CMP: AIE: رواية سأظل ملكه الفصل الاخير بقلم زينب فراج
أخر الاخبار

رواية سأظل ملكه الفصل الاخير بقلم زينب فراج


 

سأظل ملكه 

بقلم زينب فراج

الفصل الاخير 


                                    

                                          


"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"


                      


"صلوا على أشرف الخلق ❤️"


                      


قالت روح بتوتر : تتجوز مين..! مالك أنت تعبان صح! فيه هنا دكاتره كتير أوي ممكن تكشف يمكن فيوزات عقلك ضربت ولا حاجه 


                      


إبتسم ببرود قائلا : يا شيخه قولي كلام غير ده 


                      


قالت روح بضيق : مالك أنا مش فاضيه لللعب ده.. أتفضل شوف وراك إيه علشان تعبانه وعايزه أريح... ومن غير كلام أنا مش هتجوز.. وبعدين مين هيرضي ببنت مش بتشوف وكمان معندهاش شعر.. لا أري آي مواصفات أنوثه! أنت متخيل صح! لو سمحت كفايه بقا علشان أنا تعبانه 


                      


إبتسم مالك بهدوء وهو يقول في رضي : أنا راضي.. روح بلاش كلام فاضي! أنتي كلك أنوثه يا عسل.. لو سمحتي كفايه أنتي وأهدي كدا خلينا نتكلم بالعقل.. أنا طلبت إيدك من أهلك وهما قالوا الرأي الأول والأخير ليكي.. روح أنا بتمني تكوني مراتي من زمان أوي.. أول بنت دخلت قلبي وعقلي كنتي أنتي.. من وأنتي طفلة لسه بنت شهور أنا مكنتش بقدر أهدي من غير ما أشوف ضحكتك.. معرفش ليه أتحولتي فجأة وبقيتي جامده وناشفه كدا..! بس دا أحلي حاجه حصلت! كنت مرتاح وأنتي خارجه وأنا عارف أن فيه راجل قد إي موقف حصل.. لما بتربطي شعرك دا أروع شعور ممكن يجيلي.. 


                      


_ ليه!؟ 


                      


إبتسم بهدوء : علشان محدش يشوف شعرك.. ممكن الجميلة تحترم مشاعري السوهيفه وتقلب تتجوزني.. حرام يعني داخل على 27 سنه ولسه متجوزتش مش حرام يعني!!


                      


جاوبت بهدوء : مالك لو سمحت كفايه.. مش هينفع! عايزه أنام 


                      


نظر لها مالك بتحدي ثم قال : روح تقبلي تتجوزيني


                      


تنهدت بقوة قائلة : جاوبت 


                      


قال ببرود : لاء مجوبتيش.. أنتي رفضتي علشان شايفه أنك دلوقتي مش قد أنك تكوني مراتي.. مش علشان منتش قد الموقف دا!.. لاء علشان شعرك راح وعينك تأثرت في العملية! روح أنتي واعيه بتعملي إيه؟!.


                      


صرخت به بحنق : آاه وعيه.. أنت بنفسك لسه قايل أنك كنت بتحب شعري.. فإيه إللي بتعمله دلوقتي؟! 


                      


جز على أسنانه ثم قال بهدوء : أعقلي يا روح.. أنتي لو هتتجوزي واحد علشان بيحب شعرك أو حاجه في شكلك!.. فأنتي متخلفه! آاه متخلفه يا روح إللي ترتبط بواحد علشان حابب شكلها فتبقي متخلفه.. الشكل بيروح وبيجي، الجمال الظاهري دا بقا أسهل حاجه دلوقتي حقنتين تجميل يضبطو الدنيا.. عن أذنك 


                      


أخذت نفس عميق قائلة ببرود : خد الباب وراك 


                      


صك على أسنانه من برودها ليتقدم منها مره أخري ثم همس في أذنها تاركاً أنفاسه الساخنه تلهف عنقها : هتكوني ليا يا روح.. لو أخر نفس في عمري هتكوني ليا.. لأنك ببساطه روحي!.. 


                                  


              

                    


صرخت به وهي تضرب صدره دون أن تراه فقد ترفع يداه تضرب الهواء، مسك يداها ووضعها على صدره، فأغتاظت هي من بروده وضربته بقوة وهي تقول : أنا مش روح حد وأخرج من حياتي بقا أنا مش مستنيه حد يفرحني.. بعرف أفرح نفسي 


مسك أحدي قبضتها ليفردها وهو يضعها على قلبة وهمس لها بصوت عاشق ولهان : طول ما دا بيدق هتفضلي روحي.. لو لا قدر الله بعتي عني لأي سبب دا هيقف علشان روحي بعدت وبعدها هروح أنا لربنا وهستناكي هناك 


قالت بضيق : أخرس يا مالك.. أخرس!.. 


إبتسم ببرود ثم قال : إيه خايفه عليا؟!. متعرفيش أني بموت ميت مره وأنتي مش معتبراني موجود أصلا.. ليه يا روح! ليه بتعملي كدا عايز سبب؟!


أخذت نفس عميق ثم قالت : علشان ب.. ممكن متعلقش وتتطلع بقا 


إبتسم بقوة وهو يهمس عند أذنها بحب : مكملتهاش بس أنا بموت فيكي 


أحمر وجهها خجلا ودقت قبول قلبها تطالب بهذا المالك لكيانها لتقول بصوت حاولت أخراجه منظم كي لا يشعر بتأثير كلامته عليها : تمام أطلع بره 

قبل أعلي رأسها ببطئ وترك أصوات أنفاسهم ودقات قلبهم الحديث ثم خرج من الغرفة وهو يبتسم بقوة.. بينما هي تكاد تنجلط من بروده.. وسألت نفسها سؤال واحد.. هل يجتمع شخصان البرود يتغلب شخصيتهم؟!. أم أننا نتظاهر بالبرود كي نخفي حقيقة مشاعرنا..؟!




عقد سند حاجبه، بينما قالت تمارا : أستغرب كمان 


قال سند متعجبا : لا بجد! قصدك إيه بأن الجوازه مش هتم 


أرجعت جسدها علي الكرسي وهي تقول ببرود : بص يا إبن الناس.. كلنا كدا عارفين إللي فيها.. سند لتمارا وتمارا لسند... أشطا..!


رفع حاجبه بعدم إهتمام قائلا : إمم مين بقا قالك الكلام الفاضي ده


إبتسمت إبتسامة بارده لم تصل إلي عينها وهي تقول : أنا.. ها يا عسل هتتصل على البنت وتقولها مفيش خطوبات علشان أنا إنسان خاطب وقد كلمتي لخطبتي.. يلا 


ضحك بسخريه متحدثا : أنت تعبانه صح!. تمارا أنا مش فاضي للعب العيال دا.. وجاي الكافيه أقعد لوحدي خليني أخلص الشغل إللي ورايا


وضعت يداها على الجهاز اللوحي أمامه لتغلق الجهاز أمامه وهي تقول : كدا حلو.. أسمعني يا سند كويس.. أنا كنت غبيه ومحشورة في الماضي بتاعي بس أنا دلوقتي عقلت ووعيت كويس.. ها بقا خطوبتنا أمتي 


قال سند بهدوء : أكيد مش هخلف بوعدي مع البنت إللي هخطبها يا تمارا هانم.. وزي ما رسولنا قال (ولا يَبِعْ بعضُكم على بيعِ بعض) لأن دا هيخلق عدوانيه بين الناس وأنا مش قد الذنب دا قدام ربنا 


            


              

                    


إبتلعت ريقها وهي تقول بحزن بات جليا عليها : بس أنت قايلي الأول.. مقولتش كدا ليه قبل ما تكلمها في الخطوبة 


تحدث بهدوء : مفيش بينا حاجه رسمي.. وأنتي كنتي معترضه يا تمارا وعرضت عليكي الصلح مليون مره وأنتي رافضه.. أنا خالي مسؤليتي قدام ربنا 


أخذت نفس عميق ثم قالت بأسف : عندك حق.. أنا أسفه عن أذن..


رأي سند تلك الدمعه بعينها فقاطعها وهو يقول : دا لو كان فيه واحده أصلا 


إبتسمت بهدوء وكبرت إبتسامتها عندما فهمت : إحيات أمك أسند 

عقد حاجبه متعجبا من حديثها وطريقه خروج حروفها، فهزت رأسها وهي تقول : متخدش في بالك... تعالي هنا بقا يا عم التقوي والإيمان.. بتبص في عيني ليه مش عارف أن دا حرام 


قال بهدوء : مش هتبقي حلالي خلاص بقا 


إبتسمت بقوة وهي تقول : قول وحيات عيالك كدا.. إحلف علشان أصدقك 


جز على أسنانه قائلا : أنتي لو مسكتيش العلاقه هتنتهي قبل ما تبدأ.. جايبه كل الكلام البيئة دا منين 


فكرت قليلا ثم قالت : مش عارفه بس بقالي كذا يوم كدا بحب أتكلم شوارعي أوي.. والبت لينا ساعدتني كتير وليندا معلمه تارا فأنا أكتسبت شوية يعني.. أن شاء الله هكمل في الموضوع أن شاء الله


إقترب سند منها ثم أرجع خصلة من خصلات شعرها إلي الخلف وهو يبتسم بدفئ مخرجا حروف لم تستأذن من عقلة قبل أن تترك قلبة : بتسحريني كدا إزاي؟


عقدت حاجبها بتوتر وهي تبعد وجهها عنه قائلة : في إيه يا سند إبعد كدا 


حرك رأسه بنفي ثم بحلق بها أكثر متحدثا بكلام ضوى بمشاعر جائشة : أنتي إللي حلوة مش ذنبي بقا.. بحبك 


تعثلم لسانها ممتنعه عن الحديث بينما يد سند كانت مازالت تسير على تقاسيم وجهها مما تسبب برعشه داخل جسد تمارا، لتخرج حروفها بصعوبة : لو سمحت إبعد مش قادرة كدا!!


عقد حاجبه بعدم فهم مصطنع متحدثا بنبرة دافئه محافظه على هدوئها : مش قادرة على إيه بالضبط!؟


وكأنه يربط ذالك اللسان الذي لم يفصل عن تبوخيه لسنين، الأن لا يخرج منه حرف واللعنه وهي تفقد كل روابطها أمامه، تشعر بأنها تكاد تذوب بين لمساته الخفيفه على وجهها.. ماذا لو قبـ...

صمتت وعينها تجحظ من تفكيرها البذيء لأي حال أوصلها هذا الطبيب الذي وقعت بشباكه..


نظرت لعينه كالقطه الوديعه ليبتسم بعشق خالص متحدثا بلؤم : كمان نظرة زي دي وهيحصل حاجات قبل أوانها 


            


              

                    


حركت خدها على يداه كما تفعل القطط مع مالكها الحنون، لتخرج صوتها بعذوبة : أتحرمت منك سنين كتير أوي 


لم يتحمل بعد ليجذبها داخل أحضانه وهو يعتصرها بكل ما أتاه من قوة حتي بعدما خرجت منها تأوة بسيطه ضغط على أحضانه أكثر وكأنها تدعوه ليفعل ما أكثر من ذالك، بينما هي تتشبت به تحاول أن تشبع من رائحته المميزه وهي تدفن وجهها بصدرة.. وكان هو يدفن وجهه بين منكبيها ويلثمهم من فوق قميصها ليهدأ نيران قلبة لكن ويااا الأسف تزداد تلك النيران مطالبة بالمزيد..


.......


جاء ريحان على كلمه "خطابتنا" ليصرخ بحماس وهو يقول : لولولولولولولولولي ألف مبروك يا جلوبي والله بالله فرحتلكم من كل جلبي.. إجلسوا لما أظرغت شويه


نظرت له جيلان بتعجب من كل تلك الكلمات الغير مرتبطه، بينما صدح صوت غناءة : آدي الزين وآدي الزينه 

قالو الجنه هيه جنينه 

وعاليسمينا نشوف اسامينا 

لو زفينا الزين ع الزينه


حلوه عروستي واخدها نقاوه 

عين حسادها تزيدها حلاوه


سموا وصلوا وقولو بهادوه 

رشو العتبه بالفرجاوه


مع اني ما املكش بعير 

وقطيفه ولاتسوى حرير


ولكني في العشق امير 

والرزق على الله ويدينا


آدي الزين وآدي الزينه 

قالو الجنه هيه جنينه 

وعاليسمينا نشوف اسامينا 

لو زفينا الزين ع الزينه


حمله ريان ثم طبع قبلة على وجنته ولم يكترث له ريحان فقال وهو يوجه حديثه لجيلان : طبعا هفضل أنا أول حب في حياتك 


رفع ريان شفتيه ثم قال : أنتي مفهماه إيه بالضبط.. حبيبي جيلان تعرفني من وهي لسه في اللفه وبتحبني أنا 


قال ريحان بضيق : لاء بتحبني أنا أكتر.. أنا إبنها 


قال ريان ببرود : دي مراتي يا حبيبي.. يعني بتحبني أنا أكتر 


صرخ ريحان بغضب : لاء بتحبني أنا أكتر منك


ظل ريان حامله بين ذراعه وهو يقول بضيق : لاء بتحبني أنا أكتر


دفعت جيلان الباب غير مكترثه لمناقشتهم، لتقول بضيق : لاء بحبه ولا بحبه هو التاني.. أنا بعشقهم.. يا بختي بيهم بجد 

ثم علت أصواتها وهي تقول : وربنا لو سمعت صوت حد فيكم ما شايف وشي الفتره دي 

ثم تمتمت : ناس برده 


تنهدوا الإثنان بقوة وأخذوا نفس وقت النفس ليضحكوا بقوة فالبرغم من أنهم لم يلقوا بعض إلا أن الصفات بينهم مشتركه في كل شئ وكأن ريحان نسخه مصغره من ريان.. 

قبلة ريان وهو يقول بضيق مصطنع بعدما أغلقت جيلان الباب بوجههم : عجبك كدا أهي طردتنا 


            


              

                    


مط ريحان شفتيه ثم قال بعدم إكتراث : يلا مش مهم.. أهم حاجه دلوقتي أننا هنام مع بعض.. ها يا باشا هنروح فين دلوقتي بما أننا يعني أطردنا 


قال ريان بتفكير : إممم إيه رأيك نسهر أنا وأنت في آي مكان تطلبة


طبع ريحان قبلة على خده ثم قال : عايز أروح بحر أسكندريه بيقولوا حلو وأنا نفسي أشم هوا إسكندرية زي ما دايما بيقولوا في المسلسلات كدا 


ضحك بهدوء متحدثا : جيلان متوصيه بيك أوي في مصر.. مش هينفع نروح أسكندريه دلوقتي.. إسكندرية دي محافظه تانيه غير القاهره.. نستأذن الأول من مامي جيلان وبعدين نروح 


صمت ريحان قليلا وكأنه يفكر ثم تحدث : أوك.. كدا بقا أغنيلك شوية 

عقد ريان حاجبه ثم قال : وياتري هتغني شارك دودو بيبي ولا أنا إسبونج بوب


إبتسم ريحان في سخرية فتابع ولم يكترث له : أحمد عدوية.. كركشنجي 

لم يعلق ريان لصعوبة الأغنية بينما وضعه في السيارة فهو في قصر الجراحي وعليه العودة لمنزله الأن، بينما أستقل كرسي القيادة ليأخذ ريحان نفس عميق ثم بدأ في الغناء : كركشنجي دبح كبشو

يا محلا مرقة لحم كبشو

عكشوا فركش

نكشوا طنش

الشو ما تإلش


وسبع سلاطين اسطسلطناهم من عند المسطسلطنين

تقدر يا مسلطن يا مستسلطن تستسلطن لنا سبع سلاطين

زى ما استسلطناهم من عند المستسلطنين


كركشنجي دبح كبشو

يا محلا مرقة لحم كبشو

عكشوا فركش

نكشوا طنش

الشو ما تإلش


وسبع دبابيس استدبسناهم من عند المستدبسين

تقدر يا مدبس يا مستدبس تستدبس لنا سبع دبابيس

زى ما استدبسناهم من عند المستدبسين


كركشنجي دبح كبشو

يا محلا مرقة لحم كبشو

عكشوا فركش

نكشوا طنش

الشو ما تإلش


وسبع لحاليح استلحلحناهم من عند المستلحلحين

تقدر يا ملحلح تستلحلح لنا سبع لحاليح

زى ما استلحلحناهم من عند المستلحلحين


كركشنجي دبح كبشو

يا محلا مرقة لحم كبشو

عكشوا فركش

نكشوا طنش

الشو ما تإلش


فتح ريان فاهه ببلاهه وهو يقول : يخربيت كدا.. أنا لحد دلوقتي محفظتش الأغنية دي 


رفع يداه بوجهه : خمسه في عينك يا أخويا 


......


دق قلبهم بهلع منتظير الطبيب يزيل تلك القطعه البيضاء عن عينها، أما الحال عندها كان مختلف..! رأت من جمال الدنيا ما يكفيها، الأن تريد لحظه واحده مالك يتحدث إليها بها وهي تري تلك النظرات المفغمه بالحب.. الأن تعترف بهذا الشئ السخيف من وجهة نظرها قديما، لكن هذا المالك قد دفع ثمن قلبها وهو كلامه المعسول الذي يلُج لثنايا القلب..


            


              

                    


بدأ الطبيب يزيل القطعه البيضاء بينما زياد لم يترك يداها يشعر بسواد الدنيا من بعدها.. طفلته الوحيده التي وهبها الله له، نعمة لا تقدر بثمن، طفلة حنونه.. مشاكسه أحيانا.. وأحيانا أخري شرسة جدا.. لكنها تمتلك من صفاء القلب ما يكفي..


أزاح الطبيب هذا الشيش الأبيض ببطئ شديد ليزيل أخر قطعه وكانت روح مغمضه العين وبقوة منتظره اللحظه التي تشعر بها بالنور، أو اللحظه التي ستصيبها الظلمه من كل جانب..


مسح زياد على كف روح وهو يقول بحنان : أفتحي عينك يا روحي 


كانت غالقه عينها بقوة، لتفتحها ببطئ وعينها تنظر للاشئ وكانوا جميعا ينظرون لها بحماس منتظرين لحظه الفرحه النابعه، لفت روح وجهها نحو زياد وكان هو يهز رأسه منتظرا حديثها، لتقول بسعادة غارمه : زيزو أنا شيفاك 


إبتسم بقوة وسعادة وهو بجذبها داخل أحضانه متحدثا بشوق : أخ يا روح قلبي..


دفعته مليكه وهي تقول : وسع كدا بنتي 


ضمتها بقوة بينما صدح صوت سامي وهو يزيل دموعه الوهميه : لاء يا جماعه قصرتوا فيا أوي مش كدا أنا بنهار بسرعة 


بعدت روح عن أحضان مليكه تنظر بعينها في أنحاء الغرفة لكنها لم تجده.. 

إبتسم الطبيب قائلا بعملية : مبروك يا أنسه روح 


أماءت برأسها وهي تبتسم بهدوء، لتقول بهدوء تحاول أخفاء شوقها : أنا عايزه أرتاح شوية 


أماءوا برأسهم ليقول زيد مبتسما : يله كله بره عايزين نسيب الأميرة روح ترتاح 

في غصون عشر دقائق خرج الجميع تاركين روح كي ترتاح لكن في الواقع تريد حرق روحها التي أنتظرته معتقده بأنه يحبها بالفعل لكن الواضح كان يلعب على مشاعرها كما تعتقد...


......


فتحت عينها بصعوبة بالغة تشعر بشئ يحاوط جسدها لكنه ليس كشئ عادي بل تشعر بجبل يحيطها، رفعت نظرها لتجد مالك يضمها بقوة وهو يغرق في النوم، حاولت الإفلات من قبضته التي تحكم خصرها، لتنصدم من فعلته لم تتوقع هذا من مالك، ظلت تتحرك بقوة لتقف فجأه وهي تسمع همسه في أذنها وأنفاسه تلفح عنقها : هش أهدي كدا هفقد أعصابي 


فتحت عينها بصدمه من وقاحته ليرجع وجهه وهو يمسح على عينها التي غلقتها متحدثا : حاسه بإيه 


صرت على أسنانها قائلة : إبعد عني علشان كدا غلط 


إبتسم بهدوء وهو يقول : أسف علشان مكنتش جنبك أول ما فتحتي عينك بس كان عندي شغل مهم 


نظرت داخل عيناه ثم قالت بغيظ مكتوم : طب إبعد عني لو سمحت يا مالك 


فك يداه عن خصرها ومازالت أنفاسه تلفح وجهها ليقول بحب : وحشتني لمعة عينك 


            


              

                    


نظرت له بغضب وهي تقول بضيق : مالك بطل إستعباط أنا مش عيلة صغيرة علشان تضحك عليا بكلمتين من بتوعك، ومفيش واحد محترم يسمح لنفسه يحضه واحده وفي مستشفي، لو كنت نسيت مين روح ياريت ترجع لعقلك علشان كلامك المعسول دا مش عليا 


إبتسم بجانبية متحدثا : ولو ثبتلك أنو يمشي عليكي 


إبتسمت بسماجه وهي تقول ببرود : ولو مقدرتش هتنساني ومش عايزه أشوفك تاني 


هز رأسه نافيا وهو يقرب وجهه منها مره أخري متحدثا بصوت هامس : مقدرش أبعد عنك ثانيه 


بجانبيه إبتسمت وهي تقول : علشان كدا مكنتش جنبي وأنا بفتح عيني 


إقترب منها أكثر حتي لامست قدمه قدمها وهم في وضعيه جلسه على السرير، ليهمس في أذنها : مكنتش أقدر أشوفك بتفتحي عينك من غير ما أخذك جوا حضني.. وأول ما عرفت أنهم مشيوا وأنك ختي حقنه وهتنامي لقيت قلبي بيجري قدامي لحد ما وصلنا هنا.. دخلت وفضلت قاعد على الكرسي وأنا بتأملك أفتكرتك وأنتي صغيرة لما كنت بشدك تقعدي في حضني وأنتي تتشعقلي في رقبتي وأقولك أنتي أختي الصغيرة علشان أقدر أشبع من أحضانك.. ملقتش نفسي غير باخدك في حضني زي زمان بس مش هقدر أضحك عليكي المره دي وأقولك أختي والكلام دا.. لاء أنتي حبيبتي أنتي روحي إللي مقدرش أعيش حياتي من غيرها 


جذبها لأحضانه وهو يقول بشوق : أااه منك ومن وجع قلبي وأنا بجري وراكي السنين دي كلها.. حضنك وحشني أوي يا روح 


مدت يداه تعبث في خصلات شعره عن قصد لتقول بخبث : يعني أنتي كنت بتحضني وأنا صغيرة وأنتي بتفكر بشيطانيه كدا 


أماء برأسه وهو يدفن وجهه في منكبيها متحدثا : أعمل إيه مكنتش بقدر أشوفك ماشيه قدامي ومش بقدر ببقا لازم أخدك في حضني 


رجعت بذكرياتها للماضي وهي طفلة ذات العشر سنوات وكان مالك يكبرها بسبع سنوات وعندما تأتي له بإبتسامه واسعه فكانت تحبه وبشده كأخ ليس أكثر، كان هو وزيد الأقرب لها.. كانت تذهب له لتريه بعض من ملابسها أو هديه أخذتها من مدربها أو شئ من هذا القبيل، لكنها كانت تجد منه ردة فعل واحده يجذبها لأحضانه ويضع وجهه بين عنقها وتصدر منه تأوهات بسطيه، ثم يقيل أعلي رأسها وعينها متحدثاً دائما بأنه روحه الصغيرة وأنها الملكه التي يسمح لها بالجلوس على فخذتيه.. هي فقط من يسمح لها بهذا..


فقالت روح وهي تستكن بين أحضانه الأن : أنا قولت بردو دي مش نفس طريقة زيد وبدأت أبعد عنك علشان بتستفزني ببرودك يا مالك 


صر على أسنانه وهو يقول : إبعدي إيدك من شعري 


إبتسم بخبث وهي تهمس له : ليه بس دا حتي شعرك في جاذبيه كبيرة أوي 


            


              

                    


مسح على ظهرها بلعب متحدثا : ممكن دلوقتي أوريكي جاذبيه أكبر بكتير 


دفعته بقوة وهي تضربه في صدره حانقة : إبعد عني يا حيوان يا قذر يا أبو تفكير شمال 


صدرت منه تأويه بسيطه ليمسح مؤخره عنقه قائلا : ماشي يا ملكة روحي، إجهزي بقا علشان كتب كتابنا لأني خلاص مش قادرة أستحمل أكتر من كدا وأنا اصلا سافل ومشوفتش تربيه 


لا تصدق بأن هذا مالك صاحب أبرد وأهدي شخصيه رأتها، كيف له أن يتعامل بهذه الطريقة التي تشعرها بأشياء وضعت لها نهاية قبل بدايتها..


★★★


وصلت سيارات العفش إلي العمارة التي يمكث بها محمود وليلي وأيضا زين حديثا.. 

كان سامي ينتظرهم أمام العمارة مع أبناء الحي وكل منهم يحمل طبلة.. 

وقفوا سريعا في فرحه وقام العمال مع رجال العائلة بتوصيل أثاث المنزل إلي البيت، فصدح صوت سامي وهو يقول : أفرحي يادي الأوضه جياكي عروسه موضه


ردد خلفه أبناء الحي وهي يقرعون الطبول فأكمل سامي : أفرحي يادي المندرة جياكي عروسه سكره... 

أفرحي يادي القاعه جياكي عروسه الساعه 





رأي سامي السيارة الخاصه بسند فعلم بأن بها لينا فبدأ في غناء : رشوا الشارع مايه عروسة الغالي جايه...

رشوا الشارع كاكولا عروسة الغالي منقولة 


هبطت ليندا وتارا من سيارة ريان ليجروا نحو سامي وهم يغنون : يا ساتر استر من دخول الحارة 

دي حارة وحشة والنسوان قرارة 

يا ساتر استر من دخول الحتة

دي حارة وحشة ونسوانها سكة

يا طبلة رني يا طبلة يا طبلة راني انا ليا جارة يا وله هتطق مني 

أيوة يا حارة ضالمه أحنا إللي نورنا

بس يا حارة هس هس أحنا إللي عملنلكم حس


ظلوا يغنون ويقرعون الطبول مع فرحة الجميع ليدلف سامي وليندا وتارا إلي أعلي الشقه وكانت الزغاريد تملئ العمارة بأكملها، وعند دخولهم المنزل ظلوا يرتبون الأغراض جميعا حتي هلكوا...


جاء يوم كتب الكتاب.. ليقوم المأذون بعقد قران أربع شباب على أربع بنات في ريعان شبابهم....

أرتدي الرجال حُلتهم جميعا باللون الأسود مع رابطة عنق بألوان مختلفة وطرق مختلفة، لكنهم كانو لوحة في منتهي الجمال.. لوحة تشع جاذبية.. بإختلاف جمالهم ظاهريا لكن لنقول الروح واحده.. فمن يعيش دهراً مع أُناس ولا يطتبع بطباعهم!!.


جلس المأذون بعدما ألقي السلام ليبدأ حديثه بالبسملة ثم فتح حقيبته نظرا للأربع شباب وهو يبتسم بهدوء قائلا بتسأل : من سيبدأ؟ 


رفعوا الأربعة يداهم ليبدأ التفاهم على مضض، وتم البدأ بـ "ريان" لأنه الأكبر سناً والأول في العشق بينهم..

من ثم "سند" ولحقه "زين" وأحب "مالك" أن يُختم به.


            


              

                    


وفي غصون ساعه أو أكثر قليلا تم عقد قيرانهم الأربعة مع إبتسامة الجميع، وخجل إثنين وإثنين يبحلقون في أزواجهم في عشق بات جليا عليهم، ليتقدم كل واحد من زوجته.. آسر لسيدرا، محمود لليلي، يزن لنور.. كما الباقي جميعاً، السعاده فاقت ما هم عليه..






ضم مالك روح لصدره في عشق وهو يطبع عددة قبلات متفرقه علي وجهها قائلاً : حلوه وبتحلي آي مكان وتنوري فيه..


إبتسمت بهدوء وهي تقول : إيه دا أنت بقيت بتسمع أغاني 


مال على أذنها وهو يهمس لها : كل موقف بينا له عندي أغنيه علشان كل أما أسمع أغنيه أفتكرتك دا لو روحتي عن بالي..


إبتسمت بسعاده وهي تنظر داخل عينه قائلة : مش ملاحظ أننا الكابل الوحيد اللي مش ملون في العيلة الملونه دي كلها..


طبع قبلة على عينها وهو يهتف برضي : بعشق السمر وآي حاجه تيجي من ناحيتهم..


نظرت لينا لزين بضيق وهي تقول : زين خلي عندك دم بقا والله زهقت 


هز رأسه بيأس قائلا : زهقتي إيه يا بنتي دا أحنا لسه متحوزين حالا 


_ طب ما تخلي عندك دم وتقول كلام عدل، متحسسنيش أنك شاقطني من الشارع، شايف أبوك يله بعد ٢٨ سنه جواز ولسه بيعامل أمك إزاي..


رفع شفتيه في إستنكار مردفا : أبوك وأمك ويلة في جمله واحده، وعايزاني أقولك إيه يا أسطا ولا شبح 


_ تك قرف عليكي وعلى اللي يعرفك 


مال على أذنها وهو يقول بسعاده وشغف : يا بنتي عليا النعمه بعشقك 

أماءت برأسها وهي تبتسم بفرحه لا تسع أحداً، بينما أماء برأسه مع تحرك رأسها وكأنه يعلم ما يدور بها لتضمه بسعاده..






كان ينظر لعينها بعشق جارف لتخرجه من أفكاره وهي تقول : هتفضل تبص في عيني كتير 


_ بشوف الأيام غيرتها ولا لاء..


إبتسمت بهدوء وهي تقول : تغير حاجه كبرت عليها إزاي.. أنتي في قلبي وهتفضل فيه، أنا أسفه حقيقي على كل غبائي


هز رأسه نافيا وهو يردف : لاء حلو فتره البعد اللي حصلت دي يا تمورة علشان لما أحبسك في بيتي ميبقاش عليا حرج..


إبتسمت بسعاده مع تورد وجنتها بالأحمر وقالت : طب بطل قلة أدب 


_ أنتي لسه شوفتي منها حاجه..


صر على أسنانه مردفا بضيق : مش معقول هما كتبوا كتابهم وإحنا لسه متحوزناش 


مدت يداها تعبث في خصلات شعره قائلة : ما أحنا متحوزين يا حبيبي 


_ دا على ورق، وبعدين دا حتي أنا مش بشوفك بشعرك غير صدف 


_ وتشوفني ليه أن شاء الله، بكره لما نتجوز نعمل اللي احنا عايزينه 


مال عليها يطبع قبلة دفيئه جانب أذنها وهو يقول : ربنا ما يفرقنا أبداً ولا يطلعك من قلبي 

علقت يداها حول عنقه وهي تضع نفسها داخل أحضانه في رضي مما هي فيه تعشقه حد الجنون هذا الزيد الذي أخذ بقلبها حتي السماء السابعه..


كان ينظر إليها دون حديث وماذا يقول في هذه اللحظه، بماذا يعبر، قلبة بدا وكأنه حفل موسيقي بالداخل، هزت رأسها وهي تقول بصوت هامس : هتفضل ساكت 


_ أقول إيه..!؟


نظرت له بضيق وهي تقول : يعني فالح بس تقول في الحرام يا إبني 





إبتسم بهدوء قائلا : يرضيكي أقول كلمه في العلن كدا وبعدين أبوسك قدامهم وهندخل في مراحل تانيه أنتي أصغر منها..!!؟


هزت رأسها بيأس فسيظل ريان هو الأبرد عبر التاريخ، ليمسك كف يداها يضعها على صدره موضع قلبة قائلا : دا مش بس بيحبك، دا فيه مراحل كتير عداها مش عارفه يوصفك إزاي..


أخذ يداها وضعها على رأسه وهتف : دا بيفكر فيكي كل دقيقه تقريبا، لما بيدخل عملية صعبه بيرسمك قدامه وأنتي بتطبطي عليه..


مسك يداها وضعها موضع أنفه وقال : كل يوم دا بيشم ريحتك علشان يعرف ينام.. إيدي دي ياما خرجت فساتينك وأنتي صغيره وحطتها في صدري علشان تحسسني أنك لسه جانبي، في نفس الوقت إللي عقلي فيه كان رافض أصدق أن جنبك ولما أيدي تبعد هدومك عقلي بيرسمك لوحده.. 


عقدت جبينها بينما قلبها يقرع بالداخل فأكمل في هدوء : تعرفي إيه أكتر حاجه كنت ندمان عليها يا جينا..


هزت رأسها بنفي فأكمل هو بشغف : أني ما دقتهاش ولا حتي شبعت منها..!!


لم يدع لها ثانيه للتفكير ليميل على شفتيها ينهل ما رحيقها ما يكفيه ليقطع عذرية تلك الشفاه المسالمه له، بينما هي



 تحاول مجاريته في فعلته هذه ولم تفكر في الواقفين 




حولها.. لم يصدق ما أن وضعها بالكامل تحت أسنانه ليخرج عليهم كل شوقه لهم بعد إنتظار سنوات لا تعد، الأن لن يوقفه أحد ولا حتي 


هو وإذا أطر للعيش طوال العمر معها دون رؤية أحد آخر، تكفي هي لتنير حياته..

                        تمت 

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-