أخر الاخبار

رواية مرآة الحب الفصل الثانى عشر12بقلم امنية يونس

         


رواية مرآة الحب 

بقلم أمنية يونس 

الفصل الثاني عشر




رسيل بسخرية : وهل من المفترض أن أعرف صوتك هل أنت مغني مشهور 

المتصل : يبدو أن حس الفكاهة لديك عالي 

رسيل بحدة : هل ستخبرني من أم أغلق الخط 

المتصل : أهدئ رسيل فأنا ليس لدي نية سيئة 

رسيل بنفاذ صبر : إذا لم يكن لديك نية سيئة فلمَ تتصل بي ؟ 

المتصل : رسيل أنا سامر 

اتسعت عينيها بصدمة 

رسيل : أرجوك سامر لقد أغلقت صفحة يوسف من حياتي ولا حاجة للكلام في ذلك الموضوع 

سامر بتردد : ولكني لا أريد الحديث عن يوسف 

رسيل بحدة : وما سبب اتصالك إذن أظن أنه لا يوجد بيننا أي حديث لتتصل بي 

سامر : علي مهلك رسيل بصراحة أنا معجب بك 

منعته رسيل من الاسترسال بحديثه 

رسيل : لا تكمل وإلا تصرفت معك تصرفاً غير لائق لا تنسي أنني كنت خطيبة صديقك 

سامر : رسيل أنا أود خطبتك 

رسيل بجمود : طلبك مرفوض 

أغلقت رسيل الهاتف بوجهه وجلست تنظر أمامها بشرود دخلت والدتها إلي الغرفة تحمل كوباً من عصير المانجو المثلج والذي يتناسب مع حرارة الجو 

وضعت الكوب علي الطاولة التي في الغرفة لتجد رسيل شاردة 

ميرڤت بقلق : ما بكِ رسيل 

أمسكت رسيل بيد والدتها وأجلستها بجانبها علي الفراش وقصت عليها كل ما حدث من مكالمة سامر 

ميرڤت بهدوء  : وما الذي ضايقك طلب سامر أم أنكِ لا زلتي تفكرين بيوسف 





نظرت رسيل إلي والدتها باستغراب من حديثها 

رسيل : بالطبع لا أنا لا أفكر بيوسف مطلقاً بل أكاد أندم  علي كل لحظة أحببته فيها ولكن ما يضايقني أنه بسبب فعلته تجرأ أحد أصدقائه وقام بالاتصال بي كما أنني لا زالت ألملم شتات نفسي وليس لدي أي استعداد لأي ارتباط في تلك الفترة 

جذبتها والدتها إلي أحضانها : حبيبتي حين يأتي الحب الحقيقي يأتي  دون أي مقدمات أو استعداد نفسي منك بل سيأتي ليهدم كل تلك الأسوار التي تحاولين بناءها حول قلبك حبيبتي ليس معني التعرض للخيانة أن نشك في نوايا كل من حولنا فليس كل البشر خائنين وسامر كان يقصد الخير وطالما لم تشعري بأي قبول ناحيته فهو ليس الشخص المناسب 

قالت تلك الكلمات وقبلت رأسها وتركتها ورحلت 

حين يأتي الحب تتلاشي كل الأسوار والحواجز عند رؤيته يرفرف القلب بسعادة عند سماع صوته تكاد السعادة تصل عنان السماء عند رؤية سعادته ترتسم البسمة علي وجهنا تلقائياً باختصار الحبيب هو من يبذل قصارى جهده ليري البسمة مرسومة على وجوهنا مهما كلفه الثمن من يقدم سعادتنا علي سعادته 

كان ذلك هو ما تفكر به ميرڤت بعد أن أغلقت باب الغرفة علي رسيل هي في النهاية تري أن الحب بالنسبة لها يتلخص في كلمة واحدة وهي زوجها عماد وهي تتمني من كل قلبها أن تحظي ابنتها بزوج كأبيها 

كانت شاردة حين لاحظت وجوده خلفها 

 وضعت ميرڤت يدها علي صدرها بفزع : لقد أرعبتني عماد كاد قلبي أن يتوقف لم أكن أعلم أنك تقف خلفي 

اقترب منها مقبلاً أعلي رأسها : سلامة قلبك حبيبتي 

ميرڤت بخفوت : أشعر أن قدمي لا تحملني 

غمز عماد لها وهو يحملها فجأة : طلباتك أوامر حبيبتي إذا كنتِ تريدين مني حملك أطلبيها صراحة لا حاجة إلي تلك الحجج 

ضربتها بقبضتها في كتفه وهي تدفن رأسها في صدره بسعادة 

ابتسم عماد علي حركتها : لن أغضب منك فكما يقال في المثل ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب 

ابتسمت ميرڤت بسعادة علي حب زوجها والذي تحمد الله عليه كل يوم 

كانت رواء جالسة بغرفتها تذاكر دروسها حتي قاطعها صوت طرقات علي باب الغرفة لتسمح للطارق بالدخول 

دخل شقيقها إلي الغرفة وجلس على الكرسي المجاور لفراشها 

كريم : مساء الخير 

رواء : مساء الخير أخي كيف حالك ؟  لقد أنرت غرفتي المتواضعة 

كريم : هي منيرة بوجودك أنا بخير ماذا عنكِ أنتِ ؟ 

رواء : أنا بخير كيف يسير عملك أخي ؟ هل انتهيت من بحث الترقية 

كريم  : كل شيء يسير علي ما يرام لا تقلقي رواء 

 تنحنحت رواء وتحدثت بأدب : أخي كنت أريد أن أطلب منك طلباً 






كريم : كنت أعلم أنكِ تريدين شيئاً 

رواء : كنت أريد أن تشرح لي بعض الأجزاء من المنهج 

كريم : لا مشكلة في ذلك 

رواء بحرج : ولكن لن أكون وحدي 

كريم : هل تقصدين علا لطالما شرحت لكما معاً 

رواء بحرج أكثر : في الحقيقة هناك صديقة أخري ستأتي معنا 

كريم باستغراب : من هي ؟ 

رواء : أنها صديقتي رسيل 

صمت كريم للحظات ثم تحدث أخيراً : لا مشكلة لدي حددوا موعد مناسب يوم الجمعة في النادي 

احتضنته رواء شاكرة إياه : شكراً لك أخي 

ربت علي رأسها : العفو حبيبتي 

أسرعت رواء إلي هاتفها لتخبر رسيل عن موافقة أخيها 

رواء : مرحباً رسيل كيف حالك 

رسيل بفتور : أنا بخير 

رواء باستغراب : ما بك رسيل 

قصت عليها رسيل ما حدث معها 

رواء : لقد أنهيتِ الموضوع وانتهي الأمر لا تشغلي بالك بما يؤرقك والآن لدي مفاجأة سارة لكِ 

رسيل بفضول : ما هي ؟ 

رواء بتعالي  : خمني  

رسيل بنفاذ صبر : أخبريني رواء وإلا سأغلق الخط 

زفرت رواء بغضب : أوه لا يستطيع أحد أن يمزح معك حسناً سأخبرك لقد وافق أخي علي الشرح لنا 

هبت رسيل من مكانها واقفة على الفراش وقالت بعدم تصديق  : هل تمزحين ؟ 

رواء : بالطبع لا أمزح وسنبدأ من يوم الجمعة أخبري والديكِ ثم نتفق على موعد إلي اللقاء 

أغلقت رسيل الهاتف وتمددت علي الفراش فشعرت بثقل في جفنيها فقررت إخبار والديها غداً صباحاً وراحت في ثبات عميق 

أما عند أوليفيا كانت ترتدي ملابسها استعداداً للذهاب لعملها حتي سمعت طرقات علي باب غرفتها تبعها دلوف مدبرة المنزل إلي غرفتها لتخبرها بأن تمر علي والدها قبل الذهاب للعمل 

انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت من غرفتها في اتجاه غرفة والدها ولكنها قابلته في الردهة وهو يرتدي حلته 

أوليفيا باستغراب : إلي أين أنت ذاهب أبي ؟ 

عمار : إلي الشركة هل ظننتِ بأنني قد مرضت ولن أستطيع متابعة عملي 

أوليفيا مقبلة وجنته :  بالطبع لا أبي ولكن الطبيب قد طلب منك الراحة 





عمار بحدة : راحتي في العمل والآن هيا بنا كي لا تتأخري علي عملك ويفصلك المدير

ابتسمت أوليفيا بمشاكسة : لا أهون عليه فأنا ابنته الوحيدة 

عمار بحنان : بالطبع لا تهونين عليه فأنتِ حبيبة قلبه 

ثم تابع بحدة وحزم مصطنع : ولكن العمل عمل هيا أمامي إلي العمل 

وصل عمار وابنته أوليفيا إلي العمل وجلس عمار علي الكرسي المخصص له ورفع سماعة الهاتف طالباً رؤية يوسف في حين ذهبت أوليفيا لممارسة عملها 

بعد مرور لحظات كان يوسف يقف أمامه وعيني عمار تتفرسه من رأسه حتي أخمص قدميه بصمت في حين كان يوسف مبهوراً فها هو يقف أمام عملاق من عمالقة هندسة الديكور في العالم وكان ذلك أحد أسباب موافقته على السفر إلي هنا 

شعر يوسف بالتوتر من مراقبة عمار له خصوصاً أن لم ينبت ببنت شفة أخيراً بعد مرور عدة دقائق ازداد فيها توتر يوسف حتي أنه يكاد يسمع دقات قلبه ويشعر بحبات العرق تتساقط على جبهته 




أخيراً تحدث عمار : مرحباً بك يوسف 

يوسف : مرحباً بك سيدي 

عمار : اجلس يوسف 

جلس يوسف علي مقعد أمام مكتب عمار 

أخذ عمار يتحدث مع يوسف في أمور شتي متعلقة بعملهم وغيره وكم شعر أن يوسف شخص مثقف 

عمار : يمكنك الانصراف يوسف ولنا جلسة أخري 

خرج يوسف من المكتب وهو يشعر بالسعادة للحديث مع عمار أما عمار كان ينظر في أثره بشرود وهو يشعر أن يوسف يستحق الترقية بعمله وأن يعمل بمكان أفضل لكن الوقت لم يحن بعد 





طرقت أوليفيا باب مكتب والدها ليسمح لها بالدخول 

أوليفيا : أبي ميعاد الدواء الخاص بك 

ابتسمت عمار بسعادة : أتعلمين أوليفيا أنتِ هي الهدية التي أهدتني إياها والدتك قبل رحيلها 

ابتسمت له أوليفيا بحزن وهي تلمح تلك اللمعة في عيني والدها حين يتحدث عن والدتها الراحلة رغم مرور أعوام عديدة علي رحيلها ولكنها حبيبته التي  تحدي الجميع للفوز بها فأمها روز كانت بريطانية مسيحية في حين كان والدها عربي مسلم ولكنه وقع بغرامها عند رؤيتها وهي يدرس بلندن وعند عودته عرض الأمر على عائلته والتي قابلت طلبه بالرفض القاطع ليتحدى الجميع ويتزوج بها لتعتنق الدين الإسلامي بعد زواجهم بفترة قصيرة مما جعل




 عائلته تقبل بها جزئياً ولكن ظلت هناك فجوة بينها وبين أهله مما جعله يؤثر الحياة بلندن لتمر عدة سنوات ويتوج حبهم بابنتهم أوليفيا التي ما إن صار عمرها ستة عشر حتي رحلت أمها لتعيش هي ووالدها في ذلك البلد علي ذكريات والدتها الراحلة 

عماد : أين شردتِ 

رسمت أوليفيا ابتسامة علي وجهها : لا أبداً انظر لقد أردت أن تري بعضاً من تصميماتي 

عماد : حسناً هيا لأرى 

جلس والدها علي الأريكة الموضوعة بمكتبه لتجلس بجانبه وتعرض عليه تصاميمها والتي أعجب بها كثيراً ففي النهاية هي تلميذته 

استيقظت رسيل في اليوم التالي بهمة ونشاط وجدت والديها يجلسان في الشرفة يحتسيان فنجانين من القهوة 

رسيل : صباح الخير 





ميرڤت وعماد بصوت واحد : صباح الخير حبيبتي 

جلست رسيل علي أحد الكراسي الموضوعة وهي تفرك يديها بتوتر :  أبي أمي  أريد أن أطلب شيئاً 

عماد بحنان : تفضلي حبيبتي 

لتقص عليهم ما حدث من أن بعض المحاضرات قد فاتتها وعن عرض رواء وموافقة أخيها 

صمت والدها للحظات ثم تحدث : ما اسم أخيها كريم الصواف 

عماد :أه أنا أعرفه لقد كان تلميذي لا مشكلة لدي تعرفين لو كان لدي وقت لم أكن سأتأخر عنكِ أبداً 

قبلت وجنته شاكرة إياه : شكراً لك أبي 

حتي قاطعهم رنين جرس الباب 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-