينادي باسمه :
سالم
توقف سالم عن ضربها بالعصا احتراماً لوجود عمه فهو يكره ذلك الأسلوب الهمجي مع النساء، ولكن لم تترك وسيلة كي يرحمها بل كآنها تتلذذ بالضرب لتعاند أكثر وتخبره بكل جراءة أنها سوف تفضح سرهم أن أجبروا علي الزواج،
(اطلع بره)
كانت نبرة حازمة لا تحتمل النقاش من المعلم سالم، إنصاع إليه ملقي العصا من يده ثم خرج من الغرفة، ظل المعلم سالم يتأملها في صمت مستمع لصوت بكائها، تعجب من اخباره بأنها لازالت تتوعد إليهم بعد كل ذلك، فقد جن سالم سماع لتهديدها الصريح لهم أن أجبروها على شيء أنها لن تصمت وسوف تخبر الجميع بوقاحتها مع خطيبها السابق، اقترب منها يميل بجزعه هامس بهدوء:
مش عارف اذاي فيكي حيل بعد كل دا تقوحي بس ماشي
ارتعبت مي عندما علمت صاحب الهوية ولكن لن تسمح لهم بتدمير حياتها، رفعت نظرها بوهن وأردفت :
عملوا الانتو عوزينه بس أنا مش هسكت
تطلع إليها بهدوء كانت مقيدة اليدين وأثار ضرب العصي متفرقه في جسدها، ربما اختفت ملامحها من الكدمات والدماء السائلة من انفها، وتذكر حديث زينب عندما لجئت إليه قبل أن يقتلها سالم فمنذ ليلة أمس وهو مقيدها ويضربها بعنف حتي تردع ولكن يتيبس رأسها أكثر، مال مرة أخري يفك الاربطة المقيدة بها وقال :
قومي يا مي البسي
فركت يدها بألم من شدة تقيدها بعنف، ثم سألته بتلجلج :
هاروح فين
اجابها وهو يخرج :
هتيجي عندي، ما إحنا مش هنستفاد حاجة لما اخوكي يروح في داهيه عشان حاجة ولا تسوي
تنهدت براحه وحاولت النهوض مستندة علي الحائط فشعرت بأن عظام جسدها قد كسرت أو ربما حطمت،
؛ ******
علي الجهة الأخرى أمر المعلم سالم ابن أخوه بأن يسرع بالبحث عن نجار ويأتي به فوراً في منزله، وأجرى اتصالاً بزوجته بطهي أشهى المأكولات وصنع مائدة متميزة في أسرع وقت، بدأ في التحرك إلى منزله بعد أن خرجت مي خلفه تسير ببطء من ألم جسدها المتفرق،
وما ان دلفوا وقفت صباح بفزع عندما رأت هيئة مي لتشهق بخضه :
يانصبتي ايه العمل فيكي كدا
تجاهلها سالم ثم صاح علي هند لتأتي مسرعة ملبيه لندائه :
نعم يا بابا
أشار علي مي مردف :
خودي مي ساعديها تستحمي وتغير هدومها وشوفي اي مرهم مسكن ادهني جسمها
مدت هند يدها تسند مي التي تهللت أسرارها بنجاح خطتها، بينما تطلع المعلم إلي صباح وقال بأمر :
السفرة تتحط ومي تقعد تاكل لحد ما تشبع براحتها
ثم خرج تحت صدمة صباح التي لم تستوعب أن المائدة الضخمة التي تصنعها نادية ونجاة بالداخل إلي مي فقط، قطع تفكيرها دلوف مها بوجهه مقتضب فقالت بحنق :
خير داخله وبوزك شبرين ليه
اجابتها وهي تشلح حجابها :
مفيش، هي فين هند
غمغمت بضيق :
جوه مع بنت عمك
تعجبت مها ولكن لم تضيف كثيراً لتدخل وتعرف من بالداخل، تحركت صباح لتخبرهم بأمر المعلم الغريب كي يسرعوا قبل عودته حتي لا يقعوا تحت بطشه،
؛ ********
صوت أجراس خلخلها الضخم المطوق لعنق قدمها يصدح في الطريق بوضوح، ليلتفت المارة يتأملوا صاحبة الصوت التي كانت تتمخطر بميوعة وهي ترتدي عبائه منحوتة علي أنحاء جسدها باحترافية لتظهر بوضوح معالم أنوثتها، بالإضافة إلي الحجاب الصغير المعلق بإهمال فوق شعرها الأسود الممزوج بخصل شقراء ظاهره بوضوح، تقدمت للمحل حاملة بيدها صينيه ممتلئة بأطباق شهيه صنعتها بنفسها من أجله،
: سلام عيلكو
رفع مرتضي نظره من الورق الموضوع أمامه مردد بضيق، فقد علم هويتها من رائحة عطرها القوي التي استطاعت أنفه تميزه قبل أن تدلف :
وعليكم
اقتربت نسرين بابتسامة عريضة من بين شفتيها المطلية بأحمر شفاه صارخ :
لمحتك وأنت معدي جاي المحل دلوقتي عرفت أنك مكلتش لأن دا معاد غداك
زفر مرتضى بملل من إصرارها علي الترقب منه بالرغم صده مرارا، ولكن من الواضح أنها لن تيأس بسهولة، لم تنتظر نسرين منه رد لتقترب وتضع الصينية أمامه مردفه بدلال:
عملتلك الاكل بـاديا لجل عيونك
رفع مرتضى حاجبيه بتعجب من جراءتها فرمقها لثوان مشمئز من رائحة عطرها التي قلبت امعاءه، وقال بامتضاض:
خودي صنيتك واتكلي على الله يا نسرين
استندت بمرفقها علي المكتب مغمغمه بكنغ :
يالهوي علي اسمي وهو طالع من لسانك
وقف مرتضي مردف بحده :
لا بقولك ايه اتلمي ولمي حاجتك وابعدني عني يا بنت الحلال عشان موركيش حاجة مش هتعجبك
ابتسمت بسماجه وقالت وهي تمضغ العلكة باستفزاز :
ومالوا اي حاجه منك علي قلبي زي العسل
ثم مالت بجزعها بوقاحة محاولة إغراء مرتضي الذي خرج من المحل عندما فهم نياتها الخبيثة، وما هي إلا ثوان خرجت خلفه حاملة الصينية وهمست قبل أن تغادر :
تحت امرك ياسي مرتضي يكش قلبك يحن عليا
ثم تحركت بميوعة أمامه وبعد عدة خطوات دارت إليه مرسلة قبلة في الهواء ثم غمزت بعينيها وأكملت سيرها بهدوء، تصنم مرتضي محله مذهول من وقحتها التي تخطت حدود الأدب والاحترام بمراحل، جال بنظره يري ما إن رآها أحد فلن يمر الأمر مرور الكرام إذا علمت مها بعودتها بالاحتكاك به فمنذ أن فتح المحل في تلك المنطقة وهي تحاول مجراته باي وسيلة،
؛**********
في منزل المعلم عزيز
التفت مايسه وفايزه حول يعقوب وبالمقابل لهم سميه وحسنيه، بعد دقائق ألقي يعقوب بعض الصور علي المنضدة بضجر مردف بجمود :
مش حلوين
شهقت مايسه مستنكره :
نعم اكتر من 10 بنات كلهم ملكات جمال مش عجبينك
اجابها بملل :
هو انتم الـ هتتجوزا ولا أنا
هتفت حسنيه بحزن:
يا بني لحد أمته، نفسي افرح بيك
اشتركت في الحديث أميمه زوجت عبدالله التي أتت للتو من المطبخ :
يمكن في حد في باله ومش عايز يقولنا
شرد يعقوب برهه في حديثها ليبستم تلقائياً عندما تذكر صاحبة الصوت الحنون والهادئ، غمغمت فايزة عندما لمحت شبه ابتسامة ظهرت علي ثغره :
اممم يعني كلام أميمه صح
تنحنح يعقوب ثم نهض مردف بجمود :
انتم شكلكم فاضين وأنا مش فايق ليكم
ما إن خرج ليبدأن في فك لغز ابتسامته المبهمة، والحديث المتبادل في اقتناء عروس أخري ذو جمال وعائلة مرموقة تتساوي معهم
؛********** بقلم حسناء محمد سويلم
بعد صلاة العصر وقف المعلم جابر والمعلم عبده أمام المسجد منتظرين خروج محمود والمعلم سالم، كي يتجهوا إلي منزل ميادة بعد أن تركوها ثلاث أيام كي تهدأ، رمق عبده ابنه بضيق وقابل محمود نظراته بلامبالاة فلم يشعر بالذنب سوي لأجل أطفاله،
رحب والد مياده بهم مضايفهم بحفاوة، لم ينتظر المعلم سالم كثيراً ليطلب دخول ميادة وما هي دقائق لتدلف بوجهه عبوس، بدأ المعلم سالم في حديثه الرزين قائلاً :
أنا مش هتكلم في الـ عدي سواء أنتِ غلطي أو محمود، وهعدي برده خروجك من بيتك يا مياده مع أن مأكد علي اي واحده فيكم يوم ما تحب تشتكي متطعلش وتقولي، بس هعتبر إن زعلك خالكي مفكرتيش، ومحمود جاي ومحقولك...
قاطعته مياده بحده :
لا يا معلم سالم مش هتعدي بأنه جاي ومحقولك وتسحبوني زي الجاموسة من علي الطوالة
غضب عبده طريقة حديثها الغير مهذب فقال بضيق :
من الأدب لما الكبير يتكلم متقطعوش يا بنت الأصول
جاء رد والد ميادة تلك المرة مبرر موقف ابنته:
ميادة متقصدش يا ابو محمود دا بس من زعلها
هتف جابر بصرامة :
ولو هي مش جديدة علينا وعارفه أصولنا
وقفت ميادة مشيحه بيدها :
هو دا كل الهمكم، والابنكم عمله هو دا الأصول والاحترام
صاح محمود بغضب :
ميادة الزمي حدودك واحترامي نفسك وأنتِ بتتكلمي
كادت ميادة بالرد عليه غير مهتمة لنظرات والدها المحذرة إليها، ولكن أردف المعلم سالم بهدوء :
والله عال وصوتكم علي واحنا قعدين
جلست ميادة مره أخري بامتضاض، فأكمل المعلم سالم بجمود :
عايزه ايه يا مياده طلباتك
هتفت بحده :
عايزه أطلق
صاح عبده في والد مياده بضيق :
متقول كلمة لبنتك وتعقلها بدل الهبل دا
ردت عليه مياده بكسره:
هبل، طيب أنا عايزه أعرف رايكم لو بنت من بناتكم جات لما عرفت ان جوزها راح أتقدم لوحده عشان بيحبها مع أن هي مقصرتش معاه في حاجة ولا مع عياله
أجابها محمود باستهجان :
لا اوعي تعيشي دور الضحية، أنا قبل ما أكتب عليكي اعترفتلك أن بحب واحده تانيه وأنتِ وفقتي وكملتي برضاكي، وبالمقابل عمري ما جيت عليكي في يوم ولا هنتك وكل طلباتك كانت أوامر
رقرقت الدموع في ملقتيها مردفه بصوت محشرج :
ولما أعرف أنك رايح تتجوز عليا لا وكمان بنت عمك
رد عليها بسلاسة جعلت بركانها يتمرد مره اخرى :
طالما هقدر اعدل بينكم وربنا موسع رزقي يبقا حقي وربنا حلله
تأملته بعجز ثم قالت وهي تخرج من الغرفة :
وانا مش راجعه وعايزه أطلق
هتف المعلم سالم وهو ينهض ثم اتبعه الباقية :
نستأذن احنا ولما ميادة تحب ترجع البيت بيتها
وما أن خرجوا من باب المنزل وقف محمود أمام عمه قائلاً بترجي :
بالله عليك ياعمي جوزني مروه واهي ميادة عايزه تطلق
رمقه المعلم سالم بحده ثم وجه حديثه الي عبده :
عقل ابنك يا عبده بدل ما عقله أنا
امسك جابر رأسه بألم فقرر العودة الي منزله ليسترح قليلاً ربما عاد ارتفاع ضغط دمه مما يراه، بينما تطلع عبده الي محمود وهمس بغضب :
متروحش المحل وارجع البيت عشان عايزك
زفر محمود بملل وها قد عادت مشاحنة جديدة مع والده ربما لن تكن هينه ولكن حتماً لن يتنازل عن حبه تلك المرة مهمها حدث ولو كلف حياته
؛********* بقلم حسناء محمد سويلم
عاد المعلم سالم الي منزله ثم طلب خيريه وأمل أن يأتوا الي مكتبه،
( السلام عليكم)
رد المعلم سالم عليهن ثم سمح لهن بالدلوف، جلست خيريه ومقابل لها أمل فرفع بعض الأوراق لهن قائلاً :
عايز منكم ميزانية المصنع بالتفاصيل في الوقت الحالي وفي قد ايه مخزون
أمأت خيريه مردفه:
تمام، بس احنا كل شهر بنعمل ميزانيه
اجابها بهدوء:
لا انا عايز خلال اليومين دول وبالتحديد سيولتنا قد ايه
سألته أمل بفضول :
خير يا بابا احنا غلطنا في حاجه
ارجع ظهره مستند علي المقعد بأريحيه ثم اجابها بشرود:
لا، لكن خلال شهر أرض الجناين هتتعرض في المزاد وانا محتاج الأرض دي، وفي نفس الوقت عامر الخولي عرض فكرة مشروع والمفروض هندخل مناصفة
تفهمن مقصده ولكن فضول خيريه لم يمنعها من سؤاله :
ممكن نعرف مشروع ايه
رد عليها بجمود :
كله في وقته
ثم نهض مغادر الغرفة تعجبت خيريه من تغير والدها معهم ولكن تحركت خلف أمل يصعدن الي غرفهن قبل خوفاً أن يثور عليهن،
اتجه المعلم سالم الي الغرفة القابعة بداخلها مي ليجد هند ومروه يجلسن معاها، أشار بعينه لهن لينفذوا أمره سريعاً بالخروج من الغرفة، في ذلك الوقت حاولت مي الوقوف ولكن خرجت منها صرخة خافته متألمة فقال بهدوء مريب:
متتعبيش نفسك
بلعت مي لعابها بصعوبة متوترة أو ربما مشتتة من عدم فهم ما ينوي فعله عمها، لا تنكر شعورها الارتياح بعد أن لقت استضافة لا مثيل لها في منزله ربما خوفاً من تهديها الصريح لهم، عادت إلي أرض الواقع عندما وجدته يقدم إليها طبق فارغ وملعقة فنظرت باستفهام إليه، قرء الأسئلة التي تدور في عقلها فهتف بجمود :
قومي ورايا
أمسكت الطبق والملعقة بيد مرتعشة ثم تحاملت علي نفسها ونهضت تجر قدمها خلفه، دب الرعب في قلبها عندما بدأت في الصعود خلفه حتي وصل لسطح البناية، ثم دار إليها مشير الي غرفة صغيره :
عارفه دي ايه
تأملتها لبرهه ثم حركت رأسها بالرفض، فتحرك باتجاه الغرفة حتي وقف في منتصفها، كانت غرفة منقسمه بـ لوح خشبي ضخم، قسم به فراش متهالك بعض الشيء ومنضدة صغيره عليها سخان كهربائي وبجانيه حقيبة بلاستيكية مجهولة الهوية، والقسم الآخر مرحاض صغير جدا ومن الواضح تركيبه حديثاً جدآ،
اخرج المعلم سالم من جيب جلبابه حقيبة صغيره واضع اياه علي المنضدة :
دي مراهم ومسكنات هتحتاجيهم
خرجت الحروف بصعوبة من جوفها قائلة بتعلثم:
هو احنا هنا ليه
اقترب منها مجيبها بدهاء :
أنا يا مي عشت حياتي كلها الناس بتحترمني واسمي ليه شنه ورنه، وسمعتي سابقاني والناس كلها بتحلف بعلتنا،
ثم أكمل بشراسة :
تيجي عيلة ولا تسوي تدمر كل دا عشان خاطر هي عديمة الرباية
رجعت مي للخلف بذعر عندما قابلت نظراتها أعينه القاتمة، هتف مكمل :
طبعاً بعد الـ سالم عمله فيكي تأكدت انك نحستي وجلدك تخين، لكن مش عليا
تقدم لأول الغرفة مبتسم بريبه :
تكفيرا عن ذنوبك هتقعدي أسبوع هنا لوحدك واهو تصلي وتستغفري ربك، وعشان تفكري هتفضحينا إزاي علي رواقه
هرولت بفزع تجلس تحت قدمه تترجاه :
لا يا عمي متعملش فيا كدا انت مترضاش علي بناتك
نفض يدها بعيداً عنه هاتف بحده :
لو وحده من بناتي كان مطلعش عليها صبح، وكلمه زياده قسما بالله ليكونوا أسبوعين
وقفت بصعوبة تصيح بهستيريا :
هفضحكم والله لفضحكم
احتدت نظراته مردف بحده :
ومالوا نشوف رأيك دا هيستني بعد أسبوع ولا لا، ولو حكمت ما حد هيقطع لسانك غيري
ثم خرج مغلق الباب خلفه بالقفل المعدني وهبط قبل أن يرتكب جريمة تصيب اخوه بسكته قلبيه،