أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل الحادي عشر11بقلم امنية يونس

        


رواية مرآة الحب

الفصل الحادي عشر 



كانت جالسة بصحبة صديقتها رواء تقص عليها ما حدث 

رواء : لا تحزني رسيل الأفضل قادم فأنتِ تستحقي حب حقيقي 

رسيل بسخرية : لقد فقدت الأمل بوجود حب حقيقي 

قاطعهم صوت أحدهم : مرحباً رواء 





أرهفت رسيل إلي الصوت جيداً وشعرت أنها سمعت ذلك الصوت من قبل 

نظرت لتجدها نفس الفتاة التي حذرتها سابقاً من يوسف وجدتها تقترب من رواء التي احتضنتها بحب 

رواء : أعرفك رسيل تلك صديقتي المقربة علا 

ثم تابعت وهي تشير ناحية رسيل : وهذه رسيل صديقتي الجديدة 

علا بتوتر : مرحباً رسيل 

رسيل بتذكر : هذه أنتِ ؟ 

نظرت رواء إلي كليهما باستغراب : هل تعرفان بعضكما 

رسيل بحدة  : ما هي معرفتك بيوسف وما هي مصلحتك في إخباري بذلك ؟ هل أنتِ أحد أولئك الفتيات ؟ 

علا : اهدئي رسيل الأمر ليس كما تتخيلين أنتِ لم تعرفيني بعد إذا كنتِ تعرفيني لن تكوني لتقولي مثل هذا الكلام 

رسيل بنفاذ صبر  : إذن ما هو الأمر ؟

رواء : اهدئي رسيل لقد بدأ الطلاب في الاحتشاد حولنا ويبدو منظرنا سيئاً 

نظرت رسيل حولها لتجد بالفعل مجموعة من الطلاب ينظرون إليهم بفضول فنظرت لهم شزراً ثم جلست على الكرسي بهدوء 

رسيل بهدوء : حسناً تحدثي 

سحبت علا كرسياً وجلست هي الآخر : أنا لا أعرف خطيبك شخصياً ولكن 

تنحنحت رسيل : خطيبي السابق 

تهللت أسارير علا لسبب ما تجهله رسيل واستغربت رواء كذلك من تلك الابتسامة ولكنها لم تتحدث 

فتابعت علا دون أن تعير استغرابهم اهتماماً : كنت مع قريب لي في مكان عام وشاهدنا خطيبك المزعوم مع فتاة ويتقرب إليها بطريقة لا تليق  لأعرف من




 قريبي أن ذلك الشخص هو خطيب فتاة زميلتنا ويطلب مني أنا أخبرها بحقيقة خطيبها 

رسيل باستغراب : ومن ذلك القريب ؟ وهل أعرفه ؟ 

علا بحرج : آسفة لقد طلب مني عدم إخبارك ثم تابعت بابتسامة مشرقة مفعمة بالأمل ربما يخبرك هو يوماً ما 

نظرت لها رسيل باستغراب أكبر ولكنها لم تشأ أن تضغط عليها 

رواء بابتسامة وهي تمد يدها لرسيل : والآن هلا نكون أصدقاء 

بدأت ابتسامة رسيل في الظهور تدريجياً وهي تمد يدها هي الأخرى : نكون أصدقاء

ابتسمت رواء بسعادة غامرة فقد أصبحوا جميعاً أصدقاء 

هناك علي بعد مئات الأميال في النصف الآخر من الكرة الأرضية كانت ذاهبة إلي مقر شركتها أو بالأحرى شركة والدها والتي تديرها بالنيابة عنه في بعض الأحيان نظراً لمرضه الشديد في الآونة الأخيرة 

كانت تعمل علي حاسوبها المحمول حتي أبلغها السائق بوصولهم إلي مقر الشركة نزلت من السيارة لتدخل إلي الشركة في حين ذهب السائق بالسيارة إلي جراچ الشركة كانت قد أوشكت على الدخول للشركة لتلاحظ شيئاً في الحديقة المحيطة بالشركة اقتربت منه بحذر لتجد أنه شخص نائم وبجانبه حقيبة ضخمة كحقائب السفر نظرت له باستغراب فماذا يفعل بحديقة الشركة 

هزته برفق ليفتح عينيه وينظر إليها باستغراب كأنه قد نسي مكان تواجده 

يوسف بنوم : من أنتِ ؟ 

أوليفيا بغضب : عفواً وهل تجرؤ علي السؤال أنت هنا تنام بحديقة شركتي بكل راحة ثم تستيقظ لتسألني بكل بجاحه من أكون 





نظر لها باستغراب من غضبها الغير مبرر من وجهة نظره لكن وما إن هم أن يتحدث حتي 

تحدثت هي وكأنها قد اكتشفت اكتشافاً عظيماً : لحظة هل أنت متسول ؟ 

نظر يوسف إليها بحدة ثم أعاد النظر إلي هيئته ليجد أن ملابسه مغبره ويلتصق بها بعض الحشائش الخضراء  

يوسف بحدة وغضب : عفواً هل جننتِ ؟ هل قمتِ بدعوتي بالمتسول للتو ؟ 

نفخت في أظافرها ببرود : نعم 

ازداد غضب يوسف أضعافاً : هل تعرفين ثمن ذلك القميص أو البنطال إنهما من أغلي الماركات 

أوليفيا : المرء ليس بملابسه فكثير من المتسولين يرتدون ملابس قيمة 

يوسف بتعالي : وهل تعلمين من أنا ؟ 

أوليفيا بسخرية : لا لم أتشرف بسيادتك إلي الآن هل أنت رئيس الوزراء 

يوسف بحدة : هل تسخرين مني ؟ 

أوليفيا ببساطة : بالطبع أسخر منك من ستكون إذن 

يوسف وهو يعدل لياقة قميصه : أنا المهندس يوسف العدلي من أكفأ مهندسي الديكور والرسامين في الوطن العربي 

أوليفيا :أوه حقاً لذلك لم أسمع عنك من قبل 

كاد يوسف أن يطلق بعض السباب علي كتلة البرود المتحركة أمامه ولكنه تحكم بأعصابه وصمت للحظات حتي يستعيد هدوءه  ثم تحدث : لقد جئت لمقابلة المهندس عمار الخطيب 

أوليفيا : هذا والدي وهو مريض اليوم صحته ليست علي ما يرام في الآونة الأخيرة لذا فأنا أدير الشركة في أحيانٍ كثيرة 

صمتت للحظات ثم تحدثت فجأة وكأنها قد تذكرت شيئاً : لكنك لم تخبرني لمَ كنت تنام هنا كالمتسولين ؟ 





يوسف : أتعلمين أن لسانك في حاجة للقص 

أوليفيا بحدة : أنا لا أسمح لك 

يوسف بلا مبالاة : حسناً سأخبرك لقد وصلت طائرتي منذ ساعات قليلة وجئت إلي هنا مباشرة فوجدت أن الوقت مازال مبكراً فقررت الانتظار حتي يأتي المهندس عمار لكن يبدو أنه غلبني النعاس علي العموم تشرفت بمعرفتك سأذهب الآن 

أوليفيا باستغراب : ولمَ ستذهب ؟ 

يوسف : ألم تقولي إن والدك مريض يأتي في يوم آخر 

أوليفيا : أنتظر لحظة 

أخرجت هاتفها من حقيبتها وتحدثت مع والدها لعدة دقائق ثم نظرت إلى يوسف من أعلي رأسه حتي أخمص قدميه لعدة دقائق حتى تحدثت أخيراً 

أوليفيا : لقد أخبرني أبي أنه كان يتمني لو كان في انتظارك لكن مرضه منعه وسيقابلك قريباً لكن مرحباً بك في الشركة بأي وقت والآن هيا لاستلام عملك

يوسف بتأكيد : الآن 

أوليفيا : نعم هيا 

ودخلت إلي الشركة بشموخ تطرق الأرضية بكعب حذائها العالي يحبها كل من يقابلها باحترام  

أشارت إلى أحد المكاتب : هنا سيكون عملك وأخبرت الموظفين بالمكان عن زميلهم الجديد

نظر لها يوسف والمكتب بصدمة : الأرشيف 

هزت كتفيها ببرود ولا مبالاة : تلك أوامر أبي 





وتركته ورحلت نظر يوسف في أثرها وهو يعلم أن عقاب والده قد بدأ مرت الأيام واستمر يوسف في عمله واستأجر غرفة في نزل متواضع فهذا ما يتناسب مع ما معه من نقود 

أما عند الفتيات فقد ازدادت صداقتهم عمقاً حتي صاروا مثلثاً للصداقة وها قد اقتربت امتحانات نهاية العام 

كانت رسيل جالسة معهم ويبدو على وجهها الشرود والحزن 

رواء : ما بكِ رسيل ؟ لا تبدين علي ما يرام 

علا : هل ما زلتي تفكرين بابن خالتك ؟

رسيل : بالطبع لا لقد نسيت ذلك الموضوع من الأساس  

رواء : إذن ما الذي يضايقك 

رسيل : لقد اقتربت امتحانات نهاية العام 

علا : نعم وما المشكلة في ذلك ؟ 

رسيل بحزن : لقد تغيبت كثيراً وفاتني عدة محاضرات وأبي ليس لديه وقت للشرح لي 

علا : نعم معك حق 

رواء بحماس : لدي فكرة 

نظرت لها رسيل بتركيز : وما هي ؟ 





رواء : ما رأيك أن يشرح لكِ أفضل دكتور بالجامعة ؟

رسيل : ماذا تقصدين لم أفهم ؟

رواء : أقصد الدكتور كريم المهدي 

رسيل : أن أسلوبه رائع في الشرح لقد كان يُدرس لنا العام الماضي لكن ما الذي سيجعله يشرح لنا ؟ 

رواء بتعالي : أنا 

ضيقت  رسيل ما بين حاجبيها : وما علاقتك به ؟  

علا بضحك : يبدو أنها لم تخبرك 

رسيل بعدم فهم : لم تخبرني ماذا 

رواء ببساطة : أن الدكتور كريم هو أخي 

رسيل  : هل تمزحين ؟ 





رواء : بالطبع لا 

رسيل بحدة  : ولمَ لم تخبريني ؟ 

رواء : لم تأتي مناسبة خصوصاً وأنني لا أحبذ أن يعلم أحد في الجامعة عن علاقتي به ومن ناحية أخرى هو لا يدرس لنا هذا العام 

نظرت لها رسيل بحزن ونظرت إلي الجانب الآخر اقتربت منها رواء مقبلة وجنتها 

رواء بملامح طفولية : هيا رسيل لم أكن أقصد صدقيني لا تغضبي 

ابتسمت رسيل علي ملامح رواء الطفولية 

رسيل : حسناً لست غاضبة  





ثم تابعت بمشاكسة مضيفة إحدى عينيها :  يبدو أن علينا احترامك بعد الآن أصدقيني القول هل كنتِ تنجحين بتوصية من أخيكِ 

علا بضحك : كنت أشك في هذا أيضاً 

رواء بعبوس : هل تسخران مني 

اقتربت منها كلاً من رسيل وعلا محتضنين إياها بحب 

رسيل بجدية : لنتحدث بجدية الآن هل شقيقك لديه وقت ليقوم بالشرح لنا 

رواء : حقيقة أنا لا أعرف سأساله أولاً 

هناك أناس تقابلهم في حياتهم لتضميد جروح الماضي ومداوة قلوبنا علاقتنا بهم لا تتغير ومحبتنا لهم لا تقل مهما حدث ومهما طالت المسافات ومهما طال البعد 

انتهي اليوم الدراسي وعاد الجميع إلي منازله وصلت رسيل إلي المنزل لتجد والدتها تحضر طعام الغداء ابتسمت والدتها لها مرحبة بها 

ميرڤت : مرحباً بعودتك حبيبتي 





اقتربت منها رسيل مقبلة وجنتيها : مرحباً أمي ثم نظرت حولها بتساؤل : أين أبي ؟ 

ميرڤت : في غرفة المكتب 

ما إن أتمت والدتها كلماتها حتي ركضت في اتجاه غرفة المكتب 

تمتمت ميرڤت بغضب : أحمل وأرضع وأربي وأسهر لتسأل عن والدها وتركض إليه دون حتي أن تخبرني عن يومها 

طرقت علي باب غرفة المكتب ليسمح لها والدها بالدخول فتحت الباب لتطل بوجهها من الباب 

رسيل : هل أدخل ؟ 

فتح لها والدها ذراعه : بالطبع حبيبتي أنرتِ الغرفة 

اقتربت منه محتضنة إياها لتجده يشاهد جراحة دقيقة علي حاسوبه المحمول 

رسيل بحماس : أبي سمعت عن تلك الجراحة لم يقم بها أي طبيب في مصر إلي الآن 

عماد : نعم فهي جراحة دقيقة تمتد لأكثر من ثماني ساعات 





رسيل : حقاً أريد أن أعرف عنها أكثر 

عماد : حسناً ولكن هيا الآن إلي الغداء حتي لا تغضب والدتك علينا وبعد الغداء سأعطيك الحاسوب لتشاهدي الجراحة وبعدها نتناقش 

صفقت رسيل بيديها بحماس : حسناً موافقة والآن هيا إلي الغداء 

بعد تناول طعام الغداء كانت جالسة علي فراشها تتابع تلك الجراحة بتركيز شديد  وتتناول بعض المقرمشات حتي قاطعها رنين هاتفها أجابت علي الفور دون أن تري هوية المتصل 

رسيل : مرحباً 

المتصل : مرحباً رسيل 

استغربت رسيل الصوت ونظرت إلي الهاتف لنتأكد من اسم المتصل لتجد رقم غير مسجل 

رسيل :من معي ؟ 

المتصل : ألا تعرفين صوتي ؟ 


 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-