
رواية فرعون
الفصل السابع والعشرون
بقلم/ريناد يوسف
سميه قاعده فأوضتها على كرسيها الهزاز وسانده ايديها عليه وباصه للشباك المفتوح قدامها وبتفكر
ياتري ابدأ بمين فأنتقامى ؟ ابدا بغريب اللى وجوده فحياتى كان سبب فدمارها ؟ ولا ابدا بماهر اللى دمر حياتى ؟ ولا ابدأ بجميله اللى جات واخدت كل حاجه عالجاهز ..
انا الود ودى اجيب التلاته قدامى وارش عليهم بانزين واحرقهم بعود كبريت واحد ....بس لا .الموت راحه متمنهاش لماهر ...
ماهر لازم يفضل عايش ويتفرج علي حبايبه وهما بيختفو من حواليه ..
لازم ازله زى مازلنى ...
هستنى لآخر السنادى ...هستنى لما ابنه حبيبه الملازم غريب يتخرج وساعتها لازم اقدمله هديه تليق بمقام الملازم غريب الدمنهورى ..
*************
(بعد مرور شهور )
قاسم :حلو كده ولا ايه قولى رأيك عشان فيه حد معين هيحضر حفل التخرج عاوزه يشوفنى احلى واحد فالدفعه .
غريب :متقلقش اللى بيحب حد بيشوفه احلى واحد حتى لو كان معفن ..
قاسم :لاحظ ان كلامك له معنيين واحد حلو والتانى معفن
غريب :خد المعنى اللى يناسبك ومتنساش ان التضاد بيقوى المعنى .
قاسم :اهو اقعد اتفلسف انتا عليا عشان دا وقتك.
الاتنين لبسو الزى العسكرى ونزلو وقفو فالطابور مع باقى الدفعه وابتدو العرض الاستعراضى قدام الحضور ورئيس الجمهوريه ...
ماهر قاعد وسط جميله وجواهر ونادر وداده سميره وناديه وحاسس بفخر الدنيا كلها وهو شايف ابنه قدامه فيوم تخرجه شايل السلاح وواقف زى الاسد ..
قاسم كمان نافخ نفسه وهو شايف ماجده وعبد السلام واقفينله وعمالين يسقفوله طول الوقت حتى لو مافيش حد بيسقف ...وكمان موده ومحمود واحمد وستاتهم الحوامل الكل متجمع ونظرات الفخر بقاسم باينه فعيونهم .
لكن الاهم عنده من دول كلهم ...جواهر الى عنيها منزلوش من عليه طول الوقت ..
خلصو الاستعراض ووقف الرئيس قال كلمته ومن بعده كل القاده قالو كلمتهم وجه وقت تكريم الاول عالدفعه وطبعا وبدون شك كان غريب..
اول ماقالو عريضه طويله بيمدحو فيها طالب معين وبعدها قالو اسم غريب الشهير بفرعون الداخليه ...
الكل قام وقف وماهر كان هيغمى عليه من الفرحه والفخر بأبنه .
فضلت داده سميره تزغرت لغاية ماصوتها اختفى من كتر الزغاريت.
خلص الاحتفال والعيلتين اتجمعو سوا عيلة غريب وعيلة قاسم وغريب وقاسم انضمولهم ...
الكل واقف فالحوش وواخدهم الكلام والهزار ...
جميله :انا بكره هعملكم حفله فالفيلا وعزومه كبيره للكل هدية نجاحكم...
ماجده :وانا عليا التورت والجاتوه
عبد السلام :وانا عليا انفخ البلالين
موده :وانا عليا اعقمكم كلكم 😄
قاسم حط ايده على وشها كله وزقها لورا وهى طلعت منديل مبلل معقم ومسحت وشها مكان ايده..
ماهر :وانا هجيب لكل واحد فيكم الهديه اللى يختارها ...هاه كل واحد فيكم يقولى نفسه فأيه.
غريب :انا مش عاوز غير رضاك عنى ياحبيبي وكفايه عليا الفرحه اللى شايفها فعنيك دلوقتى ..
ماهر شده واخده فحضنه وطبطب عليه. وقرب من ودنه وشوشه ...هديتك انا محضرهالك وهتعجبك اوى ..
قاسم:انا بقا عاوز وهطلب من حضرتك حاجه غاليه اوى كمان واتمنى ان حضرتك توافق تديهانى ..
الكل بص لقاسم مستنى يسمع طلبه.
قاسم :انا طالب من حضرتك ايد جواهر ياعمى واوعدك هخاف عليها واحميها زى مااى حد معاه جوهره غاليه وبيحافظ عليها...
ماهر مستغربش لانه عارف ان دى رغبة قاسم من زمان ...زى ماعارف كمان ان نادر هو كمان بيحب جواهر ..
فلاااااش بااااك
ماهر :هاه قولت ايه ياغريب
غريب :فأيه بالظبط يابابا ؟
ماهر :ييييه فاللى بقالنا ساعه بنتكلم فيه.
غريب :يعنى انا فهمت حاجه غريبه ...فهمت من كلام حضرتك انك عاوزنى احب جواهر بنت عمتى بناء على طلب عمتى ....وكمان اخليها تحبنى فهمت صح كده ؟
ماهر :هو المعنى صحيح بس انتا قولتها بطريقه صعبه شويه...
هو القصد انك تخلى جواهر على
قمة المناسبين ليك اثناء تفكيرك فالارتباط .
غريب :طيب احب اقولك ان مخطط الدمج ولم الشمل اللى رسمتوه انتا وعمتى دا مخطط فاشل ..
ماهر :اسبابك؟
غريب :لتلات اسباب ...الاول ان قاسم صاحبى بيحب جواهر من سنين ..التانى ان نادر اخويا بيحب جواهر من نفس ذات السنين ...
التالت انى مبحبش جواهر وبعتبرها زى ناديه اختى ..
ماهر سند بكوعه على رجليه وشبك صوابعه قدام وشه ورد على غريب :مشكله عويصه ...قاسم ابنى وعارف اخلاقه كويس ..ونادر ابنى ومش هلاقيله وحده احسن من بنت اختى!....
يبقا الحل ايييه؟
غريب :يبقى الحل زى ماقلت انا من الاول فأيد جواهر ...هى اللى تختار وهى اللى تقرر الافضل والمناسب ليها من وجهة نظرها ...
ماهر :وهو كذلك ...مع انى من رأيي تاخدها انتا وتغيظهم هما الاتنين 😄
غريب هز دماغه وابتسم وهو باصص لابوه ...
بااااااااك
ماهر بص لجواهر :
اى هديه تانيه غير جواهر كان ممكن اديهالك من غير كلام ...لكن جواهر لازم نسألها هى موافقه تكون هدية قاسم الغاليه ولا لا.
جواهر خدودها احمرت وابتسمت وبصت للارض بخجل ...
ماهر:انا اعرف ان السكوت علامة الرضا ولا ايه ياجوهرة خالك الغاليه..
جواهر زادت ابتسامتها وزاد حمار خدودها وماهر بص لقاسم وقله مبروك عليك هديتك ...
قاسم نط مكانه وراح بتهور على جواهر ...
ماهر :ايه رايح فين ياحبيبي ...
قاسم :عاوز فراوله ...هموت وادوق الفراوله ياعمى ...
ولان جواهر فاهمه هو يقصد ايه حطت ايدها على بوقها عشان متضحكش وبصت الناحيه التانيه..
ماهر :اصبر عالفراوله لما تاخدها فبيتك ياحدق ...ومتنساش وانتا بتتكلم قدامى بالالغاز انى صايع قديم ..فاهم ..واداه قلم خفيف على خده..
فالاثناء دى كان غريب اختفى ورا نادر اللى اول ماسمع كلام قاسم انسحب بخطواته للخلف بصدمه من غير مايسمع رد جواهر الواضح على وشها على طلب قاسم ...
بعد عنهم شويه وبعدين اخدها جرى لغاية ماعرف نفسه انه على بعد مسافه آمنه من الكل، وقف وحط ايد فوسطه وايد على عنيه وهو باصص لفوق وصرخ بكل صوته ...
مع صرخته دى غريب كان وصل عنده وحضنه من ضهره ونادر حاول انه يتخلص من حضن غريب لكن غريب كان اقوى منه وكان مسيطر عليه....
لف نادر من غريب وبصله بعيون حمرة من الغضب زى عيون الغول وزعق فيه ...سيبنى ياغريب...
سيبنى ...لكن غريب برضو مسيطر عليه ...ومره وحده نادر قدر يحرر ايده من غريب وكورها وضرب غريب بونيه فوشه وهو لسه بيصرخ فيه ...بقولك سيبنى سيبنااااى .
غريب مداش اى رد فعل لضربة نادر الا انه رجع اخده فحضنه من تانى وشدد عليه وهنا نادر مستحملش واطلق العنان لصوته ودموعه مع بعض وهو بيتكلم بهستيريا...
جواهر دى بتاعتى انا ياغريب ...انا بحبها من اول يوم شفتها فيه ...
جواهر محدش بيحبها ادى ...انا اولى بيها ...دى جوهرتى انا اللى فضلت سنين بحافظ عليها لنفسي حتى من نفسى ...انا عاوز جواهر ياغريب ...
روح قولهم دى بتاعت نادر سيبوهالو حرام عليكم .
غريب :فضلت حاضنه وهو متعصب وجسمه بيتهز فحضنى وضامم دماغه على كتفى لغاية ماحسيته هدى شويه ...بعدته عنى ومديت ايديا مسحت دموعه وقلتله:
انتا بتحب جواهر اد ايه ..
نادر :لدرجه مش هلاقى كلام يوصفها.
غريب :طب انا اعرف ان اللى بيحب للدرجه دى بيعمل اى حاجه عشان يشوف اللى بيحبه سعيد حتى لو سعادة حبيبه مع حد تانى وفبعده عنه.
نادر :ياغريب دا كلام افلام دا، وحوارات مسلسلات ...انتا لو حبيت زى انا مابحب جواهر كنت قدرت تفهم وتعرف انا حاسس بأيه ...
كنت حسيت بالنار اللى فقلبى وانا بتخيل انها هتكون لراجل غيرى،
وهيكونله كل الحقوق فيها وانا لا،
هيعيش معاها ،هياكل من ايديها ،
هياخدها كل يوم فحضنه، وشعرها يتفرد عليه ...هتخلفله عياله ...
هتبص فعنيه كل يوم وتقوله بحبك...
وهنا رجع جسمه لعصبيته الاولى واتهز وهو بيصرخ :
سيبنى ياغرييييييب سيبناااااااى
محدش هيقدر يحس بيااااااااا
وهنا جاله صوت ابوه اللى قدر ينسحب من وسط اللمه ويدور عليهم لغاية ماشافهم من بعيد جرى عليهم
ماهر :انا حاسس بيك يانادر ...حاسس بيك لانى عشت الم الفراق وقادر احس بالنار اللى فقلبك دلوقتى ..
نادر زعق فيه :لا مش حاسس عشان لو حاسس كنت قلت لقاسم جواهر بتاعت نادر وكنت جبتهالى انا ...ابنك.
ماهر :انتا ليه محسسنى ان جواهر دى جماد وملهاش رأي واى حد يقدر يمد ايده وياخدها ...
جواهر بنى ادمه وليها احاسيس ومشاعر زيك بالظبط ..ومن حقها تختار شريك حياتها بناء على ارتياحها للشخص دا ...
اسمعنى وصدقنى يانادر .....لما تهدى وتقعد تراجع نفسك هتشوف كل حاجه بصورة اوضح وهتلحق تخمد النار اللى حاسس بيها دلوقتى دى قبل ماتحرق روحك ..
قولى هترضى تعيش مع جواهر وانتا عارف ان قلبها وعقلها مع حد غيرك؟
طب بلاش دى ...لما تديها كل الاهتمام والحب اللى فقلبك ولما تستنى منها تردهولك ومتلاقيش منها اى مقابل هتحس وقتها بأيه؟
تعرف يانادر ...اللى ميشوفش الحب ليه فعين اللى بيحبه ...واللى ميشوفش صورته فعين حبيبه متلونه بلون السعاده وهو بيبصله ...
يبقى يبعد عنه ويدوس على قلبه وهو الكسبان
جايز تشوف كلامى دلوقتى ملوش لزوم او كلام بصبرك بيه وخلاص ...
لكن صدقنى هتكتشف صدق كل حرف قولتهولك دلوقتى مع الوقت ...الوقت لوحده هو اللى هيطيب جرحك ويداوى اثره...
خبط ماهر على كتف نادر وسابه هو وغريب ومشى ...
غريب :تعالا معايا هنخرج النهارده لوحدنا وهنقضى النهار مع بعض ...انا هنسيك جواهر وابو جواهر وعلى فكره لما تقرب منى هتكتشف انى انا كمان من جوايا جوهرة 😄
نادر ابتسم وراح مع غريب اللى اخده تحت دراعه ومشى بيه وهو بيكلمه ويهزر معاه لكن فنفس الوقت مش عارف من بعد النهارده تعامل نادر مع قاسم هيكون ازاى ؟
غريب ونادر طلعو بالعربيه وراحو على شقة ماهر القديمه وقضو اليوم هناك وطلبو اكل وغريب مسابش نادر وبقى يفتح معاه مواضيع عشان يقدر يخرجه من الحاله اللى هو فيها ...
لحد ماليل ليل وسمعو باب الشقه بيتفتح ودخل ماهر بدماغه :
كنت متاكد انكم هنا...ورجع بص بره واتكلم :تعالا ياقاسم اهم لابدين هنا هما الاتنين
غريب ونادر بصو لبعض .. دخل قاسم ...
قاسم :كده تسيبونى ادوخ عليكم من اللف وكمان قافلين تليفوناتكم انتو الاتنين؟! ...
انتو مش عارفين انى مقدرش استغنى عنكم ...
وكمان جابكم قلبكم تسيبونى فيوم زى دا ومسمعش من واحد فيكم كلمة مبروك ؟!
هى دى الاخوه!
ماهر بص لنادر :معلش اعذرهم غيرانين منك عشان خطبت واتخرجت فيوم واحد ...
قاسم بص لنادر وجه قعد جمبه :عينك حمره ليه يانادر مالك؟
نادر :كنت ببكى
قاسم بص لعمه ماهر وغريب اللى بصو لبعض وغريب بلع ريقه قاسم :ليه ياحبيبى كنت بتبكى ليه؟
نادر بهزار :عشان قلت لبابا يخطبلى زيك وهو مش راضى ...
وفجأه اتحول هزاره لبكا بصوت عالى وقاسم اخده فحضنه وبيبص للكل باستغراب ...
طب بس بس خلاص مكنتش اعرف انك غيار اوى كده
خلاص ياعم طالما عاوز تتجوز وبتبكى بكا انا هجوزك موده اختى خلاص.
نادر زقه وبعد عنه لكن قاسم رجعه تانى لحضنه :والله منتا قايل حاجه ولا تشكرنى انا اصلا مش هلاقى لاختى عريس احسن منك اششش بس خلاص اهدى .....
فجأه نادر وغريب بصو لبعض وانفجرو فالضحك مره وحده قاسم بصلهم وبص لعمه ماهر وقله ..
عمى هو حد فعيلتكم كان مريض كده ؟ يعنى دى ممكن تكون وراثه؟ ..
قولى اصل الهطل دا مرض خطير وممكن يبقى وراثه ...اصل لو كان كده اسيب جواهر من دلوقتى اصل هطل مع وسواس قهرى ممكن يتفاعلو ويطلعو حاجه جديده تطلع عين امى ...
نادر اول ماسمع اسم جواهر رجع يبكى بصوت من تانى ....
قاسم :يبنى بس خلاص ...والله هعيط معاك ...
طب لو مش عاوز موده خد ماجده وخلاص ،اهو كده كده عبسلام بقا كل يومين يدخل تشحيم وتزييت لركبه ومعدش نافع ..
خدها وابقى جوز امى بس والنبى متاخد العماره الحيله اللى بناكل منها احسن نتشرد ...اقولك حاجه احنا هنشتغل بوابين للعماره انا وعبسلام بس متزعلش .
نادر هنا ضحك وحضن قاسم واكتشف انه مينفعش يخسره حتى لو عشان خاطر جواهر ...
قاسم :والله انا ابتديت اتوجوس ؟
ماهر :تت ايه ؟
قاسم :اتوجوس ...يعنى اتوجس واتوغوش الاتنين سوا ...
ماهر :اممممم ودول بقا مع بعض اسمهم اتوجوس ؟
قاسم :ايوه دمج دمج ... وبعدها بص لنادر اللى ميت من الضحك ورجع زعق لماهر ..
سيبك من المعنى دلوقتى ورد على سؤالى ..بيعدى اللى عند نادر دا
طب ملقولهوش اسم المرض دا عشان ابحث عنه واستفسر واعرف راسى من رجلى ؟....
طب بصو هو اكيد مش هيطلع حد يعرفه فأنا هسميه وابقا مكتشف المرض واسمى يتكتب فالتاريخ
(هسميه مرض السخسخاط )
يعنى سخسخه وعياط ايه رأيكم حلو الاسم صح ؟!
وهنا التلاته نادر وماهر وغريب ماتو من الضحك وقاسم بينقل عينه بينهم وساكت ...
الكل سكت وبصوله وهو فاتح بوقه وزى مايكون منتظر حاجه تحصل وفعلا اكد احساسهم لما سألهم ...
هتبكو بعد كده صح ..يلا واحد اتنين تلاته عَيَااااط😂
الكل ضحك وماهر وغريب اطمنو لما اتاكدو ان غلاوة قاسم فقلب نادر اكبر من حبه لجواهر .
****************
ليل
عدى على موت ابوى وولدى النهارده حوالى ٩ شهور ...
النهارده بعنا آخر غنمه حدانا ...خدها مؤمن وزى كل مره باعها ولا شفنا منه ابيض ولا اسود بس فالح كل ليله يجيب الرضعه بتاعته ياخدها ويتخمد ...
له بس المرادى جوزى حبيبى مدخلش علينا بيده فاضيه ...دا دخل عليا بحاجه مكنتش افكر انه يجيبهالى ...
دخل عليا بمره وحاطط يده على كتفها ونافخ صدره وهو داخل ووقف فصحن الدار وقلها ...
ادخلى يابداره بيتك ومطرحك ...
بصلى انا وامى وبعدين بص للى واقفه جمبه وقال :
دى بدريه اخت حامد صاحبى ....
مرتى الجديده ...
حسيت بحاجه دبت على الارض ببص وراى لقيتها امى اللى كانت قاعده على حرف الدكه وجايبالها ميه فالطشت عشان اغسلها رجليها
وقعت فالطشت مغمى عليها ....
قلبتها شمال ويمين لقيتها قاطعه النفس صرخت بعلو صوتى ولميت الناس ..
الحريم شالوها معاى ووديناها على سريرها وعلى مافتشناها لقينا السر الالهى طلع ...
وسمعتهم بيقولولى البقيه فحياتك وانى اهنه متحملتش الكلمه دى وسقطت وسطيهم ومدريتش بروحى بعد اكده الا وانى شايفه امى قدامى متكفنه وجاهزه للدفن.
كرهت اللون الابيض عشان آخر حاجه عشوفها على حبايبى ...كرهت بيتنا اللى فسنه وحده كل صحابه الغاليين كلهم ...كرهت نفسى عشان انى بس الفاضله والكل سابونى وراححو ...والى كرهته اكتر من ديه كله ...مؤمن.
اللى سابنى وامى ميته على دراعى وخد عروسته ودخل الاوضه وسك عليهم الباب .
الحلقة 28 - الاخيرة
.
.
.
رواية / فرعون - ج1
بقلم /ريناد رينوو
انتظروا الجزء الثاني
🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴🔴⚫
الحلقة 28 - الاخيرة
.
.
.
جواهر
روحت البيت مع ماما وخالى وركب معانا قاسم، قعد جمبى فالعربيه من ورا ،
وطول الطريق فضل باصصلى ومبتسم، وانا طايره من السعاده ،وميته من الكسوف فنفس الوقت، لان دى اول مره قاسم يكون قريب منى اوى كده وحاسه ان نظراته بتخترقنى .
لكن كان فيه حاجه مخليه فرحتى مش كامله ...نادر ....
اللى لاحظت انسحابه اول ماقاسم اتكلم مع خالى ...
صحيح صُعُب عليا بس هعمل ايه دا اختيار قلبى، ودى حياتى ومستقبلى ولازم اكون مرتاحه لاختيارى ...
ولو هتكلم عن راحتى يبقى بتكلم عن قاسم ...
دعيت ربنا ان نادر يقدر يتخطى حبه ليا ويقدر ينسانى مع انى عارفه انه مش هيكون سهل عليه .
*********
ماهر
بعد مانادر هدى شويه وفك وضحك مع غريب وقاسم طلبت عشا لينا كلنا وقعدنا اتعشينا مع بعض ...
وانا قاعد وسطهم وشايف هزارهم وضحكهم وحبهم لبعض اتمنيت لو دياب كان معانا وطلبت من ربنا يهديه ويحب اخواته ويبقا موجود فاللمه الحلوه دى .
اتنهدت وكملت اكل وبعد ماخلصنا ..
قاسم :يلا بينا كفايه كده بقا ...
ماهر :لا احنا هنبات هنا عشان هنروح مشوار كلنا بكره ...
الكل سأل هيروحو فين لكن ماهر مجاوبهمش وقالهم خليها مفاجأه.
الكل دخل ينام ومابينهم فيه عيون مقدرتش تغفى من الفرحه وعيون تانيه مقدرتش تغفى من الحزن وفيه عيون اول ماتحطت الدماغ عالمخده سافرت فالنوم ...
الصبح الكل قام ولبسو ونزلو و جابو فطار و فطرو فالعربيه وبعدها ماهر فضل سايق بيهم مسافه طويله ..
غريب :يابابا قول بقا رايحين فين
ماهر :رايحين نزور مكان نفسك تزوره من سنين وانا كل مره بأجل عشان مكنتش عاوزك تتعب او قلبك يتأثر من الحزن .
غريب :مفهمتش
ماهر : رايحين نزور امك ياغريب ..
غريب بص لابوه بلهفه واترسمت ابتسامه على وشه وعنيه اتملت دموع بسرعه .
نادر طبطب على رجل غريب اللى من ناحيته وغريب حط ايده على ايد اخوه ...
قاسم طبطب على رجل غريب اللى من ناحيته هو كمان ..
غريب حط ايده على ايد قاسم وطبطب عليها ...
قاسم شد ايده وطبطب بيها على كتف غريب ...غريب حط ايده على ايد قاسم وطبطب عليه...قاسم رجع طبطب على رجل غريب ...
هنا غريب نتر ايد قاسم وزعقله :مخلاص ياعم انتا ..لكن لما بص لقاسم لقاه قافل بوقه وبوقه منفوخ وشكله هيرجع لانه مبيستحملش ركوب العربيات مده طويله ..
غريب :كيس بسرعه يانادر ...افتح الاوتوماتيك يابابا وافتح الشباك عربيتك هتدمر...
نادر اداله كيس من اللى كان فيه اكل وماهر فتح القزاز وقاسم بسرعه نزل طلع وسطه من الشباك واداها...
ماهر :الله يقرفك ياشيخ عالصبح ..
قاسم :غلطتك لو كنت قولتلى كنت قعدت مجتش معاكم وقريتلها الفاتحه وحتى كنت ختمتلها المصحف ولا اللى انا فيه دا ...ااااه يااانى حاسس ان وسطى اتقطم من الشباااك ..
بص لغريب ومسك ايده بأديه الاتنين ...كيس بسرعه وحياة ابوك بسرعه ...
غريب نتر ايده منه ...مفيش كياس تانى اطلع من الشباك ..
نادر :مش قااااادر هات اى حاجه بسرعه اقلع شرابك وهاته هموت يخرب بيووووتكم ...
وصلو بعد معاناه مع قاسم اللى وشه بقااصفر وساند دماغه عالكرسى ومغمض عنيه ...
ماهر ونادر وغريب نزلو من العربيه وقاسم مقدرش ينزل معاهم وفضل فالعربيه..
وهما داخلين شافو على باب القرافه عربيه صغيره حمره راكنه على جمب
ماهر دخل وماسك ايد غريب كأنه بيقويه لكنه فالحقيقه بيقوى نفسه بيه...
وصلو لقبر، غريب قرا على الشاهد بتاعه ...مدفن ال..الدمنهورى ...
قرب من القبر ومد ايده على القبر وهو بيترعش كأنه هيلمس امه اميره وكأنها هتحس بلمسته دى ...
غريب بصوت مخنوق من الدموع :
وحشتينى اوى ياامى ..انا غريب ابنك عرفتينى ؟
انا بقا اعرفك واعرف كل حاجه عنك ...وكان نفسى اجى ازورك من زمان اوى ...ياااه ياامى لو تعرفى اد ايه اتمنيت حضن منك ...
كنت بطلب من ربنا انك تجينى حتى فالمنام وتديهونى ...انا متأكد انك لو كنتى عايشه كنتى هتبقى احن ام فالدنيا ...
وهنا غريب قطع كلامه لما سمع صوت شهقه عاليه وخنقه من كتر البكا ولف لقى وحده ست ومعاها بنتين وولد صغير واقفين على جمب القبر اللى وراهم بالظبط والست منهاره من البكا والبنتين ساندينها ...
غريب سألها بصوت مخنوق هو كمان : انتى بتبكى بحرقه زيي هى الميته تبقى امك ..اصل محدش يزعل كدا الا على امه ...
لفت الست عليه وجاوبته :لا مش امى ...بنتى ..
فضلت باصاله وبتتامله بحنان وحب ورافعه حواجبها ودموعها مش مبطله نزول وهو اتعجب من رد فعلها دا
وهنا ماهر بصله وقله :
روح ياغريب احضنها وسكتها ...
صدقنى لما هتحضنها انتا هترتاح وهى كمان هترتاح ...
بصيتله ورفعت حواجبى من غرابة كلامه لكنه قطع استغرابى لما نادى عليها ....
مريم ..مش هتسلمى على غريب؟
هنا انا من الصدمه مبقتش عارف انطق
وهى اول مابابا قال كده بصتله عشان تتأكد ،ولما ابتسملها واتكى على عنيه جات عليا جرى زى الاعصار،
وحضنتنى ولانها يدوب كانت واصله عند صدرى وطيتلها واخدتها فحضنى انا كمان وهى فضلت تبوس فيا كأنها ام فرحانه برجوع ابنها..
مريم وهى بتتأمل غريب وبتمشى اديها على خده نزولا لدراعه :
ياحبيبي كبرت وبقيت راجل ملو هدومك .
اكيد اميره شايفاك وفرحانه بيك اووى .
غريب :انا اللى فرحان اوى بجيتى هنا وشوفتى لقبر ماما وليكى ياخالتى ...
مريم :بلاش خالتى دى قولى ياماما ياغريب ...
انا لو مكنش ابوك اخدك منى كنت انا اللى ربيتك وكان زمانك بتقولى ياماما زى ماكنا متفقين انا واميره...
غريب ..حاضر ياماما.
مريم ابتسمت ومسحت دموعها وبصت وراها وندهت :
اميره ..فريده ..حسام تعالو سلمو على غريب...
ماهر اول ماسمع اسم اميره انتبهت كل حواسه ،وبص على البنات ونقل عنيه مابينهم وهو بيدور على اللى شايله اسم حبيبته ،
لعلها تكون شايله بعض ملامحها اللى وحشته لحد الجنون لكن للاسف ملقاش فوحده فيهم ولا حاجه من اميرته...
قربو بنتين وحده حوالى فال٢٠ والتانيه حوالى ف١٦ او ١٥ والولد يطلع ٧ او ٨ سنين وسلمو على غريب وبعدها سلمو على ماهر ونادر بمنتهى الزوق والرقه ...
نادر مش عارف ليه ركز مع اميره لدرجة انها لاحظت نظراته ليها وخدودها مره وحده اتحولو للون الاحمر بالظبط زى ماكان بيحصل مع حبيبته جواهر لما كانت تتكسف ...
ابتسم نادر ونزل عنيه للارض
بعدها وقفو كلهم على قبر اميره مع بعض وقرولها الفاتحه وكل اللى فقلبه ليها كلام قالهولها بينه وبين نفسه وهو متأكد انها اكيد سامعاه وحساه...
ماهر :يلا ياجماعه كفايه كده عشان ورانا طريق طويل ..
الكل ابتدا ينسحب وهو بيبص وراه لاميره كأنه بيودعها ولما بعدو كام خطوه ماهر وقف وبص للقبر ...
غريب حط ايده على كتف ابوه ..
ماهر :روحو انتو وسيبونى وهاجى وراكم علطول ...
غريب وقف متردد لكنه اتحرك اول مامريم مسكت ايده وهزيتله دماغها بمعنى خليه براحته واخدته وطلعو كلهم من القرافه.
مريم اخدت غريب من ايده وراحت بيه على العربيه الحمره الصغيره اللى شافوها اول ماوصلو وراحت على الراجل اللى قاعد فكرسى السواق .
بصتله وبصت لغريبوقالتله: غريب ابن اميره ياراضى .
نزل الراجل واخدنى بالحضن وسلم عليا كأنه يعرفنى من زمان وانا واقف مستغرب ...
راضى :متستغربش انتا متعرفش مريم بتتكلم عنك وعن مامتك اميره كام مره فاليوم ...احنا كلنا عارفينك كبير وصغير ونفسنا نشوفك من زمان ..
غريب بص لمريم اللى شابكه اديها فبعض قدام وشها وباصاله بحب وعيون مدمعه.
شويه وشافو ماهر خرج وعنيه حمره دم من البكا ومنتهى ....
جرى عليه غريب ونادر وسندوه ووقفو قصاد مريم ...
مريم :شكرا ياماهر ...شكرا بالنيابه عنى وعن اميره ...شكرا لانك وفيت بوعدك وحافظت على غريب وحميته من مصير مجهول ومتخلتش عنه.
ماهر اتكلم بصوت مخنوق وهو باصص لغريب ....دا ابنى يامريم..
مريم :طيب يدوب احنا نلحق عشان قدامنا سفر ويدوب نلحق نوصل ...
ماهر :لا تلحقو ايه وسفر مين انتو ضيوفى وضيوف غريب كام يوم ..حتى عشان تشبعى من غريب ...اللى يشوف فرحتك لما كلمتك ميشوفكيش وانتى متسربعه على المشى كده...
مريم :معلش عشان ظروف شغلى وشغل راضى مش هينفع نستنى
بصت لغريب ....بس لازم توعدنى ياغريب انك هتيجى تزورنى كل ماتسمحلك الظروف ....متحرمنيش منك ياحبيبى ..
غريب:حاضر ياامى .
مريم ادى رقمك لاميره عشان ابقا اكلمك اطمن عليك..
غريب ملى الرقم لاميره وهى حفظته فتليفونها..
ماهر :طب عالاقل النهارده فيه حفله فالبيت عندنا بمناسبة تخرج غريب ..الملازم غريب ..ممكن تحضروها وتحتفلو معانا بنجاحه وبعدها براحتكم ...
مريم وراضى بصو لبعض وهما الاتنين بصو للبنات لقوهم باصينلهم ومديقين عنيهم بترجى وعاملين نظرة الجرو ...اميره بصت لماهر وهزت راسها بالموافقه وبعدها بصت لراضى جوزها اللى ابتسملها بتأييد ... اميره واولادها ركبو عربيتهم
ماهر وغريب ونادر هما كمان راحو على العربيه بتاعتهم ولقو قاسم نايم حمدو ربنا واتحركو بالعربيه وهما حريصين انه محدش يصحيه ..
غريب بصوت واطى :بس مقولتليش ايه المفاجأة الحلوه دى ..وعرفت توصل لمريم ازاى؟
ماهر بنفس نبرة الصوت الواطى ...
وسائل التواصل الاجتماعى ياحبيبي .
بعد مادورت على مريم كتير لغاية مايئست نسيت الموضوع وخلاص لكن فيوم فالشركه سمعت اتنين موظفين بيتكلمو عن تطبيق اسمه فيس بوك مفيد جدا فالتعارف وتكوين صداقات لكنهم برضو ذكرو انه مفيد كمان ان اى حاد تاه منه ابن او قريب يقدر يلاقيه من خلال التطبيق ده ...
جبت سكرتيرتى وشرحتلها انى عاوز الاقى وحده مش عارف اوصلها من سنين ، قالتلى ان دا سهل لو اعرف اسمها بالكامل والاسهل لو عندى ليها صوره ...
كان فيه صوره فحاجات اميره اللى جبتها بعد ماتوفت كانت هى ومريم فيها ...قصيت صورة مريم ووديتها للسكرتيره وهى نشرت الصوره مع الاسم فكذا جروب وسألت لو حد يعرفها ...
الاستاذه بقا طلعت اشهر من نار على علم والف مين يعرفها والكل بلا استثناء اتمنو انها تكون مطلوبه من قِبل البوليس وتتسجن ....
الظاهر كده ان محدش فمحيطها سلم من لسانها اللى بيضرب قذائف ..
بس قدرت اعرف انها متجوزه وعايشه مع جوزها فبلده فالاسماعيليه وعرفت اميل بنتها عالفيس ودخلت كلمتها وطلبت منها انى اكلم مريم وفعلا كلمتها وعرفت منها انها اتجوزت بعد ما اخدتك وقلتلها انها مش هينفع تشوفك او تشوفها تانى عشان هتبتدى تسألنى عنها وانا وقتها مكنش هعرف اجاوب على اى سؤال من النوع ده، وعرفت كمان انها مخلفه بنتين وولد وفرحت فرحة العيد لما طلبت منها انها تقابلنى عند قبر اميره وانى هخليها تشوفك ...
وماصدقت وزى ماشفتو جيت لقيتها جايه قبلنا واديك شفت فرحتها بيك بعنيك....
على فكره اسم الفيس بتاعى ماهر الدمنهورى ابقو اعملو حسابات وابعتولى ادد وانا هقبله ..
غريب :بجد دى احلى هديه واجمل مفاجأه ....تصدق انها لما حضنتنى حسيت بأنى بحضن امى فعلا.
ماهر :صدقنى انا ندمت ندم السنين بعد مااخدتك من مريم وحرمتك من حضنها وحنانها وخصوصا وانا شايفك محروم من حنان الام و مريم الوحيده فالدنيا اللى كانت هتديهولك من غير حساب ..
نادر :على فكره كل حياة البنى آدم بتبقى مرسوماله من اول مايتولد يعنى هيعيش فين ومع مين وازاى كل دى حجات مش بأدين حد اللى فأيد الانسان والمخير فيه هو اختياره لنمط حياته وقربه او بعده عن ربنا....
ماهر بص لنادر فالمرايه :
طب والحب يانادر ياترى هو كمان مكتوب ....
نادر هنا فهم ابوه بيرمى لايه وابتسمله وقله :
اكيد مكتوب ولازم نرضى بالمكتوب حتى لو هنتعب ...ولا حضرتك مش ملاحظ الرضى بالمكتوب من اللى حواليك يابابا ...
ماهر :لا ملاحظ وفرحان اوى وانا شايف اللى حواليا وسعيد بقناعة الرضى اللى عندهم ...
نادر ابتسم وماهر كمان وشاركهم الابتسامه غريب اللى بص من الشباك وغمض عنيه وهو حاسس براحه عجيبه ومستمتع بالهوا وهو بيداعب وشه ويحضن ملامحه...
الكل وصلو الفيلا ونزلو وجميله استقبلتهم استقبال حار ورحبت بيهم
مريم حبت جميله اللى من اول ماقابلتها وبتتكلم معاها كأنها تعرفها
من زمان مش اول مره تشوفها...
دخلت مريم مع جميله المطبخ تساعدها وسابت البنات مع جواهر
وراضى قعد مع ماهر ...
قاسم ونادر وغريب طلعو اوضة نادر وقعدو فيها وقاسم كل مايصحوه ينام تانى ...
جواهر شافت قاسم نازل من العربيه والتعب واضح عليه كانت هتتجنن ولما طلع نفسها تروحله وتطمن عليه لكن مش قادره تسيب بنات مريم لوحدهم ...
سميه واقفه على السلم من فوق وباصه على الفيلا اللى اتحولت فنظرها لسيرك ضامم كل المخلوقات.
نفخت بغيظ وغضب ودخلت اوضتها ورزعت الباب وراها ومسكت التليفون وحاولت تتصل بحليفها الوحيد دياب لكنها رمته على السرير لما ملقتش منه اى رد ....
***********
ليل
واقفه على قبر فالقرافه بهدومها السوده وشاده دماغها بربطه وحاضنه القبر وبتتكلم :
كيفك ياحبيبي ياسند ...اكيد فرحان ياحبة قلبى ...ستك وسيدك هما الاتنين حداك ...اكيد واخدين بالهم منك زين ...وهو يعنى حداهم مين اعز منك ...دول متحملوش غيابك وجم وراك طوالى ...
متفكرش انى مش عحبك عشان مجتلكش انى كمان ...انا نفسى اجيلكم وانام معاكم بس ربنا لسه مرادش ...
كيفك ياطاهر ...فرحان تلقاك بسند انتا وناسى ليل خالص ...وانتى ياجنه ياللى مقدرتيش تبعدى عن طاهر شويه وتستنى معاى ..
نامو وارتاحو ..اوعو تقلقو علي انى بخير ...متزعليش يامه عشان مؤمن اتجوز ...دا من ساعة ماتجوز وهو بقى زين معاى قوى ...دنى حتى عقول ياريته كان اتجوز من زمان.
نامو واطمنو وفسحولى مكان جمبكم عشان لما اجيلكم انام فيه ...مع السلامه يا اغلى الحبايب وكل الحبايب...
رجعت عالبيت واول مافتحت الباب :
بدريه :ايه ياوش القرد كنتى فين عتتسحبى كيف الحيايه من غير حس وتطلعى ليه ؟
مش وراكى خدمه فالدار سايبه خدمتك وغايره على فين من النجمه اكده ...
ليل :...........
بدريه وكمان معتروديش يبت الكلب ...ايه مش مالييه عينك ولا ايه ..
ليل :انى هى قالت بت الكلب وفطيت عليها جبتها من شعرها ونزلت فيها ضرب بكل حيلى وكل قهر الايام اللى فاتت ...
مؤمن طلع من الاوضه بالفنله واللباس على صوت الصريخ شال ليل من فوق بدريه ورماها بعيد وقعها وقوم بدريه من على الارض ...
ليل :عتمد يدك على وتشوحنى كيف الكرنيفه عشان خاطرها يامؤمن ؟!
مؤمن :واكسر راسك واسلخ جلدك وافرشهولها تدوس عليه؟
ليل :للدرجادى !
مؤمن:ايوه للدرجادى ونص واذا كان عاجبك ...مش عاجبك غورى فداهيه تاخدك ..
ليل :مين اللى يغور ...دا بيتى وانتو التنين اللى تغورو منيه وتطلعو ..
مؤمن :له ياحلوه دا بيتى ...وسبق وقلتلك الف مره ان ابوكى كتبهولى هو والقيراطين لما تميتى ١٨ سنه عشان ارضى اكتب عليكى رسمى ...
ليل :اكبر غلطه عملها الله يرحمه يوم ماامنلك ودخلك بيتنا ..وتانى غلطه لما امنلك برضو وكتبلك اللى وراه واللى قدامه بعد ماخلفتلك سند وفكر انك خلاص بقيت واحد مننا وحاجتنا حاجتك ومفيش فرق ...
مؤمن :غلط مغلطش اهو اللى حصل عاد ...عاوزه تقعدى يابت الناس يبقى تقفلى خشمك وتخدمى بلقمتك والقراط تزرعيه كيف منتى برضك ...مش عاوزه خدى ورقتك فيدك وورينى عرض كتافك ...
ليل :مادى آخرة المعروف .
مؤمن :معروف ايه يابت المحروق انتى ...لو كان حد عيميل معروف يبقى انى ..انى اللى اتجوزت وحده محدش يحمل يبص فوشها ...انى اللى جبرت نفسى اقرب منك وانى الموت ساعتها كان اهون حداى من قربك ...ولو عالبيت والقيراطين صدقينى قليلين قوى على قربى ليكى مره وحده ...
وانى قربت منك ٣ مرات ... يعنى تقعدى تخدمينى بحقهم وتخدمى مرتى الباقى من عمرك ...
واوعاكى فيوم تعملى راسك براسها ولا تحسبى ان ليكى حق فيا زييها دى ستك وتاج راسك ...
دانى مشفتش حريم غير لما اتجوزتها ..فهمتى ولا ازود عشان تفهمى زين ...
ليل : ومين اللى هيدور على حق فيك ولا باطل ...اوعاك تفكر انى هموت على قربك ولا متعذبه فبعادك ....له ياحبة عينى ...عاوزاك تتوكد زين ان كد منتا كاره قربى ...انى بطنى عتتقلب لما ابص عليك ...صدقنى انى مش طايقه ابص فوشك ....
مؤمن :زيييين قوى ديه اسبتى على اكده ...اوعى تحبينى ولا تطيقينى ...وزى ماقولتلك تخدمى تقعدى.. متخدميش تلمى هلهولتينك وورقتك اديهالك فيدك وطريقك زراعى ....
حط يده على كتف مرته وهى حضنته من وسطه ودخلت معاه الاوضه وهى بتدلع قدام عنيا وتتقصع وتطرقع فاللبانه اللى بتمضغ فيها ...
قمت مسحت دموعى وانى مش حازز فنفسى غير شتيمتهم لابوى اللى عمره محد جاب سيرته بكلمه عفشه ياجو الواطيين دول يحرقو ويلعنو فيه .....
مسكت السباطه وقعدت اكنس فالبيت وانى سامعه ضحكهم بودنى ودلعها عليه ودلعه ليها ...سمعاه وهو بيترجاها عشان تقرب منيه ...
سامعه كل كلامهم لبعض وبدريه تعلى فحسها وهى متقصده انى اسمع كل كلمه بتقولها وهى متقصده تحرقنى ....
بس مش الحته دى اللى كانت بتحرقنى اللى كان عيحرقنى صوح بصة مؤمن ليها وتركيزه مع كل كلمه طالعه من حلقها ...اللى حرقنى صوح انه حبها ...حتى لو مش هاممنى ومش عاوزاه بس برضو اتوجعت منه ...الوحده تتحمل الاهانه والزل من اى حد فالدنيا الاجوزها
اهانته ليها عتجرح الروح .....
كملت شغل البيت وخدت الطوريه وطلعت اعزق فالقيراطين ولقيت حامد اخو بدريه واقف فالقيراطين وعمال يقيس فيهم ...
جريت ناحيته ووقفت قصاده وقولتله :
عتعمل ايه حداك وعتقيس فالارض بتاع ايه؟
حامد :وانتى مالك ومال الارض ...ليكى فيها ايه انتى ...القيراطين دول قراط بتاعى كتبهولى مؤمن عشان اجوزه اختى والقراط التانى كتبه لاختى مهرها
اصلها حلوه وغاليه ولازمن يدفع فيها غالى عشان يبقى ليها قيمه حداه
ولا فكرك هديهالو ببلاش واديه فوقها ارض وبيت ؟ عاملاها ليل ياك!
انى خدت بعضى ومشيت من قدامه بس مروحتش على البيت ...روحت حدا الساقيه وقعدت وبكيت لما حسيت دموعى نشفو من كتر مابكيت ...خدت بعضى وقمت لما تعبت حودت عالارض خدت قلب خص وروحت كلته واتسدحت عالسرير والفكر خدنى كالعاده ....
مؤمن مرضيش يخلينى اقعد فاوضة ابوى وامى وهو ياخد اوضتى يقعد فيها بمرته ....
خدها عشان كبيره ورمالى كل حاجتهم وبقى ينام هو مكان ابوى وبدريه تنام مكان امى ....دى حتى خلجات امى الحلوين خدتهم وبقت تلبسهم وتمشى تتقصع بيهم قدامى
تخيلو لما اكتر وحده عتكرهييهه تلبس خلجات اكتر وحده عتحبيها ..
سبتهم وقعدت وبقيتلهم خدامه بلقمتى ...بس هى فين لقمتى دى ..دول عيدونى اللى يفضل من بعد وكلهم ...
بس الغريبه ان المكفى اتعدل وبقا يشتغل وخف الشرب وحاله اتعدل على يد بدريه هبابه ...مش قولتلكم حبها .
**********
الحفله ابتدت والكل متجمع وفرحان وغريب اكتر واحد فرحان وهو محط اهتمام وحب الكل ...
ابوه وعمته ومريم وناديه وداده سميره ...
وقاسم كمان فرحان وطول الوقت مسابش جواهر ...
موده كل ماتسلم على حد تطلع كحول وتعقم اديها ...
محمود واحمد كل واحد واخد مراته على جمب ونازلين حب فبعض كانهم عرسان جداد
ماجده وجميله مع بعض ...ناديه واميره ومريم مع بعض ...مفيش غير نادر بس اللى قاعد بعيد وبيبص للكل لكن عنيه كل شويه تروح على اميره وابتدى يقارن بينها وبين جواهر والمقارنه كانت لصالح اميره من حيث الشكل ....
اتنهد وحاول يدى لنفسه فرصه وراح عليها وابتدا يفتح معاها احاديث ..
اميره كمان ارتاحتله اوى واتكلمت معاه باريحيه لماحست كانها تعرفه من زمان ...
ماهر شايف معاناة موده مع التعقيم وراح وقف جمبها ...
ماهر :شيئ مرهق لكنه فالاخر بيطمن
موده وهى مشغوله بتفحص الارض تحت رجلها وبتبص حواليها وهى بترفع نضارتها بصباعها :هو ايه .
ماهر :التعقيم والحرص والخوف ..
موده :فعلا متعب جدا ...وخصوصا لما متلاقيش من اللى حواليك اى دعم او تشجيع لاى مجهود بتقوم بيه عشان تحاول تحافظ عليهم ...
ماهر :وياترى انتى هدفك المحافظه عليهم فالمقام الاول ولا انتى مدخلاهم برنامج تعقيم عشان تضمنى ان محيطك انتى يفضل نضيف؟
موده :هتفرق ؟
ماهر :جدااا ....اصلك لو خايفه عليهم فخوفك دا ممكن يخنقهم ولو بتحبيهم هتسبيهم يختارو نمط حياتهم ...
انما لو بتحافظى على محيطك انتى فبكده هما ميملكوش حق الاعتراض ...ميملكوش الا حق البعد عن محيطك ودا بالظبط اللى حصل مع قاسم ...
موده رفعت نضارتها بتأثر :يعنى انا سبب فبعد اخواتى عن البيت؟ هما دايما بيقولولى تعبنا منك و عاوزين نبعد بس انا بفتكره هزار وعمرى ماأخدت الموضوع جد ....بس انا والله بحبهم واللى بعمله دا غصب عنى انا بخاف اعمل ايه ...
ماهر : طب هديكى مثال ..انامثلا باكل من بره وباكل من اى حته وبروح اى مكان وبعمل تشيك اب كل سنه والحمد لله صحتى زى الفل ومعدنيش اى حاجه ...ومتقوليش حجتك الواهيه اللى بتقوليها للكل ان فيه امراض بتظهر بعدين لانى دا نمط حياتى من زمان اوى ...
موده بلعبكه وهى بتعدل نضارتها :وان انتا عرفت كل الحجات دى كلها عنى منين؟
ماهر :قاسم مش بيبطل كلام عنك دايما وصدقينى هو زعلان عشانك اوى ..
موده بصت بعيد وهى بتهز فرجلها بتوتر وبتعدل فنضارتها وماهر فهم انها مش عاوزه تتكلم تانى معاه واستاذن وبعد عنها وهو زعلان عليها لانه كان يتمنى يساعدها تتغلب على مرضها ده.
**********
جواهر
امبارح كان احلى يوم فحياتى ...اليوم اللى اتخرج فيه حبيبي قاسم وهو كمان نفس اليوم اللى خطبنى فيه من خالى ....
انا يوم ميلادى مش هو اليوم اللى اتولدت فيه ....لا يوم ميلادى حسيته كان امبارح ...فرحتى بقاسم تعادل الف فرحه ..
النهادرده كانت الحفله وحبيبي كان تعبان بس برغم كده ضحكته مفارقتش وشه وعنيه طول الوقت عليا ...بصراحه بحبه وهو بيبصلى ومحاوطنى بعنيه ...بحس انه طول ماهو شايفنى انا متحاوطه بحاجز امان من كل الدنيا ....
فالكليه عملت حاجه عن اقتناع و فرحت بيها جدا ...
كان فيه مجموعة بنات بيتكلمو عن جمعيه خيريه متبنيه حمله اسمها (معا للحفاظ على طفوله سويه )
عرفت منهم ان هدف الجمعيه هى توعية الاسرة لواجباتها نحية الطفل
وتوعية الطفل لحقوقه وواجباته
احد اهدفها منع العنف الاسرى على الاطفال
ومنع او الحد كمان من استغلال الاطفال لتحقيق مكاسب
والهدف الاقوى والاهم فنظرى من بين كل اهداف الجمعيه هو انها بتوعى البنات والامهات للتحرش اللى ممكن تتعرضله الطفله من المحيطين بيها
وتشجيع الطفل على الدفاع عن نفسه قدام النوع دا من الاعتداء .
اتطوعت فيها واخترت مهمتى فالتوعيه للتحرش لان النظام كان كل مجموعه يتبنو مشكله من مشاكل الطفوله ويعملو كتيم او فريق واحد للدفاع عن القضيه ...
كنا ٥ بنات وكانت مهمتنا هى اننا نلف على المدارس وندخل الفصول ونوعى الاطفال على المشكله ونعرفهم ان حل المشكله هو الكلام وطلب المساعده من الكبار مش السكوت والخوف ابدااا....
اتعرفت الجمعيه واهدافها وبقت تجيلنا طلبات اننا نسافر بلاد تانيه وبالاخص فوجه قبلى فالصعيد وننشر فيها الوعى ونعرض عليهم المشاكل وحلها ونعمل ندوات للامهات ونوعيهم ونرشدهم لطرق الحفاظ على اولادهم وكل دا في سبيل ..
(معا للحفاظ على طفوله سويه)
طبعا امى عارضت الموضوع دا نهائى لكن مع شوية زن متواصل وتدخل من حبيبي اللى رحب بالفكره جدا وشجعنى عليها وافقت بس مش عن اقتناع كامل ...
كلمونى فيوم عشان جاتلنا دعوه لبلد وكانو مستعجلين لان وحده من البنات كان وراها سفر ومسافة مالبست كانت العربيه وصلت لباب الفيلا ...
ركبت العربيه وسلمت على البنات واول ما ركبت العربيه اتصلت بقاسم واخدنا الكلام ونسيت اسأل على اسم البلد اللى رايحينها وبعد ماقفلت مع قاسم سندت دماغى على الكرسى ورحت فالنوم ...
معرفش نمت اد ايه لكن فتحت عنيا على ايد وحده من الزميلات بتهزنى وتقولى قومي كفايه نوم رفعت دماغى وانا حاسه رقابتى اتحنطت من كتر ما نمت وانا قاعده ..
اول حاجه بصيت لبره وبعدين طلعت الموبايل واكتشفت انى بقالى اكتر من ٣ ساعات نايمه ، ولقيت ١٠ رنات من قاسم ...
ابتسمت وانا بحاول انى ارن عليه لكنى لغيت لما بصيت من شباك العربيه وشفت المكان اللى احنا فيه
كنا على اول طريق بلدنا
تمت بحمد الله