أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل الثامن8بقلم امنية يونس

     


مراة الحب 
بقلم أمنية يونس 

الفصل الثامن )




رسيل بدموع محبوسة : أمي أنا أعيش صراع داخلي  بين قلبي وعقلي عقلي يخبرني





 أن أنسحب الآن بدلاً من أن أعض أصابعي من الندم بعد فوات الأوان وقلبي يخبرني أن أعطيه فرصة أخري فهو حب حياتي  ولكني أعود وأذكر نفسي بفعلته الشنعاء وأشاهد ذلك الفيديو مرات ومرات حتي أؤكد لنفسي أنه لا يستحق 
نظرت ميرڤت إلي ابنتها بشفقة وحنان وهي تعلم أن ابنتها تشعر بالضياع والخذلان فالخيانة موجعة قاتلة خاصة إذا كانت من حيث لا نتوقع تعلم كذلك أنه لا يمكنها أن تنتزعه من قلبها 
كاذب من يقول إن الكره يأتي هكذا فجأة وبدون مقدمات لا والله فالكره يأتي نتيجة تراكمات ومواقف عدة يأتي مع الوقت فنحن لا نستيقظ لنجد أنفسنا نكره من أحببناه بالأمس ولكن أفعال ذلك الشخص هي من تصل بنا إلي كرهه مرة بعد مرة حتي نصل إلي حالة من اللامبالاة بوجود ذلك الشخص فيكون وجوده وعدمه سواء 
ربتت ميرڤت علي كتف ابنتها بمواساة مرددة : ولكني أعلم أن ابنتي قوية وستتجاوز





 كل ذلك وستخرج من تلك التجربة قوية كما عهدتها دوماً لن أخبرك بما عليكِ فعله فأنا أثق بك تمام الثقة وأثق أن ما ستفعلينه هو الصواب 
 نظرت رسيل إلي والدتها بتيه  فقد كانت تنتظر منها أمراً مباشراً وكانت ستنفذه بدون نقاش ولكن يبدو أن والدتها رمت الكرة في ملعبها وتركتها لتتصرف بمفردها هذه المرة وكم شعرت بالحاجة إلى أن تخبرها أمها بما يتوجب عليها فعله ولكنها تركت لها حرية التصرف 
رأت ميرڤت الحيرة في عيني ابنتها وقد غلبتها فطرة الأمومة  وأرادت أن تمد لها يد العون





 لاتخاذ القرار المناسب ولكنها تغلبت على إحساسها ستتركها هذه المرة لتتخذ قرارها بنفسها وأياً كان قرارها ستساندها به فقد جاء الوقت لتفكر وتقرر بنفسها دون ضغط من أي شخص 
ساد الصمت للحظات طويلة دون أن تجرؤ أياً منهما علي قطعه حتي قاطعه رنين هاتف ميرڤت والذي ينير باسم زوجها كانت تنظر إلي الهاتف بصمت فهي تشعر أن رسيل بحاجة إلى الجلوس بهدوء واتخاذ قرارها بعيداً عن أي ضغط ولكن عندما استمر الرنين قررت الإجابة 
ميرڤت : مرحباً 
عماد : مرحباً حبيبتي لقد تأخرتم ألن تعودوا إلي البيت ؟ 
ميرڤت : هل هناك مشكلة ؟ 
عماد : لا ولكن مللت من الجلوس بمفردي وأنا في انتظاركم لتناول الغداء 
ميرڤت : حسناً سنأتي علي الفور 
عماد : حسناً إلي اللقاء 
نظرت ميرڤت إلي ابنتها : هيا بنا فوالدك في انتظارنا 
سارت رسيل خلف والدتها بهدوء دون نقاش 
بعد مرور بعض الوقت كانوا قد وصلوا إلى المنزل فتحت ميرڤت باب المنزل ليقابلها 





ظالم دامس استغربت ميرڤت من ذلك الظلام فلمَ سيجلس زوجها في الظلام ولكن فجأة وبدون مقدمات أضاءت الأنوار نظرت ميرڤت ورسيل حولهما باستغراب ممزوج بالصدمة من هيئة المنزل المزين بشكل يخطف الأنفاس ليخرج عماد من أحد الغرف يتبعه خروج يوسف 
عماد بترحيب : حمداً علي سلامتكم 
نظرت له ميرڤت ونظرت إلى المنزل المزين حولها ففهم عماد نظرتها في حين كانت رسيل تنظر حولها بصمت 
عماد بابتسامة : أفهم تلك النظرة حسناً لقد أراد يوسف مفاجأة رسيل بعقد قران مفاجئ وهو يحضر لتلك المفاجأة منذ الصباح وقد ساعدته علي ذلك 
نظرت ميرڤت إليه بصدمة في حين تجمدت رسيل مكانها دون حراك  من هول الصدمة 






وأخذ يمر أمام عينيها شريط لذكرياتهما سوياً والتي تمثل لها عمراً بأكمله حتي تلك اللحظة التي اكتشفت خيانته فيها 
اقترب منها والدها واضعاً ذراعه حول كتفها : ما رأيك في تلك المفاجأة كنت أعلم أنها ستسعدك 
نظرت له بصمت ولم تجيب لتستمع إلي صوت يوسف الذي تحدث بابتسامة : رسيل لقد جهزت كل شيء كما كنتِ تتمنين انظري حولك لقد أعددت كل تفصيله كما حلمت بالضبط 
عادت بذاكرتها إلي ذلك اليوم الذي أخبرته به عن عقد القران الذي تحلم به 
فلاش باك 
كانا قد خرجا في ذلك اليوم لتناول العشاء علي ضوء الشموع فتحدثت رسيل بحالمية 
رسيل بابتسامة حالمة : أتعلم يوسف أتمني أن يكون عقد قراننا في مكان مفتوح





 في الهواء الطلق في حديقة منزلنا الخلفية مثلاً ونزينه بطريقة رائعة  فنعد عدداً من الطاولات ونضع عليها باقات ورود لتزيينها مع كوشة بيضاء ناعمة في أحد الجوانب وتزيين الجدار خلفها بالأزهار الملونة والبالونات إلي جانب الإكسسوارات الكريستالية والشموع  في حين نضع طاولة بالجانب الآخر والتي سيجلس عليها المأذون بينك وبين أبي ويمكننا وضع هدية كقطعة شوكولا مثلاً ملفوفة بشرائط  من الستان عليها أسماءنا  ويكون الحاضرين من المقربين فقط في حين يعتمد الديكور في المنزل من الداخل علي الورود الكثيفة والملونة والتي تحاكي أجواء الربيع مع توزيع المصابيح حولها لزيادة




 جمالية المكان 
أمسك يدها مقبلاً إياها : بالطبع حبيبتي طلباتك أوامر 
باك 
عادت من شرودها علي يده التي تجذبها إلي الحديقة الخلفية والتي وجدتها مزينة كما تمنت بالضبط كما كان المنزل من الداخل كانت التصاميم مبهرة كانت لتحلق بين السحاب من شدة فرحتها إذا كان الموقف مختلفاً لكنها الآن لا تري أمامها إلا خيانته أصبحت تحاصرها بكل مكان تعمي عينيها وتصم أذنيها عن أي شيء آخر 
يوسف : ما رأيك حبيبتي لقد حرصت علي تحقيق كل ما حلمت به 
نظرت له بجمود ولم ترد استغرب يوسف صمتها ولكنه أرجعه إلي المفاجأة 
تحدث والدها بابتسامة : لقد طلب يوسف مفاجأتك وقد وافقت 
تحدثت رسيل أخيراً بجمود وحدة : ولكني غير موافقة 
نظر لها الجميع باستغراب ممزوج بالصدمة ونظروا لها بصمت كأن علي رؤوسهم الطير





 في حين تنهدت والدتها براحة 
نقلت نظرها بينهم لتجد والدها ويوسف وخالتها وفاء وزوجها لم تجد غيرهم يبدو أن باقي الحضور لم يصلوا بعد 
كان يوسف هو أول من خرج من صدمته فاقترب منها 
يوسف بضحك : رسيل ! تمزحين أليس كذلك ؟ 
نظرت له رسيل بحدة ولم ترد لذا تابع بصراخ : تمزحين ! ليس بعد كل سنوات حبنا ليس بعد كل ما عشناه سوياً 
ابتسمت رسيل بسخرية : الكلمة الصحيحة سنوات حبي وليس حبنا 
ازداد غضب يوسف : رسيل لا تتلاعبي بالألفاظ تعلمين كم أعشقك  
كان الجميع يتابع ما يحدث بصمت يتمنون أن تحل الأمور علي خير دون تدخل من أي أحد 
تعالت ضحكات رسيل الساخرة : أتعلم يوسف كدت أصدقك 
وصل غضبه إلي أقصي درجاته فرفع أصبعه في وجهها وهدر قائلاً : رسيل يمكنك






 رفضي بسهولة لكن لا تجرؤي أبداً علي التقليل من قيمة حبي لكِ أتفهمين 
هنا وقد وصلت رسيل إلي أقصي درجات التحمل لذا تحدثت بعنف ودموعها تكاد أن تخونها وتهطل غزيرة علي وجهها لكنها تماسكت : إياك إياك يوسف أن تحاول الظهور بمظهر الملاك البريء لأنه لا يليق بك 
يوسف بغضب : لا تجرؤي رسيل 
تعالت ضحكاتها الساخرة وتحدثت بكره : بل أجرؤ يوسف لقد كذبت كذبتك وصدقتها بل والأدهى أنك تريد منا تصديقها لم أري وقاحة كتلك أبداً 
أخذت نفساً عميقاً ثم تابعت : يوسف أنت لم تحبني مطلقاً يجب عليك الاعتراف بذلك حتي تسهل علينا الأمور 
اقترب يوسف منها محاولاً الامساك بيدها لكنها نفضت يده بعنف فرفع يديه علامة الاستسلام : أهدئ رسيل يمكنك الغضب كما تشائين لكن




 حبي لك لا يمكن إنكاره فهو ظاهر للعيان رسيل أنا أحبك أكثر من نفسي 
إلي هنا ولم تتحمل لا تصدق قدرته الفائقة على التمثيل لذا تسلحت بالقوة وتحدثت ببرود قاتل : ما رأيك يوسف أن نري مدي حبك لي أمام الجميع ؟ 
يوسف بلهفة  :  اطلبي أي شيء وسأفعله علي الفور 
رسيل بابتسامة باردة : أنت لن تفعل شيء بل أنا من ستفعل 
نظر لها يوسف بتوجس وقد توتر داخلياً مما قد تفعله لكنه لم يظهر أي شيء 
اقتربت رسيل من الشاشة الكبيرة الموضوعة في أحد جوانب الحديقة وقامت بتوصيل هاتفها به وضغطت علي شاشة الهاتف ليظهر علي الشاشة يوسف جالس على طاولة في أحد الكافيهات وتجلس أمامه فتاة تضع قدماً فوق الأخرى بصفاقة 
نظر الجميع إلي الشاشة بصدمة ونظروا إلي يوسف في انتظار تفسير والذي تحدث بهدوء 





: ماذا هناك أجلس في مكان عام مع شريكتي في المعرض نتحدث في العمل أين المشكلة 
نظرت له رسيل بعدم تصديق هل الأمر بتلك البساطة بالنسبة له هل لو فعلت هي بالمثل لكان تقبل الأمر بنفس رحابة الصدر 
استمر الفيديو وظهرت الفتاة وهي تقترب من يوسف بحميمية طابعة قبلة علي وجنته وعلي ثغرها ابتسامة مغوية 
رسيل بسخرية : هل هذا هو العمل يوسف ؟ 
يوسف ببرود : لا أفهم أين المشكلة هي من اقتربت مني ولم أستطع صدها والأمر كله من مجاملات العمل وإذا كان ذلك قد ضايقك فأنا اعتذر عنه 
رسيل بصراخ : بكل تلك البساطة !!
اقتربت منها خالتها تحاول تهدئتها : اهدئ حبيبتي أنه موقف بسيط وقد اعتذر عنه الأمر لا يستحق 
يوسف : أخبريها أمي 
نظرت رسيل بقوة : كنت أعلم أنك ستراوغ للخروج من الأمر ولكنك لست أكثر ذكاءً مني لا تستهين بذكاء امرأة مطلقاً فأنا سأثبت خيانتك وستري 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-