أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل السابع7بقلم امنية يونس

    


رواية مراة الحب 

بقلم أمنية يونس 

( الفصل السابع )



غدير باستفهام : ماذا هناك يوسف لم تبدو غاضباً 

لم يعيرها يوسف أي اهتمام وجذب رسيل من ذراعها إلي جانب هادئ نوعاً ما نظرت غدير في أثرهم بذهول واستغراب فهي لأول مرة تري أخيها يتصرف بتلك الهمجية ولكنها سرعان ما نفضت الأمر عن رأسها حين جذبتها إحدي صديقتها إلي المكان المخصص للرقص 

أما عند رسيل نفضت يدها من يده بعنف ونظرت له بحدة 

رسيل بغضب : ما تلك الهمجية في التعامل يوسف ؟ 

بادلها يوسف النظرات بأخري أكثر غضباً 

يوسف : ما بالك تتجولين في الزفاف بتلك الطريقة 

رسيل باستغراب : أي تجول يوسف أنا لم أقم من مكاني إلا للمباركة لغدير 

يوسف بغيرة : هل تعلمين كم عروض الزواج التي انهالت عليكِ في تلك الفترة ؟ 

ابتسمت رسيل بسخرية هل يغار عليها من مجرد عروض زواج أم هو حب الامتلاك ولكنه لاحظ ابتسامتها 

يوسف بغضب : لمَ تضحكين الآن ؟ 

رسيل باستفهام : يوسف هل تغار عليّ حقاً ؟ 

نظر لها يوسف باستغراب من سؤالها 





يوسف : بالطبع أغار عليكِ وهل ذلك في حاجة لسؤال 

رسيل : لا أبداً 

كاد يوسف أن يتحدث ولكن لفت نظره شيئاً ما 

يوسف : رسيل أين محبس الخطبة الخاص بكِ ؟ 

نظرت رسيل إلي موضع نظره فوجدت إصبعها فارغاً 

رسيل بتوتر : يبدو أنني نسيته 

يوسف بغضب : كيف تنسين شيئاً كهذا رسيل لذلك كل تلك العروض للزواج فقد ظنوا أن الآنسة عزباء ؟

رسيل : أخبرتك أنني نسيت جميعنا معرضون للنسيان 

هدوءها في الفترة الأخيرة يقتله خاصة بعد رؤيتها لتلك الفتاة أحياناً كثيرة يتمني ألا تكون بذلك الهدوء أخرجه من شروده صوت إحدى الفتيات وهي تخبر رسيل بأن والدتها تريدها نظرت له بصمت وغادرت مع الفتاة وهي تبتسم بخبث فقد تعمدت ترك محبسها اليوم في المنزل 

كان يوسف ينظر في أثرها بشرود يتذكر منذ عدة أيام حين اتى لاصطحابها من المشفى الذي تتدرب به وهاتفها لتخرج إليه في حين أنه قام بانتظارها في الخارج سمع حديث أحد الأطباء 

فلاش باك 

كان يقف مستنداً علي سيارته أمام المشفى الذي تتدرب فيه فسمع حديث أحد الأطباء وهو يتحدث مع زميل له ولكن بدأ الحديث غير واضح ولكنه أرهف السمع حين سمع اسم رسيل 






الطبيب ( أحمد ) : هل رأيت الطبيبة الجديدة رسيل ؟ 

زميله ( نادر ) يعبث : بالطبع رأيتها وهل يخفي القمر 

أحمد بضحك : معك حق كما أنها ماهرة جداً من يراها لا يصدق أنها لا تزال طالبة في كلية الطب فهي تبدو كجراحة متمرسة 

نادر بعملية : لقد اشتركت في إحدى العمليات التي قمت بها وقد انبهرت بأدائها

أحمد : هذا صحيح هذا الشبل من ذاك الأسد 

عقد نادر حاجبيه باستغراب : ماذا تقصد ؟ 

أحمد : ألا تعلم أنها ابنة الدكتور عماد الحوسيني ؟ 

نادر : حقاً ! لم أكن أعلم 

أحمد : أجل وهي ابنته الوحيدة علي ما أظن 

نادر : كل ما أعرفه عنها أنها طبيبة ماهرة ولا تسمح لأحد بالاقتراب منها 

عند تلك الكلمات رفرف قلب يوسف من السعادة وشعر أنه يحلق بين السحاب 

أحمد : نعم أعلم ذلك فهي مخطوبة 

ظهرت ملامح الصدمة جلية علي وجه نادر 

نادر : كنت أفكر في التقدم لخطبتها 

ربت أحمد علي كتفه : ليست من نصيبك 

عند تلك الكلمات خرجت رسيل من المشفى ولوحت له بيدها فتح لها باب السيارة لتجلس بجانبه وظل شارداً طوال الطريق يفكر هل من الممكن أن تضيع من بين يديه هل من الممكن أن تكون لشخص آخر 

نفض تلك الأفكار عن رأسه فهي تعشقه ولا يمكنها الاستغناء عنه مهما حدث 

لا يمكننا أن نضمن البقاء الأبدي لشخص في حياتنا مهما كانت درجة قرابته لنا أو حبه لنا فقد يحدث شيء يدمر كل ما عشناه سوياً في لحظات في الحقيقة لا يوجد أي ضمانات في الحياة لا شيء مستحيل ولا شيء أكيد دائماً تتأرجح الأمور في دائرة الممكن 

باك 





أفاق من شروده علي يد صديقه سامر التي وضعها علي كتفه 

سامر : مبارك يوسف والعقبي لك 

يوسف بابتسامة مصطنعة : شكراً لك 

سامر بخبث : أتعلم أن خطيبتك جميلة جداً بل هي أجمل من بالحفل 

نظر له يوسف بحدة وكاد أن يلكمه ولكنه تمالك ذاته في آخر لحظة  : هل جننت سامر ؟ 

رفع سامر يديه علامة الاستسلام : اهدئ يوسف أسف لم أكن أقصد ولكن كل من بالزفاف يتحدث عن جمالها 

قال تلك الكلمات وغادر نظر يوسف إليها فوجدها تجلس بجانب والدتها وتلك الابتسامة الخلابة تزين ثغرها 

خطرت علي باله فكرة معينة عزم علي تنفيذها في الغد 

مر الزفاف علي خير بعد أن قام الجميع بتوديع العروسين  

عماد : هيا بنا 

ميرڤت :  هيا 

وصلت رسيل إلي المنزل مع والديها وهي تشعر بانقباضه لا تعلم سببها تشعر كأن هناك ما يجثم فوق صدرها دخلت إلي غرفتها وارتمت علي فراشها تفكر





 في حياتها التي انقلبت رأساً علي عقب منذ ذلك اليوم المشؤوم التي رأت فيه يوسف بصحبة تلك الفتاة في الحقيقة هي لا تعلم إن كان ذلك اليوم  مشؤوم أم ميمون لأنه كشف لها عن الوجه الحقيقي لمن أحبت ولكنها تشعر أن ذلك اليوم وإن كان قلب حياتها إلا أن ذلك الانقلاب كان للأفضل فحياتها أصبحت تسير على النهج الصحيح تدرس و تتدرب بالمشفى وتمارس هوايتها المفضلة تخرج مع صديقتها مما يعني أنها أصبح لها عالمها الخاص  ولكن يجب أن تتصرف بأسرع ما يمكن فلا يمكن للأمور أن تظل معلقة أكثر من ذلك  

دخلت والدتها إلي غرفتها بعد أن طرقت الباب دون سماع إجابة وجدتها علي تلك الحالة وقفت تتأملها لبضع ثوان دون أن تشعر رسيل بوجودها ولكنها تشعر أن هناك خطب ما بحياة ابنتها فهي تلاحظ كثرة شرودها في الآونة الأخيرة وملامح الحزن البادية علي وجهها مهما حاولت أن تخفي ذلك لذا فكرت أنه يجب أن تضع حداً لذلك وليس هناك أقرب من طريق الصراحة 

حمحمت ميرڤت حتي تشعر رسيل بوجودها في الغرفة فخرجت رسيل من شرودها علي حمحمة والدتها 

رسيل بابتسامة : أمي أنرتِ غرفتي منذ متي وأنتِ هنا ؟ 

ميرڤت : منذ بضعة دقائق ولكن يبدو أنكِ لم تشعري بوجودي فقد دخلت بعد أن طرقت الباب عدة طرقات دون رد 

رسيل بابتسامة متوترة : يبدو أنني كنت شاردة في أمر ما 





ميرڤت : رسيل غداً الجمعة ما رأيك أن نقضي اليوم سوياً في الخارج أنا وأنتِ فقط 

رسيل بحماس  : حسناً موافقة لكن ماذا عن أبي ؟ 

ميرڤت بجدية : لا شأن لكِ بأبيك فأنا وأنتِ بحاجة للحديث 

رسيل بخضوع : حسناً 

تركتها أمها وغادرت وهي في دوامة من الأفكار التي تسحبها بلا هوادة ولكن بعد مرور بضعة دقائق راحت في ثبات عميق 

أيقظتها أمها في الصباح الباكر وقامت كلاً منهما بارتداء ملابس رياضية رغبة في قضاء اليوم في النادي 

بعد قيادة دامت لخمسة عشرة دقيقة وصلوا إلي النادي وجلسوا علي طاولة أمام المسبح للاستمتاع بالهواء الطلق 

ميرڤت بصرامة : والآن ألن تخبريني ماذا يحدث معك ؟ 

قررت رسيل مصارحتها بكل شيء فهي في النهاية لا تستطيع إخفاء شيء عنها فلطالما كانت العلاقة بينهما قائمة على الصراحة علاقة صداقة أكثر من كونها علاقة بين أم وابنتها لذا تنهدت بعمق وبدأت في سرد كل ما حدث منذ البداية حتي النهاية 

نظرت لها والدتها نظرة ثاقبة تحاول أن تستشف مدي تأثير ما حدث علي ابنتها وسبب ما فعلته 

ميرڤت بهدوء  : ولكن لماذا لم تنهي تلك الخطبة حتي الآن كان بإمكانك إنهاء كل شيء في لحظة دون إهدار واستنزاف لمشاعرك بتلك الطريقة  

رسيل : أمي الأمر ليس بتلك السهولة 

ميرڤت بحدة  :لماذا ما الذي يصعب الأمر إلي تلك الدرجة ؟ لم ترد رسيل علي الفور لذا تابعت ميرڤت بنفس الحدة : هل ما زلتِ تحبيه ؟ 

رسيل : أمي أنا قلبي ليس آلة حين أضغط عليه يتوقف عن حبه لقد كبرت وتفتحت زهرة شبابي علي حبه لا يمكنني التوقف عن حبه فجأة بدون أي مقدمات الوقت وحده كفيل بمداوة الجراح ونسيان الأحبة 

ميرڤت : وما الذي أفهمه من حديثك الآن ؟ هل ستكملين تلك الخطبة ؟ هل تستطيعين مسامحته علي خيانته ؟ هل تستطيعين أن تعيشي بقية عمرك بصحبته دون أن يقف ذلك المشهد الذي رأيتيه حائلاً بينكما ؟ 

رسيل : أتدرين أمي لقد سألت نفسي تلك الأسئلة مئات بل آلاف المرات 

ميرڤت : وما الذي توصلت إليه ؟ 

رسيل : أمي أنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-