CMP: AIE: رواية ندالة عاشق الفصل الرابع4بقلم ندا علي
أخر الاخبار

رواية ندالة عاشق الفصل الرابع4بقلم ندا علي


 رواية ندالة عاشق بقلم نداء علي
الفصل الرابع 
بقلم نداء علي


بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين 


ويبقى الحب فردوس الأوفياء وجنة الصادقين، لا يصل إلى روضته سوا الشجعان أما الجبناء فمصيرهم جحيم الندم، يتباكون



 وان ادعوا السعادة لكنها سعادة زائفة لا تدوم فأساسها هش وقوامها فاسد. 





لم تنتحب ولم تدمع عيناها بل نضبت بداخلها القدرة على البكاء، لم تهاتفه ولم تعاتبه بل اكتفت بالاشتياق إليه والدعاء الصامت أن









 يهاتفها هو ويخبرها أن والدته كاذبه، هو لم يتركها محال أن ينسى حبه لها وعشقها له، لكنه خذلها ولم يهاتفها ولم يهتم لغيابها. 

أعلنت موافقتها النهائية، ستتزوج بأخر اعترضت صفا على تصرف صديقتها قائلة 







بلاش تتسرعي يا نادره، أنا عارفه انك مجروحة بس كده بترمي نفسك في النار، حسن مش عريس لقطة يابنتي، ده مؤهل متوسط وحالته على أده، وبعدين شكله عادي أوي، ايه اللي يخليكي توافقي عليه بكره يجيلك اللي ينسيكي الزفت فياض ده. 
نادره بانكسار : علشان خاطري متقوليش اسمه قدامي، قلبي بيوجعني أوي لما حد بينطق اسمه يا صفا 
صفا : اسمعي كلامي وارفضي الجوازه دي، اشتغلي يا نادره وشوفي مستقبلك 
نادره بيأس : مبقتش فارقه، مش هتحسي بيا يا صفا وبدعي ربنا يسعدك ومتجربيش وجع قلبي وكسرة نفسي، أنا طلعت قليلة أوي يا صفا، قليله أوي في نظره ونظر أهله، مهانش عليه حتي يتصل ولا يطيب خاطري. 

صفا بحزن وغضب من أجل صديقتها 
يغور في داهية، المهم انتي
نادره بصدق : أنا حبيته أوي، اكتر من نفسي، منه لله أنا عمري ما هسامحه لحد ما أموت. 

وساد الصمت فأحيانا يعبر الصمت عن الألم ويترجمه بإتقان. 











كان فياض يبتسم إلى عروسه التي اختارها والداه، ابتسامة زائفه لا تشبه ما كانت ترسمها نادره بكلماتها المرحه ونظراتها العاشقه،




 لا يعلم كيف ابتعد ولمَ جرفته الحياة رويدا رويدا، لكنه ابتعد وكل يوم كان يقل بداخله لهفته وحبه لها لكنه لم ينته، مازال بداخله حنين إليها وربما ندم 

تساءلت العروس بدلال قائلة 
سرحان في ايه يا فياض، أنا بغير على فكره
فياض : ولا حاجة، موضوع كان شاغلني وانتهى 
تساءلت بترقب : متأكد انه انتهى 





فياض : عادي، هينتهي في يوم من الأيام 
قالها بعدما كررها على مسامعه أبيه وأمه مرارا إلى أن اقتنع بها، نادره غير مناسبه، عليه أن يطمح إلى مستقبل أفضل، الحب 





وهم ليس إلا والحياة فرص ومصالح متبادله، فهل يفلح في نيل مبتغاه أم يبقى إلى الأبد يتذكر ندالته مع من أحبته










فقد منصف رغبته بالخروج إلى العمل، لم يعد لديه شهية لأي شيء، يكاد يجن من أفعال والده ولا يجد مبرراً لرفضه، مجتمع عقيم يقضي باعدام المطلقه حتى وان ثبتت براءتها، ولكن مهلا كيف له أن يبتعد عن صفا، وهل تحلو الحياة







 دونها وهي صفو حياته بأكملها، غامت عيناه بحزن فقد بات عاجزا عن الحديث إليها خوفا من تهديد والده، يعلم بقينا أن والده لن يتردد في فعل ما أخبره به وهو لن يسمح لأحد بايذائها، عليه بالصبر ليس إلا فلم يعد يمتلك سواه 

اعتدل بقلق في جلسته بعدما دلف إليه والده يبتسم اليه حاملاً بين يديه كاسان من الشاي، مد إليه يده بكوب منهما قائلاً 
لقيتك مقاطعنا يابن رواية عملتلك الشاي وحبتهولك يمكن ترضي عني
منصف : العفو يا بابا، انت ابويا وتعمل اللي يعجبك
صلاح : يا حمار أنا بدور على مصلحتك، عاوزلك أهل وعزوة ليك ولولادك، لما عيالك يكبروا يبقى ليهم أخوال مش مقطوعين من شجرة 
الراجل لما بيقع في ضيقة أهله وأهل مراته بيسندوه، لو اتخانقت تلاقي حد في ضهرك، بنت عبد المجيد مين عندها يقف ويسندك، أمها واخواتها هيطلعوا يصوتوا عليك،هو ده أخرهم يا منصف، ماهم كلهم نسوان والنسوان أخرها تندب حظها وحظ اللي معاها. 

منصف : علشان خاطري فكر تاني وخد وقتك يا بابا، علشان خاطري والله العظيم دول ناس ولاد حلال 
صلاح بغموض : ربنا يسهل، هفكر يا سيدي اشرب الشاي قبل ما يبرد 
ارتشف منصف الشاي بلهفة بعدما لاح أمامه من جديد بارقة أمل كاذبه وابتسم والده فقد تحقق هدفه وتناول منصف ما أعده له. 









ارتدت نادره فستان زفافها وسيقت إلى بيتها الجديد، حياة اختارتها هي وربما لم تفعل فبعض الاقدار تسوقنا إلى أخرى دون ارادة منا ولكن علينا الرضا بها كي نحيا وتستمر الحياة.







تحدث حسن بشيء من الحدة قائلاً 
في ايه ما تفردي وشك، هتفضلي مكشره في خلقتي كده علطول
نادره بخوف : في ايه يا حسن، براحة شويه
حسن برغبه : هو أنا لسه قربت منك 
نادره : أنا تعبانه النهاردة، ممكن تسبني ارتاح وبكره اعمل اللي يعجبك 
هز رأسه نفياَ قائلاً بتحذير : ادخلي غيري هدومك يا نادره وبطلي دلع، أنا صبرت عليكي كتير من أول الخطوبه وقولت معلش بتنكسف، دلوقتي انتي مراتي وفي بيتي يبقي خليكي حلوة كده واتعدلي معايا، ماشي 
ادمعت عيناه واستشعرت مدى اندفاعها لتهمس بخوف : حاضر، اللي تشوفه 
حسن بجدية : ايوة كده، من هنا ورايح أحب اسمع الكلمة دي علطول أنا راجل خلقي ضيق ومبحبش الكلام الكتير 
اومأت اليه واسرعت إلى تلك الغرفه التي ستصبح سجناً جديدا تحيا بداخله. 
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
عندما يدهس أحدهم أمام ناظريك يصيبك شيء من التبلد، وكأن ما رأيته قد أمات جزء بداخلك، تعتاد الألم رغماً عنك وربما
تستصيغه وعندما يأت دورك لا تصبح صدمتك بنفس القوة المتوقعة بل تتلقاها بصدر رحب قد اعتاد القسوة وشرب منها حد الثمالة. 

هرولت صفا تجاه منصف، اشتاقت إليه وعليها أن تخبره سوف تبوح بكل شيء لن تكتم حبها له بعد الأن. 






ربما كانت متزمته معه كثيراً، هو لا يستحق أن تعاقبه على ماضي خلقه والدها بيديه بل عليها أن تحيا بسعادة دون خوف 

تحدثت بلهفة قائلة 
كنت فين يا منصف، معقول كل الأيام دي متسألش عني 
تجمدت مكانها ودار بها الكون من حولها والقاها بقسوة عندما باغتها بقوله :

أسف يا صفا، احنا مش هينفع نكمل مع بعض. 

خلا المحيط حولهما من كل صوت إلا من صوت أنفاسها المتلاحقة، تنظر إليه بترجي ربما كان مازحا لكن صمته وابعاده لعينيه عن خاصتها وكأنه لا يقو على النظر إليها أكدت ما قاله. 

صفا بضعف : يعني ايه، طب ليه كده، بقى ده جزاتي اني حبيتك ووثقت فيك، تحدثت بخفوت وترجي متسائلة
طيب أنا زعلتك في حاجه، يعني في سبب، انت مبقتش تحبني يا منصف؟ 
منصف بهدوء دون تأثر : زي ما قولتلك مفيش نصيب، أبويا رافض وأنا مقدرش اغضبه واقف في وشه
صفا بكبرياء رغم انكسارها : ممكن اعرف والدك معترض عليا ليه؟ 
منصف : ملوش لزوم يا صفا، خلينا نبعد من غير ما نجرح في بعض. 
صفا : متقلقش هنبعد، مش أنا اللي هجري ورا واحد بايعني بس حقي اعرف السبب. 








انتظرت كلماته بترقب وتردد هو قليلاً إلى أن قال بلا مراعاة لمشاعرها : 
منصف : انتي والدتك مطلقه، ملكمش راجل يترد عليه ولا يتناسب، أبويا عاوز عيله يتشرف بيها وعزوة تسندنا. 
صفا بتيه : وانت موافق على كلام ابوك ده؟

منصف : أوقات الأهل بيبقوا شايفين المصلحة والصح اكتر مننا. 
صفا : عندك حق، أنا أمي حذرتني منك كتير وللأسف مسمعتش كلامها وصدقت كلامك ووعودك وأدي النتيجة، انت صح الأهل بيفهموا عننا، فعلا يا منصف، اخواتي البنات اكبر مني وحذروني منك، قالولي ابعدي عنه ده واحد أبوه دجال، بيسحر ومعندوش دين بس أنا قولتلهم منصف مش زي أبوه، انت صح يا منصف كان لازم اصدقهم، أنا غلطانه، دي غلطتي كنت عايشة في حالي خايفه أحب وانجرح وانت بكلامك واصرارك خلتني اصدق ان الحب أقوى من أي ظروف، وهمتني انك راجل أد كلمتك. 

استدارت وأولته ظهرها كي لا ينعم بتلك اللحظات، لحظة انكسارها وانهيار قوتها الزائفه في مواجهة جبروته وندالته، تحركت بخطي مؤلمة تجاهد الا ترجع إليه وتقتله كما قتلها




 دون رحمة وابتعدت عنه دون عودة عازمة أن تواصل حياتها وتبدأ من جديد. 







مضت أيام في عقبها أشهر لا تعد، استجمعت صفا خلاله بعض الثبات وبقى لديها أمل خفي في عودته إليها، كانت تلتمس له بعض العذر فوالده شخص قاسي ويصعب الوقوف بوجهه إلى أن تحطم كل أمل بداخلها بعدما وصل إلى مسامعها نبأ ارتباطه بأخرى وزواجه منها، بكت وبكت دون توقف حتي شعرت بغياب الروح من جسدها، تساءلت مرارا كيف استطاع النسيان هكذا، أما كان ينبغي عليه أن ينتظر ولو قليلاً، لمَ أفقدها ثقتها بالجميع؟ 
استمعت إلى صوت والدتها يقترب فأغمضت عيناها تدعي النوم. 
دلفت فاطمه إلى غرفه طفلتها وجلست إلى جوارها، مدت كفها الحاني ومسحت بلطف عبراتها المتلاحقه، تنهدت بتعب وضيق قائلة بصوت حزين
متعيطيش ياقلب أمك، متحرقيش قلبي عليكي يا صفا، ومتعمليش نفسك نايمة يابنتي، لو خبيتي عالدنيا بحالها هتخبي على قلبي ازاي، هتكدبي على أمك وهي موجوعة اكتر منك. 
لو كان يستاهل كنت هقولك عيطي بس انتي مقامك عالي وهو ندل ميستحقش، متقهريش نفسك يابنتي كله بيعدي، حلو ولا وحش هيعدي ويتنسى 

انتحبت صفا بخفوت ولم تتحدث، أراحت فاطمه جسدها إلى جوار ابنتها وجذبتها إلى أحضانها بقوة لم يضعفها الزمن بل زادها 







صلابة وحكمة، ضمتها إليها واستشعرت صفا أمانا فقدته ولم تجده بعالمها واستأثرت به والدتها دون سواها.

ستبقى والدتها إلى الأبد السند الذي وهبها الله اياه، سند لا يكل ولا يعرف الغدر. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-