الفصل الاخير
بقلم اسو احمد
بعد مرور اسبوع
الام
محدش رن عليك ياحج لحد دلوقتى ليه ؟؟
الاب
مش عارف والله يا ام وعد حصل ايه معاهم ، يمكن ابوه لسه ماجاش من السفر ولا فى حاجه منعتهم من الاتصال
وعد فى سرها
يعنى مش كفايه انه مش قد مسؤوليه نفسه لا وكمان مش قد كلمته ، رجاله آخر زمن والله
الام
انا قلبي مش مطمن للموضوع ده وحاسه انه مش هيتم
وعد بداخلها
من بوقك لباب السما يارب يا امى ،والله اول مره تقولى كلمه كويسه من لما جيت الدنيا دى ، الهى يجعل كلامك مستجاب ياحجه
الام
دول بعد ماكانو بيرنو عليك كل يوم قطعو مره وحده وده مش كويس علشانا ، وخليكم فاكرين كلامى ده كويس لتنظر ل وعد ارتحتى يابومه اهو طفش زي إللى قبله
وعد
يوووه وانا زنبي ايه المره دى كمان
الام
زنبك انك وشك نحس وشئم علينا و..
الاب
لزمته ايه الكلام ده دلوقتى يا حجه ، وانتى ياوعد ادخلى اوضتك يلا مش عايز صداع
وعد
هو انا قولت حاجه ، مش شايف بتقولى ايه يا بابا
الاب
معلش يا وعد امك وانتى عارفها ومش اول مره يعنى علشان تزعلى كده ، يلا على اوضتك ولا شوفيلك حاجه اعمليها بدل قعدتك دى
ذهبت وعد وهى تقول بحزن وصوت خافت
المشكله انها مش اول مره..
ذهبت لغرغتها واغلقت على نفسها الباب كالعاده لينغزها قلبها بقوه لتمسك اكرت الباب بشده وهى تتالم بصمت ليسير الالم إلى ظهرها وقدميها كما حدث معاها من فتره قريبه لتستلقي على الأرض بجوار الباب لكى يذهب كمان حدث فى المره الماضيه لتسمعهم دون قصد عن ما يقولوه عنها..
الاب
مكنش ليه لزوم كلامك ده ياحجه قدام البت
الام
والنبي اسكت انت ياحجه دى لو سكتلها مره هتسوق فيها وبعدين انا ماقولتش حاجه غلط ودلوقتى تشوف أن طارق ده مش هيرن عليك خالص زي الى قبله والمره دى هتبقي آخر مره حد يعبرها فيها ولو حد جالها هنرفضه من بره بره بدل ما الناس كلت وشنا كده ، كل شويه واحد داخل وواحد خارج وكلهم بيجو يتفرجو عليها ويمشو من غير سبب
زى ما يكون شافو عفريت قدامهم
الاب
انا قولت من الاول بلاش وانتى إللى صممتى يجى ، خليها قاعده معانا احسن اهى حتى مش هتكلفنا مصريف جواز واديكى شايفه البير وغطاه
ده انا كنت هاخد قرض اجوزها بيه بس خلاص قربت اطلع معاش ومش هيرضه البنك يدينى عشره جنيه حتى
الام
طب وهعمل ايه ل كلام الناس ، انا استحملت كلام يثم النفس منهم ومش هقدر اتحمل اكتر
الاب
هنعمل ايه قدرنا كده ، يلا انا قايم انام احسن خلاص جبت اخري
الام
ماتنمش قبل ما تاخد العلاج ياحج
الاب
حاضر ، تصبحي على خير
عند وعد...
نزلت دموعها كالشلال وهى تنظر إلى صقف الغرفه لم تربش عينيها ابدا فقط تتنفس ولكن اصبح جسدها ك التمثال ثابت دون حركه
احقاً اصبحت عبئاً على اهلى ؟! حقاً لا يهتمو لامري ولا كونى ابنتهم ؟ ما هذا بحق الجحيم
قد حكمو عليا بال " عانس " دون أن يسالو عن نفسيتى وكم أن هذه الكلمه تقتلنى !!
من هم حتى يحددو مصيري الي هذا الحد ؟ حتى لو لم اتزوج واصبحت فتاه حتى الموت.. اجل حتى الموت فقد سوف يرزقنى الله برفيقاً بالجنه
انا لست عانس ولست عبئاً على احد ، انا فقد فتاه تحطمت جميع احلامها ولا تستطيع الطيران حتى تشفي تماماً ، لكن سوف ياتى يوم وتحلق بعيداً عن هذا الألم ، و الاهل ، و الكوابيس ، والوحدة، حتى عن هذه الدنيا بأكملها لتعيش حياتها التى لطالما حلمت بها منذ أن اتت على هذه الحياه
حتماً ستغرد يوماً..
لتغلق عينيها وهى تتمنا أن تنام نوم عميق لا تستيقظ بعده ابدا..
#################
فى بيت ساره
اخيرا نمتى يا قلب مامى انتى ، شبه الملائكه حتى وانتى نايمه ياقلبي بسم الله ماشاء الله عليكى
قبلت صغيرتها وهمست بجانب اذنيها
احلام سعيده
خرجت بهدوء شديد واغلقت لباب لتلتفت خلفها و...
اااااه ، بسم الله الرحمن الرحيم
محمد
ايه شوفتى عفريت قدامك
ساره
لا ، اتخضيت بس لما لقيتك فى وشي فجاه مش اكتر يعنى
محمد
تعالى طيب محتاج اتكلم معاكى شويه
ساره
معايا انا !!!!
محمد
لا مع مرات عم ابرهيم البواب ، اخلصي مش عايز أندم انى قولتلك كده
ساره
وعلى ايه اخويا ادينى جايه اهو
جلس محمد على الاريكه لتجلس ساره جواره ولكنها تركت مسافه بينها وبينه لينظر لها بنصف عين ولا يهتم بالمره
محمد بهدوء
بصي يا ساره انا و انتى عشنا حاجات كتير جدا مع بعض ومن اول مره شوفتك فيها وانا حبيتك بجد وهو ده اللي خلانى اصر انى اتجوزك
ساره
ليه بتقول كده ؟ انت كويس يا محمد
محمد
اسمعى للاخر وماتقطعنيش بعد ازنك يعنى
هزت راسها لهو بنعمل لينظر لها ويكمل
سعتها شوفت فيكى الطفله البريئه ورغم اعتراض اهلى عليكى برضه فضلت مصر انى اتجوزك وتكونى على اسمى رسمى و ليا وحدى ولما اتقدمتلك ووفقتى سعتها كانت فرحت الدنيا لها جاتلى وبقت ملكى وكنت كل يوم خلال فترة الخطوبه حبي ليكى كان بيزيد عمره ما قل لحظه حده بعدها اتجوزنا سعتها مالقتش حاجه ادعي بيها ربنا لأن كانت كل امنياتى استجابت لما اتجوزتك وكنتى كل يوم منكده عليا بس عمري ما زعلت منك لانك كنتى حته من قلبي خلاص بس....
بس لما ..... لما حملتى وانتى اسلوبك اتغير معايا ميه وتمنين درجه حرفياً كنت بصبر نفسي اقول استحمل يا محمد دى اكيد هرمونات من الحمل ولما تخلف اكيد هترجع زي الاول ولما عرفتى نوع الجنين كدبتى عليا قولتى انه ولد ماتتصوريش قد ايه فرحت سعتها لأن خلاص كده جه ولي العهد إللى هياخد باله منى و منك لما نكبر ونعجز هههه وقول اخيرا يا واد لقيت السند إللى كان نفسك فيه وهيشيل المسؤوليه عنك لما يكبر بس... بس اول ما ولدتى وقالولى بنت كان فى جبل ووقع فوقي من سعتها وانا بقيت مش بثق فيكى زي الاول ، شوفتى فرحتى كانت ازاى سعتها لما قولتيلى انه ولد وفضلت احلم معاكى باللى هعمله
ليه وانتى ساكته ومنطقتيش باي حرف وسبتينى احلم براحتى وتيجى بعدها تصحينى منه على كابوس ليييه !؟؟ وجايه تقولى بعدها معلش كانها كانت حتت كبايه قديمه عندك واتكسرت وخلاص تجيبي غيرها ؟؟ للدرجادى ماحبتنيش؟
ساره بدموع
يا محمد صدقنى انا سعتها كن...
محمد
لسه ماكملتش كلامى ، اسمعى للاخر
ماتقطعنيش تانى ، فاهمه
سكتت ولكن عيونها لم تسكت ليكمل هو
عمرك ماحولتى تصلحى الكبايه قد انك نسيتيها خالص ولما كنتى تشوفي قطعه منها قدامك كنتى تتنرفزى وترميها من غير حتى ماتشيليها وتحافظي عليها ، أو حتى كلمة انا اسفه على إللى عملته معاك...
بالبساطه دى نسيتيها ؟ انا...
نظره إليها بحزن ليضيف
انا خلاص كده جبت اخري وشكلها وصلت للنهايه خلاص
ساره بصدمه
يعنى ايه يا محمد
محمد
يعنى خلاص كده يا ساره الحكايه خلصة خلاص وانا خلاص مش قادر استحمل العيشه معاكى وكل واحد فينا يشوف طريقه بقي ويريح التانى
مسكت ساره يده تترجاه
لا يا محمد لا ، اوعى تعملها انا ماقدرش من غيرك طب لو مش هامك انا خلينى علشان بسنت والنبي وانا هعيش خدامه تحت رجليكى بس بترجاك ماتسبنيش
حتى لو هعيش فى اوضه هنا مش هتكلم ولا هقول اي حاجه ، عايز تتجوز اتجوز وانا مش هتكلم برضه بس.... بس ماتسبنيش انا وبنتك ومش هخليك تشوف وشي نهائي وهعملك كل اللى عايزه ، ادينى فرصه تانى والنبي وانا اوعدك هصلح كل حاجه
نهض محمد ليقول
انا اسف ليتركها تصرخ خلفه تترجه وتتوسل إليه ولكن دون جدوه خرج وصفق الباب خلفه بقوه وهو يمسح وجنته بقوه ليخبط يده على الحائط بقول لكن دون جدوه
صعدت الام إليه بسرعه وهى تقول بفرح
خلاص خلصه الموضوع يا محمد
محمد بشيئ من الحزن
خلاص يا امى القصه خلصة
الام
ماتقلقش ياحبيبي بكره هجبلك إللى تنسيك الحربايه إللى جوه دى وتبقي كل حاجه تمام ، تعال اقعد معايا لحد ماتهدا ونبقي نتكلم بعدين
نزلت هى وابنها إلى الشقه السفله التى تسكن بها هى ، لتقول لهو من الكلام المعسول وان قراره كان صائباً ولو سمع كلمها منذ البدايه ما كانت الأمور وصلت إلى هذا الحد معهم
ام ساره فباتت كالجثمان الذي خرجت منه روحه حديثاً فقد تنظر إلى الفراغ امامها ، حتى عقلها توقفه عن التفكير لكن
كان ل دموعها رأي آخر
اما وعد فهي في حاله لا تختلف عن اختها حتى الآن لا تستطيع أن تحرك اصبع يدها فقد تنظر حولها تصرخ بداخلها بشده لكى ينقذها احد من هذه الحاله التى أصابتها..
تمت بحمد الله