أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل التاسع9بقلم امنية يونس

      

مراة الحب
بقلم : أمنية يونس

الفصل التاسع

نظرت رسيل بقوة : كنت أعلم أنك ستراوغ للخروج من الأمر ولكنك لست أكثر ذكاءً مني لا تستهين بذكاء امرأة مطلقاً فأنا سأثبت خيانتك وستري

ظهر التوتر جلياً علي ملامح يوسف فما هو إثباتها علي خيانته لاحظت رسيل توتره فابتسمت بخبث وبقيت صامته لعدة دقائق حتي يزداد توتره ثم تحدثت أخيراً وهي تدور حوله 

رسيل : أتذكر يوسف ذلك اليوم حين كنت في حفل العيد ميلاد 

جعد يوسف ما بين حاجبيه باستغراب فما علاقة ذلك اليوم بما تريد إثباته فهي قد عرضت بالفعل ما حدث ذلك اليوم لذلك اطمئن وعلم أنها لا تستطيع فعل شيء آخر فتنهد براحة مبتسماً بثقة 

فهمت رسيل ما يدور بخلده فاتسعت ابتسامتها

رسيل بهدوء : أفهم ما يدور بخلدك ولكن يؤسفني أن أمحي تلك الابتسامة عن وجهك الجميل 

ضيق عينيه في محاولة منه ليستشف ما تريد الحديث عنه لكنه لم يصل لأي نتيجة 

فتابعت رسيل حديثها 

حين رأيت جلوسك بجانب تلك الفتاة وحديثكما بتلك الحميمة علمت أنك تقوم بخيانتي ولكني فكرت في التريث قليلاً حتي رأيت تلك القبلة التي طبعتها علي وجنتك وقمت بتصوير تلك اللقطة ولكن بنفس الوقت كنت أريد دليلاً دامغاً ولا أعرف ما هو 

عادت بذاكرتها إلي ذلك اليوم 

فلاش باك 

كانت جالسة بجانبه في السيارة بصمت تحاول تهدئة نفسها وإمساك دموعها التي تجاهد لتنهمر غزيرة تشعر أنها إذا تحدثت ولو بكلمة ستنفجر في البكاء وتخبره ما يحزنها وسيستطيع هو بأسلوبه محو شكوكها لتصدقه وهذا ما لا تريده لذا آثرت الصمت 

حتي قطعه يوسف 

يوسف : لم أكن أعرف أن لديكِ أصدقاء 

رفعت رسيل أنظارها إليه وأجابت بهدوء 





رسيل : وهل هو شيء غريب أن يكون لديّ أصدقاء ؟ 

يوسف : بالطبع لا ولكني أسأل فأنتِ لم تخبريني من قبل عن صديقاتك 

رسيل بهدوء: من البديهي أن يكون لديّ صديقات فأنت مثلاً لديك أصدقاء 

يوسف بابتسامة : معكِ حق ولكني كنت أتساءل 

رسيل : بالطبع لدي أصدقاء ولكن لم تأتي مناسبة لأخبرك عنهن 

قاطعهم رنين هاتف يوسف فأجاب يوسف علي الفور 

يوسف : مرحباً سامر كيف حالك 

صمت قليلاً يستمع إلى الطرف الآخر 

يوسف : حسناً سأوصل رسيل إلي المنزل وأمر عليك إلي اللقاء 

أنهي يوسف المكالمة لينظر إلي رسيل بطرف عينيه ليري رد فعلها ليجدها تنظر من شباك السيارة بهدوء حمحم يوسف لتنظر إليه ثم تحدث 

يوسف : هذا صديقي سامر طلب أن نسهر سوياً سأمر عليه ونخرج بالسيارة سوياً 

رسيل : حسناً سهرة سعيدة 

يوسف بابتسامة كانت تهيم بها عشقاً ذات يوم : شكراً لكِ 

عاد الصمت ليغلف الأجواء لكن في تلك اللحظة لمعت في رأسها فكرة وعزمت علي تنفيذها ولكنها تريد إخراج يوسف من السيارة لذا تنحنحت وطلبت منه بهدوء 

رسيل بخجل وتردد : يوسف أنا أشعر بالعطش هلا أحضرت لي زجاجة مياه 

يوسف : بالطبع طلباتك أوامر لا حاجة لهذا التردد والخجل أنا خطيبك 

رسيل : شكراً لك 

أوقف يوسف السيارة ونزل ليحضر لها ما تريد في تلك الأثناء أمسكت رسيل بهاتفها وحملت التطبيق المخفي لتسجيل الصوت حتي لا يكتشف يوسف 




أنها تسجل حتي وإن عثر علي الهاتف وشعرت بالراحة أن هاتفها بإمكانه التسجيل لساعات طويلة دون تقيد بعدد ساعات معينة ثم  قامت بتشغيل التسجيل في الهاتف فهي تعلم أن سامر هو صديقه المقرب وسيقص عليه تفاصيل كل ما حدث وهو ما تريد أن تعرفه ثم قامت بوضع الهاتف علي وضع الطيران حتي لا يستقبل الهاتف أي مكالمات ويظهر للمتصل أن الهاتف مغلق ثم وضعت الهاتف بهدوء تحت الكرسي الذي تجلس عليه ليبدو أنه انزلق من يدها ثم اندفع للداخل بفعل قدمها دون أن تشعر ثم عادت للجلوس بهدوء كأن شيئاً لم يكن وفي عدة دقائق كان يوسف  قد أحضر الزجاجة وعاد إلي السيارة ناولها زجاجة المياه وأخذتها منه شاكرة وعاد الصمت يعم الأجواء مرة أخري حتي وصلت إلى منزلها 






باك 

ظهر التوتر جلياً علي ملامح يوسف وقام بفك رابطة عنقه  وأغمض عينيه يحاول السيطرة على توتره فالتالي لن يعجب أحداً لم يتوقع أبداً أن تكون بمثل هذا الذكاء 

ابتسمت رسيل بشماته علي هيئته ثم تابعت حديثها : أتتذكر ما أخبرت به سامر ذلك اليوم ؟

لم يرد يوسف ونظر إلى الأسفل بصمت في حين كان الجميع يتابع ما يحدث بصمت وهدوء كأنهم يتابعون فيلم سينمائي لا يجرؤون علي التدخل فحتي الآن لا أحد يعرف من الظالم ومن المظلوم أما والدتها فكانت تتابع ما يحدث بنفس راضية عن تصرف ابنتها 

لذا تابعت بصراخ : هل تتذكر أم أذكرك أنا ؟ 

فلاش باك 

بعد ذهاب يوسف في اليوم التالي صعدت إلي غرفتها و أمسكت بهاتفها التي أوهمت يوسف أنها قد نسيته في سيارته وبدأت في تشغيل التسجيل والذي كان قد استمر لفترة طويلة جداً كان ما يهمها هو حديثه مع صديقه مدت في التسجيل حتي وصلت إلى لحظة فتح سامر لباب السيارة وصوت إغلاق الباب 

فتوقفت لتسمع فسمعت 

سامر بابتسامة  : مرحباً يوسف 

يوسف بصوت فاتر : مرحباً 

نظر له يوسف باستغراب ولم يعرف ما به 

سامر بقلق : ماذا هناك يوسف ؟

نظر له يوسف بطرف عينيه ولم يرد 

سامر باستنتاج : يبدو أنك ارتكبت حماقة جديدة 

يوسف بتنهيدة : ليست تلك المشكلة 

سامر : وما المشكلة إذن ؟ صمت للحظات ثم تابع وكأنه قد توصل لشيء : هل تقصد أن رسيل رأتك تلك المرة 

هز يوسف رأسه بالإيجاب دون رد 





ضرب سامر علي تابلوه السيارة أمامه بعنف : سحقاً لقد أخبرتك أنها ستكتشف يوماً ما ولكنك لم يعجبك حديثاً 

يوسف : لقد مر الأمر علي خير 

سامر : مر تلك المرة لكنها ستكشفك يوماً ما إنها لا تستحق ذلك يوسف 

أوقف يوسف السيارة علي قارعة الطريق وتنهد بعمق واضعاً وجهه بين كفيه 

يوسف : سامر تعلم أنني أحبها بصدق 

سامر : يوسف لن نخدع بعضنا من يحب لا يخون 

يوسف بعصبية : أنا لا أخونها بالمعني الحرفي للخيانة أنا أتسلي فقط لم أصل لذلك الحد الذي تتخيله ولم أتعدي الخطوط الحمراء 

سامر بهدوء وعقلانية : يوسف الخيانة كلمة لا تتجزأ وليست الخيانة  تعدي الخطوط الحمراء التي وضعها الدين والمجتمع كثير من الرجال يسيرون على ذلك النهج معتقدين أن الخيانة بالجسد فقط ولكن مجرد التفكير بامرأة أخرى خيانة النظر والتغزل بامرأة أخري خيانة احتضانها وتقبيلها خيانة ثم نظر له باستفهام : هل تقبل أن تفعل هي المثل 

ضرب يوسف المقود أمامه بغضب وقد استشاط غضباً وتحدث بعصبية مفرطة : هل جننت سامر أنت تتحدث عن خطيبتي 

ابتسم سامر بسخرية : أرأيت يوسف لم تتحمل مجرد التخيل لذا لم تحل لنفسك ما تحرم عليها 

يوسف بغضب : سامر أنا رجل وأفعل ما يحلو لي ولكنها فتاة محكومة بإطار معين 






سامر : يوسف ألن تكف عن تلك التصرفات وقول تلك الترهات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع 

يوسف بخبث : ولمَ أكف أنا لن أتركها وحينما أتزوج لن أتزوج بغيرها فهي الوحيدة التي أستطيع أن ائتمنها علي بيتي وأولادي أما أنا فأعشق المغامرة والعيش بحرية لا أحب التقيد 

نظر له سامر بإحباط فطالما حاول تغييره ولكنه أبداً لم يصغي إليه 

قاطعهم رنين هاتف يوسف فأجاب يوسف علي الفور

يوسف : مرحباً حبي 

سالي بضحكة رفيعة : مرحباً جو 

يوسف : ما سر ذلك الاتصال ؟ 

سالي بمسكنة : أيجب أن يكون هناك سبب لاتصل بك ؟ 

يوسف : بالطبع لا ولكني أتساءل 

سالي : حسناً لقد اشتقت اليك ألن نتقابل 

يوسف : أنا ذاهب إلى المعرض هل نتقابل هناك 

سالي : لا مشكلة إلي اللقاء

يوسف : إلي اللقاء 

نظر يوسف إلي سامر بطرف عينيه : سأوصلك الآن فأنا لدي سهرة 

بادله سامر النظرة بأخري تملأها الخيبة : لن تتغير أبداً 

هز يوسف كتفيه بلا مبالاة : ولمَ أتغير أنا سعيد هكذا 

ساد الصمت للحظات طويلة حتي وصل سامر إلي منزله 

يوسف : ها قد وصلت تصبح علي خير 

سامر : وأنت بخير 







نزل سامر وانطلق يوسف بسيارته وهو يصفر بسعادة 

أغلقت رسيل التسجيل ودموعها تتساقط بغزارة وكلمة واحدة تتردد بأذنيها : من يحب لا يخون هل يوسف لم يحبها من الأساس لقد كانت تركض خلف سراب ووهم 

الحب والخيانة قطبان يتنافران دوماً يستحيل اجتماعهما فمن يحب بصدق لا يفكر مجرد تفكير في الخيانة ومن يخون لا يكون قد أحب من الأساس 

باك 

كانت الصدمة مرتسمة علي وجوه الجميع بعد سماع ذلك التسجيل في حين كان ينظر يوسف إلي الأسفل بخجل 

رسيل بغضب : ما قولك الآن ؟ 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-