أخر الاخبار

رواية سليمه الفصل الخامس عشر15بقلم ميمي عوالي



سِليمة

بقلم ميمي عوالي

الفصل الخامس عشر


فى بيت عبد العزيز بعد ما اتجمعوا كلهم على الغدا ، عبد العزيز سأل على سهير ، فمسعدة بلغته باللى سهير قالتهولها ، و الكل سمع و ماحدش علق 

لكن سِليمة ملامحها زى ما تكون استريحت لما عرفت انها مشيت ، و برضة رحيم كان واخد باله من ده ، بس ابتدى يبقى عنده فضول يعرف السبب ، خصوصا انها كانت دايما بتنصحه انه يسيب سهير تقرب من ولادها و مايمنعهاش عنهم ابدا و مابقاش فاهم ايه سر تغييرها ده 

ناهد ميلت على سِليمة و قالت لها بخفوت : الهى ما تعيدها تانى 

سِليمة بصت لناهد و قالت لها بخفوت مماثل : ادعيلها ربنا يهديها هى و اخوها

ناهد بامتعاض : و ايه اللى فكرك بالزفت ده دلوقتى ، افتكري لنا حاجة عدلة الله لا يسيئك احسن ده بييجى على السيرة

سِليمة ضحكت على كلام ناهد و التفتت لخالها و قالت له باهتمام : كنت عاوزة اسألك على حاجة يا خال

عبد العزيز : اسألى يا بنتى ، عاوزة تسألى على ايه

سِليمة : هو يعنى ابويا الله يرحمه ، كان مقطوع من شجرة ، يعنى ما كانلوش قرايب خالص

عبد العزيز : ابوكى يا بنتى كان تاجر بمخلة ، و اللى اعرفه انه كان يتيم من صغره ، و كان ولاد الحلال بيراعوه لحد ما شد عوده شوية و ابتدى واحدة و احدة يجرى على اكل عيشه و هو بيتنقل من مكان لمكان 

سِليمة بتأثر : يعنى كان وحدانى و مالوش حد .. الله يرحمه

رحيم : الشيخ مدبولى قاللى انه اندفن فى ميت كنعان ، كنتى بتزوريه بقى على كده يا سِليمة

سِليمة بنحنحة : قليل اوى ، يعنى بتاع مرتين تلاتة كده ، لكن كنت دايما و انا معدية من قدام الترب اقراله الفاتحة و ادعيله من بعيد لبعيد 

عبد العزيز : الدعوة بتوصل يا بنتى و لو من اخر بلاد الله

سِليمة : ايوة ، و عشان كده كنت دايما ادعى لامى ورا كل صلاة رغم انى ما اوعالهاش و لا اوعى لشكلها 

عبدىالعزيز : انا عندى صورة قديمة اوى لامك و هى اصغر منك كده

سِليمة بفرحة : جد يا خال

عبد العزيز : ايوة جد ، ابقى فكرينى ادور لك عليها

كان عبد العزيز خلص اكل و قام من على السفرة ، فسِليمة قالت له بمرح : طالما خلصت اكلك بقى يا خال دور لى على صورة امى 

عبد العزيز ضحك وقال لها : طب اما اشرب الشاى هطلع ادور لك عليها 

سِليمة بتمنى : يارب تلاقيها 

ناهد : تعرفى … لو بابا مالقاش الصورة ، اكيد سليم جوز نبيلة هيبقى عنده ليها صور كتير 

رحيم : هبقى اكلمه و اخليه يبعتهم لو عنده

سِليمة و هى شبطانة زى العيال الصغيرين : ااه بالله عليك يا رحيم و تطلع لى عليهم 

رحيم بضحك : مش لما يلاقيهم الاول 

فى اوضة رحيم بالليل و رحيم بيستعد للنوم ، كانت سِليمة يادوب مخلصة الورد بتاعها و بتقفل المصحف ، فسمعوا خبطة صغيرة على الباب و صوت عبد العزيز و هو بينده على سِليمة ، فسِليمة ردت بصوت عالى و راحت تفتح الباب و هى بتقول : ايوة يا خال حاضر 

و لما فتحت لقت عبد العزيز مدلها ايده بصورتين قدام اوى و قال لها : خدى يا ستى ، لقيتلك الصورتين دول و لو لقيت تانى هجيبهملك

سِليمة اخدت منه الصور بفرحة و شكرته و رجعت اوضتها قعدت على السرير و هى بتنقل عينبها ما بين الصورتين ، فرحيم مد ايده اخد منها واحدة و قعد جنبها يتفرج عليها و قال لها : تعرفى انك شبهها اوى 

سِليمة بابتسامة : ايوة صح ، و خالى قال لى كذا مرة انى اشبهها اوى 

رحيم و هو بيمسك ضفيرة شعرها : بس انتى شعرك اطول 

سِليمة : يمكن عشان هى فى الصورة دى شكلها اصغر منى بكام سنة

رحيم اخدها فى حضنه و قال لها : ايه اللى فكرك بيها هى و ابوكى النهاردة 

سِليمة : مش عارفة ، بس يمكن عشان حصل موقف كده النهاردة 

رحيم : موقف ايه

سِليمة : الحاجة عايدة المحفظة اللى فى الدار ، كانت بتحكيلنا على بنتها اللى اتخطبت ، و ان حصل مشكلة بينها و بين خطيبها ، فجوز الحاجة عايدة صمم انه يفسخ الخطوبة لما عرف ان حماة بنته مابتعاملهاش كويس 

رحيم باستغراب : و ايه دخل ده بانك افتكرتى عمتى و جوزها النهاردة





سِليمة بشرود : يعنى ، فكرت مع روحى و قلت يا ترى لو كان ابويا و امى عايشين وقت ما اتقدملى السيد و اللا وقت ما اتعمل فيا اللى اتعمل فى جوازى ، كانوا ممكن يعملوا ايه

رحيم سكت شوية و هو بيتأمل ملامحها اللى باين عليها الحزن و بعدين قال لها : ايه اللى فكرك بكل الكلام ده دلوقتى 

سِليمة : ما انا قلتلك ، كلام الحاجة عايدة عن بنتها ، كنت دايما اسمع الناس و هى بتقول ان الاب عزوة بنته و سندها ، بس كان بالنسبة لى مش اكتر من كلام و بس ، ما انا اصلى ما جربتش ، و لما سمعتها النهاردة ، لقيتنى بقرالهم الفاتحة و بدعيلهم وبقول يا ترى لو كانوا موجودين كان هيبقى حالى ايه دلوقتى

رحيم : و هو انتى مش عاجبك حالك دلوقتى 

سِليمة بابتسامة رضا : و هو انا كنت احلم ابقى كده فى يوم من الايام

رحيم : اومال ايه بقى لازمته تقليب المواجع ده

سِليمة : لازم دايما افتكر عشان احمد ربنا بدل المرة الف مرة على عوض ربنا اللى اتنعمت بيه بعد السنين دى كلها 

رحيم باسها من راسها و قال لها : تعرفى انى من ساعة ما شفتك و انتى واخدة فهمى فى حضنك و بتجرى بيه عشان توديه للدكتور و انا وقعت فيكى لشوشتى

سِليمة بضحك : فيا انا ، ماشفتكش وقعت يعنى

رحيم حضنها اوى و قاللها : زى ما بقول لك كده ، رغم انى يمكن مالحقتش اشوف ملامحك اوى غير لما عبد الهادى كان بيتكلم مع الدكتور ، بس لقيتنى عمال ابصلك و اتأمل فيكى و انتى عيونك كلها كانت على فهمى و زى ما تكون روحك متعلقة بروحه ، ساعتها بقيت مستغرب اوى ، و قلت سبحان الله ، اهو لا منك و لا من دمك ، و رغم كده كنتى اكنك امه اللى ولدته من بين ضلوعها

سِليمة بحزن : طول عمرى و ربنا زارع فى قلبى محبة العيال الصغيرين ، و لما شفت فهمى و فاطمة و عرفت انهم يتامى زيى ، قلبى حنلهم فى ساعتها 

رحيم : انا كمان قلبى حنلك من ساعة ماشفت حنيتك و لهفتك عليهم ، و لما شفت حبهم ليكى و اد ايه متعلقين بيكى ، عرفت ان خبك ليهم حب صادق مش مجرد كلام بيتقال و خلاص 

رحيم فرد ضهره و هو لسه واخدها فى حضنه و قال لها : وقتها قارنت بينك و بين سهير ، اللى رمت بناتها و ما حاولتش حتى تسال عنهم و لا تهتم بيهم

سِليمة بتردد : بس انت مش ملاحظ انها ابتدت تعمل غير كده

رحيم بسخرية : و انتى ما اخدتيش بالك انى مش مصدقها

سِليمة بانتباه : طب لو هى مش صادقة فى اللى بتعمله دلوقتى ده ، تفتكر تكون نيتها ايه

رحيم : الحقيقة لحد دلوقتى مش عارف




سليمة بخفوت : مش يمكن عاوزة ترجعلك و بتعمل كده عشان تحنلها و تردها من تانى

رحيم بصلها اوى بجمود و فجأة انفجر فى الضحك لدرجة انه قعد يكح جامد و سِليمة قامت بسرعة جابت له ماية ، و بعد ما ابتدى يسيطر على نفسه من تانى قعد على طرف السرير و قال : و يا ترى بقى ظنك ده هو اللى مخليكى متضايقة من وجودها الفترة دى

 سِليمة و هى بتحاول تهرب من عينيه : و مين قال ان متضايقة من وجودها

رحيم : ما انتى لو ضحكتى على الدنيا كلها مش هتضحكى عليا ، انا ببقى واخد بالى اوى من تعبيرات وشك و هى موجودة ، مش دى ابدا ملامحك اللى كنتى بتحاولى تقنعبنى بيها انى ارحب بوجودها وقت ما تحب تبقى موجودة عشان خاطر مريم و نورا ، و انها مهما ان كان ام ، و انها اكيد هيجيلها وقت و تفوق ، و انها و انها و انها ، انتى بقيتى تشوفيها وشك يتقلب مية و تمانبن درجة فى ثوانى 

سِليمة بخفوت : لانهم مش حابين وجودى هنا

رحيم بفضول : هم مين دول 

سِليمة : سهير و سامى و ….

رحيم بانتباه : كملى و مين تانى 

سِليمة و هى باصة لرحيم : و ربيع و ليلى

رحيم فتح لها دراعاته و هو بيقول لها : تعالى 

سِليمة راحت قعدت فى حضنه من تانى و رحيم كمل كلامه و قال : انا عارف ان ربيع و ليلى مختلفين كتير عنى انا و ابويا وباقى اخواتى ، بس صدقينى .. ربيع يمكن مادى حبتين تلاتة ، بس بيحبنى و بيحب اخواته ، و مهما حصل اوعى تخافى منه

سِليمة : طب و مراته 

رحيم بتنهيدة : المشكلة الحقيقية فعلا فى مراته ، هى اللى على طول بتنخر فى ودانه ، و الدوى على الودان امر من السحر ، بس برضة اوعى تقلقى من ربيع ، ربيع كبيره كلمتين يقولهم وقت نرفزته و بعد كده بينزل على مافيش

سِليمة : طب و سهير و سامى 

رحيم بانتباه : دول بقى اللى لازم فعلا ناخد بالنا و حذرنا منهم يا سِليمة ، سامى من زمان ما بيحبنيش ، و خصوصا من ساعة ما هربت نادية منه ، و كمان كنت رافض جوازته من ناهد و كنت بحاربها بكل قوتى ، لولا ان ناهد كانت مستسلمة و خايفة على امى الله يرحمها و على ابويا ، و خصوصاً ان سامى كان بيهدد انه هيعمل فضيحة و الناس كلها تعرف ان نادية هربت

سِليمة باستغراب : و هى الناس ما عرفتش

رحيم : ماحدش حكى حاجة ، و عشان كده الموضوع ما اتعرفش

سِليمة : و ماحدش سأل على نادية و اللا استغرب انها مش موجودة

رحيم : قلنا انها جالها عريس خدها و سافر ، و ان كل حاجة حصلت بسرعة و اننا ماعملناش فرح عشان العريس كان عنده ظروف




و طبعا سامى كان مستغل الحكاية دى و كل ساعة و التانية يلمح انه ممكن فى اى لحظة يعمللنا بيها قلق ، و عشان كده ناهد كانت خايفة على امى و ابويا 

سِليمة : و لما الموضوع ماحصلش فيه فضايح من البداية .. ليه ربيع كان كل شوية يقول على عبد الهادى و نادية انهم فضحوهم فى البلد 

رحيم بتنهيدة : لان مراته فهمته ده ، لازم تفهمى ان اى مشكلة ممكن تيحى من ورا ربيع تبقى ليلى هى السبب فيها ، قعدت تقول له الناس و مش الناس ، لحد ما فى مرة كانوا هنا و برضة قعدت ترمى بكلام اهبل قدام امى ضايقها ، و كانت وقتها ابتدت علاقتها ترجع من تانى مع نادية الله يرحمها و كانت بتتكلم معاها فى التليفون ...فوقتها

فلاش باك

ليلى بغيظ : ازاى يعنى يا طنط تتكلمى معاها عادى كده بعد اللى حصل منها ده كله

ام ربيع : لانها بنتى يا ليلى ، و لا هتستغنى عنى و لا انا عمرى هستغنى عنها

ليلى : بس مش بعد الفضايح اللى حصلت بسببها دى كلها 

رحيم كان راجع من برة و سمعها فقال لها : و حصلت امتى الفضايح دى بقى يا مراة اخويا

ليلى بزهق : من يوم ما هربت مع صاحبك يا سى رحيم

رحيم : اولا نادية ما هربتش ، لان انا اللى مجوزها باديا لصاحبى زى ما بتقولى كده ، و ماحدش اصلا يعرف عننا حاجة

ليلى بسخرية : ده بس متهيألك ، لكن احب اقول لك ان كل البلد عارفة 

رحيم : ادينى مثال كده ، مين بالظبط اللى عارف

ليلى : ابسطهم اهلى 

رحيم : و طبعا انتى اللى عرفتى اهلك ، يعنى طلعتى سر جوزك برة ، و اللى كان المفروض تبقى ستر و غطا عليه ، لكن بدل كده راحة تفشى سره و كمان تعايريه بيه بعد كده ، لكن احب اقول لك ان اختى ما هربتش ، لانها ما عملتش حاجة غلط ، نادية ماعملتش اكتر من انها اختارت حياتها اللى عاوزة تعيشها و بس

عودة ن الفلاش باك 

رحيم : يعنى الفضايح دى كانت عبارة عن شوية كلام دخلته ليلى فى دماغ ربيع و رامى ، بس الشهادة لله سلوان فضلت ورا رامى لحد ما قلبه صفى و راق ، لكن ربيع …. ما باليد حيلة 




سِليمة بتردد : بس برضة ما قلتليش 

رحيم : ماقلتلكيش على ايه تانى 

سِليمة : سهير 

رحيم بفضول : هى عملت لك حاجة 

سِليمة بلخبطة : لا ، لا طبعا ، هتعملى ايه يعنى

رحيم مد ايده رفع بيها وش سِليمة و بص فى عينيها اللى كانت بتهرب منه و قال لها : امممم ، سِليمة بنت عمتى رقية .. تربية الشيخ مدبولى بتكذب عليا .. يا ترى ليه

سِليمة و هى لسه بتهرب من عينيه : و هكذب عليك ليه بس يا رحيم

رحيم بحزم : بصيلى فى عينى و قوليلى انى غلطان 

سِليمة الامتعاض ملى ملامح وشها و قالت له بزهق : لا يا رحيم مش غلطان ، بس انا مش عاوزة اقول لك ، لانى مش عاوزة مشاكل بينك و بينها بسببى ، لانى عارفة انها ممكن توقع بينى و بين مريم و نورا

رحيم اتعدل و خرج سِليمة من حضنه و بصلها بجدية و قال لها : و انا مش هعرف اتعامل معاكى عادى طول ما انا عارف انك مخبية عنى حاجة 

سِليمة عيونها دمعوا و بقت زى اللى بين نارين ، فرحيم نفخ جامد و سابها و قام وقف و قال لها : براحتك ، انا مش هغصبك تحكيلى و لا تقوليلى حاجة  ، تصبحى على خير ، و سابها و راح ناحية ما بينام و نام و اداها ضهره 





سِليمة زى اللى اتصدمت من موقف رحيم و مابقيتش عارفة تعمل ايه ، لكن كل تفكيرها بقى منصب ان رحيم هينام و هو زعلان منها ، فمسحت دموعها بسرعة و طلعت على السرير قعدت وراه و قالت بصوت مبحوح : انا هحكيلك على اللى حصل بالظبط ، بس قبل ما احكيلك ، عاوزاك تحلف انك ما تعملش مشكلة 

رحيم التفت لها و فال : انا ما بحلفش يا سِليمة ، و لو مش عاوزة تحكى ما تحكيش ، انا ما اجبرتكيش تقولى حاجة 

سِليمة بامتعاض : و هو انت لما تنام زعلان منى تبقى ما بتجبرنيش يا رحيم

رحيم ادالها ضهره تانى و هو بيحاول يدارى ابتسامته و قال : و الله انا لقيتك مش عاوزة تتكلمى فقلت اسيبك براحتك

سِليمة : شفت ، اديك اهو زعلان و كمان مش عاوز تتكلم معايا

رحيم و هو لسه على وضعه : كل واحد ينام على الجنب اللى بريحه





سِليمة و هى بتعيط : ما هو انت لو عملت مشكلة مع سهير بسببى .. البنات ممكن تكرهنى يا رحيم ، و انا مش عاوزة ده يحصل ابدا

رحيم اتنهد و اتعدل و قال لها : و انا مش صغير يا سِليمة ، و عارف ايه الصح من الغلط ، فلو هتتكلمى اتكلمى على طول ، و انا هشوف ايه المناسب و اعمله ، لكن اكيد مش هروح اتخانق معاها 

سِليمة مسحت دموعها من تانى و قالت له : خلاص .. انا هحكيلك على كل حاجة .. بس الاول لازم تعرف و تتأكد انى ماصدقتش ولا كلمة اتقالت لى ، و عارفة انها قصدها توقع بيننا عشان تقدر ترجعلك تانى 

و ابتدت سِليمة تحكيله كل الكلام اللى سهير قالته لها بالحرف الواحد ، و رحيم كان قاعد بيسمعها بجمود و هو مستغرب جدا من تصرف سهير ، و مابقاش قادر يفسر تصرفها ده بايه ، فبعد ما سِليمة خلصت كلامها ، رحيم بصلها و قال : سهير عمرها ما حبتنى ، و لا حبت عيشتها معايا من اصله ، و لا يمكن اصدق ابدا انها ممكن تكون حبتنى فجأة مثلا او انى حليت فى عيونها من تانى بعد ما اتجوزتك ، و بصراحة مش لاقى لكلامها ده اى تفسير




سِليمة بصت لرحيم بتردد كان باين اوى على ملامحها فرحيم قال لها : ايه تانى .. شكلك لسه فى حاجة ماقلتيهاليش

سِليمة و هى بتعض على شفايفها : بصراحة يا رحيم ، سامى كمان كل ماتجيله فرصة يقعد يسمعنى فى كلام كده ..

رحيم بانتباه : كلام ايه اللى بيسمعهولك

سِليمة : كلام متبطن من تحت لتحت له نفس معنى الكلام اللى سهير قالتهولى ، و انه خايف عليا

رحيم بغضب : خايف عليكى من ايه بالظبط ، ماتتكلمى على طول يا سِليمة و تقولى قاللك ايه بالظبط

سِليمة بخوف : ما انا قلت لك يا رحيم 

رحيم بغضب : انتى ماقلتيش حاجة ، انا عاوزك تقوليلى قال لك ايه بالحرف الواحد ، و كان امتى الكلام ده بالظبط و انا كنت فين 




سِليمة دموعها غرقت وشها و هى بتتنفض و بتلعن نفسها انها اتهورت و لسانها فلت منها و هى معتقدة بمنتهى السذاجة انه هياخد كلام سامى ببساطة زى ما اخد الكلام بتاع سهير ، فرحيم استغفر و حاول يسيطر على غضبه و قال لها : انا ما عملتلكيش حاجة يا سِليمة عشان تعيطى ، انا عاوز افهم البنى ادم ده قال لك ايه بالظبط .. ممكن

سِليمة حكت له على كل اللى سامى قاله بالحرف الواحد ، فرحيم سألها و هو مركز معاها : و الكلام ده حصل امتى و انا كنت فين ، فاضطرت تحكيله كل اللى حصل بالتفصيل و هى بتترعش من الخوف و كانت عمالة تدعى فى سرها ان ربنا يعدى اليوم ده على خير ، و لما خلصت ، كانت بتبص لرحيم و هى نفسها تدخل جوة دماغه عشان تعرف بيفكر فى ايه ، لكن لقت رحيم بيسألها و بيقول لها و هو بيكتم غيظه : و هو متعود ييجى البيت و انتى لوحدك




سِليمة هزت راسها بنفى و قالت له : ابدا يا رحيم ، عمره ما جه البيت وانت مش موجود غير هى النوبة دى و بس ، و انا ما سكيتتلوش ابدا غير اما خليته مشى 

رحيم و هو باين عليه الغيظ : انسان وقح و مليان غل 

سِليمة : ماهو برضة معذور 

رحيم بغضب : انتى هتجنينينى ، يتعدى على حرمة البيت و هو عارف ان رجالته غايبين

سِليمة بتردد : هو اكيد عاوز مصلحة اخته و بيدور عليها 

رحيم : انتى عاوزة تجنينينى ، انتى بتدافعى عنه ،  هو لو عاوز مصلحة اخته كان فضل سايبها لحد ما خربت بيتها باديها ، ثم كان فين من ساعة ما طلقتها ، ده احنا داخلين على سنتين اهو متطلقين .. اشمعنى دلوقتى ، لااااا … دول اكيد فى حاجة كبيرة فى دماغهم و متفقين عليها مع بعض هم الاتنين 




سِليمة بفضول : حاجة زى ايه

رحيم بشرود : هو انا لو كنت اعرف كان زمانى لسه قاعد كده و انا مش فاهم حاجة 

سِليمة بقلق : هو انت ليه قلقان كده ، ماهى مفهومة 

رحيم : انتى اصلك على نياتك ، انتى ما تعرفيش سامى زيى ، سامى طول عمره انانى و طماع ، و مابيحبش غير نفسه و بس ، و لو هو و اخته متفقين على حاجة ، هتبقى الحاجة دى فى مصلحة سامى مش مصلحة اخته ابدا 

سِليمة باستغراب : و ايه بس اللى هيتفقوا عليه ، ثم ايه مصلحته من انه يوقع بينى و بينك انت و خالى

رحيم بتنهيده : لحد ما اعرف هم متفقين على ايه ، سامى مش مسموح له يدخل البيت و انا مش موجود مهما كان السبب 

سِليمة : الكلام ده المفروض تفهمه لمسعدة  رغم أنها ممكن تخاف من سامى 




رحيم : الكلام ده انا اللى هفهمه لسامى و دلوقتى حالا ، و مد ايده اخد تليفونه من على الكومودينو ، و اتصل على سامى و اول ما سامى رد عليه رحيم قال : اسمع يا سامى ، اظن انك كبرت على التنطيط من على الاسوار ، 

 و اظن برضة انك كبرت على انى الفت نظرك للاصول و اللى يصح و اللى مايصحش

سامى ببرود : فى ايه يا رحيم ، ما تقول انت عاوز ايه و تتكلم على طول

رحيم : ماشى يا سامى ، هتكلم على طول ، طول ما انا و ابويا مش موجودين فى البيت ياسامى … ممنوع تخطى عتبته مهما كانت حجتك او مهما ان كان عذرك 

سامى بسخرية : ايه يا ابن عمى ، انت بتمنعنى من دخول بيتك




رحيم بغضب : انا بفكرك بالاصول اللى نسيتها يا سامى ، البيت دلوقتى فيه حريم ماهماش من محارمك ، تدخله ليه و انا و عمك مش موجودين ، و لعلمك .. سِليمة حكتلى على كل الكلام الفارغ اللى قلتهولها ، و لازم تفهم انى مش هيهدالى بال لغاية ما اعرف انت بتخطط لايه بالظبط يا … يا ابن عمى 

رحيم قفل السكة و بص لسِليمة لقاها مبرقة عنيها و حاطة ايدها على قلبها فقال لها : انتى عاملة كده ليه

سِليمة بقلق : كنت خايفة لا تقول له على الكلام اللى قالته سهير هى كمان

رحيم بشرود : لاا ، سهير دى عاوزة قاعدة 

عند سامى اول ما رحيم قفل .. رمى تليفونه بعزم ما فيه خبطه فى الحيطة نزل متكسر ، و سهير اتخضت من منظره فقالت له : رحيم كان بيتخانق معاك ليه

سامى بغيظ : اخر حاجة كنت متوقعها انها تحكيله على حاجة 




سهير بشهقة و هى حاطة ايدها على بقها : قالت له على الكلام اللى انا قلتهولها

سامى بغيظ : ما اعرفش ، ما جابليش سيرتك ، كل كلامه عن مرواحى و هو مش فى البيت ، و قال ان سليمة قالت له على كلامى ليها ، بس ما قالش هى قالت له ايه بالظبط

سهير بغيظ  : ااه منها الفلاحة اللئيمة ، طب و العمل ، هتتصرف ازاى

سامى : مش عارف ، خلينى بس اشوف هعمل ايه الاول مع ليلى لما اروح لها الصبح

تانى يوم الصبح سامى راح لليلى البنك ، و اللى استغربت جدا لما لقيته عندها فى مكتبها و فالت له بفضول : ما انتش متعود انك تجيلى الشغل ، خير يا سامى ، ايه اللى حصل

سامى بخبث : الحقيقة ان اللى توقعه ربيع طلع مظبوط

ليلى : توقع ايه بالظبط




سامى : اسمعى يا ليلى ، بلاش نلف و ندور على بعض ، انتى فاهمة و انا فاهم ان احنا الاتنين على نفس الموجة ، و انا جيت احذرك ، عبد الهادى و ناهد شكلهم كده بقى فى بينهم و بين بعض استلطاف ، و شكل القصة هتتكرر من تانى ، و بعد ما كوش على نصيب نادية من ورث امها ، هيكوش على ناهد و نصيب ناهد من نصيبها فى الياغمة الكبيرة 

ليلى بغيظ : و انت جبت الكلام ده منين 

سامى بحزم : انا ليا عيونى اللى بتجيبلى الاخبار اللى تهمنى 

ليلى : طب و انت جاى تقول لى انا ليه ، ليه ماقلتش لربيع 

سامى بمكر : اصل انا لو روحت قلت لربيع ، مش هيهون عليه انى اتكلم على اخواته بحاجة كده و اللا كده ، لكن لما الكلام يبجى منك انتى بيبقى حاجة تانية 




ليلى : طب ما هو ممكن يسألنى انا جبت الكلام ده منين .. هقول له ايه

سامى بابتسامة صفرا : بسيطة ، انتى مش عيد ميلاد ربيع بعد كام بوم ، اعمليهوله هناك عند عمى و اطلبى من عمى انه يعزم كل الحبايب ، و هو اكيد من نفسه هيعزم عبد الهادى ، و انتى حطيه هو و ناهد تحت الميكرسكوب و اللى تشوفيه الفتى نظر جوزك ليه مع شوية تحابيش بقى من عندك و من اللى قلبك يحبهم

ليلى بمكر و هى بتوزن كلام سامى فى دماغها : لو طلع كلامك ده حقيقى يا سامى ، ربيع ممكن يولع فيهم هم الاتنين

سامى فى سره … طب يا ريت ، و اهو ابقى خلصت من اتنين .. عشان اعرف افوق للباقى


                  الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-