
الفصل الثالث والثلاثون
بقلم ريناد يوسف
ماشى فالممر وريام ماسكه دراعه ..فتحتله الباب ودخلته وطلعته على السرير ...اصوات طاقم التمريض ..صوت الدكتور وهو بيدي اوامر مش مفهومه للكل ..صوت طقطقه حواليه ...هى دى آخر حاجه فاكرها قبل ماياخد حقنة التخدير واهو دلوقتى بيرجع لوعيه ...
ايوه غريب عمل العمليه ..
قعد على السرير و بيتحسس الشاش اللى على عنيه ، حاسس بنفس معاه فالاوضه بس مش عارف مين
غريب :مين اللى هنا
ريام :مرحبا عكيفك دئيئه وحده ..وجريت عليه وعدلتله المخده وراه وخلته اتكى عليها ..حمداله عسلامتك يابطل
غريب : الله يسلمك ..هو الدكتور امتا هيشيل الشاش دا
ريام :كتيير مستعجل انت، روء شوى عموما مابيطول بعد شى اسبوع عشر ايام هيكى مو اكتر
غريب :كتير اوى
ريام :بيفوتو متل الهوا مابتحس فيهم
غريب :متهيألك ..انا الثانيه بحس بيها ...قوليلى بقا انتى هنا من الصبح بتعملى ايه موراكيش شغل
ريام :لا اليوم اوف انا ..وبما انى وحيده هون قلت بضل معك واتضحك عليك
غريب :تضحكى عليا ليه ..لأ اوعى تقولى خترفت فالبنج ..قوليلى قولت ايه ..
ريام :مانى محتاجه احكى ..هاك ..
وفتحت التليفون على تسجل صوتى وعلته وسمعتهوله
غريب :ليل ..ليل متسيبينيش تعالى معايا ..ليل انا بحبك اوى ..ليل عاوز اشم شعرك ...احضنينى ياليل انا تعبان ...ليل انا جعان وقاسم اكل الاكل كله منى ..
غريب ابتسم وحط ايده على جبينه بأحراج ...خلاص اطفى كفايه فضايح ...وانتى بقا عجبك الوضع وبايته طول الليل تسمعى .
ريام :صراحه اي اتسليت كتير ههههه
غريب :هما بابا وماما مشيو
ريام :عذبونى لحتى اقتنعو انهم يرجعو الاوتيل يرتاحو ويرجعو اليوم ..وبالذات الماما الله يحفظها الك ماكان بدها تتحرك الا بعد ماتفوق وتطمن عليك بالاول ..
غريب ابتسم :طيب ودلوقتى هتفطرونا فالمستشفى بتاعتكم دى ولا ايه الواحد حاسس انه له سنه مأكلش .
ريام : احلى بريك فاست حالا راح ييجى لعندك ...وراح افطر معك اذا مابدايئك ..
غريب :لا مفيش مدايقه ولا حاجه انتى تنورينى ..
خرجت ريام وبمجرد ماخرجت غريب طلع التليفون واتصل على ليل
رن الجرس رنه وحده وجاله صوتها ملهوف وتعبان ..ايوه ياحبة القلب والروح ..كيفك دلوك ياقلب ليل
غريب بفرحه : انا كويس اوى ..عملت العمليه ياليل ..كلها كام يوم وهشيل الشاش وهرجع اشوف
ليل :ربنا يتمم شفاك على خير ياغريب قلبي ...
غريب :ليل اكلتى
ليل بصت حواليها وعلى نفس قعدتها من امبارح وردت عليه ...كلت وشربت وزى الفل ..متشغلش بالك بيا وقولى انتا فطرت ؟
غريب :ريام راحت تجيبلى الفطار
ليل :عتتعب معاك قوى ريام دى والله
غريب :منا مفهمك قبل كده ان دا شغلها انها تهتم بالمرضى
ليل :بس انى متأكده انها مش عتهتم بكل المرضى كيف معتهتم بيك انتا بالزات .
غريب بأبتسامه :بتغيري ؟
ليل سكتت ومردتش
غريب :متخافيش غريبك مفيش فقلبه وعقله وروحه غيرك ..ومش ممكن اى ست تانيه تحرك شعره منه مهما كانت ..غريب ملكيه خاصه لليل وبس ..
ليل :اصبر بس وابقى قولى الكلام ديه بعد ماترجع وتطل فوشى ..قولهولى وانتا عينك فعينى ..
غريب لسه هيتكلم لكن الاتصال انقطع ..حاول يرن مره تانيه اداه مغلق ...رمى التليفون جمبه واتكى على المخده بتعب وهو بياخد نفس قوي وطلعه على فترات .
دقايق ودخلت ريام شايله صينية الفطار وحطتها على السرير جمب غريب وقعدت جمبه وابتدت تاكل وتأكله بايدها وسط اعتراضه والحاحه انه ياكل لوحده لكنها رفضت الا انه ياكل من ايدها وهو استسلم قدام اصرارها دا وطول ماهو بياكل من ايد ريام ميعرفش ليه جواه احساس انه بيخون ليل والاحساس دا مدايقه جدا ..
ماكلش غير يادوب كام لقمه وقال لريام شبعت وهى مرضيتش تغصب عليه .
اما عند ليل شالت التليفون من على ودنها وشافته طفى شحن ضربت جبينها بايدها بعد ماانتبهت انها نسيت تجيب الشاحن معاها ...قامت وخرجت من البيت وفضلت ماشيه فالبلد تشوف حد فاتح تشترى شاحن للتليفون واى حاجه تاكلها .
لفت شويه فالبلد واشترت اللى عاوزاه وستات البلد اللى شافوها سلمو عليها والف سؤال وسؤال سئلوهولها وهى حاولت تتهرب على اد ماتقدر لغاية ماتعبت ..
طبعا عرفت من ستات البلد عن مؤمن واللى جراله من صاحبه حامد، وارتاحت لما اتأكدت انه داق من نفس الكاس اللى سقهولها ...
متعرفش ارتياحها دا شماته ولا فرحه بعدالة ربنا واستجابته لشكوتها ليه من ظلم مؤمن، بس اللى تعرفه انها مرتاحه .. مرتاحه قوى ...واللى برد قلبها اكتر لما عرفت ان بدريه دلوقتى عايشه خدامه تحت رجلين مرات اخوها بلقمتها ...بصت للسما وهى بتقول سبحانك ياربي ..صوح كما تدين تدان ...
رجعت على بيتها وهى بتجر فرجليها بخطوات بطيئه ورفعت دماغها وغمضت عنيها واتنهدت بتعب وهى شايفه عربية نادر واقفه قدام باب بيتها ونادر واقف ومسنود عليها ومش بس كده دا قاسم كمان قاعد جوا العربيه ...
راحت عليهم واول ماوصلت نادر بصلها بعتب وقاسم نزل من العربيه ولف عندها ...
قاسم :روحي ياليل يابعيده الهى يتعب قلبك زى ماتاعبه قلبي ومشحططانى وراكى ...
نادر بزعل :برضو كده ياليل ...يعنى دى عمايل ناس عاقله ؟ تقررى وتنفذى وتسافرى من غير ماتقولى لحد ولا تستنى رأى حد ؟ ثم ان دا وقت تسافرى فيه بذمتك !
ليل :الله يخليكم سيبونى فحالى ومحدش يحدتنى ولا يحاسبنى ..آنى اللى فيا مكفينى ..تعالو ادخلو وارتاحولكم هبابه وبعد اكده اتوكلو على طريقكم قبل الليل مايليل عليكم .
نادر :ايه الكلام دا ياليل! افهم من كده انك مش هترجعى معانا ؟
قاسم :دنا كنت اربطها فوق كبوت العربيه بحبل واخدها متكتفه لغاية هناك ..
هو انتى عاوزالى الاذيه يابنت الناس ولا ايه ؟ انتى عارفه ان غريب مشى يوصى فيا عليكى وامنى مليون امانه آخد بالى منك لغاية مايرجع ، وانتى عارفه انه اى حاجه تخصك غريب مش بيتساهل فيها ...
يعنى عاوزانى اول مايوصل ويسألنى عليكى اقوله ايه ؟ فالبلد قاعده لوحدها ومقدرتش امنعها ..دا كان يطير رقابتى ...
ليل :الله يخليكم متغصبو عليا ولا تحاولو حتى ..عشان انى ورحمة الغوالى مهرجع معاكم حتى لو على قطع راسى ..
نادر:وغريب ياليل ؟ انتى ليه انانيه اوى كده ! مفكرتيش فيه هيكون شعوره ايه لما يعرف انك سبتى شقتك وسافرتى وروحتى وجيتى من غير ماتاخدى رأيه ؟
قاسم : ولا جواهر اللى هتتجنن من امبارح عليكى وبعتتنى فنصاص الليالى اجيب المسكين دا من قفاه واصحيه من احلى نومه ونيجى على ملا وشنا ...
نادر :ولا عمتو جميله ولا اميره اللى من امبارح يتصلو عليكى وهما ميتين من الخوف لاتكون جرتلك حاجه ..ولا ناديه ..بصراحه موقفك غريب وتصرفاتك بقت اغرب ياليل !
ليل :انى قولت اللى حداى ومش هتكلم تانى ..وان كان على غريب محدش يقوله حاجه عن سفرى لحدت مايرجع وانى عتحدت معاه فالتلفون ومتعتلوش همه ..اما الباقيين فعارفين وفاهمين انى جيت اهنه ليه وخصوصى جواهر
قاسم :ياليل تعالى معانا ربنا يهديكى دا غريب كان اعمى ومقدرتش عليه وكان هيخنقنى عشانك اشحال وهو مفتح هيعمل فيا ايه ؟
ليل :له متخافش وهو مفتح هيحب على راسك عشان سبتنى امشى ومرجعتنيش ههه...يلا يلا تعالو افطورو معاى فول محوج وطعميه سخنه
قاسم : ياستى مش عايزين نطفح احنا يلا اتفضلى اركبى العربيه خلينا نمشى ورايا شغل وهتضيعو مستقبلى انتى وجوزك منكم للاه.
ليل ربعت ايديها وبصت بعيد باصرار على الرفض .
نادر حط ايده على كتف قاسم ...يلا بينا ياقاسم الظاهر مفيش فايده ...عموما ياليل انتى حره بس اللى عملتيه دا اكبر غلط ..ومحدش هيلوم غريب فاى تصرف هيتصرفه معاكى ..يلا بينا ياقاسم ...
اتحرك نادر وركب العربيه وقاسم فتح الباب وهيركب لكنه بص لليل بصه اخيره وهى كمان بصتله .
قاسم :روحى ياليل الهى يطلع عليكى ديب من الدره اللى حوالين بيتك بالليل وياكل دماغك الناشفه دى .
ركب العربيه قاسم وقفل الباب وطلعو بالعربيه بسرعه ومشيو مسافه وليل مراقباهم وفجأه وقفو ورجع نادر بضهر العربيه تانى ووقف قصاد ليل ونزل من العربيه ..
ليل باصاله باستغراب وهو حط ايده فجيبه وطلع فلوس ومسك ايدها وحطهم فيها بعنف ورجع للعربيه بسرعه من غير كلام وحتى مداش فرصه لليل انها تتكلم وترفض او توافق .
ليل فضلت مراقباهم وهما بيبعدو عن عنيها واتنهدت بغلب ودخلت البيت وطلعت الاكل وفضلت بصاله ومقدرتش تحط حاجه فبوقها ولا لقتلها نفس تاكل لقمه وحده حتى .
قامت بعد ماشالت الاكل وحطت التليفون على الشاحن ومسكت السباطه وابتدت تكنس وترش وتنضف فالبيت بكل حيلها وجهدها عشان تلهى نفسها شويه وتريح عقلها اللى قرب يتشل من كتر التفكير .
بعد ماخلصت قعدت و فتحت تليفونها اللى كان شحن وابتدت الرسايل والرنات اللى فاتت تجيلها اشعارات بالكوم من جميله وجواهر واميره وحتى مريم ..ومن وسط كل الاشعارات دى راحت على اشعارات غريب اللى لقته رانن عليها فوق الخمسين مره ..
ابتسمت وهى بتحضن اسمه اللى مكتوب على التليفون وقد ايه استغبت نفسها لما نسيت تجيب معاها اى حاجه من ريحته يمكن تكون آخر حاجه هتبقالها منه ..
شردت بخيالها فى ذكرياتها مع غريبها وفالايام الاخيره ليهم مع بعض ..افتكرت لهفتها عليه واستغلالها لكل لحظه ليهم مع بعض بقربها منه ومحاوطتها ليه ..ضمت ايديها وحضنت نفسها وهى بتتخيله فحضنها وغمضت وابتسمت بقلب بينبض بعنف وحنين وشوق عدى الحدود ..
قطع شرودها صوت التليفون ورنة جواهر اللى اول ماردت عليها شتمتها بشتايم اول مره تسمعها من جواهر فحياتها .
ليل :اتدبيتى ياك ياجواهر
جواهر :ادبيت واتجننت وفيوزاتى ضربو بسببك وسبب عمايلك ..عارفه ياليل انتى خساره فيكى ان حد يخاف عليكى لأن انتى اساسا مبتخافيش على نفسك ..
ليل انتى اغبى بنى آدمه على وش الارض تعرفي المعلومه دى...طيب بدال متغورى على البلد كنتى جيتى قعدتى عندى واديكى هتكونى بعيده عن كل حاجه ...نفسي افهم انتى مفيش اى كلام بيأثر فيكى خالص ؟ ..
دنتى حتى قاسم ونادر اللى جولك لحد عندك معملتيش لحد فيهم قيمه ولا رضيتى ترجعى ..انتى ايه يابنتى انتى ؟
ليل :خلصتى
جواهر وهى بتنهج :ايوه
ليل :طب مع السلامه واوبقى سلميلى على خالتى جميله وكل اللى عندك وطيبي خاطر قاسم ونادر بدال منى وقوليلهم ليل متقصدش تقل منيكم، وجيتكم على عينها وراسها انتو التنين
يلا اقفلي عشان تعبت من الكلام ...قالت جملتها وقفلت السكه ورمت التليفون جمبها، وقامت طلعت الفاس بتاع ابوها من وسط الكراكيب وراحت على الارض تعزق وتفلح فيها، ودموعها تنزل على الارض مع كل ضربة فاس ترويها .
************
غريب سمع صوت خطوات نسائيه رزينه بتقرب منه هو حافظها كويس ابتسم وهو بيلف وشه ناحية الصوت وهمس :ماما سميه
سميه قربت منه وسالته بلهفه :طمنى عليك عامل ايه دلوقتى ياحبيبي ..يارب ماتكون بتتألم
غريب :لا اطمنى ياماما انا كويس ومش بتألم ولا حاجه .
سميه :الحمد لله
ماهر :انا ابنى بطل واقوى من كل الم
غريب : انا قوى بوجودك حواليا يابابا وطول منتا فضهرى مفيش اى حاجه هتقدر تكسرنى فعلا ..
ماهر قرب من غريبه واخده فحضنه وباس جبينه بحب واخد وشه بين ايديه وهو بيتمنى اللحظه اللى هيتشال فيها الشاش من فوق عيونه تيجى باسرع وقت وترجع لغريب الحياه مره تانيه ..
ماهر وسميه قضو ساعتين مع غريب وبعدها روحو وسابوه وهو بمجرد مايلاقى نفسه لوحده بيمسك تليفونه وفورا يتصل على راحته النفسيه ليل
وزي كل مره يتكلم معاها بيحس بخنقتها وديقتها وفنفس الوقت بلهفتها وخوفها عليه ...
غريب خلص مكالمته مع ليل وكالعاده بعدها فضل شارد وحنينه ليها بيدوب قلبه كل يوم اضعاف اليوم اللى قبله ...
كلامها ،ضحكها، هزارها، حضنها، لمستها الحنونه، ريحة شعرها،عطر انفاسها ، نعومتها وهى متوسده صدره ونايمه عليه بكل راحه ..حضنها ليه ونومته فحضنها وسامع صوت دقات قلبها ...كل الحجات دى هى اللى بتصبره على كل اللى بيمر بيه .
**********
اميره بعد ماليل مشيت من الشقه فضلت قاعده فيها ونادر خلى ناديه وعمته جميله يروحو يقعدو معاها ومخلهاش تبات لوحدها فالشقه ابدا ..
طول النهار كانت بتقضيه معاهم لكن لما ييجى الليل وهما ينامو كانت تتسحب وتدخل اوضة ليل وغريب وتفتح دولاب غريب وتشوف هدومه وتشم ريحة برفانه وتنام على نفس السرير اللى كان بينام عليه ..
وطول الوقت بتسأل نفسها هى ازاى غفلت عن غريب بكل مميزاته ومخدتش بالها من كل الحجات الحلوه اللى فيه دى ؟
مع ان نادر مكانش ناقصه حاجه بس بمقارنته بغريب كان اقل من غريب بكتير فنظرها ...حست انها اتسرعت فحبها وغلطت فاختيارها وبناء على احساسها دا ابتدت تتهرب من نادر
***********
دقات قلوب تكاد تكون بتتضارب مع بعضها من شدتها ، توتر وقلق على خوف مسيطرين على كل الموجودين ،
انتفاضة قلب غريب والدكتور بيقرب ايده وبيبتدى يفك الشاش من على عنيه ...
ايوه النهارده اليوم اللى غريب هيعرف فيه نتيجة عمليته ...النهارده نتيجة اكبر امتحان مر بيه فحياته بعد اسبوع عدى على غريب كأنه سنين من الانتظار
خلاص آخر حاجه فالشاش شاله الدكتور وابتدا يشيل القطن من فوق عيون غريب ...
الدكتور ابتدا يتكلم وريام تترجم ..
ريام :فتح عيونك شوى شوى غريب
غريب ابتدا يفتح عيونه وريام ضمت ايديها قدام صدرها بحماس والكل واقف بترقب وحاطط ايده على قلبه .
غريب فتح وغمض كذا مره من النور القوى اللى كل مايفتح عيونه ميستحملهوش لكن شويه شويه ابتدا يفتح وشوف خيالات قدامه مطولش والخيالات دى ابتدت تتلون وتوضح...
قلبه رفرف وهو بيشوف ابوه ماهر ..وكمان امه سميه اللى واقفه جمبه وماسكه فأيد ماهر بخوف وقلق واضح جدا على ملامحها
كمان فيه بنوته جميله جدا واقفه جمبهم اكيد دى ريام ...بص للدكتور وبص للاوضه ..بص للشباك وللنور والسما اللى بره ...
ابتسم ودموعه نزلت وهو بيرجع بعنيه لابوه وسميه ..
غريب :لسه زى القمر زى مانتى ياماما
سميه صرخت بفرحه وجريت على غريب واخدته فحضنها ...فتحت ياحبيبي ...رجعلك نور عنيك ياغريبى .. انا دلوقتى بس هقدر انام وانا مرتاحه ..من النهارده مش هنام مخنوقه بدموعى زى كل يوم من احساسى بالذنب والندم ...الف حمد وشكر ليك يارب ...
اما ريام فاطول الوقت بتسقف بحماس وهى بتترجم للدكتور اللى بيقوله غريب ومامته والدكتور يضحك ومبسوط على فرحتهم
وسعيد بنجاح العمليه ..
اما ماهر فنزل فالارض وسجد لربنا من الفرحه وفضل يحمد ربنا ويشكر فضله وبعدها قام وقف وشلال دموع اتفتح من عنيه وهو باصص لعزيز قلبه و لو هيوصف حجم احساسه بالفرحه اد ايه فاللحظه دى هيعجز عن الوصف
قرب من غريب اللى فردله ايديه واخده فحضن رد الروح للاتنين .
ريام :حمد الله ع سلامتك مسيو غريب .
غريب :الله يسلمك ياريام ومتشكر ليكى اوى على تعبك معايا طول الفتره دى
ريام :العفو هاد شغلى ولو ...الدكتور كمان بيقولك حمدالله ع سلامتك
غريب :اشكريهولى جدا وقوليله انى ممنون لحضرته جدا جدا ...
ريام فورا ابتدت تترجم للدكتور اللى قاله غريب وشكلها زودت من عندها عشان اتكلمت كلام كتير الدكتور ابتسم بعده ابتسامة رضا وسلم على غريب وخرج ..
غريب :لحظه يادكتور ..من فضلك ياريام اسأليه انا هقدر ارجع مصر امته .
ريام سألت الدكتور وقاله انه يقدر يرجع النهارده لو حب بس هو بيفضل انه يستنى يومين الدكتور يطمن فيهم زياده على نجاح العمليه وعدم حدوث اى مضاعفات وريام ترجمتله كل دا ..بس فيه حجات هيقولهاله يمشى عليها فتره عشان يضمن ان مفيش اى مضاعفات تحصل تأثر على نجاح العمليه.
غريب :ثانك يو دكتور
الدكتور هزله دماغه وابتسم وخرج ..
غريب مسك تليفونه بلهفه ولسه هيتصل بليل لكنه ابتسم وقرر انه هيعملهالها مفاجأه ...
غريب دخل على التليفون وفتش فالاستوديو على امل انه يلاقى صوره لليل لكنه للاسف ملقاش اى صوره بص لباباه ومامته وسال :
ماما بابا محدش فيكم عنده صوره لليل ؟
سميه وغريب بصو لبعض وسميه بلعت ريقها بتوتر وهي بتهزله دماغها برفض ...غريب بخيبة امل ..خساره .كان نفسى اشوفها اوى
ريام :احمم صراحتا حتى انا كان بدى شوفها ..فعلا خساره
سميه بصتلها ورفعت حاجبها باستغراب :وهو انتى تعرفى ليل منين ؟
ريام :يي مش بس انا يلى بعرف ان حبيبته اسمها ليل وانه عمبيموت فيها ...لا دا الطاقم الطبى تبع المشفى كله بيعرف ..مشالله ابنك ماخلى حدا ماسمعه انه بيحب ليل ويعشقها عشق وهو تحت تأثير البنج ههههههه
سميه ابتسمت وبصت لغريب :عرفت المانيا كلها على ليل ياغريب ؟
غريب ابتسم
ريام بشغف:طيب ليه مابتحاكيها وتفرحها بانك طبت ورجعت تقشع من جديد اكيد زماناتها ع نار ياقلبي
غريب :لا انا هعملهالها مفاجأه وهرجع لمصر كمان من غير مااقولها على ميعاد رجوعى
ريام :وااااو سيربرايز... شو حلوووو
طيب شو رأيكم بهاليومين يلى باقيين الكم هون انا بعرض عليكن اكون مرشدتكم السياحيه وآخدكم بجوله بألمانيا وافرجكن جمالها ..
سميه :وغريب ينفع يخرج ويلف عادى ؟
ريام :اي مابيها شى وراح اسأل الدكتور واتأكد منه اكتر لايضل بالكن ..عموما اذا الدكتور وافق بكره من الصبح بكير انتم معى اوكى ..
غريب :بس هنتعبك كده ..واوعى تقولى هاد شغلى ولو.. لان دا مش شغلك اكيد
ريام :ههههه لا ماراح ئول هاد شغلى ولو ..راح ائول هاد واجبى ولو ..على الاقل ياسيدى خلينى اقوم بواجب ضيافة جيرانى من مصر الحبيبه ..مابتعرف ان الجار اله حق على الجار ..
ولا لتكون مفكرنى بلا زوء و مابعرف اداب الضيافه ؟
غريب :لا ازاى دا ..دانتى الزوق كله والله..عموما ياستى دعوتك مقبوله ..
وفعلا تانى يوم ريام اخدتهم ونزلت معاهم بعد مااشترت لغريب نضارة شمس وفضلت تلففهم على كل المعالم السياحيه وغريب مستمتع جدا بالشوارع والناس وكل حاجه بيشوفها كانه بيشوفها لاول مره ..
ريام اخدتهم فميدان معروف وسابت غريب قاعد مع ماهر واخدت سميه من ايدها بعد مااستاذنت منهم وراحو على شارع تانى بعيد من عن الشارع اللى هما فيه شويه ..
سميه :ايه ياريام واخدانى على فين بس ؟
ريام :هلا بتعرفى كل شى ...وصلو عند واحد رسام قاعد فالميدان ووقفت ريام قدامه ..
ريام :ام غريب بدى منك شغله ..بدى ياكى تركزى معى وتحاولى تتذكرى ملامح ليل وهاد الرسام راح يرسم صوره تقريبيه لالها ونشوفها لغريب و هو راح يفرح بيها كتير ...شو رايك بهالفكره ؟
سميه باعتراض :لا مش هينفع ارجوكى ياريام الغى الفكره دى خالص واتحركت عشان تمشى .
ريام مسكت ايدها واتكلمت بترجى
:بس لحظه اسمعينى ..انا بعرف ان ليل دميمة الشكل والملامح ...اي غريب حكالى كِل شى ....صدئينى انا بدى غريب يشوف شكل ليل قبل لايقابلها وجها لوجه، مشان يرجع لعندها وهو عارف شو يلى رايح عليه ويفكر ويقرر شو يلى بدو ياه من هلا...اكيد فاهمتنى صح ؟
هزت سميه دماغها باقتناع وابتدت توصف فليل وريام تترجم للرسام وسميه متابعه الرسم وتطلب منه يعدل ويضيف ويمسح لغاية مافالاخر رسم صوره طبق الاصل من ليل ...
سميه بصت للصوره باستغراب على الدقه والاتقان فالرسم وهى مش مصدقه ...
اما ريام فمسكت الصوره بعد ماكملت ورفعتها قصاد وشها وهى بتبلع ريقها بصعوبه وغمضت عنيها وفتحتهم تانى وهى بتتمعن فالصوره وحست لحظتها بأشفاق على غريب وليل من اللى كل واحد فيهم هيواجهه ...
اخدت الصوره واخدت سميه ورجعت بخطوات بطيئه واحباط بعكس الحماس اللى كانت رايحه بيه ، وقفت قدام غريب وهى متردده وغريب بصلها باستغراب وهو شايف شكلها عامل ازاى وهزلها دماغه بمعنى فيه ايه ؟
ريام رفعت الصوره قدام غريب وماهر نطق بتلقائيه ...ليل ! جبتو صورتها ازاى ؟
وهنا ملامح غريب بان عليها الذهول وهو بيمد ايده على الصوره واخدهاا من ايد ريام وقلع النضاره وبصلها شويه بتركيز قبل مايطبقها ويحطها فجيبه ويقوم يتمشى لوحده وهو حاطط ايده فجيوبه وساكت وشارد
فرعون 2
البارت الرابع والثلاثون
*قولى ..أافرغتِ فى ثغرى الجحيم وهل ؟
*من الهوى ان تكونى انتِ مَحرقتى ؟
*ياطيب قبلتك الاولى يرف بها
شذى جبالى وغاباتى واوديتى
*************
غريب ساب الكل واقفين ومستنيين يشوفو رد فعله بعد ماشاف صورة ليل ومشى لوحده وهو حاطط ايده فجيوبه وساكت ..مبعدش كتير وسمع صوت ريام بتنادى عليه وجايه وراه جرى ...بطأ خطوته لكنه موقفش واستمر فالمشى .
ريام وصلت عنده وهى بتنهج :غريب ...شوبك احكى اى شى رد فعلك خوفنى كتير
غريب بعدم مبالاه :احكى اقول ايه ياريام
ريام :أول شى شو احساسك بشو عم تفكر شو شعورك بعد ماشفت الصوره
غريب :ممكن احتفظ بشعورى واللى حسيت بيه دا لنفسى ؟
ريام بلعثمه :أاي طبعا اكيد فيك تحتفظ بمشاعرك واحاسيسك لنفسك وآسفه لو تطفلت زياده .
غريب :لا ابدا متطفلتيش زياده ولا حاجه ...ممكن لو سمحتى نرجع وتسألى الدكتور لو ينفع اسافر النهارده ؟
ريام :غريب اليوم من بكره مافى فرق كبير ..بليز ضل هالكم ساعه ولا تخلينى اتندم على تصرفي بأنى اخليك تشوف صورة ليل ..صدئنى انا كان كل همى اخفف من صدمتك فيها لما تعاود ع مصر وتشوفها وجها لوجه ...
والله والله لو بعرف هالأد راح تتضايئ ما كنت عملت هيك .
غريب هز دماغها بموافقه ورجع يمشى تانى وبرضو متكلمش وساب ريام واقفه مكانها
ريام :ياالله راح يقتلنى صمتك غريب
غرييييب ...
استمر غريب فالمشى لغاية ماحس
انه تعب، فرجع وريام رجعت معاه، وطول الطريق مبطلتش كلام ،وهو برضو مقطعش سكوته ولا نطق بكلمه وحده ،ولا قالها هو حاسس بأيه من بعد ماشاف الصوره ولا ارضى فضولها .
رجع غريب للمستشفى مع ريام، وماهر وسميه رجعو للفندق، والقلق بياكل فقلبهم على غريب وخايفين من سكوته دا جدا ...
غريب فضل طول الليل ماسك الصوره وبيبصلها ويتأملها، وفالاخر مسك التليفون وطلع رقمها واتصل عليها ،ومشافش انه بيتصل بيها الساعه اربعه الفجر ولا اخد باله للوقت ..
رنه والتانيه وجاله صوتها الملهوف عليه زى كل مره .
ليل :ايوه ياحبيبي فيك حاجه ...تعبان ياحبة القلب والروح ؟ ...
غريب رد عليها بهدوء وهو بيتأمل الصوره :انا كويس ياليل متخافيش
ليل :مخافش كيف وانتا عتتحدت الساعه اربعه وقلقان فنومتك ...اكيد عتتوجع ياقلب ليل وروحها.. قولى الحق متدسش عنى
غريب : عايزه تعرفى فيا ايه ياليل ؟
ليل :ايوه امال ايه !
غريب :فيا انتى ياليل ؟ ...عارفه انا قلقان ليه ومش جاينى نوم لحد دلوقتى ؟ عشان بفكر فيكى ..بتخيلك ..بتخيل لحظه مااشوفك قدامى هعمل ايه بكل الشوق اللى جوايا دا ليكى ..
ليل بنبرة سخريه :لما تاجى اللحظه دى صدقنى شوقك هينطفى لحاله من غير ماتتعب ولا تحتار هتعمل ايه .
غريب ابتسم على كلامها ..وعمل نفسه مفهمش قصدها وغير دفة الكلام ...
غريب :طيب سيبك منى وقوليلى انتى ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى ومتقوليش مش صاحيه عشان من صوتك واضح جدا انك مكونتيش نايمه ...
ليل :وهو فين طريق النوم بس يامين يدلنى عليه وانى اشتريه شرايه
غريب :يااااه للدرجادى قلقانه ؟
ليل :قولى بس هتحل الشاش ميته عشان تطمنى على عمليتك ؟
غريب :بعد يومين
ليل :ليه اكده كل مادا والمعاد يطول ؟
غريب :والله الدكتور هو اللى بيقرر
ليل :ربنا يقدم اللى فيه الخير يارب ..
غريب :طيب اسيبك انا ترتاحيلك شويه تلاقيكى تعبتى ونعستى
ليل :انى راحتى الوحيده معاك انتا ياقلب ليل ...صوتك وانفاسك هما عافيتى وبلسم روحى ..
غريب اتنهد :طيب سلام ونقفل بعد الكلام الحلو دا بقا ...يلا تصبحى على خير ياليل
ليل :تصبح على كل حاجه حلوه يانن عين ليل
قفل غريب مع ليل وهو لسه ماسك الصوره وباصص فيها ولسه الابتسامه مرسومه على وشه وبعدها هز دماغه وغمض عنيه واستسلم للنوم بعد ماطبق الصوره وحطها تحت المخده .
تانى يوم الصبح **
ريام :عندى الك خبر حلو بس مابقوله غير بعد ماتريحنى وتئولى شو شعورك من ناحية ليل بعد الصوره ...
بليز غريب والله مانمت كل الليل وانا عم فكر واتصور انتا شو راح تعمول ..
غريب بابتسامه : الفضول عندك صعب اوى على فكره
ريام :قاتل وشرفك
غريب اتنهد وابتدا يتكلم وهو شارد :شوفى ياريام ..يمكن لو كنت قابلت ليل وانا بشوف كنت حكمت عليها بناء على شكلها زى كل الناس ..مع انى مش كده، بس بقول يمكن ...لكن ارادة وتدبير ربنا انى اشوفها بقلبي قبل عينى ..اشوف جواها قبل براها ...
عايزه تعرفى انا حسيت بأيه ياريام اول ماشفت صورة ليل ؟ ..
انا حسيت ان حادثة عمايا دى حصلتلى مخصوص عشان اقابل ليل واعرفها حسيت ان احنا الاتنين ربنا بيحبنا عشان حطنا فطريق بعض ...حسيت انها نصى التانى فعلا ..حسيت بألم وانا بتخيل هى عانت بسبب حاجه ملهاش يد فيها اد ايه
ريام :والله والله لو ماعيب كنت عطيتك غمره هلا عاهالحكى ...
كتييير محظوظه ليل فيك ....ياريتها كانت هون وسمعت حكيك عنها وحيات الله كانت راح تكون اسعد وحده بهالكون .
غريب :وانا هسمعها كل الكلام دا واكتر بس اشوفها قدامى، هبص فعنيها واقولها احلى كلام فالدنيا ...بس امته بس ..واتنهد بقلة صبر
ريام :وهاد الخبر الحلو يلى جايبته لألك ..الدكتوى سمح بسفرك اليوم ع مصر، وقال مافى شى عليك، بس تتابع معو اول باول وتستمر على علاجك وقطراتك لمدة شى شهر ...
غريب وقف بحماس اول ماسمع الخبر ومسك ريام من دراعاتها :بجد ياريام ؟ يعنى اقدر اسافر النهارده النهارده ؟
ريام :ايه فيك تسافر هلا هلا ...يلا اتركنى بعرف استاهل غمره عهلخبر الحلو بس والله استحى عيييب
غريب سابها وخلل صوابعه فشعره وابتسم بفرحه وراح على تليفونه بسرعه واتصل على باباه .
غريب :بابا احجزلنا على اول طياره مسافره مصر ...ايوه الدكتور سمحلى بالسفر وقال مفيش اى مشاكل ...الحمد لله ياحبيبي ...يلا احجزلنا واحجز لماما سميه خلينا نرجع ...طبعا ...ههههههه
قفل غريب مع ابوه وراح على الشباك وقف قصاده وحط ايديه فجيوبه وهو بيراقب الطيور فالسما واد ايه اتمنى فاللحظه دى لو كان عنده جناحين كان طار بيهم لعند ليل فورا ..
كل دا وريام واقفه بتراقبه وتراقب كل حركه منه بأعجاب وانبهار شديد بالشخصيه اللى قدامها دى وهى مش مصدقه ان فيه فالدنيا ناس زي غريب كده بوفائه وجمال روحه وقلبه وغير كل ده ..جمال شكله ..
غريب لفلها وفاق من شروده وتخيلاته لما اخد باله ان وجودها معاه فالاوضه طول ولقاها مركزه معاه اوى ..
ريام اتنحنحت بأحراج واتكلمت ..وهلا راح ترجع لبلدك ولزوجتك بالسلامه وراح تبلش حياة جديده ،واكيد راح تنسى حدا اسمه ريام بمجرد ماتفل من هون صحيح
غريب :لا طبعا انا من الناس اللى مش بنسي اى حد مر عليا فحياتى حتى مرور عابر ..مابالك بصديقه ساعدتنى ووقفت معايا وقفة اخت ومسابتنيش طول فترة قعادى هنا ..
ريام :هاد الحكى مابيصرف معى ...لأتاكد انك ماراح تنسانى راح دزلك طلب صدائه عالفيس وراح آخد رقمك المصري ..وبهيك اتأكد ماراح تنسانى لانى راح حاكيك باستمرار لاطمن ع اخبارك واخبار ليل ..
غريب :بس كده ...اكيد طبعا تاخدى رقمى وتعرفى حسابى ومش كده وبس ..دانتى ليكى دعوه مفتوحه لزيارة مصر فأى وقت وهكون مستنى الزياره دى عشان اردلك جزء من كرم الضيافه اللى عملتيه معانا
ريام :تسلم حياتى كلك زوء .. واكيد راح زور مصر باقرب فرصه ..مع انى كنت اتمنى لو اسافر معك هالمره وآخد الكاميرا تبعيتى واسجل لحظة رجوعك لليل واشوف ردة فعلها بنفسى ...بس للأسف مافينى
غريب : خلاص متزعليش اوعدك لما تزورينا هنمثل المشهد كله قدامك من تانى بدون تغيير ههههههه
ريام ابتسمت ولسه هترد عليه لكن سبقها جرس التليفون ...رد غريب وكان ابوه ماهر
غريب :ايوه يابابا ..
ماهر :غريب لقيت حجز على مصر النهارده لكن ملقتش على الامارات لسميه غير بكره آخر النهار .
غريب :طيب والحل
ماهر :مفيش حلول مقدمناش غير نستنى اصل مش هينفع نسافر ونسيب سميه هنا لوحدها لحد بكره .
غريب :لا طبعا مش هينفع ...طيب بقولك انا عندى اقتراح ...ايه رأيك تحجزلى انا تذكره واسافر النهارده وحضرتك تستنى لغاية بكره بعد ماتسفر ماما سميه وتطمن عليها ؟
ماهر :للدرجادى مستعجل ؟
غريب :معندكش فكره
ماهر :يعنى افهم من كده انك تقبلت ورضيت ؟
غريب :وفرحان وسعيد وبشكر ربنا على كل حاجه حلوه حطها فطريقى بتدابيره وحكمته .
اتنهد ماهر بارتياح :ريحت قلبي يبنى والله ..انتا متعرفش انا من امبارح وانا بالى مشغول وبفكر واقول لنفسى لو غريب متقبلش البنت المسكينه دى هتعمل ايه وتروح فين ؟
غريب :لو سمحت يابابا متقولش على مراتى مسكينه ...ليل احسن وحده فالدنيا دى كلها
ماهر بفرحه :ربنا يهنيكم يبنى ان كان انتا ولا هى تستاهلو كل سعادة العالم ..عموما انا هحجزلك تذكره وحضر نفسك عشان اول طياره بعد تلات ساعات ...
غريب :انا جاهز ومحضر نفسي ...اه صحيح ..بابا لو سمحت اوعى تقول لحد انى نازل مصر عاوز اعملها مفاجأه للكل .
ماهر :متخافش مش هقول حاجه ..
غريب :انتا قولت لحد انى شلت الشاش والعمليه نجحت ؟
ماهر :للمره المش عارف كام بقولك لأ ..لأ مقولتش حاجه ..يبنى ثق فيا شويه ...
غريب :بابا ؟
ماهر :طيب قولت لموده بس ...بس والله حلفتلى انها مش هتقول لحد خالص ..
غريب اتنهد :كنت متاكد ...بس ياريت متكونش قالت لحد فعلا ...يلا سلام ..هتعدى عليا انتا وماما طبعا قبل مااسافر .
ماهر :اكيد طبعا ...يلا مع السلامه فى رعاية الله وحفظه ...
*********
غريب فى المطار وجارر شنطته وماشى ووقف مره وحده وبص وراه وشاور لباباه وسميه وريام ، وهما كمان شاوروله وبعدها كمل طريقه وركب طيارته وطار على مصر ..
بعد ٦ ساعات طيران وصل غريب على ارض مصر وكان الوقت بالليل
فى شقة غريب جميله عمته نايمه فالاوضه الصغيره وناديه واميره فالاوضه اللى جمبها ...وطبعا وكالعاده اميره اول مالكل نام اتسحبت وراحت على اوضة غريب وليل ونامت فيها ...
غريب وصل لشقته وفتح الباب بالمفتاح اللى اخده معاه وهو مسافر مخصوص عشان اللحظه دى، ودخل بالراحه وعلى طراطيف صوابعه ..
اتخطى الاوضه اللى المفروض نايمه فيها اميره وراح على اوضته فتحها بهدوء ودخل يتسحب وقعد على السرير جمب أميره ولان النور كان مطفى مقدرش يميزها ..
مد ايده وابتدى يمشيها على دراعها بحنان وصولا لرقبتها .
أميره ابتدت تصحى وحست بغريب وهى مغمضه ابتسمت وافتكرت انها من كتر مابتفكر فيه خرج من خيالها واتجسدلها فأجمل حلم يقظه ...
غريب اتمدد جمبها وحضنها وهمس جمب ودنها ...ليل ..وحشتينى اوووى ...فاللحظه دى جسم اميره اتخشب لما اتاكدت انها مش بتحلم وان غريب فعلا نايم جمبها وحاضنها ...
غمضت عنيها واستسلمت بأستمتاع لشفايفه وهى بتطبع بوسه على رقبتها وايديه وهى بتحاوط جسمها،
لكن بمجرد ماغريب اخد نفس وشم ريحة اميره عرف ان دى مش ريحة حبيبته ليل فقام مخضوض وولع نور الاباجوره بسرعه ...
غريب بص للى نايمه على السرير وهو بيبلع ريقه واتصدم وقام وقف بسرعه لما لقاها اميره وهمس بارتباك :اميره !!
اميره وهى عامله نفسها لسه بتصحى حالا ..بصت على غريب وعملت نفسها اتخضت وقعدت بسرعه وهى بتلم فهدومها ونطقت بصوت متفاجئ ...غريب ؟ انتا جيت امته ؟
غريب :أانا لسه واصل حالا ..ههى ليل فين ؟ وانتى ليه نايمه هنا ؟
أميره فمحاوله منها للمراوغه والهروب من السؤال اتكلمت بفرحه ..غريب انتا رجعت تشوف مره تانيه ...الف مليون مبروك ..دى خالتى جميله هتفرح اوى لما تعرف ..
نزلت من على السرير وجريت لبره وخرجت من الاوضه قبل ماحد يصحى ويشوفها خارجه من اوضة غريب وليل ،...خبطت على اوضة جميله ودخلتلها وصحتها وصحت ناديه وعملت هليله برجوع غريب وجميله وناديه خرجو من اوضهم جرى عليه ...
حضنوه وباسوه بفرحه وهما مش مصدقين عينيهم ان غريب قصادهم وبيشوف ورجعله نور عنيه من تانى
جميله مكنتش قادره تتكلم و دموعها بتوصف احساسها
غريب كمان كان ساكت خالص ومفيش بس غير انه يوزع عليهم ابتسامات وعيونه طايره فكل ركن فالشقه يدور عليها ..اتكلم اخيرا واول كلمه نطقها كانت: ليل فين ياعمتى ؟
جميله مسحت دموعهاو بصت لناديه بتوتر ورجعت بصتله مره تانيه ولسه هتتكلم سبقتها اميره :ليل راحت على بلدهم ياغريب وقاعده هناك بقالها مده .
غريب بص لعمته جميله وديق حواجبه :ازاى ياعمتى ...وليه ؟ ومن امتا الكلام دا ..وازى مقالتليش ..وازاى محدش فيكم يقولى ؟
جميله : من قبل عمليتك بيومين ...سافرت وراح وراها نادر وقاسم، وركبت دماغها ومرضيتش تيجى معاهم ...
وانا زى منتا عارف مستحملش ارجع البلد هناك مره تانيه
غريب هز دماغه بتفهم واخد تليفونه وراح فاتجاه باب الشقه ...
جميله :رايح على فين ياغريب ؟
غريب :رايح اجيب مراتى ياعمتى .
ناديه وجميله بعد ماغريب نزل الاتنين حضنو بعض بفرحه وكل وحده بتحمد ربنا بصوت عالى..
اما اميره بعد مامشى غريب دخلت اوضتها هى وناديه ونامت على السرير، وغمضت عنيها وهى بتتلمس مكان شفايف غريب على رقبتها وبتفتكر اللحظات اللى قلبها كان هيوقف فيهم وهى بين ايديه وفحضنه ....حتى لو كان فاكرها ليل ..
المهم انها جربت الاحساس اللى كانت بتحكيلها عليه ليل وهى بين ايديه ..
شمت ريحته وحست بانفاسه الدافيه وهى بتتخلل مسام روحها.. فتحت عنيها ورجعت غمضتهم بحسره وهى مش مصدقه ان دقايق فحضن غريب عملت فيها كده ..
يبقى من حق ليل تتجنن وهى ليل نهار فحضنه وبيدوبها بأحساسه .
*********
اما غريب فنزل علطول اخد تاكسى وراح على الفيلا ..اخد مفاتيح العربيه من بواب الفيلا بعد ماسلم عليه والراجل مكنش مصدق انه شايف غريب قدامه رجعله نظر عينه من تانى ورجع يشوف والفرحه مكانتش سايعاه وهو شايفه كمان هيسوق العربيه بنفسه ...
اداله المفتاح وغريب ركب العربيه وساق بسرعه على بلد ليل، وطول الطريق عمته جميله معاه بالتليفون كل شويه تكلمه توصفله الطريق وتطمن عليه وصل لحد فين ..
الليل ابتدا يشيل ستاره وسعات الصبح الاولى لاحت وغريب خلاص قرب على البلد ...وقف شويه عند استراحه ونزل دخل الحمام واخد ميه وعصير وخرج ركب عربيته واستانف طريقه ....
خلاص هو على مشارف البلد من وصف عمته جميله ...دخل البلد وجميله بتوجهه على طريق بيت ليل وقلبه سابقه على هناك ..
وصل اخيرا قدام البيت وكانت الساعه ٧ الصبح والشمس كانت فارده شعرها الاصفر على كل الدنيا ..
وقف غريب قدام بيت ليل وقلبه زى الطبل ...اخد نفس وطلعه على فترات واخيرا قدر يرفع ايده بتوتر ويخبط على الباب ...خبط خبطه والتانيه وملقاش رد ..كان هيخبط تانى لكنه اكتشف ان الباب مفتوح ..زق الباب ودخل بهدوء وابتدى يدور فكل انحاء البيت على ليل لكنه ملقهاش ...
هيخرج من البيت لكنه وقف قصاد الدكه اللى فوش الباب لما شاف عليها طرحه مرميه باهمال ...
مسك الطرحه وقربها على وشه وشمها وحس ان روحه ردتله ....ايوه دى ريحة ليل ...ريحة شعرها المميزه اللى تاثيرها عليه اكتر واكبر من تأثير الخمر وبتفقده كل وعيه وتركيزه ...
خرج من البيت وهو ماسك الطرحه فأيده وبيتلفت يمين وشمال وهو بيدور على اكتر مكان عارف ان ليل بترتاح فيه ،واكيد هى فيه فالوقت دا .
بعد عن البيت شويه وفضل يتلفت لغاية مالمح الساقيه ...
جرى عليها بكل سرعته فرحه على توتر على احاسيس كتيره متضاربه حس بيها مره وحده فقلبه وهو شايفها بعبايتها السوده قاعده وحاضنه رجليها وباصه لتحت عالساقيه ..
غريب لما قرب منها خفف خطوته وبيحاول يكتم صوت نهجانه ووقف وراها شويه ساكت وهى مش حاسه بوجوده خالص ...
غريب :لو سمحتى يامدام مشوفتيش مراتى كانت تحب تقعد هنا زيك بالظبط .
ليل بمجرد ماسمعت صوته حست قلبها غاص فأمعائها، ورجفه سرت فكل جسمها، شهقت ومن غير ماتبصله وبسرعه رفعت ايديها غطت وشها وهى بتبلع ريقها بخوف و مش قادره تسيطر على رجفة ايديها ..خلاص جات اللحظه اللى كانت بتموت فاليوم الف مره من خوفها من مواجهتها ...غريبها رجع يشوف وراجع يطالب بحقه انه يشوف مراته وخصوصا انها مسحت اى صوره ليها من على تليفونه ..خلاص لحظات بتفصله من صدمته فيها ..
غريب لف وقعد قدامها ومسك ايديها بأديه الاتنين وبيحاول يبعدهم عن وشها لكنه مقدرش وفضلت دافنه وشها بين ايديها ومصممه تخبى وشها بكل قوتها ...
غريب بهمس :ليل ...حبيبي ..
موحشتكيش ونفسك آخدك فحضنى ...طيب لو انا موحشتكيش انتى وحشتينى اووى
ليل جسمها ابتدا يتهز من البكا وابتدا صوت شهقاتها يعلى ...
غريب :ليل شيلى ايدك من على وشك وبصيلى ...مش انتى قولتيلى فيوم وانا بكلمك استنى لما ترجع وقولى الكلام دا وانتا باصصلى ...شيلى ايدك يلا عشان اقولك كل الكلام اللى نفسى اقولهولك من زمان بس وانا عينى فعينك ...
رفع ايده مره تانيه وبعد ايد ليل اللى رخت اخيرا باستسلام للمواجهه
وبصتله وهى مستنيه تشوف صدمته فيها ....تشوف انعكاس صورتها فعنيه هيكون تأثيره عليه عامل ازاى
لكن اللى حصل انها مشافتش على وشه غير ابتسامه دافيه وهو بيتأمل كل تفاصيلها ...
ليل باستغراب وشك :غريب انتا واعى ..انتا شايفنى ؟
غريب :شايفك وشايف كل حاجه فيكى ياليل ...
ليل بصت للارض وهى بتخبى عنيها من عنيه ...حمداله على سلامتك ياقل ....وسكتت
غريب :كمليها ياليل ..قوليلى قلب ليل ونن عينها ..قوليلى كل كلامك اللى عامل زى البلسم لقلبي وسمعيهونى ...
مد ايده رفع وشها عليه واتأملها لآخر مره قبل مايقوم ويقف وبحركه سريعه يشيل ليل وياخدها فحضنه ويضمها بحنان كانه اب شايل بنته ..
ليل دفنت دماغها فحضنه وهى مش مصدقه اللى بيحصل ...معقوله هى فحضن غريبها بعد مارجع يشوف ؟ ..فضلت دافنه دماغها فحضنه وبتتنفس ريحته وبتتمنى انه ميكونش مجرد خيال ..حلم من احلام كتير حلمتها بيه من بعد سفره ...
وصل غريب بيها للبيت وزق الباب برجله ودخل وهو شايلها ونزلها جوا البيت ...
ليل بتهرب بعنيها من عيون غريب اللى محاوطينها لكنها مقدرتش تهرب كتير وهو بياخد وشها بين ايديه وبيثبته قدام وشه وبيقرب منها وحده وحده وعينه مركزه على شفايفها ...
واخيرا اخد شفايفها فبوسه طويله حست انها قطعت عنها الهوا بس ردت فيها الروح ...
بعد عنها بصعوبه وهو بينهج لما حس انها محتاجه تاخد نفسها ، ورجع باسها بلهفه تانى وتالت ورابع وعاشر ...وفكل بوسه كان بيشدها خطوه لمكان غير الواقفين فيه
ليل وهى بتتنفس بصعوبه :ليه عتعمل اكده ...ليه عتلف بيا ومعايا البيت كله ؟
غريب :عشان ابدلك اى ذكرى وحشه ليكى فالبيت دا بذكرى حلوه ...بمحى من اركانه كل لحظه حزن شفتيها فيه وببدلهالك بسعاده .
ليل بصتله بعيون زايغه وصوت رايح من كتر ماهى دايبه من قرب غريبها وقالتله :
انى عحبك قوى ياسى غريب
غريب :وانا بعشقك وبعشق التراب اللى بتمشى عليه ياليل الغريب .
واخيرا وبعد جوله فكل شبر فالبيت وكل شبر ببوسه بصت فعيونه شافت نظره اول مره تشوفها فحياتها ..اول مره حد يبصلها كدا
شافت عيون غريب بتحكى رغبه وشوق ولهفه عدت حدود الخيال .حست بكهربا بتسرى فكل جسمها وصولا لقلبها
فضل غريب يقرب منها وكل مايقرب خطوه وهى ترجع لورا خطوه بكسوف وخجل، لغاية مالقت نفسها دخلت الاوضه ...دخل غريب وقفل الباب ورا ضهره من غير مايبصله وعنيه مفارقوش ليل لحظه وفضل يقرب منها لغاية مالغى اى مسافات مابينهم ...
مد ايده شال طرحتها من على دماغها وفورا وقع شلال الحرير الاسود على كتافها بانسيابيه خلت غريب يفتح بوقه بذهول وهو بيمد ايده ياخد خصله بين صوابعه ويقربها من وشه ويشمها بشوق وعطش لريحة شعرها اللى واحشاه حد الجنون ...
غريب :تخيلته كتير بس عمرى ماتخيلت انه بالجمال ده !
ليل غمضت عنيها وقلبها بيدق زى طبول الحرب وحاسه ان البلد كلها سامعه صوت دقاته ...
ابتدا غريب يتجرا فلمساته وهى حاسه بخوف على خجل على توتر وحاسه ان دى اول مره ليها معاه وبين ايديه ...
اخدها غريب لعالمهم الخاص لكن المرادى باحساس جديد خالص ..
احساسها لاول مره انها انثى بكامل انوثتها وبكل ماتحمله الكلمه من معنى وهى بين ايدين غريب وشايفها وشايف كل حاجه فيها ومهتم بأدق تفاصيلها، وبيتغزل فيها ويوصفها كأنه بيوصف افروديت آلهة الجمال مش بيوصف ويتغزل فليل بنت طه
بعد عنها وهو شايف خجلها منه ومستمتع بيه لاقصي درجه ..بتحاول تتجنب نظراته المتفحصه لكل انش فيها وبتحاول تقوم من جمبه لكن غريب كتفها واخدها فحضنه :سيبانى ورايحه على فين
ليل بخجل :سيبنى يا غريب
غريب :تؤ ...مش هسيبك ...عمرى ياليل مهاسيبك ابدا ولا هسمحلك تسيبينى ...خلينى عايش فالجنه اطول وقت ..تعرفى ان وانا شايفك حاسس بمتعه اضعاف اللى كنت بحسها الاول ...وللمره الالف قدر انه يعزف اجمل سيمفونية عشق هو الوحيد فالعالم اللى بيعزفها كل مره ببراعه على اوتار قلبها ...
ليل نايمه ومغمضه عنيها لكنها صاحيه والمرادى كان دور غريب فالتأمل فليل ..بعد خصلات شعرها المتبعتره على جبينها وجوانب وشها واخد خصله من شعرها وفضل يلفها على صباعه وهو مستمتع بنعومته ولونه الاسود زى الليل ..
ليل فتحت عنيها ومباشرة جم فعنين غريب وشاف فيهم كلام كتير اوى وهما بيتجولو عليه ويحضنو كل تفاصيله..
غريب ابتسملها بحب
ليل اتنهدت :تعرف ياغريب ...لو هيقولولى اوصفى الجنه هوصفها بكلمتين بس ..حضن غريبى ...حضنك هو جنتى ياحبة القلب وبلسم الروح ...
غريب قرب منها اكتر ولمها فحضنه جامد وكأنه عاوز يدخلها بين ضلوعه ويخليها ترتاح فجنتها بعيد عن كل الدنيا ...
فرعون 2
البارت الخامس والثلاثون 35
نسمات الهوا البارده بتداعب وشها وتدغدغ روحها وهى راكبه العربيه جمبه وراجعين على القاهره ..بيسوق بأيد والايد التانيه حاضنه ايدها ..باصه قدامها وسرحانه ومش مصدقه كميةالسعاده اللى عايشاها دى وحاسه انها فحلم جميل خايفه تفوق منه ...
مش هتعرف ولا تقدر توصف احساسها وهو ماشى فوسط البلد ايده فايدها لغاية ماوصلو الجبانه(القرافه ) وقرو الفاتحه لاهلها سوا وطول ماهما ماشيين كانو محط انظار كل اهل البلد ...
مش ممكن توصف احساسها بالفخر والانصاف وهى بتعرفهم عليه وتقولهم بكل ثقة (جوزى ) ... عمرها ما هتقدر تنسى علامات الذهول اللى اترسمت على كل الوشوش وقتها ...
وعمرها ماهتنسى بصة كل ستات البلد لغريب وازاى كانو هياكلوه بعنيهم ...
برغم انها كانت فرحانه بأنصاف ربنا ليها قدام كل اهل البلد الا انها كان نفسها تخبى غريبها من عيونهم اللى كان الاستكتار والحسد بينقطو منهم
فاقت من سرحانها وشرودها على حركة غريب وهو بيرفع ايدها ويبوسها ،
غريب : حبيبي سرحان فأيه ؟ بصى بقا عشان نكون متفقين مع بعض من اولها ...كل اللحظات اللى بتسرحى فيها بخيالك وانا جمبك دى من حقى انا ..عشان كلك ملكى وقتك وانتباهك وعقلك وخيالك ..كل دا من حقى انا لوحدى ...وانا بقا مش هسيبك تضيعى اى لحظه من حقى ...يعنى حتى بخيالك ممنوع تبعدى عنى .
ليل : ومين قلك انى حتى لو سرحت بخيالى عبعد عنك ...خيالى وتفكيري وعقلى وروحى وقلبي كل دول محدش ساكنهم غيرك ياكل اهلى وناسى ..
غريب :كلامك حلو اوى ياليل ومترتب ولا احسن وحده متعلمه ومعاها شهاده تعرف ترتب الكلام وتقوله بالطريقه بتاعتك اللى بتخليه يدخل القلب من غير استئذان دى !
ليل :انى ولا ععرف ارتب الكلام ولا ازوقه ياغريبي ..انى عقول اللى عيحس بيه قلبي من غير تفكير ..وعشان عيوبقى طالع من جوا قلبي عيخش قلبك طوالى ..
غريب بصلها واتنهد وزادت ابتسامته وهو شايف خجلها من بصته اللى بيزيدها فنظره جمال وجاذبيه ...
غريب : هو انا قولتلك قبل كده انك احلى حاجه حصلتلى فحياتى ياليل
ليل :وه ...انى ياسى غريب
غريب:ايوه انتى ياليل
ليل غمضت عنيها وهى بتشكر ربنا فسرها على السعاده اللى غامراها واللى عمرها مكانت تتخيلها ولا حتى فاقصى احلامها ..
**********
غريب وليل قربو على القاهره وغريب اتصل بعمته وبلغها انه خلاص هيوصل هو وليل وعمته جميله قالتله انهم ييجو على الفيلا وانهم كلهم هناك وان قاسم مستنيه على نار من اول ماسمع بخبر رجوعه ..، وانها هتبلغه بميعاد وصولهم الفيلا عشان يجيله ...
وبالفعل جميله بلغت قاسم اللى جه هو وجواهر وعيلته كلهم عشان يكونو فاستقبال غريب .
ومش بس كده دى اميره كمان بلغت مريم بوصول غريب ونجاح عمليته وصوت زغاريتها سمع فالاسماعيليه كلها وركبت هى وراضى وحسام وفريده اول عربيه على القاهره عشان تشوف غريب وتباركله بنفسها ..
*********
غريب وليل وصلو الفيلا ونزلو واول مارجلهم خطت الفيلا شافو احتفال من الكل مكانوش متوقعينه ...
اول واحد جرى عليه واخده فحضنه قاسم وهو مش مصدق ودموع فرحته بحبيبه مش قادر يسيطر عليها .
وبعد منه نادر اللى دخل وسط رجلين غريب وشاله على كتافه بعد مابعد من حضنه وفضل يلف بيه والكل يضحك عليهم ..
واخيرا ناديه دخلت فحضن غريب واستسلمت لدموعها فحضنه وهى بتشكر ربنا انه جبر بخاطر غريبوو حبيب قلبها .
سلم بعدها على جواهر وموده ومحمود واحمد وستاتهم وشال اولادهم وفرح بيهم جدا، وباسهم بكل حب، وسلم على عبد السلام وماجده والدنيا مكنتش سايعاه وهو شايف فرحتهم دى بشفاه ورجوعه وحمد ربنا على نعمة حب الناس له .
قعدو مع بعض وغريب قاعد وسط الكل يتكلم ويضحك وفيه عيون اتنين متشالوش من عليه من طول القعده ...منهم عيون ليل اللى بتحرسه طول الوقت وتسمى وتصلى وتدعى بكل ايه تعرفها ان ربنا يحفظهولها ويحرسه من كل شر ...ومنهم عيون اميره اللى بتاكل فكل تفاصيله اكل ونفسها تقوم ليل من جمبه وتبعدها عنه ..
نادر :أميره ...امييييراااه
اميره بشرود :هاه ..قولت حاجه يانادر ؟
نادر :انا قولت حجات من الصبح يااميره ..طول الوقت بتكلم وانتى مش معايا ..بالك مشغول بايه ومش مركزه معايا خالص كده .
اميره :لا انا معاك بس ماخدتش بالى معلش ...قول تانى كنت بتقول ايه .
نادر :كنت بقول انى حاسك اليومين دول بتهربي منى ..بتتجنبينى ...مش عارف بس حاسس انك متغيره يااميره اوى فيكى ايه ؟
اميره مردتش عليه وشردت وهى بتبص لغريب اللى بيضحك مع قاسم وبيضرب كفه بكفه وافتكرت لحظات قربه منها وبلا وعى مدت ايدها على رقبتها مكان بوسة غريب وغمضت عينيها بنشوه..
نادر بتأفف وبصوت عالى نسبيا ونتره :لااااه دانتى حالتك بقت صعبه اوى يااميره ...انا بصراحه احترت فيكى !
اميره ردت عليه هى كمان بنتره :فيه ايه يانادر تعبانه من المزاكره يااخى ومفياش دماغ لاى حاجه ...بطل بقا الضغط بتاعك دا عليا عشان انا ابتديت ازهق ..وسابته وقامت قعدت جمب ناديه وابتدت تتكلم معاها وهى متجاهله نادر خالص ..
نادر باستغراب :وهو باصص لاميره ..ابتديتى تزهقى ! والضغط بتاعى ؟ هو فيه ايه !!!!
وفالمقابل غريب لاحظ نظرات اميره ليه طول الوقت واقنع نفسه انها فرحانه بشفاه زى الباقيين ، او يمكن بتبص لوشه وعنيه عشان تشوف لو فيه تغير بين وهو اعمى ودلوقتى ..هى اه حجج عبيطه بس غريب مش لاقى اى تفسير منطقى تانى .
خلص اليوم وفأخره عبد السلام وعيلته روحو وقاسم وجواهر كمان مشيو بس قاسم حلف انه من النجمه عند غريب فالفيلا ...واما أميره فنظرا لان امها جايه فسمحتلها النهارده بس تفضل فالفيلا معاهم ..
وغريب كان هياخد ليل ومروح لكن وصلت مريم وراضى والاولاد فاضطرو انهم يقعدو عشان عيب يمشو ويسيبوهم ..
السهره وسط لمه الحبايب كانت فمنتهى الجمال والوقت سرق غريب وبيبص لقاها الساعه ١٢ بالليل ...بص لليل واتنهد ...اظن مش هنقدر نروح وهنبات هنا النهارده ياليل .
ليل :اى موطرح مفيش فرق ياغريب طول ماحنا مع بعض لو نبيتو فين مش هتفرق .
غريب ابتسملها بحب وكمل كلامه مع نادر وعمه راضى وفوسط الكلام تليفون غريب رن برقم ابوه ماهر من المانيا ...
غريب :ايوه يابابا عامل ايه ياحبيبي
ماهر :انا الحمد لله بخير انتا طمنى عليك عامل ايه ؟
غريب :انا زى الفل ..وبقيت احسن وانا قاعد وسط كل حبايبي .
ماهر :ربنا يخليلك حبايبك ويخليك ليهم ياسيدى ...عموما انا بكلمك لاخر مره قبل مااركب الطياره ...سميه شحنتها فالطياره وتقريبا ليها ساعه طايره فالجو وانا خلاص كلها ساعه وطيارتى تطلع وكلها ٦ سعات واكون عندكم ...
غريب :توصل بالسلامه ياحبيبي ...خد بالك من نفسك ..
ماهر :حاضر ياحبيب ابوك ...حد قاعد جمبك من نادر او ناديه ؟ وحشونى الجزم دول اوى ..
غريب بص لنادر وعلى صوته: بقولك يابابا مش عايز تكلم نادر ؟ ليه كده هو موحشكش ؟ خلاص ياحبيبي براحتك وعلى قولك اديك جاى وهتشوفه ...
ماهر فاتح بوقه على تمثيل غريب وقاله :
غريب نادر عقله صغير وبيزعل عامل زى العيال الصغيره ..
غريب :...انا والله كويس يابابا منا قولتلك اطمن ...يلا مع السلامه ياحبيبي ..فى امان الله .
ماهر :بص للتليفون بعد ماغريب قفل السكه وضحك وهز دماغه وهو بيتخيل رد فعل نادر دلوقتى ..
اما نادر فاطول المكالمه قاعد ساكت وبيسمع لغريب ومتكلمش غير بعد ماغريب قفل ...
نادر :بص بقا انتا وابوك ...ماهر دا يوصل وهاخده واعمل تحليل DNA
واعرف الحقيقه بقا انى مش ابنه وارتاح من اللى بيعمله فيا ده ...على فكره انا ممكن يكون ليا اهل محترمين وبيحبونى على فكره .
فريده :مش هنقدر نقول متبنيينك لغاية ماخلفو عشان انتا واسطانى ...مكن نقول ان عمو ماهر اخدك من حد تخليص حق مثلا ؟
نادر بصلها وسقفلها :برافو عليكى يافريده بتعرفى تفكرى انا هحتاجك اوى فالفتره الجايه دى وانا بدور على اهلى الحقيقيين .
الكل ضحك على نادر اللى بان عليه علامات التأثر وهو بيمثل انه مجروح ومتعذب .
فريده :اميره ...اميره فينك
اميره :معاكى يافريده
فريده :لأ دانتى مش معايا دانتى مع نفسك خالص فيه ايه يابنتى ؟
اميره بتنهيده :مفيش
فريده :كنت بقولك شوفى غريب كل مادا بيحلو ازاى ...بالذمه لو خطفته دلوقتى حد يلومنى ؟
اميره بهيام :فعلا احلو اوووى
فريده :بس هو للصراحه مز من الاول يعنى ...والله انا من اول يوم شفته فيه وانا بكراش عليه ...اخ لو كنت كبيره شوييييه ..والله مكنت سبته يفلت من ايدى ابدا ..
اميره رفعت ايدها ومشتها على رقبتها وهى مبتسمه ولسه باصاله وهو شاف حركتها دى وافتكر لما قرب منها وكان فاكرها ليل وباسها فالمنطقه دى وبلع ريقه بتوتر وهو شايفها كأنها بتفكره باللى عمله وعيونها دبلانه وهى بصاله .
غريب فمحاوله منه انه يصرف نظرات اميره عنه مسك ايد ليل اللى كانت قاعده جمبه وباسها بكل حب وعلى غفله وهى بتتكلم مع عمته جميله .
ليل ابتسمت بخجل لما عمل كده قدام الناس كلها ونزلت عنيها للارض .
بعد كلام كتير فى كل المواضيع غريب حس انه خلاص فصل واستأذن منهم واخد ليل وطلعو عشان ينامو
فريده ميلت على اميره :بذمتك الكيكه دا ينام فحضن الفحمه دى ...بالذمه دا عدل ياناس ...طيب الاول كنا بنقول اعمى ومش شايفها ..طب ودلوقتى وهو شايف وبرضو لسه زى ماهو معاها وزاد كمان فالنحنه بتاعته ..تسمى دا ايه يأوختشى ؟
اميره :اسميه فتره وهتخلص
فريده وهى بتقلد ليل :مفهماشى
اميره :بكره تفهمى ...يلا عشان ننام عشان انا نعست اوى وقامت مشيت .
فريده وهى ماشيه وراها : لا تنامى ايه احنا لسه هنحكى مع بعض دانا بقالى كتير مشوفتكيش وعندى كلام كتير اوى كنت محوشاه ومستياكى عشان اتكلمه .
اميره :بعدين يافريده معنديش دماغ دلوقتى صدقينى ...
طلعو الاتنين اوضة جواهر عشان ينامو فيها وناديه حصلتهم ونامو هما التلاته على السرير . ..ناديه وفريده مبطلوش كلام ورغى واميره منطقتش بولا كلمه ..
فريده :اميره فينك متخليكى معانا عالخط يابنتى .
اميره بنتره لفريده عشان كل شويه تقطع حبل تخيلاتها :فيه ايه يافريده انتى محدش يعرف يتخمد جمبك ياشيخه ..عموما انا فيتهالك وماشيه ..وقامت راحت على اوضة سميه فتحتها ودخلت وقفلت الباب وراها ..
ناديه :هى اميره مالها ؟
فريده مدت بوزها ورفعت كتافها بحركه يعنى معرفش ؟ سيبك منها وخلينا احنا فاللى كنا بنقوله ..هاه كنا بنقول ايه
اما اميره فبمجرد مادخلت الاوضه اترمت على السرير واستسلمت لخيالها ودخلت فحلم يقظه وهى بتفتكر لحظاتها فحضن غريب وغمضت عنيها وهى بتفتكر انفاسه وريحته وملمس شفايفه اللى لزقو فخيالها وروحها وفكرها ومش عارفه تفكر فأى حاجه تانيه فالدنيا غيرهم .
اثناء ماهى غرقانه فأحلامها تليفونها رن بصت فيه لقته نادر اتأفأفت وقفلت التليفون ورمته جمبها بديقه وهى بتفكر ازاى هتعرف تخلص من نادر عشان تحاول تكون مع غريب بأى شكل ..
*******
تانى يوم وصل ماهر واكتملت فرحته بغريب وهو شايفه وسط اخواته ورجعله نور عنيه وكمان فرحان اكتر بسعادة غريب مع ليل وتقبله ليها، واتاكد انها لسه ليها نفس المكانه جواه من نظرة عنيه ليها ..ماهر مينكرش انه فالاول اعترض على ليل كشكل ، لكن بعد ماعرفها كويس وشاف وقفتها مع ابنه حبها وعرف معدنها الاصيل ولو كان هيتمنى لغريب وحده مكنش هيتمناله وحده احسن من ليل ...
اثناء ماهما قاعدين على الغدا والكل متجمع وحتى قاسم اللى استأذن من شغله وراح لغريب .
ماهر :اعملو حسابكم هنعمل حفله كبيره اوى بمناسبة شفا غريبى حضريلها ياجميله انتى ومريم والبنات عايزها حفله محصلتش ..هعزم فيها كل اصحابى من رجال الاعمال ...وانتا ياغريب اعزم كل حبايبك واعمل دعوه عامه على صفحتك على الفيس لكل اللى يعرفك عشان ييجى .
غريب هز دماغه بالموافقه لانه فعلا له اصحاب وحشينه اوى ونفسه يشوفهم ..
ماهر بص للكل :وكل واحد فيكم يعزم معارفه وحبايبه .
مريم :بس دا هيكلفك مبلغ كبير اوى ياماهر ..وانتا كان ممكن بالمبلغ دا تطلعه لجامع او تبرع للغلابه وبكده هتاخد ثواب كبير اوى .
ماهر :انا مش ناسى حق ربنا عليا يامريم، وبالفعل ناوي اسد دين خمس غارمين واخدين حكم ، زى مادايما بعمل بعد كل مكسب عمليه او مشروع ...بس برضو لازم نفرح حبايبنا معانا ونشارك معاهم فرحتنا ..
مريم بانبهار :كل مره بتفاجئنى انتا ياماهر والله ..
ماهر :وبعدين انا معايا كام غريب يعنى ...دا هو واحد ...قالها وبص لنادر عشان يشوف غيرته وعصبيته المصطنعه من مدحه لغريب ، لكنه شاف نادر مش معاه خالص وطول الوقت باصص لأميره اللى مش واخده بالها منه خالص وبتتوشوش مع ناديه وفريده وبيضحكو كل شويه وهما بياكلو ...
ماهر اتغاضى عنهم وقال انه اكيد فيه خلاف مابينهم زى مابيحصل بين اى اتنين مخطوبين وبص لقاسم .
قاسم شاف عيون ماهر اتسلطو عليه وساب الشوكه من ايده بخوف وعدل قعدته لما حس ان الهجوم من عمه ماهر عليه هيبدا بعد لحظات ...ولكنه بحركه ذكيه عرف يغير الموقف لصالحه لما سبق ماهر فالكلام ..
قاسم :احممم ياجماعه اسمحولى اقولكم خبر حلو واحنا قاعدين القعده الحلوه دى عشان فرحتنا تكمل ..
عمى ...احم قصدى ابو غريب طلب منى ايد موده اختى وانا بعد المباحثات واخد آراء كل العائله كبيرا صغيرا فطيما رضيعا اخدنا قرار بالموافقه بالاجماع .
ماهر اتوتر من شدة الفرحه وهو سامع الكل بيهنيه ويباركله الا نادر وناديه اللى كانو مستغربين الموضوع لانهم اول مره يسمعو بيه .
نادر :هتتجوز يبابا ؟
ماهر :ايوه يانادر هتجوز فيه عندك اعتراض ؟
نادر :اه يبابا فيه اعتراض ...مش تجوزنى انا الاول وبعدين تفكر فنفسك ! ايه الانانيه دى بقا ؟
ماهر :وهو انا مانعت جوازك يبنى ، ولا يعنى كنت انا السبب فالتأخير ..اللى منها التعاطيل اهى قدامك اهى وقاعده هى وجوزها كمان ..يلا اقنعهم وانا ليك عليا من بكره اجوزك ..
نادر بص لعمه راضى ومريم ولسه هيتكلم لكن فاجئه رد فعل اميره اللى وقفت مره وحده واستاذنتهم ومشيت وهى مرسوم على وشها الديق والكل لاحظ دا مش بس هو ..
مريم بصت على اميره واستأذنت وقامت من على السفره راحت وراها .
ناديه بصت لفريده :هى اختك مالها من امبارح مش على بعضها ؟
فريده :والله ولا اعرف ..وكل مااجى اتكلم معاها تقولى مفياش دماغ ..الظاهر ان الكليه وموادها مرخمين معاها ..واختى دماغها ليمتد(محدوده) شويه ..
ناديه :لا دا مش شويه دى باين عليها مضغوطه ياعينى ..
نادر لما اميره سابت الاكل وقامت هو كمان قام ومرضيش يكمل اكل وهو حاسس ان فيه حاجه مع اميره بتحصل ومش عايزه تقوله عليها ..وادايق جدا من الحاجز اللى ابتدت اميره تبنيه مابينهم فالفتره الاخيره دى .
غريب بارك لابوه بضحكه وهو بيتخيل موده واللى هتعمله فيه وقال لنفسه اكيد بابا عامل ذنوب كتير فحياته وربنا اراد انه يكفر عنها بجوازه من موده ..
وناديه كمان باركتله وهو مش قادره تكتم ضحكتها وجميله ضحكت على ضحكهم والكل دخل فنوبة ضحك بصوت عالى حتى ماهر معاهم
ماهر :هو انا ليه حاسس انكم شمتانين فيا اوى كده ...على فكره دى مش فرحه ليا دى شماته فيا انا متأكد .
وهنا الكل دخلو فنوبة ضحك مره تانيه وهما بيتخيلو موده واللى هتعمله فماهر وفيهم.
ماهر :يااااه دانتو كنتو مستنيينلى اى فرصه عشان تشمتو فيا بقا .
ناديه :بص يابابا ياحبيبي انا هتفق معاك اتفاق ..تنبه على موده انها ملهاش دعوه بيا خالص ولا تعقمنى لو شايفانى مش قادره امشى من كتر الجراسيم والميكروبات اللى عليا ...يأمه كده يأمه هسيبلكم البيت واطفش .
وهنا كان دور قاسم اللى كان اكتر واحد شمتان فماهر واكتر واحد بيضحك فيهم وهو متخيل ماهر مكان عبد السلام وكل شويه موده تعقم فيه وتقعده فالشمس ...لا ياناديه متقلقيش موده مش هتهتم غير بابوكى بس ...هو اللى هياخد كل التعقيم اطمنى ..
ناديه :ايوه كده اشطا ..بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خيير
مريم راحت على الجنينه ورا اميره اللى كانت وصلت المرجيحه وقعدت عليها وباصه لبعيد وشارده بضيقه .
وقعدت جمبها :مالك ياميرو ياحبيبتى فيه حاجه مدايقاكى ..زعلانه من حاجه ؟ زعلانين انتى ونادر ؟
اميره هزت دماغها لمامتها برفض .
مريم :امال مالك قمتى ليه منتوره اول مانادر جاب سيرة الجواز زى اللى لطشتك عقربه ؟
اميره :عشان مش عايزه حد يفتح الموضوع دا دلوقتى ...انا خلاص فآخر سنه وكلها كام شهر واخلص ومش عايزه اى حاجه تلهينى عن مزاكرتى حتى لو كان كلام فالجواز
مريم:ياسبحان الله ..شوفو مين اللى بتتكلم ...انتى اميره بنتى ولا بدلوكى ..يبت على امك الكلام دا دانتى كنتى هتموتى وتتجوزى ولما كنت بعترض كنت بحس انك عاوزه تاكلينى اكل ؟!
اميره :فكرت كويس وشفت ان مستقبلى اهم من الجواز والكلام الفاضى دا .
مريم :والله ؟ طيب ربنا يكملك بعقلك يارب ..وعموما متخافيش عشان انا قولت مفيش جواز الا بعد الجامعه يعنى مفيش جواز ..
ودلوقتى بقا افردى بوزك عشان نادر جاى علينا اهو ،وبصراحه انا ملاحظه من اول ماجيت انك منفضاله خالص ودا مش كويس ...
اقلعى الوش الخشب اللى انتى لابساه دا احسن تطفشى الولد ومش ممكن هتلاقى زيه وتقعدى بعدها تغنى ظلموه ..
اميره فسرها :لا ياماما غلطانه ..فيه زيه واحسن منه بكتير كمان ، بس انا اللى كنت عميه وغبيه ومبشوفش ..
قامت مريم لما نادر قرب وسابتهم ودخلت الفيلا ..
نادر :هاه بقا مش هتقوليلى مالك يامرمر ...ممكن اعرف ايه اللى مزعل حبيبي
اميره اتنهدت :انا مش زعلانه ولا حاجه يانادر. صدقنى مفيش حاجه
نادر :بشكلك دا وبعد التنهيده اللى حرقت شجرة الورد المسكينه اللى قدامك دى ؟ لا فيه حاجه ونص كمان ..اميره انا نادر حبيبك احكيلى كل حاجه واى حاجه متتردديش .
اميره :صدقنى مفيش حاجه بس انتا عارف دى آخر سنه كليه وضغط المزاكره وكده ..
نادر بصلها بحيره وهى بتهرب بعنيها منه :اتمنى يكون دا فعلا السبب يااميره ...
اميره وقفت واستأذنت من نادر عشان تدخل للبنات بعد ماحست انه هيبتدى يتكلم معاها فحياتهم الجايه ومستقبلهم زى كل مره والموضوع دا بقا يخنقها ..
دخلت الفيلا تحت انظار نادر اللى متابعها وعقله هيتجنن من التفكير فالسبب اللى غيرها بالطريقه دى وفالاخر مخه اهتدى انها مش هتعمل كده الا لو كان فيه شخص تانى دخل حياتها ومن مجرد الفكره دى نادر اتخنق وحس قلبه عصره من الالم والخوف ..
ناديه وفريده طلعو على فوق يرغو مع بعض كالعاده ومصدقو يلاقو بعض وهما الاتنين كل وحده فيهم حاسه بالوحده ...
اما اميره فعملت المستحيل لغاية ماقدرت تسحب ليل من غريب وتاخدها معاها بحجة انها وحشتها اوى فالكام يوم اللى فاتو دول ..
اخدتها ودخلو اوضة سميه وابتدت اميره تجرجرها فالكلام عن غريب وليل ماصدقت انها تلاقى حد توصفله ويشاركها السعاده اللى هى عايشاها مع غريب من بعد مارجع يشوف من تانى ...
وصفتلها احساسه بيها كان ازاى وهو بيقربلها وكأنه بيقربلها لاول مره، وكم المشاعر الحلوه اللى شافتها منه ..وعن شغفه ..وشوقه ..عن احساسها باحتياجه ليها ...وصفتلها لما باسها فكل شبر فبيتها بوسه وحكتلها كلامه ليها ..حتى همسه اللى كان بيهمسه فودنها وهما مع بعض فأشد درجات القرب والاثاره قالتهولها ...
اميره كانت بتسمع وكل حركه وكل همسه وكل كلمه غريب قالها لليل كانت بتتخيل انه قالهالها هى ...
حتى احساس ليل اللى وصفتهوله وهى فحضنه تخيلت انها هى اللى حست بيه ..حتى الابتسامه لما ليل كانت بتبتسمها وهى بتحكى اميره كانت بتبتسم نفس الابتسامه بنشوه اكتر ووله اكبر ...
خلص اليوم والليله دى غريب اخد ليل وراح بيها على شقتهم وقضو مع بعض لوحدهم ليله من ليالى الف ليله وليله، كل واحد منهم عرف ازاى يخلى حبيبه يدوب بين ايديه وينسي العالم كله ...
*************
النهارده الحفله
ماهر نظرا لكم الضيوف اتفق مع مطعم هو اللى يجهز اكل الحفله كله مفيش غير حجات خفيفه بس عملتها جميله ومريم وماجده فالمطبخ ..وحتى اتفق كمان مع المطعم يبعتله طاقم جرسونات وسفرجيه يخدمو على المعازيم ...يعنى ستات البيت اتفرغو لمقابلة ومجاملة المعازيم وبس ..
فاليوم دا اتمنى غريب ان ماماته سميه كانت قاعده وسطهم وشاركتهم فرحتم دى ...اتصل بيها وقالها عالحفله ومكانتش محتاجه لحفله عشان تبين فيها سعادتها بغريب وهى واضح من كلامها ونبرة صوتها انها طايره من الفرحه والسعاده برجوع نور عنيه اللى كانت السبب فانه يتحرم منه طول الفتره اللى فاتت دى ...
ودعته بعد ماسمعته احلى دعوات كل ام بتدعيها لاولادها واتمنتله سعادة وراحة الدنيا كلها طول سنين حياته اللى جايه .
ماهر اثناء مابيستقبل فمعازيمه دخلت حوريته ومودته وخطفت انفاسه بفستانها الاحمر النارى ومكياجها الجرئ وكانت قالعه النضاره ولابسه عدسات وشافها فى لوك اول مره يشوفها بيه ...سلمت عليه وشتتة انتباهه، مبقاش عارف يتكلم مع حد من ضيوفه كلمتين على بعض، من غير مايبصلها بين كل لحظه والتانيه وهى كمان كانت تبصله بانبهار على رزانته وشياكته ولباقته فالتعامل مع الضيوف وهاله الوقار اللى مغلفاه ومخلياه ابرز واحد بين كل المعازيم ...
اما اميره فجاهدت عشان تطلع برنسيس وراحت اكبر بيوتى سنتر وخلت نادر هو اللى يحاسب ورجعت وهى معتقده انها بكده هتلفت نظر غريب ليها وخصوصا لما كانت تتعمد كل دقيقه انها تقف جمب ليل عشان يقارن مابينهم ...
لكن اللى حصل ان اميره مقدرتش تلفت انتباه غريب ليها برغم كل اللى عاملاه فنفسها واللى كان مخليها محط انظار كل اللى فالحفله رجاله وستات، وخصوصا ان المكياج كان بارز جمالها بطريقه مش معقوله ..
عيونه كانو طول الوقت على ليل لدرجة انها لما كانت بتتكلم كان بيسكت ويراقب الكلام وهو طالع من بين شفايفها بكل تركيز ...ولو ابتسمت كان بيبتسم لا اراديا على ابتسامتها ...
اميره كان كل همها وشغلها الشاغل ومحور اهتمامها الوحيد من بين كل اللى فالحفله غريب وابدا مش ملاحظه نادر اللى طول الوقت عنيه متعلقه عليها وناسى كل الدنيا ومش شايف غيرها قدامه وقلبه بيرفرف وهو متابعها مع كل حركه تتحركها وكل خطوه بتخطيها .
قاسم شاور لغريب وهو واقف مع مجموعة لوائات وغريب راحله فورا ..
الكل بارك لغريب على نجاح عمليته ..
اللواء احمد الراوى من مكافحة المخدرات واللى كان غريب متعين تحت اشرافه فبداية تعينه وشاف ذكائه وشطارته من اول مهمه ..
اللواء احمد :انا النهارده جاى ومش جايب معايا اى هدايا فأيدى ياغريب ..لكن هديتك عند ى انك رجعت معانا فالجهاز مره تانيه وتقدر تنزل وظيفتك من بكره لو تحب ...لكنى افضل انك ترتاحلك اسبوع ولا اتنين قبل ماترجع ..
غريب بص لكل اللى حواليه بفرحه وهو مش مصدق ومستنى حد يأكدله اللى بيسمعه وفعلا قاسم عمل كده لما هزله دماغه واتكاله على عنيه بأيمائه خفيفه غريب على اثرها اخد اللوا فحضنه من كتر فرحته ..
غريب :انا اسف يافندم اتحمست زياده من فرحتى
اللوا :لا ولا يهمك انتا ابنى ياغريب، وانا من اول يوم شفت فيك حاجه كبيره قوى وقلت انك هتسيب علامه مميزه فعالم مكافحة المخدرات ...وصدقنى انا زعلت جدا على اللى حصلك ..وعلى قد زعلى على قد فرحتى بشفائك ..وبأذن الله هتحقق كل توقعاتى ليك وهتخلينى افتخر انه فعهدى وففترة خدمتى خدم تحت ايدى غريب الدمنهورى فرعون الداخليه ..
غريب :والله انا لسانى عاجز عن شكر سيادتك ومش لاقى اى كلام اقوله لحضرتك بعد الكلام الكبير دا اللى هيفضل وسام على صدرى طول العمر .
اللوا :مش مستني منك شكر بالكلام انا ياسيادة الملازم ..انا شكرك ليا هيكون بكفائتك وتفانيك فشغلك ..
غريب :متقلقش يافندم باذن الله هكون عند حسن ظن سيادتك ...احمم معلش ممكن اطمع فكرم سعادتك واطلب طلب كمان ..
اللوا :اتفضل ياغريب اطلب اللى انتا عاوزه ..
غريب :طالب قاسم يتنقل من الجهاز بتاعه للجهاز بتاعنا وصدقنى يافندم هتتفاجأ من كفائته اللى بتعادل كفائتى واكتر كمان ..
قاسم بدون وعى :عاوز ايه ياروح امك ؟
غريب زغد قاسم بكوعه وبص للوائات اللى استغربو من رد فعل قاسم ...
قاسم :لا متسمعوش كلامه دول وهما بيعملو عملية عنيه نسيو مشرط جوا طلع على نافوخه ...
غريب بص للوا :صدقنى يافندم اسمع كلامى وانقله ومش هتندم ..
قاسم :لا اوعى تسمع كلامه ..ينقل مين ياعم انتا ..انتا اتهطلت ياغريب ولا ايه ؟
غريب شد قاسم من دراعه لبعيد
قاسم بأفأفه : عاوز ايه اوعى كده دانتا عيل غبي اوى ..
غريب :استنى واسمعنى بس ياقاسم .
قاسم بزعيق :اسمع ايه اتنيل اتكلم وقول ايه اللى هببته دا بدال ماامد ايدى اخزقلك عنيك تانى وانتا لسه مفرحتش بيهم .
غريب :انتا مش اخويا وصاحبي وحبيبي ياقاسم ؟
قاسم :اممم وبعدين ..وخبط كف ايده على ضهر ايده التانيه ..
غريب :طيب انتا مش قولت انك مش هتتخلى عنى لاخر العمر ...مش كل مره بتحصلى فيها حاجه بتبقى هتتجنن عليا ؟ طيب متخليك جمبى وتاخد بالك منى وتبقى فضهرى وابقا مطمن بيك .
قاسم :وهو انا عشان ابقا فضهرك اتمرمط فالصحارى، واحرق فزرع بانجو فعز الحر والموت، واطارد عصابات وتطلع روحى ؟ متتنقل انتا الجهاز بتاعى وانا اوعدك هبقا فضهرك وفوشك وفكل حته حواليك ونبقا مرتاحين وميت فل واربعطاشر .
غريب :وحلمى ياقاسم ..دانتا اكتر واحد عاشرنى وعارف انى متعتى كلها فالعمل الميدانى ...يعنى هو احنا كنا بنتمرن ونتدرب طول السنين اللى فاتت دى عشان فالاخر نقعد على مكاتب ونجيب الناس الاغنيه نحقق معاهم ونتطفل عليهم وكل همنا نعرف هما جابو فلوسهم منين ؟
فى حين ان فيه ناس تانيه بتدمر فبلدنا واولادنا وشبابنا وعايشين وسطنا بمنتهى الحريه ؟
قاسم : والمفروض انا دلوقتى روح الوطنيه عليت عندى وهفتكر نفسى رأفت الهجان واحضنك وانا سامع فودانى قوم يامصرى مصر دايما بتناديك صح ؟ ... لا يابابا انسى انا كده مرتاح .
غريب :متعودتش منك النداله ياصاحبي ..عموما افتكر انك مش اد كلامك وانك لما قولتلى هتفضل فضهرى طول العمر كنت بتهجص
وسابه واداله ضهره ومشى خطوتين وبعدها سمع صوت قاسم ..
استنى ياعملى الاسود ...كان يوم مطلعتلوش شمس يوم مااتحطيت معاك فأوضه وحده ...لو كنت اعرف مصيرى معاك كنت غيرت الاوضه وغيرت قدرى معاها ...تعالا اتنيل هقول للوا انى موافق اتنيل اتنقل معاك ...ياكشى فأول مهمه نتقتل احنا الاتنين ونموت ونخلص ..
***********
خلصت الحفله والمعازيم كلهم مشيو مفضلش غير بس عيلة قاسم ومريم وعيلتها فالفيلا ...
قاعدين كلهم فالجنينه وغريب بيحكيلهم عن انه رجع لشغله والفرحه مش سايعاه وليل فرحانه لفرحته وهى شايفه لمعت عيونه وهو بيتكلم عن شغله اللى كان طول الوقت حسره فقلبه انه اتحرم منه ..
قاسم :واحب ابشركم انه نقلنى معاه فمكافحة المخدرات واللى اكلته فوظيفتى وعلى مكتبى بط بط هيطلع عليا معاه وز وز ...
الكل ضحك على قاسم .
جواهر :احسن حاجه عملها غريب والله ...ياقاسم دانا بقيت حاساك واحد عجوز من كتر قعدة المكتب وحتى ابتدا يطلعلك كرش اهو ..
قاسم :وماله كرشى مدايق جنابك فأيه ...واقف فطريق سعادتك كرشى دا ولا سادد عليكى الهوا ؟
جواهر بضحكه :لأ بس مبوظ منظرك
قاسم :اطمنى يختى اهو طلعتين تلاته مع وش الفقر دا.. ولا هتلاقى فيا كرش ولا ادين ولا رجلين ولا ودان حتى ...
هجيلك من الصحراء الجرداء متحمص وناشف زى البقسمطايه ولا كرش ولا نيله ...
الكل ضحكو عليه وماهر قطع الضحكه دى لما قام ودخل جوا اوضته وطلع بعلبه قطيفه حمره مخمليه وقعد جمب موده وفتحها وهو بيمدلها ايده بيها ....شبكتك ياعروسه ..بعد اذن عمى عبد السلام طبعا انا قاسم بلغنى بموافقتكم واشتريت الشبكه دى على زوقى يارب تعجب موده .تسمحيلى
موده بصت على الشبكه باعجاب اتحول لذهول وهى شايفه طقم الالماظ اللى جواها واللى عمرها محلمت انه يكون عندها حتى فأحلامها ...
بصت لمامتها اللى ابتسمتلها بحنان وباباها اللى شجعها بهزه من دماغه وهى وسعت لماهر اللى قعد جمبها وابتدا يلبسها فالشبكه ...
وسط سعادة الكل فريده ميلت على اميره :اتفرجى على الالماظ يافقريه ..بكره نادر يلبسك طقم زى دا ومحدش يعرف يكلمك ..
اميره بصت لغريب وهى بتتمنى انه يكون فيوم من الايام من نصيبها ازاى متعرفش لكن الامنيه دى عندها اغلى من كل كنوز
لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا
لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا