أخر الاخبار

رواية سليمه الفصل الخامس5بقلم ميمى عوالى


رواية سِليمة

الفصل الخامس

بقلم  ميمى عوالى 

فجأة عليت زغاريد كتير ورا بعضها و كانت زغاريد نبوية ، و دخلت عليهم شدت سِليمة و اخدتها فى حضنها و هى بتعيط و بتقول : كنت عارفة يا بنتى ان ربنا شايل لك نصرة كبيرة اوى ، انا و ابوكى كنا قلقانين عليكى من بعد ما نسيب الدنيا دى ، لكن ربنا حب يطمن قلوبنا عليكى و احنا لسه على وش الدنيا ، و اهو ربنا بعتلك اهلك اللى من دمك عشان يبقوا عزك وسندك فى الدنيا من بعد ربنا 

سِليمة بصت لنبوية بدموع و قالت لها : تقصدى ايه يا امة

نبوية : قصدى انك توافقى يا قلب امك ، و عيشى فى عز خالك و جوزك 

سِليمة التفتت بصت على رحيم ، لقته بيبص لها نظرة خلتها اتكسفت و بصت فى الارض 

فعبد العزيز قال لمدبولى : رغم انى خالها ، لكن انا عارف ان انت اللى ربيتها طول السنين دى كلها ، و برضة بطلبها منك و مستنى موافقتك يا شيخ مدبولى 

مدبولى و هو بيمسح عيونه و متأثر من اللى حصل : زى ما عملت فى النوبة الاولانية هعمل فى التانية يا حاج

رحيم بفضول : و عملت ايه يا شيخ مدبولى قبل كده

مدبولى : اديتها حرية الاختيار يا ابنى ، و بديها دلوقتى برضة حرية الاختيار ، و هى اللى تقول ااه او لا

رحيم بص لابوه زى ما يكون بيترجاه يتكلم ، فعبد العزيز شد سِليمة من تانى قعدها جنبه و قال : صدقينى يا بنتى ، انا فضلت ايام وشهور و سنين ادور على امك ، و حتى بعد ما اليأس ملى قلبى من انى خلاص ممكن اعتر فيها من تانى ، لكن رجعت ادور عليها من تانى بعد موت جدك ، لما اتفقت انا و خالك على و خالتك نعمات اننا نشيل لها ورثها و ما نفرطش فيه ابدا

سِليمة : ورث

عبد العزيز ببهجة : طبعا ورث ، و ورث مش قليل كمان ، ده امك ليها ارض و ليها كمان نصيب فى بيت ابويا اللى لما اتهد و اتوزع ، خليت نصيب امك معايا فى بيتى ، و اسمها موجود فى حجة البيت لحد النهاردة بعدد الاسهم بتاعتها ، و عمرى ما فرطت فى حقها ، و ريع الارض بتاعتها شايلهولها عندى بامانة الله و كل حاجة متسجلة فى الدفاتر 

و بعدين كمل بحزن : كنت عشمان ان الوجوه ترجع تتقابل من تانى ، رغم انى كنت عاتب عليها اللى عملته ، و الغضب كان مالى قلبى من يمتها ، بس سنة ورا سنة كان شوقى ليها بيغلب غضبى منها ، و يعلم ربنا ان ما حدش فى اخواتها ابدا كان ناوى على اى اذية ليها فى يوم من الايام

لما جيت عشان اطلبك لرحيم ، كنت جاى اطلب ايد سِليمة ، بنت أمام الجامع ،  اللى راعت ولاد بنتى بحب و حنية ، و اللى بتحفظهم كتاب ربنا 

لكن دلوقتى انا عاوز بنت اختى ، عاوزها ترجع لحالها و لمالها و تتمتع بخير امها و اهلها ، لكن طبعا فرحتى هتبقى فرحتين ، لو وافقتى تتجوزى رحيم ، و ما تقلقيش من ناحية الخلفة ، دى حاجة بتاعة ربنا ، ثم ان رحيم معاه بنتين زى العسل 

سِليمة بدهشة : هو متجوز

عبد العزيز : كان متجوز و ماحصلش وفاق بينه و بين مراته ، و ماكملوش سوا ، و طلقها ، يعنى انتو الاتنين متطلقين و ظروفكم زى بعض .. ها ، قلتى ايه

سِليمة بصت لمدبولى لقته بيبتسم لها ، بصت لنبوية لقتها فرحانة جدا ، بتلف بعينها عينها جت على رحيم اللى قال لها بابتسامة : انا جاى من بلدنا لحد هنا و انا فى نيتى ان ربنا ييسر لنا الحال و نقرا الفاتحة النهاردة

سِليمة بصت لعبد العزيز و قالت بخجل و بخفوت : اللى تشوفوه

نبوية قعدت تزغرد و فاطمة و فهمى قعدوا يقلدوها و سط ضحك الرجالة و مباركتهم لبعض  

عبد العزيز : اهدوا بقى كده شوية و خلونا نقرا الفاتحة ، فقعدوا كلهم من تانى و ابتدوا يقروا الفاتحة مع بعض ، و اول ما خلصوا رحيم مد ايده فى جيبه طلع كيس قطيفة ناوله لابوه و هو عينه على سِليمة ، فعبد العزيز فتح الكيس و طلع العقد و مد ايده لبسه لسِليمة و قال لها ، دى هدية الفاتحة ، لكن ان شاء الله الاسبوع الجاى شبكتك هتبقى عندك 

رحيم بص لمدبولى و قال له : بعد اذنك يا شيخنا ، احنا الجمعة الجاية بالمشيئة هنلبس الشبكة و نكتب الكتاب ، و هاخدها معايا على بلدنا 

نبوية باعتراض : الله فى سماه ما يحصل ابدا

الكل بص لنبوية باستغراب فقالت : انا بنتى هتخرج من هنا عروسة و هيتعمل لها فرح البلد كلها تتحاكى بيه ، و سِليمة حبايبها فى البلد كتير ، و لازما الكل يفرح لها

عبد العزيز بفرحة : ماجيتيش فى جمل يا حاجة ، انا كده كده كنت ناوى اعمل لها فرح حدانا ، لكن اللى تؤمرى بيه يكون ، اكبر فرح يتعمل هنا و احلى فرح يتعمل هناك

سِليمة باعتراض : و لازمته ايه كل ده

مدبولى : امك عندها حق يا بنتى ، افرحى يا سِليمة، طالما ربنا بعتلك الفرح لحد عندك ، افرحى على اد ما تقدرى يا بنتى

فى بيت عبد الهادى بعد صلاة العشا ، كان عبد العزيز قاعد و واخد فاطمة و فهمى فى حضنه و بيقول لرحيم : هنعمل ايه يا رحيم 

رحيم : لو عاوزنا نرجع الفيوم النهاردة ياللا بينا 

عبد الهادى : ياللا ايه يا عم انت ، احنا لسه ماقعدناش مع بعض ، و العيال لسه ماشبعوش من جدهم ، باتوا معانا النهاردة ، على الاقل نرتب للفرح يا عريس

رحيم بمرح : ايوة كده ، عاوز كل ما تكلمنى تقوللى يا عريس ، عشان اعيش اللحظة 

عبد العزيز : طب و البنات يا ابنى هنسيبهم لوحدهم كده

رحيم : ما تقلقش يا حاج ، انا لسه مكلم مسعدة ، و اتطمنت عليهم 

فاطمة : هو انتو هتاخدوا طنط سليمة معاكم و انتم ماشيين

رحيم بابتسامة : ااه يا بطوط ، بس الاسبوع اللى جاى ان شاء الله ، مش  المرة دى 

فاطمة بزعل : و مش هنشوفها تانى 

عبد العزيز بصلهم بزعل و اتنهد و قال : ربنا يعدل الاحوال و تيجوا كلكم تعيشوا معايا هناك

فاطمة : هناك فين يا جدو 

عبد العزيز : فى بيت امكم يا بنتى 

عبد الهادى : النفوس بس تهدى يا حاج ، و ان شاء الله ربنا يعدلها ، ده البيت اللى رحيم اشتراهولنا هناك قريب منكم اوى 

عبد العزيز : ايوة يا ابنى عارف

عبد الهادى : انا ان شاء الله كل ما ينكسر معايا قرش هبعتلك يا رحيم توضبلى فيه حاجة

رحيم : البيت متوضب على النضافة و الفرش يا رحيم ، و وقت ما النفوس تهدى ، ما تشيلش هم ، كله هيبقى تمام

عبد الهادى : خلونا نتكلم فى المهم ، قوللى على اللى انت عاوزه ، و انا هنفذهولك بالميللى 

رحيم : قدها و قدود يا هادى ، و انا ان شاء الله هبقى عندك من يوم الاربع انا و الحاج

عبد العزيز : و اخواتك يا رحيم

رحيم : دى مهمتك انت بقى يا حاج لما نرجع بكرة ان شاء الله

عبد العزيز : ماشى يا ابنى ، ان شاء الله

فى صلاة الفجر اتقابل الشيخ مدبولى مع عبد العزيز و رحيم و عبد الهادى ، و فى عادة الارياف ان الناس بتصحى من قبل الفجر ، و معظم الرجالة بتصلى الفجر فى الجامع 

فبعد الصلاة مدبولى وقف و قال بصوت عالى : يا اهل البلد انا عاوز اعزمكم كلكم يوم الخميس اللى جاى على فرح سِليمة ، على الباشمهندس رحيم ابن خالها 

الناس كلها استغربت ، من امتى سِليمة ليها خال ، فمدبولى قال لهم بصوت عالى .. ما تستغربوش ، اهل سِليمة اخيرا عتروا فيها ، و ده … و شاور على عبد العزيز وقال … الحاج عبد العزيز خال سِليمة و اللى يبقى برضة حما الاستاذ عبد الهادى و جد ولاده ، و بعدين شاور على رحيم و قال .. و ده بقى المهندس رحيم عريس سِليمة و ابن خالها ، الناس كلها باركت لمدبولى و عبد العزيز ، و بقوا مبسوطين لسِليمة و مستعجبين فى نفس الوقت 

و على الساعة عشرة الصبح ، كان عبد العزيز و رحيم بالعربية قدام دار الشيخ مدبولى ، و نزل رحيم من العربية خبط على الباب ، فسِليمة فتحت و استغربت لما لقت رحيم فى وشها و اتكسفت لما شافته بيبصلها بابتسامة ، فقالت بخجل : اهلا يا سى رحيم 

رحيم بمرح : احلى رحيم سمعتها فى حياتى 

سِليمة بلخبطة : حقك عليا مش هقدر اعزم عليك تتفضل جوة ، ابويا مدبولى مش هنا 

رحيم : انا و خالك كنا جايين نسلم عليكى قبل ما نمشى ، بس الحاج قاعد برة فى العربية ، مش قادر ينزل ، هتيجى انتى تسلمى عليه

سِليمة بصت ورا رحيم لقت عبد العزيز قاعد فى العربية و بيبصلها بابتسامة حنينة ، فخرجت و راحت عنده و قالت له بابتسامة : يسعد صباحك يا خال 

عبد العزيز : يسعد صباحك يا بنتى ، انا قلت اشوفك قبل ما نمشى و اسالك لو عاوزانى اجيبلك معايا حاجة معينة و انا جاى 

سِليمة : تسلم يا خال ، عاوزة سلامتك

عبد العزيز : طب تعالى سلمى عليا ، و مد ايده لسِليمة ، و اول ما مدت ايدها ليه لقته حط فى ايدها مبلغ كبير اوى ، فسِليمة اتخضت من كتر الفلوس اللى فى ايدها ، عمرها مامسكت مبلغ زى ده  فقالت له : فلوس ايه

دى يا خال

عبد العزيز : الفلوس دى تخليها معاكى ، و اى حاجة تحبى تجيبيها ، هاتيها طوالى ، اوعى تخلى نفسك فى حاجة ، و انا هشتريلك كافة شئ تحتاجيه و هحطهولك فى بيتك هناك

سِليمة بلخبطة : طب طالما انت هتجيبلى كافة شئ ، يبقى لزومها ايه بقى الفلوس دى 

عبد العزيز : خليهم معاكى و خلاص ، و بلغى ابوكى ان عبد الهادى هو اللى هيحضر للفرح ، و الدبايح و كافة شئ

سِليمة : دبايح

عبد العزيز : ايوة طبعا دبايح ، لا هو انتى شوية ، ده انتى كبيرة اوى و مقامك كبير يا حبيبتى ، و لو عوزتى اى حاجة ، انتى بس ابعتى لعبد الهادى و هو هيتصرف ، و اه ، خدى الورقة دى فيها ارقام تليفوناتى انا و رحيم ، لو اى وقت قبل ما نجيلك احتاجتى حاجة كلمينا على طول 

سليمة بامتنان : تسلم يا خال ، ربنا مايحرمنيش منك ابدا 

رحيم من وراها : و ليكى عليا و احنا جايين هجيبلك احلى فستان فرح و كل اللى تحتاجبه كمان

سليمة بصت فى الارض بكسوف و قالت : تعيش و تجيب

عبد العزيز : ياللا يارحيم ، عشان نلحق يومنا يا ابنى ، خدى بالك من روحك يا سِليمة و سلميلنا على ابوكى و الحاجة

سِليمة شاورت لهم بفرحة و قالت : مع السلامة ، طريق السلامة يارب 

قبل صلاة الضهر كانت كل البلد عرفت بالحكاية ، و فى دار تفيدة و كانت قاعدة زى عوايدها على المصطبة ، و كانت ثريا بتأكل الطيور فوق السطوح و عرفت القصة كلها من واحدة جارتهم ، ثريا نزلت من فوق السطوح و هى بتبتسم بخبث و قالت بصوت عالى و فيه نبرة تهكم : و الله يا امة يمكن تكون دى الحسنة الوحيدة اللى عملتيها فى البت الغلبانة دى 

تفيدة بشر : تقصدى ايه يا مزغودة 

ثريا بسخرية و كيد : اقصد لما صممتى انك تخلى السيد يطلق سِليمة .. كسبتى فيها ثواب ، على الاقل لما جالها عدلها كانت خالية ، ربنا يسعدها ، اهو ربنا فتحها عليها من وسع ، غلبانة سِليمة ، بس اهو ربنا نجاها و غناها كمان ، دى البلد كلاتها بتحكى وتتحاكى على العربية اللى اهلها كانوا راكبينها ، و اللا خالها .. بيقولوا راجل هيبة كده و باين عليه العز ، و كمان ابنه اللى هيتجوزها بيقولوا مهندس و شكلهم كده اغنيا اوى ، لا و كمان بيقولوا ان ليها ورث كبير اوى الوفات الوفات ، و الله فرحتلها ان ربنا نجاها

تفيدة بقهرة : اهى حظوظ ، باديا دى فرطت فيها ، كان زماننا متنعمين معاها بالخير ده كله ، و وقعنا فى ارابيزك يا بوز الاخص ، و برضة طلعتى بور ، الا ما شفتك حتى حبلتى فى فار 

ثريا بكيد : ان كان عليا انا حبلت من جوزى الاولانى ، اى نعم سقطت بعد كده ، بس الاصل انى حبلت ، انما بقى الدور و الباقى على ابنك اللى اتجوز مرتين و ما قدرش يحبل مراتاته 

تفيدة بغل : انتى تقصدى ايه يا بنت المركوب انتى ، تقصدى ان ابنى هو اللى معيوب 

ثريا بزعيق : هى مين دى اللى بنت المركوب يا ولية انتى ، ده انا بنت الجابرى و اللا نسيتى روحك ، اوعى تانى مرة تشتمينى بابويا و اللا انتى عارفة انا لو قلت له ممكن يعمل فيكى ايه ، انا بس مش عاوزة اوجع دماغ السيد كل ساعة و التانية بزفارتك دى 

تفيدة بنرفزة : بقى انا زفرة يا قليلة الحيا 

ثريا بامتعاض : و الله كل واحد عارف روحه ، و سابتها و دخلت المندرة بتاعتها و خرجت بعد شوية و هى لابسة عبايتها و طرحتها فتفيدة قالت لها بزعيق : على فين العزم ان شاء الله و جوزك زمانه جاى و عاوز يتغدا 

ثريا بكيد : هروح ابارك لسِليمة ، اصلها هتوحشنى لما تسافر مع جوزها الباشمهندس 

تفيدة : و ايه اللى يوديكى بيت ضرتك من غير اذن جوزك

ثريا بكيد : سِليمة عمرها ماكانت ضرتى يا حماتى ، مش بقول لك ان حسنتك الوحيدة انك طلقتيها من السيد ، سبحان الله زى مايكون النحس اتفك عنها لما بعدت عنك 

تفيدة بغيظ : و برضة مافيش خروج من الدار من غير اذن جوزك

ثريا بصت لها بكيد و سابتها و خرجت ، و مشيت فى الطريق اللى عارفة ان جوزها بيرجع منه و هو راجع من الغيط ، و فضلت ماشية لحد ما قابلته و هو بيستعد انه يروح من الغيط و اول ما شافها قال لها بقلق : ثريا .. خير ، فى حاجة و اللا ايه

ثريا قعدت على الارض و قالت له بضحك : اصلك وحشتنى ، قلت اجى اطل عليك و اشوفك لو محتاج مساعدة 

السيد ضحك باستغراب و قال لها : و ده من امتى ده

ثريا اتنهدت و قالت : و الله يا سيد لو ينفع اجيلك اقعد معاك هنا كل يوم و نروح سوا كنت عملتها ، بس اهو بقى 

السيد بصلها باستغراب و قعد قصادها و قال لها بفضول : فى ايه يا بت ، ايه اللى حصل

ثريا : مافيش جديد ياسيد ، بس امك الصراحة عاوزة تفضل طول اليوم فى خناق ، و انا ما بقيتش ملاحقة على خناقها كل ساعة و التانية ، و كل شوية تعايرنى انى لسه ماحبلتش ، طب ما انا حبلت قبل كده يا سيد و هى عارفة ، اعمل ايه يعنى

السيد بوجوم : يعنى ايه الكلام ده يا ثريا 

ثريا بعياط : يعنى امك ناوية تخرب عليا زى ما خربت على سِليمة يا سيد ، ايه المشكلة يعنى لو روحنا للحكيم و هو يقول لنا نعمل ايه ، لكن امك اول ما سمعتنى بقول الكلام ده نزلت شتيمة فيا و فى ابويا و انا ما احبش حد يشتم ابويا يا سيد ، و عشان كده حطيت العباية و الطرحة عليا و خرجت من قدامها عشان ما تطولش فى اللى بتعمله ، و لقيتنى جاية اطل عليك و اقعد معاك شوية بعيد عن النقار ، و بعدين بصت للسيد بمسكنة و قالت له : انا نفسى اعيش معاك من غير مشاكل يا سيد 

السيد بتنهيدة : طب و العمل يعنى يا ثريا ، دى امى ، هرميها فى الشارع 

ثريا : لا طبعا و انا مايرضينيش ، بس المفروض تفهمها انها تبطل تتدخل بناتنا ياسيد و بعدين كل ما تعرف حاجة تضايقها تيجى تفش غلها فيا ، طب و انا مالى 

السيد باستغراب : حاجة ايه دى اللى ضايقتها

ثريا : و انا بأكل الطير فوق السطوح ، ام ابراهيم هى راخرة كانت على سطوحها ، و حكتلى على جوازة سِليمة ، و ان اهلها عتروا فيها ، فانا فرحت عشان سِليمة ، سِليمة طول عمرها غلبانة و منكسرة 

السيد باستغراب : فرحتيلها بجد يا ثريا 

ثريا بصدق : اى و الله يا سيد فرحتلها ، ربنا عوضها خير عن كل اللى حصل معاها

السيد و هو بيبص بعيد : و عن جوازها منى

ثريا : لا يا سيد ، عن اللى امك كانت بتعمله فيها ، و عن الذل اللى كانت شايفاه منها ، البلد كلاتها عارفة امك كانت بتعمل ايه فى سِليمة يا سيد ، دى كانت يوماتى سامة بدنها و قهراها و هى يا كبدى لا كانت بتهش و لا بتنش و عاوزة تعيش و السلام

و ليه و ليه عرفت انى فرحانة للبت الغلبانة دى ، و على اللى عملته فيا ، و هاتك يا شتيمة

السيد : معلش يا ثريا ، اعملى نفسك مش سامعاها 

ثريا : و لو حد سمعها و بلغ ابويا يا سيد ، ما انت عارف ، ابويا مش هيسكت ، و انا مش عاوزة يحصل مشاكل بينك و بينه ، فماتزعلش منى يا سيد ، لما شتمتنى بابويا ، انا ما سكتش ، و قلت لها لو ابويا عرف مش هيسكتلك

السيد بزهق : خلاص يا ثريا ، بس حاولى بعد كده اما تلاقيها هتتخانق ، ابقى اخفى من قدامها

ثريا بخبث : حاضر يا سيد ، عيونى 

اول ما عبد العزيز و رحيم بقوا على طريق السفر ، عبد العزيز كلم ولاده واحد واحد و طلب منهم يبقوا عنده فى البيت اخر النهار ، و لما نبيلة اتحججت بالمسافة ، قال لها انه هيبعت لها عربية تاخدها و ترجعها ، و فعلا بعت لها عربية تجيبها من بيتها هى و جوزها ، لانه كلم كمان ولاد اخواته عشان هم كمان ييجوا

و فى بيت عبد العزيز ، بعد ما وصلوا البيت بشوية ، عبد العزيز طلب من رحيم انه يسيبه هو اللى يتكلم مع اخواته و ولاد عمه و عمته 

و ابتدوا يوصلوا واحد ورا التانى ، بس اول اللى وصلوا كانت ناهد مع سامى جوزها و سهير اخته و اللى كانت طليقة رحيم و اللى يبقوا ولاد على اخو عبد العزيز و اللى مات من زمان زى بقية اخواته ، لان مافاضلش غير عبد العزيز هو بس اللى موجود

سهير اول ما دخلت راحت سلمت على عمها و بعدين قعدت وهى زى ما يكون متضررة و عاوزة تعرف فى ايه و تمشى باقصى سرعة ، و سامى سلم على رحيم ببرود و بعدين سلم على عمه و قعد جنب اخته من سكات ، اما ناهد فسلمت على رحيم بالحضن ، كان واحشها جدا و راحت اترمت فى حضن ابوها ، و سألت على ولاد رحيم ، فرحيم قال لها انهم فوق ، فطلعت بسرعة عشان تشوفهم و تسلم عليهم ، و رحيم طلع وراها ، فناهد شدته فى اوضة ابوها و قالت له : قوللى بسرعة شفت ولاد نادية ، حلوين ، صورتهم لى زى ما قلتلك

رحيم طلع تليفونه و وراها صور فاطمة و فهمى ، فنادية عيونها دمعوا اول ما شافتهم ، و قالت :  نسخة من امهم الله يرحمها

رحيم : و منك يا ناهد ، ماتنسيش انك تشبهى نادية اوى 

ناهد بتنهيدة : الله يرحمها ، و ربنا يهديك يا رامى انت و ربيع 

رحيم بابتسامة : امسحى وشك و سلمى على البنات و انزلى بسرعة عشان تعرفى ابوكى لاممكم ليه الليلة دى 

ناهد : طب ما تقوللى انت

رحيم بابتسامة : لا ، اسمعيها من الحاج احسن

و سابها و نزل لقى رامى اخوه و مراته سلوان ، سلم علي رامى و سلم على سلوان اللى كانت بنت رقيقة جدا و طيبة و مالهاش فى المشاكل ، و لما لقت سهير موجودة سلمت عليها و راحت بعد كده قعدت جنب حماها و هى بتتكلم معاه بود وحب ، و شوية و جت نبيلة و جوزها سليم و اللى يبقى ابن عمتها زينات ، نبيلة كانت جد زيادة عن اللزوم ، و دايما محددة هدفها و بتسعى وراه ، و لما اتجوزت سليم ، قررت انها تقف جنبه لحد ما تكبره و كان اكبر اهتمامها ببيتها و ولادها 

و فى الاخر خالص وصل ربيع و ليلى مراته ، و اللى كانوا طماعين زى بعض بالظبط ، و بينطبق عليهم مقولة .. الطيور على اشكالها تقع ، لما وصلوا سلموا على الكل و قعدوا مع بعض ، و كانت ناهد نزلت من عند البنات اللى امهم مافكرتش اصلا تسأل عليهم 

عبد العزيز فضل يدور بعينه بينهم شوية و هو ساكت و بعدين قال لهم بصوت هادى : انتم طبعا كلكم بتسالوا روحكم ، ياترى ايه سبب اللمة دى ، بغض النظر انكم وحشتونى و كان نفسى تجيبوا ولادكم معاكم ، لكن ملحوقة ، يوم الجمعة اللى جاية ، هترجعوا تتجمعوا كلكم من تانى هنا ، بس هيبقى كمان معاكم ولادكم

ربيع : خير يا بابا ، فى مناسبة و اللا ايه

عبد العزيز : الحقيقة يا ربيع هم مناسبتين مش مناسبة واحدة ، المناسبة الاولانية ، انى اخيرا بعد السنين دى كلها قدرت اعرف اللى حصل مع عمتكم رقية 

ربيع : تانى يا بابا ، ما خلاص بقى شيل الحكاية دى من دماغك

عبد العزيز بسخرية : بقى انا بقول انى اخيرا عرفت اللى حصل معاهم ، تقوم انت تقول لى انسى 

ناهد بلهفة : عرفت مكانها يا بابا 

عبد العزيز باسى : للاسف يا ناهد يا بنتى ، عمتك و جوزها اتوفوا من سنين طويلة ، الله يرحمهم

ربيع بتسرع : طب و ناوى تعمل ايه فى ورثها

عبد العزيز : ورثها من نصيب سِليمة بنتها

نبيلة : هى عمتى خلفت

عبد العزيز : خلفت سِليمة بس 

ربيع : طب و انت تضمن منين انها فعلا بنت عمتى رقية ، مش يمكن نصابة 

رحيم بغضب : ربيع .. حاسب على كلامك 

عبد العزيز بحزم : مش عاوز صوت ، و بعدين التفت لربيع و قال له : الكلام ده لما تكون هى اللى جت خبطت على بابنا يا استاذ ربيع ، ساعتها ممكن نشك فيها ، لكن ده احنا عرفنا بالصدفة البحتة ، و البنت ما كانتش تعرف اى حاجة عننا 

رامى : اومال عرفت ازاى يا بابا

عبد العزيز بهدوء : كنا رايحين نخطبها و اكتشفت اسمها و لما سألت عرفت كل حكايتها 

سامى بتريقة : تخطبوها … ايه يا عمى انت كنت ناوى تتجوز و اللا ايه

عبد العزيز بابتسامة تهكم : لا يا سى سامى ، رغم انى لو حبيت اعملها ماحدش يقدر يمنعنى

نبيلة : اومال كنتوا بتخطبوها لمين يا بابا

عبد العزيز : لرحيم 

سامى و سهير قاموا وقفوا مرة واحدة بغضب ، و سامى قال : انت عاوز ابنك يتجوز على اختى يا عمى 

عبد العزيز بهدوء : اختك من سنة و نص فاتوا قررت انها مش عاوزة تتكتف بجواز و عيال و مسئوليات ، و طلبت الطلاق من رحيم و صممت عليه ، و رحيم نفذ لها طلبها و رغم ان هى اللى طلبت الطلاق الا انه ادالها كل حقوقها .. حصل و اللا ما حصلش

سامى بغضب : ااه ، قولوا كده بقى ، تدوروا عليها فى السر ، و تلفوا عليها و تخطبوها لرحيم عشان تكوشوا على الميراث بتاعها فى عبكم

رحيم قام من مكانه بغضب و كان هيضرب سامى ، لكن ربيع و رامى و قفوا و منعوه ، و عبد العزيز قال بزعيق : ايه يا اولاد الغمراوى ، ما عادلكوش كبير ، عاوزين تمسكوا فى بعض قدامى 

رحيم بنرفزة : ما انت شايف يا حاج قلة ادبه

سامى بغضب : قلة ادبى و اللا طمعك ، و راح مشاور على ناهد و قال ..  بس اقول لكم على حاجة ، طالما وصلت لكده ، خلوا بقى بنتكم هى كمان فى حضنكم ، انا اللى يبيع اختى ، اخته ماتلزمنيش ، بنتك طالق ياعمى 

رحيم بص بسرعة على ناهد لقاها بتبتسم براحة ، و قالت بهدوء : كتر خيرك يا سامى ، بس عموما عشرتك ما يتندمش عليها 

سامى شد سهير بغيظ و راح ناحية الباب عشان يمشوا فعبد العزيز قال بصوت عالى : الفرح اللى هنا يوم الجمعة الجاية ، و اللى له مزاج يحضر الفرح فى البيت اللى اتربت فيه العروسة ، ييجى يحضر يوم الخميس

سامى مشى هو و سهير و رزع الباب وراه جامد 

رحيم بص لناهد و اخدها فى حضنه و قال لها : حقك عليا يا ناهد

ناهد بابتسامة مكسورة : ما انت عارف اللى فيها يا رحيم ، الحمدلله على قدره ، مبروك يا رحيم ، ربنا يتمم لك بكل خير 

باقى اخوات رحيم كمان باركوا له و بعدين رامى بص لابوه و قال له : هو ده كل اللى كنت عاوزنا فيه يا بابا و اللا خلاص كده

عبد العزيز بحزم : اعملوا حسابكم ، ان ولاد نادية لازم يتربوا فى حضنى


                      الفصل السادس من هنا

              لقراءة جميع فصول الرواية اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-